الأربعاء، 22 أبريل 2015

القطاع التربوي



القطاع التربوي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
من أهم أجزاء المقاومة العلمية ومن الركائز المهمة الداعمة للمقاومة الفكرية ، القطاع التربوي ؛ كونه الأساس والقاعدة لكل بناء علمي وفكري وعقائدي وثقافي وديني..
ومن هذا المنطلق يتم تسليط الضوء على هذا القطاع ومن الله التوفيق .
إن القطاع التربوي بالمنهج التعليمي الأكاديمي الحديث بدأ في العراق عام 1921 ، وذلك بعد إنشاء الدولة العراقية المعرفة باسم الحكم الوطني الملكي وقد بدا التعليم بداية بسيطة بمدارس محدودة العدد مقتصرة في الأعم الأغلب على أبناء الميسورين وخصوصا في المدن
أما القصبات والقرى والأرياف فكان حضها في هذا المجال يكاد يكون معدوما , وكان مستوى النمو في هذا المجال بطيئا إلى منتصف الستينات من القرن الماضي ، ثم بدا المستوى بالصعود ولمدة عقد من الزمن أي إلى منتصف السبعينات من القرن الماضي وصل المستوى في قطاع التربية إلى مرحلة جيدة إذا ماقورن بالدول العربية والإسلامية بل انه نافس الدول المتقدمة في مجالات التربية والتعليم الأكاديمي آنذاك وهذا المستوى التصاعدي شمل القطاع التربوي بمفصليه الحكومي والأهلي وما ينقسم إليه كل مفصل من أقسام كرياض الأطفال والمدارس الابتدائية والمتوسطة والاعداديات الأكاديمية والمهنية ولكلا الجنسين..
وما يلحق بهما من مناهج تعليمية ودور طباعة ومختبرات ومكتبات..
فازداد عدد المدارس وكانت المناهج التعليمية مقبولة نوعا ما وان كان هنالك تقصير في مناهج التاريخ والتربية الإسلامية ...
ولكن كان مستوى التعليم مقبول والكادر التعليمي يحظى بمكانة جيدة في المجتمع لأنه مجد في غالبيته بأداء وضيفته التربوية التعليمية النبيلة , ولكن بعد ذلك بدأت الهجمات على هذا البلد ومفاصله المهمة ومنها هذا القطاع (التربوي) فلم يروق للطواغيت هذا التقدم فشنت الحرب على أيدي البعثيين هذه الفئه العجيبة التي هي اخطر من الفكر البعثي , فغالبا ماتكون الخطورة في الأحزاب والحركات ...
بما تطرحه من فكر ماعدا البعث في العراق فان البعثيين أسوء من الفكر البعثي بل إن غالبية البعثيين في العراق لافكر لهم ولا يحملون أي مبدأ مقبول أو معقول يرتكزون عليه , فهم يكرهون العلم والمتعلم بأي علم كان ويكرهون صاحب الأخلاق وصاحب الدين وأصحاب الحرف والمهن ...
لأنهم مجموعه من الناس الذين لم يجدوا شيئا يصلون من خلاله إلى تحقيق مآربهم سوى الفناء في هذا الحزب الشيطاني ليسدوا به نقصهم , والذي لم يعش في العراق في تلك الفترة قد يظن إني أبالغ في هذا الوصف مع انه دون حقيقتهم بكثير , ويكفي برهان على ذلك إن سيدنا محمد باقر الصدر (قدس)ناقش الأفكار الخاطئة المطروحة آنذاك كالفكر الماركسي إلا انه مع البعث قال (لو كان إصبعي بعثيا لقطعته)
فنستشف من هذه المقولة العظيمة بعض المعلومات والتي منها:ـ
ا ـ إن البعث أشبه بالسرطان الخبيث الذي ليس له حل سوى البتر
ب ـ كان مستوى وحجم البعث [(في الوقت الذي أطلق الشهيد الصدر الأول مقالته فيه )]
لازال بحجم الإصبع من جسم العراق فلو ترك هذا الإصبع المصاب بالسرطان(البعث)دون قطعه لانتقل وبائه إلى جميع الجسم ولأصبح من الصعوبة التخلص منه والقضاء عليه
وفعلا وقع المحذور وحدث مايحتاج إلى مجلدات لبيان بعضه .
فقام هؤلاء البعثيين وخصوصا بعد اندلاع الحرب على الجمهورية الإسلامية عام 1980 وقتلهم لسيدنا الشهيد محمد باقر الصدر(قدس)وجملة من العلماء والمخلصين بتسييس التعليم والتلاعب بمناهجه وخاصة التاريخية والدينية ..
وفُرض الانتماء إلى حزبهم بالإكراه ...
فبدا مستوى التعليم بالركود ثم التدني شيئا فشيئا وأصبحت الكثير من المدارس مقرا لمنظماتهم الحزبية ومن الغرائب إن بعض أسباب بقاء مفصل التربية مستمر بالحياة في تلك الفترة هو إن غالبية الطلبة مستمرين بالدراسة ويجتهدون بالتعليم لأجل التهرب من الجيش وعدم الانجرار بحروب الهدام لا لأجل التعليم ؟
وقد التفت البعثيين إلى ذلك لاحقا فتلاعبوا بعملية القبول المركزي وراح ضحية مكرهم الكثير من الشباب الذين لم يتم قبولهم بأي جامعة أو معهد بالرغم من نجاحهم في مرحلة الاعداديه وحصول الكثير منهم على معدلات عالية , وقد قتل الكثير منهم في المعارك , والبعض الآخر أصيب بعوق في جسمه
وكانت تلك الفترة مظلمة مرعبة مليئة بالآلام والأحزان والخوف ...
وقد ذاق هذا الشعب الويلات من الهدام والبعثيين أمام مسمع ومرأى العالم بأسره ولكن من دون ناصر ومعين سوى الله وعترة أهل البيت الطاهرة(عليهم السلام)
واستمر هذا الحال إلى مطلع التسعينات في مرحلة مابعد الانتفاضة الشعبانيه
حيث بدأت هجمة جديدة من الغرب الكافر وهي هجمة الحصار المفروض على الشعب العراقي لأنه انتفض على عميلهم الهدام صنم البعثيين فتسرب اثر ذلك الكثير من التلاميذ من المدارس نتيجة الأزمة الاقتصادية وانخفض مستوى التدريس بسبب الرواتب المجحفه التي كان النظام المقبور يعطيها للموظفين ومنهم الكادر التعليمي
وتسرب الكثير من التدريسيين إلى خارج العراق للعمل هنالك والحصول على رواتب أفضل مما هي عليه بالعراق..إلى فترة احتلال العراق من قبل الغرب الكافر وزوال الهدام وبعض مرتزقته عام 2003
وهذه الفترة المستمرة إلى اليوم حيث الـ ...
(واقع العلمي والتعليمي في العراق في تسافل دائمي)[(من استفتاء للسيد القائد)]
ولازال فيها هذا القطاع مظلوم ويعاني من أمراضه السابقة اضافه إلى مالحقه من أمراض جديدة لم تكن موجودة في السابق ومن هذه الأمراض مايلي:ـ
ا ـ لازالت هنالك شحة في عدد المدارس (حيث قدرت الاحصائيات ان البلاد تحتاج الى بناء 6000 مدرسة اضافيه)خصوصا في المناطق النائيه من قرى وأرياف في وسط وجنوب العراق والمضحك المبكي إن هنالك مدارس جيدة البناء تم تهديمها في هذه الفترة لإعادة بنائها ولكنها إلى اليوم لم تبنى بحجة إن المقاولين سرقوا الأموال وهربوا ؟
2 ـ من المخجل انه لازالت هنالك مدارس طينية وخصوصا في جنوب العراق والتي يجلس فيها بعض التلاميذ على الأرض ؟
بحالة يذاب لها قلب الغيور حسرة وألما، خصوصا وإن هؤلاء التلاميذ يسكنون في أغنى بقاع المعمورة بل أنهم يطفون على بحار من الخيرات ومنها النفط والزئبق الأحمر !
والى الله المشتكى من آكلي أموال يتامى أبوي هذه الأمة :ـ
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)وعلي(عليه السلام)
والى الله المشتكى من الساكتين عن هذا الظلم والجور وقد تم تصوير بعض من هذه المدارس ونشرها في وسائل الإعلام المختلفة ولكن دون منقذ سوى استغاثة ودعوات سيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله))
وآخرها دعوات مطلع هذه السنه التي خصصها سماحته لخدمة هذا القطاع وقد علمت من مختصين إن المعنيين في وزارة التربية رفضوا المعونات المالية التي أمر بها سيدنا القائد من اجل دعم هذا القطاع كون الأموال المخصصة لدعم هذا القطاع في الميزانية الاتحادية موجودة وتكفي لسد الكثير من الاحتياجات؟
3 ـ نقص في أعداد الكوادر التعليمية مع إن الخريجين العاطلين عن العمل يتجاوز عددهم الآلاف ، وبالرغم من وجود الكثير من الطيبين الساعين للحفاظ على مايستطيعون الحفاظ عليه في هذا القطاع طلبا لرضا الله , إلا إن إصابة البعض من الكادر التعليمي بهوس جمع المال بأي طريقة كانت فانتشرت ظاهرة الدرس الخصوصي بشكل كبير وقيام البعض بتسريب الأسئلة الامتحانية، والى غيرها من أفعال تسيء لسمعة هذا القطاع , وما ذلك إلا لضعف الوعي الديني والأخلاقي فانخفض مستوى التعليم بشكل خطير ، وضعف الاحترام بين بعض التلاميذ وبعض الكوادر التعليمية ...وكذلك ضعف الاحترام بين بعض اسر التلاميذ وبعض الكوادر التعليمية ...
4 ـ المناهج التعليمية وخضوعها للأهواء السياسية والطائفية والعنصرية ..حيث وصف سيدنا القائد (في احد الاستفتاءات)الكثير من هذه المناهج بأنها (مناهج مخالفة للقواعد العامة العقلية والفقهية والكثير منها بعيد عن روح الإسلام)، وإعادة طبع هذه المناهج مرارا من اجل الكسب المالي الحرام ، إضافة إلى قلة المختبرات والمكتبات وقاعات الرياضة والمرافق الصحية ...
5 ـ استشراء الفساد الأخلاقي والديني والإداري عند الكثير من المسئولين على هذا القطاع ، فهدرت أموال طائلة بحجة الترميم الذي لم يتعدى في بعضه على الصبغ الخارجي للجدران ، ولو استغلت هذه الأموال بصوره صحيحة لكان الحال أفضل بكثير مما هو عليه ألان ،إضافة إلى ذلك توجه الكثير من المسئولين على أساس مصلحي وعنصري وطائفي في سلوكهم وقيادتهم لمواقعهم وانحسار مستوى التصرف وفق مايليق بالانسانيه والأديان الالهيه والوطن والمصلحة العامة وذلك لأنهم يرون المتصدين للعملية السياسية يتصرفون وفق هذه الأهواء والنزعات ..
وكأن المحاصصة والفساد والانحراف أصبح قانون هذه المرحلة فانتشرت الكثير من السلبيات كتزوير الوثائق والأوامر التعيينيه وإعطاء المناصب وفق العلاقات الوضيعة والرشاوى وما إلى ذلك ...فهل سمعت أو قرأت إن وزيرا للتربية وحمايته يطلقون النار في مركز امتحاني ولكن حدثت هذه الاعجوبه عندنا وكأنها حادثة اعتيادية مع إنها جريمة وقحة بحق حرمة هذا القطاع .
إن ماذكر أعلاه قطرة من بحر هذا القطاع النبيل وما رافقه من أحداث , وأهلنا الطيبين متعايشين يوميا مع ألآم وأحزان هذا القطاع
فان قيل وماهية الحلول للنهوض بهذا القطاع وما هي المعالجات للشفاء من أمراضه ؟
ويكون بعض الجواب على هذا التساؤل المهم ، مايلي:ـ
من البديهي إن هذا القطاع لايمكن إيفاء بيان حلول مشاكله بهذه العجالة المختصرة
فهنالك مسؤولية كبيره تقع على عاتق الدوله بكافة مؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية والاعلاميه ..
للقيام بواجباتها اتجاه هذا القطاع إضافة إلى المؤسسات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني وعوائل الطلبه ، ومن ثم الكادر التربوي والتلاميذ ، وقد بين لنا الشارع المقدس ماهي واجبات كل فئة من هذه الفئات وماكان منه مجمل بينت العترة الطاهره(عليهم السلام) تفصيله ، فـ ((مَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ , وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ))(سورة الزلزلة/ الآيتين (7، 8)
وكلنا راع وكل منا مسئول عن رعيته ، ثم ألَسنا في محضر الله جل جلاله :
((ولا تعملون مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ))(سورة يونس/ الآية 61 )
وليس ذلك فحسب بل إن أعمالنا صالحة كانت أم طالحة , فهي تعرض على حبيب الله المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) والعترة الطاهرة (عليهم السلام)
((وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ))(سورة التوبة/ الآية 105 )
وعرفانا وشكرا لكل معلم ومعلمة ننقل هنا بعض الأحاديث الواردة عن العتره الطاهرة (عليهم السلام) وكما يلي:ـ
ا ـ نقل عن مولانا زين العابدين علي السجاد (عليه السلام)في مورد رعاية الأدب أمام الأستاذ في رسالة الحقوق ، قال(عليه السلام):
وحقّ سائسك بالعلم التعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه وأن لا ترفع عليه صوتك ولا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب ولا تحدّث في مجلسه أحداً ولا تغتاب عنده أحداً وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه ولا تجالس له عدواً ولا تعادي له ولياً فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنّك قصدته وتعلّمت علمه لله جلَّ اسمه لا للناس»] .
ب ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:
إن معلم الخير يستغفر له دواب الأرض وحيتان البحر، وكل ذي روح في الهواء، وجميع أهل السماء والأرض، وإن العالم والمتعلم في الأجر سواء، يأتيان يوم القيامة كفرسي رهان يزدحمان.
ج ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: معلم الخير تستغفر له دواب الأرض، وحيتان البحر وكل صغيرة وكبيرة في أرض الله وسمائه.
هكذا يعلمنا سادتنا وقادتنا (عليهم السلام)ولكن الحذر كل الحذر من أن[(نجعل من المعلم المنحرف والمعلم الذي يميل إلى الشرق أو الغرب، أو المتربي شرقياً أو غربياً، أن نجعله معلماً للأولاد الذين لهم نفوس صقيلة كالمرآة، وتعكس كل شيء. إن من السذاجة أن نسلّم شبابنا لمعلم متأثر بالشرق فيجعل منهم شرقيين، أو متأثر بالغرب فيجعل منهم غربيين ، إن من السذاجة أن نتصور بأن التخصص هو المعيار فقط ، وإن العلم هو المعيار، بل إن العلم الإلهي ليس معياراً أيضاً وعلم التوحيد أيضاً ليس معياراً، وعلم الفقه والفلسفة أيضاً ليس معياراً، ليس هناك أي علم يكون هو المعيار، إنما المعيار هو ذلك العلم ، وسعادة البشر في ذلك العلم الذي فيه تربية ، الذي يُلقى من المربي، الذي يلقى البر من ذلك الذي تربى تربية إلهية.
لو كانت جميع مدارسنا هكذا ، سواء مدارس العلوم الإسلامية أو مدارس العلوم الأخرى ، ووجدت الاستقامة وزال الانحراف فإنه سوف لا تمضي فترة طويلة إلاّ ويصلح جميع شبابنا ـ الذين هم أمل هذه البلاد في المستقبل ، وينشأ الجميع لا شرقيين ولا غربيين ، ويسلكون جميعاً الصراط المستقيم .
إن من السذاجة أن نفكر بأنه يكفينا وجود أشخاص يملكون العلم ، بل يجب أن يملكوا العلم والتربية ، أو على الأقل أن يمتلكوا العلم ولا يكونوا منحرفين ، إننا نريد نشر العلم ونستفيد من علم العلماء، فيجب أن يكون العلم غير منحرف على الأقل ، ولا يرتبط بالشرق أو الغرب ، أن لا يكون الوضع هكذا بحيث يكون معلمونا ومربوا شبابنا من المتربين في موسكو أو واشنطن.
إن من السذاجة أن نفكر بأننا نستطيع أن نستفيد من جميع أهل التخصصات مهما كان حالهم .
إنه لا يمكن الاستفادة منهم ، فلو شافى المتخصص مرضنا الظاهري ، فإنه سيوجد لنا أمراضاً باطنية ، إنه سيرجعنا من مرض ضعيف إلى مرض شديد، ومن مرض صغير إلى مرض كبير، يجب أن ننتبه إلى جميع الأمور.((التربية والمجتمع مظاهر عينية من فكر الإمام الخميني"قده"))]
اكتفي بهذا القدر مراعاةً للاختصار وان شاء الله أتعرض لذكر بعض الجوانب الأخرى في البحوث اللاحقة عسى أن نفي بجزء بسيط من حق القطاع التربوي وحق المدرسة هذه الأم الثانية والرحم الطاهر الثاني التي إن أعددتها بما يرضي الله تعالى أعددت جيلا طيبا طاهرا فالنفوس الطيبة تؤمل في المدارس وأبنائها الأمل الكبير فللمدارس منا أبناء وأتباع ومحبي الشهيدين الصدرين (قدس)خالص الود والتقدير والاحترام فمهما قلنا وفعلنا لانستطيع رد الجميل فمثلما يحن الولد إلى أمه التي ولدته كذلك هو يحن إلى المدرسة التي ربته وعلمته وترى فينا من يتمنى بين فترى وأخرى أن يزور مدرسته ويُقَبل حيطانها وتدمع عيناه شوقا لها
فكيف إذن بالمدرسة العظيمة مدرسة التوحيد الكبرى مدرسة الحبيب المصطفى وآله الشرفا هذه الجنة العاليه التي لاتسمع فيها لاغيه .
اسأل الباري أن يعجل فرج مولانا ولي الله الأعظم لتسعد الأرض ومن فيها ببركات هذه المدرسة العظيمة ولكي لاتبقى لمدارس الظلم والجور أي باقية ، إن الله على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم .

من مصادر ومراجع البحث:ـ
1 ـ القرآن الكريم
2 ـ بحار الأنوار للشيخ محمد باقر المجلسي
3 ـ التربية والمجتمع مظاهر عينية من فكر الإمام الخميني"قده"
4 ـ استفتاء مقدم لسيدنا القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) عن المدارس بمناسبة بدأ العام الدراسي الحالي.

المقاومة الاجتماعية

المقاومة الاجتماعية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
مما علمنا إياه مولانا المصطفى الخاتم(صلى الله عليه وآله وسلم )أن الحرب العسكرية مع أعداء الله تسمى بالجهاد الأصغر ، وبلسان اليوم تسمى بـ (المقاومة العسكرية)
أما الحرب مع النفس الأمارة بالسوء ومع إبليس فتسمى بالجهاد الأكبر ، وقد يكون من أسباب تسميتها بالجهاد الأكبر لخفاء العدو الذي نحاربه وقربه منا فالإنسان المؤمن في هذه الحرب إنما يقاتل نفسه ويقاتل الشيطان الذي يجري منه مجرى الدم .
هذا من جهة ومن جهة أخرى فان الحرب العسكرية مهما طالت فان لها مدة معينة ، أما حرب النفس الأمارة بالسوء وصديقها إبليس فإنها لا تنتهي حتى لو قتل المؤمن نفسه الأمارة ، فان إبليس (عليه اللعنة) يستغل فترة بقائه إلى يوم الوقت المعلوم ويبقى يشن هجماته على الفرد المؤمن ليلا ونهارا .
اوليس الفرد المؤمن مرتبط بالمجتمع ، ونتيجة هذا الارتباط تترتب عليه مسؤوليات جمة وحقوق كثيرة فلابد وهذه الحال أن يتفاعل معها بما يرضي الله جل جلاله ، لذا فهو من جهة في تكامل مستمر لذاته ومن جهة أخرى يسعى في تكامل الآخرين من خلال بذل الجهد في إيصال الخير إليهم ودفع الشر عنهم ، وقد تجلت في هذا البلد المقدس صور واضحة لأقسام الجهاد فمن مرحلة الجهاد الأصغر إلى مرحلة الجهاد الأكبر ومن ثم مرحلة المقاومة الثقافية والفكرية والسياسية والاجتماعية...
وفي هذا المقال نخص بالذكر المقاومة الاجتماعية ، ونذكر بعض ما يتعلق بها ضمن النقاط الوارده في ادناه ، ومن الله التوفيق .
1 ـ من الطبيعي إن حربنا مع أعداء الله مستمرة ولها صور متعددة وعلى لسانهم تكتيكات مختلفة فحينما ينسحبون عسكريا من ساحة المعركة فإنهم لن ينسحبوا من الهجمات الأخرى وهي بالتأكيد اخطر وأشرس من المعارك العسكرية والدليل على ذلك إن القتيل في المعركة العسكرية وهو ثابت اليقين فانه شهيد قد فاز بحسن العاقبة وانتقل إلى جوار ربه في مقعد صدق عند مليك مقتدر أما القتيل في المعارك الفكرية والاجتماعية ...فأن نتيجته سلبية أكيدا وفي اغلب الأحيان يكون مصيره الشقاء الأبدي .
2 ـ كان الناس ومن ضمنهم قبائل العرب بالخصوص (كون الرسالة الإسلامية انطلقت من رحم أمتهم) يمتلكون بعض الخصال الحميدة بالإضافة إلى وجود بعض الخصال السيئة ، فبعث الباري (جل جلاله ) حبيبه صاحب الخلق العظيم محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ليتمم مكارم الأخلاق ، فانتعشت به (صلى الله عليه وآله وسلم) الخصال الحميدة :
كالكرم والمروءة والنخوة وحفظ العهد...
وحوربت عادات الجاهلية كوأد البنات ، والتمايز العرقي والطبقي ...
وقد رأينا مصداق ونموذج حي لهذا التغيير على يد سيدنا المولى محمد محمد صادق الصدر(قدس) ، فقد كانت هنالك عادات وتقاليد سلبية في المجتمع العراقي تراكمت من سنين طوال كقيام أبناء العم بتجميد زواج بنت عمهم بما يسمى بـ (النهوة) وكذلك القيام بفك معظم النزاعات القبلية بـطريقة (الفصل بالنساء) وهذه المرأة التي تسمى بـ (الفصلية ) تُزوج في اغلب الأحيان لأصحاب العاهات أو العجزة وكبارالسن مما يترتب على ذلك ظلم فاحش يصيب الفتاة ..
إلى غيره من العادات السلبية كاحتقار من يمتهن بعض المهن كالحياكة ...أو الإسراف المبالغ فيه بالأعراس والفواتح ..
فقام سيدنا الشهيد (قدس) بمحاربة هذه العادات المشينة ، فشذب السانية العشائرية وطوعها للشرع المقدس ومد يده للغجر لانتشالهم من واقعهم المر وأصبح من المعيب جلب الفرق الموسيقية بالأعراس ومناسبات الفرح الأخرى ، وتم محاربة أسباب الفساد من ملاهي وأغاني وصور ماجنة ...
ولم يستخدم في ذلك الأسلحة النارية بل انه هذب أتباعه ومقلديه وأفاض عليهم من وعيه وأخلاقه فانطلقوا بين الناس للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، نعم في بادئ الأمر حصلت صعوبات ولكن بتوفيق الله وبالسعي المخلص حصلت بعد ذلك نتائج رائعة بانت آثارها وبركاتها في عموم المجتمع العراقي في تلك الفترة ، ولازال بعضها ماثلا إلى اليوم .
3 ـ حينما قسمت المقاومة إلى اجتماعيه وفكرية وسياسية ...
فأكيد هنالك فوارق أدت إلى تعدد التسميات بالرغم من اشتراك الجميع بمعظم القواسم والمفردات وأظن وعلى سبيل المثال إن المقاومة الفكرية ، رأسمالها العلم والتعليم بالرغم من عدم استغنائها عن باقي المفردات كحسن الخلق ، أما المقاومة الاجتماعية فان رأسمالها حسن الخلق والمداراة بالرغم من عدم استغنائها عن العلم والمعرفة ...
لذا من المهم معرفة ما تحتاج إليه كل مقاومة معينة من مؤهلات لكي يتم أدائها بنجاح
4 ـ بعد هذه المقدمة المختصرة المذكورة في النقاط أعلاه يتبادر السؤال التالي :
كيف يمكن القيام بالمقاومة الاجتماعية ؟
ومن الطبيعي عدم إمكانية إيفاء جواب هذا السؤال وتفصيل مطالبه بهذه العجالة ، ولكن الإشارة إلى بعض صور الاجابه لا تخلوا من فائدة إن شاء الله تعالى :ـ
ا ـ إن من يقوم بهذا العمل يجب أن يكون ممن تحلى بنسبة جيدة من مكارم الأخلاق ، فكيف ينجح بهذه المهمة من لم يكن مرآة عاكسه لبعض أخلاق أهل البيت(عليهم السلام) فالذي يأمر الناس بالبر يجب أن لا ينسى نفسه والذي ينهى الناس عن خلق يجب أن لا يأتي بمثله وإلا فانه يفسد أكثر مما يصلح إضافة إلا انه سوف يصبح محلا لازدراء الآخرين ، كما حدث في بيت جاري الذي دعاني إلى مجلس تعزية أقامه في بيته فتأخر الشيخ وبدأ الناس يتكلمون حول الشيخ لأن عدم الالتزام بالموعد قد تكرر منه لعدة مرات ، ومن جملة ما قيل إنه لماذا لا نطلب من الشيخ التكلم حول الالتزام بالمواعيد ، وآخر وهو سيد روى حادثة جرت معه ، مجملها:
[انه متفق مع خطيب يقرأ له التعزية وعندما ذهب لجلبه صادفهم بالطريق شخصا آخر تكلم برهة مع الخطيب ثم انصرف فقال السيد للخطيب إننا على موعدنا أم تغير الموعد ، قال الخطيب :
لا إننا على موعدنا ، ثم قال الخطيب للسيد انتظرني هنا لأجلب السماعة من بيتي ، وذهب الخطيب فانتظر السيد طويلا وبعد نصف ساعة توجه السيد إلى بيت الخطيب ليرى لماذا تأخر فأجاب عيال الخطيب بأن أباهم منذ نصف ساعة أخذ السماعه وخرج فذهب السيد ليسأل عنه وإذا به يخطب في مجلس الشخص الذي صادفهم بالطريق
؟ ]
ولنعود لمجلس جاري ، فقد جاء الشيخ وأعتذر عن تأخيره محتجاً بأعطال حدثت في سيارته وكثير ممن حظر المجلس غير مصدق بأعذار الشيخ ؟ اوليست هذه الحالة مخجلة بأن يسلك دعاة الدين مسالك المخادعين من أهل الحرف ؟؟
وكيف يسمع الناس الموعظة من شخص لا يثقون به ؟
ب ـ إن المقاوم في هذا الاتجاه يجب أن يتحلى بقدر عال من سعة الصدر ولطف المداراة والحلم بالإضافة إلى الخبرة في الكلام مع الأفراد كلا بحسبه ، فتنبيه وإرشاد الوالد والجد والعم والخال والشيخ الكبير... يجب أن يكون بطريقه تختلف عن طريقة إرشاد وتنبيه الابن والطفل الصغير ...
وهكذا بالنسبة للأم وما شاكلها فان طريقة إرشادها تختلف عن طريقة إرشاد البنت والزوجة والأخت الصغيرة...
كما يجب أن يحظى المقاوم بنسبة جيدة من احترام وثقة وحب من يرشدهم ، أو على اقل تقدير أن لايكون ممن لايحسن المقابل الظن فيه .
ج ـ نجد المحارب الإلهي ، يهيئ الاستعدادات والمستلزمات الكثيرة قبل بدأ المعركة العسكرية ، وتراه دائم الذكر لله طالبا منه المعونة والتسديد ...
فيجب أن يكون حال المقاوم في الجهات الاجتماعية والفكرية والسياسية...على نفس المنوال إن لم يكن أكثر ، وأهم ما في الأمر أن يكون خالصا لوجه الله تعالى
فكم أبطال برزوا بميادين هذه المعارك ، وكذلك هنالك من جرح وهنالك من اسر وهنالك منهزمين والعياذ بالله ، أجارنا الله من سوء المنقلب.
وقد قام أتباع ومقلدي الشهيد الصدر المقدس بقيادة سيدنا القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) سواء كانوا أفرادا أم جماعات وكذلك مكاتب السيد الشهيد الشريفة ومؤسساتها المختلفة وخصوصا الهيئة الاجتماعية بأعمال كثيرة في هذا المجال من رعاية عوائل الشهداء والمعتقلين إلى خدمة الكثير من المحتاجين وكذلك فك الكثير من النزاعات العشائرية وغيرها ..
وكان لتوجيهات السيد القائد وأوامره في هذا الشأن وغيره الأثر البالغ في النجاح الذي تحقق في هذا الميدان ولكن لكثرة البلائات والمحن على هذا الشعب فان ما قمنا به لازال بسيطا ومحدودا فما تبقى من الحمل كثير ولا يرفع الحمل الثقيل إلا أهله بإذن الله تعالى وإن شاء الله بالإخلاص والتعاون والالتفاف الحقيقي حول قائدنا مقتدى الصدر(اعزه الله) سوف تتذلل الصعاب ونسأل بارينا المغفرة وحسن العاقبة بحق المصطفى محمد وعترته الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين .

من اسباب تأثير اليهود على المجتمع المسلم

من اسباب تأثير اليهود على المجتمع المسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
اليكم اخوتي نبذة مختصرة تبين بعض الاسباب التي أدت الى تمكن اليهود من التأثير على المجتمع المسلم.
أولاـ
لليهود دور بارز وفعال ضمن المجتمعات البشرية ومنذ بداية نشأتهم ، بالرغم من قلة عدد نفوسهم وبروز هذا الدور كان له عدة اسباب ، ومايهمنا في هذا المبحث هم اليهود الذين رفضوا تعاليم الله وشاقوا رسله فهؤلاء وبسبب ما يملكون من دهاء وخطط ماكره استطاعوا التحكم بمفاصل خطيره مرتبطة ارتباط هام وفعال في عصب الحياة كمفاصل الاقتصاد والثقافة والسياسة والاعلام ..

وعند انطلاق المصطفى الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) صادعا بالحق ناطقا بالصدق ، مبينا لاحكام الدين ...في مكة ، التي هي مركز لقاء العديد من افراد القبائل ؛ كونها محل البيت العتيق سرعان ما انتشر خبر الدعوى الإسلامية ، وخصوصا بعد تحولها من السر الى العلن ...
وكان من جملة من وصلت اليهم اخبار الاسلام ، هم اليهود الذين كانوا من المنتظرين لمجيء خاتم الانبياء وسيد المرسلين بل ويعرفونه كما يعرفون ابنائهم الا ان الاعم الاغلب من احبارهم ورؤسائهم وفرشتهم وبمجرد معرفتهم بانطلاقه(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقفوا موقف المعادي المحارب اتجاه شخصه الكريم ودينه الحنيف ! ، لماذا؟
لوجود جدران الانطواء على النفس الامارة والتمسك الاعمى بالموروثات السلبية والانعزال عن بقية المجتمعات والجمود على جملة من الخصال السيئة المنحرفة ...
فبعد كل هذه السدود والجدران التي احاطوا انفسهم بها، كيف يمكنهم الانتفاع ببركات وخيرات الانبياء والاوصياء والصالحين ومنهم خاتم الانبياء وسيد المرسلين المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته الطاهرة(عليهم السلام)
ثانيا ـ
ماهي الاسباب التي أدت الى تأثير اليهود على المجتمع المسلم

لا يمكن في هذه العجالة التطرق الى معرفة اغلب الاسباب التي ادت الى السماح لليهود للتأثير على المجتمع المسلم، ولكن يتم التنويه الى البعض منها وكما يلي :
1ـ عصيان الله :
ان ما حصل من تأثير سلبي لليهود على المجتمع المسلم، كان ولازال بسبب وجود الثغرات عند المسلمين ، فالشريعة الإسلامية شريعة كامله ومتكاملة من جميع الجهات ؛ لأنها دين الله التام الشامل ولجميع امور الدين والدنيا والآخرة ، فقد اكمل الله الدين واتم النعمة بولاية من اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (عليهم السلام) ولكن عندما عصت الامه اوامر باريها وسمحت لبعض المرضى من تسنم مسند خلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، هجمت عليها النكبات واجتاحتها الخرافات ...فأميتت السنه واحييت البدعة ...
2ـ الكسل :
اضافة الى عصيان اوامر الله و نواهيه، فان الكسل الذي نال الكثير من افراد الامه وحالة الضعف التي طوتها جعلها تعتمد على الآخرين ومنهم اليهود في امورها العلمية والصناعية والزراعية والتجارية والاقتصادية والسياسية والعسكرية ..
مما فتح الباب لتأثيرهم على الكثير من مفاصل المجتمع الاسلامي
3ـ التشتت والتناحر:
بالرغم من كثرة المسلمين الكاثرة مقارنه مع اليهود/ 1500000000(مليار وخمسمائة مليون تقريبا ) مقارنه مع 15000000 (خمسمائة مليون تقريبا )
الا انك ترانا مشتتين متناحرين متخاذلين عن حقنا ..
اما اعدائنا ومنهم اليهود فبالرغم من قلتهم الا انهم مجتمعين على باطلهم، وهذا ما يجعلنا عرضة سهله لتأثيرهم اكيدا، وقد وصل الامر الى ان يقوم اليهود بتنصيب الكثير من حكومات دول المجتمع الاسلامي ووضع الدساتير والقوانين العلمانية المقيتة الجائرة لادارة شؤون المجتمع الاسلامي ..
بل تعدى الامر ذلك ووصل الى التدخل حتى في المؤسسات الاسلامية الدينية الصرفة من مطابع ودور نشر ووسائل اعلام مرئيه ومسموعة ومدارس دينيه ومناهج لمختلف العلوم والفنون ..(وما خفي كان اعظم)
فاصبحنا تبعا لهم ولما يملون علينا شئنا ام ابينا ، شعرنا بذلك ام لم نشعر ، صدقنا بذلك ام لم نصدق ، فانا لله وانا اليه راجعون
فما هذه الفرق المتطرفة والأحزاب المتصارعة التي تنخر في جسد المسلمين والمعول الهدام لقواعد الإسلام كالوهابية والبعثية والنواصب وغيرهم كثير، الا نتاج افكارهم وسعيهم وجهدهم..(اليهود)فاصبحوا يضربون الاسلام بالمسلمين واصبح الحكام يجتهدون في موالاتهم ، وبل ويبتغون عندهم العزة والمنعة(قاتلهم الله) ، بالرغم من ان اليهود يتخلون عن هؤلاء الحكام الاراذل عند الكثير من الظروف وخصوصا اذا احترقت اوراقهم وضعفت احوالهم ، نستجير بالله من غضبه ونسأل الله الفرج لمولانا صاحب العصر والزمان لتأسيس دولة العدل والتوحيد على هذه المعمورة فتمتلئ قسطا وعدلا بعد ان ملئها الطواغيت واتباعهم ظلما وجورا، ان الله على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم.

مشكلة جعلها سوء الاستخدام في تفاقم



مشكلة جعلها سوء الاستخدام في تفاقم

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

المشكلة في هذا المقال:
هي الحالات السلبية الحاصلة في بعض الاسر نتيجة الاستخدام السيء لأجهزة النقال المعروفة بالـ (الكلكسي) والتي انتشرت في الآونة الاخيرة بكثرة عند الناس
فمما لاشك فيه ان في التطور التكنولوجي فوائد جمة ومنافع كثيرة ومنها وسائل الاتصال بكافة انواعها ، فهي قد سهلت عملية التواصل والتخاطب الاجتماعي بصورة مذهلة ، وكذلك سهلت عمليات التوثيق والنشر ...
ومازالت في تطور يومي خصوصا اذا علمنا مدى الربح الهائل الذي تدره صناعة هذه الاجهزة على المصنعين ، بالاضافة الى ما يلحق بهذه الصناعة من شركات الاتصال وغيرها كثير ..
ولذا تجد ان هذه الاجهزة وتقنياتها في تطور سريع ، فغالبا ما تحتاج شركات تصنيع الطائرات والسيارات والسفن العملاقة والاسلحة والقطارات ... الى معامل ضخمة وقطع غيار مختلفة وكادر فني وصناعي كثير ....ومن ثم تحتاج الى سوق لتصريف البضاعة التي غالبا ما تكون غالية ومحدودة وعليها قيود وضرائب كثيرة ..
اما اجهزة الاتصال فسريعة الصناعة سريعة التسويق لا تحتاج الى معامل ضخمة ولا تحتاج الى كادر صناعي وفني كثير ...والاهم انها توفر ارباح هائلة وبسرعة كبيرة للمصنعين والمستثمرين ، ولذا تجد في السنوات الاخيرة حصول تطور واضح في هذا الباب
عموما ان التطور في هذا الباب سريع وانتشار اجهزته وملحقاتها اسرع ..
ومن غير المعقول(وعلى سبيل المثال) ان رؤيتنا لكثرة الحوادث الناجمة استعمال السيارات تجعلنا نهملها او نترك استعمالها وكذلك الطائرات والسفن ....
ولكن المشاكل الناجمة عن سوء الاستخدام لهذه الاجهزة وغيرها تحتم علينا جميعا القيام بالمعالجة والوقاية بواسطة طرق كثيرة منها التوعية والارشاد والرقابة ...
فلا تستغرب اذا علمت ان البعض فرح بهذه المشكلة ، غير مبال بنتائجها لانه قد يكون غافل عنها او جاهل بها ...فهو يعتبرها قد حلت له مشكلة اخرى !
نعم وعلى سبيل المثال، هنالك من يقول: بانه عيالهم قد قل خروجهم عما سبق ، بالاضافة الى هدوئهم في البيت مع تواجدهم جميعا، وكأن البيت خال ؟، لماذا؟
لانه كل فرد منهم مشغول بعالمه الخاص به مع جهازه النقال (موبايل الكلكسي)،وعندما انتهى الاشتراك قرر الاب عدم تجديده فبادر الاولاد جميعا بالخروج الى اصدقائهم لتأمين الاتصال والبقاء خارج البيت الى ما بعد منتصف الليل، فما كان من الأم الا ان تتوسل بالاب ليجدد الاشتراك حتى يعود الاولاد الى البيت لان الأم تخاف على اولادها من بقائهم الى ساعة متأخرة من الليل خارج البيت بحجة تأمين الاتصال بالانترنت ؟
والعجيب ان هذا الادمان قد وصل في بعض الحالات الى قسم من كبار السن ، رجالا ونسائا !
طبعا وكل له مبرراته التي يبرر بها فعله ، بغض النظر عن صحة او عدم صحة هذه المبررات ، فقسم من الآباء والامهات فرحين لان ابنهم الذي كان يدمن قبل سنة على مقاهي الانترنت ،قد انقطع الان عن هذه المقاهي وكذلك قل لقائه بأصدقائه(الذين هم غير مرغوبين عند الاهل) الا ما ندر
وعلى العكس فهنالك زوجة تبكي من حال زوجها وتقول:
ما ان يرجع الى البيت من عمله الا ويلتحق بعالم غير عالمنا بالرغم من وجود جسده معنا فانه اما ان يتصل بالانترنت بواسطة موبايل الكلكسي او بحاسبة اللاب توب تاركا زوجته واطفاله وغير مبال بهم وبا حوالهم والى الثالثة من بعد منتصف الليل وبعد مدة من الزمن لم تطق الزوجة هذه الحالة ودعاها فضولها الى ان تتجسس عليه واذا هو يقضي معظم وقته بالكلام مع الكثير من النساء...
واخيرا نصحتها احدى اخواتها بان تتركه لكي لا يتم خراب بيتها وان تنشغل عنه هي الاخرى بالكلام مع اخواتها عن طريق موبايل الكلكسي بواسطة الفايبر؟!
والامر عند البعض زاد تعقيدا بحيث يتم نشر الكثير من الصور الغير لائقة اخلاقيا بحجة الترغيب للزواج والادهى والامر انه نعم قد حصل زواج نتيجة هذه المحادثات وهذه الصور!
فما اسهل ما وفرته هذه الاجهزة من حيث الاتصال والمحادثة والمشاهدة والتعرف....لانه بحساباتهم قد تم التخلص من القيود القديمة وتعقيداتها
ويا ليت لو كانت المقاصد شريفة او لغايات لطيفة ولكن لو اطلعت على بعض هذه التصرفات لوجدتها مليئة بالمحاذير ومنزلقات ابليس ..
لان البعض وبالرغم من انه قد تزوج قريبا ترك زوجته وانشغل مع غيرها ..والبعض قد اهمل دراسته ، نعم والبعض.....نستجير بالله
طبعا ولا يكون الحل في منع هذه الاجهزة او قطع الاتصالات كما قال احد الرجال المحسوبين على الحوزة بانه يجب على الرجال ان يمنعوا نسائهم من اقتناء مثل هذه الاجهزة ،لان هذا غير واقعي ولكن الحل دائما وابدا بالتمسك بدين الله وشريعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومنهج اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فلا افراط ولا تفريط وكل داء له دواء نسأل الباري العطوف حسن العاقبة والمنقلب

مقام كفي ابو الفضل العباس عليه السلام



مقام كفي ابو الفضل العباس عليه السلام
بسم الله ارحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

في ساحة طف كربلاء وما بين نهر العلقمي والضريح الشامخ لمولانا ابو الفضل العباس هناك مقامين لكفي ابا الفضل العباس، وهما مقام الكف الايمن ومقام الكف الايسر
ففي يوم عاشوراء أذِنَ مولانا الامام الحسين عليه السلام لأخيه ابو الفضل عليه السلام بجلب الماء ، فركب سيدنا العباس فرسه واخذ رمحه والقربة وقصد نحو الفرات فأحاط به أربع الآف ممن كانوا موكلين بالفرات ورموه بالنبال فكشف عنهم وقتل منهم جماعة وهو يقول:
لا ارهب المـوت إذا الموت زقا *** حتى أوارى في المصاليت لقـا
نفس لنفس المصطفى الطهر وقا ***أني أنا العباس أغـدو بالسقـا

ولا أخاف الشـر يوم الملتـقى
فقاتل حتى دخل الماء فلما أراد ان يشرب غرفة من الماء ذكر عطش الحسين وأهل بيته فرمى الماء وملئ القربة وحملها على كتفه الأيمن وتوجه نحو الخيمة، فقطعوا عليه الطريق وأحاطوا به من كل جانب، فكمن نوفل بن الأزرق أو زيد بن ورقاء على رواية، وراء نخلة وأعانه وشجعه حكيم بن الطفيل، فلما وصل العباس إليه خرج من وراء النخلة وضربه على يمينه فقطعها، فحمل القربة على كتفته الأيسر واخذ السيف بيده اليسرى وقاتل وهو يرتجز:
والله ان قطعتـم يميـني *** أني أحامـي أبداً عـن ديني
وعن إمام صادق اليقـينِ *** نجل النبي الطاهـر الأمـين

وأثناء قتاله الاعداء هجم عليه نوفل اللعين من وراء نخلة فضربه على شماله فقطعها فقال العباس عليه السلام:
يا نفسُ لا تخشي من الكفـار *** وابـشري برحمـة الجبارِ
مـع النبي السيـد المـختارِ *** قد قطعوا ببغيهـم يساري
فصلهم ياربي حر النارِ

وروي انه عند دفن الاجساد الطاهرة من قبل مولانا الامام السجاد عليه السلام في الثالث عشر من محرم، قام امامنا السجاد عليه السلام بالحاق الكفين بالجسد الطاهر لمولانا ابو الفضل العباس عليه السلام
وبقي تحت كل نخلة قطع فيها كف لابي الفضل عليه السلام في المسناية ذكرى عظيمة وتذكار خالد سقي بالدماء التي نزفت من الكفين الخالدين لهذا البطل العلوي تحكي ملحمة من ملاحم عاشوراء ، قام السلف ومن بعدهم الخلف بحفظها ونقلها جيلا بعد جيل ، وفي يوم القيامة سيكون مشهد عظيم لهذين الكفين ، فسلامٌ على الكفين الخالدين اللتين ابكت اميرالمؤمنين حين رآهما(ذكر سيدنا الشهيد الصدر(قدس)قائلا:..
وبكى أمير المؤمنين عليه السلام حينما رأى كفي العباس عليه السلام حين ولادته. (شذرات ـ ص22))
واللتين حملتا اللواء والسيف والقربة ....في مشهد عظيم قل نظيره ،فالويل كل الويل لمن قطعهما ورضي بذلك والويل كل الويل لمن سار على شاكلة قاطعيهما

فقمام الكف الايمن

قال سيد عبدالرزاق المقرم(كتاب العباس ص 294ـ ص 295):
يقع مقام (الكفّ اليمنى) في جهة الشمال الشرقي على حدّ محلّة باب بغداد ومحلّة باب الخان، قريباً من باب الصحن المطهّر الواقعة في الجهة الشرقية، وعلى جدار المقام شباك صغير، وعلى جبهته بيتان بالفارسية لم يكتب اسم ناظمهما، ولا تاريخ البناء، ولا وضع الشباك...(انتهى)
فعند خروجك من الصحن الشريف ومن باب الفرات تحديداً ترى امامك شارع قديم يسمى شارع الفرات وفي بداية وعلى اليسار ترى قطعة مكتوب عليها الى كف العباس الايمن وبعد سيرك في إتجاه هذه القطعة في طريق ظيق فيه بعض المحال بعد مسير لعدة أمتار(زقاق نافذ ركن جهة يسار الزقاق) يصبح أمامك مباشرة على شكل زاوية مقام ملاصق لجدار بيت وفي الجانب الأمام شباك واحد من البرونز مربع الشكل وفوقه رسم يوضح الكف الأيمن لأبي الفضل وهو مقطوع على جانب العلقم
المقام فيه ثلاثة نوافذ وعلى جانب النوافذ كاشي كربلائي وعليه كتيبة كتب عليها:
«بسم الله الرحمن الرحيم، وفَضَل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً»
صدق الله العظيم
ومن الجهة الأخرى يوجد شباك ذو بابين صغيرين من النحاس وعليه شعر:
ذا لعباس العلى الطهر مقام *** كفه اليمنى أبرزت يوم الطفوف
وقد دون تأريخ عمل الشباك أسفل الفتحة اليمنى 1394هـ / 1974 م وعلى الباب الأيسر عمل جعفر داود السباك وتعلو الشباك لوحة من الكاشي الكربلائي رسم عليها كف قطيعة ترمز الى كف أبي الفضل العباس (عليه السلام) ومحاطة بالنخيل يعلوها قول أبي الفضل العباس:
والله لو قطعتم يميــني***أني أحامي أبدا عن ديني
وعن أمام صادق اليقين***نجل النبي الطاهر الأمين

وكما يعلوها رسم لكفين قطيعين متقابلين وكتب على الجانب الأيمن منها هذا مقام وعلى الجانب الأيسر كف العباس ويعلو ذلك كتيبة من الكاشي الكربلائي كتب عليها الأبيات التي قالها أبي الفضل العباس (عليه السلام) حينما وقف على نهر الفرات أذ قال:
يا نفس من بعد الحسين هوني*** وبعده ما كنت أو تكوني
هذا حسين وارد المنون ***وتشـربين بارد المعيني
والله ما هذا فعال دين*** ولا فعال صادق يقين

سبط النبي الطاهر الأميني
مقام الفضل العباس عليه السلام
مقام الفضل العباس عليه السلام
قال السيد المقرم(كتاب العباس ص 294ـ ص 295)
..ويقع مقام (الكفّ اليسرى) في السوق الصغير القريب من الباب الصغير للصحن الواقعة في الجنوب الشرقي، ويعرف بسوق باب العبّاس الصغير، وعلى الجدار شباك، وكتب بالقاشاني عليه: " هذا نظم الشيخ محمّد المعروف بالسراج ".

سل إذا ما شئت واسمع ***واعلم ثمّ خذ منّي جواب المفهم
إنّ في هذا المقام انقطعت ***يسرة العبّاس بحر الكرم
هاهنا يا صاح طاحت بعدما ***طاحت اليمنى بجنب العلقم
اِجر دمع العين وابكيه أساً ***حق أن يبكى بدمع عن دم

(انتهى)
يقع المقام في منطقة باب العباس بإتجاه يسار باب القبلة على مدخل سوق سمي باسم المقام (سوق كف العباس).
وللمقام قبة زرقاء جميلة المظهر الخارجي المقام ثماني الشكل فيه أربعة نوافذ (شبابيك) وباب نحاسي ذو فتحتين ومغلف بالمرمر بأرتفاع 2م وموشح بالكاشي الكربلائي على شكل كتيبة كتب عليها قول أبي الفضل العباس (عليه السلام):
يانفس لا تخشي من الفجار* وأبشري برحمة الجبار
قد قطعوا ببغيهم يساري *فاصـلهم يارب حر النار

ومن أمام المقام الآية
«بسم الله الرحمن الرحيم، الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور»
صدق الله العلي العظيم
وفي المقدمة نقش على المرمر السلام عليك يا حامل لواء الطف ومقام سقوط الكف الأيسر لأبي الفضل العباس (عليه السلام) وكما تعلوه قبة مغلفه بالكاشي الكربلائي موشحة كتب عليها:
«بسم الله الرحمن الرحيم، ان الله أشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم... فأستبشروا ببيعكم الذي بايعتم»
صدق الله العلي العظيم.
وعلى المقام أربع قطع مصنوعة من الكاشي الكربلائي مكتوب على الأولى السلام عليك يا حامل لواء الطف, مقام الكف الأيسر لأبي الفضل (مقام الفضل العباس مدينة كربلاء) والأخرى مكتوب عليها اسم الشخص(عباس عبد الرسول عبد الحسين) الذي قام بتشييد هذا المقام وتاريخ بناء المقام (1418هـ- 1998م).
والمقام الحالي هو بديل عن المقام الذي أندرست معالمه بسبب أعمال التطوير والتوسعة التي تعرضت لها المنطقة بعد عام 1418 هـ / 1991م وجرى بناء المقام الحالي حيث موقعه الآن وهذا ما مدون على المقام نفسه.
مقام الفضل العباس عليه السلام
وفيما يخص نهر العلقمي

قال السيد السيد بحر العلوم في كتابه( تحفة العالم )ج2 ما نصه:
العلقمي أسم نهر أقتُطع من الفرات إلى كربلاء ومنه إلى الكوفة وكان هو الباعث على عمران مدينة الكوفة وفيها آثره إلى الآن ظاهر قرب مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وقد بلغ ابن العلقمي أن الإمام الصادق (عليه السلام) لما زار جده الحسين (عليه السلام) خاطب النهر بأنك منعت ماءك عن جدي الحسين (عليه السلام) وأنت إلى الآن تجري.
فسعى بن العلقمي في تخريب سده النهر مما أدى ذلك إلى أنطمار نهر الكوفة وهو السبب في اشتهاره بنهر العلقمي.
وكذلك ينقل السيد عبد الرزاق المقرم في كتابه العباس نقلا عن كتاب، الكبريت الأحمر ج2 ص112 عن السيّد مجد الدين محمّد المعروف بمجدي من معاصري الشيخ البهائي في كتابه زينة المجالس المؤلّف سنة 1004:
" أنّ الوزير السعيد ابن العلقمي لمّا بلغه خطاب الصادق (عليه السلام) للنهر:
" إلى الآن تجري وقد حُرم جدي منك" أمر بسدّ النهر وتخريبه، ومن أجله حصل خراب الكوفة، لأنّ ضياعها كانت تسقى منه.(انتهى)
من مصادر المبحث:

شذرات من فلسفة...ص22، عظماء الإسلام/ ص144.143، تراث كربلاء/ ص130.129، لمحات تأريخية عن كربلاء/ ص130، الأماكن المقدسة في كربلاء/ ص70، مدينة الحسين، ج2/ ص36، كربلاء في الذاكرة/ ص163
آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.

سيدنا القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) وباب التوبة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
يا له من باب رحمة عظيم الشأن فتحه الباري العطوف لعباده الا وهو باب التوبة ثم دعانا (جل جلاله) للولوج فيه ، قال تعالى:
((وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))(سورة النور / الآية 31 )
ومن نور الله العلي العظيم خلق الله نور المصطفى محمد والمرتضى علي (صلوات الله عليهم وعلى أهل بيتهم الطيبين الطاهرين)
فهما رحمة الله الواسعة وسفن النجاة دعونا كثيرا للولوج في هذا الباب ، فروي عن الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّى أَتُوبُ فِى الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ)
وروي ايضا قوله(صلى الله عليه وآله وسلم):
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الْمُفَتَّنَ التَّوَّابَ)
وأثرت العترة الطاهرة(عليهم السلام) في اهمية وتوضيح معاني التوبة وكيفية ادائها ...فقد روي عن مولانا المرتضى عليه السلام قوله :
(التوبة اسم يقع على ستة أشياء على الماضي من الذنوب الندامة ولتضييع الفرائض الإعادة ورد المظالم وإذاقة النفس مرارة الطاعة كما أذقتها حلاوة المعصية وإذابتها في الطاعة كما ربيتها في المعصية والبكاء بدل كل ضحك ضحكته)
وعلى هذا المنهج المبارك سار سيدينا الشهيدين الصدرين (قدس سرهما ) والمقتدى نور العين فمن قبل سقوط الهدام وزمرته الارجاس كان سيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله بعزه)، يؤكد على ولوج باب التوبة وتجلى هذا التأكيد ، بعد سقوط الهدام واجتياح العراق موجة من البلائات الشديدة ، وذلك من خلال الاستفتائات وخطب الجمعة وجملة من اللقائات والبيانات والمحاضرات ...
ففيها بين سيدنا القائد مرارا وتكرارا اهمية ولوج باب التوبة ... ولم يكتفي بذلك (اعزه الله)، بل وضع مناهج لذلك كان من اوضحها المنهج المسمى بـ (باب التوبة) وهو كتيب صغير الحجم(كراس)، بالغ الاهمية يمكن للانسان حمله بسهولة لكي يكون زاد المؤمن في مسيره التكاملي نحو الله وقد تم طبع هذا الكتيب في مطبعة دار المعمورة ووزع مجانا هدية من سيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله )بعد ان وضع له ديباجة رائعة ونصها ما يلي:



بسمه تعالى
وما يعبأ بي ربي لولا دعاؤكم...ولولا عباداتكم وطاعتكم واعمالكم وتهجدكم... فهي التي ترفع عنا وعنكم البلاء وتجلب الرخاء والسلام والايمان لنتكامل الى ذرى الاسلام لتعلوا انفسنا لنعانق العلا ونودع التسافل ونزيل الحجب لنبصر نور الهداية وتنقشع ظلمات الشرور والشيطان
فهذا بين يديك منهج عبادي مختصر ينفعكم في دنياكم واخراكم فتمسكوا به

التوقيع والختم الشريفان
مقتدى الصدر
7 صفر الخير 1432
النجف الاشرف


وبقي سيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله بعزه) والى اليوم يؤكد على اهمية ولوج باب التوبة مذكرا لنا بكلمات ابيه الشهيد المقدس سيدنا محمد محمد صادق الصدر لانهما نور واحد قادم من العتره الطاهرة (عليه السلام) فكانوا نور على نور ففي خطبة الجمعة التي القاها سيدنا القائد من على منبر مسجد الكوفة المعظم بتأريخ 3/4/ 2015 ، قال (اعزه الله بعزه):
..فبادر إلى التوبة بادروا الى التوبة يرحمكم الله فان التوبة غير قابلة للتأجيل اسرعوا الى التوبة بل واجبة فورا دائما.
لان تأجيلها يعني احتمال ان لا تحصل ابدا اما بحصول الموت وهو المتوقع فلربما الانسان يموت في اي نفس وفي اي يوم وفي اي ليلة وهو ممكن دائما.
واما بحصول الغفلة اللهم لا تجعلنا من الغافلين أو ان يكون الفرد من التدني وقسوة القلب بحيث لا يكون مستحقا للتوبة لا يوفق للتوبة اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
والفرصة للطاعة موجودة دائما والفرصة للتوبة وباب التوبة مفتوح دائما مادام النفس موجودا فان كنت متدينا فامش في طريق الكمال والله تعالى سريع الرضا واسع الرحمة منان بالعطيات على اهل مملكته، والمهم انك تبادر إلى شحذ الهمة ومعاودة الاخلاص لطاعة الله سبحانه وتعالى...(انتهى).
فشكرا لله العلي العظيم على نعمه الفضية التي لاتعد ولا تحصى، ومن نعمه العظيمة وجود القائد الالهي الذي يأخذ بأيدينا للولوج الى باب التوبة العظيم الشأن وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.

ارتداء ثوب الطائفية يورث المذلة

ارتداء ثوب الطائفية يورث المذلة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بالرغم من كثرة بيان سلبيات الطائفية المقيتة وما تسببه من ويلات على روادها وتابعيها الا ان البعض مازال متشبث بارتداء ثوبها حتى اصبحت جلده الخارجي! بل ان البعض تشبع بها حتى اصبح كله طائفي!
ولوكان الامر مقتصر على افراد لا يمثلون الا انفسهم لكان الامر وبالرغم من مساوئه هين، ولكن الداهية والامر ان هؤلاء يقودون جماعات من الناس ، وان هذه الجماعات اصبحت مرغمة بصورة او اخرى بدفع ثمن ويلات تعنت وتزمت قياداتهم البعيدين عن ويلات طائفيتهم المقيتة وما تجلبه من دمار وآثار ، والعجيب ان البعض من قيادات هذه الجماعات اصبح يقتات على ويلات الطائفية ودمارها!
وليس لهؤلاء كلام يوجه ولاحبا لهم ولا كرامة ما دامهم لله عاصين ولحرمات دينه منتهكين وعلى ويلات الناس والآمهم مقتاتين..
انما الكلام مع جماعاتهم واتباعهم اجمعين ، فالى متى هم خانعين؟
والى ائمة الكفر والفتن خاضعين ؟
وبالرغم من كثرة سفك دمائهم وهتك اعراضهم وتلف اموالهم...الى الآن غير متعظين!
والى وجه الله حقيقةً والى مصالح انفسهم واهليهم غير ملتفتين!
لماذا؟
لانهم للباس الطائفية المقيتة مرتدين ، وعلى هذا الثوب المقيت اكثرهم مصرين
بالرغم من الذل والهوان الذي اصابهم مرغمين!
اما آن الاوان ان يخلعوا هذا الثوب المشين ، ويخرجوا من قبضة طغاتهم المجرمين ويقبلوا بالتعايش السلمي مع اخوتهم مطمئنين ، عسى الله ان يرحمهم ويرحمنا اجمعين انه ارحم الراحمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين عجل اللهم فرجهم والعن عدوهم.

جوانب عطرة من سيرة الإمام الهادي عليه السلام

جوانب عطرة من سيرة الإمام الهادي عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
(( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ))(سورة الأحزاب/ الآية 33)
اولاـ الفصل الأول
1 ـ الأم المقدسه التي أنجبت مولانا الإمام الهادي(ع)
تزوج إمامنا الجواد (عليه السلام)من الطاهرة المطهرة أم أبي الحسن ،واختلف في اسمها الشريف فقيل هي:
أم ولد يقال لها شمامه، ويقال لها سمانه والظاهر عدم الخلاف في انها أم ولد وانها مغربيه
في كتاب الخميس للديار بكري ج2 ص321 ، قال:

(علي بن محمد ، ويكنى أبا الحسن ويقال له أبو الحسن الثالث ، ولقبه الهادي، ولكنه مشتهر بالتقي أمه أم ولد اسمها سمانه (وقيل أمه أم الفضل بنت المأمون(وهذا خلاف المشهور المتواتر من الروايات))
وذكر الحافظ ابن شهر آشوب في كتاب المناقب إن أمه (ع) أم ولد يقال لها سمانه المغربية
وجاء في كتاب بحر الأنساب لعميد الدين الحسيني النجفي إنها(ع) من سلالة ماريه القبطية
وقال الشيخ جمال الدين يوسف بن الحاتم الفقيه الشافعي في كتابه الدر النظيم مانصه:
(وأمه أم ولد يقال لها سمانه المغربية وتعرف بالسيدة وتكنى أم الفضل مغربيه )

وقال النسابه ابن عنبه الحسني في كتابه عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب ص199 مانصه:
(أما علي الهادي فيلقب العسكري لمقامه بسر من رأى وكانت تسمى العسكر ، وأمه أم ولد )

فسبحان الذي أخفى جمله من أوليائه في سائر عباده ولولا تعريف الله (تعالى شأنه) وتعريف المعصومين (عليهم السلام)لبعض من هؤلاء الأبطال لبقي حالهم مجهول لكثير من الناس سيما إن هؤلاء الأبطال لايهمهم إلا علاقتهم بمحبوبهم العظيم والذي سكن حبه في قلوبهم ومن هؤلاء الأبطال جون بن حوي الذي لولا واقعة الطف العظيمة لبقي حاله مجهول علينا بالرغم من شهرته في السماء، ومن هؤلاء الأبطال مولاتنا المقدسه أم إمامنا الهادي (ع) وجدة الإمامين العسكري والحجة (عليهما صلوات وتسليمات ربنا العلي العظيم) والتي يقول عنها الإمام الهادي(ع) مبينا لبعض مقاماتها(ع) :
[أمي عارفه بحقي ، وهي من اهل الجنه ، لايقربها شيطان مارد ، ولاينالها كيد جبار عنيد ، وهي مكلؤه بعين الله التي لاتنام ، ولاتتخلف عن أمهات الصديقين الصالحين]
(الشيخ الطبري في /دلائل الامامة ص216/عن محمد بن الفرج ، وعلي بن مهزيار عن مولانا الإمام الهادي (ع))
2 ـ ولادة الإمام الهادي (عليه السلام)
ولد إمامنا الهادي(ع) بصريا في المدينة المنورة ، وصريا هذه قرية أسسها مولانا الإمام الكاظم (ع) على مسافة ثلاثة أميال من المدينة المنورة وقد كثر ذكرها في الحديث
ا ـ سنة الولادة:ـ
وهناك قولين لسنة الولادة
القول الأول ـ
انه (ع) ولد في سنة (212) من الهجره النبوية ، وهذا القول ذكره الشيخ المفيد في الإرشاد (ص307) والاربلي في كشف الغمة ، والنيسابوري في روضة الواعظين ، والكليني في الكافي ، والطبرسي في أعلام الورى ، وإبراهيم بن هاشم ( للمجلسي في بحاره ) وابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب ، والطبرسي في تاج المواليد ، والشيخ البهائي في توضيح المقاصد

أما القول الثاني ـ
انه (ع) ولد في سنة (214) من الهجره النبوية وهذا القول ذكره ابن عياض والحافظ عبد العزيز وابن الخشاب (للمجلسي في بحاره) والاربلي في كشف الغمة ، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ، والبغدادي في تأريخ بغداد ، وابن أبي الثلج البغدادي في تأريخ الائمه ، والديار بكري في تاريخ الخميس وابن عنبه الحسني في عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب


ب ـ شهر الولادة
وهناك قولين لشهر الولادة


القول الأول ـ

انه (عليه السلام) ولد في شهر رجب الاصب وهذا ماقال به الاربلي في كشف الغمة وابن عياش وإبراهيم بن هاشم (للمجلسي في بحاره) والشيخ المجلسي في احد قوليه في بحار الأنوار وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة والكفعمي (للمجلسي في بحاره) والديار بكري في تاريخ الخميس
[(وانتصر العلامة المجلسي في باب مولد الإمام الجواد (عليه السلام) للقائلين بولادته في شهر رجب بعد بيان ولادة الإمام الجواد (عليه السلام) في رجب كما عن مصباح الشيخ وقال: قال ابن عياش ،خرج على يد الشيخ الكبير أبي القاسم (رضي الله عنه)

[اللهم إني أسألك بالمولودين في رجب : محمد بن علي الثاني وابنه علي بن محمد المنتجب] الدعاء

وذكر ابن عياش انه كان يوم العاشر من رجب مولد أبي جعفر الثاني (عليه السلام)

[...(بيان)...]
ذكر الكفعمي في حواشي البلد الأمين ، بعد ذكر كلام الشيخ وبعض أصحابنا كأنهم لم يقفوا على هذه الرواية ، فأوردوا هنا سؤالا وأجابوا عنه وصفته: إن قلت : إن الجواد (عليه السلام) والهادي (عليه السلام) لم يلدا في رجب فكيف يقول الإمام الحجة (عليه السلام) بالمولودين في رجب؟
قلت انه أراد التوسل بهما في هذا الشهر لاكونهما ولدا فيه قلت : وما ذكروه غير صحيح هنا، أما

أولا : فلأنه إنما يتأتى قولهم على بطلان رواية ابن عياش وقد ذكرها الشيخ ، أما

ثانيا : فلأن تخصيص التوسل بهما في رجب ترجيح من غير مرجح لولا الولادة ، وأما
ثالثا : فلأنه لو كان كما ذكره لقال (عليه السلام) الإمامين ولم يقل المولودين])](بحار الأنوار ج50 ص14)

القول الثاني ـ

انه (عليه السلام) ولد في شهر ذي الحجه وقال به ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب والحافظ عبد العزيز(للمجلسي في بحاره) والكليني في الكافي والنيسابوري في روضة الواعظين والبغدادي في تأريخ بغداد والمفيد في الإرشاد وفي كتاب مسار الشيعة

ج ـ يوم الولادة

وهنالك خمسة أقوال في يوم ولادة الإمام الهادي(ع)

القول الأول ـ

في اليوم الخامس من ذي الحجه وقال به ابن شهر آشوب في مناقبه والحافظ عبد العزيز(عن المجلسي في بحاره) والطبرسي في أعلام الورى والمفيد في الإرشاد

القول الثاني ـ

في اليوم الخامس من شهر رجب وقال به الاربلي في كشف الغمة وابن عياش (للمجلسي في بحاره)

القول الثالث ـ

في اليوم الثاني من شهر رجب وقال به الكفعمي في المصباح وابن عياش في قول ثان له (للمجلسي في بحاره)

القول الرابع ـ

في اليوم الثالث عشر من شهر رجب وقال به إبراهيم بن هاشم (للمجلسي في بحاره)
القول الخامس ـ
في اليوم السابع والعشرين من شهر ذي الحجة وقال به الشيخ في المصباح
د ـ يوم ولادته من أيام الأسبوع
وفيه قولان :ـ
الأول ـ

انه (عليه السلام) ولد في يوم الجمعه ، وبه قال الكفعمي في المصباح ، الثاني انه (عليه السلام) ولد في يوم الثلاثاء وقال به النيسابوري في روضة الواعظين وابن عياش .

شكرا لله على هذه النعمه العظيمة نعمة مولد النقيب والأمير والخليفة العاشر من نقباء وأمراء وخلفاء آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين وقد سماه ولقبه مولانا المصطفى الخاتم(ص) الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وعمت البشرى بهذا المولد المبارك في السماوات والأرض كيف لا اوليس هو الكوكب الدري المشتق من نور الحسنين(عليهما السلام) فهنيئا للمخلصين بهذا النور الإلهي
وتذكر المصادر أن الإمام الجواد(عليه السلام) كناه بأبي الحسن (ويعبر عن مولانا الإمام الهادي(عليه السلام) في كتب الحديث بابي الحسن الثالث وذلك لان مولانا أمير المؤمنين علي (ع) يكنى بأبي الحسن ومولانا الإمام الكاظم (ع) يكنى بأبي الحسن الأول ومولانا الإمام الرضا يكنى بأبي الحسن الثاني)
وهكذا نشأ الإمام الهادي (ع) في رعاية مولانا الجواد (عليه السلام) في بيوت إذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه

هـ ـ تعيين المؤدبين للإمام (ع) في مرحلة الطفولة
من الثابت اليقيني عندنا أن أمير المؤمنين المرتضى علي ، وسيدة النساء الزهراء البتول، وسيدي شباب اهل الجنة الحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين (عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم) هم أديبي حبيب الله المصطفى الخاتم صاحب الخلق العظيم الذي هو أديب الله (جل جلاله) وإنهم جميعا علمهم حضوري من لدن العليم الخبير، وكل مايصدرمنهم (عليه السلام) يصدرلحكم كثيرة هم (عليهم السلام) اعلم بها منا ، ومنها وضع المؤدبين لأبنائهم المعصومين(ع) فقد ذكر المؤرخين ان الإمام الجواد(ع) عين في المدينة المنورة(مؤدبا) لولده الإمام الهادي(ع) يسمى بابي ذكوان، وقد يكون من بعض هذه الحكم هو حث الناس وترغيبهم على إتباع هذه ألسنه في التربية والتعليم، لتعليم أبنائهم ألقرائه والكتابة وعلوم القرآن وعلوم الحديث والطب والرياضيات وغيرها من العلوم الشريفة ليتكون بذلك مجتمع واعي ومدرك لمسؤولياته الحقيقية التي من اجلها خلقه الله تعالى، وإلا فما هو تفسير مارواه الصفار عن محمد بن عيسى عن هارون عن رجل كان رضيع أبي جعفر(ع) قال: بينا أبو الحسن(ع) عند مؤدب له يكنى أبا ذكوان وأبو جعفر عندنا، انه ببغداد وأبو الحسن يقرأ على مؤدبه إذ بكى بكاءا فسأله مم بكاؤك؟ فلم يجبه، فقال ائذن لي بالدخول، فأذن له فأرتفع الصياح....ثم خرج إلينا(ع) فسألناه عن البكاء؟ فقال(ع):
إن أبي توفي الساعة (إثبات الهداة ج3 ص368)
وروى المسعودي في كتابه إثبات الوصية بإسناده عن الحميري عن محمد بن سعيد مولى لولد جعفر بن محمد(عليهما السلام) قال: قدم عمر بن الفرج الرخجي المدينه حاجا بعد مضي أبي جعفر (ع) فأحضر جماعه من اهل المدينة المخالفين والمعاندين لأهل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال لهم ابغوا لي رجلا من اهل الأدب والقرآن والعلم لايوالي اهل البيت لاضمه إلى هذا الغلام وأوكله بتعليمه وأتقدم إليه بأن يمنع عنه الرافضه الذين يقصدونه يمسونه ، فأسموا له رجلا من اهل العلم يكنى بأبي عبد الله ويعرف بالجنيدي متقدما عند اهل المدينة في الأدب والفهم ، ظاهر الغضب والعداوة ، فأحضره عمر بن الفرج واسنى له الجاري من مال السلطان وتقدم إليه بما أراد وعرفه أن السلطان أمره باختيار مثله وتوكيله بهذا الغلام :
قال فكان الجنيدي يلزم أبا الحسن في القصر بصريا، فإذا كان الليل أغلق الباب وقفله واخذ المفاتيح إليه فمكث على هذا مده وانقطعت ألشيعه عنه وعن الاستماع منه والقراءة عليه ، ثم إني لقيته في يوم جمعه فسلمت عليه وقلت له :
ماحال هذا الغلام الهاشمي الذي تؤدبه ، فقال منكرا علي ، تقول الغلام ولاتقول الشيخ الهاشمي ، أنشدك الله هل تعلم بالمدينه اعلم مني؟ قلت لا، قال:

فأني والله اذكر له الحزب من الأدب أظن إني قد بالغت فيه فيملي عليه بما فيه استفيد منه ويظن الناس إني اعلمه وأنا والله أتعلم منه
قال فتجاوزت عن كلامه هذا كأني ماسمعته منه ثم لقيته بعد ذلك فسلمت عليه وسألته عن خبره وحاله ثم قلت ماحال الفتى الهاشمي فقال لي دع هذا القول عنك هذا والله خير اهل الأرض وأفضل من خلق ،انه لربما هم بالدخول فأقول له تنظر حتى تقرأ عشرك فيقول لي أي السور تحب أن اقرأها أنا انظر له من السور الطوال مالم تبلغ إليه، فيقرأ في هذا بقرائه لم اسمع أصح منها من احد قط ، وخرم أطيب من مزامير داود النبي الذي إليها من قراءته يضرب المثل ؟ ثم قال :

هذا مات أبوه بالعراق وهو صغير بالمدينة ونشأ بين هذه الجواري السود ، فمن أين علم هذا؟ قال ثم مامرت به الأيام والليالي حتى لقيته فوجدته قد قال بإمامته وعرف الحق وقال به.
و ـ النص على إمامة مولانا الهادي عليه السلام
1 ـ النصوص العامة
وهي التي بينت بان الائمه من قريش وإنهم من بني هاشم خاصة وان عددهم اثنا عشر
1 ـ روى البخاري في الجزء الرابع (كتاب الاحكام) بسنده عن جابر بن سمره إن النبي(ص) قال:
يكون بعدي اثنا عشر اميرا، فقال كلمه لم اسمعها ، فقال أبي انه كلهم من قريش(محمد جواد الطبسي عن صحيح البخاري)

2 ـ ونقل الحنفي عن كتاب مودة القربى بسنده عن ابن سمره عن النبي(ص) انه قال:
بعدي اثنا عشر خليفة ثم اخفى صوته ، فقلت مالذي اخفى صوته قال:ـ كلهم من بني هاشم

3ـ وروى ايضا في الينابيع في باب 77عن جابر قال، قال رسول الله (ص):
[أنا سيد النبيين وعلي سيد الوصيين وان أوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي وآخرهم القائم المهدي ].

2 ـ النصوص الخاصة على امامة امامنا علي الهادي(عليه السلام):
وهي التي وردت عن النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله) واهل بيته الطيبين الطاهرين بتسمية ألائمه الاثنا عشر ، والتي رواها جمع من الصحابه والتابعين منهم ابن عباس ، وسلمان المحمدي ، وجابر بن عبد ألله الأنصاري ، وأبو هريرة ، وحذيفة بن اليمان ، وأمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، والإمام الحسن الزكي(عليه السلام) ، والإمام الحسين الشهيد(عليه السلام)، وباقي العتره الطاهرة(عليهم السلام) وجابر بن سمره ، والكميت بن أبي المستهل ، وأبو الهيثم التميمي ، وعلقمه بن محمد الحضرمي ، ودعبل بن علي الخزاعي ، وأميه بن علي القيسي ، والصقر بن أبي دلف ، وإسماعيل بن مهران .......وغيرهم وقد جمع هذه الأحاديث الخزار القمي وغيره ونكتفي هنا بذكر بعض هذه الأحاديث الشريفة ، ومنها مايلي :ـ
1 ـ روى الخزار ألقمي (في كتاب كفاية الأثر ص12 ) بسنده عن ابن عباس قال :
قدم يهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقال له نعثل فقال : يا محمد إني اسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فان أنت أجبتني عنها أسلمت على يدك ، قال (صلى الله عليه وآله):
سل يا ابا عماره ، فقال :
يا محمد صف لي ربك فقال(صلى الله عليه وآله) :
إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه وكيف يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه والأوهام أن تناله و الخطرات أن تحده والأبصار الاحاطه به ....قال اليهودي يا محمد فأخبرني عن وصيك من هو ؟ فما من نبي إلا وله وصي ، إن نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون فقال(صلى الله عليه وآله) :
إن وصيي والخليفة من بعدي علي بن أبي طالب وبعده سبطاي الحسن والحسين تتلوه تسعه من صلب الحسين أئمه أبرار ، قال فسمهم لي ، قال (صلى الله عليه وآله) :
إذا مضى الحسين فأبنه علي ، فإذا مضى علي ، فأبنه محمد ، فإذا مضى فأبنه جعفر ، فإذا مضى فأبنه موسى ، فإذا مضى فأبنه علي ، فإذا مضى علي ، فأبنه محمد فإذا مضى محمد ، فأبنه علي فإذا مضى علي ، فأبنه الحسن فإذا مضى الحسن فبعده أبنه الحجة بن الحسن (عليهم السلام) اثنا عشر إماما على عدد نقباء بني إسرائيل
2 ـ وروى الخزار(كفاية الأثر ص 233) بسنده عن يحيى بن يعمن ، قال كنت عند الحسين(ع) إذ دخل عليه رجل من العرب متلثما اسمر شديد السمرة فسلم ورد الحسين(ع)عليه السلام فقال يابن رسول الله ....فأخبرني عن عدد ألائمه بعد رسول الله (ص) قال(ع):
اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل ، قال فسمهم لي ، قال فأطرق الحسين(ع) ثم رفع رأسه فقال:
نعم أخبرك يا أخا العرب إن الإمام والخليفة بعد رسول الله أمير المؤمنين علي والحسن وأنا وتسعه من ولدي منهم علي ابني وبعده محمد ابنه وبعده جعفر وبعده موسى ا بنه وبعده علي ابنه وبعده محمد ابنه وبعده علي ابنه وبعده الحسن ابنه وبعده الخلف المهدي هو التاسع من ولدي
3 ـ روى الخزار (كفاية الأثر ص279) بسنده عن الورد بن الكميت عن أبيه الكميت بن أبي المستهل ، قال دخلت على سيدي أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، فقلت يابن رسول الله إني قد قلت فيكم أبياتا أفتأذن لي في إنشادها ؟ فقال :
إنها أيام البيض؟ قلت فهو فيكم خاصة ، قال :
هات فأنشأت أقول :
أضحكني الدهر وأبكاني والدهر ذو صرف وألوان
لتسعه بالطف قد غودروا صاروا جميعا رهن أكفاني
فلما بلغت إلى قولي:
من كان مسرورا بما مسكم أو شامتا يوم من الآن
فقد ذللتم بعد عز فما أدفع ضيما حين يغشاني
أخذ بيدي وقال اللهم اغفر لكميت ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فلما بلغت إلى قولي:
متى يقوم الحق فيكم متى يقوم مهديكم الثاني
قال سريعا إنشاء الله ثم قال(عليه السلام ):
يا أبا المستهل إن قائمنا هو التاسع من ولد الحسين لأن الائمه بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) اثنا عشر وهو القائم ، قلت يا سيدي فمن هؤلاء الاثنا عشر ؟ قال(ع):
أولهم علي بن أبي طالب وبعده الحسن والحسين وبعد الحسين ، علي بن الحسين، وأنا ثم بعدي هذا وضع يده على كتف جعفر .قلت فمن بعد هذا؟ قال(ع):
ابنه موسى وبعد موسى ابنه علي وبعد علي ابنه محمد وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وهو أبو القائم الذي يخرج فيملأ الدنيا قسطا وعدلا ويشفي صدور شيعتنا.....
4ـ وكذلك روى الخزار (كفاية الأثر 262 ) بسنده عن علقمه بن محمد الحضرمي ، عن الصادق عليه السلام قال الأئمة اثنا عشر قلت يابن رسول الله فسمهم لي؟ قال :
من الماضين علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ، ثم أنا .
قلت فمن بعدك يابن رسول الله ؟ قال(ع) :
إني أوصيت إلى ولدي موسى وهو الأمام بعدي . قلت فمن بعد موسى ؟ قال(ع):
علي ابنه يدعى بالرضا يدفن في أرض الغربة من خراسان.ثم بعد ابنه محمد وبعد محمد ابنه علي وبعد علي الحسن ابنه والمهدي من ولد الحسن...
5 ـ روى الخزار بسنده عن عبد السلام بن صالح الهروي قال سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول : أنشدت مولاي علي بن الحسين (ع) قصيدتي التي أولها مدارس آيات عفت من تلاوة......فلنا انتهيت إلى قولي:ـ
خروج إمام لا محاله خارج يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا(ع) بكاءا شديدا، ثم رفع رأسه الشريف إلي وقال:
ياخزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم ؟ قلت لا يامولاي إلا إني سمعت بخروج إمام منكم ويطهر الأرض من الفساد ويملأها عدلا فقال يادعبل الإمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه ألحجه القائم المنتظر ...
5 ـ روى الخزار(غيبة النعماني ص18/كفاية الاثرص280) عن علي بن محمد السندي قال محمد بن الحسن ، قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن احمد بن هلال عن أميه بن علي القيسي قال قلت لأبي جعفر الثاني (ع) من الخلف من بعدك؟ قال(ع):
ابني علي ثم قال(ع) ، انه سيكون حيره قال ، قلت إلى أين ؟ فسكت ثم قال(ع) :
إلى المدينة قلت والى أي مدينه ؟ قال(ع):
مدينتنا هذه وهل مدينه غيرها
6 ـ روى الشيخ الصدوق في كمال الدين(ج2ص50) بسنده عن الصقر بن دلف قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا (ع) يقول:
إن الإمام بعدي ابني علي أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي والامامه بعده في ابنه الحسن
7 ـ عن أعلام الورى(ص339) والإرشاد(ص308) والكافي(ج1ص323) عن الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مهران قال لما خرج أبو جعفر(ع) من المدينة إلى بغداد في الدفعة الاولى من خرجيته قلت له عند خروجه جعلت فداك إني أخاف عليك في هذا الوجه؟ فالى من الأمر بعدك ؟ فكر بوجهه إلي ضاحكا وقال(ع):
ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنه فلما استدعى به المعتصم صرت إليه فقلت له جعلت فداك فأنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك ؟ فبكى حتى اخضلت لحيته ثم التفت إلي فقال(ع):
عند هذه يخاف علي ، الأمر من بعدي إلى ابني علي .
ز ـ ألقاب الإمام الهادي(عليه السلام)
1 ـ ألقابه (ع) في الروايات والنصوص
1 ـ خطيب ألشيعه
في المائة منقبة (ص23) بسنده عن علي بن أبي طالب (ع) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنا واردكم على الحوض ، وأنت يا علي الساقي ، والحسن الذائد ، والحسين الآمر ، وعلي بن الحسين الفارض ، ومحمد بن علي الناشر، وجعفر بن محمد السائق، وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين وقامع المنافقين، وعلي بن موسى مزين المؤمنين ، ومحمد بن علي منزل اهل الجنة في درجاتهم ، وعلي بن محمد خطيب شيعته ومزوجهم الحور العين ، والحسن بن علي سراج اهل الجنة يستضيئون به ، والقائم شفيعهم يوم القيامه حيث لايأذن الله إلا لمن يشاء ويرضى

[ ومن مصادر هذا الحديث:ـ مقتل الحسين (ع) ج1ص94 /الطرائف ج1ص173/غاية المرام ص35 / فرائد السمطين ج2 ص321 /العدد القوية ص88 / الإنصاف ص14 ]
2ـ روى الشيخ الصدوق في كتابه كمال الدين ج1 ص258 بسنده عن الصادق(ع) عن أبيه (ع) عن آبائه (ع) قال:
قال رسول الله (ص) حدثني جبرئيل عن رب العزه جل جلاله انه قال : من علم انه لا اله الا انا وحدي ، وأن محمدا عبدي ورسولي وأن علي بن أبي طالب خليفتي ، وأن ألائمه من ولده حججي ، أدخله الجنة برحمتي.....فقام جابر بن عبدالله الأنصاري ، فقال يا رسول الله (ص) ومن ألائمه من ولد علي بن أبي طالب(ع) ؟ قال(ص):
....ثم النقي علي بن محمد(ع)....(وبالاضافه إلى كتاب كمال الدين نقل هذا الخبر كتاب الإنصاف ص238 ، وكتاب الجواهر السنية ص282)
3 ـ في كتاب كفاية الأثر ص293 وكتاب إثبات الهداة ج1 ص576 /روى الخزار بسنده عن سلمان الفارس قال خطبنا رسول الله(ص) فقال:
معاشر الناس إني راحل عنكم عن قريب ومنطلق إلى المغيب ،أوصيكم في عترتي خيرا.... معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر ومن افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين ، ومن افتقد الفرقدين فليتمسك بالنجوم الزاهرة بعدي....
قال فلما نزل(ص)عن منبره تبعته حتى دخل بيت عائشة فدخلت عليه(ص)وقلت : بابي أنت وأمي يارسول الله سمعتك تقول : إذا افتقدتم الشمس فتمسكوا بالقمر ....وأما النجوم الزاهرة فهم الائمه ألتسعه من صلب الحسين... والصادقان علي والحسن(عليهما السلام)
4ـ في كتاب مائة منقبة ص24 /وكتاب مناقب آل أبي طالب ج1 ص292 /عن ابن شاذان بسنده عن عبدالله بن عمر بن الخطاب : قال : قال رسول الله(ص) لعلي بن أبي طالب(ع) يا علي أنا نذير ألامه وأنت هاديها.... وعلي بن محمد ساترها وعالمها....
5ـ في كتاب رواية الأثر ص187 وكتاب عوالم العلوم والمعارف ج15 القسم الثالث ص46/ روى الخزار بسنده عن عائشة في حديث طويل عن رسول الله(ص) حدثه به جبرئيل قال فيه :
كذا أخبرني ربي جل جلاله انه سيخلق من صلب الحسين ولدا وسماه عنده عليا...ويخرج من صلبه ابنه وسماه عنده عليا المكتفي بالله والولي لله...
6ـ في كتاب اثباة الهداة ج1 ص468 /روى الصدوق بسنده عن أبي نضره قال: لما أحتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر(ع)عند الوفاة دعا بإبنه الصادق(ع) ليعهد اليه وذكر الحديث....قال جابر : فقرأت فإذا فيه أبو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى أمه آمنة ، أبو الحسن علي بن أبي طالب أمه فاطمة بنت أسد ....أبو الحسن علي بن محمد الأمين أمه جاريه اسمها سوسن ....
7 ـ في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص96 /روى الشيخ الطوسي بسنده عن أمير المؤمنين (ع) انه قال :
قال رسول الله (ص) في الليله التي كانت فيها وفاته(ص) لعلي ياابا الحسن أحضر صحيفة ودواة ، فاملأ رسول الله(ص)وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال:
يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ...فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن ..... فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح ..وكذلك ورد هذا الخبر في كتاب الإنصاف ص131 وكتاب إثبات الهداة ج1 ص550
8 ـ روى البحراني في الإنصاف ص141 عن هداية الحضيني ص338 بسند عن سلمان الفارسي قال : دخلت على رسول الله (ص) فلما نظر إلي قال:
يا سلمان إن الله تبارك لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثنا عشر نقيبا .... ثم خلق من صلب الحسين تسعة ائمه....ثم علي بن محمد الهادي إلى الله
9ـ في كتاب إثبات الهداة ج1ص581 وكتاب كفاية الأثر ص81 / روى الخزار ألقمي بسنده عن أبي هريرة عن النبي(ص) في حديث ، قال(صلى الله عليه وآله ):
يا حسين أنت الإمام بن الإمام أبو ألائمه تسعه من ولدك ائمه أبرار ، إلى إن قال :ـ وضع يده على كتف الحسين (ع) وقال(ص) :
يخرج من صلبه رجل مبارك سمي جده علي....ويخرج من صلب محمد ،علي ابنه طاهر الجنبه صادق اللهجة....
10 ـ في الإنصاف ص276 / روى البحراني عن كمال الدين بسند عن مجاهد قال: قال بن عباس : سمعت رسول الله(ص) يقول :
...والائمه بعدي الهادي والمهتدي والناصر ، والمنصور والشفاع والنفاع والأمين والمؤتمن والإمام والفعا ل والعلام ومن يصلي خلفه عيسى بن مريم .
11 ـ وفي إثبات الهداة ج1 ص455 / في حديث طويل عن جابر بن عبد الله الأنصاري في حديث اللوح الذي رآه وفيه : واختم للسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي .


2 ـ ألقاب الإمام الهادي(ع) في الكتب

في كتاب مناقب آل أبي طالب ، تأليف (محمد بن علي بن شهر آشوب) ج4 ص401 ، ذكر للإمام الهادي (عليه السلام) ألقاب :
النجيب ، والمرتضى ، والهادي ، والنقي ، والعالم ، والفقيه ، والأمين ، والمؤتمن والطيب ، والمتوكل ، والعسكري، وأبي الحسن الثالث ، والفقيه العسكري. وفي كتاب كشف الغمة ، تأليف (علي بن عيسى الاربلي)ج3 ص230 ذكر للإمام الهادي (ع) ألقاب :ـ الناصح ، والمفتاح ، وأضاف الاربلي قائلا :

وأشهرها : المتوكل وكان يخفي ذلك يأمر أصحابه أن يعرضوا عنه لأنه كان لقب للخليفة يومئذ ، وفي كتاب أعلام الورى(فضل بن الحسن الطبرسي) ص339ذكر للإمام الهادي(ع) لقب [القائم] وفي كتاب الفصول المهمة (ابن الصباغ المالكي) ص 259ذكر للإمام الهادي(عليه السلام) لقب [المتقي] وقال :

وأشهرها (الهادي والمتوكل وكان يأمر أصحابه أن يعرضوا عن تلقيبه بالمتوكل لكونه يومئذ لقبا للخليفة جعفر المتوكل بن المعتصم ) وقال العلامة الطبرسي في كتاب تاج المواليد ص133ان الإمام الهادي (ع) : اشتهر هو وأبوه الجواد(ع) وابنه الحسن العسكري (ع) بابن الرضا (انتهى)
وفي كتاب الأنساب للسمعاني ج9 ص303ذكر للإمام الهادي(ع) لقب[العسكري]وكما يلي:

وجماعه ينتسبون إلى عسكر سر من رأى الذي بناه المعتصم لما كثر عسكره وضاقت عليه بغداد وتأذى به الناس وانتقل إلى هذا الموضع بعسكره .......ثم قال:

فمن عسكر سامراء أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر العلوي المعروف بالعسكري من عسكر سر من رأى ،أشخصه جعفر المتوكل على الله من مدينة رسول الله إلى بغداد ثم إلى سر من رأى ، فقدمها وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر إلى أن توفي بها في أيام المعتز وهو احد من يعتقد فيه الشيعه ، الامامه ويعرف بأبي الحسن العسكري...، وفي كتاب جامع الرواة(للاردبيلي)ج2 ص462ذكر للإمام (ع)ألقاب][الصادق والفقيه والطب والرجل] وكما يلي :

قال الاردبيلي :

ويطلق الصادق على أبي الحسن الثالث (ع) بقرينة رواية محمد بن عيسى عن الحسين بن عبيد ، قال:ـ كتبت إليه يعني أبا الحسن الثالث (ع) في (يب) في باب الزيادات في كتاب الصوم ورواية محمد بن عيسى ألعبيدي عن الحسين بن عبيد قال كتبت إلى الصادق (ع) في آخر باب تلقين ألمحتضر من أبواب الزيادات .

وكذلك قال رحمه الله (وأطلق الفقيه على أبي الحسن العسكري (ع) في باب الصلاة في السفر من أبواب الزيادات ويطلق الفقيه أيضا على صاحب الأمر (ع) بقرينة رواية محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري مكاتبته عن الفقيه (ع) مرتين في باب حد حرم الحسين (ع) وأخرى في باب ما تجوز الصلاة فيه من اللباس ومكاتبته إلى صاحب الأمر (ع)..)

وكذلك قال الشيخ الاردبيلي (الطيب يطلق على الهادي (ع) بقرينة رواية محمد بن عيسى عن محمد بن رجا الخياط ،قال كتبت إلى الطيب(ع) في(يهش) في باب اللقطة والضالة ورواية محمد بن عيسى عن محمد بن رجا الأرجاني ، قال:ـ كتبت الطيب (ع) ف (في) في باب لقطة الحرم وكون محمد بن رجا من أصحاب الهادي(ع))وقال الشيخ الاردبيلي (رحمه الله) (والرجل طلق على أبي الحسن الثالث الهادي (ع) بقرينة رواية محمد بن عيسى عن محمد بن الريان ، قال كتبت إلى الرجل (ع) في (يب) في باب كمية الفطره وفي(بص) في باب مقدار الصاع ، رواية سهل بن زياد ،عن محمد بن الريان قال كتبت إلى الرجل(ع) في(في) في باب الثوب يصيبه الدم وف(يب)) في باب تطهير الثياب وكون محمد بن الريان من أصحاب أبي الحسن الثالث الهادي (ع) عن سليمان بن حفص المروزي عن الرجل العسكري (ع) في باب كيفية الصلاة ، وقال أيضا :ـ وكلما ورد عن الرجل فالظاهر انه العسكري(ع).

ح ـ

1 ـ الإمام علي الهادي(عليه السلام)في المدينة المنورة ـ

عاش مولانا الهادي(عليه السلام)في المدينة المنورة من يوم مولده الشريف إلى سنة(236هج) وكانت الفترة التي عاشها إمامنا الهادي(ع)مع والده الإمام الجواد(ع) قصيرة لم تتجاوز الثمان سنوات كما ينقل علماء السيرة ، علما إن في هذه الثمان سنوات ، احضر مولانا الجواد(ع) عدة مرات إلى بغداد من قبل السلطات العباسية، إلى أن استشهد(ع) في آخر مرة في سنة(220 هج)

2 ـ وصية الإمام الجواد(ع)

روى الكليني في الكافي عن محمد بن جعفر الكوفي ، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن الحسين الو اسطي ، سمع احمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر(ع)(يحكي انه أشهد على هذه الوصية المنسوخة : شهد احمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر)إن أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام) أشهده ،انه أوصى إلى علي ابنه بنفسه وأخواته وجعل أمر موسى إذا بلغ إليه ، وجعل عبد الله بن المساور قائما على تركته من الضياع والأموال والنفقات والرقيق وغير ذلك ، إلى أن يبلغ علي بن محمد ، صير عبد الله بن المساور ذلك اليوم (إليه) يقوم بأمر نفسه وأخواته ويصير أمر موسى إليه يقوم لنفسه بعدهما على شرط أبيهما في صدقاته التي تصدق بها ،وذلك ليوم الأحد لثلاث ليال خلون من ذي الحجة سنة عشرين ومائتين وكتب أحمد بن أبي خالد شهادته بخطه وشهد الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ،وهو الجواني على مثل شهادة احمد بن أبي خالد في صدر هذا الكتاب وكتب شهادته بيده ،وشهد نصر الخادم وكتب شهادته بيده [الشيخ الطبسي عن بحار الأنوار ج50 ص121] وعلق الشيخ محمد جواد الطبسي على هذه الوصية قائلا : ([لايخفى عليك اضطراب المتن لان الوصية لم تكن بخط الإمام وإنما كتب احمد هذه الشهادة بخطه ولذلك نجد للعلامة ألمجلسي ولغيره بيان وتلخيص وإرجاع للضمائر، أما بيان العلامة المجلسي (البحار ج50 ص123) فقال بعد ذكر هذه الوصية عن الإمام الجواد(ع)

بيان:

لعله(ع) للتقية من المخالفين الجاهلين بقدر الإمام(ع) ومنزلته وكماله في صغره وكبره اعتبر بلوغه في كونه وصيا وفوض الأمر ظاهرا قبل بلوغه إلى عبد الله ،لئلا يكون لقضاتهم مدخلا في ذلك ،فقوله(ع) إذا بلغ يعني أبا الحسن (ع) وقوله(ع) صير أي بعد بلوغ الإمام (ع) صيره عبد الله مستقلا في أمور نفسه وكل أمور أخواته إليه ،قوله ويصير بتشديد الياء ،أي عبد الله أو الإمام (ع)أمر موسى إليه أي إلى موسى بعدهما أي بعد فوت عبد الله الإمام(ع) ويحتمل التخفيف أيضا وقوله على شرط أبيهما متعلق بيقوم في الموضعين .

ونقل محقق البحار في الهامش(البحار ج50 ص122) عن صالح في المقصود من هذه الوصية قال:

حاصله انه أوصى إلى ابنه بأمور نفسه وأخواته وتربيتهن وجعل أمر موسى ابنه إلى موسى عند بلوغه ، وجعل عبد الله بن المساور قائما على التركة ،إلى أن يبلغ علي ابنه ، فإذا بلغ صير بن المساور القيام على التركة ، إلا أمر موسى فانه يقوم بأمره لنفسه بعد علي وابن المساور على ما شرط(ع) في صدقاته وموقوفاته])

3 ـ استشهاد الإمام الجواد(عليه السلام)

بعد هلاك المأمون العباسي تولى الحكم من بعده المعتصم العباسي والذي كان يتميز بحمقه وإذا غضب لا يبالي من قتل ولا ما فعل كما وصفه المؤرخون(باقر القرشي عن أخبار الدول ص155)، وكان يكره العلم ويبغض حملته ، وقد كان معه غلام يقرأ معه الكتاب ، فتوفى الغلام فقال له الرشيد يا محمد مات غلامك ، قال نعم يا سيدي واستراح من الكتاب ، فقال له الرشيد ، وان الكتاب يبلغ منك هذا ، دعوه لاتعلموه ، وبقى أميا ، وحينما ولي الخلافة كان لايقرأ ولا يكتب ، وكان له وزير عامي ، وقد وصفه أحمد بن عامر بقوله :

خليفة أمي ووزير عامي (باقر القرشي عن وفيات الأعيان) وكان المعتصم شديد الكراهية للعرب ، فقد أخرجهم من الديوان ومنعهم من الولايات والعطاء (باقر القرشي عن مروج الذهب4/9 وتأريخ الخلفاء/ص223 وظهر الاسلام1/4ـ5) واستعان بالأتراك كثيرا وجلبهم من فرغانه وأشروسنه وزوجهم من جنسهم وأسند لهم قيادة الجيش وأجزل لهم العطاء وآثرهم على العرب والفرس في كل شيء وسلطهم على مقاليد الأمور في الدولة ، علما إن أم المعتصم كانت من الأتراك وتدعى (مارده)(باقر القرشي عن مروج الذهب وتأريخ الخلفاء وظهر الإسلام)،وكان المعتصم العباسي كلما يسمع بمنقبة أو فضيلة عن الإمام الجواد(ع) يزداد حقدا وكراهية على شخص الإمام(ع) وقام الطاغية باشخاص الإمام إلى بغداد وفرض عليه(ع) الإقامة الجبرية فورد مولانا الجواد(ع) إلى بغداد لليلتين بقيتا من المحرم سنة 220 هج (باقر القرشي عن الفصول المهمة/ص262) ومن المؤسف أن تصدر الوشاية بالإمام الجواد(ع)من أبي داود السيستاني المحسوب من أعلام ذلك العصر والسبب في ذلك، هو الحسد، هذا الداء الخبيث ، فقد حقد أبو داود السيستاني على الإمام كأشد مايكون وذلك حينما أخذ المعتصم برأيه في مسألة فقهية وترك بقية آراء الفقهاء فتميز السيستاني غيضا على الإمام وسعى إلى الوشاية به، وبيان ذلك ما رواه زرقان الصديق الحميم لأبي داود السيستاني قال:ـ انه رجع من عند المعتصم وهو مغتم فقلت له :

في ذلك : قال إن سارقا اقر على نفسه بالسرقة وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحد عليه ، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه ، وقد أحضر محمد بن علي (ع) فسألنا(الخليفة)، عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع ؟ فقلت له من الكرسوع لقول الله في التيمم فامسحوا بوجوهكم وأيديكم ، واتفق معي على ذلك قوم ، وقال آخرون بل يجب القطع من المرفق ، قال وما الدليل على ذلك ؟ قالوا لان الله قال وأيديكم إلى المرافق ، قال فالتفت إلى محمد بن علي(ع) فقال: ما تقول في هذا يابا جعفر ؟ قال:

قد تكلم القوم فيه ياامير المؤمنين ، قال : دعني مما تكلموا به ، أي شيء عندك ، قال :

أعفني عن هذا يا امير المؤمنين ، قال : أقسمت عليك بالله لما أخبرتني بما عندك فيه فقال(عليه السلام):

إذا أقسمت علي بالله إني أقول أنهم أخطئوا فيه السنة ، فأن القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكف ، قال: لم ، قال(ع):

لقول رسول الله(صلى الله عليه وآله) السجود على سبعة أعضاء الوجه واليدين والركبتين والرجلين فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها ، وقال الله تبارك وتعالى وان المساجد لله يعني بها هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها فلا تدعوا مع الله أحدا وما كان لله لم يقطع ، قال فأعجب المعتصم ذلك ، فأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف ،قال زرقان ، إن أبا داود ، قال صرت إلى المعتصم بعد ثالثة فقلت : إن نصيحة أمير المؤمنين علي واجبة ، وأنا أكلمه بما أعلم أني أدخل به النار ، قال: ما هو ؟

قلت : إذا جمع أمير المؤمنين في مجلسه فقهاء رعيته وعلمائهم لأمر واقع من أمور الدين فسألهم عن الحكم فيه ، فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك ، وقد حضر المجلس أهل بيته وقواده ووزرائه وكتابه ، وقد تسامع الناس بذلك من وراء بابه ثم يترك أقاويلهم كلهم لقول رجل : يقول شطر هذه الأمة بإمامته ، ويدعون انه أولى منه بمقامه ، ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء .

قال: فتغير لونه ، وانتبه لما نبهته له ، وقال: جزاك الله عن نصيحتك خير...(باقر القرشي عن (تفسير العياشي1/319، و البرهان1/471، و البحار12/99، ووسائل الشيعة 18/490)) ويذكر المؤرخون إن الإمام الجواد(ع) قام بأخبار قادة المؤمنين إلى قرب رحيله في مواطن عدة منها:ـ

1 ـ روى محمد بن الفرج قال : كتب إلى أبو جعفر (ع) :

أحملوا إلي الخمس ، لست آخذ منكم سوى عامي هذا ، ولم يلبث (عليه السلام) إلا قليلا حتى قبض وأختاره الله إلى جواره (باقر القرشي عن المحجة البيضاء4/308)

2 ـ روى أبو طالب القمي ، قال كتبت إلى أبي جعفر بن الرضا (ع) أن يأذن لي أن اندب أبا الحسن ـ يعني أباه ـ قال : فكتب(عليه السلام)

أن أندبني واندب أبي(القرشي عن الكشي)

3 ـ وأخبر(عليه السلام) عن وفاته في أيام المأمون فقد قال(ع):

(الفرج بعد المأمون بثلاثين شهرا) ولم يلبث بعد المأمون بثلاثين شهرا حتى قبض وأختاره الله إلى جواره(القرشي عن أثبات الهداة6/190)

4 ـ روى إسماعيل بن مهران إن المعتصم العباسي لما اشخص الإمام أبا جعفر(ع) إلى بغداد قال: قلت له: جعلت فداك أنت خارج فالي من هذا الأمر من بعدك ؟ فبكى حتى أخضلت لحيته ، ثم التفت إلي فقال(ع):

عند هذه يخاف علي ، الأمر من بعدي إلى ابني علي (القرشي عن الإرشاد ص369)

ويمكن لنا أن نستشف عبر كثيرة من هذا الأخبار من قبل مولانا الجواد(ع ) لقادة المؤمنين على اقتراب أوان رحيله إلى جوار ربه والالتحاق بأبائه الطاهرين ، ومن هذه العبر ما يلي :ـ

أولا ـ لم يكن خافيا على الإمام الجواد(ع)ما خطط إليه الطاغية العباسي من نوايا سوء ضده .

ثانيا ـ إحاطة قادة المؤمنين علما بالإمام الخلف من بعده(فلم يكن يعلم بهذا الأمر إلا خاصة الخاصة من المؤمنين).

ثالثا ـ إرشاد المؤمنين إلى الجد والاجتهاد في طاعة الله ونيل مرضاته ، وأن يكونوا على قدر المسؤولية اتجاه التكاليف الإلهية من اجل تكاملهم ،لأنه عندما يخبرهم الإمام (عليه السلام)باقتراب رحيله مع وجود الرسالة الإلهية الكاملة ، هذا يعني إن المؤمنين لازالوا بمستوى ضعيف من الوعي والتكامل ، والملاحظ من الروايات إن معظم المؤمنين كانوا غير مستعدين للتضحية بالغالي والنفيس من اجل إنشاء دولة العدل والتوحيد تحت راية الإمام(ع)، فعندما يخبرهم الإمام بقرب رحيله على يد طاغية زمانه ، كان مجمل الرد من أتباع الإمام ، هو:

من الخلف من بعدك ، وغير بعيد أن تكون السلطات الظالمة منتبهة إلى هذا المستوى من الضعف عند المؤمنين حتى وصل الأمر بهم ، اعتقال الإمام او سجنه أو قتله متى ما ارادوا، وبالمقارنة مع أتباع الباطل نجدهم يفدون قادتهم بكل غالي ونفيس ويعلنوها صراحة (نفديك بالمال والأهل والنفس والدين)، وهذا لا يعني عدم وجود عدد من المؤمنين المستعدين للتضحية بالغالي والنفيس من اجل الحق وأهله ، ولكنهم أما قليلين جدا ، أو إن معظم هذا العدد القليل فاقد للوعي المطلوب ، ولعل هذا من أهم الأسباب التي أدت إلى تأخير قيام دولة العدل والتوحيد في الأرض على يد مولانا قائم آل محمد(ص).......والآن نواصل اكمال هذه الفقرة(استشهاد الإمام(ع)) من هذا الجزء ، قال الشيخ باقر القرشي عن بحر الأنساب ص28 ومرآة الجنان2/81 و نزهة الجليس2/111 إن المعتصم العباسي هو الآمر بارتكاب هذه الجريمة النكراء ، أما طريقة تنفيذ هذه الجريمة ، فهنالك روايات مختلفة بشأنها:

الأولى ـ

نقل القرشي عن تفسير العياشي 1/320 ، بحار الأنوار 12/99 ، البرهان 1/471 ، إن المعتصم العباسي أوعز إلى بعض كتاب وزرائه بان يدعوا الإمام إلى منزله ويدس إليه السم ، فدعاه إلا إن الإمام (ع) اعتذر من الحضور في مجلسه ، وأصر عليه الكاتب بالحضور لأجل التبرك بزيارة الإمام له ، وأضاف أن احد الوزراء أحب لقائه ولم يجد عليه السلام بدا من إجابته ، فصار إليه ، ولما تناول الطعام أحس بالسم فدعا بدابته للخروج من المنزل فسأله صاحب المنزل أن يقيم عنده فقال(عليه السلام) خروجي من دارك خير لك .

الثانية ـ

نقل الشيخ القرشي عن نزهة الجليس2/111 ، وعن المناقب4/391

إن المعتصم أغرى بنت أخيه زوجة الإمام(عليه السلام) أم الفضل بالأموال فدست إليه السم . وأثر السم في الإمام تأثيرا شديدا ، فقد تفاعل مع جميع أجزاء بدنه......، وقد عهدت الحكومة العباسية إلى احمد بن عيسى أن يأتيه في السحر ليتعرف خبر علته (القرشي عن الإرشاد ص369) ، وقد أخبر الإمام(عليه السلام) بوفاته من كان عنده في الليلة التي توفي فيها فقال لهم :

نحن معشر إذا لم يرض الله لأحدنا الدنيا نقلنا إليه (القرشي عن بحار الانوار12/99)

وانتقل الإمام (عليه السلام)إلى جوار ربه وهو يقرأ القرآن ، ولا يخفى عند أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام ) إن الإمام(ع) يتولى غسله وتكفينه ودفن جسده الطاهر والصلاة عليه من قبل الإمام(ع)وان ذكر المؤرخون (القرشي عن نزهة الجليس 2/111 ، وعن مرآة الجنان2/81 ، انه صلى عليه الواثق بن المعتصم) ، إن الواثق والمعتصم هما اللذان صليا على الجثمان الطاهر ، وتم دفن الجسد الطاهر في قبر ملاصق لقبر مولانا باب الحوائج موسى الكاظم(عليه السلام) في مقابر قريش ، في جهة الكرخ من بغداد وكان عمر مولانا الجواد(ع)خمسا وعشرين عاما(القرشي عن تأريخ الإسلام للذهبي8/ورقة 158 مصور ، وعن روض المناظر في تاريخ الأوائل والأواخر لمحمد بن شحنة مخطوط ، وعن منتخب مرآة الجنان وعبرة اليقظان لليافعي مخطوط ، وعن تأريخ قم ترجمة البراقي مخطوط) وهو أصغر الأئمة الطاهرين(عليهم السلام) سنا ، أما تأريخ الشهادة فهو سنة 220هج(القرشي عن تاريخ الخميس 2/375 وعن منتخب مرآة الجنان وعبرة اليقظان وعن بحر الأنساب 2/19 تأريخ قم مخطوط وعن شذرات الذهب 2/48 وعن روض المناظر في تأريخ الأوائل والأواخر) في يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي القعدة (القرشي عن نزهة الجليس 2/61 وعن مرآة الجنان2/81)وقيل لخمس ليال بقين من ذي الحجة(القرشي عن النجوم الزاهرة2/231)وقيل لست ليال خلون من ذي الحجة(القرشي عن الفصول المهمة لابن الصباغ ص262) فسلام الله على مولانا الجواد يوم ولد ويوم أستشهد وسوم يبعث حيا ، واللعنة الابديه على من قتله وظلمه وعلى كل من رضي بذلك .

4 ـ إخبار الإمام الهادي(عليه السلام)باستشهاد والده(عليه السلام)

ا ـ رواية الصفار[في كتاب أثباة الهداة ،وفي كتاب دلائل الإمامة(في حادثة المعلم أبا ذكوان)]تم ذكرها في الجزء الثاني من هذا البحث

ب ـ في كتاب اثباة الهداة(ج3 ص360)عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي الفضل الميشائي ، عن هارون بن الفضل ، قال : رأيت أبا الحسن علي بن محمد (ع) في اليوم الذي توفي فيه أبو جعفر ، فقال :

إنا لله وإنا إليه راجعون ، مضى أبو جعفر، فقيل له وكيف عرفت ؟ قال(ع): لأنه تداخلني ذلة لم أكن اعرفها

ج ـ في كتاب دلائل الإمامة(ص218) روى محمد بن الحسن الملقب بسجادة عن الحسن بن علي الو شاء ، قال: حدثتني أم محمد مولاة أبي الحسن الرضا (ع) بالحيرة وهي مع الحسين بن موسى قال : دنا أبو الحسن علي بن محمد من الباب وهو يرعد ، فدخل جلس في حجر أم أيمن بنت موسى ، فقالت : فديتك مالك؟ قال(ع):

إن أبي مات والله الساعة .

فكتبنا ذلك اليوم فجاءت وفاة أبي جعفر (عليه السلام) وأنه توفي في ذلك اليوم الذي أخبر.

5 ـ انطباعات عن شخصية الإمام الجواد(عليه السلام)

ا ـ الذهبي [نقل الشيخ باقر القرشي عن تأريخ الإسلام 8/ورقة 158 مصور] قال الذهبي:

كان محمد يلقب بالجواد ، وبالقانع والمرتضى وكان من سروات آل بيت النبي(ص)....وكان احد الموصوفين بالسخاء فلذلك لقب بالجواد....

ب ـ ابن تيمية (نقل الشيخ القرشي عن منهاج السنة 2/127) قال أبن تيمية :

محمد بن علي الجواد كان من أعيان بني هاشم وهو معروف بالسخاء ، لذا سمي بالجواد

ج ـ الصفدي (نقل الشيخ القرشي عن الوافي بالوفيات4/105)

قال الصفدي :

كان محمد يلقب بالجواد ، وبالقانع ، وبالمرتضى ، وكان من سروات آل بيت النبوة .... وكان من الموصوفين بالسخاء ، ولذلك لقب بالجواد ...

ه ـ ابن الجوزي (نقل الشيخ القرشي عن تذكرة الخواص من مخطوطات مكتبة كاشف الغطاء العامة) قال السبط بن الجوزي :

محمد الجواد كان على منهاج أبيه في العلم والتقى والجود

و ـ محمود بن وهيب (نقل الشيخ القرشي عن جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام ص 149) قال الشيخ محمود وهيب :

محمد الجواد هو الوارث لأبيه علما وفضلا وأجل أخوته قدرا وكمالا....

زـ الزر كلي (نقل الشيخ القرشي عن الأعلام 7/155) قال خير الدين الزر كلي:

محمد بن الرضا بن موسى الكاظم ، الطالبي ، الهاشمي ، القرشي ، أبو جعفر ، الملقب بالجواد ، تاسع الأئمة الاثنى عشر عند الامامية كان رفيع القدر كأسلافه ذكيا ، طليق اللسان ، قوي البديهة.....

ح ـ كمال الدين (نقل الشيخ القرشي عن مطالب السؤل في مناقب آل الرسول2/74) قال الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة :

أما مناقب أبي جعفر الجواد فما اتسعت حلبات مجالها ، ولا امتدت أوقات آجالها بل قضت عليه الأقدار الإلهية بقلة بقائها في الدنيا بحكمها واسجالها فقل في الدنيا مقامه ، وعجل القدوم عليه كزيارة حمامه فلم تطل بها مدته ولا امتدت فيها أيامه

ط ـ علي بن عيسى الاربلي (نقل الشيخ القرشي عن كشف الغمة 3/160) قال علي بن عيسى الاربلي:

الجواد في كل أحواله جواد ، وفيه يصدق قول اللغوي جواد من الجودة ...فاق الناس بطهارة العنصر ، وزكاء الميلاد ، وافترع قلة العلاء فما قاربه أحد ولا كاد مجده ، عالي المراتب ، ومكانته الرفيعة تسموا على الكواكب ، ومنصبه يشرف على المناصب ، إذ آنس الوفد نارا قالوا: ليتها ناره ، لانار غالب ، له إلى المعالي سمو ، والى الشرف رواح وغدو ، وفي السيادة إغراق وعلو، وعلى هام السماك ارتفاع وعلو ، وعن كل رذيلة بعد ، والى كل فضيلة دنو ، تتأرج المكارم من اعطافه ، ويقطر المجد من أطرافه ، وتروى أخبار السماح عنه ، وعن أبنائه وأسلافه ، فطوبى لمن سعى في ولائه ، والويل لمن رغب في خلافه ، إذا اقتسمت غنائم المجد والمعالي كان له صفاياها ، وإذا امتطيت غوارب السؤدد كان له أعلاها واسماها ، يباري الغيث جودا وعطية ، ويجاري الليث نجدة وحمية ، ويبذ السير سيرة رضية .إلى هنا ينتهي هذا الجزء بتوفيق الله وببركة المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين .

من مصادر ومراجع الاجزاء الثلاثه اعلاه:ـ

1ـ حياة الإمام الهادي (عليه السلام)/الشيخ محمد جواد الطبسي

2 ـ الإمام علي الهادي(عليه السلام)/الشيخ محمد حسين الصغير

3ـ عمدة الطالب في انساب آل ابي طالب/السيد ابن عنبه الحسني

 4ـ الإمام العاشر علي الهادي(ع)/عبد الرزاق شاكر البدري

5ـ حياة الإمام الهادي(عليه السلام)/الشيخ باقر شريف القرشي