السبت، 5 ديسمبر 2015

السيدة فاطمة بنت الامام الحسين عليهما السلام


السيدة فاطمة بنت الامام الحسين عليهما السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.

*.قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث (ج 8 - ص 592 – 593):
فاطمة الكبرى بنت مولانا الحسين صلوات الله عليه ،تزوجها الحسن المثنى بن الحسن المجتبى عليه السلام.
زوجه إياها عمه الحسين عليه السلام فولد له منها إبراهيم الغمر والحسن المثلث وعبد الله المحض وزينب أم كلثوم. وله منها ذرية طيبة خرجوا وقتلوا.
قال له مولانا الحسين صلوات الله عليه:
إني اخترت لك ابنتي فاطمة فهي أكثرهما شبها بأمي فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وآله ...
(رواية أبي الفرج الاصفهاني والإرشاد للشيخ المفيد. حكاهما القاموس)
وفي كتاب رجال السيد بحر العلوم (ج 1 ص 21- بتصرف- ط نجف )،حينما ذكر الحسن المثنى، قال :
ذكره المفيد في الإرشاد وقال:
(وأما الحسن بن الحسن بن علي (عليهم السلام) فكان جليلًا رئيساً فاضلًا ورعاً وكان يلي صدقات أمير المؤمنين (ع) في وقته وله مع الحجاج خبر ذكره الزبير بن بكار وكان قد حضر مع عمه الحسين (ع) الطف فلما قتل الحسين (ع) واسر الباقون من أهله جاءه أسماء بن خارجة فأنتزعه من بين الأسرى). وقد تزوج من بنت عمه فاطمة بنت‏ الحسين‏ (ع) فأولدها عبد الله المحض وإبراهيم الغمر والحسن المثلث ومن غيرها داود وجعفر ومحمد ورقية وفاطمة وقد توفي بالسم الذي دسه له سليمان بن عبد الملك فمات وعمره (53 سنة). .

*.قال السيد جمال الدين أحمد ابن عنبة الحسني في عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب/ص339 ، ان:
امها(فاطمة بنت الحسين) هي شهربانو بنت يزدجرد الثالث آخر الاكاسرة الساسانيين..
اما ابو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين فقال:
وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله. وأمها الجرباء بنت قسامة بن رومان من طئ. أخبرني احمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال: إنما سميت الجرباء بنت قسامة لحسنها كانت لا تقف إلى جانبها امرأة - وإن كانت جميلة - إلا استقبح منظرها لجمالها وكان النساء يتحامين أن يقفن إلى جانبها فشبهت بالناقة الجرباء التي تتوقاها الإبل مخافة أن تعديها..
*.عن الامام الصادق عليه السلام قال:
حدثني أبي عن فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) قالت:
سمعت أبي صلوات الله عليه يقول: يقتل منك أو يصاب منك نفر بشط الفرات ما سبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون.
(البحار ط كمبا ج 11 / 196 ، وجد ج 47 / 302)

*روت عن أبيها الحسين وعمها الحسن عليهما السلام وصف شجرة طوبى. (البحار ط كمبا ج 7 / 383 ، وجد ج 27 / 120)
(راجع:كتاب اليقين/ للسيد ابن طاووس / مؤسسه دار الكتاب قم المقدسة، 1413 هـ، وكذلك كتاب التحصين للسيد ابن طاووس)
وروى عنها ابنها عبد الله فضل آية الكرسي وغيره.
ذكر ما كانت عندها من آثار رسول الله صلى الله عليه وآله.
(البحار ط كمبا ج 7 / 326 ، وجد ج 26 / 214)،
ذكر انها أكبر من سكينة، لها خطبة في الكوفة. (البحار ط كمبا ج 10 / 218) ومواقف في مجلس يزيد. (ص 226 ، وجد ج 45 / 110 و 136.) ...

*. قال آية الله المحقق أبو القاسم السيد الخوئي في معجم رجال الحديث (ج 24 - ص 226): فاطمة بنت الحسين:
روت عن أسماء بنت عميس، وروى عنها إبراهيم بن الحسن. مشيخة الفقيه: في طريقه إلى أسماء بنت عميس.
*.قال الشيخ المحدثي في موسوعة عاشوراء ما يلي:
من هي فاطمة بنت الإمام الحسين (ع)؟
كانت فاطمة بنت الحسين عليه السلام جليلة القدر، وكان لها المكانة العالية في الدين. كانت تقوم الليل كله وتصوم النهار ولها جمال ظاهري وباطني، وكانت ممّن يروي الحديث.
أخذت بعد واقعة كربلاء مع السبايا وتحدثت في الكوفة بكلام فصيح عمّا اقترفه ابن زياد أبكت به الحاضرين. وفي الشام وقعت عليها عين رجل شامي من اتباع يزيد فطلب من يزيد أن يهبها له. فأنكرت عليهم زينب ذلك وقالت مَن يفعل هذا بنا فهو خارج عن ملّتنا. كان زوجها هو ابن عمها الحسن بن الحسن عليه السلام ولما توفّي نصبت خيمة وأقامت عليه المأتم سنة كاملة.
أدركت عهد الصادق عليه السلام، وتوفيت عام 117هـ. عن سبعين عاماً في المدينة ودفنت في البقيع.

*.قال السيد عبد الرزاق المقرم في هامش كتاب مقتل الحسين عليه السلام(ص 329 – 330):
كانت فاطمة بنت الحسين (عليهما السلام) جليلة القدر عظيمة المنزلة وكانت لها المكانة العالية من الدين وقد شهد بذلك أبوها سيد الشهداء لما جاء إليه الحسن المثنى يخطب إحدى ابنتيه فقال (ع) كما في اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص202: إني اختار لك فاطمة فهي أكثر شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أما في الدين فتقوم الليل كله وتصوم النهار وفي الجمال تشبه الحور العين.
وفي تهذيب التهذيب لابن حجر ج12 ص442:
روت الحديث عن أبيها وأخيها زين العابدين وعمتها زينب وابن عباس وأسماء بنت عميس وروى عنها أولادها عبد الله وإبراهيم وحسين وأم جعفر بنو الحسن المثنى وروى عنها أبو المقدام بوساطة أمه وروى عنها زهير بن معاوية بوساطة أمه.
(راجع في مروايتها
1.مارواه رواه الصدوق في الخصال باب الثلاثة، ونقله المجلسى في البحار ج 16 ص 125
2.يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق الاسدى الحليج في العمدة1ص382
3. الشيخ الكليني في الكافي: 1 / 303 / 1).
في خلاصة تذهيب الكمال ص 425:
خرج أصحاب السنن أحاديثها منهم: الترمذي وأبو داود والنسائي في مسند علي وابن ماجة القزويني وقال ابن حجر العسقلاني وقع ذكرها في كتاب الجنائز من صحيح البخاري ووثقها ابن العماد في شذرات الذهب ج 1 ص 13.
وبناء على ما يقوله ابن حجر في تهذيب التهذيب أنها قاربت التسعين تكون ولادتها سنة 30 تقريباً ولها يوم الطف ما يقرب من ذلك وتوفيت قبل أختها (سكنية) بسبع سنين.
وفي كامل ابن الأثير ج 4 ص 35 وتاريخ الطبري ج 6 ص 267: كانت فاطمة أكبر من أختها سكينة.
وفي طبقات ابن سعد ج8 ص484:
كانت فاطمة (ع) تسبح بخيوط معقودة.
وفي كتابنا(والكلام للسيد المقرم) (نقد التاريخ المخطوط) ناقشنا المؤرخين في تزويجها من العثماني، وأن محمد الديباج خلقته أقلام الزبيريين.)(انتهى)

*.جاء في قاموس الرجال للشيخ محمد تقي التستري(ج 12 - ص313 – 314): روى مولد السجاد عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) أن الحسين لما حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى " فاطمة " فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة، وكان علي بن الحسين (عليه السلام) مبطونا معهم لا يرون إلا أنه لما به، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين (عليه السلام) ثم صار والله ذلك الكتاب إلينا (إلى أن قال) فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا.
وروى الشيخ الكليني في الكافي عن أبي الجارودعن الإمام الباقر(عليه السلام) :
إنّ الحسين بن عليّ (عليهما السلام) لمّا حضره الذي حضره، دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين(عليه السلام) فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصيّة ظاهرة، وكان عليُّ بن الحسين (عليهما السلام) مبطوناً معهم لايَرَون إلّا أنّه لِما به، فدفعت فاطمة الكتاب إلى عليّ بن الحسين(عليه السلام) ، ثمّ صار واللَّه ذلك الكتاب إلينا يا زياد.
قال: قلت: ما في ذلك الكتاب جعلني اللَّه فداك؟
قال: فيه واللَّه ما يحتاج إليه وُلد آدم منذ خلق اللَّه آدم إلى أن تفنى الدنيا، واللَّه إنّ فيه الحدود، حتى إنّ فيه أرش الخدش
(الكافي، 1 / 303، كتاب الحجة، باب النص على السجاد ع، الحديث 1. والسند الآخر، نفس المصدر الحديث 2. الوافي، 2 / 342، أبواب العهود بالحجج، الباب 35، النص على على بن الحسين، الحديث 1. في الكافي: عن أبى جعفر ع قال: إن..، البحار: 46 / 3 / 1 وح 3.، ميزان الحكمة للريشهري، ).
وللشيخ الشيخ الكليني في الكافي، رواية اخرى هي :
عن أبي جعفر عليه السلام قال:
سألته عما يتحدث الناس أنه دفعت إلى أم سلمة صحيفة مختومة فقال(عليه السلام) : " إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما قبض ورث علي عليه السلام علمه وسلاحه وما هناك ثم صار إلى الحسن ثم صار إلى الحسين عليهما السلام فلما خشينا أن نغشى استودعها ام سلمة ثم قبضها بعد ذلك علي بن الحسين عليه السلام "

*. في الإرشاد/ للشيخ المفيد( ج2 ص 121):
قالت فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) فلما حبسنا بين يدي يزيد رق لنا فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر، فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية ـ يعنيني ـ وكنت جارية وضيئية فارعدت وظننت أن ذلك جائز لهم ، فأخذت بثياب عمتي زينب , وكانت تعلم أن ذلك لا يكون ـ فقالت للشامي : كذبت والله ولؤمت والله ما ذلك لك ولا له....

*.قال الزركلي في أعلامه :
إن فاطمة بنت الحسين حضرت كربلاء مع أبيها ولما قتل أبوها حملت إلى الشام مع أختها سكينة وعمتها العقيلة زينب وأم كلثوم بنات الإمام علي (عليه السلام).
كما ويذكر لفاطمة خطبة في الكوفة حين دخول السبايا إليها، كل هذا يدل على أن فاطمة بنت الحسين(عليه السلام) ممن حضرت كربلاء.
قال الشيخ المفيد في الإرشاد(ج 2 - ص 140):
حدثنا عبد الله بن موسى، عن أبيه، عن جده قال:
كانت أمي فاطمة بنت الحسين عليه السلام تأمرني أن أجلس إلى خالي علي بن الحسين عليهما السلام، فما جلست إليه قط إلا قمت بخير قد أفدته: إما خشية لله تحدث في قلبي لما أرى من خشيته لله تعالى، أو علم، قد استفدته منه
(نقله العلامة المجلسي في البحار 46: 73 / 59).

*.في مثير الأحزان – للسيد ابن نما الحلي(ص 89):
وقيل الأبيات لأبي الرمح الخزاعي حدث المرزباني قال دخل أبو الرمح إلى فاطمة بنت الحسين بن علي عليهم السلام فأنشدها مرثية في الحسين (ع) وقال:
أجالت على عيني سحائب عبرة ** فلم تصح الدمع حتى أدمعت
تبكى على آل النبي محمد *** وما أكثرت في الدمع لا بل أقلت
أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم *** وقد نكأت أعداؤهم حين سلت
وان قتيل الطف من آل هاشم *** أذل رقابا من قريش فذلت
فقالت فاطمة: يا أبا رمح أهكذا تقول قال فكيف أقول جعلني فداك قالت قل (أذل رقاب المسلمين فذلت) فقال لا انشدها بعد اليوم إلا هكذا.

*.في كتاب تحقيق النصرة إلى معالم دار الهجرة(ص 18)/لابي بكر بن الحسين بن عمر المراغي(ت سنة 816.):
أن الوليد بن عبد الملك لما أمر بإدخال الحجرات في المسجد خرجت فاطمة بنت الحسين (ع) إلى الحرة وبنت داراً لها وأمرت بحفر بئر، فظهر فيه جبل فقيل لها فتوضأت ورشت بفاضل وضوئها عليه فلم يتصعب عليهم فكانوا يتبركون بمائة ويسمونه (زمزم).

*.كتب الشيخ جعفر النقديّ:
هي من عالمات نساء أهل البيت عليهم السّلام، تروي الحديثَ عن: أبيها ( الحسين عليه السّلام )، وعن أمّ سلمة، وأمِّ هاني، وعن عمّتها زينب الكبرى عليها السّلام، وعن أخيها زين العابدين ( عليّ بن الحسين عليه السّلام ). ويروي عنها: ولدُها عبدالله ( بن الحسن المثنّى بن الحسن المجتبى عليه السّلام )، وغيره.
استودعها الحسينُ عليه السّلام مَواريثَ الأنبياء، فسَلَّمَتْها إلى الإمام السجّاد بعد بُرْئه من المرض... وخُطبتُها بالكوفة تُنبئ أنّها كانت على جانبٍ عظيمٍ من العلم والفضل. وفي بعض الأخبار: كانت عندها أشياء مِن آثار رسول الله صلّى الله عليه وآله .
وقال أيضاً: وفضائل فاطمة بنت الحسين عليهما السّلام، وزهدها وعبادتها، وما جاء ذلك من الأخبار، كثيرة جدّاً .

*. وعرّف بها خير الدين الزركليّ، فكتب: فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن أبي طالب.. تابعيّة، من راويات الحديث، روت عن: جَدَّتهافاطمة ( الزهراء ) مرسلاً، وعن أبيها، وغيرهما.
ولمّا قُتل أبوها ( الحسين ) حُمِلت إلى الشام مع: أختها سكينة وعمّتها أمّ كلثوم بنت عليّ، وزينب العقيلة.. فأُدخِلنَ على يزيد، فقالت فاطمة: يا يزيد! أبناتُ رسول اللهِ سَبايا ؟!
*. وكتبت السيّدة زينب بنت علي الفوّاز العامليّ حول شخصيّة فاطمة بنت الحسين عليهما السّلام كتاباً جاء فيه:
كانت فاطمة بنت الحسين كريمةَ الأخلاق، حسَنةَ الأعراق.. لمّا جهّز يزيدُ أهلَ البيت إلى المدينة بعد قتل الحسين عليه السّلام، أرسل معهم رجلاً أميناً مِن أهل الشام في خيلٍ سَيّرها، صَحِبَتُهم إلى أن دخلوا المدينة.. فقالت فاطمة بنت الحسين لأختها سكينة:
ـ قد أحسَنَ هذا الرجلُ إلينا، فهل لكِ أن نَصِلَه بشيء ؟
ـ واللهِ ما مَعَنا ما نَصِلُه به إلاّ ما كان مِن هذا الحَلْي.
ـ فافعَلي.
فأخرَجَتْ فاطمةُ له سِوارَين ودُمْلُجيَن، وبَعَثتْ إليه بهما، فردّهما وقال:
ـ لو كان الذي صَنَعْتُه رغبةً في الدنيا لكان هذا كفاية، ولكنّي ـ واللهِ ـ ما فعلتُه إلاّ لله؛ لقرابتكم من رسول الله.

*.تُوفّيتْ رضوان الله عليها سنة 117 هجريّة . (وسائر رواياتها في كمبا ج 9 / 441 ، وكتاب الإيمان ص 79 ، وكتاب الأخلاق ص 21 و 202 ، وجد ج 40 / 59 ، وج 67 / 300 ، وج 69 / 404 ، و ج 71 / 358.)

من مصادر ومراجع المبحث :
الغارات: 2/638؛ الأخبار الطوال: 213.، إسعاف الراغبين : 21، أسنى المطالب : 45 و95، إعلام الورى : 251، الإرشاد : 197 و 253، الأغاني 18 : 204، الإقبال : 427، تأريخ الإسلام 134، تأريخ بغداد 11 : 285، تأريخ الطبري 6 : 265، تأريخ اليعقوبي 2 : 312 و370، تذكرة الخواص : 249، تنقيح المقال 3 : 28، تهذيب التهذيب 12 : 469 رقم 2862، الجرح والتعديل 1 : 585، الدر المنثور : 361، ذخائر العقبى : 121، سِير أعلام النبلاء 3 : 204، سنن ابن ماجة 1 : 484، شذرات الذهب 1 : 139، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 287 و 15 : 267 و 279، صحيح البخاري 1 : 230، الطبقات الكبرى لابن سعد 8 : 273، كنز العمال 6 : 220، الكنى والألقاب 2 : 241، اللهوف : 180، مستدرك الصحيحين 3 : 164، معاني الأخبار : 354، معجم رجال الحديث 23 : 197، مقاتل الطالبيين : 180 و 202، مجمع الزوائد 9 : 272،الأنوار النعمانية للسيد نعمة الله الجزائري 1/374، منتهى الآمال للشيخ عباس القمي ص 651 الفصل 12 في بيان أولاد الحسين، الأصيلي 65 – 66، أنساب الأشراف 4/ 607، جمهرة أنساب العرب 41 – 83، ونسب قريش ص 51، 1.مقاتل الطالبيين/ لأبي الفرج الأصفهاني، عقد فريد في تاريخ الشرفاء التليد/ لـ الدكتور أمل بن إدريس بن الحسن العلمي – فاس، الأعلام/ للزركلي 5 / 326، أعلام النساء 4 / 94، الجامع في الأنساب أو المعروف بـ " مشجرة الشرفي "/ لأحمد بن محمد الشرفي : مع ذيله للشهاري .، البدر الطالع /لمحمد بن علي الشوكاني ، عمدة الطالب في انساب آل ابي طالب/ للسيد جمال الدين احمد ابن عنبة الحسني، كشف النقاب عن نبذة حجاب /لأحمد بن حسن الحازمي ، الاختصاص/ للشيخ المفيد : 233

خطبة السيدة فاطمة (الصغرى)بنت الامام الحسين عليهما السلام في الكوفة


خطبة السيدة فاطمة (الصغرى)بنت الامام الحسين عليهما السلام في الكوفة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
روى زيد بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، المتوفى سنة (250 هـ)، قال: حدثني أبي، عن جدي (عليه السلام)، قال: خطبت فاطمة الصغرى بعد أن ردت من كربلاء، فقالت:


الحمد لله عدد الرمل والحصى، وزنة العرش إلى الثرى، أحمده وأؤمن به، وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً (صلى الله عليه واله وسلم) عبده ورسوله، وأن ذريته ذبحوا بشط الفرات بغير ذحل ولا ترات.
اللهم إني أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب، وأن أقول عليك خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود لوصية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، المسلوب حقه، المقتول من غير ذنب كما قتل والده بالأمس في بيت من بيوت الله، فيه معشر مسلمة ألسنتهم، تعساً لرؤوسهم، ما دفعت عنه ضيماً في حياته ولا عند مماته، حتى قبضته إليك محمود النقيبة، طيب العريكة، معروف المناقب، مشهور المذاهب، لم تأخذه اللهم فيك لومة لائم، ولا عذل عاذل، هديته يا رب بالإسلام صغيراً، وحمدت مناقبه كبيراً، لم يزل ناصحاً لك ولرسولك (صلى الله عليه واله وسلم) حتى قبضته إليك، زاهداً في الدنيا، غير حريص عليها، راغباً في الآخرة، مجاهداً لك في سبيلك، رضيته فهديته إلى صراط مستقيم.
أما بعد:
يا أهل الكوفة، يا أهل المكر والغدر والخيلاء، إنا أهل بيت ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا، فجعل بلاءنا حسناً، وجعل علمه عندنا، وفهمه لدينا، فنحن عيبة علمه، ووعاء فهمه وحكمته، وحجته على الأرض في بلاده لعباده، أكرمنا الله بكرامته، وفضلنا بنبيه محمد (صلى الله عليه واله وسلم) على كثير ممن خلق تفضيلاً بيناً.
فكذبتمونا وكفرتمونا، ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نهباً، كأنا أولاد ترك وكابل، كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدم، قرت بذلك عيونكم، وفرحت قلوبكم، افتراء على الله ومكراً مكرتم، والله خير الماكرين.
فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا، ونالت أيديكم من أموالنا، فإن ما أصابنا من المصائب الجليلة والرزء العظيم في كتاب من قبل أن نبرأها، إن ذلك على الله يسير، لكيلا تأسوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما أتاكم، والله لا يحب كل مختال فخور، تباً لكم فانتظروا اللعنة والعذاب، فكأن قد حل بكم، وتواترت من السماء نقمات فيسحتكم بما كسبتم، ويذيق بعضكم بأس بعض، ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين.
ويلكم، أتدرون أي أيد طاعنتنا منكم؟ وأي نفس نزعت إلى قتالنا؟ أم بأية رجل مشيتم إلينا تبغون محاربتنا؟ قست والله قلوبكم، وغلظت أكبادكم، وطبع على أفئدتكم، ختم على سمعكم وبصركم، وسوّل لكم الشيطان وأملى لكم، وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون.
تباً لكم يا أهل الكوفة، أي ترات لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قبلكم، وذحول له لديكم بما عنتم بأخيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) جدي وبنيه عترة النبي الطاهرين الأخيار.
وافتخر بذلك مفتخركم، فقال: نحن قتلنا علياً وبني علي بسيوف هندية ورماح، وسبينا نساءهم سبي ترك ونطحناهم فأي نطاح، بفيك أيها القائل الأثلب والكثكث (الأثلب والكثكث - بكسر الهمزة في الأول والكافين في الثاني -: لفظان مترادفان يعني دقاق التراب والحجر يستعملان في الحقارة والذم)، افتخرت بقتل قوم زكاهم الله وطهرهم تطهيراً، وأذهب عنهم الرجس، فاكظم واقع كما أقعى أبوك، وإنما لكل امرئ ما اكتسب وما قدمت أوائله، حسدتمونا - ويلاً لكم - على ما فضلنا الله به.
فما ذنبنا إن جاش دهراً بحورنا وبحرك ساج ما يواري الدعامصا(الدعموص: دويبة تغوص في الماء. الصحاح.).
(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)( سورة الحديد/الآية 21) (ومن لم يجعل الله نوراً فما له من نور)(سورة النور/الآية 40).
قال: فارتفعت الأصوات بالبكاء، وقالوا: حسبك يا ابنة الطيبين، فقد أحرقت قلوبنا، وأنضجت نحورنا، وأضرمت أجوافنا، فسكتت.
من المصادر والمراجع:
الإحتجاج/ للشيخ الطبرسي(2/27) ، مقتل الحسين / للسيد عبد الرزاق المقرم / ص 329-332، البحار/ للشيخ المجلسي،الملهوف على قتلى الطفوف/السيد علي بن موسى بن جعفر بن طاووس
وللمزيد عن السيدة فاطمة بنت الحسين عليهما السلام ،راجع:
الغارات: 2/638؛ الأخبار الطوال: 213.، إسعاف الراغبين : 21، أسنى المطالب : 45 و95، إعلام الورى : 251، الإرشاد : 197 و 253، الأغاني 18 : 204، الإقبال : 427، تأريخ الإسلام 134، تأريخ بغداد 11 : 285، تأريخ الطبري 6 : 265، تأريخ اليعقوبي 2 : 312 و370، تذكرة الخواص : 249، تنقيح المقال 3 : 28، تهذيب التهذيب 12 : 469 رقم 2862، الجرح والتعديل 1 : 585، الدر المنثور : 361، ذخائر العقبى : 121، سِير أعلام النبلاء 3 : 204، سنن ابن ماجة 1 : 484، شذرات الذهب 1 : 139، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 287 و 15 : 267 و 279، صحيح البخاري 1 : 230، الطبقات الكبرى لابن سعد 8 : 273، كنز العمال 6 : 220، الكنى والألقاب 2 : 241، اللهوف : 180، مستدرك الصحيحين 3 : 164، معاني الأخبار : 354، معجم رجال الحديث 23 : 197، مقاتل الطالبيين : 180 و 202، مجمع الزوائد 9 : 272،الأنوار النعمانية للسيد نعمة الله الجزائري 1/374، منتهى الآمال للشيخ عباس القمي ص 651 الفصل 12 في بيان أولاد الحسين، الأصيلي 65 – 66، أنساب الأشراف 4/ 607، جمهرة أنساب العرب 41 – 83، ونسب قريش ص 51، 1.مقاتل الطالبيين/ لأبي الفرج الأصفهاني، عقد فريد في تاريخ الشرفاء التليد/ لـ الدكتور أمل بن إدريس بن الحسن العلمي – فاس، الأعلام/ للزركلي 5 / 326، أعلام النساء 4 / 94، الجامع في الأنساب أو المعروف بـ " مشجرة الشرفي "/ لأحمد بن محمد الشرفي : مع ذيله للشهاري .، البدر الطالع /لمحمد بن علي الشوكاني ، عمدة الطالب في انساب آل ابي طالب/ للسيد جمال الدين احمد ابن عنبة الحسني، كشف النقاب عن نبذة حجاب /لأحمد بن حسن الحازمي ، الاختصاص/ للشيخ المفيد : 233