أحداث ما بعد شهادة الولي سيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم. هذا البحث يسلط الضوء على بعض الأحداث المهمة التي وقعت بعد حادثة استشهاد الولي المقدس سيد محمد سيد محمد صادق الصدر(قدس) والمتعلقة بهذه الفاجعة الكبيرة، ويؤسفني أن أقول إن الكثير من أهلنا لديه الوثائق المهمة (التي تم وضع اليد عليها بعد سقوط الهدام واقتحام الناس لبنايات الأمن والمخابرات والاستخبارات والمقرات الحزبية...) التي تكشف عن الجرائم البشعة التي اقترفها نظام الهدام ولكنها على الأعم الأغلب لازالت تحت طي الكتمان والكثير منها تم إتلافه فلازال البعض خائف من تبعات نشر الحقائق بالرغم من إن هذا الخوف غير مبرر ولكن وساوس إبليس تغذيه ولاحول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم نعم إن ليس كل حق يقال ولا كل باطل ينهى عنه ، ولكن هنالك أمور لابد من عدم التغاضي عليها ويجب أن يُنصر الحق ويُخذل الباطل وهنالك وسائل كثيرة لتحقيق ذلك ولكن هذا الضعف الكبير من قبل الكثير من أهلنا جعل الباطل وأهله يتجرأ علينا ويهاجمنا ... والعجب كل العجب انك ترى هذا الضعف عند البعض من أهلنا أتباع السيد الشهيد(قدس) ، فكيف يكون تابع الناطق ساكت؟ ولماذا الذي حرره السيد من قيود الذل والخوف يرتد ويتقيد بسلاسل الباطل ... والحديث طويل ، فإلى الله المشتكى وعليه المعول ، ونستجير بالله من سوء العاقبة . بعد قيام الطاغية الهدام وأعوانه بارتكاب جريمتهم النكراء ،أعلنت مديرية الأمن العامة التابعة لهم عن اعتقال أربعة رجال دين واتهمتهم باغتيال السيد الشهيد وولديه وهؤلاء الأربعة هم: عبد الحسن عباس الكوفي وعلي كاظم جماز واحمد مصطفى حسن الاردبيلي وحيدر علي حسين ، وادعى البيان إن هناك متهم خامس لازالت السلطات تبحث عنه ، وان الهدف من هذا الاغتيال هو خلق فتنة لخدمة المخططات الأمريكية والصهيونية وكذلك تم وصف المعتقلين بأنهم مخابرات وعملاء مأجورين، وبعد فترة عرض تلفزيون النظام تسجيل لهؤلاء المعتقلين وهم يروون عملية الاغتيال وبعد مدة ثلاثة أسابيع أعلنت السلطات تنفيذ حكم الإعدام بهؤلاء الأربعة مدعية إن سبب الاغتيال هو صراعات مرجعيه ؟ ومن الجدير بالذكر انه بعد ارتكاب هذه الجريمة وفي صباح يوم السبت عندما سمع بعض المؤمنين في مدينة الصدر (على سبيل المثال)بهذه الجريمة والبعض الآخر كان يظن بان السيد الشهيد مازال حيا لذلك تم توجيه نداء عبر مكبرات الصوت من بعض الجوامع كجامع المحسن وغيره بان يتجمهر المؤمنين للتضرع بالدعاء لله تعالى بشفاء السيد الشهيد وبين مصدق لهذا الخبر وبين من يريد التأكد هرعوا إلى جامع المحسن (وهو المكان الذي تقام فيه صلاة الجمعة في مدينة الصدر) وعندما تأكد من صحة الخبر (استشهاد الولي)اندلعت تظاهرة صاخبة أغلقت الشوارع الرئيسية للمدينة من جهة قناة الجيش وساحة المظفر والحبيبية وحي جميلة منددة بهذه الجريمة البشعة وكان النظام في كامل الاستعداد لصد أي رد فعل من قبل الناس ، فتحركت قوات من فدائيي صدام يقودها قصي صدام الذي اتخذ موقع قيادة له في نقطة قريبة من قناة الجيش ليوجه عمليات قمع الانتفاضة بنفسه بعد أن اشرف بنفسه على جريمة قتل السيد مع ولديه ، وتم جلب 12 دبابة وعدد من المدرعات والسيارات التي تحمل الدوشكات الأحادية والثنائية بالإضافة إلى عدد من قوات منظمة منافقين خلق الإيرانية علما إن عدد من هذه القوات كانت مهيئه في كرفانات وساحات مخازن المواد الغذائية المقابلة لجامع المحسن وفي هذه المواجهة استشهد مايقارب الـ50 شهيدا وجرح أكثر من 200 جريح أما من صفوف قوات النظام فقتل 17 قتيل وقد اُخفي الكثير من الشهداء في بيوت المؤمنين فترة من الزمن خوفا من سطوة السلطة الجائرة ، أما الجرحى فمعظمهم تم إجراء العلاج له في البيوت من قبل معالجين ثقاة ، واعتقلت السلطة الكثير من المؤمنين والبعض الآخر استدعتهم إلى مديريات الأمن والمقار الحزبية للتحقيق معهم وتخويفهم ... ومرت على الناس أيام صعبة بعد هذه الجريمة . وكذلك اندلعت مواجهات واضطرابات في مدينة الناصرية (ولعل هذا يفسر اصطحاب وزارة أعلام النظام العفلقي لبعض مراسلين الصحف إلى بعض أجزاء مدينتي الصدر والناصرية بعد انتهاء المواجهات أما باقي مناطق العراق فلم تكن بمستوى هاتين المنطقتين ) ولكن بعد شهر من هذه الجريمة أي في 19 / 3/1999 انطلقت عملية عسكرية نوعية في البصرة تم فيها قتل المحافظ ومدير الأمن وتم محاكمة أكثر من عشرين عنصرا امنيا وبعثيا وبعد ذلك تم قتلهم ،علما إن المحافظة بهذه العملية سقطت بيد المجاهدين لعدة ساعات وتوالت بعدها عدة عمليات نوعية في عدد من المحافظات والمدن العراقية وكانت السلطات في معظم العمليات تقف عاجزة أمامها كونها بسيارات وملابس شبيهة بما يرتدي أزلام النظام . وفي إحدى هذه العمليات النوعية أصيب الزبيدي إصابة بالغة جعلته مشلول الرجلين إلى أن مات(عليه وعلى أمثاله لعنة الله )وعلى اثر هذه العملية تم إغلاق مكتب السيد الشهيد في النجف لبعض الوقت وإغلاق الحوزة لمدة عشرة أيام . أما سيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله بعزه) ففي صبيحة اليوم التالي للفاجعة توجه إلى المجتهد الشيخ محمد إسحاق الفياض ، لأن هنالك متعلقات كثيرة من وكالات وحقوق وغيرها كثير .... واعتبر الشيخ الفياض هذه الخطوة العظيمة من جناب السيد القائد وبهذه السرعة إنما تنم عن ورع السيد القائد وقد أجاز الشيخ الفياض بالتصرف بالكثير من الأمور إلى أن تنتهي المتعلقات ، وواصل السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله بعزه) درسه الحوزوي في مدرسة اليزدي ، فحضر البحث الخارج عند الشيخ محمد إسحاق الفياض فقها وأصولا وأعطى دروس في نفس المدرسة بـ (اللمعة الدمشقية) وبعد فترة من الزمن بـ (المكاسب )، ومن ثم يجلس في مسجد الرأس بوقت معين ضحى كل يوم لقضاء حوائج الناس عامة والمؤمنين خاصة وكان تحت الرقابة المشددة من قبل أزلام النظام واستمر سيدنا القائد بهذا المنوال بالإضافة إلى بقية أعماله الخاصة إلى مرحلة سقوط الهدام واحتلال العراق من قبل امريكا والدول المتحالفة معها . أما طلبة السيد الشهيد(قدس)فبعد حادثة الاستشهاد : منهم من اعتقل وتم قتله من قبل النظام العفلقي كالشهيد علي الكعبي الذي لم تكتفي السلطة بقتله بل هدمت منزله ومنازل أخرى في مدينة الصدر كانت مأوى لأتباع أهل البيت(عليهمالسلام)ومنهم من غُيب في مطامير السجون ومنهم من غَيب وجهه متخفيا ، ومنهم من هاجر خارج العراق , ومنهم من بقي يواصل الدرس في حوزة النجف الاشرف .... وفيما يخص صلاة الجمعة فالكلام عنها يحتاج إلى بحث مستقل ولكن على عجالة مختصرة ، كان تأدية صلاة الجمعة التي تلت حادثة الاستشهاد مباشرة ، مختلفة باختلاف المناطق في العراق وكذلك من ناحية استمرارها ففي مسجد الكوفة (مثلا) جاء بعض المؤمنين من الصباح الباكر لتأدية صلاة الجمعة ولكن بعد فترى جاء البعثيين مع بعض أزلام النظام وأخرجوا المؤمنين من المسجد وألقى البعثي قائد حسين العوادي فيهم كلمة (إجمالها )إن على المصلين التخلي عن أداء صلاة الجمعة لهذا الأسبوع إلى أن يستتب الوضع الأمني فقام المؤمنين بتأدية صلاة الظهرين في الشارع قرب عمارة البراق(سميرة) ثم انصرفوا فقام البعثيين بإطلاق النار عليهم بعد حصول نوع من المشادة الكلامية وهكذا تعطلت تأدية صلاة الجمعة في مسجد الكوفة لفترة طويلة من الزمن أما في مدينة الصدر فقد أقيمت عدة جمعات في جامع الحكمة إلى أن قام البعثيين برمي المصلين بالعتاد الحي ، وراح ضحية هذا الاعتداء عدد من المصلين , وبعد ذلك تعطلت صلاة الجمعة لفترة طويلة من الزمن ، واقتصرت في هذه العجالة على هاتين الجمعتين كونهما أهم جمعتين تقام في العراق , وقد علمت ولكن ليس بالدقة اليقينية إن أطول فترة استمرت فيها صلاة جمعة بعد حادثة الاستشهاد هي جمعة النهروان (من ضواحي بغداد)والله العالم . أما من ناحية المسير التكاملي الكلي وحال المؤمنين في المرحلة التي تلت استشهاد السيد الشهيد والتي برزت ملامحها للعيان بعد سقوط نظام الهدام فقد بينها سيدنا القائد(اعزه الله بعزه) وذلك في الخطبة التي ألقاها (اعزه الله) في: 2 ذي القعدة 1427 هج بمناسبة الذكرى الثامنة لاستشهاد الولي المقدس ، والتي منها ما يلي : قال (اعزه الله) [(قال تعالى : (أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) إني أريد أن اربط هذه الآية بواقعنا الحالي وما حدث بعد استشهاد ولينا المقدس ومرجعنا الناطق وشهيدنا الغالي السيد محمد الصدر (قدس الله نفسه الطاهرة) تلك الذكرى التي نعيش في سنتها الثامنة فعظم الله أجورنا وأجوركم وجعلنا الله من السائرين على خطه إلى يوم الدين فهذه الآية تجسد لنا ماوقع من أحداث بعد استشهاده (قدس)لكن قد يستشكل البعض ويقول إن هذه الآية نزلت بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكيف يمكننا ربطها بمحمد الصدر فنجيب بعدة أجوبة منها :
أولا ـ
إن من المعلوم إن الوكيل كالأصيل طبعا بعد
معرفة إن الحاكم الشرعي أو المرجع الحق نائبا للمعصومين (سلام الله عليهم
أجمعين) وهم نواب وخلفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا مايحدث
بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد يحدث بعد خلفائه ووكلائه أو
نوابه وهذا واضح
ثانيا ـ
انه من المعلوم عند الجميع إن القرآن
لاينطبق على زمان واحد فقط بل هو يصلح للأزمنة الثلاث الماضي والحاضر
والمستقبل ,أي ماقبل النزول وأثناء النزول وما بعده كما هو واضح في الكثير
من الآيات فلذا يمكننا أن نطبق بعض آياته على واقعنا ولو على سبيل الأطروحة
وهي إما أن تصدق وأما أن تكذب ثالثا ـ إن ما سأقوله ليس تفسير للآية بل هو للتذكير والموعظة ليس إلا وهذا لا إشكال فيه ، فان أفضل ما نأخذ من المواعظ والعبر ماهو ؟ هو : كتاب الله جل وعلا ، ولابد علينا من الالتزام به والوفاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلا صرنا مثل (الذين انقلبوا على أعقابهم)واحد مصاديق الالتزام به هو أن نجعله دستورنا وهدانا في ديننا وسياستنا، وفي كل مجالات الحياة فهو لم يغادر ذرة صغيرة ولا كبيرة إلا وأحصاها . إذا نقول هناك إرهاصات كثيرة قد حدثت بعد استشهاده(قدس) بعضها يمكننا أن نطرحها هنا وآخر نحيلها إلى مناسبات أخرى ، والقسم الآخر لايمكننا أن نطرحها على الإطلاق فان بعضها لا يتحملها المجتمع حاليا (بلكي بالمستقبل)لكن ما أريد طرحه هنا هو إن أصحابه قد انقلبوا على أعقابهم أو لم ينقلبوا سؤال . أو قل إن أصحابه كالأربعة الذين استثنوا أم لا ؟ وطبعا يمكننا أن نقول هنا إن أصحابه بين من إن تنطبق عليه هذه الآية وبين من استثنى منها ، وحسب فهمي بل حسب مادلت عليه الرواية إن اغلب أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد انقلبوا والمستثنى قليل فكذلك أصحاب محمد الصدر (قدس) وإذا أردنا أن نرجع إلى ماقلناه بأن المحك في ذلك هو ماقلناه من أطروحات خمسة : الإخلاص ، والالتزام بالشريعة ، والتمسك بالوصايا ، وكذلك الالتزام بالأخلاق ،والشجاعة فإذا كنا ممن جمع هذه الأمور الخمسة فنحن ممن لن ينقلب على عقبيه بل نحن كما قالت الرواية : كـ ( علي والمقداد وسلمان وأبو ذر ) وإلا نحن ممن انقلب على عقبيه ولن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين أي ممن يشكر الله على انه بقي على النهج الصحيح والخط الصحيح ، فان الاستمرار نعمة كبرى ينعم بها الله علينا وعليكم إن شاء الله , لاتدوم النعم إلا بالشكر فاشكروا هذه النعمة فنشكر الله أن جعلنا من أتباعه وأنصاره ونسأل الله الثبات على خطاه ونهجه ، ونسأل الله حسن العاقبة انه سميع مجيب . فلتسألوا أنفسكم هل انتم ممن بقي مخلصا لمحمد الصدر (قدس الله سره) أم لا أي واحد لا استثني حتى نفسي ، حبيبي فهل يا ترى أنت ممن بقي وفيا له لا تحركك الأهواء والدنيا من هنا وهناك كسعفة في مهب الريح أو كالذي إن أعطي رضي وان منع سخط ؟ فالوفاء والإخلاص لادخل له بالدنيا على الإطلاق ، بل هو أمر أخروي بحت فلذا يجب أن نبقى محبين له ومخلصين له في الله لاطمع بدنيا أو منصب أو شهرة، وهذا كثير إذا انتم ما مطلعين أنا مطلع عليه ، أو نبقى منتمين له والمكتب الشريف لانبحث عن استقلالية عن نهجه وخطه والانفصال عنه وأتباعه فان الكثير من الأموال تدفع للبعض من الداخل والخارج لإنهاء خطه وتشتيت أحبائه وأتباعه وأنصاره . فلا تناصروهم من حيث تعلمون أو لاتعلمون , ولذا فانا أذكركم بقوله تعالى : (ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ) وأنا أقول لكم من على هذا المنبر : ياءيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله ـ يعني شنوا ـ بان تكونوا أنصار محمد الصدر كما قال عيسى بن مريم للحواريين : من أنصاري إلى الله ـ أي إلى رسوله وأهل بيته ومحمد الصدر ـ قال الحواريون : نحن أنصار الله ، ثم هل أنتم ممن تمسكتم بفقه محمد الصدر ؟ أقول ممن استمر على تقليده للسيد محمد الصدر (قدس الله نفسه الزكية) إلا ما خرج بدليل طبعا وبفتواه كصلاة الجمعه ،لأنه نجد المساجد فارغة حبيبي والجمع متقلصة ـ قليلا قليلا ـ وبعض الفتاوي الأخرى مثل الوضوء التقطيعي وحرمة دخول الملاعب وحرمة بعض الاجبان وبعض الأسماك والخل وغيرها كثير مطلعون عليها مما علمنا عليها مرجعنا بعد هجوع طويل وسبات أطول ، أم ممن صار يتخبط من هنا وهناك كالذي يبحث عن أثر بعد عين وإنا لله وإنا إليه راجعون وهل أنت ممن تتمسك بوصاياه بطاعة الله وطاعة الحوزة والاستمرار على صلاة الجمعة والوحدة والأخوة ونصرة المذهب , وكم من وصاياه كثيرة له أم أنت ممن نسي وصاياه وترك صلاة الجمعة متحجج بذرائع وحجج شرعية أو اجتماعية واهنة ؟ تلك الجمعة التي قدم دمه من اجلها هل أنت ممن يطيع الحوزة في كل شيء ولا يقول ولا يفعل فعلا إلا بعد مراجعتها ؟ اسألوا أنفسكم ، أم أنت تنصر نفسك أم انك تطيعها في مما تتصور انه ينفعك وإلا فلا تطيعها ـ بكيفه يستنكي ـ هل أنت ممن ينصر المذهب ، أم أنت تنصر نفسك ؟ كلا كن كمحمد الصدر حينما يقول : إنا لست مهما بوجهي ولا بيدي ولا بعيني إنما الشيء المهم هو دين الله ومذهب أمير المؤمنين (سلام الله عليه) ـ هل منا من يتكلم هذا ـ وانأ أقول لك : انزع الأنانية من قلبك ومن نفسك ومن عقلك ، واعمل لدينك ومذهبك وانصهر فيها واخضع لله ، ولاتك ممن يعظم نفسه ويسعى لتكبيرها واستقلاليتها سواء كنت من مقربيه أم لا هم كأسنان المشط لايفرق بين احد منهم ، فانك إن كنت من مبعديه هل أنت متمسك بأخلاقه وأفعاله أيضا ؟ سل نفسك فهل تعلم انه متمسك بصلاة الليل ، بالله من منا متمسك بصلاة الليل ؟ أحسننا لعله بالأسبوع مرة فهل أنت كذلك ؟ أم انك ممن نسي حتى صلاة الفجر ؟ هو زاهد في مأكله وملبسه ومجلسه ـ حبيبي أنا مطلع على ذلك ـ فهل أنت كذلك أم انك ممن يبحث عن الملذات ؟ كان يقول لأتباعه حين يتبعوه ـ يعني يركضون خلفه ـ حين خروجه من الصلاة أو الدرس أو أي مكان آخر : التفتوا إلى هذا حبيبي ـ لااتكلم بلغة أخرى ـ يقول هذه الرواية التي تقول : ماأرى شيء أضر بقلوب الرجال من خفق النعال وراء ظهورهم ـ عسى أن تفهموا ـ وما ذلك إلا تواضع منه ألا تنتصحون بنصائحه أم ستبقون راكضين خلف الرجال أي كان لااستثني حتى نفسي ؟ هل أنت ممن تعلم من شجاعته ووقوفه أمام الطغاة والظالمين أم أنت ممن يخاف الباطل ولا يخاف الله ، بل وكلا : اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون ، وليس الشجاعة كافيه في حد ذاته فقد قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع اخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيض بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) ـ ليس فقط شجاعة حبيبي ـ هل التفت إلى هذه الآية التي تقول إن من يكون مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمعية المعنوية طبعا لا المكانية ولا الزمانيه يجب أن تتوفر فيه ثلاثة شروط ، وهي طبعا مستوحاة من الآية ـ لم آتي بها من جيبي ـ :
أولا ـ
أن يكون شديدا على الكفار كما في قوله
(أشداء على الكفار) وهي لاتعني فقط الجهاد بل في كل شيء مبتعد عنهم مبغض
لهم كما قال تعالى ( لكم دينكم ولي دين )
ثانيا ـ
أن يكون رحيما على من معه (ليس أربعة وعشرين ساعة خلافات وعراك ) مع من معه من إخوانه وأتباعه كما قال تعالى:(رحماء بينهم)لانكون متباغضين ، مشتتين كل يجر النار إلى قرصه ، فهل يرضى محمد الصدر بهذا ؟ تآخوا وتحابوا وتوادوا فيما بينكم فان العدو يسعى إلى تفتيتكم (إني لكم من الناصحين )ولكي اذهب وضميري مرتاح ، لا أريد أن يقال : إنكم ستتشتتون وتتفرقون إن فارقتكم لا بل انتم ستكونون على قدر المسؤولية وتتماسكوا وتتوحدوا إنشاء الله
ثالثا ـ
أن يكون كثير العبادة ـ من هو هذا ـ
الذي يكون مع رسول الله (والذين معه تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله
ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود )يعني كثير السجود فهل أنت من الراكعين الساجدين ؟ هل أنت ممن يبتغي فضلا من الله ؟ هل أنا كذلك ؟ ليس انتم فقط حبيبي ـ أي الفضل الأخروي بطبيعة الحال ليس الدنيوي فقط ـ هل أنت ممن وسم وجهه بالنور وبالخير من كثرة السجود والانصياع والطاعة لله سبحانه وتعالى ؟ أم نسيت ذكر الله فأنساك الله نفسك أأنت كالحجارة أم اشد قسوة ؟ أم أنت جالس دوما على التبريد أو التدفئة لأننا في الشتاء الآن ـ فان من الحجارة مما يتفجر منه الأنهار وأنت لا تخشع لا يتفجر منك الأنهار ، واستغل هذه الفرصة وأقول كما قال السيد الوالد (قدس الله سره) في إحدى خطبه مع تغيير طفيف يناسب حالنا هذا من النقاط التي أود الإشارة إليها هنا : إنني أوجه كلامي إلى الًذين لم يناصروا السيد محمد الصدر ، هذا طبعا قوله والذين ناصروه أيضا ولم يكونوا معه سواء في داخل الحوزة وخارجها : أهلا بكم بين هذا الجمع الحافل بالتقوى والشرف والفضائل وان من أحسن الكلمات التي قالها الإسلام والقرآن وكل كلماته حسنة ( إنما المؤمنون إخوة ) ولا حاجة إلى التباعد والتباغض وتبادل التهم والإشكالات ، بل تعالوا نتفق ونتصافح ونتصافى ونتحابب في الله وفي ولاية أمير المؤمنين( سلام الله عليه) وفي المذهب وفي الدين وبابي مفتوح وقلبي مفتوح لكم مهما كنتم الآن وأينما كنتم ولا أريد منكم شيئا إلا الإخوة في الله وفي رسول الله وفي ولاية أمير المؤمنين ، وتبقى التفاصيل الأخرى ثانوية يمكن المناقشة فيها بالتدريج . يكفي اختلافاتنا وانشقاقاتنا فيها خدمة للعدو المشترك لإسرائيل والاستعمار ولكن من هو بعيد عن الله وعن رسوله فما دمنا تجمعنا الروابط الحقيقية المقدسة لماذا لا نتحد ؟ ولا نتحابب؟ ولا نتقارب؟ ولماذا ننصر عدو الله وعدو رسوله من حيث نعلم أولا نعلم فما دامت هذه الحياة موجودة عندي والنفس يصعد وينزل فاني أرحب بكم بكل قلبي وأعذركم عن كل ماحصل منكم وتعذرونني إن كان حصل بعض الشيء مني أو ممن يرتبط بي أو ينتسب إلي ونفتح تأريخا جديدا كما قال الشاعر :ـ من اليوم تعارفنـــا ونطوي ماجرى منا فلا كان ولا صــار ولا قلتم ولا قلنـــــا وما أحسن أن نرجع إلى الود كما كنـــــا اخص من هنا ومن هذا المنبر المقدس بالذكر كل من يدعي انتمائه للشهيد الصدر الأول ، والشهيد الصدر الثاني سواء في ذلك القوى الدينية ،أو السياسية ـ طبعا هذا كلام السيد الوالد أيضا مع اختلاف قليل ـ وأقول لماذا نزغ الشيطان بيننا ولماذا فرقت السياسة بيننا ؟ وبالتأكيد إن دوام الخلاف واستمراره لايخدم إلا الاستعمار ولا يضر إلا الحوزة والمذهب وليكن زمام المبادرة بيدي ، وأنا قلت قد برأت ذمتي وأرضيت ضميري بهذا العرض الدال على حسن النية ,وأنا لست طامعا بخيرهم من أي جهة ولا خائفا من أي جهة منهم أيضا ، وإنما ذلك محضا لذات الله ونصرة دينه الحنيف وهذه يد الصفح والمصافحة أمدها إليهم فهل منهم من يمد يد المصافحة نحوي ؟ والحمد لله رب العالمين .)] ماقيل في سيدنا الشهيد (قدس الله نفسه الزكية) وأعتذر هنا ، إني لم أذكر ماقاله أتباع ومحبي مولانا المقدس ، بل اكتفيت بذكر بعض كلمات البعض ممن يُنظر إلى رأيهم بعين الاحترام من قبل الآخرين ، ولا يخفى مالشهادة الحق من شرف كبير للشاهد ومع ذلك فالحق أبلج يعلوا ولا يُعلى عليه
1 ـ السيد كاظم الحائري :
ياابنائي وإخواني في العراق عليكم بالسير بالخط الذي انتهجه لنا الصدران الشريفان العظيمان
2 ـ الشيخ محمد مهدي الاصفي :
قد كان للشهيد آية الله السيد محمد الصدر (رحمه الله) دور كبير في
تصعيد الحالة الجهادية في العراق وإعلان المعارضة الشعبية والغضب الشعبي
على النظام داخل العراق من خلال مبادرات سياسية وجماهيرية شجاعة وقوية ،
كما كان له دور بارز في إحياء صلاة الجمعة في العراق
3 ـ السيد محمد حسين فضل الله :
لذلك إننا نعتقد انه الشهيد المظلوم ، انه الرجل الذي أعطى
الإسلام الكثير في كتبه ، وانطلق من اجل أن يؤكد حركة الإسلام بحسب ما يتسع
له ظرفه
4 ـ السيد كمال الحيدري :
الشهيد السيد محمد الصدر (قدس سره )هو احد أعلام هذه الأمة وأحد المراجع الكبار الذي استشهد في العراق
5 ـ السيد احمد البغدادي :
الشهيد الصدر الثاني يعتبر رمزا تاريخيا كبيرا للعراق وللحوزة وضيع (سبق) الأولين والآخرين
6 ـ الشيخ فاضل المالكي:
إن ميزة الإخلاص والتفاني من اجل إنقاذ المظلومين في العراق هي
ابرز ما تميز به السيدان الشهيدان الصدران الأول والثاني رضوان الله عليهما
إذ كانا يفكران بعقلية العالم الرباني والسياسي الرسالي لابعقلية
المحترفين السياسيين غير الرساليين ولم يتعاملا على أساس كسب المواقع
الشخصية والفئوية فحق أن يخلدا في ضمير كل عراقي ، بل في ضمير كل مسلم غيور
وشريف..
7 ـ السيد هادي المدرسي:
الشهيد الصدر هز عرش الطاغوت من دون دبابات وطائرات أو تكون له قوة عظمى ، كانت قوته الايمان
8 ـ السيد حسين الشامي :
تجد في سماحته نزعة روحية عميقة ، وخلقا إسلاميا رفيعا ، وبساطة تحوطها هيبة المتقين .تواضع يشعرك بعظمة الأولياء الصالحين ونكران للذات يجعلك تحب تلك الذات التي تنكر لها صاحبها ، وانقطاع لله عز وجل تجد فيه نفحات علوية سجادية.....
10 ـ الشيخ محمد باقر الناصري:
لعل مما وفق الله له العبد الصالح الإمام الشهيد الصدر الثاني أن
جعل من حب الناس له وإخلاص المظلومين لمنهجه وحركته وفكره طريق لإزاحة كل الظلمة والأدعياء من ساحة الأمة وفضحهم وأعوانهم في الداخل والخارج
11 ـ أكرم الحكيم :
هو ذو الشخصية ذات الجنبة العرفانية البسيطة والبعيدة عن الطقوس
التشريفية للمرجعيات التقليدية والمحبة للجماهير أو ما يسمى بالعوام لدى
البعض والمتجاوز للكثير من الخطوط الحمراء الوهمية التي لاندري من أين جاءت
....التي تعزل الفقهاء والمراجع عن هموم الأمة والآمها وآمالها
12 ـ عادل رءوف :
قد اتهم بالمبالغة إذا ماقلت إن الشهيد الصدر الثاني(قدس)فجر
مكبوتات موروثة للفكر الشيعي طالت ستمائة عام فجرها نقدا معرفيا جريئا
ونقدا للمؤسسة الدينية التي انغلقت على ذاتها وترك الأمة نهبا للتيارات
الفكرية الأخرى .وفي ختام هذا البحث ، ترى إننا ندرك بان الله (جلت قدرته) لم يذر المؤمنين على ماهم عليه حتى ميز الخبيث من الطيب فالكل خاضع للامتحان الإلهي وهنيئا لكل من أجاب داعي الله إذا دعاه لما يحييه فبالرغم من شدة البلائات والفتن إلا إن باب الرحمة الإلهية مفتوح على مصراعيه ولكن هنالك من اخلد إلى الأرض واتبع هواه وكان أمره فرطا . نسال الحق المطلق الذي لااله إلا هو الحي القيوم بجاه من اصطفاه واتخذه عبدا ونبيا ورسولا وإماما وحبيبا... وبجاه من اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، أن يمن علينا ويرضى بنا عبيدا فليس لنا سواه إلآها ، وان يثبت قلوبنا على دينه ولا يستبدل بنا غيرنا، ويتوفانا على ملة محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) وان يتفضل علينا بزيارتهم وشفاعتهم ويحشرنا في زمرتهم تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله ،انه ارحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم . |
|
الخميس، 26 فبراير 2015
أحداث ما بعد شهادة الولي سيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق