الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

مقتل سيدنا مسلم بن عقيل (عليهما السلام).



روى أبو مخنف وغيره : أن أهل الكوفة لما كتبوا إلى الحسين دعا مسلما فسرحه مع قيس بن مسهر ، وعبد الرحمن بن عبد الله ، وجماعة من الرسل ، فأمره بتقوى الله وكتمان أمره واللطف ، فإن رأى الناس مجتمعين عجل إليه بذلك ، وكتب إليهم :
" أما بعد : فقد أرسلت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل وأمرته أن يكتب لي إن رآكم مجتمعين ، فلعمري ما الإمام إلا من قام بالحق " (تاريخ الطبري : 3 / 278 . الإرشاد : 2 / 39) 
فخرج من مكة في أواخر شهر رمضان وأتى المدينة ، فصلى في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) وودع أهله وخرج فاستأجر دليلين من قيس فجارا عن الطريق واشتد عليهم العطش فلم يلبثا أن ماتا .
وأقبل مسلم ومن معه حتى انتهوا إلى الماء وقد أشار الدليلان إليهما عليه ، فكتب مسلم مع قيس إلى الحسين ( عليهالسلام ) من المضيق من بطن خبت 
(الخبت : ماء لقبيلة كلب . معجم البلدان : 2 / 343)
أما بعد :
فإني خرجت من المدينة ومعي دليلان فجارا عن الطريق وعطشنا ، فلم يلبثا أن مات وانتهينا إلى الماء فلم ننج إلا بحشاشة أنفسنا ، وقد تطيرت من وجهي هذا ، فكتب إليه الحسين ( عليه السلام ) ، أما بعد 
: " فقد خشيت أن يكون (في الإرشاد 2 / 40 : أن لا يكون حملك) حملك على هذا غير ما تذكر فامض لوجهك الذي وجهتك له والسلام " .
فسار مسلم حتى مر بماء لطئ فنزل ، ثم ارتحل فإذا رجل قد رمى ظبيا حين أشرف له فصرعه فقال مسلم : يقتل عدونا إن شاء الله .
وأقبل مسلم حتى دخل الكوفة فنزل دار المختار بن أبي عبيد فحضرته الشيعة واجتمعت له ، فقرأ عليهم كتاب الحسين ( عليه السلام ) الذي أجابهم به ، فأخذوا يبكون وخطبت بمحضره خطباؤهم كعابس الشاكري ، وحبيب الأسدي ، فبلغ ذلك النعمان ابن بشير الأنصاري - وكان عامل يزيد على الكوفة - فخرج وخطب الناس وتوعدهم ولان في كلامه ، فقام إليه عبد الله بن مسلم بن سعيد الحضرمي حليف بني أمية فأنبه وخرج ، فكتب هو وعمارة بن عقبة إلى يزيد بأمر النعمان وأنه ضعيف أو يتضاعف ، وأخذ الناس يبايعون مسلما حتى انتهى ديوانه إلى ثمانية عشر ألف مبايع أو أكثر ، فكتب إلى الحسين ( عليه السلام ) بذلك مع عابس بن أبي شبيب الشاكري وسأله الإعجال بالقدوم عليه ، لاشتياق الناس إليه . ولما بلغ ذلك يزيد استشار ذويه فيمن يوليه ، فأشار عليه سرجون مولى أبيه بعبيد الله بن زياد وأخرج إليه عهد أبيه فيه ، فولاه وكتب إليه بولاية المصرين مع مسلم بن عمرو الباهلي . فسار مسلم حتى ورد البصرة . وقد كان الحسين ( عليه السلام ) كتب إلى أهل البصرة مع مولاه سليمان ، فصلبه عبيد الله وتهدد الناس ، وخلف مكانه أخاه عثمان وخرج إلى الكوفة ، وأخرج معه شريك بن الأعور ، ومسلم بن عمرو وجماعة من خاصته ، فساروا فجعل شريك يتساقط في الطريق ليعرج إليه عبيد الله فيقيم عليه فيبادر الحسين ( عليه السلام ) الكوفة قبل دخولهم فيتمكن من الناس ، ولكن الحسين لم يكن خرج من مكة كما ظن شريك ، وعبيد الله لم يعرج على شريك كلما سقط كما زعم ، فدخل الكوفة قبل أصحابه ، فظن الناس أنه الحسين ( عليه السلام ) لتشبهه به لباسا وتلثمه ، فدخل القصر والنعمان يظنه الحسين ، والناس تقول له مرحبا بابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) وتتبعه ، فسد النعمان باب القصر ، فصاح به افتح لا فتحت ، فعرفه وفتح الباب وعرفها الناس كلمة عبيد الله فانكفأوا وانكفوا ، وبات مسلم والناس حوله .

فلما أصبح دخل شريك الكوفة فنزل على هاني بن عروة فزاره مسلم وعاده ، فقال لمسلم : أرأيت لو عادني عبيد الله أكنت قاتله ؟ قال : نعم ، فبقي عند هاني ، وأصبح عبيد الله فبعث عينا له من مواليه يتوصل إلى مسلم ، وعاد شريك بن الأعور فلم يحب مسلم قتله حتى ظهر من تلويحات شريك لعبيد الله ، فنهض ومات شريك وأخبره عينه أن مسلما عند هاني فبعث على هاني وحبسه ، فجمع مسلم أصحابه وعقد لعبيد الله بن عمرو بن عزيز الكندي على ربع كندة وربيعة ، وقال له سر أمامي في الخيل . وعقد لمسلم بن عوسجة على ربع مذحج وأسد وقال : انزل في الرجال ، وعقد لأبي ثمامة الصائدي على ربع تميم وهمدان ، وعقد للعباس بن جعدة الجدلي على ربع المدينة ، ثم أقبل نحو القصر فأحاطوا به حتى أمر عبيد الله بسد الأبواب ، فأشرف من القصر أشراف الكوفة يخذلون الناس بالترغيب والترهيب ، فما أمسى المساء إلا وقد انفض الجمع من حول مسلم ، وخرج شبث بن ربعي ، والقعقاع بن شور الذهلي ، وحجار بن أبجر العجلي ، وشمر بن ذي الجوشن الكلابي يخذلون الناس ، وخرج كثير بن شهاب بن الحصين الحارثي في عدد للقبض على من رآه يريد مسلما ، فقبض على جماعة فحبسهم عبيد الله . ثم إن مسلما خرج من المسجد منفردا لا يدري أين يتوجه ، فمر بدار امرأة يقال لها ( طوعة ) كانت تحت الأشعث بن قيس 
(قال ابن حجر : الأشعث بن قيس بن معد يكرب الكندي ، أبو محمد الصحابي نزل الكوفة ، مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين وهو ابن ثلاث وستين . راجع تقريب التهذيب : 1 / 80 ، الرقم 608) 
ثم تزوجها أسيد الحضرمي فولدت منه بلالا ومات أسيد عنه (هكذا في الأصل ، والصحيح : عنها) ، فاستسقاها فسقته وشرب فوقف ، فقالت له : ما وقوفك ؟ فاستضافها فأضافته وعرفته فأخفته ببيت لها ، فاسترابها بلال ابنها بكثرة الدخول والخروج لذلك البيت فاستخبرها فما كادت تخبره حتى استحلفته وأخبرته ، فخرج صبحا للقصر ، فرأى ابن زياد وعنده أشراف الناس وهو يتفحص عن مسلم فأسر لمحمد بن الأشعث بخبره ، فقال ابن زياد : وما قال لك ؟ فأخبره ، فنخسه بالقضيب في جنبه ثم قال : قم فاتني به الساعة .

فخرج ومعه عمرو بن عبيد الله بن العباس السلمي في جماعة من قيس حتى أتوا الدار ، فسمع مسلم حوافر الخيل فخرج وبيده سيفه ، فقاتل القوم قتلا شديدا ، وكان أيدا ، ربما أخذ الرجل ورمى به على السطح ، فجعلوا يوقدون أطناب القصب ويرمونها عليه ويرضخونه بالحجارة من السطوح ، وهو لا يزال يضرب فيهم بسيفه ويقول في خلال ذلك متحمسا :
أقسمت لا أقتل إلا حرا * وإن رأيت الموت شيئا نكرا
كل امرء يوما ملاق شرا * أو يخلط البارد سخنا مرا
رد شعاع النفس فاستقرا * أخاف أن أكذب أو أغرا
ثم اختلف هو وبكير بن حمران الأحمري بضربتين فضرب بكير فم مسلم فقطع شفته العليا ، وأسرع السيف في السفلى ، ونصلت لها ثنيتان ، فضربه مسلم ضربة منكرة في رأسه وثنى بأخرى على حبل عاتقه كادت تأتي على جوفه فاستنقذه أصحابه . وعاد مسلم ينشد شعره ، فقال له محمد بن الأشعث : لك الأمان يا فتى ، لا تقتل نفسك ، إنك لا تكذب ولا تخدع ولا تغر ، إن القوم بنو عمك وليسوا بقاتليك ولا ضاربيك ، فلما رأى مسلم أنه قد أثخن بالحجارة وأضرت به أطنان القصب المحرق وأنه قد انبهر أسند ظهره إلى جنب تلك الدار فكرر عليه محمد الأمان ودنا منه ، فقال : آمن أنا ؟ قال : نعم .

وصاح القوم : أنت آمن . سوى عمر وبن عبيد الله بن العباس السلمي فإنه قال : لا ناقة لي في هذا ولا جمل وتنحى ، فقال مسلم : أما لو لم تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم .

ثم أتي ببغلة فحمل عليها وطافوا حوله فانتزعوا سيفه من عنقه ، فكأنه آيس من نفسه فدمعت عيناه ، وقال : هذا أول الغدر ، فقال محمد : أرجو أن لا يكون عليك بأس ، فقال : ما هو إلا الرجاء ، أين أمانكم ؟ ! إنا لله وإنا إليه راجعون وبكى ، فقال عمرو السلمي : إن من يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك ، فقال : إني والله ما لنفسي أبكي ولا لها من القتل أرثي ، وإن كنت لم أحب لها طرفة عين تلفا ، ولكن أبكي لأهلي المقبلين إلي ، أبكي لحسين وآل حسين ، ثم قال لمحمد بن الأشعث : يا عبد الله إني أراك ستعجز عن أماني ، فهل عندك خير ؟ أتستطيع أن تبعث من عندك رجلا على لساني يبلغ حسينا ، فإني لأراه قد خرج إليكم اليوم مقبلا أو هو خارج غدا وأهل بيته معه ، وإن ما ترى من جزعي لذلك ، فيقول : إن مسلما بعثني إليك وهو في أيدي القوم أسير لا يرى أن يمسي حتى يقتل وهو يقول : إرجع بأهل بيتك ولا يغرك أهل الكوفة فإنهم أصحاب أبيك الذي كان يتمنى فراقهم بالموت أو القتل ، إن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني ، وليس لمكذوب رأي ، فقال محمد : والله لأفعلن ولأعلمن ابن زياد إني قد آمنتك . قال جعفر بن حذيفة الطائي : فبعث محمد أياس بن العتل الطائي من بني مالك ابن عمرو بن ثمامة وزوده وجهزه ومتع عياله ، وأرسله للحسين فاستقبله بزبالة (زبالة : منزل بطريق مكة من الكوفة . معجم البلدان : 3 / 129) لأربع ليال بقين من الشهر ، وكان عبيد الله بن زياد بعث رئيس الشرطة الحصين بن تميم التميمي في نحو من ألفي فارس فأطافوا بالطف ونظموا المسالح ومنعوا الداخل والخارج ، فهم على خط واحد فلم تحصل له فرصة إلا ذلك الزمن . قال أبو مخنف : ثم أقبل محمد بن الأشعث بمسلم إلى باب القصر فاستأذن فأذن له ، فأخبر عبيد الله بخبر مسلم وضرب بكير إياه ، فقال : بعدا له ، فأخبره بأمانه ، فقال : ما أرسلناك لتؤمنه إنما أرسلناك لتأتي به .
فسكت .
وانتهى مسلم إلى باب القصر وهو عطشان ، وعلى باب القصر أناس ينتظرون الإذن منهم : عمارة بن عقبة بن أبي معيط ، وعمرو بن حريث ، ومسلم بن عمرو الباهلي ، وكثير بن شهاب ، فاستسقى مسلم وقد رأى قلة موضوعة على الباب ، فقال مسلم الباهلي : أتراها ما أبردها ! لا والله لا تذوق منها قطرة حتى تذوق الحميم في نار جهنم ! فقال له : ويحك من أنت ؟ قال : أنا ابن من عرف الحق إذ أنكرته ونصح لإمامه إذ عششته ، وسمع وأطاع إذ عصيته وخالفته ، أنا مسلم بن عمرو الباهلي ، فقال : لأمك الثكل ! ما أجفاك وما أفظك ، وأقسى قلبك وأغلظك ! أنت يا بن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم مني ، ثم تساند وجلس إلى الحائط ، فبعث عمرو بن حريث مولاه سليمان فجاءه بقلة ، وبعث عمارة غلامه قيسا فجاءه بقلة عليها منديل فصب له ماء بقدح ، فأخذ كلما شرب امتلأ القدح دما من فمه ، حتى إذا كانت الثالثة سقطت ثنيتاه في القدح ، فقال : الحمد لله لو كان من الرزق المقسوم لي لشربته .

ثم أدخل مسلم فلم يسلم بالإمرة على عبيد الله ، فاعترضه الحرسي بذلك ، فقال عبيد الله : دعه فإنه مقتول ، فقال لهمسلم : أكذلك ؟ قال : نعم ، قال : فدعني أوص إلى بعض قومي . فنظر إلى جلساء عبيد الله فإذا عمر بن سعد فيهم ، فقال : يا عمر ، إن بيني وبينك قرابة ، ولي إليك حاجة ، وقد يجب عليك نجح حاجتي ، وهو سر . فأبى أن يمكنه من ذكرها ، فقال له عبيد الله : لا تمتنع أن تنظر في حاجة ابن عمك ، فقام معه وجلس بحيث ينظر إليه ابن زياد ، فقال : إن علي بالكوفة دينا استدنته منذ قدمت الكوفة سبعمأة درهم ، فاقضها عني ببيع لأمتي واستوهب جثتي من ابن زياد فوارها ، وابعث إلى الحسين ( عليه السلام ) من يرده ، فإني كتبت إليه أعلمه أن الناس معه ، ولا أراه إلا مقبلا .
فقال عمر لابن زياد : أتدري ما قال لي ؟ أنه قال كذا وكذا ، فقال ابن زياد : ما خانك الأمين ولكن ائتمنت الخائن ، أما ماله فهو لك فاصنع به ما شئت ، وأما جثته فلن نبالي إذا قتلناه ما يصنع بها ، أو قال : فلن نشفعك فيها فإنه ليس بأهل منا لذلك قد جاهدنا وجهد على هلاكنا ، وأما حسين فإن لم يردنا لم نرده وإن أرادنا فلن نكف عنه ، ثم قال : إيه يا بن عقيل أتيت الناس وأمرهم جميع وكلمتهم واحدة ، لتشتتهم وتحمل بعضهم على بعض ؟ قال : كلا ، ما أتيت لذلك ولكن أهل المصر زعموا أن أباك قتل خيارهم ، وسفك دماءهم ، وعمل فيهم أعمال كسرى وقيصر ، فأتيناهم لنأمر بالعدل وندعوا إلى حكم الكتاب . قال : وما أنت وذاك يا فاسق ، أولم نكن نعمل بذاك فيهم إذ أنت بالمدينة تشرب الخمر ؟ قال : أنا أشرب الخمر ؟ ! والله إن الله يعلم أنك غير صادق ، وإنك قلت بغير علم ، وأني لست كما ذكت ، وإن أحق بشرب الخمر مني من يلغ في دماء المسلمين ولغا ، فيقتل النفس التي حرم الله قتلها ، ويقتل النفس بغير النفس ، ويسفك الدم الحرام ، ويقتل على الغضب والعداوة وسوء الظن ، وهو يلهو ويلعب كأن لم يصنع شيئا . فقال ابن زياد : يا فاسق إن نفسك تمنيك ما حال الله دونه ولم يرك أهله ، قال : فمن أهله يا بن زياد ؟ قال : أمير المؤمنين يزيد .
قال : الحمد لله رضينا بالله حكما بيننا وبينكم . قال : كأنك تظن أن لكم في الأمر شيئا ؟ قال : ما هو الطن ولكنه اليقين ، قال : قتلني الله إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الإسلام ! قال : أما إنك أحق من أحدث في الإسلام حدثا لم يكن منه ، أما إنك لا تدع سوء القتلة ، وقبح المثلة ، وخبث السريرة ، ولؤم الغلبة لأحد أحق بها منك ، فأخذ ابن زياد يشتمه ويشتم عليا وحسينا وعقيلا ، وأخذ مسلم بالسكوت والإعراض عنه ، فقال ابن زياد ، اصعدوا به فوق القصر ، وادعوا بكير بن حمران الأحمري الذي ضربه مسلم ، فصعدوا به ، وأحضر بكير فأمره أن يضرب عنقه ويتبع برأسه جسده من أعلى القصر ، فصاح مسلم بمحمد بن الأشعث : قم بسيفك دوني فقد أخفرت ذمتك ، أما والله لولا أمانك ما استسلمت . فأعرض محمد ، وجعل مسلم يسبح الله ويقدسه ويكبره ويستغفره ، ويصلي على أنبياء الله وملائكته ويقول : اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكذبونا وأذلونا ، فأشرف به من على القصر ، فضربت عنقه واتبع جسده رأسه ، ونزل بكير فقال له ابن زياد : وما كان يقول ؟ قال : إنه كان يسبح ويستغفر ، فلما أدنيته قلت :
الحمد لله الذي أقادني منك .
وضربته ضربة لم تغن شيئا ، فقال لي : أما ترى في خدش تخدشنيه وفا من دمك أيها العبد ؟ فقال ابن زياد : أوفخرا عند الموت ؟ ثم قال : إيه . قال : وضربته الثانية فقتلته ، ثم أمر ابن زياد فقتل هاني وجملة من المحبوسين ، وجرت جثتا مسلم وهاني بحبلين في الأسواق (تاريخ الطبري : 3 / 291) . 
واستشهد سيدنا مسلم بن عقيل عليهما السلام في اليوم الثامن من ذي الحجة يوم خروج الحسين ( عليه السلام ) من مكة(وفي خبر ثاني بعد يوم واحد من خروج الإمام الحسين (ع) من مكة أي في التاسع من ذي الحجة ) سنة 60هـ.
ومن دواعي الشرف ختم هذا المبحث بكلمة من درر سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) حيث قال:
..وان هؤلاء العظماء عند الله كأمثال مسلم بن عقيل ممن لهم التأييد والتسديد من الله سبحانه..
( اضواء على ثورة الامام الحسين عليه السلام/ص163)
فسلام الله عليك سيدنا مسلم بن عقيل يوم ولد ويوم استشهدت غريبا عطشانا ويوم تبعث حيا ورحمة الله تعالى وبركاته.

من مصادر ومراجع المبحث:
1.مقتل الامام الحسين اليه السلام/ أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سالم الأزدي الغامدي 
2. معجم رجال الحديث/ المحقق الكبير ابو القاسم الخوئي: 19 / 165 
3. أعيان الشيعة/محسن الامين العاملي: 1 / 591 .
4. الأمالي/ للشيخ الصدوق : 191 .
5. الإرشاد/ للشيخ المفيد: 2 / 39 .
6. مثير الأحزان/ لابن نما الحلي : 21 .
7. أبصار العين/ محمد بن طاهر السماوي: 87
8. .المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة/ سيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي
9.اضواء على ثورة الامام الحسين عليه السلام/السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره الشريف)

اول عزاء اقيم لسيدنا مسلم بن عقيل عليهما السلام



بكتك دمـا يا ابن عم الحسين ** مدامــع شيعتـك السافحــــــه
ولا برحت ها طلات العيـــون ** تحييـك غاديــة رائحــــــــــــه
لأنك لم ترو مـن شربــــــــــة ** ثناياك فيها غـدت طائحــــــــه
رموك من القصر إذ أوثقـوك ** فهل سلمت فيك من جارحـــه
وسحبا تجــرّ بأسواقهــــــــــم ** ألست أميرهــم البارحــــــــه
أتقضي ولم تبكك الباكيــــــات ** أما لك في المصر من نائحـه
لئن تقضي نحبا فكم في زرود ** عليك العشية من صائحــــــة
(سيد باقر سيد محمد الهندي)

تم اقامة اول عزاء لسيدنا مسلم بن عقيل(عليهما السلام)، من قبل الامام الحسين عليه السلام ، وذلك في منطقة زرود، وفيما يلي بعض النقاط المتعلقة بهذا العزاء.

اولا. منطقة زرود

عزاء اقيم لسيدنا مسلم عقيل عليهما السلام
زرود : من أشهر منازل العرب في الجاهلية, ومن أشهر منازل درب زبيدة المعروف للحاج العراقي بعد الثعلبية وقبل الأجفُر للمتجه إلى مكة المكرَّمة حيث تنزل فيه القوافل القادمة من بغداد والحيرة والكوفة... 
وذكر انه في وقت من الاوقات خيَّم فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وكذلك امير المؤمنين عليّ بن ابي طالب عليه السلام ، وعسكر بها سعد بن أبي وقاص مع جيشه في طريقه إلى القادسية سنة 14هـ بأمر عمر بن الخطاب.
اما اصل الاسم فيوجد قولين لذلك، وهما:
1. أن أصل تسمية زرود هو أن زرود والشّقره والرّبذه من بنات يثرب بن قانيه بن مهليل بن رخام بن عبيل أخي عوض بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام
2.من جهة أصل معنى الكلمة, فيعتقد أنها سميت زرود لابتلاعها المياه التي تمطرها السحائب لأنّها أرض وكثبان رملية, ففي معاجم اللغة الزرد: هو البلع، وزَرِدَ اللقمة يَزْرَدُها زَرْداً: أي بلعها، وجمل زرود: أي بلوع، وطعام زَمِطٌ وزَرِدٌ: أَي لين سريع الانحدار.
ولا تزال زرود حتى اليوم تحتفظ بتسميتها القديمة, وتسميات أخرى أيضاً شامة زرود و شامات زرود, والشامة هي المنطقة غير الرملية وسط منطقة رملية. 
وزرود قديما تقع على طريق حاج الكوفة بين الثعلبية والخزيمية .
( معجم البلدان : 3 / 139 )
وزرود اليوم تقع شرق منطقة حائل في السعودية بين حبلي رمل من رمال المظهور في نطاق محافظة بقعاء, 160 كم شمال شرق مدينة حائل, 20كم في شرق مدينة بقعاء.

ثانيا. اقامة العزاء

عزاء اقيم لسيدنا مسلم عقيل عليهما السلام
لمّا نزل الامام الحسين عليه السلام في زرود نزل بالقرب منه زهير بن القين البجلي ، فدعاه الإمام إلى نصرته والمسير معه ، فلبّى الدعوة ، والتحق بقافلة الامام الحسين عليه السلام ، وفي زرود اخبر الامام الحسين عليه السلام بقتل مسلم بن عقيل(عليه السلام) ، وهانئ بن عروة(عليه السلام) 

قال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس):
..وصل الخبر الى الحسين(عليه السلام) عن احد طريقين :
اما بالمعجزة حين اجاب سلام مسلم بن عقيل(عليه السلام) قائلا:
عليك السلام يا غريب كوفان .
واما بالسبب الطبيعي وهو الفرزدق ورفيقه ، حيث قالا له :
لم نخرج من الكوفة الا ورأينا جثة مسلم وهاني تجران بالحبال في ازقة الكوفة . فبكى وترحم على مسلم ، ولكنه لم يعزم على تغيير مقصده...(انتهى)
(شذرات من فلسفة تاريخ الامام الحسين عليه السلام...ص307، وفي الهامش المصدر :مقاتل الطالبيين ص73 )
قال أبو مخنف في مقتله : وحدث عبد الله بن سليم والمذري بن المشمعل الأسديين قالا :
لما قضينا حجنا لم يكن لنا همة إلا اللحاق بالحسين في الطريق لننظر ما يكون من أمره وشأنه ، فأقبلنا ترقل بنا ناقتانا مسرعين حتى لحقناه بزرود ، فلما دنونا منه إذا نحن برجل من أهل الكوفة قد عدل عن الطريق حين رأى الحسين ، قالا : فوقف الحسين كأنه يريده ، ثم تركه ومضى ، فقال أحدنا لصاحبه : 
إمض بنا إليه لنسأله عن خبر الكوفة ، فانتهينا إليه وسلمنا وانتسبنا ، فإذا هو بكير بن المثعبة الأسدي فاستخبرناه عن الكوفة فقال : 
ما خرجت حتى رأيت مسلما وهانيا قتيلين يجران بأرجلهما في السوق . 
ففارقناه ولحقنا بالحسين(عليه السلام) ، فسلمنا عليه وسايرناه ، حتى نزل الثعلبية ممسيا فدخلنا عليه وقلنا له : 
يرحمك الله إن عندنا خبرا إن شئت حدثناك به علانية وإن شئت سرا .
فنظر إلى أصحابه وقال : ما دون هؤلاء سر . 
فقلنا : أرأيت الراكب الذي استقبلك عشاء أمس ؟
قال : نعم ، وقد أردت مسألته .

فقلنا قد استبرأنا لك خبره ، وكفيناك مسألته وهو امرؤ من أسد منا ذو رأى وصدق وفضل وعقل ، وإنه حدثنا بكيت وكيت . فاسترجع وقال : رحمة الله عليهما وكررها مرارا .
فقلنا ننشدك الله في نفسك وأهل بيتك إلا انصرفت فإنه ليس لك بالكوفة ناصر ، بل نتخوف أن يكونوا عليك فاعترضته بنو عقيل بأننا لا نترك ثأرنا ، فالتفت إلينا الحسين وقال :
" لا خير في العيش بعد هؤلاء "
فعلمنا أنه عزم على المسير ، فقلنا له : خار الله لك .
فدعا لنا ، فقال له أصحابه : إنك والله ما أنت مثل مسلم ، ولو قدمت الكوفة كان الناس إليك أسرع
(تاريخ الطبري : 3 / 302 ، الإرشاد : 2 / 73) .

قال أهل السير : ولما ورد الحسين زبالة أخرج كتاب لأصحابه فقرأه عليهم وفيه :
أما بعد فقد أتانا خبر فظيع إنه قتل مسلم وهاني وعبد الله بن يقطر ، وقد خذلنا شيعتنا ، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منا ذمام ، فتفرق الناس عنه يمينا وشمالا إلا صفوته
( الإرشاد : 2 / 75) .

وروى بعض المؤرخين :
أن الحسين لما قام من مجلسه بالثعلبية توجه نحو النساء وانعطف على ابنة لمسلم صغيرة ، فجعل يمسح على رأسها فكأنها أحست ، فقالت ما فعل أبي ، فقال يا بنية أنا أبوك ، ودمعت عينه ، فبكت البنت وبكت النساء لذلك .

قال أهل السير : ثم إن ابن زياد بعث برأسي مسلم وهاني إلى يزيد مع هاني بن أبي حية الوادعي والزبير بن الأروح التميمي (الإرشاد : 2 / 65) 
واستوهبت الناس الجثث فدفنوها عند القصر حيث تزار اليوم ، وقبراهما كل على حدة بجوار مسجد الكوفة المعظم حيث القبة الذهبية لضريح مولانا مسلم بن عقيل عليهالسلام وبجواره ضريح المختار عليه السلام وفي الركن الاخر ضريح الشيخ هاني بن عروة عليه السلام حيث قبته ضريحه الخضراء .
ويشرفني ختم هذا المبحث بكلمة من درر سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)حيث قال:


...ويونس(النبي:عليه السلام) انما دخل في البلاء الدنيوي رغما عليه ، ولكن مسلم(عليه السلام) دخل باختياره ، فانه امر بالدخول فدخل، كالرجل الذي قال له الامام الصادق(عليه السلام):
(القي نفسك في التنور) فاطاعه وجلس في التنور.
وهذا انما يدل على علو مقام مسلم بن عقيل(عليه السلام) وانه مصداق الرواية التي تقول:
(علماء امتي كانبياء بني اسرائيل ).
وفي رواية:
(افضل من انبياء بني اسرائيل)...(انتهى)
( شذرات من فلسفة تاريخ الامام الحسين عليه السلام...ص255 )
وفي هامش الكتاب المصادر التالية:
تحرير الاحكام للعلامة الحلي ج1ص38، شرح اصول الكافي ج11ص31، مستدرك الوسائل ج17ص320، اوائل المقالات للشيخ المفيد ص178)
فسلام الله عليك سيدنا مسلم يوم ولدت ويوم استشهدت غريبا عطشانا ويوم تبعث حيا ورحمة الله تعالى وبركاته .


من مصادر ومراجع المبحث: 
1. معجم رجال الحديث/ المحقق الكبير ابو القاسم الخوئي: 19 / 165 
2. أعيان الشيعة/محسن الامين العاملي: 1 / 591 .
3. الأمالي/ للشيخ الصدوق : 191 .
4. الإرشاد/ للشيخ المفيد: 2 / 39 .
5. مثير الأحزان/ لابن نما الحلي : 21 .
6. أبصار العين/ محمد بن طاهر السماوي. : 87
7. المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة/ سيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي 

زيارة سيدنا مسلم ابن عقيل سلام الله عليه


زيارة سيدنا مسلم ابن عقيل سلام الله عليه 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
في كتاب مفاتيح الجنان/ للشيخ عباس القمي ان زيارة سيدنا مسلم ابن عقيل سلام الله عليه كما يلي:
فإذا فرغت من أعمال جامع الكوفة فامض إلى قبر مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه) وقف عنده وقل:

الحَمْدُ للهِ المَلِكِ الحَقِّ المُبِينِ المُتَصاغِرِ لِعَظَمَتِهِ جَبابِرَةُ الطَّاغِينَ المُعْتَرِفِ بِرُبُوبِيَّتِهِ جَمِيعُ أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ المُقِرِّ بِتَوْحِيدِهِ سائِرُ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، وَصَلّىْ الله عَلى سَيِّدِ الأنامِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الكِرامِ صَلاةً تَقَرُّ بِها أَعْيُنُهُمْ وَيَرْغَمُ بِها أَنْفُ شانِئِهِمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ أَجْمَعِينَ سَلامُ الله العَلِيِّ العَظِيمِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِهِ المُرْسَلِينَ وَأَئِمَّتِهِ المُنْتَجَبِينَ وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ وَجَمِيعِ الشُّهداء وَالصِّدِّيقِينَ وَالزَّاكِياتِ الطَّيِّباتِ فِيما تَغْتَدِي وَتَرُوحُ عَلَيْكَ يامُسْلِمَ بْنَ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ، وَقُتِلْتَ عَلى مِنْهاجِ المُجاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ حَتّى لَقِيتَ الله عَزَّوَجَلَّ وَهُوَ عَنْكَ راضٍ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ الله وَبَذَلْتَ نَفْسَكَ فِي نُصْرَةِ حُجَّةِ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ أَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْلِيمِ وَالوَفاءِ وَالنَّصِيحَةِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ المُرْسَلِ وَالسِّبْطِ المُنْتَجَبِ وَالدَّلِيلِ العالِمِ وَالوَصِيِّ المُبَلِّغِ وَالمَظْلُومِ المُهْتَضَمِ، فَجَزاكَ الله عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَعَنِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ أَفْضَلَ الجَزاءِ بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأَعَنْتَ، فَنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ. وَلَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ الله مَنْ أَمَرَ بِقَتْلِكَ وَلَعَنَ الله مَنْ ظَلَمَكَ وَلَعَنَ الله مَنْ افْتَرى عَلَيْكَ وَلَعَنَ الله مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ وَلَعَنَ الله مَنْ بايَعَكَ وَغَشَّكَ وَخَذَلَكَ وَأَسْلَمَكَ وَمَنْ أَلَّبَ عَلَيْكَ وَلَمْ يُعِنْكَ الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْواهُمْ وَبِئْسَ الوِرْدِ المَوْرُودُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَأَنَّ الله مُنْجِزٌ لَكُمْ ما وَعَدَكُمْ. جِئْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكُمْ مُسَلِّما لَكُمْ تابِعاً لِسُنَّتِكُمْ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّهٌ حَتّى يَحْكُمَ الله وَهُوَ خَيْرُ الحاكِمِينَ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهوَبَرَكاتُهُ، قَتَلَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالأيْدِي وَالألْسُنِ.

وجَعَلَ هذه الكلمات في المزار الكبير بمنزلة الاستئذان وقال بعد ذكرها: ثم ادخل وادن من القبر وعلى الرواية السابقة أشر إلى الضريح ثم قل:
السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِحُ المُطِيعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاِ مِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، الحَمْدُ للهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى مامَضى عَلَيْهِ البَدْرِيُّونَ المُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله المُبالِغُونَ فِي جِهادِ أَعْدائِهِ وَنُصْرَةِ أَوْلِيائِهِ ؛ فَجِزاكَ اللهأَفْضَلَ الجَزاءِ وَأَكْثَرَ الجَزاءِ وَأَوْفَرَ جَزاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفى بِبَيْعَتِهِ وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ وَأَطاعَ وُلاةَ أَمْرِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بالَغْتَ فِي النَّصِيحَةِ وَأَعْطَيْتَ غايَةَ المَجْهُودِ حَتّى بَعَثَكَ الله فِي الشُّهداء وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْواحِ السُّعَداءِ وَأَعْطاكَ مِنْ جِنانِهِ أَفْسَحَها مَنْزِلاً وَأَفْضَلَها غُرَفاً وَرَفَعَ ذِكْرَكَ فِي العِلِّيِّينَ وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهداء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ وَأَنَّكَ قَدْ مَضَيْتَ عَلى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ مُقْتَدِياً بِالصَّالِحِينَ وَمُتَّبِعاً لِلْنَبِيِّينَ، فَجَمَعَالله بَيْنَنا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَأَوْلِيائِهِ فِي مَنازِل المُخْبِتِينَ فَإِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
(انتهى)
من المصادر:
1. مفاتيح الجنان / شيخ عباس القمي 
2. المزار الكبير/ الشيخ ابو عبدالله محمد بن جعفر بن المشهدي