الخميس، 14 يناير 2016

حكومة الامام علي(عليه السلام)


ان القادة الالهيين من انبياء ومرسلين واوصياء وصالحين ...همهم الاول والاخير رضا الله تعالى فهو شغلهم الشاغل ومثل هؤلاء الصفوة يؤلمهم ويؤذيهم كل فساد وافساد وكل انتهاك للمحرمات وتعدي على الحقوق ، ومن سوء توفيق عامة الناس التواني عن نصرة هؤلاء الصفوة وترك الطواغيت والظالمين يسرقون مناصبهم ويتفننون في ايذائهم مستغلين رحمة الله الواسعه وعطفه العظيم ، اما اذا توجه الناس الى الباري العطوف وركنوا الى الحق واطاعوا ولاة الامر الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فسوف يمن الله عليهم بالفرج ويغرقهم بالبركات والنعم ، فبأولياء الله ينتشر القسط والعدل وينكسر الظلم والجور، ويشرفني ان انقل هذه الصور الرائعة التي رواها علماؤنا الاعلام وهي مما جاد بها علينا وعلى العالمين قسيم الجنة والنار مولانا امير المؤمنين علي (عليه افضل الصلاة واتم التسليم)
1.
كيف يكون الحاكم في نظر امير المؤمنين علي عليه السلام
قال الامام(عليه السلام):
(وقد علمتم انه لا ينبغي ان يكون الوالي علي الفروج والدماء والمغانم والاحكام وامامة المسلمين البخيل فتكون في اموالهم نهمته.
ولا الجافي فيقطعهم بجفائه.ولاالجائف للدول فيتخذ قوما دون قوم.ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق يقف بها دول المقاطع.ولا المعطل للسنة فيهلك الامة )
2. كيف كان مولانا امير المؤمنين عليه السلام:
قال(عليه السلام): 
(والله جعلني اماما لخلقه ففرض علية التقدير في نفسي ومطعمي ومشربي وقلبي كضعفاء الناس كي يقتدي الفقير بفقري ولا يطغى الغني بغناه)
3. من نصائح امير المؤمنين عليه عليه السلام:
(الا وان لكل ماموم امام يقتدي به ويستضئ بنور علمه الا وان امامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه الا انكم لاتقدروا في شئ على ذلك ولكن اعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد)
4.ماذا فعل امير المؤمنين عندما استلم السلطة:
ا.قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) : 
« وسأجهد في أن أطهر الأرض من هذا الشخص المعكوس والجسم المركوس ، حتى تخرج المدرة من بين حب الحصيد » 
( من كتاب له (عليه السلام) إلى ابن حنيف. نهج البلاغة ٣ / ٧٣)
ب .حينما رجع الناس الى الله واطاعوه في ولاة الامر رأى الناس بأم اعينهم كيف قام امير المؤمنين علي (عليه السلام)بإرجاع القطائع والأموال التي اقتطعت ظلما وجعلها في بيت مال المسلمين ، قائلا :
« والله لو وجدته قد تُزوّجَ به النساء ، ومُلِك به الإماءُ لرددته فإن في العدل سعةٌ ، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق»
(النهج ١ / ٤٦.).
وطلب منه بعض الناس العدول عن سياسته فأجابهم الإمام (عليه السلام):
(لو كان المال لي لَسوّيتُ بينهم فكيف، وإنما المال مال الله، ألا وإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف، وهو يرفع صاحبه في الدنيا، ويضعه في الآخرة، ويُكرّمه في الناس، ويهينه عند الله).
ج.حينما اشار المغيرة بن شعبة على الامام علي (عليه السلام) أن يقر معاوية على الشام حتى تستقيم له الأمور ، ثم بعد ذلك يرى رأيه فيه ، فكان جواب الامام علي (عليه السلام):
« ما كان الله ليراني متخذ المضلين عضدا ».
وحينما قيل لامير المؤمنين(عليه السلام)، بان معاوية داهية قال الامام (عليه السلام) :
« والله ما معاوية بأدهى مني ، ولكنه يغدر ويفجر ، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ؛ ولكن كل غدرة فجرة ، وكل فجرةٍ كفرةٌ ، ولكل غادرٍ لواءٌ يعرف به يوم القيامة. والله ما أُستغفل بالمكيدة ، ولا أستغمزُ بالشديدة »
( النهج ٣ / ١٨٠ )
5.
ا.من ارشاداته وتعليماته لعماله، هذا التوجيه الموجود في عهده لمالك الأشتر ، قال (عليه السلام): 
(وليكُن نظرك في عِمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لأن ذلك لا يُدرك إلا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد، ولم يستقم أمره إلا قليلاً).
ب .ومن صور محاسبة امير المؤمنين لعماله ، انقل اليكم هذا المقطع من كتابه (عليه السلام ) الذي كتبه إلى زياد(استخلفَهُ لعبد الله بن العباس على فارس وأَعمالها) :
(أما بعد، فإن رسولي أخبرني بعجب زعم أنك قلت له فيما بينك وبينه: إن الأكراد هاجت بك، فكسرت عليك كثيرا من الخراج، وقلت له: لا تعلم بذلك أمير المؤمنين. يا زياد وأقسم بالله انك لكاذب، ولئن لم تبعث بخراجك لأشدن عليك شدة تدعك قليل الوفر، ثقيل الظهر)
( تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 204 خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب). 
وكتب إلى احد عماله(مصقلة بن هبيرة الشيباني) ما يلي:
(بلغني عنك أمر إن كنت فعلته فقد أسخطت إلهك وعصيت إمامك انك تقسم فيء المسلمين الذي حازته رماحهم وخيولهم، وأريقت عليه دماؤهم، فيمن إعتامك من أعراب قومك، فو الذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، لئن كان ذلك حقا لتجدن لك علي هوانا، ولتخفن عندي ميزانا، فلا تستهن بحق ربك، ولا تصلح دنياك بمحق دينك، فتكون من الأخسرين أعمالا)
( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج16 ص175 من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني).
وكتب إلى آخر:
(فلما أمكنتك الشدة في خيانة الأمة أسرعت الكرة، وعاجلت الوثبة، واختطفت ما قدرت عليه من أموالهم المصونة لأراملهم وأيتامهم اختطاف الذئب الأزل دامية المعزى الكسيرة، فحملته إلى الحجاز رحيب الصدر بحمله، غير متأثم من أخذه، كأنك حدرت إلى أهلك تراثك من أبيك وأمك، فسبحان الله أما تؤمن بالمعاد أوما تخاف نقاش الحساب . . . كيف تسيغ شرابا وطعاما، وأنت تعلم أنك تأكل حراما، وتشرب حراما، وتبتاع الإماء وتنكح النساء من أموال اليتامى والمساكين والمؤمنين والمجاهدين، الذين أفاء الله عليهم هذه الأموال، وأحرز بهم هذه البلاد فاتق الله واردد إلى هؤلاء القوم أموالهم، فإنك إن لم تفعل ثم أمكنني الله منك لأعذرن إلى الله فيك، ولأضربنك بسيفي الذي ما ضربت به أحداً إلا دخل النار، ووالله لو أن الحسن والحسين فعلا مثل الذي فعلت، ما كانت لهما عندي هوادة، ولا ظفراً مني بإرادة، حتى آخذ الحق منهما، وأزيح الباطل من مظلمتهما)
( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج16 ص168).
6.وقد كان(عليه السلام) يرسل من يراقب ويتابع ولاته كما في هذا الكتاب الذي كتبه إلى كعب بن مالك:
(أما بعد، فاستخلف على عملك، واخرج في طائفة من أصحابك حتى تمر بأرض كورة السواد فتسأل عن عمالي وتنظر في سيرتهم فيما بين دجلة والعذيب، ثم ارجع إلى البهقباذات فتول معونتها، واعمل بطاعة الله فيما ولاك منها، واعلم أن كل عمل ابن آدم محفوظ عليه مجزي به، فاصنع خيرا صنع الله بنا وبك خيرا، وأعلمني الصدق فيما صنعت، والسلام)
( تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 204 ــ 205 خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق