الأربعاء، 20 أبريل 2016

ايام الله الخالدات


ايام الله الخالدات
نظر اليَّ قلمي واجهش باكيا
فقلت له: ما يبكيك
قال: قد ضاق صدري، فدعني للحظات
قلت له :اخاف ان تفضحني ولا طاقة لي بعتب سيدي
قال: اعاهدك بان لا افضحك وسيدك كريم يقبل العذر ان اخطأ قلمك ، فدعني للحظات اشفي من هؤلاء المفسدين صدري...

فو الذي احب واهوى قد احرجني قلمي فاطلقته، لأرى ما يكتب ، فكتب :

لله(جل جلاله) ايام خالدات ، فمن اين اتى خلودهن؟
اتى من الطاعات الخالصة له (تقدس في علاه)
اتى من قبوله لهذه الطاعات ورضاه عنها (جل في علاه)
ويا لها من طاعة، طاعة جهاد الفساد والمفسدين فطوبى لمن حضي بشرفها ، حيث المنازلة الشديدة والصراع المرير بين الخير والشر، هذا الصراع الازلي والذي تجلت صورته واضحة هذه الايام، فمعسكر الخير بجماهيره المظلومة المحرومة المستضعفة ومعها ادواتها البسيطة والتي هي هي نفسها التي كانت مع اتباع الانبياء والاوصياء والصالحين في حلهم وترحالهم ومعسكراتهم وحملاتهم
فهي هي التي كانت مع اتباع ابينا نوح وابينا ابراهيم الخليل(عليهما السلام)
وهي هي التي كانت مع اتباع سادتنا موسى وهارون ويوشع بن نون وطالوت وعيسى (عليهم السلام)
وهي هي التي كانت مع اتباع سيد النبيين محمد وسيد الوصيين علي وسيد الشهداء الحسين (عليهم افضل الصلاة واتم التسليم)
عميت عين لا ترى الحق..
فطوبى لهذه الجماهير بقائدها المقتدى سليل اولئك القادة الافذاذ
فو الذي نفسي بيده ، لطلعته طلعتهم الرشيدة وغرته غرتهم الحميدة ونفسه نفسهم الابية التي تابى الخنى والضيم...
فهو الذي يقول:
(.. هل أكُنُّ ساكتا؟ وهيهات فالنطق مذهبي، وهيهات منا الذلة، سأسعى ما حييت للوصول إلى القمة، قمة المجد الخالدة قمة الكمال الأبدي بين يدي غفور رحيم..)
كيف لا اوليس هو الذي
(.. ذاقَ طعم الرحمة والنور وأبصر هادم الشرك والجور، وأحس بدفءِ حنانِ الأبوة وعشقِ الأبوة وفيضِ الأولياء وخيرِ الأصفياء وعمل الأتقياء ..)
فمرحى مرحى اهلنا الطيبين، فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لشرف عظيم
كبح جماح هؤلاء المفسدين وردعهم
فهم الذين اعماهم هوس حب السلطة وجنون العظمة..
فنار الشهوات عليهم مؤصدة في عمد ممددة ، قد اسقط الله اقنعتهم وكشف حقيقتهم
فهم الذين اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات جهرا، ومالوا مع الاهواء علنا ، وباعوا الدين بالدنيا
ففيهم الامراء الجورة والوزراء الفسقة، والعرفاء الظلمة والامناء الخونة.
قد جعلوا المنكر معروفاً والمعروف منكراً وأتمنوا الخائن وخونوا الامين وصدقوا الكاذب وكذبوا الصادق، وغاظوا الكرام غيظاً واحتقروا الرجال احتقارا
قتلوا الناس واستباحوهم واستأثروا بفيئهم ووطئوا حرمتهم وسفكوا دماءهم وملأوا قلوبهم دغلا ورعباً فلا تراهم الا وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين
لا يرحمون صغيراً ولا يوقرون كبيراً ولا يتجافون عن شيء
اخبارهم خناء، جثثهم جثث الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين.
فشكرا لله الذي منَّ علينا بوليه المقتدى ليقودنا في صعود جبل عرفات مرضاة الله 
ومخاطبا ايانا بقوله:
(...مهما صعب صعود الجبل ومهما اكتنفت قمته الغيوم والسحاب فلا بد للغيوم أن تنكشف ولا بد للصعب أن ينكسف. وها أنا ذا أصعد وما زلت، ولم تزدني وحشة الدرب إلا صمودا، ولم تزدني قلة الزاد إلا أملاً وبريقا، وقد لاحت في الأفق بارقة الأمل، وزُيِّنَت السماء بمصابيح تنير لي الدجى، فازداد عندي الرجا. فكأني بنور محمد يسطع على العالمين، لتنفتح الزهور بعد الذبول، وتنغلق أبواب الشر بعد القبول، وتبتعد الغيوم لتتكشف شمس الحقيقة عن سماء تسطع علينا بالخير والبركة، سماءً ليلها مليء بالأنجم الساطعة المتلألئة، والأقمار المنيرة، فكيف بنهارها؟ وأرض تشققت وأنبتت فترعرع فيها الأفنان لتظلل علينا بأفيائها، وتفجرت فيها الينابيع وسالت بها أودية، لتغدق علينا بلئالئها، فكيف ببحارها وأنهارها؟ وأشرقت السماء بإشراقةٍ أبدية، تحمل معها فيض رحمته، فانقشع عنا الجهل وانكشف عنا الظلام.
تلك لوعة قلوب حرى قد ملئت حبا وشغفا، وأعين شاخصة لربها قد فاضت دمعا، وها هي ترتسم عليها مسحة من الفرج، وتلك الأيادي المرفوعة بالدعاء، تتوجه إلى ربها بالشكر والثناء)(انتهى).
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وألعن عدوهم