الخميس، 31 أغسطس 2017

جريمة تغييب السيد موسى الصدرفي 31/آب/1978


السيد موسى الصدر مثال حي لشخصية فريدة منحدرة من سلالة المعصومين ومتربي في حجر الطاهرين، قد حاز من العلوم افضلها ومن الاخلاق انبلها، فكان نموذجاً نادراً للمسلم الحقيقي فكرا وتطبيقا ، وأباً حنوناً لكل الناس قولاً وفعلاً، بهي المنظر جميل الطلعة كسيماء الانبياء والاوصياء ...، تمكن وخلال فترة وجيزة من إبراز صورة ناصعة البياض عن منهج الإسلام الحقيقي وسلوك المسلم الحقيقي، ولقد احبه الناس بمختلف مذاهبهم ومشاربهم وطبقاتهم ...، لأنه يقضي جل وقته في خدمتهم ، حتى اتخذوه قائدا وقدوة لهم ، فقد رسم البسمة على وجوه المحرومين واعاد الامل في نفوس المظلومين ...، فانتشر صيته بسرعة عالية في مختلف البلدان وهذا ما ارعب الاعداء المتسلطين على رقاب الناس ، فقد رأوا ان نهايتهم قد دنت ان بقي هذا المصلح بين الناس ، فاجمعوا امرهم وشركائهم على تغييبه من وجه الناس ، لكي لا ينشأ جيل على شاكلته ، حينها لن يبقى للفاسد دولة ولا للظالم صولة ، واحيكت هذه الجريمة في دهاليز الاشقياء ، والغرف المظلمة لأبناء الادعياء، وكانت جريمة عالمية شارك فيها الكثير من الخصوم والاعداء تم تنفيذها في 31/آب / 1978، على يد اللعين معمر القذافي الذي لم يكن له دين وكان لا يخاف المعاد وغير ملتزم بأبسط عادات العرب التي يزعم انه منتم اليها فقد اعتدى على ضيف كريم جاء ملبي دعوة وجهت اليه ، واليوم ولكي نؤدي ادنى ما يتوجب علينا اتجاه هذا القائد النبيل والمصلح الكبير ، فينبغي علينا عدم الكف في المطالبة بمعرفة مصيره والكشف عن اقنعة ووجوه الذين اشتركوا في مظلوميته وانتهكوا حرمته وحجبوه عن اسرته واتباعه ومحبيه، فهذه جريمة بشعة بحق الانسانية كونه قائدا انسانيا ، ولن يضيع حق ورائه مطالب، كما يجب علينا ان ندخل السرور على قلب هذا السيد الكريم بالسير على خطاه خصوصا وان الباري العطوف قد اغدق علينا بنفس الثمرة ومن نفس الشجرة الطيبة التي اصلها ثابت وفرعها في السماء فها هو الزعيم العراقي السيدمقتدى الصدر اعزه الله يذكرنا منهجه بمنهج سيد موسى الصدر وسلوكه نفس السلوك لان مصدر النور واحد مشع من نفس السراج الالهي الخالد ، فلنشكر الله على هذه النعمة العظيمة ولنجد السير على خطى زعيمنا المقتدى ، حينها سيستيقن الاعداء بان سيد موسى الصدر منهج وسلوك الهي لن يطفأ نوره ولن تبرد عزيمته بل هو قلب ينبض بالحياة لا يمكن لهم ايقافه مهما فعلوا وان الدماء المتدفقة من هذا القلب سوف تستمر حتى تكون الطوفان الذي يغرقهم ولن ينجوا منه الا من ركب في سفينة المصلحين.

الاثنين، 28 أغسطس 2017

السيد مقتدى الصدر(اعزه الله)، والاستقلال الاقتصادي .


ان احتلال الدول والشعوب والهيمنة عليها له عدة صور والتي من اشهرها الاحتلال والهيمنة العسكرية ، وهناك صور اخرى لا تقل خطورة عن الاحتلال والهيمنة العسكرية ومنها الهيمنة الاقتصادية ، التي تجعل من البلدان والشعوب تابع ذليل وخاضع للهيمنة الاقتصادية المحتلة، ومن عجائب الدهر ان ذلك يحصل في العراق هذا البلد المقدس المتخم بخيراته والغني بموارده ، وذلك بسبب تولي طغمة فاسدة على ادارة حكمه خاضعة:
لأهواء النفوذ الخارجي الغربي والشرقي من جهة
ولأهواء نفسها الامارة بالسوء من جهة اخرى
فقامت وبخبث خلال السنين الماضية بتعطيل عجلة الصناعة والزراعة بل وحتى التجارة الحرة بما يضمن استقلال الوطن وكرامة شعبه المظلوم، فاصبح هذا البلد المقدس سوق للبضاعة الفاسدة والانواع الرديئة ومن دول محدودة حصرا ؟!
ففي اغلب بلدان المعمورة ، تجد الحكومات تحاول ان تجعل خيرات بلدها من اجل خدمة ورفاهية شعبها الا في العراق فالكثير من الدول تعيش من خيرات العراق ولكن شعب العراق يعيش في بحبوحة الفقر والحرمان ، مَثَله كمثل قادته اهل بيت المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث يصفهم دعبل الخزاعي:
أرى فيئهم في غيرهم متقسما *** وأيديهم من فيئهم صفرات
عليه فإن المنصف الغيور يتمنى حل شامل وجذري للمشكلات التي المت ومنذ سنين طوال بالشعب العراقي المظلوم ومنها المشاكل الاقتصادية المفتعلة من اجل انهاك الشعب وشل طاقاته ، كل هذا وغيره كثير مما يزيد في الم الزعيم العراقي السيد مقتدى الصدر(اعزه الله)، ويضفي على قلبه الحزن، لذا تراه يعمل جاهدا ليلا ونهارا سرا واعلانا من اجل اصلاح ما يمكن اصلاحه من وضع العراق المعقد وفك اكبر عدد ممكن من السلاسل والاغلال الشرقية والغربية التي كبلت شعبه المظلوم ...، والتي منها سلاسل الهيمنة الاقتصادية ، فالقائد يسعى الى استقلال العراق من جميع انواع الهيمنة ومنها الهيمنة الاقتصادية لينعم الشعب بخيراته ولكي تزدهر فيه الصناعة والزراعة والتجارة المتعددة التنافسية المشروعة ، وبذلك يكون العراق ارض منافسة شريفة ومثمرة للاستثمارات بما يضمن استقلال الوطن من كل النواحي ومنها الاقتصادية وهذا من ابجديات التطبيق العملي للإسلام المحمدي الاصيل ، وما يريده عمليا من القائد على مستوى التطبيق العملي ، فإن الاسلام الحقيقي يريد من القائد ان يكون له دور واضح وفعال في حل المشكلات والازمات التي تعصف ببلده وشعبه على المستوى الداخلي والذي كان ولازال السيد (اعزه الله)، يقود فيه ثورة الاصلاح:
مستعينا بالله جل جلاله
وبشعبه الذي يصفه بقوله:
(فها هو الشعب العراقي موحد ومتكاتف ومؤمن وذا وعي سياسي واجتماعي بل وديني وذا ثقافة عالية وعلم غزير على الرغم من عدم وجود حاكم فعلي له أي غير معترف به دولياً ليس إلا ، فان حاكمه موجود كما هو معلوم لدى الكثير ألا وهو إمامنا ورئيسنا وقائدنا الإمام المهدي (عجل الله فرجه))
ومستخدما كل الوسائل والادوات الممكنة، لتحقيق النصر على الفاسدين والمفسدين ان شاء الله.
وعلى المستوى الخارجي المتعلق بالدول القريبة والبعيدة ، فتراه يسعى لتقريب وجهات النظر بين قادة دول المنطقة عن طريق الحوار الهادف البناء ، لضمان تحقيق امن ومصالح واستقلال شعبه ونفي كل سبل الهيمنة الاقليمية والعالمية عليه ، اضافة الى سعيه في احلال السلام والامان على شعوب المنطقة التي انهكتها المشاكل والحروب ، نتيجة سوء ادارة بعض قادة المنطقة وزهدهم في اهمية الجلوس على طاولة الحوار مع ابناء شعبهم من جهة ومع قادة جيرانهم من جهة اخرى.
فشكرا لله الذي منَّ علينا بنعمة السيد مقتدى الصدر ، الزعيم الانساني الذي يدخل قلوب الطيبين فيملئها نورا وبهجة ، حينها يشعر المرء بكل حواسه ان السيد مقتدى الصدر، نموذج حقيقي للقائد المطبق للمنهج الاسلامي المحمدي الاصيل.
(الجمعة الواحدة والثلاثون/ 19 رمضان المبارك 1424 هـ، الخطبة الثانية)

الاثنين، 14 أغسطس 2017

سِرّ في علاك أيها الزعيم .... بقلم الاستاذ الفاضل علي الزيدي





سِرّ في علاك أيها الزعيم
كثرت القراءات والتحليلات حول زيارة الزعيم السيد مقتدى الصدر للسعودية والإمارات وكان الكثير منها يتجه بإتجاه الوعي الناقص لقراءة ما يدور من أحداث وكوارث في المنطقة .
فأخذ بعضهم يعطي لنفسه حق المرور في أروقة السياسة من دون أن يكون من أهلها، أو له أدنى معرفة بأبجدياتها، ولكنه مع ذلك يصدر أحكاماً على الآخرين غالباً ما تكون حادّة وكاشفة عن نزعة عدوانية، قد بطّنت بغطاء من المكر والخديعة حتى تتماشى مع منحاه الذي إختاره لإيصال رسالته وغاياته.
والشيء الملفت للنظر خلال السنين التي مضت أنّ هناك كثير من الأمور قد حدثت كان للزعيم السيد مقتدى الصدر مواقف تجاهها، يفتخر بها الشعب العراقي لو أراد أن ينصف هذا الرجل بأقل إنصاف، ولكن الذين عاشوا في دائرة الكره والحسد، وفي دائرة الطمع والعمالة لأعداء الوطن تنكروا لذلك واغمضوا أعينهم عن رؤية ما قدّمه للعراق بعد الإحتلال والى وقتنا الحالي، وكأنّه لم يكن حاضراً يداوي بيده جراحات بلد قد مزقته يد الطائفية والإحتلال والسياسة الحمقاء، ويذكرني موقفهم هذا بالفيلسوف نيومان عندما أراد أنّ ينفي أي أثر لله تعالى في هذا الوجود حيث قال في كتابه ( دفاع عن حياتي ) : ( حين أنظر الى هذا العالم الحي المتشاغل، فلا أجـد فــيه إنـعـكاســاً 
لخالقه ) . أي انّه يريد أن يقول بالرغم من وجود هذا العالم وما يحمله مـن آثار وشـواخـص وثوابت
وحقائق حيّة، إلّا أنّه بالرغم من كل هذا لا يراه إنعكاساً يمثل وجوداً للخالق . 
وهذا الأمر في الواقع هو مصيبتنا مع هؤلاء الذين ينكرون الحقائق البيّنة، ويحاولون بشتى الطرق غض الطرف عنها وكأنّها نسياً منسيّاً . 
عموماً نعود الى صلب الموضوع، فهناك مقولة تبنتها العلوم السياسية وكذلك علم الإجتماع الديني، من أنّه لا توجد ثوابت لا تتغير في كل من الدين والسياسة، بل الأمر برمّته خاضع لحاجات المجتمع ومرونة النظام السياسي أو المذهب الديني.
فمتى ما برزت بوادر وتحركات يراد منها خلق جو من الوئام والسلام ومن أي طرف كان من أطراف النزاع، على الفرد أن يسعى لإحيائها وتفعيلها، وكذلك من منطلق إنساني أولاً، وثانياً من منطلق تحمل المسؤولية الجادّة في تخليص المجتمع أو كل المنطقة من نزاعات وصراعات قائمة على قدم وساق في الوقت الراهن، لإشعال المنطقة في لهيب الطائفية والإنشقاقات والإنقسامات السياسية والدينية على حدٍ سواء، والتي تتم غالباً من خلال جهات مختلفة في داخل كل بلد من بلدان المنطقة وخصوصاً العراق منها ومن هذه الجهات : 
أولاً :
جهات داعمة للإرهاب المنظم، وغالباً ما تكون مدعومة ومسنودة دولياً .
ثانياً :
جهات بإسم الدين المزيف، وبدلاً من أن تعمل الى إيجاد السبل الكفيلة لإيقاف المد الإرهابي، تجدها تسعى لمواجهته بأساليب غير مدروسة وغير مدركة لخطورة الموقف، بحيث تتحرك بنفس طائفي وتصرفات صبيانية، يكون حراكها في الغالب ما هو إلّا عبارة عن صب الوقود على النار ليزيد من لهيبها بدلاً من إطفائها .
ثالثاً :
جهات مستفيدة من هذا الوضع، بل إنّها كلّما اشتدت نار الطائفية ونار المد الإرهابي، أعتقدت أن إستقرارها سيمكث في أرضها، وأنها ستحصل من وراء ذلك على مكاسب ومعطيات كثيرة .
وهنا مع هذا الوضع لا يمكن أن يبقى الفرد متفرجاً وكأنّه في منأى عمّا يحدث في الخارج وخصوصاً
إذا ما كان الفرد من ذوي النفوذ الإجتماعي والسياسي والديني والشعبي الكبير في البلد، فهناك دماء تسيل وهناك إنتهاك للحرمات، وهناك ضغوط كثيرة على الشعب العراقي المظلوم لا يستطيع أن ينهض ويرفع رأسه بسببها . وإنّ الذي يحدث من بعض القوى السياسية المتنفذة في العراق ما هو إلّا ضحك على الذقون، والاستهانة بشعبها بحيث لم تشعر بموقعها ومسؤوليتها تجاهه وبالتالي أصبحت عاجزة عن تقديم الحلول التي تبعد العراق عن الدمار والإنهيار . 
ولذلك تحرك الزعيم السيد مقتدى الصدر من أجل أن يخطو الخطوات المناسبة لإنهاء معاناة الشعب العراقي متوجهاً الى السعودية والإمارات وبدعوة منهما وللأسباب الآتية :
1. إنهما يمثلان مركز القوّة في المنطقة وعلى أقل التقادير في الظرف الراهن، وخصوصاً السعودية منهما، وحينها سيكون لها دوراً رئيسياً في تغيير الأحداث التي تجري حالياً.
2. أصبح العراق يشكل هاجساً من الخوف بالنسبة الى العرب بشكل عام ولدول المنطقة بشكل خاص، على أساس أنّه أصبح مادة وهيئة تابعاً لإيران، وما هو إلّا أرضاً قد تمكنت القدم الإيرانية من وطئها والإقامة فيها، هذا الهاجس من الخوف قد شكله السياسيون الفاشلون الذين حكموا العراق على حين غفلة من الشعب .
وفي هذه الزيارة تُوَجّه رسالة إطمئنان تدل على أن العراق لازال حرّاً، وهو القادر على تحديد علاقاته مع دول الجوار ككل وغيرها، وفقاً لما يحقق السلام والإنسجام في المنطقة. لا كما يشاع من قبل بعض الذيول بأن العراق علاقاته في المنطقة متوقفة على القطبية الواحدة والتي تقوم على الإتجاه والمنحى الطائفي والعاطفي لا غير. 
3. هناك ضغوط لا توصف، بل لا تطاق على أبناء الشعب العراقي، كان ولا يزال سببها الرئيسي هي السياسة الفاشلة من قبل الأحزاب الحاكمة التي سلّطها الإحتلال بشكل وآخر على رقاب العراقيين، لتمثل بالتالي ميزان السياسة المتأرجحة في المنطقة، التي ما أن استمرت على هكذا منوال فلن يرى العراقيون بسببها خيراً أبداً، سوى القتل والفقر والجهل. 
هذا الأمر واقعاً هو الجاثم على الصدور ومصدر القلق والخوف والريبة لدى العراقيين، فبالتالي ما هو العمل للتخلص من هكذا ظرف خانق قد حيكت ونسجت خيوطه بأيدي الطامعين الفاشلين، الذين لا يهمهم من العراق شيئاً إلّا كرسي السلطة والسلب والنهب وليذهب بعدها الشعب الى الجحيم.
فإذن من هذا المنطلق لابد من إيجاد فسحة وبصيص من الأمل من خلال النظر بمنظار آخر، ومن زاوية قد تغافل الآخرون عن رؤيتها قصوراً أو تقصيراً، يمكن من خلالها تغيير نمطية السياسة التي تسلحت بالطائفية لا غير، وذلك بإيجاد سبل للتفاهم والحوار للقضاء على هذا المنظور الذي أهلك الحرث والنسل. 
4. استغلال الزمن الحاضر كونه يمثل مرحلة مثالية وناضجة لإعادة العلاقات وتبادل الثقة بين العراق ودول المنطقة، وذلك لأن السعودية والإمارات وحتى مصر قد أدركت بأن سياساتها تجاه العراق أصبحت فاشلة وغير قادرة على التواصل والإنسجام مع التغيرات والتحولات السريعة التي تجري فيه، ورأت أن عزله وإبعاده عن المحور العربي سيكون المستفيد منه الجانب الإيراني فقط، وحينها ستحصل نتائج غير محمودة، فلذلك مثل هذه الدول أصبحت بحاجة الى إعادة العلاقات وبصورة مختلفة عن السابق، وعندها رأى الزعيم السيد مقتدى الصدر بأن هذا هو الوقت المناسب للتحرك بهذا الجانب وإعادة العلاقات على كافة الأصعدة والمجالات، من أجل قطع روافد ومنابع الإرهاب ومن ثم إعادة العراق الى حيويته وفاعليته في المنطقة.

علي الزيدي
الإثنين 14/8/2017 

إلى السياسيين والحكام ومن يبحثون عن المناصب والكراسي وقيادة المجتمع سياسياً



(تنبيه مهم:
هذه الكلمات نصا للزعيم العراقي السيد مقتدى الصدر(اعزه الله)/القاها في صلاة الجمعة الرابعة والثلاثون/ 11 شوال 1424 هـ /الخطبة الاولى، وقد رتبتها في مجموعة نقاط )
اولا. على جميع من يريد التصدي لمثل هذه الأمور أن يُقوّم نفسه أولاً حتى يتمكن من نشر ما كان من تقويم وأن يطبق العدل والمساواة بين كافة المجتمعات وأن يعيش بينهم وأن يعاني معاناتهم لا يميز نفسه عن شعبه واتباعه لا في مأكل ولا في ملبس ولا مشرب ولا في مجلس أو منـزل أو غيرها.
ثانيا. هناك مرض اسمه حب الجاه والمال والمنصب يصيب الله به من يشاء وما يصاب به إلا من وجدت في نفسه القابلية لمثل تلك الأمور أكيداً وإلا لما أصيب بها على الإطلاق ، وهل سمعت أن الجميع من أولياء وصالحين وحتى معصومين ( سلام الله عليهم أجمعين )، يهربون من الحكم خوفاً من مشهد يوم عظيم ، وهل تعلم أنك بعد ذلك العز الدنيوي ستواجه العدل الإلهي والجبروت الإلهي والقدرة الإلهية ولا تمني نفسك بالرحمة لأن الرحمة لمن يستحقها ليس إلا وان هول المطلع يخاف منه الجميع ، أولياء وصالحون ، على حد سواء .
ثالثا. إنك ستقول إن المعصومين قد حكموا ولو بعضاً منهم ، أقول لم يسيروا ولم يطلبوا الحكم بتاتاً بل الحكم قد جاء إليهم يسعى ذليلاً حقيراً كسعي العبد إلى مولاه ليس إلا ، إذاً نقول:
1. إن جاءك الحكم فأهلاً به ومرحباً وان لم يأتك فلا تطلبنه فان فيه هلكتك ليس إلا 2. ان الله جعل في كل شئ الحسن والقبيح ولا تطلب من الحكم إلا أحسنه
3. ان الله قد جعل في كل شئ تكاملاً وتسافلاً فلا تتخذ الحكم إلا للتكامل
4. إن الله جعل من الحكم بلاءً فاصبر عليه ولا تخضع له فيذلك إذلالاً واخضعه لك يكون لك وعليك يسيراً
5. ان الله جعل من الحكم سلاحاً فاستعمله لإزالة الباطل وأهله واجتثاث الظلمة والمردة والقتلة والمارقين والقاسطين والخارجين ، لا ضد الحق وأهله
6. لا تكن بيد غيرك ألعوبة يحركها كيف يشاء فتكون عبداً لغير الله ، فلا تكن حراً بل أطع الله في ذلك تصر حراً أبياً خالصاً له ولوجهه
7. انصر الحق وأقم حدود الله ولو على نفسك ولا تنهى عن شيءٍ وأنت تفعله حتى ولو بينك وبين ربك فانه أما أن يكون تكبراً أو خيانة
8. لا تترك ما تأمر فانه كذلك يوصلك إلى ما لا تحمد عقباه والعياذ بالله ، واعلم إن من يتعدى حدود الله يلقى إثماً مبيناً كما قال تعالى: (( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا )) 9. لا تجعل من الدنيا مبلغ همك
10. لا تجعل من الحكم أمراً دنيوياً فإذا طلبته فانك طالب للدنيا واجعل منه أمراً أخروياً وهو:
ا. إرضاء الله وتطبيق حدوده وأوامره وهداية المجتمع وتكامله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيكون عملاً أخروياً عبادياً فيمكن أن تأتي به قربة إلى الله تعالى وان شاء الله يتقبل من احسن ما كنت إليه تسعى وتكون للرحمة حينئذٍ مستحق فترحم كما ورد: ( ارحم ترحم )
ب . اعطف على المسكين كأنه أنت وتصدق على الفقير كتصدقك على من تحب وجالسهم واكل مأكلهم واشرب مشربهم ولا تتكبر عليهم فان أميرك ووليك كان يفعل ذلك من دون أدنى حرج أو ملل أو كلل
ج . لا تفعل أمام الناس أموراً لا تفعلها بينك وبين نفسك فهذا من الرياء المبطل لكل ما فعلت فاحذره
د. صور نفسك بل واقنع نفسك بأنك اقل من اقل العباد من شعبك فيمكن حينئذٍ التعاون معهم واصلاحهم وتواضع ولا تتكبر عليهم وانظر إلى ما هو دونك ولا تنظر إلى ما هو فوقك فتتعب
هـ. لا تنظر إلى مشاكلك الشخصية إلا بعد النظر في أمور العباد والشعب فان ذلك يقربك من الله زلفاً ويزيدك تقرباً الى الشعب والناس أجمعين
و. لا تحاول أن تجعل بينك وبين الناس سداً فيكبر ولا تصعر خدك للناس فتذل ولا تمشي في الأرض مرحاً فتقتل ولا تسقط من هيبتك أمام شعبك فلا يطيعوك إلا قليلاً فتفشل بل كن بين ذلك قواماً فانه خير الأمور الوسط وحب التناهي شطط
ز. اخرج إلى شعبك للعفو عن المذنب فيأتي إليك صاغراً واكرم المحسن فيحسن إليك والى شعبك ثانياً فيتكامل المجتمع بهذه الأعمال الحسنة وقل الحق ولو على نفسك ولا تخاف في الله لومة لائم ولا تخاف من شعبك أحداً فيستضعفك ولا تجعل من نفسك خوفاً لأحد فتكن شراً فانه قد ورد: ( شر الناس من خافه الناس )، ولا تطلبنّ أحداً إلا بالذهاب إليه إن أمكنك فان ذلك هو عين التواضع والخشوع وخصوصاً العلماء منهم فانه قد ورد: ( إذا رأيت العلماء على أبواب الحكماء فقل بئس العلماء وبئس الحكام وان رأيت الحكام على أبواب العلماء فقل نعم العلماء ونعم الحكام ).
رابعا. أكرر أهرب من الحكم ما دمت قادراً على الهرب منه وما دمت قادراً على هداية الناس بطريقاً آخر فان الحكم يبعدك من الناس ولا تكن قادراً على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فان تعين فقم بما يمليه عليك الناس المحبين من حولك ولا تقرب من يريد المصلحة الشخصية ولا تسمع كلامه واجعل لك من تستشيره ويعطيك أحسن ما عنده ولا يبخل بشيء عليك وإلا فاتركه ، ثم إن كل هذا على الصعيد الأخلاقي والاجتماعي والإلهي أو ما شئت فسمه فليس المهم التسمية بل المهم والأهم هو النتيجة وتطبيق الأوامر على أكمل وجه لكي تأتيك النتائج على أكمل وجه أيضاً من الثواب الجزيل أولاً ومن الأجر الكبير ثانياً ومن النتائج المجتمعية وتكاملهم ثالثاً .
خامسا. إن الحكم قد يعتبر مرضاً وخصوصاً إذا صار متعلق به كتعلق النفس الأمارة بالسوء بالدنيا وكما قال سيد الوصيين: ( الهي لان أعطيت نفسي سؤلها فها أنا في روض الندامة أرتع )، إذاً ستندم لهذا المرض السرطاني الذي يصعب اجتثاثه واقتلاعه وآخر الدواء الكي ، و لا بد عليك أن تعتبر أو تأخذ العبرة ممن قبلك ممن عاثوا في الأرض فساداً كفِرعون ذي الأوتاد الذي اكثر فيها الفساد فصب عليهم ربهم سوط عذاب وهو الذي علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة ويقتل أخرى ولكن كيده في تباب وحاق عليهم العذاب فأغرقه الله وأنجى الصالحين ومن معهم ، كذلك الله ربي لا أشرك بربي أحداً يفعل ما يريد لا ما يريد غيره فقد قال تعالى في محكم كتابه: (( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)) (الروم)، فأنصحك بأن تسير بذهنك إن لم يكن بجسدك فانظر عاقبة من قبلك وليس فرعون فقط بل طغاة العالم الحديث لو صح التعبير ، فانظر كيف دنى ذكرهم وقبح وبات الجميع يذكرهم بما يستحقون بل ما يستحقون أكثر وأقرب مثال لك يا عراقي، الهدام الملعون الذي عاث سفكاً وقتلاً وفساداً ولا تتخذ نفس طريقه من الظلم والإرهاب والإذلال والتكبر وما خفي أعظم .

السبت، 5 أغسطس 2017

قراءة في كلمة القائد السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) الموجهة لشعبه العراقي بتاريخ 4 / 8 / 2017




المنصف الغيور يرى بأم عينيه ما يحتاجه العراق الجريح الآن من سلسلة معالجات لتضميد جروحه التي انهكت قوته فإلى الآن لم يشبع الفاسدون من امتصاص دمائه لذا تراهم يقفون وبكل قوتهم من اجل منع اليد الطاهرة التي جلبت بلسم هذه الجروح ، فما احوجنا اليوم للاستمرار بنصرة ودعم تلك اليد البيضاء التي امتدت من الفاني بحب العراق السيد مقتدى الصدر اعزه الله ، لمعالجة هذا الوطن الجريح الذي طالت محنته وانهكت قوته بالرغم علو شأنه ومن جملة هذه المعالجات التي طرحها الزعيم العراقي في كلمته الاخيرة الموجه لشعبه العراقي بتاريخ 4/8/2017م، ما يلي:

1.ان يستظل جميع العراقيين بخيمة وطنهم العراقي الموحد حاملين على صدورهم هويته ورافعين بأكفهم رايته ، من اجل وأد كل ما بشأنه اثارة النعرات الطائفية والنزعات العنصرية حينها سينعم الجميع ببركات هذا الوطن المقدس وخدمة شعبه الكريم .

2.من الطبيعي وفي كل البلدان ان يهب الشعب بكل مكوناته مستنفرا طاقاته وامكانياته من اجل مواجهة الاخطار حين تداهمهم سواءً كانت هذه الاخطار من المحتل الغاشم او من اوبئة الامراض او من الكوارث الطبيعية ، وتبرز حينها الاجراءات والتعليمات الطارئة مقابل ذلك الظرف الاستثنائي، ولكن، بعد زوال الخطر لابد من عودة الامور الى مجاريها الطبيعية لاستمرار عجلة الحياة بما يضمن حقوق وامن الشعب بكل مكوناته ، فتزول حينها اجراءات الطواريء وما صاحبها من تعليمات استثنائية وتعود الكفاءات واصحاب المهن الى ممارسة اعمالهم الطبيعية ، وفي العراق حينما باع الارعن ثلث العراق لشذاذ الافاق هب الرجال لمواجهتهم ودفع خطرهم الذي احدق بالأرض والعرض والمقدسات فجزاهم الله خير الجزاء، ولن تضيع جهود المخلصين ابدا، ولكن بعد زوال خطر شذاذ الافاق وما تلاها من اجراءات وتعليمات استثنائية لابد من عودة الامور الى صورتها الطبيعية حيث الملف الامني بعهدة ذوي الاختصاص من رجال القوى الامنية سوءا بذلك الجيش العراقي او الشرطة الاتحادية او غيرها من صنوف القوى الامنية، المسؤولين عن حماية الوطن وتطبيق قوانينه والسهر على ضمان راحة وامن مواطنيه ، وكذلك الاسلحة وخصوصا المتوسطة والثقيلة لابد من حصرها بيد الدولة ، فان بقائها بيد فصائل متعددة الاهواء تابعة لأحزاب متنافسة الى حد الصراع من اجل النفوذ والسلطة ومتأثرة بصورة فعالة من قبل القوى الاقليمية والعالمية ، كل ذلك وغيره كثير يجعل الوطن على حافة بركان عظيم لو انفجر(لا سامح الله)، نتيجة تصرف ارعن كـ تصرف قائد الضرورة ، حينها سوف يحترق جميع ما تبقى من هذا الوطن المقدس، فالدول الحديثة تحصر السلاح لجهة واحده ومركزية لتلافي اي سوء استخدام للسلاح بين اجهزة الدولة المختلفة.

3.وضع الزعيم العراقي السيد مقتدى الصدر اعزه الله الحلول الكفيلة بمعالجة ما نجم عن الوضع الاستثنائي واعطاء كل ذي حق حقه وزيادة ومن هذه الحلول ما يلي:

ا. دمج العناصر المنضبطة من الحشد الشعبي ضمن القوات الامنية الرسمية ، فالجيش غالبا ما تكون مقراته ومعسكراته ومخازنه...، خارج المدن، والشرطة داخل المدن، فهما الجهازان الرسميان، عليه فمن الحكمة ان ينظم المنضبط من عناصر الحشد الشعبي لهذين الجناحين، ليطير طائر دولة المواطنة العراقية.
والا فـ بجعل زمام امر الحشد المقر بقانون تحت امرة الدولة من اجل ضمان حصر الاوامر والتوجيهات المركزية لمنع اي تصرف فردي عسكري يؤدي الى ما لا يحمد عقباه ، وقد كتب السيد بنفسه قانون كامل وشامل لتسهيل الامر على مؤسسات الدولة التشريعية.

ب. إغاثته ودعم المهجرين والمهاجرين، وتسهيل امورهم وحمايتهم والإسراع بإرجاعهم الى مناطقهم وبناء ما تهدم من المدن المحررة، فقضية المسكن الخاص للمواطن اهم مرتكز للمواطنة الحديثة ، والخلل فيها يؤدي الى نتائج سلبية اجتماعية وثقافية ونفسية ...، لها ردود فعل خطيرة تؤدي الى نخر جسد المجتمع الواحد.

ج. الثبات على موعد الانتخابات في كل المحافظات وبدون استثناء لأي محافظة وتحت اي ذريعة وحجة؛ لان موعد الانتخابات الثابت مهم جدا لاستمرار النظام الديمقراطي، مع اخذ النظر بأهمية اعطاء الفرصة للأقليات .

د. استمرار الضغط لتغيير مفوضية الانتخابات والا فالمطالبة بالإشراف على عملها من قبل الامم المتحدة ؛ لإعطاء النظام العراقي باب لكي يتطور ويتلاقى مع النظم العالمية بعيدا عن العزلة السياسية.

هـ. حماية حدود الوطن لمنع حالات التسلل والتجاوز وادخال ما يؤدي الى الضرر من مواد مخدرة ومتفجرة واغذية منتهية الصلاحية او مخالفة لتعليمات الرقابة الصحية...، ومسك الارض المحررة من قبل القوات المسلحة العراقية حصرا ، لمنع استغلال البعض لمواضيع الطائفية والعنصرية والحزبية ، وهذا الملف لا يمكن ان يدار الا من خلال مركزية الدولة الرسمية.

كلمة توجيهية الى الاخوة العاملين في مشروع الصدر الخدمي " لخدمتكم " استفتاء الزعيم العراقي القائد السيد مقتدى الصدر اعزه الله 5~8~2017