الأحد، 17 يناير 2016

سماحة السيد القائد مقتدى الصدر(أعزه الله) يتلقى رسالة من وزير الدفاع العراقي


سماحة السيد القائد مقتدى الصدر(أعزه الله) يتلقى رسالة من وزير الدفاع
 العراقي 
بعث وزير الدفاع العراقي الدكتور خالد العبيدي برسالة الى سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد القائد المجاهد مقتدىالصدر(اعزه الله) عبر فيها بعد تحية المحبة وعناوين الاحترام والتقدير عن اعتزازه الكبير بسفر آل الصدر الكرام واصفا اياهم بالمثابات والدلالات واعلام الهدى والرشاد،وجاء في الرسالة ايضا :
ان تاريخ العراق يفرد لآل الصدر الكرام الصدارة والجدارة في العلم والجهاد وترسيخ قواعد الاسلام وتبديد قواعد الجور والظلام والدكتاتورية
واشاد السيد الوزير بمواقف سماحة السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) المساندة والمؤيدة لرمز البلاد وحصنها الجيشالعراقي البطل ودعوة سماحته الواضحة ان يأخذ الجيش العراقي موقعه الحقيقي في الدفاع عن البلاد ومصالح العباد
وثمن الدكتور خالد العبيدي كلمات الثناء التي يطلقها سماحة السيد(اعزه الله) بحق الجيش العراقي عاداُ اياها تكريم حقيقي للجيش وتضحياته ومآله في معادلة الوطن والوطنية وماله من تأثير في نفوس ابناء المؤسسة العسكرية...
وفي ختام الرسالة قال وزير الدفاع العراقي:
ننتهز هذه الفرصة مرة اخرى لنعرب لسماحتكم عن فائق محبتنا وعظيم تقديرنا.



الخميس، 14 يناير 2016

نفحة عطر من توجيهات سيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله)لأئمة الجمع


نفحة عطر من توجيهات سيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله)لأئمة الجمع
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
في لقاء السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) بخطباء ائمة الجمعة، والذي انعقد في ضريح سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(تقدست نفسه الطاهرة)، في النجف الاشرف ، بتاريخ : 21/ 12/ 2015م
تطرق سماحته الى عدة توجيهات وارشادات بالغة الاهمية ينبغي ان لا تمر علينا مرور الكرام فنكون ممن هم من مصاديق قوله تعالى: 
((وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَة فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ))(سورة يوسف/ الآية: 105 ) 
بل يجب ان تكون هذه التوجيهات والارشادات نصب اعيننا ومحل اهتمامنا عسى ان نكون ممن هم من مصاديق، قَوْلُهُ تعالى:
((فَبَشِّرْ عِبَادِي الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ))(سورة الزمر/ الآية 17- 18)
فهذه التوجيهات والتعليمات والارشادات وما رافقها من ملاحظات مهمة وحساسة ..وان كان المخاطب بها ائمة الجمعة والجماعة ومسؤولي المكاتب التابعة لمكتب السيد الشهيد الصدر(تقدست نفسه الطاهرة)، الا انها تخص وتهم جميع المؤمنين والمؤمنات وخصوصا اتباع منهج الصدرين الطاهرين ، وانهم مشمولين بها حقيقة لا مجاز ، وعلى هذا الاساس فكل من يريد إتباع مدرسة اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وكذلك من يريد الثبات على منهج اهل البيت(عليهم السلام)فعليه تنفيذ هذه التعليمات والتوجيهات لأنها تخصه وتعنيه 
1. فمن منا لا تعنيه مشكلة وضرر الابتعاد عن الامور الدينية والميل والانغماس في الامور السياسية..
الم يؤكد سيدنا القائد على ان(بالمضمون) : 
المجتمع يجب ان لا يبتعد عن الدين وينغمس في السياسة
2. من منا لا يعنيه اعطاء قسط معتد به للدراسة والعلم والتعلم فيكون بدرجة علمية معتد بها ولمختلف العلوم...
سبحان الله 
كيف يريد الفرد الفلاني ان يُحسب على امة المصطفى الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن شيعة امير المؤمنين علي عليه السلام ومن اتباع مدرسة اهل البيت(عليهم السلام)، وعلى منهج الشهيدين الصدرين المقدسين، وهو فارغ من العلوم والمعارف!؟ 
لا يفهم من العلوم شيء ولا يقرأ من العلوم شيء ، ولا يدرس من العلوم شيء ..
او انه يقرأ ويدرس بالأقل القليل الذي لا يغني عن اي شيء ، فمثل هذا الفرد ،كيف يواجه الشبهات والافكار الالحادية والعلمانية..
بينه وبين الله من جهة ، وبينه وبين من هم من حوله من جهة اخرى؟
فحينما يسأله فرد ما ، في المجتمع او في الانترنيت عن مسألة عقائدية او عن اي امر متعلق بما يجري من امور عجيبة غريبة في المجتمعات ؟
ماذا سوف يكون جوابه! ، او بماذا سوف يجيب؟ 
بل حينما تسأله زوجته او ابنه او بنته او صديقه...عن مسألة ما، بماذا يجيب وكيف يجيب!؟
اذن وكما اشار سيدنا القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) ، فان مثل هذا الشخص سوف تسقط قيمته في المجتمع والادهى والامر حينما يدعى الانتماء الى عنوان عام ، حينها سوف يجلب الضرر والاذى للعنوان الشريف الذي يدعي الانتماء له 
3. من منا لا يعنيه الورع عن محارم الله في السر والعلن لكي لا يكون في اقل الحسابات من المنافقين لان الله (سبحانه وتعالى) يعلم بحقيقته ويرى افعاله
4. من منا لا يعنيه ان يكون مخلصا لدينه ومتيقنا به لا مشككا به ، فيكون من المتيقنين بدينهم وبربهم وبالأحكام الشرعية.. فمثل هؤلاء هم الذي يمن الله عليهم بشرف ارجاع المجتمع الى الله سبحانه وتعالى لا الى الغرب الكافر، خصوصا اذا كان حسن السيرة والسلوك والسمعة ..في المجتمع، ومثلما اكد سيدنا القائد (اعزه الله) ، بان(ما مضمونه):
من كانت سمعته جيدة في المجتمع ، والمجتمع راض عنه ، فان مثل هذا الفرد سوف يتلقى منه المجتمع التوجيهات والارشادات برحابة صدر 
5. من منا غير محتاج لشهيد الله ووليه الطاهر سيدنا ومرجعنا محمد محمد صادق الصدر(تقدست نفسه الطاهرة)، وهو القائل:
ان في ذكري منفعة 
فلماذا الغفلة والتغافل عند ذكره وهو محيي الجمعات وبه حررنا الله من قيود الذل والهوان بل به انقذنا الله من شفا حفرة النار ، الم يقل سيدنا القائد(اعزه الله):
فاذكروه يرحمكم الله 
فمن منا لايحتاج الى رحمة الله (جل جلاله)
ثم اليس منهج الشهيدين الصدرين المقدسين بكل منظومته الالهية ومن هذه المنظومة صلاة الجمعة ..من اجل هداية المجتمع فلماذا الانحراف الى الامور الدنيوية والسياسية ..ولماذا التعلق بالاسباب ونسيان مسبب الاسباب وهو الله جل جلاله ،انها كارثة عظمى حذرنا سيدنا القائد منها؛ لأنها تورث سلب التوفيق منا 
وان من تعلق بالدنيا ومناصبها وكراسيها ...وترك ذكر الله فان مثل هذا سوف لن يفلح 
فيجب التعلق اولا واخيرا بالله والتمسك بطاعته حتى ان وصل التمسك بالدين كالماسك على جمرة من نار، ويجب الرجوع الىالقائد الالهي ، والاكثار من ذكر مولانا ومقتدانا وامامنا ونبينا وشفيعنا وزعيمنا ومنقذنا...المصطفى الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم ، ذكرا مخصوصا 
كما يجب عدم الغفلة عن اعدائنا ومنهم الثالوث المشؤوم 
والتزود من علوم السيد الشهيد ولو بدراسة مسألة شرعية ، والابتعاد قدر الامكان عن الشبهات، وان نكون عونا للمستضعفين في كل انحاء العالم ونرفض الطائفية والعنصرية ...عسى ان نكون من اتباع من ارسله الله رحمة للعالمين(صلى الله عليه وآله وسلم)

بعض الاحداث التي جرت للسبي الحسيني في دمشق


بعض الاحداث التي جرت للسبي الحسيني في دمشق
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.

*. ..حين وصل السبايا إلى الشام «جمع يزيد من كان بحضرته من أهل الشام، ثم دخلوا عليه، فهنوه بالفتح»..
( البداية والنهاية ج8 ص197 ط سنة 1966م. وراجع: سير أعلام النبلاء ج3 ص309 )

*.قال السيد ابن طاووس في الملهوف ص219 :
لقد جاء في التاريخ : أنّ يزيد أمر بهم إلى منزلٍ لا يُكنّهم من حرٍ ولا برد ، فأقاموا فيه حتّى تقشّرت وجوههم من حرارة الشمس وأشعّتها المباشرة ، وكانوا مدّة إقامتهم في ذلك المكان ينوحون على الإمام الحسين (عليه السّلام)
وقال الشيخ الصدوق في اماليه:
ثم حبس السبايا في محبس لا يكنهم من حر ولا برد..( الأمالي للصدوق ص148)
كتب عماد الدين الطبري فقال:
أرسلت زينب شخصاً ليستأذن من يزيد لإقامة العزاء على الحسين، فإذن لهم: و قال: 
يجب أن يأخذوا إلى دار الحجارة كي ينحن ويبكين هناك، وجعلن يبكين سبعة أيام، فكان يجتمع عندهن كثير من الناس ممّا لا يمكن إحصاؤه وهم الناس بالهجوم على قصر يزيد و قتله، فجاء مروان و قد علم بهذا الأمر إلى يزيد و قال له: ليس يصلح لسلطانك بقاء أولاد ونساء الحسين وأهل بيته هنا، فيحسن بك أن تردهم إلى المدينة، اللّه اللّه ليطيعن سلطانك، فدعا يزيد الإمام زين العابدين وأجلسه بجانبه وأكرمه وقال: لعن اللّه ابن مرجانة واللّه لو انّي صاحب أبيك ما سألني خصلة أبداً إلاّ أعطيته إيّاها، ولكن اللّه قضى ما رأيت، فكاتبني من المدينة وانه إلي كل حاجة وتقدم بكسوته وكسوة أهله، ولكن قيل انّ أهل البيت لم يقبلوا ذلك.
( كامل بهائي، عماد الدين الطبري، 302.)

*.في كتاب ( الأنوار النعمانيّة ) للجزائري : عن منهال بن عمرو الدمشقي قال :
كنتُ أتمشّى في أسواق دمشق ، وإذا أنا بعليّ بن الحسين يمشي ويتوكّأ على عصا في يده ، ورِجلاه كأنّهما قصبتان ، والدم يجري من ساقَيه ، والصُفرة قد غَلَبت عليه 
قال منهال : فخَنقَتني العبرة ، فاعترضتُه وقلت له : كيف أصبحت يابن رسول الله ؟
قال : يا منهال ، وكيف يُصبِح مَنْ كان أسيراً ليزيد بن معاوية ؟!
يا منهال ، والله منذ قُتِلَ أبي ، نساؤنا ما شبعن بطونهن ، ولا كَسَونَ رؤوسهن ، صائمات النهار ، ونائحات الليل .
يا منهال ، أصبحنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون ؛ يُذبّحون أبناءهم ، ويستحيون نساءهم ، فالحاكم بيننا وبينهم الله يوم فصل القضاء .
أصبَحَت العرب تَفتخر على العجم بأنّ محمّداً منهم ، وتفتخر قريش على العرب بأنّ محمّداً منها ، وإنّا عترة محمّد أصبحنا مقتولين مذبوحين ، مأسورين مشرّدين ، شاسعين عن الأمصار ، كأنّنا أولاد تُركٍ أو كابل ، هذا صباحنا أهل البيت .
ثمّ قال : يا منهال ، الحبس الذي نحن فيه ليس له سقف ، والشمس تصهَرنا ، فأفرّ منه سُوَيعةً لضعف بدني ، وأرجع إلى عمّاتي وأخواتي خشيةً على النساء .
قال منهال : فبينما أنا أُخاطبه وهو يخاطبني وإذا أنا بامرأةٍ قد خرجت من الحبس وهي تُناديه ، فتركني ورجع إليها ، فسألتُ عنها وإذا هي عمّته زينب بنت علي تدعوه : إلى أينَ تمضي يا قرّة عيني ؟
فرجع معها وتركني ، ولم أزل أذكره وأبكي(انتهى).
كتاب ( معالي السبطين ) 2 / 158 ، الفصل الرابع عشر ، المجلس الثاني عشر ، وكتاب ( الأنوار النُعمانيّة ) للجزائري 3 / 252 مع بعض الفروق بين النسختين .

*.في كتاب( سِيَر أعلام النبلاء) عن حمزة بن يزيد الحضرمي أنه قال:
وقد حدَّثني بعض أهلنا أنه رأى رأس الحسين مصلوبًا بدمشق ثلاثة أيام
(سير أعلام النبلاء /الذهبي/ج3 ص319).
وفي نص آخر: نصبه بدمشق ثلاثة أيام، ثم وضع في خزائن السلاح..
(البداية والنهاية ج8 ص222 دار إحياء التراث)
وفي نص آخر: أنه نصبه على باب مسجد دمشق..
(الأمالي للصدوق ص147 ط سنة 1389 هـ النجف الأشرف.)
وفي نص آخر: نصبه في جامع دمشق، في المكان الذي نصب فيه رأس النبي يحيى بن زكريا عليهما السلام..
( صبح الأعشى ج4 ص97 ط المؤسسة المصرية العامة ونقل عن تذهيب التهذيب ج1 ص157)
وذكر انه:
..ثم صلب الرأس الشريف على باب القصر ثلاثة أيام..
( راجع الخطط للمقريزي ج2 ص289 والإتحاف بحب الأشراف ص23 ومقتل الحسين للخوارزمي ج2 ص75 )

*.قال السيد محمد كاظم القزويني في كتابه زينب من المهد الى اللحد:
لقد جاء في التاريخ أنّ امرأةً كانت تُسمّى ( هند بنت عبد الله بن عامر ) لمّا قُتل أبوها جاءت إلى دار الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) ، وبَقيَت هناك مدّة من الزمن تَخدم في دار الإمام (ع) ، وكانت على قدر من الجمال .
ولمّا قُتل الإمام أمير المؤمنين (ع) انتقلت إلى دار الإمام الحسن المجتبى (عليه السّلام) ، وكانت تخدم هناك في دار الإمام أيضاً ، فسمع عنها معاوية فطلبها وزوّجها لابنه يزيد ، فبَقيت في دار يزيد ، وهي تَستَخبِر دائماً عن الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السّلام) ، وتُحاول أن تَسمَع أخبارهم من القادمين من المدينة المنوّرة .
ولمّا قُتل الإمام الحسين (عليه السّلام) لم تَعلَم هند بالخبر ،
ولمّا جاؤوا بعائلة الإمام الحسين (ع) إلى الشام دخلت امرأة على هند ، وقالت لها : لقد أقبَلوا بسبايا ولا أعلَم من أين هم ، فلعلّك تمضين إليهنّ وتتفرّجين عليهن .
فقامت هند ولَبِست أفخر ثيابها وتخمّرت بخِمارها ، ولبِست إزارها ـ أي عباءتها ـ ، وأمرت خادمةً لها أن تُرافقها وتحمل معها الكرسي حتّى لا تجلس على التراب .
ويقول البعض : إنّ يزيد صادفها قبل الخروج من القصر فاستأذنت منه ، فأذِن لها ، لكنّه تغيّر لونه وبَقي مذهولاً حيث إنّه خشي من مضاعفات ورود فِعل هذه الزيارة ، فهو يعلم أنّ زوجته الحظيّة عنده كانت مدّة سنين خادمة في دار أهل البيت ، وهي تحبّهم حبّاً كثيراً ؛ لأنّها قضت سنوات من حياتها خادمة لهم ، ولم ترَ منهم إلاّ العطف والاحترام ، والإنسانية والأخلاق العالية ، فماذا يصنع يزيد ؟ هل يُوافق على الزيارة أم يَرفُض ذلك ؟
ولكن يبدو أنّ شخصية هند كانت قويّة ؛ فقد فَرضَت نفسها على يزيد ، فأذن لها ، إلاّ أنّه طلب منها أن تكون الزيارة بعد المغرب ، حينما يُخيّم الظلام على الأرض ،
فوافقت على ذلك .
وعند المساء أقبلت هند ومعها الخدم يحملون معهم القناديل لإضاءة الطريق ، فلمّا رأتها السيّدة زينب (عليها السّلام) مُقبلة هَمَسَت في أذن اُختها اُمّ كلثوم ، وقالت : أُخيّه ، أتعرفين هذه الجارية ؟
فقالت : لا والله .
فقالت زينب : هذه خادمتنا هند بنت عبد الله .
فسكتت اُمّ كلثوم ونكست رأسها ، وكذلك السيّدة زينب نكست رأسها .
فأقبلت هند وجلست على الكرسي قريباً من السيّدة زينب ؛ باعتبارها زعيمة القافلة ، وقالت : اُخيّة , أراكِ طأطأتِ رأسكِ ؟!
فسكتت زينب ولم تردّ جواباً ، ثمّ قالت هند : اُخيّه ، من أي البلاد أنتم ؟
فقالت السيّدة زينب : من بلاد المدينة .
فلمّا سمعت هند بذكر المدينة نزلت عن الكرسي ، وقالت : على ساكنها أفضل السّلام .
ثمّ التفتت إليها السيّدة زينب وقالت : أراكِ نزلتِ عن الكرسي ؟!
قالت هند : إجلالاً لمَنْ سكن في أرض المدينة .
ثمّ قالت هند : اُخيّه , اُريد أن أسألكِ عن بيت في المدينة .
فقالت السيّدة زينب : اسألي عمّا بدا لكِ .
قالت : أسألكِ عن دار علي بن أبي طالب ؟
قالت لها السيّدة زينب : ومِن أينَ لكِ المعرفة بدار علي ؟
فبَكت هند ، وقالت : إنّي كنت خادمة عندهم .
قالت لها السيّدة زينب : وعن أيّما تسألين ؟
قالت : أسألك عن الحسين وإخوته وأولاده ، وعن بقيّة أولاد علي ، وأسألك عن سيدتي زينب ، وعن اُختها اُمّ كلثوم ، وعن بقيّة مخدّرات فاطمة الزهراء .
فبَكت عند ذلك زينب بكاءً شديداً ، وقالت لها : يا هند ، أمّا إن سألتِ عن دار علي فقد خَلّفناها تنعى أهلها ؛ وأمّا إن سألت عن الحسين فهذا رأسه بين يدي يزيد ؛ وأمّا إن سألت عن العباس ، وعن بقية أولاد علي (عليه السّلام) فقد خلّفناهم على الأرض مجزّرين كالأضاحي بلا رؤوس .
وإن سالت عن زين العابدين فها هو عليل نحيل لا يطيق النهوض من كثرة المرض والأسقام ، وإن سألتِ عن زينب فأنا زينب بنت علي ، وهذه اُمّ كلثوم ، وهؤلاء بقية مخدّرات فاطمة الزهراء .
فلمّا سمعت هند كلام السيّدة زينب رقّت وبكت ، ونادت : وا إماماه ! وا سيداه ! وا حسيناه ! ليتني كنتُ قبل هذا اليوم عمياء ، ولا أنظر بنات فاطمة الزهراء على هذه الحالة .
ثمّ تناولت حجراً وضربت به رأسها ، فسال الدم على وجهها ومقنعتها ، وغُشي عليها ، فلمّا أفاقت من غشيتها أتت إليها السيّدة زينب ، وقالت لها : يا هند ، قومي واذهبي إلى دارك ؛ لأنّي أخشى عليك من بعلكِ يزيد .
فقالت هند : والله ، لا أذهب حتّى أنوح على سيّدي ومولاي أبي عبد الله ، وحتى أُدخِلكِ وسائر النساء الهاشميّات معي إلى داري .
فقامت هند وحَسَرت رأسها ، وخرجت حافية إلى يزيد وهو في مجلس عام ، وقالت : يا يزيد , أنت أمرتَ رأس الحسين يُشال على الرمح عند باب الدار ؟! أرأسُ ابن فاطمة بنت رسول الله مصلوب على فناء داري ؟!
وكان يزيد في ذلك الوقت جالساً وعلى رأسه تاج مكلّل بالدر والياقوت والجواهر النفيسة ، فلمّا رأى زوجته على تلك الحالة وَثَب إليها وغطّاها ، وقال : نعم ، فأعوِلي يا هند ، وابكي على ابن بنت رسول الله وصريخة قريش ، فقد عجّل عليه ابن زياد (لعنه الله) فقتله قتله الله !
فلمّا رأت هند أنّ يزيد غطّاها ، قالت له : ويلك يا يزيد ! أخَذَتك الحميّة عليّ ، فلِم لا أخذتك الحميّة على بنات فاطمة الزهراء ؟! هتكتَ ستورهنّ ، وأبديتَ وجوههنّ ، وأنزلتهنّ في دارٍ خرِبة ! والله ، لا أدخل حرَمَك حتّى أُدخلهنّ معي .
فأمر يزيد بهنّ إلى منزله وأنزلهم في داره الخاصّة ، فلمّا دخلت نساء أهل البيت (عليهم السّلام) في دار يزيد ، استقبلتهنّ نساء آل أبي سفيان ، وتهافتنَ يُقبّلن أيدي بنات رسول الله وأرجلهن ، ونُحنَ وبكين على الحسين ، ونزعن ما عليهنّ من الحُلي والزينة ، وأقمن المأتم والعزاء ثلاثة أيام
(زينب من المهد الى اللحد للسيد كاظم القزويني عن مصادر:
معالي السبطين 2 / 164 ، الفصل الرابع عشر ، المجلس السادس عشر ، وتاريخ الطبري 5 / 465 ، وكتاب ( الإيقاد ) / 180 ، وبعض المصادر الاُخرى كالكامل في التاريخ/ لابن الاثير )
وقال الشيخ باقر شريف القرشي:
وابنة يزيد عاتكة بادرت الى رأس الإمام الحسين فطيبته ، وقالت نادبة : رأس عمي ( حياة الإمام الحسين/القرشي ج 3 ص 400) .

شبهة عدم التمييز بين القائد الالهي ومنهجه المبارك وبين بعض المحسوبين عليه




شبهة عدم التمييز بين القائد الالهي ومنهجه المبارك وبين بعض المحسوبين عليه 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

انها شبهة قديمة قدم البشرية ومسيرة قادتها الالهيين نحو رضا الله تعالى ولكنها وللأسف مازالت والى اليوم عالقة في اذهان الكثيرين من الناس بل ويبنون عليها حساباتهم ومنها العقائدية مما تسبب ضررا كبيرا قد يصل الى الانحراف ، فقبل جمعة تطرق احد الزملاء الى ما معناه:
لماذا يتواجد مجموعة من الافراد قرب القائد الالهي ، واحيانا يشغلون بعض المناصب المهمة وسرعان ما يثبت الواقع العملي فشلهم 
ولمعرفة صورة من الجواب على هذا التساؤل لابد من الالتفات الى جملة من الامور المهمة ومنها مايلي:

1.ان الله جل جلاله لم يخلقنا عبثا ولم يتركنا هملا ، بل خلقنا لنعرفه فنعبده مخلصين له الدين ولو كرهت انفسنا الامارة والخبيث ابليس ، ولأننا ضعاف ولا نتمكن من شرف معرفة ربنا بذاتنا ارسل الينا الباري العطوف صفوة من خيرة اوليائه ، قادة الهيين من انبياء ومرسلين واوصياء وصالحين، جعلهم موضع رسالاته وواسطة فيوضاته وتراجمة وحيه ومحل بركاته والادلاء اليه فبهم ينزل الله الغيث وبهم يمسك الله السماء ان تقع على الارض...
انزل معهم كتبه فيها هدى ونور ، هدى للمتقين ونور من العمى والضلالة ...
ومن رحمة الله الواسعة ان جعلنا نعايش قادتنا الالهيين فنرى ونسمع اقوالهم وافعالهم والكثير من شؤونهم لنتخذهم اسوة وقدوة ولكي تتم الحجة من الباري العطوف علينا وله الحجة البالغة
ومن رحمة الله الواسعة ان خاطبنا قادتنا الالهيين على قدر عقولنا عسى ان نتمسك بايديهم فينتشلونا من بحر الجهالة وبئر العمى ، يعاملوننا وعلى ظاهرنا بالطف وانبل واكرم المعاملة وان كانوا بفضل الله مطلعين على سرائرنا ، وسوء نوايا الكثير منا ...
يبتغون هدايتنا ويسعون جاهدين في انقاذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ، وان واجهناهم بالصد والنفور 
بل بالشتم والضرب
بل بالقتل والتعذيب..! 
فمنهم اللطف والاحسان...، ومنا اللؤم والشر... 
فما اطيبهم وما انبلهم وما احلمهم وما اكرمهم ...، وما اجهلنا ...
فشكرا لله على نعمه العظيمة ومنها نعمة وجود القائد الالهي البيِّن منهجه الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار حجته ، الناصعة البياض افعاله ، الصادق المصدق ..
نعم فهو كتاب الله الناطق وآيته العظمة وحجته البالغة ...

2. ان القائد الالهي اعرف بتكليفه وهو الادرى بصالح الامور يقينا وواحدة من أهم وظائفه ، هي تربية الأمة بجميع أفرادها والحفاظ على اسس مقوماتها والسعي الحثيث في هدايتها وتكاملها.. ، حتى وان اقتضى الحال الصلح مع مشركين قريش في الحديبية ..، بل وان اقتضى الحال الصلح مع معاوية، فالقائد الالهي يقدم عليه ويضحي التضحيات الجسام ويناله الاذى وسوء الظن حتى من بعض المقربين اليه من اجل صالحنا ومصالحنا 
قال أبو سعيد ، قلت للحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام:
يا ابن رسول الله لم داهنت معاوية وصالحته وقد علمت أن الحق لك دونه وان معاوية ضال باغ؟.
فقال: 
يا أبا سعيد ألستُ حجة الله تعالى ذكره على خلقه وإماماً عليهم بعد أبي عليه السلام.
قلت: بلى.
قال:
ألست الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لي ولأخي، الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، قلت: بلى.
قال: 
فأنا إذن إمام لو قمت وأنا إمام إذا قعدت، يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية هي علة مصالحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبني ضمرة وبني أشجع ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية أولئك كفّار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفّار بالتأويل. يا أبا سعيد إذا كنت إماما من قبل الله تعالى ذكره لم يجب أن يسفه رأيي فيما أتيته من مهادنة.
وان كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبساً ألا ترى الخضر عليه السلام لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسىعليه السلام فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي؛ هكذا أنا سخطتم عليّ بجهلكم بوجه الحكمة فيه ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل
»
(علل الشرائع: الصدوق: ج1، ص 211)
وقال الامام الحسن عليه السلام لبشير الهمداني وهو احد رؤساء شيعته في الكوفة:
« ما أردت بمصالحتي الا ان أدفع عنكم القتل » .. (الدينوري (ص 203))
وقال(عليه السلام) ايضا:
« ما تدرون ما فعلت واللّه للذي فعلت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس » .. 
وقال الإمام الباقر عليه السلام لسدير:
«يا سدير أذكر لنا أمرك الذي أنت عليه فإن كان فيه إغراق كففناك عنه وان كان مقصراً أرشدناك.
قال: فذهبت أن أتكلم، فقال أبو جعفر عليه السلام:
أمسك حتى أكفيك، ان العلم الذي وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند علي عليه السلام من عرفه كان مؤمناً ومن جحده كان كافراً، ثم كان بعده الحسن عليه السلام، قلت: كيف يكون بذلك المنزلة وقد كان منه ما كان دفعها إلى معاوية؟.
فقال:
أسكت فإنه أعلم بما صنع لولا ما صنع لكان أمراً عظيماً»
(علل الشرائع: ج1، ص211.).
وقال السيد عبد الحسين شرف الدين في تحليله لبنود الصلح : 
فلم يهدف معاوية في صلحه مع الحسن عليه السلام ، الا الإستيلاء على الملك، ولم يرض الحسن بتسليم الملك لمعاوية الا:
ليصون مبادئه من الانقراض، وليحفظ شيعته من الابادة، وليتأكد السبيل الى استرجاع الحق المغصوب يوم موت معاوية ..(انتهى)
اذن فما يقوم به القائد الالهي من افعال واقوال فيها الكثير الكثير من المصالح المهمة التي يراها ولكن حقائقها خافية علينا لقصورنا وتقصيرنا وقلة اطلاعنا ومتابعتنا....
وعلى سبيل المثال وفي معرض جواب السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله مع مسؤولي بعض القنوات الاعلامية والفضائية (29/12/2015)
قال القائد مقتدى الصدر(اعزه الله):
(لعله بعضكم يستشكل أنه ليش مقتدى الصدر بالمظاهرات وليش بالحكومة وجودي في الحكومة تقويمي اقوم الحكومة بما فيها من فساد اگدر گصگوصة مدري شنو ورقة اسويها ولذلك تجدون التياريين والاحرار يخافون من هاي الگصگوصة بس غيرهم ماعدهم گصگوصة يحمون حتى مفسديهم حبيبي اذا يغلط وزيره يغلط تابعه يغلط رئيس وزارائه يدافع عنه ما يلحقه بگصگوصة اما اني اي وزير اي واحد جبير صغير بمجرد ان يخطأ اكله انت خطآن وهذا كافي اليّ امام الله وامام الشعب زين)
أي انه من خير مصاديق الحكمة القائلة :
كن فيهم ولا تكن منهم 
كما ينصحنا(اعزه الله) بذلك كثيرا
( الاستفتاء المؤرخ بـ 26-8-2011 ، والاستفتاء المؤرخ بـ 2-2-2011)
وما ذلك الا لأجل مصالح جمة اكيدا

3. من قلة الانصاف بل من الاجحاف ان يساء الظن بالدين او المذهب تعويلا على سوء افعال واقوال جماعة من المحسوبينعليه ..
فاذا كان الخلل واضح وجلي فيمن يزعم الاسلام وهو يخالفه في الاقوال والافعال ، فلماذا ترمى افعاله واقواله على الاسلام 
واذا كان الخلل واضح فيمن يزعم التشيع ومولاة اهل البيت(عليهم السلام)وهو يخالف التشيع ومولاة اهل البيت(عليهم السلام) في الاقوال والافعال فلماذا ترمى افعاله واقواله على التشيع ومولاة اهل البيت(عليهم السلام) 
واذا كان الخلل واضح فيمن يزعم انه من اتباع منهج الشهيدين الصدرين وهو يخالف منهجهما في الاقوال والافعال فلماذا ترمى افعاله واقواله على منهج الشهيدين الصدرين المقدسين 

النتيجة:
يجب ان نقر بيننا وبين الله جل جلالة بان الكثير منا لا يرى من الامور ابعد من ارنبة انفه ، واننا قاصرين عن الاطلاع على حقائق الامور وواقع الاشياء، ولا يمكن لنا الاحاطة بماهية تكليف القادة الالهيين..
اضافة الى ان هنالك حكم في ادارة دفة الاختبارات والبلائات الالهية ، والتحكم بكيفيتها ...
وعلى من يريد الاقتراب من فهم بعض ما يقوله ويفعله القائد الالهي ، فعليه ان يتوجه بنية خالصة الى الله جل جلاله ليعينه في فهم بعض اوجه الحكمة ، ويهذب نفسه متمسكا بمكارم الاخلاق ويجد بالعلم والتعلم وسعة الاطلاع ومتابعة خطوات وارشادات وتوجيهات القائد الالهي ، لكي يتمكن الفرد(بحول الله وقوته) من استيعاب بعض او جزء من حكمة قيام السيد القائد بتقريب هذا الشخص او ابعاد ذلك الشخص
حينها سيدرك بان فشل بعض المحسوبين على القائد الالهي في الامتحانات والبلائات ، من اصحابه ، او اقربائه او المنتسبين اليه... لا دخل لهم في حجية القائد الالهي وناصع بياض احقيته!
الى هنا اتوقف سائلا المولى ان يجيرنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وان يمن علينا بالهدى والايمان بما انزل الى الرسول من ربه وان يجعلنا ببركة ولطف ودعاء رسول الله واهل بيته الميامين ممن((.. آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)(سورة البقرة)