الخميس، 26 فبراير 2015

الاطباء وفِقْهُ الطب



الاطباء وفِقْهُ الطب


بسم الله الرحمن الرحيم
((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))(سورة الشعراء/ الآية80)


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.

لقد امتدت يد الخير والاصلاح من الحوزة الناطقة الشريفة في زمن مرجعية سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) ،الى فئات المجتمع وأطيافه تبتغي بذلك جلب المصالح لهم ودفع المفاسد عنهم طلبا لرضا الله سبحانه وتعالى .

ومن هذه الفئات التي امتدت لها يد الخير والاصلاح فئة المهن الصحية ، الموكول اليها مهمة القيام بأعمال معالجة امراض الابدان , فاكتسبت بذلك سمة الانسانية ، ولكنها اصيبت كغيرها من الفئات بأمراض النفوس مما ادى الى ابتعاد الكثير منهم عن تعاليم الشريعة الغراء وعن قيم الانسانية النبيلة وانعكس ذلك سلبا على الواقع الصحي في المجتمع ...

وحيث ان معالجة امراض النفوس من مهمات الحوزة الناطقة الشريفة ، لذا تصدى سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) الى مهمة القيام بإنقاذ ما يمكن انقاذه ومعالجة ما يمكن معالجته من الاصابة التي طالت المهن الصحية وذلك عن طريق عدة امور منها:ـ

1ـ مخاطبة هذه الفئة من خلال منبر الجمعة المقدس من اجل تنبيههم الى ما هم عليه من خلل كبير قد وصل الى مرحلة الخطر ، عسى ان يستفيق من يستفيق منهم ويعود الى جادة الصواب في التعامل الانساني

2ـ وضع كتاب يعتني بالكثير من شؤونهم المهنية لاحتوائه جملة مهمة من المسائل المتعلقة بأعمالهم ، سمي بـ فقه الطب ، وهذا الكتاب نافع لجميع طبقات المجتمع من ذوي المهن الصحية وغيرها لاحتوائه على توجيهات وارشادات واحكام ... جمة، وبالرغم من ان سيدنا الشهيد (قدس) اعتبره اساس وخطوة اولى لمن اراد اكمال هذا المشروع حيث قال (قدس:

عسى الله سبحانه بحسن توفيقه ان ييسر بيدي او بيد غيري تطبيق تلك الفكرة إلى نهايتها في مستقبل الأيام . فكان المهم هو النفع للمصلحة العامة من أي شخص صدر اذا كان قادرا عليه ، ولا يختص بهذا العبد الجاني.(انتهى)

الا انه ومن الانصاف ان يقوم المعنيين باعتبار هذا الكتاب من ضمن مناهج التعليم في كليات ومعاهد الطب والصيدلة والتمريض ...بل ويبقى معهم كدليل لهم (ذوي المهن الصحية) ما دامهم تلبسوا بلباس هذه المهنة الانسانية النبيلة

3ـ قيام سيدنا الشهيد باستقبال البعض من ذوي المهن الصحية والاستماع الى مشاكلهم واحتياجاتهم ، وبالرغم من ضعف استجابة اكثرهم آنذاك الا انه بقي باب سيدنا الشهيد الصدر(قدس) مفتوح لهم ، لان سيدنا الشهيد هو الاب الحنون لهم ولغيرهم.

ومن المعروف ان المهن الصحية تحتوي على الكثير من الاختصاصات والعناوين الاساسية والثانوية ، والتي من ابرزها صنف الاطباء ، وحيث ان التعليمات والاحكام الموجه لذوي المهن الصحية تنفع فئات المجتمع اجمع ، كذلك ومن باب اولى ان الخطاب الموجه للأطباء يعم ذوي المهن الصحية بلا استثناء الا في بعض الخصوصيات الخاصة بالأطباء ، واعرض اليكم احبتي نزر يسير من درر سيدنا الشهيد في هذا المضمار ،الموجوده في الكتاب القيم اعلاه كعينة اعرضها لبيان اهمية الاطلاع على هذا الكتاب وخصوصا من ذوي المهن الصحية ليكون نصب اعينهم كدليل عند تأدية اعمالهم ، وما توفيقهم وتوفيقنا الا بالله العلي العظيم، قال سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس):

مع الطبيب

اعني ما يعود إلى التكليف الشرعي للطبيب بصفته تلك

قبل الدراسة


(1) يعتبر الطب دينياً ودنيوياً من الصناعات الضرورية للمجتمع. ودراسته والتخصص فيه من الواجبات الكفائية شرعاً.

بمعنى أن الوجوب شامل لكل قادر على ذلك. فإن قام به عدد كاف لسد حاجة المجتمع فقد أنجزوا الواجب. والا عوقب الجميع. سواء لم يقم احد به او قام به عدد اقل من الحاجة.

(2) وهذا المعنى شامل لكل فروع الطب الضرورية. سواء كانت عامة كالباطنية او اختصاصاً كالقلب والإذن والحنجرة والأسنان والنسائية وغيرها كما تشمل بعض جراحات التجميل الضرورية التي يمكن للفرد معايشة الناس بدونها كبعض التشويهات. ولكنها غير شاملة لجراحات التجميل غير الضرورية كإزالة التجاعيد وغيرها.

(3) كما ان الوجوب المشار إليه شامل للفروع الطبية الأخرى. وان اتخذت اختصاصاً معينا يختلف عنه كالصيدلة وصناعة المستلزمات الطبية والأدوية والأطراف الصناعية وغيرها. كما يشمل الإسعافات الفورية حال كونها ضرورية.

... بعد الدراسة

واعني به حال الطبيب بعد تخرجه في عمله في العيادة او المستشفيات او غيرها. وهو الجزء الأهم من تاريخ حياته.

(1) لا يجوز الغش في وصف الدواء سواء من اجل النفع الاقتصادي او تشفياً بالمريض او لأي غرض آخر. فإنه غير جائز سواء أوجب قتل المريض او زيادة مرضه او طول مدته او اتعابه في التردد وصرف الأموال او إحداث مرض آخر في جسمه او غير ذلك، بل يجب على الطبيب ان يبذل جهده في مصلحة المريض تماماً بإخلاص. بعد ان أوكل المريض أمره إليه ووثق بمقتضى مراجعته إياه. ومهمة الطبيب إنسانية قد يؤدي الغش إلى ما لا يحمد عقباه.

...( 12)لا يجوز في العمليات الجراحية حتى البسيطة منها كقلع السن، فضلاً عن المعقدة لا يجوز فيها تصرف الجراح في جسد المريض أكثر مما هو سبب للشفاء. وأما الزائد عن ذلك فيضمنه الطبيب سواء كان عمداً او خطأ. وأما لو كان العمل بمقدار الضرورة وحصل الخطأ فيشمله ما قلنا في (المسألة: 2) من هذا الفصل.(انتهى)

وهكذا يتبين بعد الاطلاع على هذا النزر اليسير من درر سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) اهمية الارتباط بالحوزة الناطقة الشريفة واتخاذها قائدا حيث لو تم هذا الارتباط وهذا الاتخاذ بوجهه الصحيح خالصا لله تعالى , لفتح الله علينا بركات من السماء والارض ولأكلنا من فوقنا ومن تحت ارجلنا , أسأل الباري حسن العاقبة واستجير به من هوى النفس الامارة بالسوء ومن الوسواس الخناس ، انه على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير وصلى الله على محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم.

المصدر:ـ

فقه الطب لسيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس)

أحداث ما بعد شهادة الولي سيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)


أحداث ما بعد شهادة الولي سيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم.
هذا البحث يسلط الضوء على بعض الأحداث المهمة التي وقعت بعد حادثة استشهاد الولي المقدس سيد محمد سيد محمد صادق الصدر(قدس) والمتعلقة بهذه الفاجعة الكبيرة، ويؤسفني أن أقول إن الكثير من أهلنا لديه الوثائق المهمة (التي تم وضع اليد عليها بعد سقوط الهدام واقتحام الناس لبنايات الأمن والمخابرات والاستخبارات والمقرات الحزبية...) التي تكشف عن الجرائم البشعة التي اقترفها نظام الهدام
ولكنها على الأعم الأغلب لازالت تحت طي الكتمان والكثير منها تم إتلافه فلازال البعض خائف من تبعات نشر الحقائق بالرغم من إن هذا الخوف غير مبرر ولكن وساوس إبليس تغذيه ولاحول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم
نعم إن ليس كل حق يقال ولا كل باطل ينهى عنه ، ولكن هنالك أمور لابد من عدم التغاضي عليها ويجب أن يُنصر الحق ويُخذل الباطل وهنالك وسائل كثيرة لتحقيق ذلك ولكن هذا الضعف الكبير من قبل الكثير من أهلنا جعل الباطل وأهله يتجرأ علينا ويهاجمنا ...
والعجب كل العجب انك ترى هذا الضعف عند البعض من أهلنا أتباع السيد الشهيد(قدس) ، فكيف يكون تابع الناطق ساكت؟ ولماذا الذي حرره السيد من قيود الذل والخوف يرتد ويتقيد بسلاسل الباطل ...
والحديث طويل ، فإلى الله المشتكى وعليه المعول ، ونستجير بالله من سوء العاقبة .
بعد قيام الطاغية الهدام وأعوانه بارتكاب جريمتهم النكراء ،أعلنت مديرية الأمن العامة التابعة لهم عن اعتقال أربعة رجال دين واتهمتهم باغتيال السيد الشهيد وولديه وهؤلاء الأربعة هم:
عبد الحسن عباس الكوفي وعلي كاظم جماز واحمد مصطفى حسن الاردبيلي وحيدر علي حسين ، وادعى البيان إن هناك متهم خامس لازالت السلطات تبحث عنه ، وان الهدف من هذا الاغتيال هو خلق فتنة لخدمة المخططات الأمريكية والصهيونية وكذلك تم وصف المعتقلين بأنهم مخابرات وعملاء مأجورين، وبعد فترة عرض تلفزيون النظام تسجيل لهؤلاء المعتقلين وهم يروون عملية الاغتيال وبعد مدة ثلاثة أسابيع أعلنت السلطات تنفيذ حكم الإعدام بهؤلاء الأربعة مدعية إن سبب الاغتيال هو صراعات مرجعيه ؟
ومن الجدير بالذكر انه بعد ارتكاب هذه الجريمة وفي صباح يوم السبت عندما سمع بعض المؤمنين في مدينة الصدر (على سبيل المثال)بهذه الجريمة
والبعض الآخر كان يظن بان السيد الشهيد مازال حيا لذلك تم توجيه نداء عبر مكبرات الصوت من بعض الجوامع كجامع المحسن وغيره بان يتجمهر المؤمنين للتضرع بالدعاء لله تعالى بشفاء السيد الشهيد وبين مصدق لهذا الخبر وبين من يريد التأكد هرعوا إلى جامع المحسن (وهو المكان الذي تقام فيه صلاة الجمعة في مدينة الصدر) وعندما تأكد من صحة الخبر (استشهاد الولي)اندلعت تظاهرة صاخبة أغلقت الشوارع الرئيسية للمدينة من جهة قناة الجيش وساحة المظفر والحبيبية وحي جميلة منددة بهذه الجريمة البشعة وكان النظام في كامل الاستعداد لصد أي رد فعل من قبل الناس ، فتحركت قوات من فدائيي صدام يقودها قصي صدام الذي اتخذ موقع قيادة له في نقطة قريبة من قناة الجيش ليوجه عمليات قمع الانتفاضة بنفسه بعد أن اشرف بنفسه على جريمة قتل السيد مع ولديه ، وتم جلب 12 دبابة وعدد من المدرعات والسيارات التي تحمل الدوشكات الأحادية والثنائية بالإضافة إلى عدد من قوات منظمة منافقين خلق الإيرانية علما إن عدد من هذه القوات كانت مهيئه في كرفانات وساحات مخازن المواد الغذائية المقابلة لجامع المحسن وفي هذه المواجهة استشهد مايقارب الـ50 شهيدا وجرح أكثر من 200 جريح أما من صفوف قوات النظام فقتل 17 قتيل
وقد اُخفي الكثير من الشهداء في بيوت المؤمنين فترة من الزمن خوفا من سطوة السلطة الجائرة ، أما الجرحى فمعظمهم تم إجراء العلاج له في البيوت من قبل معالجين ثقاة ، واعتقلت السلطة الكثير من المؤمنين والبعض الآخر استدعتهم إلى مديريات الأمن والمقار الحزبية للتحقيق معهم وتخويفهم ...
ومرت على الناس أيام صعبة بعد هذه الجريمة .
وكذلك اندلعت مواجهات واضطرابات في مدينة الناصرية (ولعل هذا يفسر اصطحاب وزارة أعلام النظام العفلقي لبعض مراسلين الصحف إلى بعض أجزاء مدينتي الصدر والناصرية بعد انتهاء المواجهات أما باقي مناطق العراق فلم تكن بمستوى هاتين المنطقتين )
ولكن بعد شهر من هذه الجريمة أي في 19 / 3/1999
انطلقت عملية عسكرية نوعية في البصرة تم فيها قتل المحافظ ومدير الأمن وتم محاكمة أكثر من عشرين عنصرا امنيا وبعثيا وبعد ذلك تم قتلهم ،علما إن المحافظة بهذه العملية سقطت بيد المجاهدين لعدة ساعات وتوالت بعدها عدة عمليات نوعية في عدد من المحافظات والمدن العراقية وكانت السلطات في معظم العمليات تقف عاجزة أمامها كونها بسيارات وملابس شبيهة بما يرتدي أزلام النظام .
وفي إحدى هذه العمليات النوعية أصيب الزبيدي إصابة بالغة جعلته مشلول الرجلين إلى أن مات(عليه وعلى أمثاله لعنة الله )وعلى اثر هذه العملية تم إغلاق مكتب السيد الشهيد في النجف لبعض الوقت وإغلاق الحوزة لمدة عشرة أيام .
أما سيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله بعزه) ففي صبيحة اليوم التالي للفاجعة توجه إلى المجتهد الشيخ محمد إسحاق الفياض ، لأن هنالك متعلقات كثيرة من وكالات وحقوق وغيرها كثير ....
واعتبر الشيخ الفياض هذه الخطوة العظيمة من جناب السيد القائد وبهذه السرعة إنما تنم عن ورع السيد القائد وقد أجاز الشيخ الفياض بالتصرف بالكثير من الأمور إلى أن تنتهي المتعلقات ، وواصل السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله بعزه) درسه الحوزوي في مدرسة اليزدي ، فحضر البحث الخارج عند الشيخ محمد إسحاق الفياض فقها وأصولا وأعطى دروس في نفس المدرسة بـ (اللمعة الدمشقية)
وبعد فترة من الزمن بـ (المكاسب )، ومن ثم يجلس في مسجد الرأس بوقت معين ضحى كل يوم لقضاء حوائج الناس عامة والمؤمنين خاصة وكان تحت الرقابة المشددة من قبل أزلام النظام واستمر سيدنا القائد بهذا المنوال بالإضافة إلى بقية أعماله الخاصة إلى مرحلة سقوط الهدام واحتلال العراق من قبل امريكا والدول المتحالفة معها .
أما طلبة السيد الشهيد(قدس)فبعد حادثة الاستشهاد :
منهم من اعتقل وتم قتله من قبل النظام العفلقي كالشهيد علي الكعبي الذي لم تكتفي السلطة بقتله بل هدمت منزله ومنازل أخرى في مدينة الصدر كانت مأوى لأتباع أهل البيت(عليهمالسلام)ومنهم من غُيب في مطامير السجون ومنهم من غَيب وجهه متخفيا ، ومنهم من هاجر خارج العراق , ومنهم من بقي يواصل الدرس في حوزة النجف الاشرف ....
وفيما يخص صلاة الجمعة فالكلام عنها يحتاج إلى بحث مستقل ولكن على عجالة مختصرة ، كان تأدية صلاة الجمعة التي تلت حادثة الاستشهاد مباشرة ، مختلفة باختلاف المناطق في العراق وكذلك من ناحية استمرارها ففي مسجد الكوفة (مثلا)
جاء بعض المؤمنين من الصباح الباكر لتأدية صلاة الجمعة ولكن بعد فترى جاء البعثيين مع بعض أزلام النظام وأخرجوا المؤمنين من المسجد وألقى البعثي قائد حسين العوادي فيهم كلمة (إجمالها )إن على المصلين التخلي عن أداء صلاة الجمعة لهذا الأسبوع إلى أن يستتب الوضع الأمني فقام المؤمنين بتأدية صلاة الظهرين في الشارع قرب عمارة البراق(سميرة) ثم انصرفوا فقام البعثيين بإطلاق النار عليهم بعد حصول نوع من المشادة الكلامية
وهكذا تعطلت تأدية صلاة الجمعة في مسجد الكوفة لفترة طويلة من الزمن
أما في مدينة الصدر فقد أقيمت عدة جمعات في جامع الحكمة إلى أن قام البعثيين برمي المصلين بالعتاد الحي ، وراح ضحية هذا الاعتداء عدد من المصلين , وبعد ذلك تعطلت صلاة الجمعة لفترة طويلة من الزمن ، واقتصرت في هذه العجالة على هاتين الجمعتين كونهما أهم جمعتين تقام في العراق , وقد علمت ولكن ليس بالدقة اليقينية إن أطول فترة استمرت فيها صلاة جمعة بعد حادثة الاستشهاد هي جمعة النهروان (من ضواحي بغداد)والله العالم .
أما من ناحية المسير التكاملي الكلي وحال المؤمنين في المرحلة التي تلت استشهاد السيد الشهيد والتي برزت ملامحها للعيان بعد سقوط نظام الهدام فقد بينها سيدنا القائد(اعزه الله بعزه) وذلك في الخطبة التي ألقاها (اعزه الله) في: 2 ذي القعدة 1427 هج بمناسبة الذكرى الثامنة لاستشهاد الولي المقدس ، والتي منها ما يلي :
قال (اعزه الله) [(قال تعالى :
(أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين
)

إني أريد أن اربط هذه الآية بواقعنا الحالي وما حدث بعد استشهاد ولينا المقدس ومرجعنا الناطق وشهيدنا الغالي السيد محمد الصدر (قدس الله نفسه الطاهرة) تلك الذكرى التي نعيش في سنتها الثامنة فعظم الله أجورنا وأجوركم وجعلنا الله من السائرين على خطه إلى يوم الدين فهذه الآية تجسد لنا ماوقع من أحداث بعد استشهاده (قدس)لكن قد يستشكل البعض ويقول إن هذه الآية نزلت بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكيف يمكننا ربطها بمحمد الصدر فنجيب بعدة أجوبة منها :

أولا ـ
إن من المعلوم إن الوكيل كالأصيل طبعا بعد معرفة إن الحاكم الشرعي أو المرجع الحق نائبا للمعصومين (سلام الله عليهم أجمعين) وهم نواب وخلفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا مايحدث بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد يحدث بعد خلفائه ووكلائه أو نوابه وهذا واضح

ثانيا ـ
انه من المعلوم عند الجميع إن القرآن لاينطبق على زمان واحد فقط بل هو يصلح للأزمنة الثلاث الماضي والحاضر والمستقبل ,أي ماقبل النزول وأثناء النزول وما بعده كما هو واضح في الكثير من الآيات فلذا يمكننا أن نطبق بعض آياته على واقعنا ولو على سبيل الأطروحة وهي إما أن تصدق وأما أن تكذب
ثالثا ـ إن ما سأقوله ليس تفسير للآية بل هو للتذكير والموعظة ليس إلا وهذا لا إشكال فيه ، فان أفضل ما نأخذ من المواعظ والعبر ماهو ؟ هو :
كتاب الله جل وعلا ، ولابد علينا من الالتزام به والوفاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلا صرنا مثل (الذين انقلبوا على أعقابهم)واحد مصاديق الالتزام به هو أن نجعله دستورنا وهدانا في ديننا وسياستنا، وفي كل مجالات الحياة فهو لم يغادر ذرة صغيرة ولا كبيرة إلا وأحصاها .
إذا نقول هناك إرهاصات كثيرة قد حدثت بعد استشهاده(قدس) بعضها يمكننا أن نطرحها هنا وآخر نحيلها إلى مناسبات أخرى ، والقسم الآخر لايمكننا أن نطرحها على الإطلاق فان بعضها لا يتحملها المجتمع حاليا (بلكي بالمستقبل)لكن ما أريد طرحه هنا هو إن أصحابه قد انقلبوا على أعقابهم أو لم ينقلبوا سؤال .
أو قل إن أصحابه كالأربعة الذين استثنوا أم لا ؟
وطبعا يمكننا أن نقول هنا إن أصحابه بين من إن تنطبق عليه هذه الآية وبين من استثنى منها ، وحسب فهمي بل حسب مادلت عليه الرواية إن اغلب أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد انقلبوا والمستثنى قليل فكذلك أصحاب محمد الصدر (قدس) وإذا أردنا أن نرجع إلى ماقلناه بأن المحك في ذلك هو ماقلناه من أطروحات خمسة :
الإخلاص ، والالتزام بالشريعة ، والتمسك بالوصايا ، وكذلك الالتزام بالأخلاق ،والشجاعة
فإذا كنا ممن جمع هذه الأمور الخمسة فنحن ممن لن ينقلب على عقبيه بل نحن كما قالت الرواية : كـ ( علي والمقداد وسلمان وأبو ذر )
وإلا نحن ممن انقلب على عقبيه ولن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين أي ممن يشكر الله على انه بقي على النهج الصحيح والخط الصحيح ، فان الاستمرار نعمة كبرى ينعم بها الله علينا وعليكم إن شاء الله , لاتدوم النعم إلا بالشكر فاشكروا هذه النعمة فنشكر الله أن جعلنا من أتباعه وأنصاره ونسأل الله الثبات على خطاه ونهجه ، ونسأل الله حسن العاقبة انه سميع مجيب . فلتسألوا أنفسكم هل انتم ممن بقي مخلصا لمحمد الصدر (قدس الله سره) أم لا أي واحد لا استثني حتى نفسي ، حبيبي فهل يا ترى أنت ممن بقي وفيا له لا تحركك الأهواء والدنيا من هنا وهناك كسعفة في مهب الريح أو كالذي إن أعطي رضي وان منع سخط ؟
فالوفاء والإخلاص لادخل له بالدنيا على الإطلاق ، بل هو أمر أخروي بحت فلذا يجب أن نبقى محبين له ومخلصين له في الله لاطمع بدنيا أو منصب أو شهرة، وهذا كثير إذا انتم ما مطلعين أنا مطلع عليه ، أو نبقى منتمين له والمكتب الشريف لانبحث عن استقلالية عن نهجه وخطه والانفصال عنه وأتباعه فان الكثير من الأموال تدفع للبعض من الداخل والخارج لإنهاء خطه وتشتيت أحبائه وأتباعه وأنصاره .
فلا تناصروهم من حيث تعلمون أو لاتعلمون , ولذا فانا أذكركم بقوله تعالى :
(ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله )
وأنا أقول لكم من على هذا المنبر :
ياءيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله ـ يعني شنوا ـ بان تكونوا أنصار محمد الصدر كما قال عيسى بن مريم للحواريين :
من أنصاري إلى الله ـ أي إلى رسوله وأهل بيته ومحمد الصدر ـ قال الحواريون :
نحن أنصار الله ، ثم هل أنتم ممن تمسكتم بفقه محمد الصدر ؟
أقول ممن استمر على تقليده للسيد محمد الصدر (قدس الله نفسه الزكية) إلا ما خرج بدليل طبعا وبفتواه كصلاة الجمعه ،لأنه نجد المساجد فارغة حبيبي والجمع متقلصة ـ قليلا قليلا ـ وبعض الفتاوي الأخرى مثل الوضوء التقطيعي وحرمة دخول الملاعب وحرمة بعض الاجبان وبعض الأسماك والخل وغيرها كثير مطلعون عليها مما علمنا عليها مرجعنا بعد هجوع طويل وسبات أطول ، أم ممن صار يتخبط من هنا وهناك كالذي يبحث عن أثر بعد عين وإنا لله وإنا إليه راجعون وهل أنت ممن تتمسك بوصاياه بطاعة الله وطاعة الحوزة والاستمرار على صلاة الجمعة والوحدة والأخوة ونصرة المذهب , وكم من وصاياه كثيرة له أم أنت ممن نسي وصاياه وترك صلاة الجمعة متحجج بذرائع وحجج شرعية أو اجتماعية واهنة ؟
تلك الجمعة التي قدم دمه من اجلها هل أنت ممن يطيع الحوزة في كل شيء ولا يقول ولا يفعل فعلا إلا بعد مراجعتها ؟
اسألوا أنفسكم ، أم أنت تنصر نفسك أم انك تطيعها في مما تتصور انه ينفعك وإلا فلا تطيعها ـ بكيفه يستنكي ـ هل أنت ممن ينصر المذهب ، أم أنت تنصر نفسك ؟
كلا كن كمحمد الصدر حينما يقول :
إنا لست مهما بوجهي ولا بيدي ولا بعيني إنما الشيء المهم هو دين الله ومذهب أمير المؤمنين (سلام الله عليه) ـ هل منا من يتكلم هذا ـ وانأ أقول لك :
انزع الأنانية من قلبك ومن نفسك ومن عقلك ، واعمل لدينك ومذهبك وانصهر فيها واخضع لله ، ولاتك ممن يعظم نفسه ويسعى لتكبيرها واستقلاليتها سواء كنت من مقربيه أم لا هم كأسنان المشط لايفرق بين احد منهم ، فانك إن كنت من مبعديه هل أنت متمسك بأخلاقه وأفعاله أيضا ؟
سل نفسك فهل تعلم انه متمسك بصلاة الليل ، بالله من منا متمسك بصلاة الليل ؟
أحسننا لعله بالأسبوع مرة فهل أنت كذلك ؟
أم انك ممن نسي حتى صلاة الفجر ؟
هو زاهد في مأكله وملبسه ومجلسه ـ حبيبي أنا مطلع على ذلك ـ فهل أنت كذلك أم انك ممن يبحث عن الملذات ؟
كان يقول لأتباعه حين يتبعوه ـ يعني يركضون خلفه ـ حين خروجه من الصلاة أو الدرس أو أي مكان آخر :
التفتوا إلى هذا حبيبي ـ لااتكلم بلغة أخرى ـ يقول هذه الرواية التي تقول :
ماأرى شيء أضر بقلوب الرجال من خفق النعال وراء ظهورهم ـ عسى أن تفهموا ـ وما ذلك إلا تواضع منه ألا تنتصحون بنصائحه أم ستبقون راكضين خلف الرجال أي كان لااستثني حتى نفسي ؟ هل أنت ممن تعلم من شجاعته ووقوفه أمام الطغاة والظالمين أم أنت ممن يخاف الباطل ولا يخاف الله ، بل وكلا :
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون ، وليس الشجاعة كافيه في حد ذاته فقد قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع اخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيض بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) ـ ليس فقط شجاعة حبيبي ـ
هل التفت إلى هذه الآية التي تقول إن من يكون مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمعية المعنوية طبعا لا المكانية ولا الزمانيه يجب أن تتوفر فيه ثلاثة شروط ، وهي طبعا مستوحاة من الآية ـ لم آتي بها من جيبي ـ :


أولا ـ
أن يكون شديدا على الكفار كما في قوله (أشداء على الكفار) وهي لاتعني فقط الجهاد بل في كل شيء مبتعد عنهم مبغض لهم كما قال تعالى ( لكم دينكم ولي دين )

ثانيا ـ
أن يكون رحيما على من معه (ليس أربعة وعشرين ساعة خلافات وعراك ) مع من معه من إخوانه وأتباعه كما قال تعالى:
(رحماء بينهم)لانكون متباغضين ، مشتتين كل يجر النار إلى قرصه ، فهل يرضى محمد الصدر بهذا ؟
تآخوا وتحابوا وتوادوا فيما بينكم فان العدو يسعى إلى تفتيتكم (إني لكم من الناصحين )ولكي اذهب وضميري مرتاح ، لا أريد أن يقال :
إنكم ستتشتتون وتتفرقون إن فارقتكم لا بل انتم ستكونون على قدر المسؤولية وتتماسكوا وتتوحدوا إنشاء الله

ثالثا ـ
أن يكون كثير العبادة ـ من هو هذا ـ الذي يكون مع رسول الله (والذين معه تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود )
يعني كثير السجود فهل أنت من الراكعين الساجدين ؟ هل أنت ممن يبتغي فضلا من الله ؟ هل أنا كذلك ؟
ليس انتم فقط حبيبي ـ أي الفضل الأخروي بطبيعة الحال ليس الدنيوي فقط ـ هل أنت ممن وسم وجهه بالنور وبالخير من كثرة السجود والانصياع والطاعة لله سبحانه وتعالى ؟
أم نسيت ذكر الله فأنساك الله نفسك أأنت كالحجارة أم اشد قسوة ؟ أم أنت جالس دوما على التبريد أو التدفئة لأننا في الشتاء الآن ـ فان من الحجارة مما يتفجر منه الأنهار وأنت لا تخشع لا يتفجر منك الأنهار ، واستغل هذه الفرصة وأقول كما قال السيد الوالد (قدس الله سره) في إحدى خطبه مع تغيير طفيف يناسب حالنا هذا من النقاط التي أود الإشارة إليها هنا :
إنني أوجه كلامي إلى الًذين لم يناصروا السيد محمد الصدر ، هذا طبعا قوله والذين ناصروه أيضا ولم يكونوا معه سواء في داخل الحوزة وخارجها :
أهلا بكم بين هذا الجمع الحافل بالتقوى والشرف والفضائل وان من أحسن الكلمات التي قالها الإسلام والقرآن وكل كلماته حسنة ( إنما المؤمنون إخوة ) ولا حاجة إلى التباعد والتباغض وتبادل التهم والإشكالات ، بل تعالوا نتفق ونتصافح ونتصافى ونتحابب في الله وفي ولاية أمير المؤمنين( سلام الله عليه) وفي المذهب وفي الدين وبابي مفتوح وقلبي مفتوح لكم مهما كنتم الآن وأينما كنتم ولا أريد منكم شيئا إلا الإخوة في الله وفي رسول الله وفي ولاية أمير المؤمنين ، وتبقى التفاصيل الأخرى ثانوية يمكن المناقشة فيها بالتدريج .
يكفي اختلافاتنا وانشقاقاتنا فيها خدمة للعدو المشترك لإسرائيل والاستعمار ولكن من هو بعيد عن الله وعن رسوله فما دمنا تجمعنا الروابط الحقيقية المقدسة لماذا لا نتحد ؟ ولا نتحابب؟ ولا نتقارب؟
ولماذا ننصر عدو الله وعدو رسوله من حيث نعلم أولا نعلم فما دامت هذه الحياة موجودة عندي والنفس يصعد وينزل فاني أرحب بكم بكل قلبي وأعذركم عن كل ماحصل منكم وتعذرونني إن كان حصل بعض الشيء مني أو ممن يرتبط بي أو ينتسب إلي ونفتح تأريخا جديدا كما قال الشاعر :ـ

من اليوم تعارفنـــا ونطوي ماجرى منا
فلا كان ولا صــار ولا قلتم ولا قلنـــــا
وما أحسن أن نرجع إلى الود كما كنـــــا

اخص من هنا ومن هذا المنبر المقدس بالذكر كل من يدعي انتمائه للشهيد الصدر الأول ، والشهيد الصدر الثاني سواء في ذلك القوى الدينية ،أو السياسية ـ طبعا هذا كلام السيد الوالد أيضا مع اختلاف قليل ـ
وأقول لماذا نزغ الشيطان بيننا ولماذا فرقت السياسة بيننا ؟ وبالتأكيد إن دوام الخلاف واستمراره لايخدم إلا الاستعمار ولا يضر إلا الحوزة والمذهب وليكن زمام المبادرة بيدي ، وأنا قلت قد برأت ذمتي وأرضيت ضميري بهذا العرض الدال على حسن النية ,وأنا لست طامعا بخيرهم من أي جهة ولا خائفا من أي جهة منهم أيضا ، وإنما ذلك محضا لذات الله ونصرة دينه الحنيف وهذه يد الصفح والمصافحة أمدها إليهم فهل منهم من يمد يد المصافحة نحوي ؟ والحمد لله رب العالمين .
)]

ماقيل في سيدنا الشهيد (قدس الله نفسه الزكية)
وأعتذر هنا ، إني لم أذكر ماقاله أتباع ومحبي مولانا المقدس ، بل اكتفيت بذكر بعض كلمات البعض ممن يُنظر إلى رأيهم بعين الاحترام من قبل الآخرين ، ولا يخفى مالشهادة الحق من شرف كبير للشاهد ومع ذلك فالحق أبلج يعلوا ولا يُعلى عليه
1 ـ السيد كاظم الحائري :
ياابنائي وإخواني في العراق عليكم بالسير بالخط الذي انتهجه لنا الصدران الشريفان العظيمان
2 ـ الشيخ محمد مهدي الاصفي :
قد كان للشهيد آية الله السيد محمد الصدر (رحمه الله) دور كبير في تصعيد الحالة الجهادية في العراق وإعلان المعارضة الشعبية والغضب الشعبي على النظام داخل العراق من خلال مبادرات سياسية وجماهيرية شجاعة وقوية ، كما كان له دور بارز في إحياء صلاة الجمعة في العراق
3 ـ السيد محمد حسين فضل الله :
لذلك إننا نعتقد انه الشهيد المظلوم ، انه الرجل الذي أعطى الإسلام الكثير في كتبه ، وانطلق من اجل أن يؤكد حركة الإسلام بحسب ما يتسع له ظرفه
4 ـ السيد كمال الحيدري :
الشهيد السيد محمد الصدر (قدس سره )هو احد أعلام هذه الأمة وأحد المراجع الكبار الذي استشهد في العراق
5 ـ السيد احمد البغدادي :
الشهيد الصدر الثاني يعتبر رمزا تاريخيا كبيرا للعراق وللحوزة وضيع (سبق) الأولين والآخرين
6 ـ الشيخ فاضل المالكي:
إن ميزة الإخلاص والتفاني من اجل إنقاذ المظلومين في العراق هي ابرز ما تميز به السيدان الشهيدان الصدران الأول والثاني رضوان الله عليهما إذ كانا يفكران بعقلية العالم الرباني والسياسي الرسالي لابعقلية المحترفين السياسيين غير الرساليين ولم يتعاملا على أساس كسب المواقع الشخصية والفئوية فحق أن يخلدا في ضمير كل عراقي ، بل في ضمير كل مسلم غيور وشريف..
7 ـ السيد هادي المدرسي:
الشهيد الصدر هز عرش الطاغوت من دون دبابات وطائرات أو تكون له قوة عظمى ، كانت قوته الايمان
8 ـ السيد حسين الشامي :
تجد في سماحته نزعة روحية عميقة ، وخلقا إسلاميا رفيعا ، وبساطة تحوطها هيبة المتقين .
تواضع يشعرك بعظمة الأولياء الصالحين ونكران للذات يجعلك تحب تلك الذات التي تنكر لها صاحبها ، وانقطاع لله عز وجل تجد فيه نفحات علوية سجادية.....
10 ـ الشيخ محمد باقر الناصري:
لعل مما وفق الله له العبد الصالح الإمام الشهيد الصدر الثاني أن جعل من حب الناس له وإخلاص المظلومين لمنهجه وحركته وفكره طريق لإزاحة كل
الظلمة والأدعياء من ساحة الأمة وفضحهم وأعوانهم في الداخل والخارج
11 ـ أكرم الحكيم :
هو ذو الشخصية ذات الجنبة العرفانية البسيطة والبعيدة عن الطقوس التشريفية للمرجعيات التقليدية والمحبة للجماهير أو ما يسمى بالعوام لدى البعض والمتجاوز للكثير من الخطوط الحمراء الوهمية التي لاندري من أين جاءت ....التي تعزل الفقهاء والمراجع عن هموم الأمة والآمها وآمالها
12 ـ عادل رءوف :
قد اتهم بالمبالغة إذا ماقلت إن الشهيد الصدر الثاني(قدس)فجر مكبوتات موروثة للفكر الشيعي طالت ستمائة عام فجرها نقدا معرفيا جريئا ونقدا للمؤسسة الدينية التي انغلقت على ذاتها وترك الأمة نهبا للتيارات الفكرية الأخرى .

وفي ختام هذا البحث ، ترى إننا ندرك بان الله (جلت قدرته) لم يذر المؤمنين على ماهم عليه حتى ميز الخبيث من الطيب فالكل خاضع للامتحان الإلهي وهنيئا لكل من أجاب داعي الله إذا دعاه لما يحييه فبالرغم من شدة البلائات والفتن إلا إن باب الرحمة الإلهية مفتوح على مصراعيه ولكن هنالك من اخلد إلى الأرض واتبع هواه وكان أمره فرطا .
نسال الحق المطلق الذي لااله إلا هو الحي القيوم بجاه من اصطفاه واتخذه عبدا ونبيا ورسولا وإماما وحبيبا...
وبجاه من اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، أن يمن علينا ويرضى بنا عبيدا فليس لنا سواه إلآها ، وان يثبت قلوبنا على دينه ولا يستبدل بنا غيرنا، ويتوفانا على ملة محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) وان يتفضل علينا بزيارتهم وشفاعتهم ويحشرنا في زمرتهم تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله ،انه ارحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم .


(2)شهيد الله والحوزة الناطقة


(2)شهيد الله والحوزة الناطقة
بسم الله الرحمن الرحيم

((أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ...))(سورة الأنعام/ الآية 90)

الباب الأول ـ الرحلة الدراسية
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .
في سنة 1373 هجرـ 1954 م تعمم سيدنا الشهيد ، وهو ابن احد عشر سنة حيث تم تتويجه بتاج آبائه الصالحين
ومن الجدير بالذكر إن سيدنا الشهيد بدأ مرحلته الدراسية قبل هذا التأريخ بعدة سنوات إلا انه يمكن القول إن الالتحاق الرسمي بالحوزة العلمية كان حال التتويج بتاج آبائه في مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)
مبتدئا بدراسة النحو وبعض العلوم الأخرى على يد والده الحجة سيد محمد صادق الصدر ثم على يد السيد طالب الرفاعي ثم على يد الشيخ حسن طراد العاملي (احد علماء الدين في لبنان)
ثم أكمل بقية المقدمات على يد السيد محمد تقي الحكيم والشيخ محمد تقي الايرواني ودخل مولانا السيد الشهيد في كلية منتدى النشر(كلية الفقه حاليا)سنة (1376هجرية ـ1957 ميلادي)دارسا على يد المع أساتذتها
1 ـ الفلسفة الإلهية ـ على يد الشيخ محمد رضا المظفر
2 ـ الأصول والفقه المقارن ـ على يد السيد محمد تقي الحكيم
3 ـ الفقه ـ على يد الشيخ محمد تقي الايرواني
4 ـ القواعد العربية ـ على يد الشيخ عبد المهدي مطر
5 ـ اللغة الانكليزية ـ على يد السيد عباس عبد الوهاب الكر بلائي
6 ـ علم الاجتماع ـ على يد الدكتور حاتم ألكعبي
7 ـ علم النفس ـ على يد الدكتور احمد حسن الرحيم
8 ـ التاريخ ـ على يد الدكتور فاضل حسين
وقد تخرج السيد من كلية الفقه سنة(1381هج ـ 1962م)ضمن الدفعة الأولى من خريجين كلية الفقه
ولم تحتسب الدراسة في السنة الأولى (1957)لأن الاعتراف الرسمي من قبل الدولة بهذه الكلية حصل في عام 1958 لذا اعتبر هذا العام هو المرحلة الأولى للدراسة
وكان من زملائه الذين تخرجوا معه :ـ
الشيخ الدكتور احمد الوائلي / والشيخ مسلم الجابري / والسيد عدنان البكاء / والسيد احمد زكي الأمين / والسيد مصطفى جمال الدين / والشيخ محمود الكوثراني /والشيخ احمد القبيسي اللبناني ....
ثم دخل سيدنا مرحلة السطوح العليا ـ حيث درس كتاب الكفاية ـ على يد السيد الشهيد محمد باقر الصدر ,وبعض كتاب المكاسب ـ على يد السيد محمد تقي الحكيم ، ثم أكمل دراسة المكاسب ـ على يد الشيخ صدر البادكوبي , وبعدها ارتقى السيد إلى مرحلة أبحاث الخارج وكما يلي :ـ
1 ـ دورة أصولية ونصف دوره وكتاب الطهارة عند السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس سره الشريف)
2 ـ دورة أصولية كاملة وكتاب الطهارة عند المحقق الكبير ابوالقاسم الخوئي (رحمه الله)
3 ـ المكاسب عند السيد روح الله الخميني(رحمه الله)
4 ـ دروس في كتاب المضاربة عند السيد محسن الحكيم (رحمه الله)

الباب الثاني ـ

ا ـ الاجتهاد والقيادة الربانية
نال سيدنا الشهيد الاجتهاد في عام (1396 هج ـ 1977م)وهو العام الذي تعرف فيه سيدنا على الشيخ عبد الزهرة الكرعاوي (من تلاميذ السيد علي القاضي)فدرس عنده العرفان لمدة سنتين (علما إن الشيخ الكرعاوي وافاه الأجل في عام (1400 هج ـ 1980 م))
وفي نفس عام 1977 طلب مجموعة من طلبة الحوزة من السيد الشهيد أن يباحثهم خارجا
وكان (قدس سره) يبلغ من العمر (34عاما) .
وقد سأل هؤلاء الطلبة السيد محمد باقر الصدر(قدس سره ) عن ذلك فبارك لهم وشجعهم وذكر لهم تمام الأهلية للسيد محمد الصدر
وقد اتفقوا على أن تكون مادة البحث الخارج في الفقه الاستدلالي في كتاب (المختصر النافع )للمحقق الحلي (قدس سره)؛ لأنه فقه كامل ومختصر في نفس الوقت
فبدأ(قدس) يباحث خارجا لأول مرة من أول الكتاب (باب الطهارة ) ولم يستمر هذا البحث أكثر من أربعة أشهر
(لعدة اسباب وقد اشتدت المحن على سيدنا الشهيد وخصوصا بعد استشهاد سيد محمد باقر الصدر (قدس) مما جعل سيدنا يعيش في تقية مكثفة ولسنوات عديدة )
وكان ذلك الدرس في مسجد الطوسي ,وكذلك في جامعة النجف الدينية(نقلا عن سيدنا القائد مقتدى الصدر اعزه الله بعزه) حيث ألقى البحث الخارج على متن المختصر كما هو المنقول وذلك في عام (1990) وانقطع الدرس بسبب أحداث الانتفاضة الشعبانية...
و بعد إعلان مرجعيته (قدس) اعطى الدرس في مكانين :
(الأول : في مسجد الرأس وقد ألقى فيه جل بحوثه من الفقه والأصول والتاريخ وغيرها، بل كان المقر الرئيسي والمشهور لإلقاء دروسه قدس سره
الثاني: مكتبه أو ما كنا نطلق عليه (البراني ) حينما اتفق على إعطاء بحث الخارجي لخصوص بعض أفاضل تلامذته ... لكنه لم يدم طويلا...
(انتهى/ والكلام لسيدنا القائد )
وبقي إلى آخر يوم من عمره الشريف يلقي(قدس سره ) بحثه على طلبة البحث الخارج ، علما ان جامع الرأس هو الجامع الملاصق لضريح مولانا علي المرتضى(عليه السلام )من جهة الرأس الشريف
ولم يقتصر بحث سيدنا على الأمور الفقهية والأصولية بل تضمن في أيام معينة كالخميس والجمعة والعطل ، في درس التفسير وفي أوقات معينة كشهري محرم وصفر الخير عن مولانا سيد الشهداء الحسين (عليه السلام)....
لذا تجد إن مرجعية سيدنا الشهيد كانت مرجعية شاملة لكل مفاصل الدين , فكرا وتطبيقا
فبالإضافة إلى الفقه والأصول كانت متبحرة في العقائد والتفسير وعلم الاجتماع والأدب والعرفان والتاريخ والفلسفة والقانون والعلوم الطبيعية...
وهذا ماجعلها مرجعية متميزة ، تقود الجماهير من داخل الجماهير وليست محجمة ومنغلقة على نفسها لاتعلم مايجري في المجتمع أوانها تعلم بما ينقله بعض رجالها فقط سواء كان هذا النقل صحيح أم سقيم وفي مثل هذه الحالة سوف تكون في وادي والمجتمع في وادي آخر بل في بعض الحالات سوف تكون منقادة للأحداث بينما المفروض أن تقود هي الأحداث وهذا الذي جعل القواعد الشعبية تهب للالتفاف حول السيد الشهيد لأنها وجدت مرجعية تعيش آلامها ومحنها ، تأكل مما يأكل الناس وتشرب مما يشربون وتلبس مما يلبسون ، تحزن لحزنهم وتفرح لفرحهم وتسأل عن الصغير والكبير من أحوالهم ، لا يرون فيها المعزول عنهم المتعالي عليهم بل يرون فيها من يمنحهم العزة في نفوسهم وتمنعهم عن تقبيل الأيدي حتى وان كانت أيدي المرجع بل تعلمهم إن المرجع هو الخادم الأمين للدين ولحوزة أمير المؤمنين وهو العبد المتواضع الذليل في ساحة رب العالمين وان أفضل الناس هو أعلاهم بالعلم والأدب وان أكرم الناس اتقاهم ، وان المرجع هو الذي ينهى عن الرذائل بعد أن تخلى منها والمشجع على الفضائل بعد أن تحلى بها ، يحيي في الناس السنن ويميت البدع ، يشحن في القلوب الشجاعة ويميت فيها الهوان الذي عشش نتيجة الظلم والجور لسنوات عديدة من قبل الطواغيت وأعوانهم
فشكرا لله على هذه النعمة العظيمة ، فلقد عشنا ولازلنا ببركته(قدس سره )أيام مقدسة أعادت الأذهان إلى أيام المصطفى وآله الأطهار ولا عجب من ذلك لأن سيدنا المقدس هو الشعاع النوري القادم من العترة الطاهرة أرسله الباري العطوف رحمة بعد طول المحن ، ضمنا (قدس سره )إلى صدره ، يغذينا بحنانه لم يشمئز من رائحتنا الكريهة ، بل راح يطهرنا من الذنوب بيديه الكريمتين حتى ابيض لوننا وطاب ريحنا ، كان لنا والد رءوف ومعلم عطوف وناصح مشفق، بالرغم من إنا كنا بحضرته صبيان جهلة مشاكسون مزعجون ، إلا انه جمعنا بحكمته بعد أن كنا متشتتين ، وزودنا من فيض علمه بعد أن كنا جهلة غافلين ووضعنا على جادة الحق بعد أن كنا تائهين ، أرادنا أن نتسابق على درجات الجنة بعد أن بشرنا بها ، وأزاحنا عن النار بعد أن كنا على شفا حفرة منها ...
فماذا يكون حالنا بعده فوالله إن لفراقه في قلوب محبيه وأتباعه للوعة لاتنطفيء إلا بظهور الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف وأسأل الحنان المنان أن يصبرنا على الاستمرار بالتمسك بمنهج الصدرين تحت لواء سيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) حتى الفرج الشريف انه على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير .
2 ـ إجازة السيد الشهيد في الرواية
لسيدنا الشهيد عدة إجازات من عدة مشايخ في الرواية (وشكرا لله العلي العظيم على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى ومنها إن سلاسل إسناد الروايات عن العترة الطاهرة لم تنقطع إلى اليوم وإنشاء الله لن تنقطع حتى يرث الله الأرض ومن عليها)
1 ـ إجازة في الرواية من آية الله المحقق محسن المعروف بـ آغا بزرك الطهراني صاحب الذريعة عن أعلى مشايخه وهو الميرزا حسين النوري صاحب مستدرك الوسائل
2 ـ إجازة في الرواية من آية الله السيد حسن الخرسان
3 ـ إجازة في الرواية من آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري
4 ـ إجازة في الرواية من المحقق الدكتور حسين على محفوظ الوشاحي
5 ـ إجازة في الرواية من آية الله السيد عبد الرزاق المقرم
6 ـ إجازة في الرواية من والده السيد الحجة محمد صادق الصدر
7 ـ إجازة في الرواية من آية الله الشيخ مرتضى آل ياسين
8 ـ إجازة في الرواية من آية الله آغا حسين خادم الشريعة
3 ـ مؤلفات السيد الشهيد(قدس الله نفسه الزكية)

1- كتاب البيع . (تقريراً لأبحاث السيّد الخميني) صدر منه ستة أجزاء، والأجزاء الأُخرى قيد العمل.
2- بحوث في صلاة الجمعة. (فقه استدلالي).
3- مجموعة أشعار الحياة .(ديوان شعر يمثّل مراحل حياة سيّدنا الشهيد).
4- الدرّ النضيد في شرح سبب صغر الجسم البعيد. (بحث فيزيائي).
5- أُصول علم الأصول.(علم أُصول الفقه).
6- مبحث ولاية الفقيه. (فقه استدلالي اجتماعي) جاهز للطبع.
7- الوافية في حكم صلاة الخوف في الإسلام. (فقه استدلالي) جاهز للطبع.
8- مدارك الآراء في اعتبار حال الوجوب أو حال الأداء. (فقه استدلالي).
9- حكم القضاء في مدارك فقه الفضاء. (فقه استدلالي).
10- كتاب المهدي عجل الله فرجه الشريف. وهو من مؤلّفات آية الله العظمى السيّد صدر الدين الصدر قدّس سرّه عمّ السيّد الشهيد، وعليه تعليق وتحقيق للسيّد الشهيد الصدر الثاني قدّس سرّه. (قيد العمل).
11- محاضرات في علم أُصول الفقه، (تقريراً لأبحاث السيّد الشهيد الصدر الأوّل) صدر منه الجزء الأوّل. والأجزاء الأُخرى قيد العمل.
12- حبّ الذات وتأثيره في السلوك الإنساني. (بحث أخلاقي) تحت الطبع.
13- تعليقة على الفتاوى الواضحة للشهيد الصدر الأوّل. (فتاوى فقهيّة) قيد العمل.
14- تقريرات في علم أُصول الفقه، (تقريراً لأبحاث المحقّق الخوئي). الجزء الأوّل والثاني قيد الطبع، والأجزاء الأُخرى قيد العمل.
15- كتاب الطهارة، (تقريراً لأبحاث السيّد الشهيد الصدر الأوّل) صدر منه الجزء الأوّل، والأجزاء الأُخرى قيد العمل.
16- الكلمة الحيّة في حكم حلق اللّحية؟ (فقه استدلالي). قيد العمل.
17- محاضرات في مكاسب الشيخ الأنصاري (أبحاث السيّد محمّد تقي الحكيم). قيد العمل.
18- دروس في شرح كفاية الأُصول (أبحاث السيّد محمّد باقر الصدر). قيد العمل.
19- الفلسفة الحديثة، (من أبحاث الشيخ المظفّر). قيد العمل.
20- علم النفس، (دروس كليّة الفقه). قيد العمل.
21- خلاصة الحكمة الإلهيّة (من أبحاث الشيخ المظفر). قيد العمل.
22- محاضرات في الأدب العربي في العصر العباسي (دروس كليّة الفقه). قيد العمل.
23- علم الاجتماع (دروس كليّة الفقه). قيد العمل.
24ـ القانون الإسلامي وجوده صعوباته منهجه .(وهو محاولة مختصرة لإثبات إمكانية كتابة الفتاوى الفقهية على شكل مواد قانونية).
25ـ نظرات إسلامية في إعلان حقوق الإنسان . (وهو مناقشة إسلامية للائحة حقوق الإنسان التي أصدرتها الجمعية التأسيسية التي تشكلت عقيب الثورة الفرنسية 1789م)
26ـ ما وراء الفقه . وهو موسوعة فقهية معمقة تتألف من عشر أجزاء تحتوي على أسئلة تخص الثقافة الفقهية المعمقة ،وقد طرح(قدس سره)فيها آراء تخص المسائل الخلافية بين الفقهاء بشيء من الاستدلال ومهمته(قدس سره) في هذا الكتاب شرح أهم موضوعات المسائل في الفقه مما لم يتعرض له الفقهاء بشيء من التفصيل .
27ـ موسوعة الإمام المهدي ، في أربعة مجلدات :
(الغيبة الصغرى) و (الغيبة الكبرى) و (ما بعد الظهور) و ( اليوم الموعود) .
أما الجزء الخامس من هذه الموسوعة الشريفة فلا زال مخطوط ، ومن الجدير بالذكر بان مولانا سيد محمد باقر الصدر هو من قدم لهذه الموسوعة حيث قال (قدس سره) في نهاية هذه المقدمة:
( فإننا بين يدي موسوعة جليلة في الإمام المهدي (عجل الله فرجه)وضعها احد أولادنا وتلامذتنا الأعزاء وهو العلامة البحاثة السيد محمد الصدرـ حفظه الله تعالى ـ وهي موسوعة لم يسبق لها نظير في تاريخ التصنيف الشيعي حول المهدي (عليه السلام)في إحاطتها وشمولها لقضية الإمام المنتظر من كل جوانبها وفيها من سعة الأفق وطول النفس العلمي واستيعاب الكثير من النكات واللفتات ما يعبر عن الجهود الجليلة التي بذلها المؤلف في انجاز هذه الموسوعة الفريدة ، واني لاحس بالسعادة وأنا اشعر بما تملأه هذه الموسوعة من فراغ وما تعبر عنه من فضل ونباهة وألمعية وأسأل المولى سبحانه وتعالى أن يقر عيني به ويريني فيه علما من أعلام الدين)
علما إن هذه الموسوعة صدرت وقد كان عمر مولانا شهيد الله بما يقارب الـ29 عام
28ـ أشعة من عقائد الإسلام .(وهو ثلاثة بحوث تتكفل بعض جوانب أصول الدين)
29ـ فلسفة الحج ومصالحه في الإسلام .
30ـ حديث حول الكذب .(عبارة عن كتيب يبحث فيه الكذب من كل جوانبه ويوضحه ويميز الجائز منه وغيره الجائز)
31ـ بحث حول الرجعة .(كراس يتناول موضوع رجوع الأئمة بشيء من الاستدلال القرآني والروائي)
32ـ كلمة في البداء .( كراس يتناول موضوع البداء عند الشيعة الإمامية والنظرة الصحيحة لهذا الموضوع بشيء من الإسناد القرآني والروائي)
33ـ الصراط القويم . وهو رسالة عملية مختصرة .
34ـ منهج الصالحين . وهو رسالة عملية موسعة وشاملة لكل أبواب الفقه تتألف من خمسة أجزاء .
35ـ فقه الموضوعات الحديثة .
36ـ مناسك الحج .
37ـ فقه الأخلاق . (جزءان ، يبحث عن الأحكام الأخلاقية والمستحبات في الفقه ، وقد سئل السيد الشهيد عما احتواه فقه الأخلاق فقال(قدس سره):
(انه جواهر بين التراب ))
38ـ فقه الفضاء.(واشتمل على بحوث فقهية تعالج التكليف الشرعي خارج نطاق الأرض).
39ـ منة المنان في الدفاع عن القرآن ، صدر منه خمسة اجزاء(وكان السيد الشهيد(قدس سره) يلقي محاضرات التفسير على الطلبة في يومي الخميس والجمعة إضافة إلى أيام التعطيل الدراسي)
وابتدأ السيد تفسيره (منة المنان)من الجزء الأخير ، حيث قال:
(السبب في ذلك إن من عادة المفسرين أن يرموا بثقلهم كله أو جله في السور الطوال التي يبتدئ بها القرآن حتى إذا وصلوا إلى المنتصف أو أكثر ترددت عبارات(كما قلنا في السابق )فلا يعطون السور الأخيرة حقها لأنهم أجهدوا أنفسهم في المبتدأ)
40ـ أضواء على ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) .
41ـ شذرات من فلسفة تاريخ الإمام الحسين (عليه السلام) .(وهي مجموعة من المحاضرات التي ألقاها مولانا (قدس سره)على مجموعة من طلاب الحوزة الشريفة في ذكرى شهادة الحسين الشهيد عليه أفضل الصلاة والسلام ، وقررها الشيخ اسعد الناصري)
42 ـ كتاب الصلاة .
43 ـ كتاب الصوم .
44 - دورة كاملة في علم الأصول من بحث الخارج الاستدلالي الذي حضره عند السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) مخطوط .
45 ـ دورة كاملة في علم الأصول من بحث الخارج الاستدلالي الذي حضره عند السيد الخوئي (قدس سره) مخطوط .
46 ـ مباحث في كتاب الطهارة الاستدلالي في شرح العروة الوثقى من تقريرات بحث السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) مخطوط .
47 ـ مباحث في كتاب الطهارة الاستدلالي في شرح العروة الوثقى من تقريرات بحث السيد الخوئي (قدس سره) مخطوط .
48 ـ بحث المكاسب الاستدلالي من بحث السيد روح الله الخميني (قدس سره) مخطوط .. وكانت المحاضرات تلقى باللغة الفارسية وسماحة السيد كان يكتب المطالب كلها أثناء الدرس باللغة العربية .
49 ـ اللمعة في أحكام صلاة الجمعة .. وهو تقريرات لبحث عقده في شهر رمضان المبارك المرحوم سماحة الحجة السيد إسماعيل الصدر (قدس سره)
50ـ فقه الطب .
51ـ فقه المجتمع . طبع بعد استشهاده .
52ـ مسائل وردود . أربعة أجزاء
53ـ الرسالة الإستفتائية . ثلاثة أجزاء
54 بيان الفقه . طبع بعد استشهاده .
55ـ الأسرة في الإسلام .
56ـ رفع الشبهات عن الأنبياء .
57ـ مسائل في الحجاب .
58ـ الإفحام لمدعي الاختلاف في الأحكام .
59ـ الرد على الشبهات من السنة والآيات . حوار عقائدي مع سماحة السيد (قدس سره الشريف)
60ـ منبر الصدر أو دستور الصدر وهو مجموعة الخطب (45) التي ألقاها في مسجد الكوفة المعظم . طبع بعد استشهاده.
61ـ منهج الصدر . يحتوي على مجموعة اللقاءات السمعية والمرئية وعلى المواعظ والنصائح والإرشادات والشروحات التي ألقاها سماحة السيد (قدس سره الشريف) طبع بعد استشهاده .
62ـ مقالات الشهيد الصدر في الصحافة النجفية . يحتوي على مجموعة من المقالات في كافة المجالات والتي نشرت في الصحافة النجفية كمجلة الأضواء ومجلة الإيمان ومجلة النجف . طبع بعد استشهاده .
63ـ فقه العشائر .
64ـ كتاب الحبيب مختصر مغني اللبيب . مخطوط .
65- فقه الكيمياء
إضافة إلى المشاركات في مجلة العرفان اللبنانية ،وتأسيسه(قدس سره ) لمجلة الهدى ...
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم .

مقتل السيد الولي محمد سيد محمد صادق الصدر(قدس سره)


 
مقتل السيد الولي محمد سيد محمد صادق الصدر(قدس سره)
يا شـهيد المؤمنيـن يا حبيب المســــلمين
انك الصدر الأمين من فيوض الأكرمين
أنت خير العارفين أنت نور الوارثيـــــن
أنت رعب الظالمين يا بريق المبصريـــن
يا شهيد المؤمنيــن يا حبيب المســـلمين
انك الصدر الأمين من فيوض الأكرمين
انك الجود العميم انـك العـلم الـعظيــــم
انك العهد القديــم يا ولي المســــلميــن
يا شهيد المؤمنين يا حبيب المســــلميـن
انك الصدر الأمين من فيوض الأكرمين
انك الخير الشهيـد انـك الحـب المـديــــد
انك السيف الحديد لأباطيل العـنـيـــــد
يا شـهيد المؤمنيـن يا حبيب المســلميـــن
انك الصدر الأمين من فيوض الأكرمين
انك الزهـد الكبيـر انك العـلــم الغزيــــر
انك الصبر الكثيـر عن أباطيل المريـــر
يا شهيد المؤمنيــن يا حبيب المســــلمين
انك الصدر الأمين من فيوض الأكرمين
أي ظلم للزنيــــــم هو في الجحر مقيــم
قمــع الظلم الـــذي مد أيدي الآثميــــــن
يا شهيد المؤمنيــن يا حبيب المســلميـن
انك الصدر الأمين من فيوض الأكرمين
إنها ضربة إثـــــم من أيادي الآثميـــــن
أوجبت فوزا جليلا أوجبت خلدا طويــلا
يا شهيد المؤمنيــن يا حبيب المسـلميـــن
انك الصدر الأمين من فيوض الأكرمين
صرت عشـقا أبديا صرت نهجا سرمديا
صرت نورا عالميا رغم كيد الحاسديــن
يا شهيد المؤمنيـــن يا حبيب المسلميــــن
انـك الصدر الأمين من فيوض الأكرمين

(كلمات كتبها سيدنا القائد مقتدى الصدر (دام عزه)في الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد السيد الولي(قدس الله نفسه الزكية))

عظم الله اجر مولاتنا الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها بمناسبة ذكرى استشهاد حفيدها سيد محمد الصدر ونجليه سائلين المولى جلت قدرته بحق الدماء الزكية التي سالت من اجل إعلاء كلمة لااله إلا الله أن يمن علينا ويجعلنا من المتمسكين بمنهج الصدرين تحت لواء وارثهم السيد القائد مقتدى الصدر لنسعد برضا مولانا ولى الله الأعظم وحجته البالغة محمد المهدي المنتظر (عليه السلام)الذي سيملئ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا .
لقد دأب نظام الهدام على ابتكار أشكال عديدة من الممارسات والمناهج والبدع طيلة فترة حكمه المقيت
ومن هذه الممارسات المبتدعة، جعله يوم لكل محافظة عراقية، يسمى بيوم المحافظة ومقترنا بزيارة الهدام لهذه المحافظة، وكان للنظام عدة أهداف من هذا الإجراء منها:ـ
1 ـ إشباع غروره وتكبره، حيث تقوم زبانيته من البعثيين وغيرهم بإجراء المهرجانات والاحتفالات والاستعراضات التي تمجد هذا النظام عن طريق رفع صور الطاغية واللافتات المتغنية به وكذلك إلقاء الأناشيد والأغاني وإجراء الاستعراضات لقوى الجيش والشرطة والجيش الشعبي والبعثيين المستميتين من اجله وغيرها من الفعاليات التي يرصد لها مبالغ ضخمه إضافة إلى الجهد المبذول على ذلك .
2 ـ تحذير وتهديد وتخويف لكل فرد غيور رافض للظلم والتعسف حيث يقوم النظام عن طريق هذه الممارسات بإظهار مدى قوته وسطوته و...
وهو بذلك يحاول أن يشل عزيمة أي فرد يفكر بمعارضته فضلا عن مواجهته، وفي نفس الوقت يبعث برسائل مفرحة إلى أسياده في الغرب الكافر بأنه عميل مخلص وأمين من اجل رعاية مصالحهم الشيطانية المبنية على دماء الشعوب وآلامهم.
3 ـ تربية وإنشاء الأطفال والشباب على هذا السلوك والمنهج الضال لتكوين أجيال ممسوخة من أصلها ومطيعة لهذه الانظمه الفاسدة وبالتالي فهي منقادة للغرب الكافر، انقياد أعمى والأدهى والأمر إن معظم الآباء لم يستطيعوا بيان مايعرفون من الحقائق لأبناهم خوفا من إن تتسرب المعلومات من أبنائهم وتصل إلى آذان البعثيين وجواسيس رجال الأمن وبذلك يدخلون في مطبات لاتحمد عقباها من قبل أجهزة النظام القمعية، فتجد طلبة المدارس وإداراتها تنفذ أوامر ورغبات السلطة بالخروج في هذا اليوم هاتفه بتمجيد رأس النظام (عليه اللعنة وسوء العذاب) .
وقد مارس الهدام وأتباعه العفالقة البعثيين أقسى أنواع التعسف والترويع بحق أبناء الشعب العراقي المقدس وكانت الحصة العالية من هذا التعسف والظلم منصبة على رأس علمائنا الأعلام وعباد الله الصالحين حتى راح ضحية هذا الظلم الآلاف من خيرة أبناء المعمورة في هذا الزمان وبالنسبة إلى سيدنا الصدر المقدس فقد اعتقله نظام الهدام في عام 1972م مع عدد من العلماء منهم سيدنا محمد باقر الصدر والسيد محمد باقر الحكيم، وكذلك تم إعادة اعتقاله في عام 1974م ، في مديرية امن النجف وعندما احتج على سوء معاملة السجناء نقل إلى مديرية امن الديوانية وكانت مشهورة بشدة قسوتها على المؤمنين وفي الثمانينات من القرن المنصرم تم قيام محامي من أتباع النظام ببيع عمارة في الكاظمية موروثة للسيد من أسرته وعندما جاء الرجل المشتري لمطالبة السيد بالتنازل وقص حكايته على السيد، وافق السيد على التنازل عن حقه بالرغم من انه لم يستلم أي مبلغ مالي عوضا عن ملكه معتبرا إن هذا الشاري مسكين وقد استُغفِل من قبل أزلام السلطة
وهذا خلق عجيب لايوجد إلا في المعصومين (عليهم السلام) وتلاميذهم المخلصين
وفي عامي 1998 م و1999م اشتد النظام بمضايقته للسيد واجريَ التحقيق معه لعدة مرات وذلك في منزله الواقع بالحنانة، وبعد أن عزم نظام الهدام على ارتكاب جريمة قتل السيد محمد الصدر الثاني(قدس سره) تنفيذا لرغبات الغرب الكافر من جهة وتنفيذا لرغباته من جهة ثانيه لأنه وجد في هذه المرجعية خطر كبير يهدد وجوده، وكان ذلك قبل ثلاثة أشهر من موعد تنفيذ الجريمة، وقام النظام بتهيئة كافة الأجواء والظروف لعملية التنفيذ، حيث اصدر تعميما بعثيا إلى أعضاء حزبه العفلقي باتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر والاستعداد للمرحلة القادمة التي ربما ستشهد حالة اضطرابات ومواجهات بدعوى إن هنالك معلومات تفيد بان مجموعة من المخربين سوف يقومون باغتيال المرجع محمد الصدر(قدس) وستدعى هذه المجموعة من المخربين بان النظام من فعل هذا الأمر، وهكذا باشر النظام بالسعي الحثيث بكل مايملك من مقدرات مادية وفكرية لتخطيط وتنفيذ هذه الجريمة .
وجعل ساعة الصفر متزامنا مع نهاية يوم المحافظة (في الليل )حيث التواجد الكثيف لقوى الجيش والأمن والشرطة إضافة إلى البعثيين، فيكون هذا التواجد غير ملفت للنظر كونه يوم المحافظة وبذلك يكونون مستعدين لأي رد فعل قد يحدث نتيجة لارتكاب هذه الجريمة وبالرغم من إن المحافظة كانت بيد البعثي (قائد حسين العوادي )إلا إن أهمية هذه العملية استدعت وجود قصي بن الهدام (لعنة الله عليهما وعلى أتباعهما)إضافة إلى (طاهر جليل الحبوش) مدير جهاز مخابرات الهدام مع البعثي (محمد حمزة الزبيدي)، قائد منطقة الفرات الأوسط بالإضافة إلى العدد الكبير من القادة والخبراء وأزلام النظام المقبور، ومن الجدير بالذكر إن غالبية الناس في يكونون في مساء هذا اليوم أما معتزل في بيته أوانه تعب نتيجة المشاركة معهم في فعالياتهم وبذلك يكون مركز المدينة والمحلات المجاورة لها خاليه من الناس سوى أجهزة النظام القمعية وكلابها البعثيين وهؤلاء لايكلوا ولا يملوا من خدمة النظام العفلقي بل إنهم يتلذذون بهذه الخدمة ويزدادون قوة ونشاطا ؟
وبالإضافة إلى ذلك فان نظام الهدام قد اعد اجرائات عسكرية وأمنيه في مختلف المحافظات وخصوصا في بغداد والجنوب والفرات الأوسط تحسبا لأي رد فعل من قبل الشعب وسميت عملية التحضيرات هذه باسم (الفارس الذهبي)
[ د.محمود سيد محمد الموسوي في جريدة صوت العراق(العدد ـ 277) نقلا عن:
اـ جريدة القبس الكويتية الصادرة بعد فترة قصيرة من الجريمة نقلا عن مصادر عراقية.
ب ـ مصادر أخرى]
فقد وضعت قوات من الحرس الجمهوري بأقصى الاستعداد تحت غطاء المشروع التدريبي (الفارس الذهبي) مع استخدام العتاد الحقيقي وصممت الفرضيات طبقا لحصول تهديدات جوية وتدخل قوات محمولة جوا، تستهدف احتلال أهداف حساسة داخل العراق لإثارة الاضطرابات .
كما تضمن مشروع الممارسة على تنفيذ التنقلات الإستراتيجية تحت ظل التهديد الجوي وفي ظروف استيلاء مفارز من القوات الخاصة المعادية للسيطرة على مفارق الطرق المهمة والنقاط الحرجة كالجسور والمناطق التي تتعذر فيها الحركة خارج الطرق .
كما تم نقل بعض ألوية الحرس الجمهوري من المنطقة الشمالية إلى منطقة الفرات الأوسط .
وكان لقرار فصل محافظ المثنى عن قيادة منطقة الفرات الأوسط بقيادة (محمد حمزة الزبيدي )وإلحاقها بمنطقة العمليات الجنوبية بقيادة (علي حسن المجيد )صلة بالتدبير لعملية الاغتيال وذلك لتخفيف العبء عن قيادة الفرات الأوسط التي تقود محافظات بابل وواسط والقادسية والنجف وكربلاء والمثنى .
وفي ليلة تنفيذ عملية الاغتيال ( الجمعة )كانت قوات فرقة حمو رابي حرس جمهوري في منطقة الصويرة(قرب واسط)وفرقة نبوخذ نصر حرس جمهوري في كربلاء(وحدثني احد الأصدقاء انه شاهد قوات عسكرية كثيفة قد تخندقت على مشارف الكوفة وبأسلحة مختلفة في ليلة الخميس التي سبقت الجريمة، وقد وجهت فوهات مدافعها المختلفة باتجاه الكوفة والنجف الاشرف)، فضلا عن الألوية التي نقلت من المنطقة الشمالية في حالة انتشار قتالي الأمر الذي مهد للسيطرة المبكرة على الوضع كأحد أساليب الردع المسبق وبالإضافة إلى هذا الاستباق الأمني الاحتياطي الذي جاء قبل تنفيذ الاغتيال، فأن هنالك أنواعا من التصعيد في المواجه بين السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس) والسلطة، حيث حدثت سلسلة من الأحداث والمواجهات منذ شهر عاشوراء وشهر شعبان وشهر رمضان السابق للجريمة، حيث طلب الهدام من السيد الشهيد (قدس) منع المسيرة الشعبانية نحو إمامنا الحسين الشهيد(عليه السلام) ولكن السيد الشهيد(قدس) اصدر أمرا إلى المؤمنين بالتوجه نحو مولانا أبو عبد الله (عليه السلام) مما أدى إلى إصدار أمر الإقامة الجبرية بحق السيد الشهيد لكن سيدنا الشهيد لم يستجب لهذا الأمر فقامت السلطة بسحب يد السيد من حق التأييد(الإقامة) لطلبة الحوزة الغير عراقيين والمنصف يدرك إن المواجهة مع السلطة الجائرة وقعت قبل صلاة الجمعة ولكن بعد أداء صلاة الجمعة وما أدت إلى نتائج عظيمة في الشعب العراقي ثارت ثائرة النظام العفلقي وحاول هذا النظام بكل الوسائل من تحجيم مرجعية سيدنا الشهيد بعد فشل خططه ومكره بان السيد الشهيد مرجع السلطة الحاكمة ؟
ففي شهر رمضان الذي سبق الاغتيال حاولت السلطة أن تتدخل في مسار صلاة الجمعة في الكثير من المدن العراقية والتي يقيمها وكلاء السيد الشهيد(قدس)، فطَلَبَتْ من هؤلاء الوكلاء الدُعاء للمجرم الهدام وعندما فشلت السلطة في ذلك مارست التهديد مما أدى إلى حدوث بعض المواجهات كما حدث في مدينة الناصرية، واعتقلت السلطة الكافرة عدد من وكلاء السيد الشهيد وعدد من طلبته، وزادت السلطة من تحرشاتها واقتحمت مسجد الكوفة بذريعة المناورة العسكرية ولم تقيد هذه الاجرائات وغيرها من نشاط السيد الشهيد بل على العكس طالب ومن على منبر الكوفة المقدس بإطلاق جميع المعتقلين، وما كان من نظام الهدام إلا أن يزداد في مواجهته فبعث بالمجرم (محمد حمزة الزبيدي )نيابة عن مولاه الهدام بمطالبة السيد الشهيد وقبل يومين من حادثة الاستشهاد بإصدار فتوى لـ (تحرير الكعبة )!!!
وأخرى لتأييد دعوة الهدام للشعوب العربية للإطاحة بحكامها
وثالثة تتعلق باغتيال الشهيدين البروجردي والغروي
ورابعة لإعلان الجهاد بما يتلاءم وسياسات الهدام الإجرامية .
ومن البديهي إن مولانا السيد الشهيد(قدس) يرفض ما يملى عليه من أباطيل ولن يرضخ للتهديد وكيف يخاف من الباطل وأهله وهو الذي بحول الله وقوته نزع الخوف من قلوبنا وحررنا من قيود الذل والخنوع للمتكبرين وايقضنا من نومة الغافلين .
وكان من طبيعة أعمال السيد الشهيد(قدس) انه بعد إقامة صلاة العشاءين في الصحن الشريف لجده مولانا أمير المؤمنين يعود لبرانية الشريف لقضاء حوائج الناس بمختلف أنواعهم وكان في مساء يوم الجمعة ليلة السبت إضافة إلى قضاء حوائج الناس يقيم مجلس تعزية ينتهي الساعة الثامنة مساءا وكان من جملة زوار السيد الشهيد في تلك الساعة الشاعر مفيد حميد النعماني الذي ألقى القصيدة التالية في حضرة مولانا المقدس :ـ

أسد وتربض خـلفـك الآسـاد تخشى لقائك في الوغى الأسياد
يا وحي قافية تناغم جرســها لـم يحـل إلا باسـمك الإنشـــاد
ياسر إعجاز تجلى قدســـــه قد حار في تفسـيرك الأشهــاد
شمس العقيدة من سنانه أشرقت وتـعـطـرت من طيـبـه الأوراد
أرست مراكبها الهموم ببابكم فـكشـفـتـها في كاظم وجواد يا
هادي الجمع الأمين بجمعــه ســعدت بجني ثمارها الأجداد
المصطفى والمرتضى وكذا الرضا فرحوا وبارك ثمرك السجاد
لبيك قالتها الجموع بغبطـــة فســــعت على هاماتها العباد
ايقضتها من غفوة أودت بها قـد طلقت أســــيافها الأغماد
وعصا الكليم استرجعت إعجازها في كـفـكـم فليغرق الأضــداد
طرفي كبا سيفي نبا لما بدا نور لكـم قـد قالها الأنـــــــداد
تبا لباغ إن أراد لك ألفنــــا فـلك الفدى الأمــوال والأولاد
تضع الجماجم تحت نعلك سلما وتراصفت جسرا لك الأجساد
فلأنت إعصار التحدي والابا ولأنت نور والطغاة رمــــــاد


ولما انتهت القصيدة هتف الحضور بالصلاة على محمد وآل محمد وقال السيد الشهيد لمفيد النعماني(أريدها وقد لا تكون لديك نسخة ثانيه)وسلم الشاعر هذه القصيدة للسيد الشهيد قبل عشرة دقائق من الحادثة وقيل إن الورقة التي فيها القصيدة أخرجت من ثياب السيد وقد ابتلت بدمائه الزكية وفعلا لم تكن هنالك نسخة ثانية لان الشاعر قد أملى هذه القصيدة على السيد كاظم عبد الرزاق الحسيني ليكتبها في عصر جمعة الاستشهاد وذلك في منزل الشيخ محمد ناجي العمراني، وتم تصوير إلقاء القصيدة بحضرة السيد من قبل المصور كاظم .
وبعد خروج السيد الشهيد من البراني وركوبه سيارته المتسوبيشي مع ولديه سائق السيارة السيد الشهيد مؤمل والسيد الشهيد مصطفى الابن البكر للسيد الشهيد والذي جلس خلف والده في السيارة، علما ان الذي كان يصعد في السيارة خلف السيد فيما سبق هو السيد القائد ولكن في تلك الليلة اراد السيد الشهيد ان يصعد معه في السيارة السيد مصطفى بدلا عن السيد القائد فأنزل السيد القائد وانتظر دقائق قليلة حتى مجيء السيد مصطفى ثم اركبه معه في السيارة، وغادرت السيارة المدينة القديمة بعد أن قام الشيخ محمد لنعماني ومفيد النعماني بإغلاق الباب خلف السيد الشهيد وما إن اقتربت السيارة من بداية شارع البريد بعد عبور ساحة ثورة العشرين حتى ترجل من سيارة اولدز موبيل بيضاء أزلام النظام بأسلحتهم الرشاشة مرتدين تراكسودات رياضية وملثمين وانهالوا على السيد وولديه بوابل من الرصاص فارطدمت السيارة بشجرة السدرالموجودة على يمين الشارع للداخل من جهة الساحة بما يقارب المائة متر من بداية شارع البريد وبعد قليل تم نقل السيد الشهيد مع ولديه إلى مستشفى الصدر وكان ولدا السيد قد فارقا الحياة ولكن السيد الشهيد مازال حيا
وبعد عدة دقائق من إطلاق النار هرعت مجموعة من سيارات النظام حاملة عدد من مرتزقتها إلى محل الحادث وحملوا الأجساد الطاهرة وقيل إن سيدنا الشهيد المقدس مازال حيا ولكن تم تصفيته بالطريق
وقال طبيب الخفر في ذلك الوقت (د:ـ )والذي يشغل حاليا منصب مدير مستشفى الصدر إن السيد الشهيد عندما وصل إلى المستشفى كان قد فارق الحياة ، بما يقارب التاسعة من مساء يوم الجمعة في الليلة الرابعة من شهر ذي القعدة ـ 1419هجرية الموافق لـ19 شباط(2) ـ 1999 ميلادي.

عقمت فما ولدت سواك الأعصر هرم الزمان وعود مجدك اخضر
ودم تفايض في محاريب العلا مهد الضحى بوشاحه يتأطـــــر
قبلات نحر للنبوة يرتــــــوي منها سراج التضحيات ويزهر
فاضت بمحمرَ الدما ـ أولم تفض ـ قارورة ـ فتراب ارضك احمر
ما بطرس متوســـل ـ لكنما تلك الرسالة ســـــيفها والمنبر
مرآة عينك يستهل صفاؤها بمحمد ـ وعلى لســـانك حيدر
يامولد الفتح المبارك زحفه والخلد يفخر والكفاح يبشــــَر
غصت بحنجرة الزمان قصيدة وجم الفصيح لها وعي مفكـــر
وتهاوت الجبهات في محاربها والمجد أعظم والكرامة اكبـــر
وتصاممت أن لاتعي أنشودة إلا ومطلعها الدم المتحــــرر
عبر الخلود وفي طريق مسيرة الـ تأريخ جرحك يستهل ويقطر
فضح الدجى وأنار فحمة ليلــه ولرب داج من جراح مقمـر
يا بسمة لما تزل ريانــــــــــــة بدم الضحى لمعانها يتنـــدر
لمع السراب بأعين مرتابـــــة زمناً فغالط نفســــه المتبصر
(الشيخ محمد صادق)

وقال لي احد طلبة الحوزة العلمية انه سمع بقيام عدد من طلبة السيد الشهيد ومنهم السيد مصطفى اليعقوبي والشيخ اليعقوبي والشيخ نذير والشيخ علي النعماني والسيد حسن كلانتر والسيد محمد الصافي والحاج صيهود...
بأخذ الأجساد الطاهرة وتم تغسيلها في مغتسل (بير عليوي) ومن ثم مواراة الأجساد الطاهرة في مقبرة وادي السلام في ارض للسيد الشهيد.
وأقيم مجلس العزاء في مرقد صافي صفا بحضور السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله بعزه) الذي كان يستقبل المعزين.
فلا حول ولا قوة الابالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا محمد وآل محمد أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين .
وكان في المستشفى عدد من أزلام النظام بالإضافة إلى الذين طوقوا بيت السيد الشهيد منعا لتجمهر المؤمنين، وقامت السلطات الأمنية باعتقال عدد من طلبة الحوزة ممن ذهب إلى المستشفى أو إلى بيت السيد الشهيد والقسم الآخر تم اعتقاله من بيته وبدأت حملة الاعتقالات من العاشرة مساءا إلى الثالثة بعد منتصف الليل تقريبا واعتُقل أيضا قسم من المؤمنين الذين أقاموا عزاءا ضحى يوم السبت عند القبر الشريف بعد مواراة الأجساد الطاهرة في ثرى وادي السلام وحدثني احد ألطلبه والذي تم اعتقاله من بيته في الساعة الثانية بعد منتصف الليل وإيداعه في مديرية امن النجف في تلك الليلة.
وبعد فترة وجيزة قام طاهر جليل الحبوش (مدير جهاز مخابرات الهدام في ذلك الوقت )بالاجتماع بالطلبة الذين تم اعتقالهم وقال لهم إن هنالك مجموعة مخربة تابعة لأمريكا وإيران فعلت هذا الفعل من اجل زحزحة النظام وخلق البلبلة وانه قد تم عزل مدير امن النجف بعد أن قدم استقالته (حسب مدعى طاهر الحبوش)وإنهم فتحوا وصية السيد الشهيد بحضور الشيخ اليعقوبي وعدد من طلبة السيد الشهيد(حسب مدعى الحبوش )فوجدوا فيها ان السيد يأمر بالحفاظ على الحوزة وعدم أذية الآخرين والتمسك بالله ....
إلى آخر مدعيات الحبوش، وأرسلت السلطة وفد بقيادة الزبيدي لتعزية السيد القائدمقندى الصدر(اعزه الله بعزه)، ولكن الله خيب مسعاهم الماكر (يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وفي اليوم الثالث بعد صلاة المغرب بربع ساعة تم إخراج الطلبه المعتقلين من مديرية امن النجف والتوجه بهم مسجد صافي صفا وإطلاق سراحهم على أساس انه هدية للسيد القائد ؟

دعي قلبي لحزنه إن همــــــــا كبيرا في الفؤاد له اتقــــــــاد
ارى الأيام قاسية علينـــــــــــا مآســـيها تزيد وتســـــــتزاد
وصار نهارنا فيها كســــــجن نعيش بها وتحكمن الصفـــاد
ترو ش به الكلاب كما ذئــاب بـه تعـــوي ولحم الناس زاد
وتحت الأرض من جثث الضحايا ألوف دونما ذنب وئــــــــــاد
وفيه الحق واأســـفي عليـــــه إذا ما قاله رجل يقــــــــــــاد
حسين السبط يوم الطف نادى به والناس من خوف جمــــاد
وابن عــقـيـل منه ظل فـــردا ولا من ناصر إلا الجــــــواد
لأن الناس في خوف وتدري إذا نصرت حســــينا تســتفاد
إلى أن قال :ـ
وقُتل السًـــيد الصدر المُفدى برغم التابعين وهم ســـــواد
أراد الحق فيما قال شــــرعا وقول الحق في الدنيا جهــاد
أعاد لنا الجماعة في صـلاة معطَلة حدى فيها الجمــــــاد
وديـن الله ديـن وحــــــدوي يؤكد فرضـها وبـها انـفــراد

(من قصيدة لـ محمد المسعودي باسم(رجل بكته السماء )كتبت بـ 28/2/2000))

وهكذا ختم الله بالشهادة والسعادة لولي من أوليائه المقدسين
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا
وسلام الله على المستشهدين تحت لوائه، من اجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل
وأسأل المولى القدوس بحق هذه الدماء الزكية التي سالت من أجله وبحق الدموع الطاهرة التي انهمرت من خشيته أن يوفقنا في السير على خطى سيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله بعزه) وان يختم لنا بالشهادة قربة له وطاعة له وفي سبيله تحت لواء وليه الأعظم انه على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم

المسير نحو ضريح المولى المقدس

المسير نحو ضريح المولى المقدس
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اولا ـ
ما ارحم الله وما اكثر نفحاته التي امرنا ام نتعرض لها وما اكثر العطايا والمواهب والجوائز المترتبه على من تعرض الى نفحاته (جل جلاله) فيعطيها من يشاء ويمنعها عمن لم تسبق له العنايه والتوفيق(نستجير بالله)فمنها ماهو:ـ
1 ـ عام لكل الناس ولكن لم يتعرض اليه الا فئه من المسلمين كحج البيت العتيق (لمن استطاع اليه سبيلا)
2 ـ خاص لكل المسلمين ولكن لم يتعرض اليه الا فئه من اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) كالسير لزيارة المعصومين (عليهم السلام) مثل زيارة الاربعين لضريح مولانا الحسين الشهيد(عليه السلام)
3 ـ الاخص لكل اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام ) لكن لم يتعرض اليه الا فئه من اتباع الشهيدين الصدرين(قدس) كالسير الى ضريح مرجعنا وسيدنا محمد محمد صادق الصدر ونجليه(قدس)
ثانيا ـ
لايخفى على المسلمين عامه واتباع مدرسة اهل البيت(عليهم السلام) خاصه مايترتب من نتائج على من قبلت حجته للبيت العتيق ومايلحق ذلك من منافع جمه ، وكذلك السير الى ضريح المعصومين(عليهم السلام) كزيارة الاربعين وما يترتب على من قبلت زيارته لمولانا الحسين(عليه السلام) فلا يمكن حصر النتائج المترتبه على ذلك ففي كل خطوه يترتب الاثر العظيم فكيف اذن بمجموع المسير ...
ولكن لازال الكثير (من اتباع مدرسة اهل البيت(عليهم السلام)) لم يدرك مايترتب على المسير نحو ضريح مولانا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)الذي دعا اليه سيدنا القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) قبل عامين فتم تنفيذه لاول مره العام الماضي ببركة الله وتم احيائه في هذا العام ايضا بحول الله وقوته وبتسديده جلت قدرته اي انه يتجدد بذكرى تجدد مناسبة استشهاد مرجعنا الصدر الثاني(قدس) مطلع شهر ذي القعده الحرام( الرابع منه)
مما حدى بمولانا السيد مقتدى الصدر(اعزه الله) ان يبين بعض مايترتب على اداء هذه الشعيره النبيله
وقام استاذنا الشيخ علي الزيدي بتوضيح بعض المطالب من كلام سيدنا القائد ، وهذا وان كان من رحمة الله التي تنزل وتتنزل للكل ولكنه في نفس الوقت لاتمام الحجه يقينا (وعلى اقل تقدير لكي لايقول احد لو كنت اعلم كذا لفعلت كذا )
ثالثا ـ
لقد تعرض الاستاذ الزيدي في بحثه المبارك الى ذكر بعض الفوائد الناتجه من احياء هذا المسير ((12 فائده)المستنبطه من كلام قائدنا) نحاول باذن الله في هذا المقال توضيح (وحسب فهمي )المقطع التالي من الفائده الخامسه من هذه الفوائد:
وهذا المقطع هو (وبذلك اصبح المسير علة وشرطا تاما متى ماطبق من قبل المؤمنين سيكون نتاجه ومعلوليته هو العطاء الالهي المذخور لمثل هكذا استجابه)، وكما يلي :ـ
هنالك سنناً الهية الهم الانسان بعضا منها فاستنبط من خلالها الكثير من الاحكام والقوانين ومنها (على سبيل المثال لا الحصر) ما في نظام التعليم العالي سواء كان ضمن الدراسه الاوليه او الدراسات العليا ، فلايمكن فتح اختصاص ما ، في قسم معين او كلية ما ، اذا لم تتوفر مستلزمات ذلك الاختصاص من كوادر متخصصه عاليه الكفائه والماده الدراسيه والبنايات....
وعلى اثر ذلك فان هنالك الكثير من الجامعات لايمكنها فتح دراسة الدكتوراه لبعض الاختصاصات العلميه النادره لعدم امكانيتها على ذلك الاختصاص ، هذا من جهه
ومن جهة اخرى فان فتح الدراسه العليا لنيل الدكتوراه بذلك الاختصاص النادر لايعني دخول كل من يريد الى هذه الدراسه وكذلك لايعني ان من قبل للدراسه سوف ينجح ويحصل على الدكتوراه
وهكذا في المسير التكاملي الالهي ، الا ترى ان في مدرسة العرفان الحقيقيه الحقه ، لايعطي الشيخ المزيد للتلميذ حتى يختبره (بما يليق بمقام التلميذ والمطلب ) فان نجح التلميذ اعطاه شيخه المزيد والا حجب عنه المزيد .
فنحن في مسيرنا التكاملي وصلنا الى مرحله من الله علينا بهذا العطاء الذي (اراد الله ان يكرم به السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره ويكرم به المؤمنين ، وهو امر المسير الى قبره الشريف على الاقدام لتكون شعيره من شعائر الله تعالى لكي يستحقوا من خلال تنفيذها عطائا وهباتا لايمكن ان تتنزل لهم لولا ذلك(الزيدي))
اذن :
ا ـ شكرا لله على هذه النعمه وهذا العطاء الالهي الكريم ، ولكن وكما بُين في مثال التوضيح ان هذا لايعني دخول كل من هب ودب الى ساحة هذا العطاء فليست الامور فوضى وعشوائيه وان كان ليس في البين جبر ، بل ان الانسان وبمحض اختياره لايمكنه ولوج هذه الساحة لعدم اتمامه مقدماتها
ب ـ ان هذا المسير هو مقدمه لعطاء الهي كبير فينبغي حينئذ ان نعاهد الله ونعاهد رسوله واهل البيت الاطهار وسيدنا الصدر ان نقلع عن كل ذنب ونتهيء ونستعد لمرحله تكامليه اعلى ، كما ويجب ان نتحلى بالصبر العالي ونتحمل تعب المسير وآلامه لمواصلة الدرب مهما كانت الصعاب
ج ـ ليس ذنبنا وجود بعض من لايرى مانرى فكل هذه الاحداث التي تموج بها الدنيا، فمن جهه استهتار اعدائنا وطفح حقدهم على مقدساتنا بحيث لم تمر ايام عى حادثة الفلم الامريكي المسيء واذا بفرنسا تستلم راية البغض والعداء مستهترين بكل القيم والمباديء الانسانيه ضاربين عرض الجدار حرية رأي وتعبير كل هذه الملايين من الشعوب التي خرجت رافضة لاسائاتهم وهذا ان دل على شيء فانما يدل على شدة تسافل الاعداء من جهه ومن جهة اخرى صحوة الشعوب وزيادة وعيها فكل هذا وغيره كثير اذا لم يراه المحسوبين علينا فما ذنبنا نحن بمن بقي (غارقا في ظلمات نفسه وعاشقا لهواه , فلا يرى من شمس الحقيقه بصيص ، ويبقى يختلق الاعذار ويبحث عن مبررات ليشعر الاخرين بانه على صواب في كل ماصدر منه (الزيدي))
نستجير بالله من هوى النفس الاماره بالسوء ومن الوسواس الخناس وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم .