الخميس، 14 يناير 2016

شبهة عدم التمييز بين القائد الالهي ومنهجه المبارك وبين بعض المحسوبين عليه




شبهة عدم التمييز بين القائد الالهي ومنهجه المبارك وبين بعض المحسوبين عليه 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

انها شبهة قديمة قدم البشرية ومسيرة قادتها الالهيين نحو رضا الله تعالى ولكنها وللأسف مازالت والى اليوم عالقة في اذهان الكثيرين من الناس بل ويبنون عليها حساباتهم ومنها العقائدية مما تسبب ضررا كبيرا قد يصل الى الانحراف ، فقبل جمعة تطرق احد الزملاء الى ما معناه:
لماذا يتواجد مجموعة من الافراد قرب القائد الالهي ، واحيانا يشغلون بعض المناصب المهمة وسرعان ما يثبت الواقع العملي فشلهم 
ولمعرفة صورة من الجواب على هذا التساؤل لابد من الالتفات الى جملة من الامور المهمة ومنها مايلي:

1.ان الله جل جلاله لم يخلقنا عبثا ولم يتركنا هملا ، بل خلقنا لنعرفه فنعبده مخلصين له الدين ولو كرهت انفسنا الامارة والخبيث ابليس ، ولأننا ضعاف ولا نتمكن من شرف معرفة ربنا بذاتنا ارسل الينا الباري العطوف صفوة من خيرة اوليائه ، قادة الهيين من انبياء ومرسلين واوصياء وصالحين، جعلهم موضع رسالاته وواسطة فيوضاته وتراجمة وحيه ومحل بركاته والادلاء اليه فبهم ينزل الله الغيث وبهم يمسك الله السماء ان تقع على الارض...
انزل معهم كتبه فيها هدى ونور ، هدى للمتقين ونور من العمى والضلالة ...
ومن رحمة الله الواسعة ان جعلنا نعايش قادتنا الالهيين فنرى ونسمع اقوالهم وافعالهم والكثير من شؤونهم لنتخذهم اسوة وقدوة ولكي تتم الحجة من الباري العطوف علينا وله الحجة البالغة
ومن رحمة الله الواسعة ان خاطبنا قادتنا الالهيين على قدر عقولنا عسى ان نتمسك بايديهم فينتشلونا من بحر الجهالة وبئر العمى ، يعاملوننا وعلى ظاهرنا بالطف وانبل واكرم المعاملة وان كانوا بفضل الله مطلعين على سرائرنا ، وسوء نوايا الكثير منا ...
يبتغون هدايتنا ويسعون جاهدين في انقاذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ، وان واجهناهم بالصد والنفور 
بل بالشتم والضرب
بل بالقتل والتعذيب..! 
فمنهم اللطف والاحسان...، ومنا اللؤم والشر... 
فما اطيبهم وما انبلهم وما احلمهم وما اكرمهم ...، وما اجهلنا ...
فشكرا لله على نعمه العظيمة ومنها نعمة وجود القائد الالهي البيِّن منهجه الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار حجته ، الناصعة البياض افعاله ، الصادق المصدق ..
نعم فهو كتاب الله الناطق وآيته العظمة وحجته البالغة ...

2. ان القائد الالهي اعرف بتكليفه وهو الادرى بصالح الامور يقينا وواحدة من أهم وظائفه ، هي تربية الأمة بجميع أفرادها والحفاظ على اسس مقوماتها والسعي الحثيث في هدايتها وتكاملها.. ، حتى وان اقتضى الحال الصلح مع مشركين قريش في الحديبية ..، بل وان اقتضى الحال الصلح مع معاوية، فالقائد الالهي يقدم عليه ويضحي التضحيات الجسام ويناله الاذى وسوء الظن حتى من بعض المقربين اليه من اجل صالحنا ومصالحنا 
قال أبو سعيد ، قلت للحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام:
يا ابن رسول الله لم داهنت معاوية وصالحته وقد علمت أن الحق لك دونه وان معاوية ضال باغ؟.
فقال: 
يا أبا سعيد ألستُ حجة الله تعالى ذكره على خلقه وإماماً عليهم بعد أبي عليه السلام.
قلت: بلى.
قال:
ألست الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لي ولأخي، الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، قلت: بلى.
قال: 
فأنا إذن إمام لو قمت وأنا إمام إذا قعدت، يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية هي علة مصالحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبني ضمرة وبني أشجع ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية أولئك كفّار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفّار بالتأويل. يا أبا سعيد إذا كنت إماما من قبل الله تعالى ذكره لم يجب أن يسفه رأيي فيما أتيته من مهادنة.
وان كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبساً ألا ترى الخضر عليه السلام لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسىعليه السلام فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي؛ هكذا أنا سخطتم عليّ بجهلكم بوجه الحكمة فيه ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل
»
(علل الشرائع: الصدوق: ج1، ص 211)
وقال الامام الحسن عليه السلام لبشير الهمداني وهو احد رؤساء شيعته في الكوفة:
« ما أردت بمصالحتي الا ان أدفع عنكم القتل » .. (الدينوري (ص 203))
وقال(عليه السلام) ايضا:
« ما تدرون ما فعلت واللّه للذي فعلت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس » .. 
وقال الإمام الباقر عليه السلام لسدير:
«يا سدير أذكر لنا أمرك الذي أنت عليه فإن كان فيه إغراق كففناك عنه وان كان مقصراً أرشدناك.
قال: فذهبت أن أتكلم، فقال أبو جعفر عليه السلام:
أمسك حتى أكفيك، ان العلم الذي وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند علي عليه السلام من عرفه كان مؤمناً ومن جحده كان كافراً، ثم كان بعده الحسن عليه السلام، قلت: كيف يكون بذلك المنزلة وقد كان منه ما كان دفعها إلى معاوية؟.
فقال:
أسكت فإنه أعلم بما صنع لولا ما صنع لكان أمراً عظيماً»
(علل الشرائع: ج1، ص211.).
وقال السيد عبد الحسين شرف الدين في تحليله لبنود الصلح : 
فلم يهدف معاوية في صلحه مع الحسن عليه السلام ، الا الإستيلاء على الملك، ولم يرض الحسن بتسليم الملك لمعاوية الا:
ليصون مبادئه من الانقراض، وليحفظ شيعته من الابادة، وليتأكد السبيل الى استرجاع الحق المغصوب يوم موت معاوية ..(انتهى)
اذن فما يقوم به القائد الالهي من افعال واقوال فيها الكثير الكثير من المصالح المهمة التي يراها ولكن حقائقها خافية علينا لقصورنا وتقصيرنا وقلة اطلاعنا ومتابعتنا....
وعلى سبيل المثال وفي معرض جواب السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله مع مسؤولي بعض القنوات الاعلامية والفضائية (29/12/2015)
قال القائد مقتدى الصدر(اعزه الله):
(لعله بعضكم يستشكل أنه ليش مقتدى الصدر بالمظاهرات وليش بالحكومة وجودي في الحكومة تقويمي اقوم الحكومة بما فيها من فساد اگدر گصگوصة مدري شنو ورقة اسويها ولذلك تجدون التياريين والاحرار يخافون من هاي الگصگوصة بس غيرهم ماعدهم گصگوصة يحمون حتى مفسديهم حبيبي اذا يغلط وزيره يغلط تابعه يغلط رئيس وزارائه يدافع عنه ما يلحقه بگصگوصة اما اني اي وزير اي واحد جبير صغير بمجرد ان يخطأ اكله انت خطآن وهذا كافي اليّ امام الله وامام الشعب زين)
أي انه من خير مصاديق الحكمة القائلة :
كن فيهم ولا تكن منهم 
كما ينصحنا(اعزه الله) بذلك كثيرا
( الاستفتاء المؤرخ بـ 26-8-2011 ، والاستفتاء المؤرخ بـ 2-2-2011)
وما ذلك الا لأجل مصالح جمة اكيدا

3. من قلة الانصاف بل من الاجحاف ان يساء الظن بالدين او المذهب تعويلا على سوء افعال واقوال جماعة من المحسوبينعليه ..
فاذا كان الخلل واضح وجلي فيمن يزعم الاسلام وهو يخالفه في الاقوال والافعال ، فلماذا ترمى افعاله واقواله على الاسلام 
واذا كان الخلل واضح فيمن يزعم التشيع ومولاة اهل البيت(عليهم السلام)وهو يخالف التشيع ومولاة اهل البيت(عليهم السلام) في الاقوال والافعال فلماذا ترمى افعاله واقواله على التشيع ومولاة اهل البيت(عليهم السلام) 
واذا كان الخلل واضح فيمن يزعم انه من اتباع منهج الشهيدين الصدرين وهو يخالف منهجهما في الاقوال والافعال فلماذا ترمى افعاله واقواله على منهج الشهيدين الصدرين المقدسين 

النتيجة:
يجب ان نقر بيننا وبين الله جل جلالة بان الكثير منا لا يرى من الامور ابعد من ارنبة انفه ، واننا قاصرين عن الاطلاع على حقائق الامور وواقع الاشياء، ولا يمكن لنا الاحاطة بماهية تكليف القادة الالهيين..
اضافة الى ان هنالك حكم في ادارة دفة الاختبارات والبلائات الالهية ، والتحكم بكيفيتها ...
وعلى من يريد الاقتراب من فهم بعض ما يقوله ويفعله القائد الالهي ، فعليه ان يتوجه بنية خالصة الى الله جل جلاله ليعينه في فهم بعض اوجه الحكمة ، ويهذب نفسه متمسكا بمكارم الاخلاق ويجد بالعلم والتعلم وسعة الاطلاع ومتابعة خطوات وارشادات وتوجيهات القائد الالهي ، لكي يتمكن الفرد(بحول الله وقوته) من استيعاب بعض او جزء من حكمة قيام السيد القائد بتقريب هذا الشخص او ابعاد ذلك الشخص
حينها سيدرك بان فشل بعض المحسوبين على القائد الالهي في الامتحانات والبلائات ، من اصحابه ، او اقربائه او المنتسبين اليه... لا دخل لهم في حجية القائد الالهي وناصع بياض احقيته!
الى هنا اتوقف سائلا المولى ان يجيرنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وان يمن علينا بالهدى والايمان بما انزل الى الرسول من ربه وان يجعلنا ببركة ولطف ودعاء رسول الله واهل بيته الميامين ممن((.. آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)(سورة البقرة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق