السبت، 30 مارس 2019

الخضوع امام هيبة الامام الكاظم (عليه السلام)



نقل الشيخ باقر شريف القرشي عن البحار للشيخ المجلسي ج11 ص270ـ272
هذا الخبر ، ان (المأمون قال يوما لندمائه :
أتدرون من علمني التشيع؟ فانبروا جميعا قائلين: لا والله ما نعلم !
قال: علمني ذلك الرشيد ، فقالوا كيف ذلك ؟ والرشيد كان يقتل أهل هذا البيت !
قال كان يقتلهم على الملك لأن الملك عقيم ، ثم أخذ يحدثهم عن ذلك قائلا : لقد حججت معه سنة فلما انتهى إلى المدينة ، قال :
لا يدخل على رجل من أهلها أو من المكيين سواء كانوا من أبناء المهاجرين والأنصار أو من بني هاشم حتى يعرفني بنسبه وأسرته ، فأقبلت إليه الوفود تترى وهي تعرف الحاجب بأنسابها ، فيأذن لها ، وكان يمنحها العطاء حسب مكانتها ومنزلتها ، وفي ذات يوم اقبل الفضل بن الربيع حاجبه وهو يقول له: رجل على الباب ، زعم انه موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، فلما سمع ذلك هارون أمر جلسائه بالوقار والهدوء ، ثم قال لرئيس تشريفاته ائذن له ، ولا ينزل إلا على بساطي ، وأقبل الإمام(عليه السلام) وقد وصفه المأمون فقال:
انه شيخ قد أنهكته العبادة كأنه شن بال قد كلم السجود وجهه .
فلما رآه هارون قام إليه وأراد الإمام أن ينزل عن دابته ، فصاح الرشيد : لا والله إلا على بساطي .
فمنعه الحجاب من الترجل ، ونظرنا إليه بالإجلال والإعظام ، وسار راكبا إلى البساط ، والحجاب وكبار القوم محدقون به ، واستقبله هارون ، فقبل وجهه وعينيه ، وأخذ بيده حتى صيره في صدر مجلسه وأقبل يسأله عن أحواله ويحدثه)
ويسترسل المأمون الى ان قال:
(ثم انصرف الإمام(ع) فقام هارون تكريما له فقبل ما بين عينيه ووجهه ثم التفت إلى أولاده فقال لهم : قوموا بين يدي عمكم وسيدكم ، وخذوا بركابه وسووا عليه ثيابه وشيعوه إلى منزله ، فانطلقوا مع الإمام بخدمته وأسر إلى المأمون فبشره بالخلافة وأوصاه بالإحسان إلى ولده ، ولما فرغوا من القيام بخدمته وإيصاله إلى داره ، قال المأمون : كنت أجرأ ولد أبي عليه ، فلما خلا المجلس قلت له : يا أمير المؤمنين ، من هذا الرجل الذي عظمته وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته وأقعدته في صدر المجلس وجلست دونه ثم أمرتنا بأخذ الركاب له، قال هارون : هذا إمام الناس وحجة الله على خلقه وخليفته على عباده .
قال المأمون : يا أمير المؤمنين او ليست هذه الصفات كلها لك وفيك ؟ قال هارون : انا إمام الجماعة في الظاهر بالغلبة والقهر وموسى بن جعفر إمام حق ، والله يابني : انه لأحق بمقام رسول الله(ص) مني ومن الخلق جميعا ووالله لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عينيك فأن الملك عقيم.
وبقي هارون في يثرب مدة من الأيام ، فلما أزمع على الرحيل منها أمر للإمام بصلة ضئيلة قدرها مائتا دينار ، وأوصى الفضل بن الربيع أن يعتذر له عند الإمام ، فانبرى إليه المأمون وهو مستغرب من قلة صلته مع كثرة تعظيمه وتقديره له قائلا : ياامير المؤمنين : تعطي أبناء الهاجرين والأنصار وسائر قريش وبني هاشم ومن لا يعرف نسبه خمسة آلاف دينار ، وتعطي موسى بن جعفر وقد عظمته وأجللته مائتي دينار أخس عطية أعطيتها أحدا من الناس ، فثار هارون وصاح في وجهه قائلا: اسكت لا ام لك فأني لو أعطيت هذا ما ضمنته له ما كنت آمنه أن يضرب وجهي بمائة ألف سيف من شيعته ومواليه ، وفقر هذا وأهل بيته اسلم لي ولكم من بسط أيديهم .
والذي يُستشف من هذه الرواية عدة أمور منها:

1ـ إن لله تعالى الحجة البالغة على الخلق جميعا سيما الطواغيت المتسلطين على رقاب الناس بالقهر والغلبة ، فان الله تعالى يثبت عليهم الحجة من خلال عدة جوانب والتي من اهمها الحجة الظاهرة والذين هم الانبياء والاوصياء والاولياء ، الذين لا يألون جهدا في بيان الحقائق والمبالغة في تقديم النصح .

2 ـ من اوراق الضغط التي استخدمت ضد المصلحين واتباعهم هي ورقة الضغط الاقتصادي من اجل ابقائهم في دائرة الضعف وانشغالهم بتوفير لقمة العيش ، لتكون ادوات المصلحين في مواجهة الفاسدين محدودة وشبه مشلولة .

3ـ ممارسة غالبية الطواغيت لخصلة النفاق مع القادة المصلحين حين لا يجدون أي ثغرة عليهم او مبرر ضدهم ، فيظهرون الود والاحترام بالعلن من اجل ايهام الناس بانهم لم يقصروا من جانب المصلح ، وفي نفس الوقت يبطنون البغض وحياكة المؤامرات بالخفاء .

4 ـ تصريح هارون العباسي بعدم توانيه عن ارتكاب جريمة القتل بحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، او بحق الامام الكاظم في خبر ثاني او بحق ولده المأمون في خبر ثالث ، ان تم منازعته على كرسي الحكم ، او وجد في القتل مصلحة في بقاء سلطته ، وهذا مؤشر عالي على مدى عشقه للسلطة والحكم ، واستعداده العالي لبذل الغالي والنفيس من اجل بقاء هذه السلطة ، حتى وان سفكت من اجلها الدماء الشريفة وازهقت الارواح الطاهرة .

5ـ هيبة الإمام وولايته اثرت على هارون العباسي مما جعله يخضع في حضرته ويضمن له مبلغ كبير من المال ، ولكن سرعان ما نقضه هارون بسبب رغبته الشديدة ببقاء الامام واسرته ضمن وضع اقتصادي صعب لأنه يجد في ذلك احد الضمانات في استمرار بقاء ملكه الجائر .

6ـ الإمام الكاظم (عليه السلام)، يستثمر مثل هذه اللقاءات بإلقاء بعض التوجيهات وبيان بعض الواجبات المتعلقة برقاب المتسلطين على زمام مقادير الامور في البلاد ، من اجل هدايتهم وايقافهم على نقاط علاجهم واسباب تكاملهم واخيرا اثبات الحجة عليهم.

7-أعطى هارون درسا لأبنائه في كيفية التعامل مع أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بطريقة المكر والخداع والقسوة ، وقد نبه الإمام الكاظم (عليه السلام)، المأمون بالإحسان إلى أولاده (أي لا تتخذ معهم نفس سلوك ومنهج أبيك الظالم ) بعد أن أخبره بأنه سيتولى الحكم ، ولكن الأخير اخلف الوعد وسار على نهج ابيه الظالم.

( قيود الظالمين وإصرار المصلحين صراع تتولد منه حياة ... الإمام موسى بن ج...

برنامج ( تعلّم معنا علم المنطق ) للاستاذ طالب العلوي / الحلقة الرابعة و ...

الجمعة، 22 مارس 2019

امير المؤمنين علي (عليه السلام) وبيان الابعاد الحقيقية لعملية ترويض النفس


من اهم واصعب العمليات التي لابد للإنسان من القيام بها على وجهها الصحيح هي عملية ترويض النفس ، والتي سوف يتم التطرق اليها اجمالا في هذا المقال:
قال امير المؤمنين علي (عليه السلام):
إنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر وتثبت على جوانب المزلق.
حينما يتأمل الفرد بهذه الكلمات العالية المضامين الدقيقة المعاني ، والتي تشير الى امر سلوكي مشترك مع كل مؤمن ومؤمنة ، أي ان لهذه الكلمات زاوية سلوكية تربوية مشتركة مع باقي المؤمنين والمؤمنات ، ولذا يحتاج المطلب الى فهم واعي ، ووضع الية لكيفية تطبيق الترويض ، تلك الكيفية التي لا تتم الا عن طريق اعدام الشهوات المتدنية المتسافلة وازالة آثارها ، لتحل محلها اللذائذ الالهية
نعم تلك الكيفية التي تربي وجودك لنقطة صفر اي يوم القيامة اي نقطة الانطلاق للحياة الحقيقية الخالدة ، وما يتطلبه وجودك من تهذيب في هذا النشأة ، لتنشا النشأة الاخرى الكاملة.
يتم تناول هذا المطلب بإيجاز عبر النقاط التالية:

النقطة الاولى: الاصلاح الداخلي مقدم على الاصلاح الخارجي بل هو الاهم
قال امير المؤمنين (عليه السلام)، كلمة "نفسي" :
.وفيها ياء المتكلم ، ويعني فيها نفسه سلام الله عليه ، أي ان على الفرد ان يبدأ بنفسه اولا حينما يقوم بإجراء عملية الترويض من اجل تهذيبها واصلاحها وصلاحها وتربيتها ، ثم ينتقل الى الاخرين ، وكما قال ابو الاسود الدؤلي:
ابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا *** فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى *** بِالْقَوْلِ مِنْك وَيحصل التسليمُ

النقطة الثانية : عملية ترويض النفس ضرورة لابد منها لتحصيل النجاة والفوز
اولا. قال امير المؤمنين علي (عليه السلام): "إنما هي نفسي أروضها" ، ومن كلمة " أروضها " يمكن معرفة بعض الحقائق والتي منها:

1 ـ اهمية عملية ترويض النفس ، أي تذليلها وتسهيل مراسها لتكون طائعة لأوامر ونواهي وارشادات وتوجيهات العقل من اجل ضبط سلوكها
2 ـ اهمية الاستمرار بإجراء عملية الترويض وعدم الانقطاع عنها لأي سبب كان ولو للحظة واحدة لأنه:

ا. لا يوجد في كلمة امير المؤمنين اعلاه قيد زماني بل اطلق فيها الوقت ، ودلالة الوقت المفتوح مؤشر عالي على اهمية وضرورة الاستمرار بهذه العملية
ب. ما ورد في احاديث العصمة وادعيتهم من الحذر الشديد من ان يوكل الانسان الى نفسه طرفة عين ، لأنها سوف تسْلُكُ بِه مَسالِكَ الْمَهالِكِ، وَتَجْعَله عِنْدَ الله أَهْوَنَ هالِك ، أي ان الغفلة او التغافل عن ترويض النفس ناهيك عن الانقطاع ، يؤدي بالتالي الى الوقوع في شباك نَفْساً بِالسُّوءِ اَمّارَةً، وَاِلَى الْخَطيئَةِ مُبادِرَةً...
ج. ان كانت نفس امير المؤمنين علي (عليه السلام) ، وهي على ماهي عليه من درجات رفيعة في الطهر والاطمئنان ...، ومع ذلك تحتاج الى ترويض فما بالك بنفوسنا المتدنية المريضة ، فبالتأكيد ، الامر علينا اوجب واوكد واشد .

ثانياً. لماذا لابد من اجراء عملية ترويض النفس وعدم الانقطاع عن هذه العملية ابدا؟
لقد منحت النفس مجموعة من القوى والتي منها الشهوية والغضبية ..، والتي لابد من حسن ادارتها وتسخيرها وتسييرها ضمن دائرة منفعته الحقيقية ، أي بشكل يتلائم مع رقيه وتكامله وهذا لا يتم ان ترك للنفس الحبل على الغارب ، لأنها فاقدة الاهلية لإدارة هذه القوى بصورة عقلائية ، والا فإن تركت النفس وهواها فسيكون حالها حال الطواغيت والمردة الذين تسلطوا على زمام مقادير الامور في بعض الجماعات او المجتمعات البشرية فعاثوا في الارض فسادا واهلكوا الحرث والنسل ، من هنا يتبين وجه الحكمة من اجراء عملية ترويض النفس، وذلك لكثرة ما يترشح من جراء هذه العملية من نتائج طيبة ومنافع جمة واقعة في دائرة مصلحة الفرد نفسه بشكل خاص ومصلحة المحيط والمجتمع بشكل عام .

النقطة الثالثة. عظيم مكانة التقوى
قال امير المؤمنين علي (عليه السلام): "إنما هي نفسي أروضها بالتقوى" ، فمن كلمة "بالتقوى " يمكن معرفة بعض الحقائق والتي منها:

1. للباء عدة معاني فان كانت باء الاستعانة، وهي الداخلة على آلة الفعل، كقوله تعالى: ((بسم الله))(الفاتحة 1) ، وقوله تعالى: (( ولا طائر يطير بجناحيه))(الانعام 38). فنعم ، على الفرد ان يستعين بالتقوى لإجراء عملية ترويض النفس
وان كانت باء السببية، وهي التي ترتب أمراً على أمر، كقوله تعالى : ((إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل))(البقرة:54)، وقوله تعالى: ((فكلا أخذنا بذنبه))(العنكبوت:40). فنعم ترويض النفس السليم الصحيح سببه التقوى
وان كانت باء المصاحبة، كقوله تعالى : ((يا نوح اهبط بسلام منا))(هود:48)، وقوله تعالى: ((ادخلوها بسلام آمنين)) (الحجر:46)، فنعم ترويض النفس السليم الصحيح يجب ان يكون مصحوب بالتقوى .

2. بين امير المؤمنين علي عليه السلام ، كيفية اجراء عملية ترويض النفس وما هو بلسم جراحها ، ودواء دائها ، وعلاج امراضها ووقود حياتها...
كل ذلك يتم بالتقوى ، وما ادراك ما التقوى ، فهنالك خطبة لأمير المؤمنين(عليه السلام)، في وصف المتقين لا تنقضي عجائبها ولا يدرك غورها ، لابد من التمعن بمعانيها والتفكر في مطالبها والاقتداء بمنهجها وتعاليمها عسى ان يصل الفرد الى مرتبة من مراتب اهدافها سيما وان: ((تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (63)(مريم). و((وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31))(ق).
وللوصول الى مرتبة من مراتب التقوى يحتاج الفرد الى:

معلم حكيم ومنهاج قويم
اما المعلم الحكيم فهو رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وآل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين ، ومن سار على نهجهم واقتفى اثرهم من المصلحين ، سيما وان الارض لا تخلوا من حجة لله منهم ولكل قوم هاد، فسلسلة الاتصال بالأنبياء والاوصياء لا تنقطع ابدا حتى يرث الله الارض ومن عليها ، حينئذ يجب البحث بشدة عن من يمثلهم ومرتبط بهم فهو جهة الحق التي ينبغي معرفتها اولا ، والالتحاق بها ثانيا ، والسير على خطاها ثالثا .
واما المنهج القويم فهو الاسلام فينبغي دراسته بتمعن ، والتفكير في اوامره ونواهيه بعمق من اجل فهم مطالبه وادراك معنى من معاني توجيهاته وارشاداته ، لكي يتم تطبيقها التطبيق الصحيح ليحصل لدى الفرد اثرها بعد تناول لذيذ ثمارها.

النقطة الرابعة. نتيجة عملية ترويض النفس
لان عملية ترويض النفس ، عملية شاقة ومرهقة وطويلة جدا حتى سميت بالجهاد الاكبر ، لذا كانت الجائزة المترتبة على النجاح فيها عظيمة جدا ، ومتكونة من شقين ، قال امير المؤمنين علي (عليه السلام):
إنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر وتثبت على جوانب المزلق.

فالشق الاول من الجائزة هو " لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر "
والشق الثاني من الجائزة هو " وتثبت على جوانب المزلق"
وللإيجاز يتم تأجيل الخوض في معنى من معاني الجائزتين ، ولكن من النافع الالتفات الى هذه النقطة المهمة وهي دقة كلمة امير المؤمنين(عليه السلام)، في طرح الجائزة حيث انه لم يذكر أي شيء متعلق بالدنيا مثلا(وجاهة اجتماعية ، مكانة دينية ، رفعة ومقام علمي ...)، بل انه ذكر جائزة عظيمة في الحياة الحقيقية الا وهي : الامان ، ومتى؟
يوم الخوف الاكبر ، فيالها من جائزة عظيمة ، جائزة الامان يوم الخوف الاكبر ، ويالها من جائزة عظيمة ، جائزة الثبات على جوانب المنزلق.
فلقد قيل ان رجلاً خاطب سلمان المحمدي قائلا:
يا شيخ لحيتك اطول ام ذنب الكلب؟ فلم ينزعج سلمان والتفت اليه وقال:
يا بني اذا ادخلتني لحيتي هذه الجنة فهي افضل وان ادخلتني النار فذنب الكلب افضل منها، فخجل الرجل وانطلق يعتذر اليه وسلمان يدعو له بالهداية.

المصدر:
1.بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٤٧٤
2.ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٢ - الصفحة ١١٣٦
3.مجموعة من التفاسير ومعاجم اللغة

برنامج ( تعلّم معنا علم المنطق ) للاستاذ طالب العلوي / الحلقة الثالثة و ...

الاثنين، 18 مارس 2019

أي بلد أولى بإتباع الإمام المهدي عليه السلام حين ظهوره، ولماذا؟ / الباحث...

إنتظار العدو للإمام المنتظر(عجل الله فرجه الشريف)



قد يستغرب البعض حينما يسمع بان جهة الشر منتظرة للإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، بل قد تكون في بعض مراتب انتظارها واستعدادها ببعد حركي وهمة اكثر من همة وبعد حركة بعض المؤمنين الساعين للالتحاق بدرجة من درجات جيش الامام عليه السلام ، كيف ذلك؟
لان جهة الشر المواجهة والمتصدية لجهة الخير والاصلاح ، مستيقنة من وجود رجل مصلح معهودة اليه مهمة بناء دولة العدل والانسانية وقد جمعوا حوله الكثير من المعلومات والحقائق وافردوا لها ملفا كاملا، يتعاملون معه بكل حرص وجدية ، ومن النافع التطرق الى هذا المطلب وبإيجاز من خلال المحورين الآتيين :

المحور الاول :
ان العدو يصب جُلَّ اهتمامه على موضوع المصلح المعهود اليه مواجهة الظلم والفساد والطغيان ، وانقاذ المظلومين والمحرومين والمستضعفين ، ولا يألون جهدا في التصدي له او لمن يمثله من اجل قتله او تحجيم حركته وعرقلتها ، ولتنفيذ هذه المهمة يستخدمون عدة اساليب والتي منها ما يلي:

1.مراقبة أي حركة اصلاحية في العالم للتصدي لها واجهاضها في مهدها ، خصوصا في ساحة الحدث المستيقنين من موقعها ولم يغفلوا عنها للحظة واحدة وعلى طول خط مراقبتهم لها ، ومن الجدير بالذكر انهم يتعاملون مع اي مصلح وحركته الاصلاحية، وفي اي بقعة من الارض بهمة عالية وجهد كبير ، وكأنها حركة الامام الواقعية .
2. ايجاد شواخص دينية تسير في فلكهم ويتم طرحها كبديل للمصلح ، مع قيامها بتذليل العقبات الحائلة دون تسنمهم لمواقع دينية مهمة ، من اجل تخدير القواعد الشعبية وابعادها عن الارتباط بمسيرة التكامل الايجابية الواعية.
3. محاولة تشويه برنامج الامام المهدي الاصلاحي واطروحته العادلة ، وذلك من خلال تمكين عدد من المنتحلين لصفة الاصلاح والمرتبطين شكليا ببعده الايدلوجي ، من الوصول الى سدة الحكم والسعي في الارض فسادا لكي ينفروا الناس من كل مصلح ومرتبط ببعده الايدلوجي باعتبار ان الناس قد اكتوت من ظلم هؤلاء المتصدين للحكم والمتزعمين الانتساب للإمام (عجل الله فرجه الشريف)
4.تشتيت القواعد الشعبية من خلال عدة امور والتي منها بث الفرقة بينهم والهائهم بأمور شكلية ومعيشية واجتماعية ونفسية ...، لابعادهم عن اسباب تكاملهم الواقعية
5.شن الحرب الفكرية ، من خلال عدة موجات والتي منها: الالحادية والاباحية والنفسية والاجتماعية ...، بل وحتى المتعلقة بشروط وعلامات الامام المهدي(عليه السلام)؟
نعم حتى هذا الموضوع لم يغفلوا او يتغافلوا عنه كيف؟
وذلك من خلال (على سبيل المثال لا الحصر)، القيام باللعب على ورقه العلامات المتعلقة بخروج الامام المهدي من خلال استعمال عدة حيل والتي منها:

ا. تثقيف القواعد الشعبية بشكل او آخر على عدم بذل قصارى جهدهم في مسيرة التكامل، مادام شواخص العلامات لازالت غير ظاهرة ولم يحن اوانها بعد ، وبالتالي لم العجلة بالتكامل مادام الامام لم يحن موعد ظهوره
ب. السعي في دائرة تحديد التشخيص بخصوص العلامات ، وذلك من خلال اضفاء عنوان العلامات على شخوص معينة باعتبارها هي المقصودة ، وهنا سيقع الكثير في حفرة الاحباط حينما يتبين بعد مدة من الزمن انها ليست هي المقصودة الحقيقية والواقعية من العلامات
ج. محاولة ابعاد دائرة التشخيص بخصوص بعض العلامات ، ورميها على جهات معينة حصرا باعتبار ان العلامة واقعة في دوائرهم ، وعلى سبيل المثال:
السفياني ، والذي قبل الخوض فيه لنستمع وبدقة الى مضمون ما قاله المفكر الباحث الاستاذ علي الزيدي بخصوصه، وذلك في حوارية (كيفية الظفر للالتحاق بالامام المهدي(ع)) :
قال المفكر الاستاذ علي الزيدي(النقل بتصرف):
(كأنما في الثقافة السابقة ان السفياني يجب أن يكون مخالف لمذهب أهل البيت مثلا
لا ، قد نصل إلى مرحلة من الفساد ، بحيث يوجد أفراد ينتمون إلى التشيع ظاهرا لكنهم اعدى أعداء التشيع باطنا ، وفي أفعالهم هم عكس ما يقولون ، ينتمون لأهل البيت ظاهرا ولكنهم يخالفونهم في الباطن وفي أعمالهم.
السفياني يمثل جهة فساد ، اذن من الممكن ان يُطبق قانون الفساد حتى على من يكون منتميا بالظاهر إلى أهل البيت ، وهذا الذي لم يُلتفت اليه ، يعني ثُقف كأنما السفياني فقط هو من المخالف لأهل البيت ظاهرا وباطناً
لا نعترض على ذلك نقول هو مصداق من مصاديق السفياني ، وهذا الذي اذهب إليه في منظوري الفكري وحتى في كتاباتي ان السفياني ليس شخص واحد وإنما هو مصاديق متتالية ومتتابعة ، نعم سفياني المرحلة الذي يواجه الإمام المهدي هو السفياني ذو المصداق الكامل ، أما الأشخاص الفاسدين الذين يسبقون حركة الظهور المبارك هم نعم مصاديق للسفياني لكن ضمن مستويات متباينة)(انتهى)
من هذا الطرح الدقي الذي بينه الاستاذ الفاضل علي الزيدي ، نستشف جملة من المعاني والتي منها ما يلي:

1. ان السفياني ما هو الى حركة منحرفة متلبسة بلباس الاسلام ، بالتالي فانه سيكون منطبق على أي فرد او جماعة منحرفة متلبس بلباس الاسلام ، بغض النظر عن ظاهر مذهبها ، وان كانت ممن تزعم الانتماء لمدرسة اهل البيت عليهم السلام
2. السفياني هو الحركة او الجهة التي ستواجه المصلح والحركة الاصلاحية بشتى الوسائل ، وان مواجهة الحركة الاصلاحية والمصلح ومن أي جهة اسلامية كانت كفيل بجعلها ضمن دائرة مصاديق السفياني
3.اثبت الواقع بما لا يقبل الشك ان للكثير من العلامات والشواخص والاحداث لها مصاديق متعددة في اغلب الازمنة والأمكنة ، غاية ما في الموضوع ، ان مصاديقها العالية الانطباقية ستكون لحظة اجتماعها كلها وقت الذروة لإعلان الحدث الكلي وعليه فان للسفياني مصداق في كل جيل وللمصلح مصداق في كل جيل وكذلك اتباعهم لهم مصاديق في كل جيل وهكذا

المحور الثاني.
بالرغم من بشاعة الحرب العسكرية الكلاسيكية وبشاعة مخلفاتها وافرازاتها الا ان الحرب الفكرية اشد وطأة منها وابشع اثارا ونتائجاً ، سيما وان جهة الشر تتعمد ابقاء اكثر عدد ممكن من الناس محصورين في دائرة الجهل وقلة الوعي ، لأنه وبهذه الطريقة يتمكنون من السيطرة عليهم واستغلالهم ابشع الاستغلال من جهة وجعلهم فاقدين لأي قيمة انسانية حقيقية من جهة ثانية ، في قبال المصلحين الذين يبذلون قصارى جهدهم من اجل اخراج الناس من دائرة الجهل وقلة الوعي ولذا تجد الصراع قائم ومرير بين جهتي الخير والشر ، ومما يفرح العدو ويدخل الحزن على قلب المصلحين هو انطلاء خداع العدو ومكرهم على الكثير من الناس ومن هذه الخدع المتعلقة بمطلب المبحث هو ما يلي:

ايهام الكثير من الافراد المنتظرين للإمام المهدي، بعدم بذل طاقاتهم وقصارى جهدهم في مسيرة التكامل والرقي الانساني والتي يمنح الله فرصها مرارا في ساحة وجودهم من خلال ارساله لجملة من المصلحين لتحقيق ذلك الهدف النبيل
وهنالك عدة شبهات انطلت على هؤلاء فاتخذوها مبررا لهم والتي منها ما يلي:
ادخار هذه الطاقات والجهود حتى يحين اوان ظهور الامام واعلانه عن نفسه لكي يتم تقديم هذه الطاقات وبذل هذه الجهود بين يديه ، وهي شبهة انطلت على الكثيرين مع الاسف وساعد العدو على تركيزها في اذهان البعض بمختلف الحيل والالاعيب
ولنناقش هذه الشبهة من هذه الزاوية والتي هي:
ان جل المنتظرين للإمام المهدي ان لم يكن كلهم موقنين بدرجة من درجات اليقين بان المهمة الموكلة للإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ، هي انقاذ المظلومين والمحرومين والمستضعفين من قبضة الفساد والجهل والتخلف وارساء قواعد دولة العدل للوصول الى السعادة والرقي الانساني
والان لو نظرنا الى هذه المهمة ، هل يمكن لعاقل منصف ان يقول انها مهمة يسيرة وهينة؟
بالتأكيد لا ، بل انها مهمة شاقة وعسيرة ولذلك فان تحقيقها يمثل حلماً بالنسبة للأنبياء والاوصياء وعموم المصلحين...، بل وللناس اجمعين ، الا من شذ منهم وخرج عن فطرة الله التي فطر الناس عليها
عليه ، او ليست هذه المهمة النفيسة النبيلة تحتاج لأدوات وظروف عديدة وتظافر جهود الجميع من اجل تحقيقها ومن ضمن هذه الادوات الثلة الطيبة من خيرة الناس والتي بذلت كل طاقاتها واقصى جهودها ، من اجل التشرف بخدمة الامام لمواجهة الظلم والفساد وازالة قواعده واركانه ليتم بذلك ارساء قواعد دولة العدل والسلام ، ولو كانت هذه الثلة مدخرة طاقاتها وجهدها ومنعزلة عن حلقات التكامل المتحقق جلها عن طريق خدمة الانسانية وحب الوطن واتباع المصلحين واقتفاء اثرهم والسير على نهجهم ، ومواجهة الفاسدين والظالمين والمتكبرين ...
اذن كيف سيتمكنون من الوصول الى مرتبة من مراتب التأهل للالتحاق بجيش الامام للمشاركة في تنفيذ مهمته العظيمة والمشاركة في تأسيس دولته العادلة؟
ثم للنظر للذين هم واقعين في دائرة بذل اقصى الطاقات وقصارى الجهد في ساحة التكامل والرقي ، من السابقين الذين جاءهم الاجل ، قبل ان يأذن الله بالفرج لولية القائم عجل الله فرجه الشريف ، لننظر هل ربح هؤلاء الصفقة ام خسروا نتيجة مداهمة الاجل لهم قبل ان يأذن الله لوليه بالفرج؟
الحقيقة تقول انهم لم يخسروا أي شيء اطلاقا ، وعلى العكس تماما فلقد ربحوا خير الدين والدنيا والاخرة، وفازوا فوزا عظيما ، كيف؟
1.لقد ربحوا درجات ايمانية عالية بالغيب لان الغيب لم يكن حائلا لهم امام مواصلة مسيرهم التكاملي ، بل كانوا على مرتبة من الايمان بالغيب وكأن الامام ماثلا بشخصه الكريم وذاته المقدسة امامهم غير غائب عنهم.
2. ربحوا مراتب عالية من الكمال والرقي الذي وصلوا اليه نتيجة بذل قصارى جهدهم ولم يبخلوا بشيء من طاقاتهم في مجال خدمة الدين والانسانية والوطن
3.لقد فازوا حتما ويقينا بمرتبة من مراتب جيش الامام عجل الله فرجه الشريف ، وسوف يكون لهم اجر ورقي وتكامل اخوانهم المتزامنين مع الظهور الشريف
4. لهم مشاركة فعالة في مهمة زيادة الوعي التكاملي الجمعي للبشرية ، فالتكامل الموجود لدينا اليوم جله تكامل جميع الاجيال السابقة ومنذ بدأ مسيرة البشرية والى اليوم ، بما فيهم الانبياء والمرسلين والاوصياء والصالحين والصالحات ...
فالخبرة الجمعية عند البشرية اليوم ما هي الا خبرة تراكمية شارك فيها جميع اجيال البشرية وعلى طول خط مراحل مسيرها الانساني
اذن هم قد ساهموا مساهمة فعالة بإيصال الثلة الطيبة الطاهرة التي سوف تلتحق بالمعصوم ساعة الفرج بالإذن الالهي ، لان هؤلاء الطيبين وما يحملونه من تكامل هو في حقيقته التكامل الجمعي الذي شارك فيه الجميع

الأربعاء، 13 مارس 2019

السيد الشهيد محمد الصدر قدس يبيّن موقف الإمام علي الهادي عليه السلام من ...

كيف استفادت السلطة العباسية من (الخطأ) الذي ارتكبته قريش اتجاه هجرة الرس...

السيد الشهيد محمد الصدر قدس يذكر بعض الادلة على اهمية العراق

بعض المشخصات الدالة على التقارب الاسلامي المسيحي في الماضي والحاضر والمس...

القائد السيد مقتدى الصدر :- من لم ينصر الإمام المهدي (عج) في غيبته فهو ل...

الجمعة، 8 مارس 2019

اهمية البعد الحركي للمنتظِر للإمام المهدي عليه السلام .. لاسيما في أشهر الطاعة


هنالك مسير جمعي تكاملي ينبغي للفرد مساوقته سيما وان فرص التكامل تُمنح للبشرية وفق عدالة الهية وعلى طول خط مراحلها بدون استثناء ، فالمحروم من فاتته فرص التكامل سيما وانها تمر مر السحاب ولات حين مندم ، وهنا من المهم الالتفات الى هذه القاعدة التي بيّنها المفكر الاستاذ علي الزيدي ، في كتابه " دفاع عن فاطمة الزهراء عليها السلام " ، في فقرة : خانك ريش الاعزل ، حيث قال:
(اي انها عليها السلام قد شبّهت الامام علي عليه السلام بالصقر وهو معزول عن الخلافة ايضا ، المنقطع عن الخلق والذي لا يأنس بهم بعد ما اقدموا عليه من افعال بعيدة عن الشرع وشبّهت المسلمين بالريش وبما ان الصقر لا يقوى على الطيران من دون الريش فهنا قولها كناية عن عدم نصرة القوم للإمام عندما حاول ان يطير كالصقر)(انتهى).
الاستاذ علي الزيدي ، اعطانا ، مفتاح فهم يفتح ابواب متعددة من المعاني والتي يمكن ان نستشف منها ما يلي :
ان الزهراء عليها السلام تريد ان تبين لشيعتها المنتظرين لنصرة ولدها الامام المهدي عليه السلام ، انه ينبغي عليكم ان تتكاملوا وترتقوا بدرجات الطاعة والاخلاص لكي تكونوا مؤهلين بان تكونوا ريش يعين ولدها على الطيران لإرساء قواعد دولة العدل المعطلة طيلة القرون المنصرمة نتيجة الكسل والخمول الذي اصاب اغلب افراد الامة مما ادى بهم الى الانعزال عن نصرة الحق والاصلاح ، حينها اصبحوا كالريش الذي فارق جسد الامام مما وقف حائلا دون طيرانه لإقامة دولته العادلة.
ومن هنا يتبين مجموعة من الحقائق الخطيرة الاخرى والتي منها :
اعتبار هؤلاء المتكاسلين والمتقاعسين عن نصرة الحق وردع الباطل واقعين في دائرة الخيانة ، الذين لا يحبهم الله
كما ان حقيقة الريشة المنزوعة من جسد الطائر ، فاقدة لكل قيمة واهمية ، لان قيمتها الحقيقية وحياتها حينما تكون في جسم الطائر فقط.
والان لننتقل الى مطلب آخر مهم بيّنه الأستاذ علي الزيدي في حوارية (كيفية الظفر للالتحاق بالإمام المهدي المنتظر عليه السلام )، حيث قال :
(ان غيبة الامام هي جزء يحتاجه الفرد المؤمن في وجوده الدنيوي للوصول الى درجات من التكامل لا يمكن له ان يصل اليها دون غيبة الامام ، ... انت في غيبة الامام هي ساحة تكامل لك ، ان اردت التكامل فقد هيّأ الله لك في غيبة الامام فرصة للتكامل ، ان عرفنا هذا الاتجاه يعني كأنما غيبة الامام هي اختبار لي ، يؤدي النجاح بهذا الاختبار الى الوصول الى درجات عليا من التكامل)(انتهى).
اي انه هنالك تكامل للفرد لا يتحقق الا من خلال الغيبة ، والنجاح فيها ببعد حركي ايجابي حينما يكون قد بذل كل ما بوسعه وجهده وطاقته في البحث عن جهة الحق والاصلاح من اجل نصرتها ، وتشخيص جهة الباطل والفساد لمقاومتها ورفضها ، وهكذا يرتقي الفرد في سلم التكامل لأنه يواصل مسيره التكاملي في غيبة الامام وكان الامام حاضر يقينا في وجوده ، وهذا معنى مهم من معاني الذين يؤمنون بالغيب لا ينبغي التغافل عنه او التفريط به
قال الاستاذ علي الزيدي:
(الانسان قد وصل في تكامله وايمانه بالغيب الى ان يقبل بمرحلة الغيبة ، لو كان اولياءه يشكون لما غيب وليه
اذن جزء من مسألة الارتباط بعالم الغيب هو اليقين بالغيب مع التحرك لما يوجبه البعد الزمني الغيبي)(انتهى).
ثم بعد ذلك يصنف الاستاذ علي الزيدي المنتظرين للإمام المهدي الى ثلاثة اصناف (انقل كلام الاستاذ بالمضمون) :
الصنف الاول.
صنف الفرد الذي يرى بان يحافظ على طاقته وجهده وعلمه وامواله ...، مدخرة حتى يخرج الامام لكي يبذلها بين يديه ، ولم يكن قد تجاوز في بعده الحركي في اقصى حالاته نسبة الـ20 % ، فمثل هذا الفرد سيكون مصيره الفشل في نصرة الامام لأنه انعزل عن الامام في غيبته ، حينما انعزل عن تأدية ما يترتب عليه من واجبات اتجاه الدين وخدمة المجتمع ونصرة الحق والاصلاح ، فهو يشترط وجود شاخص المعصوم ماثلا امامه لكي يتحرك
وقد بين الاستاذ هذه الحقيقة الخطيرة لمثل هؤلاء الافراد الذين في احسن احوالهم سيلتحقون لاحقا بركب الامام بعد تأسيس دولته العادلة :
(الذي يتخلف عن الإمام يوم واحد هو فاشل ، يعني إذا لم يُعطى له تكليفاً في نفس البُعد اليومي الحركي للإمام في حركته الأولى المباشرة هو فاشل)
الصنف الثاني.
الذي بذل طاقة وجهد عالي عقلي ونفسي ومالي حتى وصل الى ( 75% ) - على سبيل المثال - ، ولكن هذه النسبة وبمجرد خروج الامام ارتفعت الى ( 80% ) ، فبالمعنى الدقي لمثل هؤلاء الافراد ، انهم قد وقعوا بدائرة من دوائر الفشل باعتبار بخلهم بالـ( 5% ) التي كان بمقدورهم تقديمها في غيبة الامام (عجل الله فرجه الشريف)
الصنف الثالث.
وهم الذين بذلوا اقصى طاقاتهم وجهدهم بالبُعد الاقتصادي والروحي والعقلي والجهدي والنفسي...، حتى وصلوا الى نسبة الـ ( 75 %) - مثلا - ، وكانوا يعملون بنَفَسْ وكأن الامام ماثلاً أمامهم بشخصه، فلم يبخلوا بأي نسبة جهد لم يقدموها ، مثل هؤلاء الابطال سيكون نصيبهم النجاح ويفوزون بمسحة الامام المباركة على رؤوسهم ليزدادوا تكاملا ، وقد اكد الاستاذ على هذه النقطة الجوهرية بما مضمونه:
(مهما سعى الفرد ما دون المعصوم وعلا في إيمانه وتكامله وجهده وسعيه وبإخلاص كامل ، لا يمكن له الوصول الى المرتبة المطلوبة للتكامل دون مسحة المعصوم ، لانه يبقى محتاجا للمعصوم ، وهو الذي يكمّل هذا الاحتياج ، فبوجود الإمام المهدي وظهوره المبارك ، سيكون سبب رئيسي في مد اصحابه المخلصين بهبات لا يمكن ان توصف وكأنما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وقد يكون هذا يعني سبباً رئيسياً أو علةً رئيسة في حركة أصحاب الإمام وتحقيقهم للنصر المطلوب في ذلك الزمن المبارك للظهور الشريف)(انتهى)
والان ، هذه اشهر الطاعة : رجب ، وشعبان ، ورمضان ، قد اقبلت نحونا وسبق ان اكد القائد السيد مقتدى الصدر(اعزه الله) ، على اهمية الطاعة ، اي طاعة الله فيها ، وذلك في بيانه الصادر في: 22 - 5 – 2012 ، وما يجب على المؤمنين تطبيقه في هذه الاشهر المقدسة ، لتكون هذه الطاعة المقرونة بالإخلاص سبب في تقليص الفجوة والهوة التي بيننا وبين ما يترتب علينا من مستوى من التكامل والمؤهلات والتي ينبغي ان نصل اليها عسى ان نكون ممن جاهد واجتهد وبذل اقصى طاقاته من اجل نصرة الحق والاصلاح وحفظ الامام في غيبته وكانه غير غائب عنه(عجل الله فرجه الشريف).

برنامج ( تعلّم معنا علم المنطق ) للاستاذ طالب العلوي / الحلقة الواحدة و ...

السبت، 2 مارس 2019

تكليف الفرد في بلاد الغرب / الباحث والمفكر الاستاذ علي الزيدي

The Friday no .180 the Iraqi leader Al-Sayyid Muqtada Al-Sadr (Transla...

برنامج ( تعلّم معنا علم المنطق ) للاستاذ طالب العلوي / الحلقة الاربعون

برنامج ( تعلّم معنا علم المنطق ) للاستاذ طالب العلوي / الحلقة الواحدة و ...