الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

نص كلمة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله الموجهة الى القوات المسلحة والثائرين من اجل الإصلاح 17 / 10 / 2016

بسم العراق وشعبه 

السلام عليكم يا جيشنا العراقي البطل ، والسلام على قواتنا الأمنية البطلةُ ، والسلام على المجاهدين ورحمة الله وبركاته .

يحاول الكثير من ذوي النفوس العفنة تحييدكم وإضعافكم وتهميشكم وتجييركم لصالحه ولصالح كرسيه وانتخاباته وحزبه وشخصه ، كما فعل كبير الحكومة السابقة ، إلا إنكم ابيتم إلا ان تثبتو ا للعراقيين أجمع انكم جيشه الحر الابي الذي لا يفرق بين اي عراقي واخر 

الا بالوطنية والتقوى ، ابيتم الا ان تنهضوا من جديد رافعين راية النصر لمحاربة كل من تسول له نفسه محاربة العراق ارضاً وشعبا فكل شبر من ارض العراق قد ارتوى بدمائكم الطاهرة ، فأنتم بعد الله سبحانه وتعالى حماة الوطن واباة الظلم والارهاب والاحتلال والفساد .

ايها الجيش العراقي الابي قد ابيت ان تركع الا لله سبحانه وتعالى وما استطاع احد من تلك الثلة الوقحة ان تنال منك ومن سمعتك فلقد حررتم الانبار بسواعدكم ودمائكم فحياكم الله وبياكم ، وحيا الله كل المجاهدين الابطال من القوات الامنية والفصائل المقاومة التي تعمل تحت امرتكم لا بإنفراد عنكم. 

نعم ، ان حقبة انكسار الجيش باتت حقبة منسية بعد ما سطرتموه من ملاحم التضحية والفداء والبطولة ، ودماؤكم التي ارخصتموها من اجل وطنكم ستكون وساما وضاء ً ، لا على صدورنا فحسب ، بل في قلوبنا وعلى جباهنا ولن تنمحي فأنتم والله سور الوطن وحماة الارض وبواسل الوغى اسأل الله ان ينصركم ويثبت اقدامكم .

واليــوم اذ انتم على ابواب الموصل ، واليوم اذ انتم في الموصل الحدباء الجريحة في

كامل الاهبة والاستعداد النفسي والجسدي والعدة والعدد صار لزاما علينا ان نقبّل جباهكم ورؤوسكم لتكملوا تحرير ارض اغتصبتها الثلة الضالة من شذاذ الافاق والمنحرفين عقليا وانسانيا ، بعد ان باعتها ايادي الفساد لهم وعلى طبق من ذهب .

وها انتم تعيدون ارضنا المغتصبة بكل صلابة وقوة ورباطة جأش بلا خوف يردعكم ولا دنيا تبعدكم ولا عوائل تنتظركم ، بل لا املك الا ان اقف بين ايدي عوائلكم التي علت زغاريدها وتصفيقها من اجل ان تستشهدوا بين يدي الوطن او ان تنتصروا بعونه تعالى ، فلا يرقب فينا الاحتلال او الارهاب الا احدى الحسنيين وما نرقب بهم الا الخسران او جهنم وساءت مصيرا .

أحبتي ايها الجيش البطل افرادا وضباطا ومراتب ، حياكم الله جميعا ، والشكر لكم من الله وليس مني على ما اقدمتم عليه من دفاع ، لا عن العراق وشعبه فحسب ، بل هي معركة مصيرية دولية بين فسطاط الارهاب والاحتلال من جهة وفسطاط الحق والانسانية من جهة أخرى .

فيا ايها الجيش المقدام سر وعين الله ترعاك ولا تلتفت لاي الأصوات التي تطالب بتهميشك او اضعافك وكن لكل العراقيين ابا حنونا وعلى الارهابيين وحشا كاسرا ، وحافظوا على دماء المدنيين والعوائل ولا تكن حربكم عشوائية لا تفرق بين احدا فتلك ليست مدرستكم انما هي مدرسة الطغاة ودعاة الطائفية .

نعم ، انها حرب الجيش والقوات الامنية مع الارهاب وليس حربا طائفية لنزج بها الوقحين والطائفيين وعلى كل العراقيين مساندة الجيش والانضواء تحت رايته وامرته ، فأننا لا نريد لحرب تحرير الموصل ان تكون بنظر الآخرين حربا طائفية بين طائفتين او ما شابه ، بل هي حرب حق مع باطل ، ولا نريد معونة الاحتلال او اي دولة أخرى وعلى تركيا وامثالها عدم زج نفسها وجعل العراق ساحة تصفي حساباتها ، ايا كانوا سواءً تركيا او غيرها فنحن مع ان تحرر الموصل بسواعد الجيش ومن التحق به من المجاهدين الذين لم يبخلوا بدمائهم من اجل نصرة الوطن .

نعم ، انتم ايها الجيش العراقي فنيتم بالوطن والفناء به سيخلدكم مدى الدهر ، وعلى الشعب ان يدعمكم بكل الوسائل المتاحة له اعلاميا واجتماعيا بل ولا يبخل عليكم بالدعاء في صلواته ومساجده ومراقده وحسينياته وكنائسه واديرته ودور العبادة ايا كانت ، فهذا اقل ما نقدمه لكم ايها الاحبة .

ثم أوجه كلامي الى أحبتي الثائرين من اجل الاصلاح واقول لهم ايها الاحبة صار لزاما علينا ومن باب الوفاء لجيشنا وتقديرا لوقفته الشجاعة في الموصل الحدباء الحبيبة ان نؤجل تظاهراتنا وملحمتنا السلمية امام محكمة الساعة لتتوجهوا الوفا زاحفين نحو السفارة التركية لتسمعوا صوتكم وبالطرق السلمية والادبية من دون ما تعدٍ عليها او على علم الدولة وبهتافات موحدة وأخلاقية لتدعموا بذلك جيشكم ومجاهديكم لتحرير الموصل من الارهابيين ومن الترسانة التركية التي تجثم على أرض المحافظة من دون ما احترام لاراضينا وسيادتنا مع شديد الاسف .

فهبوا وبنفس الموعد لتسمعوا صوتكم لتلكم السفارة لتكون عبرة لكل من يظن نفسه قادرا على احتلال العراق وأرضه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أخوكم

مقتدى الصدر
15 محرم الحرام 1438




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق