الثلاثاء، 21 أبريل 2015

الامام الباقر(عليه السلام) والحوزه الناطقه

 
الامام الباقر(عليه السلام) والحوزه الناطقه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .
عظم الله اجرك مولانا صاحب الزمان واجرك سيدي مقتدى الضرغام واجوركم سادتي جيش الامام وكافة الشيعة واهل الاسلام ،بمناسبة ذكرى استشهاد مولانا ومقتدانا ابو جعفر محمد الباقر(عليه السلام) ، ويشرفني بهذه المناسبة الاليمة كتابة هذه الاسطر المتواضعه وأسأل الله المغفره.
بين لنا سيدنا الشهيد محمد باقر الصدر(قدس)في بحثه القيم الموسوم بـ (علوم القرآن)جمله من الامور ومنها هذه الحقيقة (بالمضمون)التي تشير الى ان فهم الشريعه في عصر الوحي كان على مستويين
المستوى الاول ـ
وكان سمته الفهم الاجمالي وهذا مايتميز به عامة المسلمين بسبب القابليات المتدنيه وبقاء جمله من ادران الجاهليه عند الكثير منهم مما جعلهم لايتحملون الطرح العالي من المصطفى الخاتم(صلى الله عليه وآله وسلم)
فهم بالكاد بعد الجهاد العظيم للمصطفى محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) والمرتضى علي(عليه السلم) حملوا ظاهر الشريعة، وكثير منهم انقلب بعد استشهاد المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) وفشل في امتحان الولايه مع شديد الاسف.
المستوى الثاني ـ
وكان سمته الفهم التام الكامل جملة وتفصيلا وهذا كان مختص بالعترة الطاهره(عليهم السلام) وذلك بسبب عظم اوعيتهم وعلوا قابلياتهم بما لايمكن لنا ان نتصوره كما وان الباري قد طهرهم تطهيرا فكانوا بحق خزانة الاسرار الالهية وتراجمة الوحي وبحار العلوم والمعارف ...
فمن خلال ما اشار اليه سيدنا محمد باقر الصدر(قدس)فيما ذكر اعلاه يتبين لنا كيف انه لابخل بساحة الفاعل اللامحدود(الله(جل في علاه)) ولكن الضعف والتدني والجهل بساحة القابل المحدود(الانسان(محور البحث))
عموما فقد ادى انقلاب الكثير منهم(المسلمين) وفشلهم في امتحان الولايه الى نتائج وخيمه على الاسلام والمسلمين والى يومنا هذا ؛ لانهم بدلا من سماع داعي الله سمعوا داعي ابليس الذي هتف في عرصاتهم فاستجابوا له مسرعين مما ادى الى وقوعهم في تخبط شديد وتيه عجيب!
ولم يبقى الا القلة القليلة جدا متمسكة بولاية الله(تعالى شأنه) وتنهل من علوم عترة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كالمقداد وسلمان واباذر وعمار وحذيفه اليمان(رضوان الله عليهم) ... ومع كل هذا وغيره كان حامي الشريعه مولانا المرتضى(عليه السلام) يفيض على الناس من علومه ويحثهم على سؤاله فيما يخص اي حقيقة في الارض كانت ام في السماء الى ان رحل الى ربه مخضبة لحيته المقدسة بدماء رأسه الشريف في بيت الله وفي شهر الله وفي ايام الله وعلى يد اشقى الاشقياء ولم يكن حال الناس في زمن مولانا الحسن المجتبى(عليه السلام) والحسين الشهيد بكربلا(عليه السلام) باحسن حال من زمن مولانا المرتضى(عليه السلام)، فلم يكن هنالك سبيل لاستقامة الدين الحنيف الا بفاجعة كربلاء ليكون مولانا الحسين(عليه السلام) فاديا للشريعه فانعم به واكرم من قربان الهي عظيم.
وبعد هذه الواقعه العظيمه استيقظ بعض النائمين وانتبه بعض الغافلين بعد ان افتضح مكر الماكرين وبانت الاعيب المرجفين ، فبدأت رحلة مولانا السجاد (عليه السلام) مع الخلق عموما ومع الناس خصوصا لتوعيتهم وتهذيبهم وتنويرهم ...بما يمكن ان يتحملوه في تلك المرحله الحرجه التي كان فيها مولانا السجاد(عليه السلام) بتقيه من سلطة امية الظالمة.
وكان من ثمرة هذا الجهد العظيم تهيئه السبل اللازمة لتوسيع وفتح ابواب الحوزه الناطقه على مستوى اعلى وهذا ماتحقق في زمن مولانا ابو جعفر محمد الباقر (عليه السلام) وظهر جليا في زمن مولانا ابو عبد الله جعفر الصادق(عليه السلام) وانتشر بذلك العلم انتشارا عظيما ادى الى ايجاد نخبه مخلصة طاهرة من خيرة تلاميذ مدرسة اهل البيت (عليهم السلام)
فمن هؤلاء الابطال :
زراره بن اعين ، وابان بن تغلب ، وجابر بن يزيد الجعفي ، محمد بن مسلم ....وغيرهم كثير(رضوان الله عليهم)
ولم لا ، بعد ان بقر مولانا محمد الباقر(عليه السلام)العلوم بقرا
فتوسعت لذلك المعارف وتعمق الفكر وحلي الدرس والتعليم بحلل جديده مأخوذه من النبع الاصيل ، قال مولانا محمد الباقر(عليه السلام):
يا جابر لو كنا نفتي الناس براينا وهوانا لكنا من الهالكين، ولكنا نفتيهم بثار من رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) واصول علم عندنا، نتوارثها كابرا عن كابر، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم ».(القرآن في مدرسة اهل البيت(ع)ج2ص4)]
ومن العلوم التي فاضت على الناس من مولانا محمد الباقر(عليه السلام) كانت العلوم المرتبطة بالقرآن من تفسير وتأويل و....
ومن هذه الدرر قوله(عليه السلام) حينما سئل عن معنى قوله تعالى (ولكل قوم هاد) ، قال(عليه السلام):
«علي: الهادي، ومنا الهادي، فقلت (السائل) فانت جعلت فداك. قال:صدقت: ان القرآن حي لا يموت، والاية حية لاتموت، فلو كانت الاية اذا نزلت في الاقوام وماتوا ماتت الاية لمات القرآن، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين »
الى غير ذلك كثير لاتسعه مجلدات شتى ..
وفي ختام هذا المقال انقل لكم هذه الدره المأثوره عن مولانا محمد الباقر(عليه السلام)وهي متعلقه بحفيده الامام المهدي(عليه السلام) وبشيعتهم المخلصين
فـ عن الإمام محمد الباقر(عليه السلام) في المهديّ(عليه السلام)قال:
«الْبُدُوا ما ألْبَدْنا، فإذا تحرّك متحرّكُنا فاسعَوا إليه»: . أي الْزَموا الأرض واقعدوا في بُيوتكم، لا تخرجوا منها فَتَهلِكوا. يقال: لَبَد بالأرض وألْبَدَ بها؛ إذا لَزِمها وأقام (
52/135).(غريب حديث بحار الانوار)]
فعلى سيدنا ومولانا وامامنا ومقتدانا ابو جعفر الباقر سلام الله التام الشامل يوم ولد ويوم استشهد ( بالسم ظلما وعدوانا من قبل عتاة امية )ويوم يبعث حيا، سلاما ابديا باقيا ببقاء الله تعالى
واللعنة الدائمة الابدية على اعداء الله جميعا من الاولين والاخرين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق