بعض الاحداث التي جرت للسبي الحسيني في دمشق
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
*. ..حين وصل السبايا إلى الشام «جمع يزيد من كان بحضرته من أهل الشام، ثم دخلوا عليه، فهنوه بالفتح»..
( البداية والنهاية ج8 ص197 ط سنة 1966م. وراجع: سير أعلام النبلاء ج3 ص309 )
*.قال السيد ابن طاووس في الملهوف ص219 :
لقد جاء في التاريخ : أنّ يزيد أمر بهم إلى منزلٍ لا يُكنّهم من حرٍ ولا برد ، فأقاموا فيه حتّى تقشّرت وجوههم من حرارة الشمس وأشعّتها المباشرة ، وكانوا مدّة إقامتهم في ذلك المكان ينوحون على الإمام الحسين (عليه السّلام)
وقال الشيخ الصدوق في اماليه:
ثم حبس السبايا في محبس لا يكنهم من حر ولا برد..( الأمالي للصدوق ص148)
كتب عماد الدين الطبري فقال:
أرسلت زينب شخصاً ليستأذن من يزيد لإقامة العزاء على الحسين، فإذن لهم: و قال:
يجب أن يأخذوا إلى دار الحجارة كي ينحن ويبكين هناك، وجعلن يبكين سبعة أيام، فكان يجتمع عندهن كثير من الناس ممّا لا يمكن إحصاؤه وهم الناس بالهجوم على قصر يزيد و قتله، فجاء مروان و قد علم بهذا الأمر إلى يزيد و قال له: ليس يصلح لسلطانك بقاء أولاد ونساء الحسين وأهل بيته هنا، فيحسن بك أن تردهم إلى المدينة، اللّه اللّه ليطيعن سلطانك، فدعا يزيد الإمام زين العابدين وأجلسه بجانبه وأكرمه وقال: لعن اللّه ابن مرجانة واللّه لو انّي صاحب أبيك ما سألني خصلة أبداً إلاّ أعطيته إيّاها، ولكن اللّه قضى ما رأيت، فكاتبني من المدينة وانه إلي كل حاجة وتقدم بكسوته وكسوة أهله، ولكن قيل انّ أهل البيت لم يقبلوا ذلك.
( كامل بهائي، عماد الدين الطبري، 302.)
*.في كتاب ( الأنوار النعمانيّة ) للجزائري : عن منهال بن عمرو الدمشقي قال :
كنتُ أتمشّى في أسواق دمشق ، وإذا أنا بعليّ بن الحسين يمشي ويتوكّأ على عصا في يده ، ورِجلاه كأنّهما قصبتان ، والدم يجري من ساقَيه ، والصُفرة قد غَلَبت عليه
قال منهال : فخَنقَتني العبرة ، فاعترضتُه وقلت له : كيف أصبحت يابن رسول الله ؟
قال : يا منهال ، وكيف يُصبِح مَنْ كان أسيراً ليزيد بن معاوية ؟!
يا منهال ، والله منذ قُتِلَ أبي ، نساؤنا ما شبعن بطونهن ، ولا كَسَونَ رؤوسهن ، صائمات النهار ، ونائحات الليل .
يا منهال ، أصبحنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون ؛ يُذبّحون أبناءهم ، ويستحيون نساءهم ، فالحاكم بيننا وبينهم الله يوم فصل القضاء .
أصبَحَت العرب تَفتخر على العجم بأنّ محمّداً منهم ، وتفتخر قريش على العرب بأنّ محمّداً منها ، وإنّا عترة محمّد أصبحنا مقتولين مذبوحين ، مأسورين مشرّدين ، شاسعين عن الأمصار ، كأنّنا أولاد تُركٍ أو كابل ، هذا صباحنا أهل البيت .
ثمّ قال : يا منهال ، الحبس الذي نحن فيه ليس له سقف ، والشمس تصهَرنا ، فأفرّ منه سُوَيعةً لضعف بدني ، وأرجع إلى عمّاتي وأخواتي خشيةً على النساء .
قال منهال : فبينما أنا أُخاطبه وهو يخاطبني وإذا أنا بامرأةٍ قد خرجت من الحبس وهي تُناديه ، فتركني ورجع إليها ، فسألتُ عنها وإذا هي عمّته زينب بنت علي تدعوه : إلى أينَ تمضي يا قرّة عيني ؟
فرجع معها وتركني ، ولم أزل أذكره وأبكي(انتهى).
كتاب ( معالي السبطين ) 2 / 158 ، الفصل الرابع عشر ، المجلس الثاني عشر ، وكتاب ( الأنوار النُعمانيّة ) للجزائري 3 / 252 مع بعض الفروق بين النسختين .
*.في كتاب( سِيَر أعلام النبلاء) عن حمزة بن يزيد الحضرمي أنه قال:
وقد حدَّثني بعض أهلنا أنه رأى رأس الحسين مصلوبًا بدمشق ثلاثة أيام
(سير أعلام النبلاء /الذهبي/ج3 ص319).
وفي نص آخر: نصبه بدمشق ثلاثة أيام، ثم وضع في خزائن السلاح..
(البداية والنهاية ج8 ص222 دار إحياء التراث)
وفي نص آخر: أنه نصبه على باب مسجد دمشق..
(الأمالي للصدوق ص147 ط سنة 1389 هـ النجف الأشرف.)
وفي نص آخر: نصبه في جامع دمشق، في المكان الذي نصب فيه رأس النبي يحيى بن زكريا عليهما السلام..
( صبح الأعشى ج4 ص97 ط المؤسسة المصرية العامة ونقل عن تذهيب التهذيب ج1 ص157)
وذكر انه:
..ثم صلب الرأس الشريف على باب القصر ثلاثة أيام..
( راجع الخطط للمقريزي ج2 ص289 والإتحاف بحب الأشراف ص23 ومقتل الحسين للخوارزمي ج2 ص75 )
*.قال السيد محمد كاظم القزويني في كتابه زينب من المهد الى اللحد:
لقد جاء في التاريخ أنّ امرأةً كانت تُسمّى ( هند بنت عبد الله بن عامر ) لمّا قُتل أبوها جاءت إلى دار الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) ، وبَقيَت هناك مدّة من الزمن تَخدم في دار الإمام (ع) ، وكانت على قدر من الجمال .
ولمّا قُتل الإمام أمير المؤمنين (ع) انتقلت إلى دار الإمام الحسن المجتبى (عليه السّلام) ، وكانت تخدم هناك في دار الإمام أيضاً ، فسمع عنها معاوية فطلبها وزوّجها لابنه يزيد ، فبَقيت في دار يزيد ، وهي تَستَخبِر دائماً عن الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السّلام) ، وتُحاول أن تَسمَع أخبارهم من القادمين من المدينة المنوّرة .
ولمّا قُتل الإمام الحسين (عليه السّلام) لم تَعلَم هند بالخبر ،
ولمّا جاؤوا بعائلة الإمام الحسين (ع) إلى الشام دخلت امرأة على هند ، وقالت لها : لقد أقبَلوا بسبايا ولا أعلَم من أين هم ، فلعلّك تمضين إليهنّ وتتفرّجين عليهن .
فقامت هند ولَبِست أفخر ثيابها وتخمّرت بخِمارها ، ولبِست إزارها ـ أي عباءتها ـ ، وأمرت خادمةً لها أن تُرافقها وتحمل معها الكرسي حتّى لا تجلس على التراب .
ويقول البعض : إنّ يزيد صادفها قبل الخروج من القصر فاستأذنت منه ، فأذِن لها ، لكنّه تغيّر لونه وبَقي مذهولاً حيث إنّه خشي من مضاعفات ورود فِعل هذه الزيارة ، فهو يعلم أنّ زوجته الحظيّة عنده كانت مدّة سنين خادمة في دار أهل البيت ، وهي تحبّهم حبّاً كثيراً ؛ لأنّها قضت سنوات من حياتها خادمة لهم ، ولم ترَ منهم إلاّ العطف والاحترام ، والإنسانية والأخلاق العالية ، فماذا يصنع يزيد ؟ هل يُوافق على الزيارة أم يَرفُض ذلك ؟
ولكن يبدو أنّ شخصية هند كانت قويّة ؛ فقد فَرضَت نفسها على يزيد ، فأذن لها ، إلاّ أنّه طلب منها أن تكون الزيارة بعد المغرب ، حينما يُخيّم الظلام على الأرض ،
فوافقت على ذلك .
وعند المساء أقبلت هند ومعها الخدم يحملون معهم القناديل لإضاءة الطريق ، فلمّا رأتها السيّدة زينب (عليها السّلام) مُقبلة هَمَسَت في أذن اُختها اُمّ كلثوم ، وقالت : أُخيّه ، أتعرفين هذه الجارية ؟
فقالت : لا والله .
فقالت زينب : هذه خادمتنا هند بنت عبد الله .
فسكتت اُمّ كلثوم ونكست رأسها ، وكذلك السيّدة زينب نكست رأسها .
فأقبلت هند وجلست على الكرسي قريباً من السيّدة زينب ؛ باعتبارها زعيمة القافلة ، وقالت : اُخيّة , أراكِ طأطأتِ رأسكِ ؟!
فسكتت زينب ولم تردّ جواباً ، ثمّ قالت هند : اُخيّه ، من أي البلاد أنتم ؟
فقالت السيّدة زينب : من بلاد المدينة .
فلمّا سمعت هند بذكر المدينة نزلت عن الكرسي ، وقالت : على ساكنها أفضل السّلام .
ثمّ التفتت إليها السيّدة زينب وقالت : أراكِ نزلتِ عن الكرسي ؟!
قالت هند : إجلالاً لمَنْ سكن في أرض المدينة .
ثمّ قالت هند : اُخيّه , اُريد أن أسألكِ عن بيت في المدينة .
فقالت السيّدة زينب : اسألي عمّا بدا لكِ .
قالت : أسألكِ عن دار علي بن أبي طالب ؟
قالت لها السيّدة زينب : ومِن أينَ لكِ المعرفة بدار علي ؟
فبَكت هند ، وقالت : إنّي كنت خادمة عندهم .
قالت لها السيّدة زينب : وعن أيّما تسألين ؟
قالت : أسألك عن الحسين وإخوته وأولاده ، وعن بقيّة أولاد علي ، وأسألك عن سيدتي زينب ، وعن اُختها اُمّ كلثوم ، وعن بقيّة مخدّرات فاطمة الزهراء .
فبَكت عند ذلك زينب بكاءً شديداً ، وقالت لها : يا هند ، أمّا إن سألتِ عن دار علي فقد خَلّفناها تنعى أهلها ؛ وأمّا إن سألت عن الحسين فهذا رأسه بين يدي يزيد ؛ وأمّا إن سألت عن العباس ، وعن بقية أولاد علي (عليه السّلام) فقد خلّفناهم على الأرض مجزّرين كالأضاحي بلا رؤوس .
وإن سالت عن زين العابدين فها هو عليل نحيل لا يطيق النهوض من كثرة المرض والأسقام ، وإن سألتِ عن زينب فأنا زينب بنت علي ، وهذه اُمّ كلثوم ، وهؤلاء بقية مخدّرات فاطمة الزهراء .
فلمّا سمعت هند كلام السيّدة زينب رقّت وبكت ، ونادت : وا إماماه ! وا سيداه ! وا حسيناه ! ليتني كنتُ قبل هذا اليوم عمياء ، ولا أنظر بنات فاطمة الزهراء على هذه الحالة .
ثمّ تناولت حجراً وضربت به رأسها ، فسال الدم على وجهها ومقنعتها ، وغُشي عليها ، فلمّا أفاقت من غشيتها أتت إليها السيّدة زينب ، وقالت لها : يا هند ، قومي واذهبي إلى دارك ؛ لأنّي أخشى عليك من بعلكِ يزيد .
فقالت هند : والله ، لا أذهب حتّى أنوح على سيّدي ومولاي أبي عبد الله ، وحتى أُدخِلكِ وسائر النساء الهاشميّات معي إلى داري .
فقامت هند وحَسَرت رأسها ، وخرجت حافية إلى يزيد وهو في مجلس عام ، وقالت : يا يزيد , أنت أمرتَ رأس الحسين يُشال على الرمح عند باب الدار ؟! أرأسُ ابن فاطمة بنت رسول الله مصلوب على فناء داري ؟!
وكان يزيد في ذلك الوقت جالساً وعلى رأسه تاج مكلّل بالدر والياقوت والجواهر النفيسة ، فلمّا رأى زوجته على تلك الحالة وَثَب إليها وغطّاها ، وقال : نعم ، فأعوِلي يا هند ، وابكي على ابن بنت رسول الله وصريخة قريش ، فقد عجّل عليه ابن زياد (لعنه الله) فقتله قتله الله !
فلمّا رأت هند أنّ يزيد غطّاها ، قالت له : ويلك يا يزيد ! أخَذَتك الحميّة عليّ ، فلِم لا أخذتك الحميّة على بنات فاطمة الزهراء ؟! هتكتَ ستورهنّ ، وأبديتَ وجوههنّ ، وأنزلتهنّ في دارٍ خرِبة ! والله ، لا أدخل حرَمَك حتّى أُدخلهنّ معي .
فأمر يزيد بهنّ إلى منزله وأنزلهم في داره الخاصّة ، فلمّا دخلت نساء أهل البيت (عليهم السّلام) في دار يزيد ، استقبلتهنّ نساء آل أبي سفيان ، وتهافتنَ يُقبّلن أيدي بنات رسول الله وأرجلهن ، ونُحنَ وبكين على الحسين ، ونزعن ما عليهنّ من الحُلي والزينة ، وأقمن المأتم والعزاء ثلاثة أيام
(زينب من المهد الى اللحد للسيد كاظم القزويني عن مصادر:
معالي السبطين 2 / 164 ، الفصل الرابع عشر ، المجلس السادس عشر ، وتاريخ الطبري 5 / 465 ، وكتاب ( الإيقاد ) / 180 ، وبعض المصادر الاُخرى كالكامل في التاريخ/ لابن الاثير )
وقال الشيخ باقر شريف القرشي:
وابنة يزيد عاتكة بادرت الى رأس الإمام الحسين فطيبته ، وقالت نادبة : رأس عمي ( حياة الإمام الحسين/القرشي ج 3 ص 400) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق