الأحد، 23 أكتوبر 2016

السنن التأريخية حاضرة في حركة السيد مقتدى الصدر / بقلم الاستاذ الفاضل علي الزيدي



أحداث سريعة، ومتغيرات تتطلبها المرحلة، ما تكاد أن تضع أصبعك عليها لتشخص أسبابها وعللها، حتى يظهر متغير آخر، ما كان ليدر بخلدك، وعندها قد تتقاطع عند البعض المواقف وتتفق في البعض الآخر منها، وكلٌ يسعى الى تحقيق مراده في هذا البلد الذي أصبح كالقنفذ من أثر السهام والطعنات.

فهكذا هي الأحداث تمر علينا سريعة كأنها البرق الخاطف.

والغريب إن تلك الأحداث والمتغيرات تحتاج الى تعامل خاص، يحدد الفرد من خلاله موقفه الذي يتبناه، والذي يرتجي منه تحقيق أهدافه وغاياته، ولا يمكن غض الطرف عنها والابتعاد منها، إلّا إذا كان الفرد غافلاً نائماً لا يهمه من أمر بلده شيء يذكر، وفي خضم ذلك يظهر البعض ليدلي بآرائه، ثم يعترض أو يصيبه هاجس من الرفض لقسم من التحركات التي يقوم بها، من كان يعتقد به بأنه طريق الهداية والنجاة، يعترض ويشكك، وكأن الأمر يدور في حلقة ضيقة من حلقات فكره، الذي لا يعدو حجم تجربته في الحياة، فهو كمن يقترب من أسد مفترس، ولكنه لم يره، لوجود ساتر من القماش، وعندما يقول له أحدهم ابتعد عن هذا الستار ولا تقترب منه، لا يسمع الكلام ولا يمتثل له، وقد يستهزء به، وما ذلك إلّا لأنه لا يرى ملامح الخطر شاخصة أمامه. 

فهكذا هي الأمور التي تجري الآن، كلها مغلفة بأستار وأقنعة، تأتيك لتأخذ منك ما تريد، وهي ماثلة أمامك تتميع، تغريك وتغويك فتظهر لك بعكس واقعها، فتحيطك بالأخطار من كلّ جانب، وأنت لا تشعر بها، بل لا تفقه من أمرها وسيرها شيء.

والشخص المُتَعقّل في مثل هذه الظروف عليه أن يترك الأمر لأهله الذين خبروا الحياة وعرفوا ما هو المصلح من المفسد فيها، وأنطلقوا من موقع المسؤولية، لمعالجة كل ما هو طارئ، ومواجهة المستجدات وتشخيص محركاتها، من أجل الوصول بالقاعدة الى جرف النجاة، ومن ثم بناء مجد وعز وحضارة، وأود الآن أن أذكر بعض النقاط كوصايا لمن أراد أن يتعامل مع هذه المواقف والمتغيرات بشكل سليم، ليخرج منها بموقف يطمئن له قلبه ولا تشك فيه نفسه.

أولاً:

الكثير منّا قد قرأ التأريخ وتمعّن في أحداثه، وقد مرّت علينا إعتراضات المسلمين على الكثير من أفعال وأقوال الرسول صلى الله عليه وآله، وما ذلك إلّا لأنّهم قد عاشوا مرحلة ذلك التفكير البسيط والساذج في التعامل مع تحركات الرسول وتصرفاته، والذي كثيراً ما كان يُلَقّح بكلمات الفتنة من قبل المنافقين، لتزداد بذلك الحيرة ويزداد الشك في أصل القيادة، لتبرز الى الوجود الإعتراضات من خلال الكلام أو بعض التصرفات الغير لائقة، وبالتالي سوف تكون النتائج المترتبة على مثل هكذا سلوك غير مرضية على الإطلاق.

وكأمثلة على ذلك، فقد إعترض بعض المسلمين على رسول الله صلى الله عليه وآله في صلح الحديبية، وكيف كان يبدو للبعض أنّه ليس في محلّه، وكان الأولى أن يدخلوا مكة بدل هذا الصلح، وخصوصاً أنّه قد وعدهم بدخولها.

وأعترضوا عليه صلى الله عليه وآله في مسألة إعطاء المؤلفة قلوبهم سهماً من الزكاة، وهم أصناف متعددة منهم أشراف العرب، كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتألفهم ليسلموا، ومنهم قوم أسلموا ونياتهم ضعيفة فيؤلف قلوبهم بإجزال العطاء، كأبي سفيان وابنه معاوية وعيينه بن حصن، ومنهم من يترتب بإعطائهم إسلام نظرائهم من رجالات العرب. وقد تم الإعتراض على الرسول الأعظم بالرغم من أن الله تعالى هو الذي أمره بذلك حيث جاء في الكتاب الكريم : {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة : 60].

وفي معركة أحد اراد الرسول صلى الله عليه وآله من أصحابه أن لا يخرجوا من المدينة لقتال قريش التي كان قوام جيشها ما يقارب ( 3000 ) مقاتل، بل يبقوا فيها ويتحصنوا بها، فإن اقام المشركون بمعسكرهم أقاموا بِشَرِّ مقام وبغير جدوى، وإن دخلوا المدينة قاتلهم المسلمون على أفواه الأزقة، والنساء من فوق البيوت، وذلك لأن قريش لاعلم ولا عهد لها في معارك الأزقة.

ولكن الكثير من المسلمين لم يرق لهم هذا القول الرسالي، فألحوا عليه صلى الله عليه وآله بأن يغير رأيه، لأنهم كانوا يرون المصلحة بمواجهة قريش خارج المدينة حتى قال قائلهم : يارسول الله كنّا نتمنى هذا اليوم وندعو الله، فقد ساقه إلينا وقرب المسير، أخرج الى اعدائنا، ولا يرون إنّا جبنّا عنهم. وقال آخر: والذي أنزل عليك الكتاب لا أطعم طعاماً حتى أجالدهم بسيفي خارج المدينة. 

فأضطر الرسول صلى الله عليه وآله الى أن يتنازل عن رأيه، مراعاة للظرف ولهؤلاء المتحمسين، الذين لم يلتفتوا الى كلام الرسول المعصوم، وفضّلوا أن يملوا آراءهم ظنّاً منهم أن المصلحة لا تقوم إلّا بذلك. 

والى غيرها من الأمثلة الكثيرة التي مرّت علينا في التاريخ، التي لم تبن المصلحة منها في نفس الوقت، ولكن ظهرت بعد حين وبعد فوات الأوان، وحينها سيصيب الندم من أقدموا على التشكيك والإعتراض بسبب العجلة التي هي من سيوف الشيطان وإحدى وسائله في الهدم والتخريب.

والشيء المستغرب إننا في لقاءاتنا ومجالسنا وفي كتاباتنا ننتقد ونستهجن مثل هذه الأفعال بشدّة، ولكن عندما نريد أن نطبق واقعنا العملي مع تحركات السيد مقتدىالصدر، ترانا نفعل فعل اولئك الذين كنّا ننتقدهم، ولا نتعظ ولا نعتبر بحيث نستفاد من التجارب السابقة التي إتخذناها بلقلقة اللسان فقط.

ثانياً:
إنّ السيد مقتدى الصدر، بما إنّه قائد لطبقة من المؤمنين لا يستهان بها، مضافاً الى أنّه صاحب مشروع إصلاحي ووطني كبير، فإنه بالتأكيد سيواجه عدّة ضغوط وتحركات من قبل الأطراف الأخرى، التي لها مبتنيات إستراتيجية مخالفة له، أو تتفق في شيء وتفترق في أخرى، وستكون بكل تأكيد تحركات وتنقلات مدروسة وليست بالعفوية، فعليه أن يخطط ويواجه بشكل متوازن بين الواقع الذي يسعى الى تحقيقه، وبين من يحاول العرقلة والمشاكسة، بحيث تؤدي النتائج الى إفشال وإرباك ما يخططون له، من دون أن يمس أو يؤثر على مشروعه الإصلاحي شيء، وإن تأخر بعض الوقت. علماً أنّه في الغالب يحقق منجز أو منجزات إصلاحية وتُقَرّ، وإن كانت تبدو بمستوى ضعيف، لكنها بأي حال من الأحوال ستعتبر خطوة أو خطوات تسير في طريق الإصلاح، ولابد أن تكتمل يوماً ما. 


فعلينا أن نصبر وننتظر، وإرتقاب النتائج بعد حين، لا أن نكون متسرعين وعاطفيين تحركنا المشاعر والعواطف بدون أي مبرر علمي ينبع من واقع مرحلة صعبة لها العديد من الاوجه

ثالثاً :

الكثير منّا قد قرأ وَعِلم بأن الإمام المهدي عليه السلام سيخرج بأمرٍ جديد وسيأتي بدين جديد على العرب شديد، ولذلك مادام هذا الشيء جديد وسيكون على العرب والمسلمين شديد، فإنّه لابدّ ان يكون مخالفاً للعادات والطبائع والمبتنيات التي سارت في المجتمع في ذلك الحين، وكما ورد في الكثير من الروايات، كأن يقتل علماء السوء الذين كنّا نحسن الظن بهم، أو يلتفت فيأمر بقتل أحد المقربين له والملاصقين له، أو يغير البعض من أحكام الدين، التي كثير منها الآن هي أحكام ظنية وليست واقعية، أو يهدم بعض المساجد ودور العبادة، أو يسير بسيرة خشنة وحادّة في الشرق الإسلامي، بينما قد يستعمل اللين والتسامح مع المجتمع الغربي. وحينئذ سوف تكثر الإعتراضات على الإمام عليه السلام، ولولا السيف لكان لها الأثر الكبير في عرقلة الفتح الإسلامي الكبير.

فعلى كل فرد يسعى لتربية نفسه على عدم الإستغراب أو الأعتراض ولو وجداناً على أفعال الإمام المهدي، أن يتعود على ذلك في المرحلة التي تسبق الظهور المبارك، خصوصاً وأنّ الله تعالى قد وهبنا قيادة صالحة طاهرة من آل الصدر، قد سعت بكل ما تمتلك من أجل التربية التكاملية، بحيث حتى في نوعية أوامرها وتصرفاتها، وإن كان البعض لا يستطيع هضمها بالمباشر، فهي إعداد وتهيئة وتدريب على عدم الإعتراض في المستقبل على أيّ قرار من قرارات القيادة الإلهية .

رابعاً :

إن قاعدة السيد مقتدى الصدر كبيرة، وهي بحمد الله في إتساع وكلَّ ما مرّت الأيام تكبر، وهذا بحد ذاته يشكل مصدر للقلق وعدم التفاؤل من قبل المتربصين بالسيد وأتباعه شراً، كونه الشاخص الوحيد الذي وقف شامخاً صلباً في وجه مؤامراتهم التخريبية والتهديمية للعراق وشعبه المظلوم، وحينئذ سوف تسعى هذه الأطراف للعمل على إثارة الفتن والشبهات داخل أبناء التيار الصدري، عساها أن تفرق وتبعد البعض من هذه القاعدة عن قائدها، وبالتالي نكون نحن آلة هدم داخل التيار بدون أن نشعر بذلك الفعل وخطورته في زرع الوهن والتقاعس في قلوب البعض من المؤمنين، وخصوصاً كما قال عزّ وجلّ : {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [التوبة : 47].

فعلينا الإلتفات والإنتباه لمثل هكذا تصرفات خوفاً من ضياع ما جمعه الفرد من تضحيات وطاعة مبصرة واعية في سبيل الله، وحتى لا يكون حالنا كحال من وصفه الله عز وجلّ : {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان : 23].

خامساً : 

أن التجارب التي عاشها أفراد التيار الصدري منذ سقوط الطاغية والى الآن قد أثبتت حنكة وذكاء السيد مقتدى الصدر في تعامله مع الأصعدة التالية :

أ – على صعيد المقاومة الشريفة. 

ب - على صعيد العمل السياسي.

ج – على الصعيد العبادي والتكامل المعرفي.

د – على الصعيد الإنساني بشكل عام.

بحيث تحير أعداءه به قبل أصدقائه، فكم من مؤامرة سواء كانت داخلية أم خارجية قد أستحكمت أدواتها، وظن حائكوها بأن لا مفرّ للسيد مقتدى الصدر منها، ولكن تراه يخرج منها بمنتهى البراعة، لتنقلب عليهم وبالاً يحرجهم وكأنهم كَمَن يسعى لحتفه بظلفه.

ولعمري هناك شيء آخر مهم جداً، علينا الإلتفات إليه وهو : أن السيد مقتدى الصدر يعمل لوحده في تحركه وفي إصدار القرارات، بينما الجهة الثانية المناوئة له فهي ليست واحدة، بل جهات كثيرة، بل قل دول وتحالفات، ولكن بالنتيجة تلك الكثرة وتلك الإمكانيات خسرت وإنكسر عودها أمام ذكاء ورجاحة عقل السيد مقتدىالصدر.

فإذن علينا أن يستمر عندنا حسن الظن بهذه القيادة المباركة، وعدم الشك في تحركاتها التي تسير بنا نحو الخير، ولنعينها بالطاعة، فإن وراءها الكثير الكثير من العمل والعطاء. 

علي الزيدي

20 محرم 1438

22 تشرين الأول 2016

نسخة المقال للطباعة والنشر 








الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

كلمة السيد القائد مقتدى الصدراعزه الله الى القوات المسلحة والثائرين من ا...

نص كلمة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله الموجهة الى القوات المسلحة والثائرين من اجل الإصلاح 17 / 10 / 2016

بسم العراق وشعبه 

السلام عليكم يا جيشنا العراقي البطل ، والسلام على قواتنا الأمنية البطلةُ ، والسلام على المجاهدين ورحمة الله وبركاته .

يحاول الكثير من ذوي النفوس العفنة تحييدكم وإضعافكم وتهميشكم وتجييركم لصالحه ولصالح كرسيه وانتخاباته وحزبه وشخصه ، كما فعل كبير الحكومة السابقة ، إلا إنكم ابيتم إلا ان تثبتو ا للعراقيين أجمع انكم جيشه الحر الابي الذي لا يفرق بين اي عراقي واخر 

الا بالوطنية والتقوى ، ابيتم الا ان تنهضوا من جديد رافعين راية النصر لمحاربة كل من تسول له نفسه محاربة العراق ارضاً وشعبا فكل شبر من ارض العراق قد ارتوى بدمائكم الطاهرة ، فأنتم بعد الله سبحانه وتعالى حماة الوطن واباة الظلم والارهاب والاحتلال والفساد .

ايها الجيش العراقي الابي قد ابيت ان تركع الا لله سبحانه وتعالى وما استطاع احد من تلك الثلة الوقحة ان تنال منك ومن سمعتك فلقد حررتم الانبار بسواعدكم ودمائكم فحياكم الله وبياكم ، وحيا الله كل المجاهدين الابطال من القوات الامنية والفصائل المقاومة التي تعمل تحت امرتكم لا بإنفراد عنكم. 

نعم ، ان حقبة انكسار الجيش باتت حقبة منسية بعد ما سطرتموه من ملاحم التضحية والفداء والبطولة ، ودماؤكم التي ارخصتموها من اجل وطنكم ستكون وساما وضاء ً ، لا على صدورنا فحسب ، بل في قلوبنا وعلى جباهنا ولن تنمحي فأنتم والله سور الوطن وحماة الارض وبواسل الوغى اسأل الله ان ينصركم ويثبت اقدامكم .

واليــوم اذ انتم على ابواب الموصل ، واليوم اذ انتم في الموصل الحدباء الجريحة في

كامل الاهبة والاستعداد النفسي والجسدي والعدة والعدد صار لزاما علينا ان نقبّل جباهكم ورؤوسكم لتكملوا تحرير ارض اغتصبتها الثلة الضالة من شذاذ الافاق والمنحرفين عقليا وانسانيا ، بعد ان باعتها ايادي الفساد لهم وعلى طبق من ذهب .

وها انتم تعيدون ارضنا المغتصبة بكل صلابة وقوة ورباطة جأش بلا خوف يردعكم ولا دنيا تبعدكم ولا عوائل تنتظركم ، بل لا املك الا ان اقف بين ايدي عوائلكم التي علت زغاريدها وتصفيقها من اجل ان تستشهدوا بين يدي الوطن او ان تنتصروا بعونه تعالى ، فلا يرقب فينا الاحتلال او الارهاب الا احدى الحسنيين وما نرقب بهم الا الخسران او جهنم وساءت مصيرا .

أحبتي ايها الجيش البطل افرادا وضباطا ومراتب ، حياكم الله جميعا ، والشكر لكم من الله وليس مني على ما اقدمتم عليه من دفاع ، لا عن العراق وشعبه فحسب ، بل هي معركة مصيرية دولية بين فسطاط الارهاب والاحتلال من جهة وفسطاط الحق والانسانية من جهة أخرى .

فيا ايها الجيش المقدام سر وعين الله ترعاك ولا تلتفت لاي الأصوات التي تطالب بتهميشك او اضعافك وكن لكل العراقيين ابا حنونا وعلى الارهابيين وحشا كاسرا ، وحافظوا على دماء المدنيين والعوائل ولا تكن حربكم عشوائية لا تفرق بين احدا فتلك ليست مدرستكم انما هي مدرسة الطغاة ودعاة الطائفية .

نعم ، انها حرب الجيش والقوات الامنية مع الارهاب وليس حربا طائفية لنزج بها الوقحين والطائفيين وعلى كل العراقيين مساندة الجيش والانضواء تحت رايته وامرته ، فأننا لا نريد لحرب تحرير الموصل ان تكون بنظر الآخرين حربا طائفية بين طائفتين او ما شابه ، بل هي حرب حق مع باطل ، ولا نريد معونة الاحتلال او اي دولة أخرى وعلى تركيا وامثالها عدم زج نفسها وجعل العراق ساحة تصفي حساباتها ، ايا كانوا سواءً تركيا او غيرها فنحن مع ان تحرر الموصل بسواعد الجيش ومن التحق به من المجاهدين الذين لم يبخلوا بدمائهم من اجل نصرة الوطن .

نعم ، انتم ايها الجيش العراقي فنيتم بالوطن والفناء به سيخلدكم مدى الدهر ، وعلى الشعب ان يدعمكم بكل الوسائل المتاحة له اعلاميا واجتماعيا بل ولا يبخل عليكم بالدعاء في صلواته ومساجده ومراقده وحسينياته وكنائسه واديرته ودور العبادة ايا كانت ، فهذا اقل ما نقدمه لكم ايها الاحبة .

ثم أوجه كلامي الى أحبتي الثائرين من اجل الاصلاح واقول لهم ايها الاحبة صار لزاما علينا ومن باب الوفاء لجيشنا وتقديرا لوقفته الشجاعة في الموصل الحدباء الحبيبة ان نؤجل تظاهراتنا وملحمتنا السلمية امام محكمة الساعة لتتوجهوا الوفا زاحفين نحو السفارة التركية لتسمعوا صوتكم وبالطرق السلمية والادبية من دون ما تعدٍ عليها او على علم الدولة وبهتافات موحدة وأخلاقية لتدعموا بذلك جيشكم ومجاهديكم لتحرير الموصل من الارهابيين ومن الترسانة التركية التي تجثم على أرض المحافظة من دون ما احترام لاراضينا وسيادتنا مع شديد الاسف .

فهبوا وبنفس الموعد لتسمعوا صوتكم لتلكم السفارة لتكون عبرة لكل من يظن نفسه قادرا على احتلال العراق وأرضه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أخوكم

مقتدى الصدر
15 محرم الحرام 1438




السبت، 15 أكتوبر 2016

الى الأستاذ هاشم العقابي وسيكولوجية الجماهير / بقلم الأستاذ الفاضل علي الزيدي


ظهر الإعلامي هاشم العقابي على قناة اليوتيوب ولما يقارب النصف ساعة، ولنا بعض التعليقات على ما قال عساها أن تصلح كإجابات على ما طرحه وتساءل فيه أو إستغرب منه.
وكما قال في بداية حديثه أنّه يحاول دائماً أن يكون طرحه ونقده موضوعياً, على إعتبار أنّ الموضوعية هي المحك الوحيد لعرض الحقائق كما هي، وبدون أي تدخل للعوامل الذاتية التي قد تكون بإتجاه مضاد للحقيقة.
فأنا من هذا الجانب الموضوعي سأحاوره فقط ولن أحيد عنه إن شاء الله تعالى، وسيكون حديثي معه من باب بيان حقائق قد تكون خفيت أو لم تصل بشكل صحيح للأستاذ العقابي، عِلماً إنّي أحييّ فيه الجرأة وتتبعه الجاد لما يجري في البلد من بلاءات وآلام يصعب تحمّلها أو السكوت عنها.
وسأكتفي بمناقشة أربع مسائل رئيسية قد تكون هي أهم ما طرحه في كلامه وهي :
أولاً : مسألة غضب السيد مقتدى الصدر من جماهيره .
ثانياً : تأجيل المفاوضات مع التحالف الوطني .
ثالثاً : قوله ما المقصود من كلمة ( بلا وعود ) في قول السيد : ( نقوم بإعتصام مفتوح ولكن بلا وعود ).
رابعاً : المفروض من السيد مقتدى توجيه اللوم وطلبات الإصلاح الى رئيس البرلمان لا الى رئيس الوزراء كونه ضعيفاً لا يقدر على فعل شيء.
فأمّا مناقشة المسألة الأولى وهي قسوة السيد مقتدى الصدر على جماهيره ومحبيه، وإستشهاده بجماهير ( مايكل جاكسن ) وكيف أنّه يعطيهم فرصة لتفريغ شحناتهم الإنفعالية وليوصلهم الى النشوة الروحية بالصياح والدموع ومن ثم يبدأ بالغناء، فجواب ذلك يكون بالشكل التالي:
إنّ ما أستشهدت به وقلته هو من باب القياس مع الفارق وذلك لإن السيد قد قال بخصوص هذا الموضوع :
( فأنا أعتبر نفسي أباً أو اخاً كبيراً أثيب وأعاقب، أفرح وأحزن, أسعد وأغضب، وهم يقدّرون ذلك مشكورين، ولم ولن أغضب عليهم استنقاصاً منهم بل حباً بهم ).
ويمكن أن نبين المطلب بشكل أكثر تفصيلاً للفائدة والإطلاع :
أولاً :
إنّ قيادة السيد مقتدى الصدر لجماهيره ومحبيه هي قيادة تصب في المنحى التربوي المركز، ويسعى من خلاله الى إيجاد جيل يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه والتي فرضها عليه الإسلام بشكل عام، ولذلك على الفرد أن يعمل على تخلية نفسه من الرذائل والإلتزام بالشرع الأصيل، ومن ثم معرفة الفرد أين مكانه في هذا الوجود وفي أيّة نقطة منه لكي يعمل من خلالها العمل المنتج والصحيح .
ولذلك ستكون كل خطواته مرتبطة بهذا الأمـر، فهو يسـعى الى إيجـاد الطـرق الكفيـلة لإنـجاح
هذا النوع من التربية، حتى ولو كانت شديدة الوقع، وحادّة التصرف. وما ذلك إلّا لأن البعد التربوي المقصود إيجاده ، لا يتحقق إلّا بهكذا فعل.
أمأ بالنسبة لما ذكرته كمثال، فإن ( مايكل جاكسن ) فهو ليس في مقام المربي ولا صاحب مشروع عقائدي أو أخلاقي أو إنساني. وحينئذ لم ولن يهمه من أمر الجمهور شيء، سوى أمراً واحداً لا غير, وهو أنّ يكثر المتابعون له، وزيادة عدد حضورهم في حفلاته وموبقاته.
ثانياً :
أنّ السيد مقتدى الصدر لا يهمه من أتباعه ومواليه الكثرة أو القلّة، وذلك لأن الأمر المهم عنده والذي يتحرك من خلاله، هو أن يلقي ما في ذمته من تكليف يحقق فيه رضا الله سواء كان قاسياً، بل شديد القسوة، أو هيّناً ليّناً، لأن الأمر يتعلق أولاً وآخراً بالرضا والقبول الإلهي، لا بالرضا والقبول الجماهيري.
أمّا بالنسبة لـ( مايكل جاكسن ) فهو لا يمكن أن يكون له إسم وشهرة إلّا بوجود الأعداد الكثيرة من الجمهور ليصعد نجمه بها، فتكون الجماهيرله كجناحي الطائر يحلقان به في جوّ السماء.
ولا يمكن له أن ينجح إلّا بوجود هكذا أعداد من الجماهير، ولذلك فإنّه سوف يحرص كل الحرص على عدم إزعاجهم ، وتعكير صفو مزاجهم، بل يعمل ما بوسعه، وبأيّة طريقة لإرضائهم، ومن أهم هذه الطرق هي إعطاؤهم الفرصة لعمل وإظهار ما يحبون أن يظهروه له من حب.
ثالثاً :
أنّ الأمـر الذي يريـد السيد مقتدى الصـدر أن يلقيه على مسـامع أتبـاعه ومواليه ويشـد أذهانهم
وإنتباههم إليه، كان أمراً هامّاً ومصيرياً، ينهض من خلاله الشعب، أو يبقى في مستنقع الفساد، فأحتاج الى مزيد من ذلك الشد الذهني والإلتفات العقلي المركز وخلاف ذلك يبطل المطلب. وعندما رأى من البعض عدم الإلتفات الى ذلك، وبقي يعيش حالة الإنفعال الوجداني غضب وحاول النزول من منبر الجمعة.
أمّا الأمر الذي يعيشه جمهور المطربين، فهو أصلاً يحتاج الى الفوضى والضوضاء، وإبعاد المواضيع الجادّة عن الذهن، فالغناء أمر يخرج الفرد من واقعه ومشاكله، وبدل من أن يجد له حلولاً، يجعله مهزوماً سارحاً في أوهام وأقوال كلّها كذب في كذب، فتكون النتيجة بمعنى من المعاني هي الضحك على ذقون هؤلاء المساكين، ومن وراء ذلك شركات عالمية كبرى تتبنى هذا الدعم المالي والإعلامي، وأعتقد أنّ الأستاذالعقابي يفهم ذلك جيداً أكثر من غيره.
وأمّا ما وصفته من مسألة تفريغ العواطف والتقليل من الشحنات النفسية من خلال الإنتعاش الروحي، فهذا بعيد كلّ البعد عمّا نحن فيه، فهو مصادرة عن المطلوب، ورؤية الأمور بالمقلوب، فالتيار الصدري بجمهوره الكبير لا يعيش مرحلة الإنتعاش الروحي الفارغ الذي وصفته، بل لا زال يجاهد ويكافح ويعيش البلاءات تلو البلاءات من أجل أن يصل الى الرضا الإلهي، وليس الإنتعاش الروحي، فتجد المخلصين منه تارة في مواجهة الإحتلال الإمريكي، وتارة في مواجهة الدواعش وتارة في ميادين الإصلاح النفسي والغيري، وتارة يشعرون بالآلام والحسرات التي في قلب قائدهم، فينعصرون لها عصراً، الى غيرها الكثير الكثير، فأيّ إنتعاش هذا بحيث يتساوى بالمشروبات الروحية والغناء الفاجر وما شاكلها من الموبقات والمجون ؟!
فكيف نساوي أو نقارن ملامح العمل العقائدي وبين ملامح عمل وإرادة لا تصب إلّا لإرضاء النفس الشهوانية بتطبيق ما تريد فيأخذها حيث يريد هواها ومناها.
ولنبقى في نفس هذه المسألة، وبخصوص ما أستشهدت به في معرفة نفسية الجماهير وكيف التعامل معها بذكرك لكتاب ( سيكولوجيةالجماهير ) لـ( غوستاف لوبون )، فالحقيقة إنّ هذا الإستشهاد لا ينهض مع أتباع السيد مقتدى الصدر، وكيفية إنتمائهم اليه.
فـ( غوستاف لوبون ) يرى أنّ الجماهير لا تعقل، فهي ترفض الأفكار أو تقبلها كلّاً واحداً، من دون أن تتحمل مناقشتها، وما يقوله لها الزعماء يغزو عقولها سريعاً، فتتجه الى أن تحوله حركة وعملاً، وما يوحى به اليها تحاول أن تجعله مثالياً، ثم تتحرك من خلاله في طريق التضحية بالنفس. ويصبح شعورها لا يعرف غير العنف الحادّ، فتتحول عاطفتها الى عبادة. وقيل إنّ النازيّين قد أتخذوا هذا الكتاب منهجاً لهم في ترويض جماهيرهم.
ويرى ( لوبون ) ايضاً أنّ الجماهير تعيش حالة التنويم المغناطيسي، الذي يُسلّم فيه الفرد نفسه لمنومه، وبالتالي تتعطل عنده الإدراكات العقلية الواعية، ويستدعى محلّها العقل الجمعي اللاواعي، والذي تتجلى فيه الأخلاق النفسية للعرق أو الأمّة كما يسميها ( غوستاف لوبون ) في كتابه الأخر : ( السنن النفسية لتطور الأمم ).
أمّا بخصوص جماهير السيد مقتدى الصدر فهي جماهير واعيّة مدركة تعمل بالعقل الواعي الذي منحه الله تعالى لها، للتعامل مع المعطيات والوقائع الخارجية كما هي لا بالطريقة والخاصيّة التي تعرض بها الوقائع.
وهي أساساً تعمل بهذه المعطيات قبل ظهور السيد مقتدى الصدر، فهي تعيش مرحلة تواصل وترابط الأجيال جيلاً بعد جيل، للوصول الى يوم الظهور.
المبارك للإمام المهدي عليه السلام، فهي عندما ترى شخصاً يحمل صفات تؤهله لقيادتها، والسير بها للتكامل المنشود، وغاياتها المطلوبة، إتبعته بإخلاص وأطاعته عن بصيرة ودراية، وحينئذ لا يمكن للقائد أن يسير بهم خلاف الطريق الذي أرادوا من خلاله الوصول الى مرضاة الله، ولذلك سيكون عمل القائد هو معرفة مواطن المسير التكاملي من عدمها، وعلى هذا الأساس الواعي يتم الإتباع، لا عن ذلك الشعور الجمعي اللاواعي، الذي يحيط بالكثرة ومن ثم السير وراء زعيم كالمُنَوّم مغناطيسياً.
وبتعبير آخر إنّ الله عزّ وجلّ وضع شروطاً بالمُتَّبَع، وبيّنها الرسول والائمة عليهم السلام فعرفها الأتْباع، فأخذوا يوالون ويتبعون كلّ من حملها فقط، أمّا الفاقد لأحد الشروط فلن يُتَّبَع مهما فعل، وحينئذ سيذهب ما عرضه ( لوبون ) في كتابه إذا ما طبق على هذا القائد وجماهيره الحافّة به ادراج الرياح.
وأمّا البسطاء من التيار فهم وإن كانوا كثيرين فهم اتّبعوا السيد مقتدى الصدر بالفطرة ورأوا فيه إمتداداً ورشحة من رشحات المعصوم، ورأوا فيه الصدق والغيرة والشجاعة والإخلاص، فأحبّوه، لأنّه كان قريباً منهم، يحس بآلامهم ويشاركهم احزانهم فتعلّقوا به على اساس انّه منقذهم من ظلم الظالمين وفساد المفسدين.
والآن لنأتي ونناقش المسألة الثانية وهي مسألة تأجيل المفاوضات مع التحالف الوطني:
ما دام التيار الصدري قد دخل العملية السياسية ولا زال هو ظاهراً فيها، فدخلوه العمل السياسي استوجب عليه عدّة أمور، تفرضها عليه تلك المشاركة، كونه جزءاً من تلك العملية، وفي هذه الحالة عليه القيام بأحد الأمرين التاليين:
أمّا أن ينسحب من العملية السياسية بشكل جذري، وعندها سيترك فراغ وعدّة متعلقات، يمكن أن تُستغل من قبل المفسدين أنفسهم، لتكون لهم مساحة أوسع من الفساد، وبالتالي ستزداد الهوّة وتتسع.
وأمّا أن يبقى داخل التحالف ليبدأ بخطوات إصلاحية شيئاً فشيئاً، بحسب ما تفرضه الظروف الضاغطة في الساحة العراقية، وخصوصاً أنّ التحالف الوطني هو جزء من كلّ مشمول بعملية الإصلاح التي ينادي بها السيد مقتدى الصدر، وعليه ستكون أقرب الخطوات التي يمكن أن يتعامل بها بهذا الشأن، هي تلك الخطوات التي تصدر من نفس كتلة الأحرار، وهي ضمن هذا التحالف لا خارجه.
ولعمري ما هذه المفاوضات إلّا من أجل هذا المبدأ، فمن خلالها قُدّمت عدّة تعديلات وطلبات، كلّها تصب في الإصلاح السياسي، وفي حال كونها لم تُفَعّل وتُقَر، سيكون للكتلة قولاً وإجراءً آخر.
هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن البعد الإنساني الذي يتعامل من خلاله السيد مقتدى الصدر لا يزال هو الماثل أمام عينيه، ولم يخطو بأيّة خطوة إلّا وهذا البعد ساري فيه، والحقيقة فأن أعضاء التحالف أو غيرهم هم إخواننا في الدين وإن لم يكن في الدين فبالوطنية والإنسانية العامة، فهدايتهم ونصحهم شيء ضروري جداً، وتصبير النفس من أجل إعطائهم فرص العودة والإنابة تكون ألطف وأكمل.
وهو جزء مهم أيضاً في إتمام الحجة عليهم فيما لو بقوا على فسادهم، ومن ثم إستخدام طرق اخرى تُعلن في حينها، وقد تكون ذات مؤثر أثقل وأشد في هذا الإتجاه.
ثم أمر آخر، أنت قد تعرضت له وقلت بأن على التيار الصدري أن يغيّر من الصورة السلبية التي حكم بها بعض الناس عليهم نتيجة بعض التصرفات غير المسؤولة من قبل بعض المحسوبين عليه.
وهذا التصرف الذي قام به السـيد مقتدى الصدر وتياره هو خير شاهـد على إحـترامه للعمـلـية
السياسية، وعدم التحرك بأيّ عنوان للعنف والقوّة أو الإضرار بأيّ مَعْلَم من معالم الدولة، مما يجعل الآخرين المنصفين على قناعة بأن هذا التيار منضبط ومحب للخير والسلام، ولا يتحرك إلّا بما يلائم التوجهات الديمقراطية للبلد والتي كفلها وأقَرّها الدستور.
أما ما يخص المسألة الثالثة، بقوله : ( ما المقصود من كلمة (( بلا وعود )) في قول السيد مقتدى الصدر : ( نقوم بإعتصام مفتوح ولكن بلا وعود ). فيمكن الإجابة عنها بما يلي:
شكّل الإعتصام الأول، الذي كان أمام المنطقة الخضراء ضغطاً هائلاً على الحكومة، فتحركت عدّة جهات، من الداخل والخارج لإنهاء هذا الإعتصام، وذلك بإعطاء الوعود من قبل الحكومة في السعي الحثيث لإحداث التغيير في الكابينة الوزارية والمفاصل الأخرى. وفي الجانب الآخر أعطى السيد مقتدى الصدر أيضاً وعوداً إذا نفذوا ما يريد من النهج الإصلاحي، فإنّه سينسحب وينهي الإعتصام، وخصوصاً بعد أن إعتصم هو بنفسه داخل المنطقة الخضراء.
فيكون المعنى ( نقوم بإعتصام مفتوح ولكن بلا وعود من قبل الطرفين، طرف المعتصمين وطرف الحكومة )، أي لن نقوم نحن بإعطائكم وعوداً بإنهاء الإعتصام، ولا نقبل منكم مجرد الوعود للتغيير، وإنما نريد تغيير فعلي وفوري.
وعلى هذا الأساس فالأمر واضح ولا يحتاج الى الحيرة أو كونه من ( الحسجة ).
بقيت المسألة الرابعة والتي هي : المفروض من السيد مقتدى الصدر توجيه اللوم وطلبات الإصلاح الى رئيس البرلمان لا الى رئيس الوزراء، كونه ضعيفاً لا يقدر على فعل شيء. وجواب هذه المسألة يكون بالشكل التالي: ضمن أبجديات السياسة، وبغض النظر عن هذا ضعيف وذاك قوي، المسألة إذا تعلقت بتغيير وزراي ما، فأن أول من يطلب منه أو يطّلع عليه هو رئيس الوزراء، وهو الذي يتحرك بهذا الإتجاه، ويطلب من البرلمان إجراء التعديلات الوزارية بعد التصويت على الأشخاص البدلاء.
فحينئذ لا يمكن للسيد مقتدى الصدر أن يأتي بالمباشر ويطلب من البرلمان القيام بذلك دون الطلب من رئاسة الوزراء.
علماً علينا الإلتفات بأن رئيس الوزراء لم يتخلَ علناً عن مسؤوليته وإلتزامه بتغيير الكابينة الوزارية والى هذه اللحظة ، يقول بأنّه يحتاج الى بعض الوقت، ويتمم إكمال عملية التغيير الوزاري.
فمن الحكمة مجاراته فيما يقول الى بعض الوقت، مع الضغط عليه في التغيير، وعندها من غير المعقول أن يستمر الحال بهذه الصورة الى وقت غير معلوم أو قل وقت مفتوح. فبالتأكيد هناك سقف زمني يدور في خلد راعي الإصلاح، إن تعداه ولم يتحقق شيء سيكون عندها الكلام مختلفاً والتصرف مختلف بكل تأكيد.
هذا مضافاً إن السيد مقتدى الصدر يريد أن يعطي صورة واضحة بالتعامل الحضاري والمدني للمنطقة والى جميع العالم وإفهامهم بأننا نتبع في خطواتنا الإصلاحية الطرق التي كفلها الدستور العراقي في تحرك الشعب وإختيار ما يريد.
هذا ما أحببت أن أبيّنه وأزيح الغبار عنه خدمة للحقيقة لا غير.
الأستاذ علي الزيدي
14 تشرين الاول 2016
نسخة المقال للطباعة والنشر 

الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

تقولات المفسدين ضد القادة المصلحين





ان سيرة القادة المصلحين تتميز بطيب حياتها وكثرة بركاتها... كمياه النهر الجاري الذي يفيض بالخير والعطاء من المنبع الى المصب يسقي بعذب مائه مختلف الخلائق...
لأنه يجري بينهم غير معزول عنهم لذا فانك ترى الامة ينبض قلبها بالحياة ما دام فيها قائد مصلح تستمع لصوته وتلبي دعوته وتطيع امره ...
وهذا ما ارعب الاعداء وجعلهم يفنون اعمارهم في محاربة القائد المصلح مستخدمين شتى الوسائل ضده ، ومن بين وسائلهم التي طالما استخدموها والى اليوم نتيجة تأثيرها الفعال على ضعاف النفوس وقليلي الوعي من الناس ، وسيلة رمي القادة المصلحين بالتقولات الكاذبة والاراجيف ...
مبتغين بذلك اطفاء نوره الله ، قال تعالى:
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
(سورة الصف/الآية 8 )
وفي القرآن الكريم امثلة كثيرة تبين بعض هذه التقولات التي رمى بها المفسدين قادتنا المصلحين ، ففي شان نبي الله نوح عليه السلام ، قال تعالى:
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ
(سورة القمر/الآية 9)
وفي شان نبي الله موسى عليه السلام ، قال تعالى:
وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ
(سورة غافر/الآية 26)
و في شان خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال تعالى:
وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ
(سورة ص/الآية 4)
وقال تعالى:
وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً
(سورة الفرقان/الآية 8 )

ولعمري ليس في البين عجب فهذا ديدن المفسدين ضد القادة المصلحين ، انما العجب في انطلاء اكاذيبهم واراجيفهم على فئة كثيرة من الناس والى هذا اليوم
وبما اننا قد اعتقدنا بضرورة الاصلاح واهميته وسرنا خلف من رفع رايته لذا فنحن ملزمون بالدفاع عنه وعليه كان هذا المبحث الذي سيتطرق الى ذكر بعض التقولات الكاذبة التي اطلقها المفسدين ضد امامنا الحسين(عليه السلام) ، وضد وحفيده راعي الاصلاح السيد مقتدى الصدر(اعزه الله) مع بعض التعليق الموجز حول هذا الاسلوب الرخيص وضمن المحاور التالية:

المحور الاول.
بعض التقولات الكاذبة التي اطلقها المفسدين ضد الامام الحسين(عليه السلام)

1. نموذج من التقولات الكاذبة التي اطلقها المفسدين ضد الامام الحسين قبل استشهاده
*.جاء في رسالة ارسلها معاوية الى الامام الحسين (عليه السلام)، قوله :
... فاتق شقّ عصا هذه الأمّة ، وأن يوردهم الله على يديك في فتنة ...
(راجع: ناسخ التواريخ ج1 / 255 )

*.كـتب يزيد إلى عبـد الله بن العبّـاس كـتاباً جاء فيه:
أمّا بعد، فإنّ ابن عمّك حسـيناً وعدوّ الله ابن الزبير إلتويا ببيعتي ولحقا بمكّة مرصدين للفتنة، معرّضين أنفسهما للهلكة، ...
(تاريخ دمشق 14 / 210 ـ 211، بغية الطلب 6 / 2610 ـ 2611، البداية والنهاية 8 / 131 ـ 132)

2. من التقولات الكاذبة والاراجيف التي اطلقها المفسدين على الامام الحسين بعد استشهاده
*. قال القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الإشبيلي المالكي (المتوفى : 543هـ):
” قتل الحسين بسيف جده”؟
(كتاب: العواصم من القواصم.../القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي )
(راجع: الخطط والآثار، للمقريزي، ط سنة 1270 هـ، مصر. الضوء اللامع ج:4 ص:147, الفيض القدير بشرح الجامع الصغير ج:1 ص:265)

*. صرح محمد أبو اليسر عابدين، مفتي الشام بقوله:
«بيعة يزيد شرعية، ومن خرج عليه كان باغياً»
(راجع: الدر المنثور، للسيوطي، ط سنة 1377هـ)

3. بالرغم من اعتراض الكثير من علماؤهم على هذه التقولات كالسيوطي في الشمائل الشريفة ص369 طبعة دار طائر العلم حيث قال :
وليس ذلك بأول عجرفة لهذا المفتي وجرأته وإقدامه فقد ألف كتابا في شأن مولانا الحسين رضي الله عنه وكرم وجهه وأخزى شانئه زعم فيه أن يزيد قتله بحق بسيف جده نعوذ بالله من الخذلان

وقال ابن خلدون في المقدمة ص113 :
وقد غلط القاضي أبو بكر بن العربي المالكي في هذا فقال في كتابه الذي سماه بالعواصم والقواصم ما معناه أن الحسين قتل بشرع جده

ومع ذلك فان هذه التقولات الكاذبة قد اثرت تاثيرها البالغ بالسوء على مجموعة كبيرة من الناس والى هذا اليوم

المحور الثاني.
نموذج من التقولات الكاذبة التي اطلقها المفسدين ضد السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله)

1.مثال من تقولات المفسدين ضد شخص السيد القائد (اعزه الله)
قال الدكتاتور الذي باع العراق للإرهاب عندما سأله المحاور الاعلامي عن سماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله ، في مقابلة تلفزيونية اجرتها معه قناة "فرانس 24":
"ما يصدر عن مقتدى الصدر لا يستحق الحديث عنه".
"رجل حديث على السياسة، ولا يعرف أصول العملية السياسية"
"الدستور لا يعني شيئا عند مقتدى الصدر، وهو لا يفهم قضية الدستور".
(راجع: النشرة الالكترونية للسومرية نيوز /المحرر: نهاد قيس - الأحد 9 آذار 2014 01:06)

2.نموذج من التقولات الكاذبة والاراجيف التي اطلقها المفسدين ضد اوامر ونواهي وتوجيهات السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله)
صدر من سماحة السيد القائد (اعزه الله )الكثير من الاوامر والتوجيهات...، مثل :
تأسيس جيش الامام المهدي(عليه السلام)، ومظاهرة الاستنكار ضد قرار اغلاق جريدة الحوزة الناطقة ، مقاطعة بضائع المحتل ، تجميد جيش الامام المهدي(عليه السلام) ، تأسيس مشروع الممهدون ، المظاهرة المليونية ضد الاحتلال الامريكي في 9/ نيسان ، عام نصرة القرآن ، يوم المظلوم العالمي، اداء شعيرة الاعتكاف، المسير نحو ضريح السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) ، تأسيس سرايا السلام ، الخروج بمظاهرات الاحتجاج ضد الاستهزاء بشخص رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم )، واحراق المصحف الشريف واعدام الشيخ النمر وقتل الشيخ حسن شحاتة واغتيال الشيخ حسن الترابي واعتقال الشيخ ابراهيم الزكزاكي واسقاط الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم....
وما ان يصدر امر او توجيه ...من سماحة السيد القائد(اعزه الله) ، حتى يبدأ المفسدون بإطلاق تقولاتهم الكاذبة واراجيفهم ضد تلك الاوامر والتوجيهات ...قبل تطبيقها وبعد تطبيقها وفيما يلي نموذج من التقولات الكاذبة التي اطلقت حول امر:
الاضراب يومين عن العمل ويومين عن الطعام
فمن التقولات الكاذبة والاراجيف التي اطلقوها قبل تطبيق هذا الامر والتوجيه

1.ما الفائدة من هذه الاضرابات وما دخلها في تغيير الواقع الفاسد
2.ان هذه الاضرابات سوف تعرقل اعمال الناس وخصوصا الفقراء والمساكين منهم
3.انتم جزء من العملية السياسية وحكومتها الفاسدة

*. بعض التقولات الكاذبة والاراجيف التي اطلقها المفسدين بعد تطبيق هذا الامر والتوجيه

1.ماذا حصدتم من هذه الاضرابات وهل تغير الواقع الفاسد
2.ان الفساد ازداد بعد اضرابكم...
3.باعمالكم هذه تقومون بإضعاف وحدة الصف الشيعي

المحور الثالث .
التعليق اجمالا وبإيجاز حول هذه التقولات الكاذبة والاراجيف .

اولا.حينما يسير القائد المصلح في طريق الاصلاح فانه سيصطدم لامحالة بالفساد وحماته وهؤلاء لا يألون جهدا في مواجهته بكل ما هو سيء اكيدا ، قال السيد القائد (اعزه الله):
...حماة الفساد لا يظهر منهم ضد حماة الاصلاح الا السيء اكيدا...
(استفتاء للسيد القائد مؤرخ بـ : 18/ذح/1437)
اذن فعلى المرء ان يستجيب لدواعي العقل والانصاف وينظر بحكمة وتروي الى ما يطرحه القائد المصلح من مطاليب واهداف ومراجعتها بدقة قبل الحكم عليها وعلى قائلها فهل يراها متطابقة ومتوافقة مع الامور المسلمة عقليا واخلاقيا وفطريا... عن ابناء البشرية ، ام لا
فالمرء حينما يقوم بمراجعة اهداف ومطاليب قادتنا المصلحين فسوف يراها متضمنة لجملة من الامور المسلمة انسانيا واخلاقيا وعقليا عند الناس ، ومن هذه المور المسلمة ما يلي:

1.الدعوى للمحبة والانسانية بغض النظر عن الالوان والاعراق
2.الدعوى لنبذ العنف والطائفية والتطرف من اي انسان وضد اي انسان
3. رفض الاعتداء على اي بلد من البلدان ناهيك عن احتلاله
4.رفض انتهاك حقوق الانسان وحرية ممارسته لاعتقاده
5.رفض الظلم الجور والفساد والفاسدين بكل انواعه واقسامه
6. رفض تحقير الشعوب وازدرائهم والتعالي عليهم
....
فان قيل ان الكثير من قادة الاحزاب والكتل والجماعات يدَّعون تبني هذه الامور المسلمة في اهدافهم وما ان يستلموا السلطة الا وتتبدل الامور عندهم جملة وتفصيلا فيكونون على شاكلة من سبقهم بالسلطة ان لم يكونوا اسوء منهم.
الجواب : نعم
ان كل من ادعى تبني هذه الامور المسلمة في اهدافه زورا وبهتانا ، من قادة الكتل الاحزاب والجماعات ، فانه سينكشف واقعهم للناس بعد استلامهم للسلطة ويتبين مخالفة افعالهم لأقوالهم وهذا هو احد ادلتنا في اختلاف القائد المصلح عن هؤلاء القادة المفسدين ، ومثالا على ذلك ننظر الى العراق هذا البلد المقدس ونرى ماحل فيه وابتداءاً من عام 2003 والى اليوم لنرى قادة الكتل والاحزاب والجماعات التي تسلطت على زمام الامور فيه:
*.فهل قام احد من هؤلاء القادة بمحاسبة اتباعه فضلا عن توبيخهم وطردهم حينما يتبين له تورطهم بالفساد؟
كلا لم يفعل ذلك سوى القائد مقتدى الصدر اعزه الله
*.هل قام احد من هؤلاء القادة بالتخلي عن ما يسمونه بالاستحقاق الانتخابي وتسليم كافة وزاراته من اجل الوطن والشعب والدين طلبا للمصلحة العامة
كلا لم يفعل ذلك سوى القائد مقتدى الصدر اعزه الله
*.هل قام احد من هؤلاء القادة بالمحافظة على ابسط وادنى ما يبقي على ماء وجه وحزبه ولم يجاهر علنا بارتكاب المخازي طلبا للسلطة
كلا بل ارتكبوا كل ما هو مشين ومرفوض في العالم من اجل السلطة ومنافعها ، فمنهم من رفع شعار الطائفية المذهبية جارا البلاد الى اتون حرب طائفية مقيتة استزفت دماء وخيرات هذا البلد المقدس والى هذا اليوم...
ومنهم من رفع شعار العنصرية القومية مرتميا بأحضان اعداء الوطن والشعب ومهددا بين الحين والآخر الى جر البلاد الى اتون حرب عنصرية قومية...
ومنهم من رفع جهارا نهارا شعار تقسيم البلد وحسب المكون الاثني والطائفي مهددا وحدة الوطن بالزوال...
ومنهم من رفع جهارا نهارا راية العلمانية ومناديا بعودة البعثية غير آبه بعظيم الجرائم والمآسي التي ارتكبتها زمر البعث بقيادة الهدام وزبانيته ...
بينما سيدنا القائد(اعزه الله) مارس ما يبهر عقول المنصفين من صور الابوة الحقيقية مع كافة ابناء الشعب وبغض النظر عن دينهم ومذهبهم وقوميتهم ، بل انه مارس ابوته حتى مع الاحزاب والكتل التي تسلطت على زمام الامور في هذا البلد المقدس وتحكمت بخيراته ولم يألوا جهدا بتقديم النصح والارشاد لهم مرارا وتكرارا وحينما وصلت الامور الى حد الخطر التام على هذ البلد وشعبه المظلوم وحفاظا على سمعة الاسلام والمذهب خرج طالبا للإصلاح متأسياً بسيد الشهداء الامام الحسين سلام الله عليه ، معلنا براءته من كل فاسد وان كل من في السلطة لا يمثله وان ادعى الانتماء اليه او التعاطف معه بل انه امر هؤلاء الذين يدعون الانتماء اليه والتعاطف معه ممن تولى اي منصب ، وابتدائا من نائب رئيس الوزراء والوزراء والسفراء ووكلاء الوزراء والمحافظين ....بالمثول لدى النزاهة وتقديم كشوفات بذممهم المالية ، فاستشاط حينها غضب المفسدين مخيريه (بين اثنتين خيروني بين أن أسكت عن ظلمهم وفسادهم أو أن تراق دمائكم الطاهرة على هذه الارض الطاهرة وهيهات منا السكوت عن الظلم كما عهدتموني فلقد ترعرعت على حب المظلومين والفقراء فكنت صوتهم فترعرعت على حب الجهاد وقول الحق وهيهات منا الذلة ، نعم هيهات منا الذلة ) فقدم نفسه فدائا لشعبه ووطنه طالبا من الله تعالى العون في كشف الغمة عن هذه الامة التي انقض عليها المفسدين فاهلكوا الحرث والزرع....
وهكذا يتبين مدى الفرق الجلي بين القائد المصلح والقائدة المفسدين 

ثانيا. ان البعض من الناس ولعدة اسباب منها:
سوء الظن بالله تعالى
وشدة تعلقه بالماديات
وتغلب حالة الجبن على قلبه والخنوع والذل على نفسه...
يتخلى عن واجبه العقلي والاخلاقي والشرعي اتجاه الاصلاح بحجة عدم ضمان النجاح في تحقيقه ، اي انه وبمعنى من المعاني يشترط حتمية النجاح الآني لكل عمل حتى يشارك فيه ولو كان الامر متعلق به لكان اهون الا انه يعكس ذلك حتى على الآخرين مما يجعله يتورط بنقل تقولات المفسدين الكاذبة واراجيفهم بحق القائد المصلح واتباعه فيصبح اداة طيعة بيد المفسدين ينفذ رغباتهم الشيطانية وهو لا يشعر انه تحول الى بوق ينفخ فيه المفسدين سمومهم .
وفيما يخص شرط التحقيق الحتمي لأي مطلب يجب ان يكون مقدمة للخوض فيه فلو التزمنا بهذا الشرط فذلك يستدعي توقف العلوم والصناعات والتجارب والافكار....وشل كل الابداعات البشرية حتى على مستوى العقائد ...ولذا قيل في الحكمة:
على المرء ان يسعى وليس عليه ان يكون موفقا
ولتقريب المطلب نتأمل في قصة اهل الكهف في القرآن المليئة بالعبر الكثيرة فنسأل
عن هؤلاء الفتية الذين رفضوا الباطل والفساد ودخلوا مقر الحكومة الفاسدة واعلنوا رفضهم امام المفسدين ، هل كانوا يتوقعون بانالمفسدين سوف يستسلموا حالا ويخضعوا للحق ويتخلون عن الفساد جملة وتفصيلا ؟!
الجواب اكيد كلا بل كانوا متوقعين لردة الفعل السلبية من قبل المفسدين ضد صرخة الحق وضد من اطلقها وايدها
اذن لماذا دخلوا مقر الحكومة واعلنوا رفضهم للباطل والفساد واهله
الجواب هذا ما املاه عليهم العقل السليم والفطرة السليمة ومكارم الاخلاق اضافة الى الشرع المقدس ، اي:
لابد ان يكون لهم رد فعل اتجاه الباطل وظلمه الذي استشرى في البلاد فملئت بالفساد والمفسدين...فوجدوا خير رد فعل يتمكنون من القيام به هو:
اطلاق كلمة الحق امام السلطان الجائر
اما فيما يخص النتائج المترتبة على فعلهم ومدى تأثيرها فقد اوكلوها الى الله تعالى لانهم مؤمنين به وان بيده مقاليد السماوات والارض فاستحقوا بفضل الله الخلود لموقفهم النبيل .

من نتائج المبحث:

1. ان قتل القادة المصلحين بالألسن لا يقل خطورة عن قتلهم بالأيدي ، لذا يجب علينا الدفاع عنهم بالألسن كدفاعنا عنهم بالأيدي
2. يجب علينا المجاهدة في توفير الادوات التي تساعدنا في الدفاع عن قادتنا المصلحين بالألسن كالخبرة والصبر وخزين معتد به من المعلومات الرصينة وسعة الصدر ...
3. في حالة عدم تمكن الفرد من الدفاع عن القائد المصلح بنفسه لعدم تمكنه من توفير الادوات اللازمة لهذا الدفاع فيمكنه ان يكون بنفسه اداة من ادواة المدافع عن القائد المصلح ليساعده في عملية الدفاع

خاتمة المبحث :
اختم المبحث بكلمة من درر سيدنا القائد مقتدى الصدر اعزه الله وهي من جملة ما كتبه السيد القائد في رسالته التوعوية الى ابناء الحوزة الناطقة في 22/02/2013

...فيا من عنوانهم الايمان لا يغرنكم اصوات النعيق واصوات المرجفين، فانتم إنْ قوّمتم انفسكم وسعيتم لهداية الاخرين، فلا يضركم إنْ ضل غيركم وزل، فان اعمال الجميع ستعرض عند الواحد القهار فيرفع المؤمنين ويذل الكافرين.
ولا زالت كلمات السيد الوالد قدس الله نفسه الزكية في بالي حينما قال بخصوص الامام المهدي عليه السلام: (ومن ثم وجب على الواعين لقضيته أمثال هذه الوجوه الطيبة، والمدركين لظلامته، والمخلصين لدعوته، ان يدافعوا عنه، ويرفعوا رايته، وينشروا كلمته، ويبذلوا إمكانهم في ذلك، لأنَّ كلمته كلمة الله، ورايته راية الله، وحكمه حكم الله، ومن هنا نكون في هذا الجيل، نحن المدافعون عنه، ونحن المطيعون له، ونحن القائمون بأمره سلام الله عليه، حتى يقضي الله بما هُو قاض)..فإنْ كنا اتباع المرجعية الناطقة التي تمثل الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، فلنكن على قدر المسؤولية امام الله تعالى، وامام رسوله واهل بيته صلوات الله تعالى عليهم اجمعين، وليجمعنا واياكم حبهم والوفاء اليهم والسير على خطاهم والتعلق بنهجهم الى يوم الدين..فكلنا جيش للمعصومين، ولصاحبهم يوم الظهور، وكلنا نُمهّد للحق، وكلنا نناصر الحق ونعادي الباطل، وكلنا نقول نعم نعم ياربي..فشكراً لله على ما هدانا ورزقنا من حبهم، وحب وكلائهم والقائمين بأمرهم الى يوم الدين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مقتدى الصدر

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.


مصار المبحث:
1.القرآن الكريم
2. ناسخ التواريخ/ الميرزا محمّد تقي سپهر ، المعروف بلسان الملك (ت ۱۲۹۷ هـ . ق)/ ج1 / 255
3.تاريخ دمشق/ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (المتوفى: 571هـ)/تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي الناشر: دار الفكر بيروت لبنان/ 14 / 210 ـ 211
4. بغية الطلب في تاريخ حلب/ الصاحب كمال الدين ابن العديم/ تحقيق : سهيل زكار/ دار الفكر بيروت لبنان/ 6 / 2610 ـ 2611
5. البداية والنهاية البداية والنهاية/ إسماعيل بن عمر بن كثير/ نشر: مكتبة المعارف بيروت لبنان/ 8 / 131 ـ 132.
6.العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي(ص)/القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الإشبيلي المالكي (المتوفى : 543هـ)/ تحقيق : محب الدين الخطيب - ومحمود مهدي الاستانبولي/ نشر : دار الجيل بيروت – لبنان/ طبعة : الثانية ، 1407هـ - 1987م
7. الخطط والآثار/ أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (المتوفى : 845هـ)/ ط سنة 1270 هـ، مصر.
8. الضوء اللامع الضوء اللامع لأهل القرن التاسع/ محمد بن عبد الرحمن السخاوي شمس الدين/ نشر: دار الجيل بيروت لبنان/ ج:4 ص:147
9. الفيض القدير بشرح الجامع الصغير/ زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي (ت 1031 هـ) / ج:1 ص:265
10.الدر المنثور/ عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) / ط سنة 1377هـ
11.الشمائل الشريفة / جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي/ دار طائر العلم للنشر ص369
12. مقدمة ابن خلدون/ عبد الرحمن بن محمد بن خلدون ولي الدين/ ص113
13.النشرة الالكترونية للسومرية نيوز /المحرر: نهاد قيس/ الأحد 9 آذار 2014 01:06
14.استفتاء للسيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله)/ مؤرخ بـ : 18/ذح/1437، حول تطاول موفق الربيعي ورسول راضي حول شخص السيد القائد
15.كلمة من درر سيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) وهي من جملة ما كتبه السيد القائد في رسالته التوعوية الى ابناء الحوزة الناطقة في 22/02/2013

لن نسكت على الضيم فنحن وانتم اباة الضيم واباة الفساد فهلموا معاً لنسطر ملحمة سلمية بيان السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله 11 / 10 / 2016


تواجد القوات التركية في شمال العراق وتصريحات اوردوغان الاخيرة استفتاء السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله 12 / 10 / 2016