الخميس، 25 يونيو 2015

العالم العامل


العالم العامل

بسم الله الرحمن الرحيم

((وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ))(سورة هود/الآية 111 )
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .

لايخفى على عاقل الدور العظيم للعلم في حياة الانسان فهو نور وهو حياة، والناس هلكى الا العلماء ، وهذا ان شاء الله واضح بين ولكن الامر لايقف عند هذا الحد بل يجب ان يصاحب العلم العمل لكي لايكون الفرد مصداقا لقوله تعالى((مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))(سورةالجمعة/الآية 5 )
وفي هذا الموضوع اود التطرق الى نقطتين مهمتين :

اولاـ
الدور المهم للعمل بالعلوم الصالحه والمعارف الحقه ، ولابراز هذا الدور اتشرف بنقل الروايات التاليه ومن الله التوفيق والسداد.

يروي الشيخ الكليني بسنده ، عن أحمد بن محمد البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي سعيد القماط، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " قال أمير المؤمنين عليه السلام:
ألا اخبركم بالفقيه حق الفقيه ؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفكر.. "

وروى الشيخ الكليني: عن محمد بن علي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن حماد بن عيسى، عن عمر ابن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يحدث عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في كلام له: " العلماء رجلان: رجل عالم أخذ بعلمه فهذا ناج، وعالم تارك لعلمه، فهذا هالك، وأن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه، وإن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله فاستجاب له، وقبل منه فأطاع الله، فأدخله الله الجنة، وأدخل الداعي النار بتركه علمه، واتباعه الهوى وطول الامل، أما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وطول الامل ينسي الآخرة .
وعن الشيخ الكليني ايضا بسنده ، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن عبد الله بن القاسم الجعفري، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
" إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفا "


ثانيا ـ
من الروايات الشريفه المذكوره في النقطه (اولا )اعلاه يتبين بوضوح عدة معاني بالغة الاهميه ومنها :ـ
1ـ ان العلوم تنقسم(باعتبار ما) الى قسمين رئيسين :ـ
ا ـ العلوم المرضيه لله تعالى وهي العلوم المؤديه الى معرفة الله ونيل مرضاته وبها يكسب الانسان السعاده الحقيقيه الابديه
ب ـ العلوم الغير مرضيه لله تعالى وهي العلوم المؤديه الى ضلال الانسان وايقاعه في معاصي الله ومن ثم ايصال الانسان الى الشقاء الحقيقي الابدي(نستجير بالله)
2:ـ يجب على من درس العلوم الالهية ووعى مافهم منها ، ان يصاحب هذا الوعي وهذا الفهم ، العمل بما وعى وفهم لكي تترسخ هذه العلوم النبيله والا (مجازا ومسامحه)مافائده تقليد الحمار بقلائد الذهب ؟
والادهى والامر اذا انقلب العالم الى اداة من ادوات ابليس عليه اللعنه وسوء العذاب ليكون صاحبه مصداقا لقوله تعالى((وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ))(سورة الأعراف/الآية 176 )(نستجير بالله )
وصدق من قال :
اذا فسد العالم(بكسر اللام)، فسد العالم (بفتح اللام)، فهنيئا لكل من تمسك بعلماء آل محمد الطيبين الطاهرين الابرار ، اللهم اجعل اخوتي واجعلني من المتمسكين بعلماء آل محمد المخلَصين بحق نبينا المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.
المصدر :ـ
كتاب (الكليني والكافي ) للشيخ عبد الرسول الغفاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق