السبت، 5 ديسمبر 2015

السيدة فاطمة بنت الامام الحسين عليهما السلام


السيدة فاطمة بنت الامام الحسين عليهما السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.

*.قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث (ج 8 - ص 592 – 593):
فاطمة الكبرى بنت مولانا الحسين صلوات الله عليه ،تزوجها الحسن المثنى بن الحسن المجتبى عليه السلام.
زوجه إياها عمه الحسين عليه السلام فولد له منها إبراهيم الغمر والحسن المثلث وعبد الله المحض وزينب أم كلثوم. وله منها ذرية طيبة خرجوا وقتلوا.
قال له مولانا الحسين صلوات الله عليه:
إني اخترت لك ابنتي فاطمة فهي أكثرهما شبها بأمي فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وآله ...
(رواية أبي الفرج الاصفهاني والإرشاد للشيخ المفيد. حكاهما القاموس)
وفي كتاب رجال السيد بحر العلوم (ج 1 ص 21- بتصرف- ط نجف )،حينما ذكر الحسن المثنى، قال :
ذكره المفيد في الإرشاد وقال:
(وأما الحسن بن الحسن بن علي (عليهم السلام) فكان جليلًا رئيساً فاضلًا ورعاً وكان يلي صدقات أمير المؤمنين (ع) في وقته وله مع الحجاج خبر ذكره الزبير بن بكار وكان قد حضر مع عمه الحسين (ع) الطف فلما قتل الحسين (ع) واسر الباقون من أهله جاءه أسماء بن خارجة فأنتزعه من بين الأسرى). وقد تزوج من بنت عمه فاطمة بنت‏ الحسين‏ (ع) فأولدها عبد الله المحض وإبراهيم الغمر والحسن المثلث ومن غيرها داود وجعفر ومحمد ورقية وفاطمة وقد توفي بالسم الذي دسه له سليمان بن عبد الملك فمات وعمره (53 سنة). .

*.قال السيد جمال الدين أحمد ابن عنبة الحسني في عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب/ص339 ، ان:
امها(فاطمة بنت الحسين) هي شهربانو بنت يزدجرد الثالث آخر الاكاسرة الساسانيين..
اما ابو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين فقال:
وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله. وأمها الجرباء بنت قسامة بن رومان من طئ. أخبرني احمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال: إنما سميت الجرباء بنت قسامة لحسنها كانت لا تقف إلى جانبها امرأة - وإن كانت جميلة - إلا استقبح منظرها لجمالها وكان النساء يتحامين أن يقفن إلى جانبها فشبهت بالناقة الجرباء التي تتوقاها الإبل مخافة أن تعديها..
*.عن الامام الصادق عليه السلام قال:
حدثني أبي عن فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) قالت:
سمعت أبي صلوات الله عليه يقول: يقتل منك أو يصاب منك نفر بشط الفرات ما سبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون.
(البحار ط كمبا ج 11 / 196 ، وجد ج 47 / 302)

*روت عن أبيها الحسين وعمها الحسن عليهما السلام وصف شجرة طوبى. (البحار ط كمبا ج 7 / 383 ، وجد ج 27 / 120)
(راجع:كتاب اليقين/ للسيد ابن طاووس / مؤسسه دار الكتاب قم المقدسة، 1413 هـ، وكذلك كتاب التحصين للسيد ابن طاووس)
وروى عنها ابنها عبد الله فضل آية الكرسي وغيره.
ذكر ما كانت عندها من آثار رسول الله صلى الله عليه وآله.
(البحار ط كمبا ج 7 / 326 ، وجد ج 26 / 214)،
ذكر انها أكبر من سكينة، لها خطبة في الكوفة. (البحار ط كمبا ج 10 / 218) ومواقف في مجلس يزيد. (ص 226 ، وجد ج 45 / 110 و 136.) ...

*. قال آية الله المحقق أبو القاسم السيد الخوئي في معجم رجال الحديث (ج 24 - ص 226): فاطمة بنت الحسين:
روت عن أسماء بنت عميس، وروى عنها إبراهيم بن الحسن. مشيخة الفقيه: في طريقه إلى أسماء بنت عميس.
*.قال الشيخ المحدثي في موسوعة عاشوراء ما يلي:
من هي فاطمة بنت الإمام الحسين (ع)؟
كانت فاطمة بنت الحسين عليه السلام جليلة القدر، وكان لها المكانة العالية في الدين. كانت تقوم الليل كله وتصوم النهار ولها جمال ظاهري وباطني، وكانت ممّن يروي الحديث.
أخذت بعد واقعة كربلاء مع السبايا وتحدثت في الكوفة بكلام فصيح عمّا اقترفه ابن زياد أبكت به الحاضرين. وفي الشام وقعت عليها عين رجل شامي من اتباع يزيد فطلب من يزيد أن يهبها له. فأنكرت عليهم زينب ذلك وقالت مَن يفعل هذا بنا فهو خارج عن ملّتنا. كان زوجها هو ابن عمها الحسن بن الحسن عليه السلام ولما توفّي نصبت خيمة وأقامت عليه المأتم سنة كاملة.
أدركت عهد الصادق عليه السلام، وتوفيت عام 117هـ. عن سبعين عاماً في المدينة ودفنت في البقيع.

*.قال السيد عبد الرزاق المقرم في هامش كتاب مقتل الحسين عليه السلام(ص 329 – 330):
كانت فاطمة بنت الحسين (عليهما السلام) جليلة القدر عظيمة المنزلة وكانت لها المكانة العالية من الدين وقد شهد بذلك أبوها سيد الشهداء لما جاء إليه الحسن المثنى يخطب إحدى ابنتيه فقال (ع) كما في اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص202: إني اختار لك فاطمة فهي أكثر شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أما في الدين فتقوم الليل كله وتصوم النهار وفي الجمال تشبه الحور العين.
وفي تهذيب التهذيب لابن حجر ج12 ص442:
روت الحديث عن أبيها وأخيها زين العابدين وعمتها زينب وابن عباس وأسماء بنت عميس وروى عنها أولادها عبد الله وإبراهيم وحسين وأم جعفر بنو الحسن المثنى وروى عنها أبو المقدام بوساطة أمه وروى عنها زهير بن معاوية بوساطة أمه.
(راجع في مروايتها
1.مارواه رواه الصدوق في الخصال باب الثلاثة، ونقله المجلسى في البحار ج 16 ص 125
2.يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق الاسدى الحليج في العمدة1ص382
3. الشيخ الكليني في الكافي: 1 / 303 / 1).
في خلاصة تذهيب الكمال ص 425:
خرج أصحاب السنن أحاديثها منهم: الترمذي وأبو داود والنسائي في مسند علي وابن ماجة القزويني وقال ابن حجر العسقلاني وقع ذكرها في كتاب الجنائز من صحيح البخاري ووثقها ابن العماد في شذرات الذهب ج 1 ص 13.
وبناء على ما يقوله ابن حجر في تهذيب التهذيب أنها قاربت التسعين تكون ولادتها سنة 30 تقريباً ولها يوم الطف ما يقرب من ذلك وتوفيت قبل أختها (سكنية) بسبع سنين.
وفي كامل ابن الأثير ج 4 ص 35 وتاريخ الطبري ج 6 ص 267: كانت فاطمة أكبر من أختها سكينة.
وفي طبقات ابن سعد ج8 ص484:
كانت فاطمة (ع) تسبح بخيوط معقودة.
وفي كتابنا(والكلام للسيد المقرم) (نقد التاريخ المخطوط) ناقشنا المؤرخين في تزويجها من العثماني، وأن محمد الديباج خلقته أقلام الزبيريين.)(انتهى)

*.جاء في قاموس الرجال للشيخ محمد تقي التستري(ج 12 - ص313 – 314): روى مولد السجاد عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) أن الحسين لما حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى " فاطمة " فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة، وكان علي بن الحسين (عليه السلام) مبطونا معهم لا يرون إلا أنه لما به، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين (عليه السلام) ثم صار والله ذلك الكتاب إلينا (إلى أن قال) فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا.
وروى الشيخ الكليني في الكافي عن أبي الجارودعن الإمام الباقر(عليه السلام) :
إنّ الحسين بن عليّ (عليهما السلام) لمّا حضره الذي حضره، دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين(عليه السلام) فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصيّة ظاهرة، وكان عليُّ بن الحسين (عليهما السلام) مبطوناً معهم لايَرَون إلّا أنّه لِما به، فدفعت فاطمة الكتاب إلى عليّ بن الحسين(عليه السلام) ، ثمّ صار واللَّه ذلك الكتاب إلينا يا زياد.
قال: قلت: ما في ذلك الكتاب جعلني اللَّه فداك؟
قال: فيه واللَّه ما يحتاج إليه وُلد آدم منذ خلق اللَّه آدم إلى أن تفنى الدنيا، واللَّه إنّ فيه الحدود، حتى إنّ فيه أرش الخدش
(الكافي، 1 / 303، كتاب الحجة، باب النص على السجاد ع، الحديث 1. والسند الآخر، نفس المصدر الحديث 2. الوافي، 2 / 342، أبواب العهود بالحجج، الباب 35، النص على على بن الحسين، الحديث 1. في الكافي: عن أبى جعفر ع قال: إن..، البحار: 46 / 3 / 1 وح 3.، ميزان الحكمة للريشهري، ).
وللشيخ الشيخ الكليني في الكافي، رواية اخرى هي :
عن أبي جعفر عليه السلام قال:
سألته عما يتحدث الناس أنه دفعت إلى أم سلمة صحيفة مختومة فقال(عليه السلام) : " إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما قبض ورث علي عليه السلام علمه وسلاحه وما هناك ثم صار إلى الحسن ثم صار إلى الحسين عليهما السلام فلما خشينا أن نغشى استودعها ام سلمة ثم قبضها بعد ذلك علي بن الحسين عليه السلام "

*. في الإرشاد/ للشيخ المفيد( ج2 ص 121):
قالت فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) فلما حبسنا بين يدي يزيد رق لنا فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر، فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية ـ يعنيني ـ وكنت جارية وضيئية فارعدت وظننت أن ذلك جائز لهم ، فأخذت بثياب عمتي زينب , وكانت تعلم أن ذلك لا يكون ـ فقالت للشامي : كذبت والله ولؤمت والله ما ذلك لك ولا له....

*.قال الزركلي في أعلامه :
إن فاطمة بنت الحسين حضرت كربلاء مع أبيها ولما قتل أبوها حملت إلى الشام مع أختها سكينة وعمتها العقيلة زينب وأم كلثوم بنات الإمام علي (عليه السلام).
كما ويذكر لفاطمة خطبة في الكوفة حين دخول السبايا إليها، كل هذا يدل على أن فاطمة بنت الحسين(عليه السلام) ممن حضرت كربلاء.
قال الشيخ المفيد في الإرشاد(ج 2 - ص 140):
حدثنا عبد الله بن موسى، عن أبيه، عن جده قال:
كانت أمي فاطمة بنت الحسين عليه السلام تأمرني أن أجلس إلى خالي علي بن الحسين عليهما السلام، فما جلست إليه قط إلا قمت بخير قد أفدته: إما خشية لله تحدث في قلبي لما أرى من خشيته لله تعالى، أو علم، قد استفدته منه
(نقله العلامة المجلسي في البحار 46: 73 / 59).

*.في مثير الأحزان – للسيد ابن نما الحلي(ص 89):
وقيل الأبيات لأبي الرمح الخزاعي حدث المرزباني قال دخل أبو الرمح إلى فاطمة بنت الحسين بن علي عليهم السلام فأنشدها مرثية في الحسين (ع) وقال:
أجالت على عيني سحائب عبرة ** فلم تصح الدمع حتى أدمعت
تبكى على آل النبي محمد *** وما أكثرت في الدمع لا بل أقلت
أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم *** وقد نكأت أعداؤهم حين سلت
وان قتيل الطف من آل هاشم *** أذل رقابا من قريش فذلت
فقالت فاطمة: يا أبا رمح أهكذا تقول قال فكيف أقول جعلني فداك قالت قل (أذل رقاب المسلمين فذلت) فقال لا انشدها بعد اليوم إلا هكذا.

*.في كتاب تحقيق النصرة إلى معالم دار الهجرة(ص 18)/لابي بكر بن الحسين بن عمر المراغي(ت سنة 816.):
أن الوليد بن عبد الملك لما أمر بإدخال الحجرات في المسجد خرجت فاطمة بنت الحسين (ع) إلى الحرة وبنت داراً لها وأمرت بحفر بئر، فظهر فيه جبل فقيل لها فتوضأت ورشت بفاضل وضوئها عليه فلم يتصعب عليهم فكانوا يتبركون بمائة ويسمونه (زمزم).

*.كتب الشيخ جعفر النقديّ:
هي من عالمات نساء أهل البيت عليهم السّلام، تروي الحديثَ عن: أبيها ( الحسين عليه السّلام )، وعن أمّ سلمة، وأمِّ هاني، وعن عمّتها زينب الكبرى عليها السّلام، وعن أخيها زين العابدين ( عليّ بن الحسين عليه السّلام ). ويروي عنها: ولدُها عبدالله ( بن الحسن المثنّى بن الحسن المجتبى عليه السّلام )، وغيره.
استودعها الحسينُ عليه السّلام مَواريثَ الأنبياء، فسَلَّمَتْها إلى الإمام السجّاد بعد بُرْئه من المرض... وخُطبتُها بالكوفة تُنبئ أنّها كانت على جانبٍ عظيمٍ من العلم والفضل. وفي بعض الأخبار: كانت عندها أشياء مِن آثار رسول الله صلّى الله عليه وآله .
وقال أيضاً: وفضائل فاطمة بنت الحسين عليهما السّلام، وزهدها وعبادتها، وما جاء ذلك من الأخبار، كثيرة جدّاً .

*. وعرّف بها خير الدين الزركليّ، فكتب: فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن أبي طالب.. تابعيّة، من راويات الحديث، روت عن: جَدَّتهافاطمة ( الزهراء ) مرسلاً، وعن أبيها، وغيرهما.
ولمّا قُتل أبوها ( الحسين ) حُمِلت إلى الشام مع: أختها سكينة وعمّتها أمّ كلثوم بنت عليّ، وزينب العقيلة.. فأُدخِلنَ على يزيد، فقالت فاطمة: يا يزيد! أبناتُ رسول اللهِ سَبايا ؟!
*. وكتبت السيّدة زينب بنت علي الفوّاز العامليّ حول شخصيّة فاطمة بنت الحسين عليهما السّلام كتاباً جاء فيه:
كانت فاطمة بنت الحسين كريمةَ الأخلاق، حسَنةَ الأعراق.. لمّا جهّز يزيدُ أهلَ البيت إلى المدينة بعد قتل الحسين عليه السّلام، أرسل معهم رجلاً أميناً مِن أهل الشام في خيلٍ سَيّرها، صَحِبَتُهم إلى أن دخلوا المدينة.. فقالت فاطمة بنت الحسين لأختها سكينة:
ـ قد أحسَنَ هذا الرجلُ إلينا، فهل لكِ أن نَصِلَه بشيء ؟
ـ واللهِ ما مَعَنا ما نَصِلُه به إلاّ ما كان مِن هذا الحَلْي.
ـ فافعَلي.
فأخرَجَتْ فاطمةُ له سِوارَين ودُمْلُجيَن، وبَعَثتْ إليه بهما، فردّهما وقال:
ـ لو كان الذي صَنَعْتُه رغبةً في الدنيا لكان هذا كفاية، ولكنّي ـ واللهِ ـ ما فعلتُه إلاّ لله؛ لقرابتكم من رسول الله.

*.تُوفّيتْ رضوان الله عليها سنة 117 هجريّة . (وسائر رواياتها في كمبا ج 9 / 441 ، وكتاب الإيمان ص 79 ، وكتاب الأخلاق ص 21 و 202 ، وجد ج 40 / 59 ، وج 67 / 300 ، وج 69 / 404 ، و ج 71 / 358.)

من مصادر ومراجع المبحث :
الغارات: 2/638؛ الأخبار الطوال: 213.، إسعاف الراغبين : 21، أسنى المطالب : 45 و95، إعلام الورى : 251، الإرشاد : 197 و 253، الأغاني 18 : 204، الإقبال : 427، تأريخ الإسلام 134، تأريخ بغداد 11 : 285، تأريخ الطبري 6 : 265، تأريخ اليعقوبي 2 : 312 و370، تذكرة الخواص : 249، تنقيح المقال 3 : 28، تهذيب التهذيب 12 : 469 رقم 2862، الجرح والتعديل 1 : 585، الدر المنثور : 361، ذخائر العقبى : 121، سِير أعلام النبلاء 3 : 204، سنن ابن ماجة 1 : 484، شذرات الذهب 1 : 139، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 287 و 15 : 267 و 279، صحيح البخاري 1 : 230، الطبقات الكبرى لابن سعد 8 : 273، كنز العمال 6 : 220، الكنى والألقاب 2 : 241، اللهوف : 180، مستدرك الصحيحين 3 : 164، معاني الأخبار : 354، معجم رجال الحديث 23 : 197، مقاتل الطالبيين : 180 و 202، مجمع الزوائد 9 : 272،الأنوار النعمانية للسيد نعمة الله الجزائري 1/374، منتهى الآمال للشيخ عباس القمي ص 651 الفصل 12 في بيان أولاد الحسين، الأصيلي 65 – 66، أنساب الأشراف 4/ 607، جمهرة أنساب العرب 41 – 83، ونسب قريش ص 51، 1.مقاتل الطالبيين/ لأبي الفرج الأصفهاني، عقد فريد في تاريخ الشرفاء التليد/ لـ الدكتور أمل بن إدريس بن الحسن العلمي – فاس، الأعلام/ للزركلي 5 / 326، أعلام النساء 4 / 94، الجامع في الأنساب أو المعروف بـ " مشجرة الشرفي "/ لأحمد بن محمد الشرفي : مع ذيله للشهاري .، البدر الطالع /لمحمد بن علي الشوكاني ، عمدة الطالب في انساب آل ابي طالب/ للسيد جمال الدين احمد ابن عنبة الحسني، كشف النقاب عن نبذة حجاب /لأحمد بن حسن الحازمي ، الاختصاص/ للشيخ المفيد : 233

خطبة السيدة فاطمة (الصغرى)بنت الامام الحسين عليهما السلام في الكوفة


خطبة السيدة فاطمة (الصغرى)بنت الامام الحسين عليهما السلام في الكوفة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
روى زيد بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، المتوفى سنة (250 هـ)، قال: حدثني أبي، عن جدي (عليه السلام)، قال: خطبت فاطمة الصغرى بعد أن ردت من كربلاء، فقالت:


الحمد لله عدد الرمل والحصى، وزنة العرش إلى الثرى، أحمده وأؤمن به، وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً (صلى الله عليه واله وسلم) عبده ورسوله، وأن ذريته ذبحوا بشط الفرات بغير ذحل ولا ترات.
اللهم إني أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب، وأن أقول عليك خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود لوصية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، المسلوب حقه، المقتول من غير ذنب كما قتل والده بالأمس في بيت من بيوت الله، فيه معشر مسلمة ألسنتهم، تعساً لرؤوسهم، ما دفعت عنه ضيماً في حياته ولا عند مماته، حتى قبضته إليك محمود النقيبة، طيب العريكة، معروف المناقب، مشهور المذاهب، لم تأخذه اللهم فيك لومة لائم، ولا عذل عاذل، هديته يا رب بالإسلام صغيراً، وحمدت مناقبه كبيراً، لم يزل ناصحاً لك ولرسولك (صلى الله عليه واله وسلم) حتى قبضته إليك، زاهداً في الدنيا، غير حريص عليها، راغباً في الآخرة، مجاهداً لك في سبيلك، رضيته فهديته إلى صراط مستقيم.
أما بعد:
يا أهل الكوفة، يا أهل المكر والغدر والخيلاء، إنا أهل بيت ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا، فجعل بلاءنا حسناً، وجعل علمه عندنا، وفهمه لدينا، فنحن عيبة علمه، ووعاء فهمه وحكمته، وحجته على الأرض في بلاده لعباده، أكرمنا الله بكرامته، وفضلنا بنبيه محمد (صلى الله عليه واله وسلم) على كثير ممن خلق تفضيلاً بيناً.
فكذبتمونا وكفرتمونا، ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نهباً، كأنا أولاد ترك وكابل، كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدم، قرت بذلك عيونكم، وفرحت قلوبكم، افتراء على الله ومكراً مكرتم، والله خير الماكرين.
فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا، ونالت أيديكم من أموالنا، فإن ما أصابنا من المصائب الجليلة والرزء العظيم في كتاب من قبل أن نبرأها، إن ذلك على الله يسير، لكيلا تأسوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما أتاكم، والله لا يحب كل مختال فخور، تباً لكم فانتظروا اللعنة والعذاب، فكأن قد حل بكم، وتواترت من السماء نقمات فيسحتكم بما كسبتم، ويذيق بعضكم بأس بعض، ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين.
ويلكم، أتدرون أي أيد طاعنتنا منكم؟ وأي نفس نزعت إلى قتالنا؟ أم بأية رجل مشيتم إلينا تبغون محاربتنا؟ قست والله قلوبكم، وغلظت أكبادكم، وطبع على أفئدتكم، ختم على سمعكم وبصركم، وسوّل لكم الشيطان وأملى لكم، وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون.
تباً لكم يا أهل الكوفة، أي ترات لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قبلكم، وذحول له لديكم بما عنتم بأخيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) جدي وبنيه عترة النبي الطاهرين الأخيار.
وافتخر بذلك مفتخركم، فقال: نحن قتلنا علياً وبني علي بسيوف هندية ورماح، وسبينا نساءهم سبي ترك ونطحناهم فأي نطاح، بفيك أيها القائل الأثلب والكثكث (الأثلب والكثكث - بكسر الهمزة في الأول والكافين في الثاني -: لفظان مترادفان يعني دقاق التراب والحجر يستعملان في الحقارة والذم)، افتخرت بقتل قوم زكاهم الله وطهرهم تطهيراً، وأذهب عنهم الرجس، فاكظم واقع كما أقعى أبوك، وإنما لكل امرئ ما اكتسب وما قدمت أوائله، حسدتمونا - ويلاً لكم - على ما فضلنا الله به.
فما ذنبنا إن جاش دهراً بحورنا وبحرك ساج ما يواري الدعامصا(الدعموص: دويبة تغوص في الماء. الصحاح.).
(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)( سورة الحديد/الآية 21) (ومن لم يجعل الله نوراً فما له من نور)(سورة النور/الآية 40).
قال: فارتفعت الأصوات بالبكاء، وقالوا: حسبك يا ابنة الطيبين، فقد أحرقت قلوبنا، وأنضجت نحورنا، وأضرمت أجوافنا، فسكتت.
من المصادر والمراجع:
الإحتجاج/ للشيخ الطبرسي(2/27) ، مقتل الحسين / للسيد عبد الرزاق المقرم / ص 329-332، البحار/ للشيخ المجلسي،الملهوف على قتلى الطفوف/السيد علي بن موسى بن جعفر بن طاووس
وللمزيد عن السيدة فاطمة بنت الحسين عليهما السلام ،راجع:
الغارات: 2/638؛ الأخبار الطوال: 213.، إسعاف الراغبين : 21، أسنى المطالب : 45 و95، إعلام الورى : 251، الإرشاد : 197 و 253، الأغاني 18 : 204، الإقبال : 427، تأريخ الإسلام 134، تأريخ بغداد 11 : 285، تأريخ الطبري 6 : 265، تأريخ اليعقوبي 2 : 312 و370، تذكرة الخواص : 249، تنقيح المقال 3 : 28، تهذيب التهذيب 12 : 469 رقم 2862، الجرح والتعديل 1 : 585، الدر المنثور : 361، ذخائر العقبى : 121، سِير أعلام النبلاء 3 : 204، سنن ابن ماجة 1 : 484، شذرات الذهب 1 : 139، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 287 و 15 : 267 و 279، صحيح البخاري 1 : 230، الطبقات الكبرى لابن سعد 8 : 273، كنز العمال 6 : 220، الكنى والألقاب 2 : 241، اللهوف : 180، مستدرك الصحيحين 3 : 164، معاني الأخبار : 354، معجم رجال الحديث 23 : 197، مقاتل الطالبيين : 180 و 202، مجمع الزوائد 9 : 272،الأنوار النعمانية للسيد نعمة الله الجزائري 1/374، منتهى الآمال للشيخ عباس القمي ص 651 الفصل 12 في بيان أولاد الحسين، الأصيلي 65 – 66، أنساب الأشراف 4/ 607، جمهرة أنساب العرب 41 – 83، ونسب قريش ص 51، 1.مقاتل الطالبيين/ لأبي الفرج الأصفهاني، عقد فريد في تاريخ الشرفاء التليد/ لـ الدكتور أمل بن إدريس بن الحسن العلمي – فاس، الأعلام/ للزركلي 5 / 326، أعلام النساء 4 / 94، الجامع في الأنساب أو المعروف بـ " مشجرة الشرفي "/ لأحمد بن محمد الشرفي : مع ذيله للشهاري .، البدر الطالع /لمحمد بن علي الشوكاني ، عمدة الطالب في انساب آل ابي طالب/ للسيد جمال الدين احمد ابن عنبة الحسني، كشف النقاب عن نبذة حجاب /لأحمد بن حسن الحازمي ، الاختصاص/ للشيخ المفيد : 233

الخميس، 19 نوفمبر 2015

خطبة امير المؤمنين علي عليه السلام حين دخوله مسجد الكوفة المعظم


خطبة امير المؤمنين علي عليه السلام حين دخوله مسجد الكوفة المعظم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
عن الشيخ أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ابن أحمد بن الحسن الأنماطي، قال : أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي بقراءتي عليه في شهر ربيع الآخر من سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، وقال : أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمد ابن جعفر الوكيل قراءة عليه وأنا أسمع ، في رجب من سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن ثابت بن عبد الله بن محمد بن ثابت الصيرفي ، قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد [ ابن محمد ] بن عقبة بن الوليد بن همام بن عبد الله بن الحمار بن سلمة ابن سمير بن أسعد بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، قراءة عليه في سنة أربعين وثلاثمائة ، قال : أخبرنا أبو محمد سليمان بن الربيع بن هشام النهدي الخزاز ، قال : 
أنبأنا نصر بن مزاحم التميمي ، قال عمر بن سعد بن أبي الصيد الأسدي عن الحارث بن حصيرة عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود وغيره 
قالوا : 
لما قدم علي بن أبي طالب(عليهما السلام) من البصرة إلى الكوفة يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة مضت من رجب سنة ست وثلاثين ، وقد أعز الله نصره وأظهره علي عدوه ، ومعه أشراف الناس وأهل البصرة ، استقبله أهل الكوفة وفيهم قراؤهم وأشرافهم ، فدعوا له بالبركة وقالوا : يا أمير المؤمنين ، أين تنزل ؟ أتنزل القصر ؟ فقال :
لا ، ولكني أنزل الرحبة . 
فنزلها وأقبل حتى دخل المسجد الأعظم فصلى فيه ركعتين ، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله(صلى الله عليهوآله وسلم) وقال :

" أما بعد يا أهل الكوفة فإن لكم في الإسلام فضلا ما لم تبدلوا وتغيروا .
دعوتكم إلى الحق فأجبتم ، وبدأتم بالمنكر فغيرتم .
ألا إن فضلكم فيما بينكم وبين الله في الأحكام والقسم .
فأنتم أسوة من أجابكم ودخل فيما دخلتم فيه .
ألا إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى ، وطول الأمل .
فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة .
ألا إن الدنيا قد ترحلت مدبرة ، والآخرة ترحلت مقبلة ، ولكل واحدة منها بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة .
اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل .
الحمد لله الذي نصر وليه ، وخذل عدوه ، وأعز الصادق المحق ، وأذل الناكث المبطل .
عليكم بتقوى الله وطاعة من أطاع الله من أهل بيت نبيكم ، الذين هم أولى بطاعتكم فيما أطاعوا الله فيه ، من المنتحلين المدعين المقابلين إلينا ، يتفضلون بفضلنا ، ويجاحدونا أمرنا ، وينازعونا حقنا ، ويدافعونا عنه .
فقد ذاقوا وبال ما اجترحوا فسوف يلقون غيا .
ألا إنه قد قعد عن نصرتي منكم رجال فأنا عليهم عاتب زار .
فاهجروهم وأسمعوهم ما يكرهون حتى يعتبوا ، ليعرف بذلك حزب الله عند الفرقة » .
فقام إليه مالك بن حبيب اليربوعي ـ وكان صاحب شرطته ـ فقال : والله إني لأرى الهجر وإسماع المكروه لهم قليلا . والله لئن أمرتنا لنقتلنهم . فقال علي(ع) :
سبحان الله يا مال ، جزت المدى ، وعدوت الحد ، وأغرقت في النزع ! فقال : يا أمير المؤمنين ، لبعض الغشم أبلغ في أمور تنو بك من مهادنة الأعادي .
فقال علي :
ليس هكذا قضى الله يا مال ، قتل النفس بالنفس فما بال الغشم . وقال : ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ) .
والإسراف في القتل أن تقتل غير قاتلك ، فقد نهى الله عنه ، وذلك هو الغشم .
فقام إليه أبو بردة بن عوف الأزدي ـ وكان ممن تخلف عنه ـ فقال :
يا أمير المؤمنين ، أرأيت القتلى حول عائشة والزبير وطلحة ، بم قتلوا ؟ قال : « قتلوا شيعتي وعمالي ، وقتلوا أخا ربيعة العبدي ، رحمة الله عليه ، في عصابة من المسلمين قالوا : لا ننكث كما نكثتم ، ولا نغدر كما غدرتم . فوثبوا عليهم فقتلوهم ، فسألتهم أن يدفعوا إلى قتلة إخواني أقتلهم بهم ، ثم كتاب الله حكم بيني وبينهم ، فأبوا علي ، فقاتلوني وفي أعناقهم بيعتي ، ودماء قريب من ألف رجل من شيعتي ، فقتلتهم بهم ، أفي شك أنت من ذلك ؟ » . قال : قد كنت في شك ، فأما الآن فقد عرفت ، واستبان لي خطأ القوم ، وأنك أنت المهدي المصيب .
وكان أشياخ الحي يذكرون أنه كان عثمانيا ، وقد شهد مع علي على ذلك صفين ، ولكنه بعد ما رجع كان يكاتب معاوية ، فلما ظهر معاوية أقطعه قطيعة بالفلوجة(الفلوجتان : قريتان كبيرتان من سواد بغداد والكوفة قرب عين التمر . ويقال الفلوجة الكبرى والفلوجة الصغرى والفلوجة العليا والفلوجة السفلى أيضا) ، وكان عليه كريما . 
ثم إن عليا تهيأ لينزل ، وقام رجال ليتكلموا ، فلما رأوه نزل جلسوا وسكتوا . 
(انتهى)
المصدر: وقعة صفين/نصر بن مزاحم المنقري ،المتوفى سنة 212 /تحقيق وشرح :عبد السلام محمد هارون
تنبيه:
- هذا ما روى نصر بن مزاحم في أول كتاب صفين ص 3 - 8 ط مصر .
وروى عن نصر ابن أبي الحديد بإيجاز في بعض مواضيعها في شرح المختار : ( 43 ) من نهج البلاغة : ج 3 ص 102 ، ط الحديث بمصر ، وفي ط الحديث بيروت : ج 1 ، ص 572 .

خطبة الامام علي (عليه السلام)في يوم الجمعة


خطبة الامام علي (عليه السلام)في يوم الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
قال نصر بن مزاحم في كتابه (وقعة صفين) :
وأتم علي ( عليه السلام ) صلاته يوم دخل الكوفة فلما كانت الجمعة خطب الناس فقال :

الحمد لله أحمده وأستعينه وأستهديه ، وأعوذ بالله من الضلالة ، من يهدى الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، انتجبه لأمره ، واختصه بالنبوة ، أكرم خلقه ، وأحبهم إليه ، فبلّغ رسالة ربه ، ونصح لأمته ، وأدى الذي عليه .
أوصيكم بتقوى الله ، فإن تقوى الله خير ما تواصى به عباد الله ، وأقربه لرضوان الله ، وخيره في عواقب الأمور عند الله ، وبتقوى الله أمرتم ، وللإحسان والطاعة خلقتم .
فاحذروا من الله ما حذّركم من نفسه ، فإنه حذّر بأساً شديداً .
واخشوا الله خشية ليست بتعذير ، واعملوا في غير رياء ولا سمعة ، فإن من عمل لغير الله ، وكله الله إلى ما عمل له .
ومن عمل لله مخلصاً تولى الله أجره .
واشفقوا من عذاب الله فإنه لم يخلقكم عبثاً ، ولم يترك شيئاً من أمركم سدى ، قد سمى آثاركم ، وعلم أعمالكم ، وكتب آجالكم .
فلا تغروا بالدنيا فإنها غرارة بأهلها ، مغرورون من اغتروا بها ، وإلى فناء ما هي
وإن الآخرة هي دار الحيوان لو كانوا يعلمون ، اسأل الله منازل الشهداء ، ومرافقة الأنبياء ، ومعيشة السعداء ، فإنما نحن له وبه 

(انتهى)
المصدر:
1.شرح ابن أبي الحديد : ج 1 ، ص 577 ط الحديث ببيروت .
2.كتاب صفين/ نصر بن مزاحم / ص 3 - 8 ط مصر .
3. بحار الانوار/الشيخ المجلسي/32/357ـ الباب العاشر

مقتل الامام الحسن المجتبى(عليه السلام)


مقتل الامام الحسن المجتبى(عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .
عظم الله اجر نبينا المصطفى وأهل بيته النجباء بذكرى استشهاد، رابع اصحاب الكساء واخ المذبوح من القفا عطشانا بكربلاء، مولانا ومقتدانا ريحانة حبيب الله وثاني خلفائه امامنا الحسن الزكي المجتبى (عليه السلام)
ويشرفني كتابه بعض السطور عن هذه الفاجعه الاليمه وضمن نقطتين ، واستغفر الله عن كل قصور وتقصير فيها ، والله ولي التوفيق والتسديد
أولا ـ وهذا المحور يتكون من عدة روايات تنقل صوره من صور شهادة مولانا المجتبى(عليه السلام) ، وكما يلي:ـ
1 ـ في الاحتجاج ص 149عن ابن موسى، عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن ابن البطائني ، عن أبيه ، عن ابن جبير، عن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان جالسا ذات يوم إذ أقبل الحسن عليه السلام فلما رآه بكى ثم قال:
إلي إلي يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى وساق الحديث إلى أن قال: قال النبي صلى الله عليه واله وسلم :
وأما الحسن فانه ابني، وولدي، ومني، وقرة عيني وضياء قلبي، وثمرة فؤادي، وهو سيد شباب أهل الجنة، وحجة الله على الأمة أمره أمري، وقوله قولي من تبعه فانه مني، ومن عصاه فليس مني.
وإني لما نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي، فلا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم ظلما وعدوانا فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته، ويبكيه كل شئ حتى الطير في جو السماء، والحيتان في جوف الماء .

وروي عن الامام الصادق(عليه السلام)، عن آبائه عليهم السلام أن الحسن عليه السلام قال لأهل بيته:
إني أموت بالسم كما مات رسول الله صلى الله عليه واله قالوا: ومن يفعل ذلك ؟ قال:
امرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس، فان معاوية يدس إليها ويأمرها بذلك، قالوا: أخرجها من منزلك، وباعدها من نفسك، قال: كيف اخرجها ولم تفعل بعد شيئا ولو أخرجتها ما قتلني غيرها، وكان لها عذر عند الناس.
فما ذهبت الأيام حتى بعث إليها معاوية مالا جسيما، وجعل يمنيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضا ويزوجها من يزيد وحمل إليها شربة سم لتسقيها الحسن عليه السلام فانصرف إلى منزله وهو صائم فأخرجت وقت الإفطار، وكان يوما حارا شربة لبن وقد ألقت فيها ذلك السم، فشربها وقال: عدوة الله ! قتلتيني قتلك الله والله لا تصيبين مني خلفا، ولقد غرك وسخر منك، والله يخزيك ويخزيه.
فمكث عليه السلام يومان ثم مضى، فغدر بها معاوية ولم يف لها بما عاهد عليه. 

وروى عن أحمد بن عبيد الله بن عمار باسناده إلى مغيرة قال: أرسل معاوية إلى ابنة الأشعث: انى مزوجك بيزيد ابني على أن تسم الحسن بن على، وبعث إليها بمائة ألف درهم فسوغها المال ولم يزوجها منه فخلف عليها رجل من آل طلحة فأولدها فكان إذا وقع بينهم وبين بطون قريش كلام عيروهم وقالوا يا بنى مسمة الأزواج.
وروى مثل ذلك ابن عبد البر المالكى في الاستيعاب راجع ج 1 ص 374 بذيل الإصابة.(ونقل بعض المؤرخين إن معاوية , كتب إلى ملك الروم يسأله أن يوجه إليه من السم القتال شربة، فكتب إليه ملك الروم: أنه لا يصلح لنا في ديننا أن نعين على قتال من لا يقاتلنا، فكتب إليه: إن هذا ابن الرجل الذي خرج بأرض تهامة قد خرج يطلب ملك أبيه، وأنا أريد أن أدس إليه من يسقيه ذلك، فأريح العباد والبلاد منه، ووجه إليه بهدايا وألطاف، فوجه إليه ملك الروم بهذه الشربة التي دس بها فسقيتها. واشترط عليه في ذلك شروطا).
وقال الشيخ المجلسي في بحار الأنوار / جزء 44: روي في بعض تأليفات أصحابنا أن الحسن عليه السلام لما دنت وفاته ونفدت أيامه ، وجرى السم في بدنه ، تغير لونه واخضر، فقال له الحسين عليه السلام: ما لي أرى لونك مائلا إلى الخضرة ؟ فبكى الحسن عليه السلام وقال: يا أخي لقد صح حديث جدي في وفيك ، ثم اعتنقه طويلا وبكيا كثيرا .
فسئل عليه السلام عن ذلك ؟ فقال: أخبرني جدي قال: لما دخلت ليلة المعراج روضات الجنان، ومررت على منازل أهل الإيمان ، رأيت قصرين عاليين متجاورين على صفة واحدة إلا أن أحدهما من الزبرجد الأخضر، والآخر من الياقوت الأحمر، فقلت: يا جبرئيل لمن هذان القصران ؟ فقال: أحدهما للحسن، والآخر للحسين عليهما السلام.
فقلت: يا جبرئيل فلم لم يكونا على لون واحد ؟ فسكت ولم يرد جوابا فقلت : لم لا تتكلم ؟ قال: حياء منك، فقلت له : سألتك بالله إلا ما أخبرتني فقال: أما خضرة قصر الحسن فانه يموت بالسم، ويخضر لونه عند موته، وأما حمرة قصر الحسين، فانه يقتل ويحمر وجهه بالدم. فعند ذلك بكيا وضج الحاضرون بالبكاء والنحيب.
وقال ابن أبي الحديد: روى أبو الحسن المدائني قال: سقي الحسن عليه السلام السم أربع مرات، فقال: لقد سقيته مرارا فما شق علي مثل مشقة هذه المرة. وعن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، قال: إن جعده بنت الأشعث بن قيس الكندي سمت الحسن بن علي عليهما السلام وسمت مولاة له، فأما مولاته فقاءت السم وأما الحسن فاستمسك في بطنه ثم انتفط(قرحت أو مجلت) به فمات[الكافي (ج 1 ص 462)] 

2ـ وروي إن مولانا الحسن (عليه السلام)قال في وصيته لأخيه الحسين(عليه السلام):
هذا ما أوصى به الحسن بن علي إلى أخيه الحسين بن علي: أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنه يعبده حق عبادته، لا شريك له في الملك، ولا ولي له من الذل، وإنه خلق كل شئ فقدره تقديرا، وإنه أولى من عبد، وأحق من حمد، من أطاعه رشد، ومن عصاه غوى، ومن تاب إليه اهتدى. فاني أوصيك يا حسين بمن خلفت من أهلي وولدي وأهل بيتك أن تصفح عن مسيئهم، وتقبل من محسنهم، وتكون لهم خلفا ووالدا، وأن تدفنني مع رسول الله صلى الله عليه وآله فاني أحق به وببيته، ممن أدخل بيته بغير إذنه، ولا كتاب جاءهم من بعده، قال الله فيما أنزله على نبيه صلى الله عليه واله في كتابه: " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم " فو الله ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير إذنه، ولا جاءهم الإذن في ذلك من بعد وفاته، ونحن مأذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده.
فان أبت عليك الامرأة فأنشدك الله بالقرابة التي قرب الله عزوجل منك والرحم الماسة من رسول الله صلى الله عليه واله أن تهريق في محجمة من دم، حتى نلقى رسول الله صلى الله عليه واله فنختصم إليه ونخبره بما كان من الناس إلينا بعده، ثم قبض عليه السلام

وعن محمد بن الحسن، وعلي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سليمان ، عن هارون بن الجهم ، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:
لما احتضر الحسن بن علي صلوات الله عليهما قال للحسين عليه السلام: يا أخي إني أوصيك بوصية فاحفظها، فإذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله صلى الله عليه واله لأحدث به عهدا ثم اصرفني إلى أمي فاطمة عليها السلام ثم ردني فادفني بالبقيع.
واعلم أنه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعداوتها لله ولرسوله صلى الله عليه واله وعداوتها لنا أهل البيت. فلما قبض الحسن عليه السلام وضع على سريره، وانطلق به إلى مصلى رسول الله الذي كان يصلي فيه على الجنائز، فصلي على الحسن عليه السلام فلما أن صلي عليه حمل فادخل المسجد، فلما اوقف على قبر رسول الله بلغ عائشة الخبر وقيل لها: إنهم قد أقبلوا بالحسن بن علي عليهما السلام ليدفن مع رسول الله صلى الله عليه واله، فخرجت مبادرة على بغل بسرج، فكانت أول امرأة ركبت في الإسلام سرجا، فوقفت فقالت: نحوا ابنكم عن بيتي، فانه لا يدفن فيه شئ، ولا يهتك على رسول الله صلى الله عليه واله حجابه.
فقال لها الحسين بن علي صلوات الله عليهما: قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله صلى الله عليه واله وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله صلى الله عليه واله قربه، وإن الله سائلك عن ذلك يا عائشة، إن أخي أمرني أن أقربه من أبيه رسول الله صلى الله عليه واله ليحدث به عهدا.
واعلمي أن أخي أعلم الناس بالله ورسوله، وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله صلى الله عليه واله ستره لأن الله تبارك وتعالى يقول(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم))(سورة الأحزاب/ الآية 53)
وقد أدخلت أنت بيت رسول الله صلى الله عليه واله الرجال بغير إذنه، وقد قال الله عزوجل(يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي))(سورة الحجرات/ الآية 2)
ولعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند اذن رسول الله صلى الله عليه واله المعاول، وقال الله عزوجل(إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى))(سورة الحجرات/ الآية 3).
ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله صلى الله عليه واله بقربهما منه الأذى، وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله صلى الله عليه واله إن الله حرم على المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء.
وتالله يا عائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه صلوات الله عليهما جائزا فيما بيننا وبين الله، لعلمت أنه سيدفن وإن رغم معطسك.
قال: ثم تكلم محمد ابن الحنفية وقال يا عائشة: يوما على بغل، ويوما على جمل فما تملكين نفسك ولا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم، قال: فأقبلت عليه فقالت: يا ابن الحنفية هؤلاء الفواطم يتكلمون فما كلامك ؟ فقال لها الحسين: وأنى تبعدين محمدا من الفواطم ، فو الله لقد ولدته ثلاث فواطم: فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم، وفاطمة بنت أسد بن هاشم، وفاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحه بن حجر بن [عبد] معيص بن عامر، قال: فقالت عائشة للحسين عليه السلام: نحوا ابنكم واذهبوا به فإنكم قوم خصمون ، قال: فمضى الحسين عليه السلام إلى قبر أمه ثم أخرجه فدفنه بالبقيع (الكافي ج 1 ص 302.) 

(وفي المناقب ورموا بالنبال جنازته حتى سل منها سبعون نبلا فقال ابن عباس بعد كلام: جملت وبغلت ولو عشت لفيلت )( الإرشاد ص 174 - 176. مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 29 و 42 - 44.) .
وقال أبو عبد الله عليه السلام:
أول امرأة ركبت البغل بعد رسول الله صلى الله عليه واله عائشة جاءت إلى المسجد فمنعت أن يدفن الحسن بن علي عليهما السلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله.

بحار الأنوار / جزء 44 / صفحة [ 150]
3ـ عن سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسن بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قبض الحسن بن علي وهو ابن سبع وأربعين سنة في عام خمسين، عاش بعد رسول الله صلى الله عليه واله أربعين سنة (الكافي ج 1 ص 461.).
وقال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين: اختلف في مبلغ سن الحسن عليه السلام وقت وفاته، فحدثني أحمد بن سعيد، عن يحيى بن الحسن، عن علي بن إبراهيم بن حسن، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، وجميل بن دراج، عن جعفر بن محمد عليهما السلام: أنه توفي وهو ابن ثمان وأربعين سنة. وحدثني أحمد بن سعيد، عن يحيى بن الحسن، عن حسن بن حسين اللؤلؤي ، عن محمد بن سنان، عن عبد الله ابن مسكان، عن أبي بصير، عن جعفر بن محمد عليهما السلام: أن الحسن توفي وهو ابن ست وأربعين سنة

في الدر: عمره خمس وأربعون سنة، وقيل: تسعة وأربعون وأربع شهور وتسعة عشر يوما، وقيل: كان مقامه مع جده صلى الله عليه واله سبع سنين، ومع أبيه عليه السلام ثلاثة وثلاثين سنة، وعاش بعده عشر سنين، فكان جميع عمره خمسين سنة 
4ـ عن الصادق عليه السلام: بينا الحسن عليه السلام يوما في حجر رسول الله صلى الله عليه واله إذ رفع رأسه فقال:
يا أبه ! ما لمن زارك بعد موتك ؟ قال: يا بني من أتاني زائرا بعد موتي فله الجنة، ومن أتا أباك زائرا بعد موته فله الجنة، ومن أتاك زائرا بعد موتك فله الجنة أبوالبختري، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: إن الحسين بن علي عليهما السلام كان يزور قبر الحسن عليه السلام في كل عشية جمعة ، فسلام الله على مولانا المجتبى يوم ولد طاهرا مطهرا في حجر الرساله ويوم استشهد مسموما مظلوما وممنوعا من دفنه مع جده المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) ويوم هدم ضريحه(عليه السلام) وأضرحة أبناء أخيه المعصومين(عليه السلام) في الثامن من شوال من قبل أبناء البغايا إخوان من منعه من أن يدفن مع جده (صلى الله عليه وآله وسلم) ويوم يبعث حيا 

ثانيا ـ عبره من عبر هذه الفاجعة الاليمه
1ـ إن سبيل النجاة والفلاح في الدين والدنيا والاخره مرهون بالطاعة المطلقه لله ولرسوله ولأولي الأمر الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وقد رأى المسلمين العاقبة الاليمه والخسارة الجسيمه نتيجة معصية الله ومعصية رسوله في عصر الوحي والتنزيل ، وبالرغم من ان نبينا المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يترك صغيره أو كبيره تحفظ الإسلام والمسلمين من الوقوع في مهاوي الهلكه إلا وبينها لنا قولا وفعلا حتى أكمل الله لنا الدين وأتم النعمة بولاية أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، لكن الأمة عصت الله وعصت رسوله مرة أخرى واتبعت سبيل المنقلبين على أعقابهم ، فباءت بالشقاء إلا مارحم الله ، وبعد مده من التيه عادت لمولاها وراعيها، وكان المفروض أن يكون التيه واعظ في عدم الرجوع إلى العصيان مرة أخرى ولكن للأسف ، لم ينعم ببركة أولياء الله المعصومين(عليهم السلام) إلا القليل ممن صدقوا ماعاهدوا الله عليه فرزئت الامه بالمرتضى(عليه السلام) بعد المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) وسيدة النساء(عليها السلام) واشتد الحال في زمن المجتبى(عليه السلام) ، فقد تخاذل الناس عن نصرة الحق تخاذلا عجيبا بسبب خلودهم الى الارض واتباعهم لاهوائهم...
فقد روي عن إمامنا الحسن(عليه السلام) قوله:
(والله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصارا، ولو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه، ولكني عرفت أهل الكوفة وبلوتهم، ولا يصلح لي منهم ما كان فاسدا، إنهم لا وفاء لهم ولا ذمة في قول ولا فعل، إنهم لمختلفون ويقولون لنا: إن قلوبهم معنا، وإن سيوفهم لمشهورة علينا.)
وكان عاقبة العصيان وعدم إتباع حجج الله(عليهم السلام) ، هو الرجوع إلى التيه مرة اخرى ولكن ببلائات اشد وانكى ، وراح ضحية هذا التخاذل والعصيان زهق ألارواح الطيبة وطمس معالم الدين ولولا خروج امامنا الحسين (عليه السلام) وعصبته الطاهره من اهل بيته وانصاره لما بقي للدين من باقيه ، فما اغلى هذا الدين الذي بذل من اجل احيائه وابقائه دماء الطيبين الطاهرين وعلى رأسهم مولانا سيد الشهداء أبا عبد الله (عليه السلام)، ومما يدمي القلب إن جزء من هذه المظلوميه يقع على عاتقنا نحن الذين نحسب أنفسنا من المؤمنين وذلك لضعف إتباعنا وقلة طاعتنا لائمتنا الميامين(عليهم السلام) وتلاميذهم المخلصين(قدس)((وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ))(سورة الأنفال/ الآية 25)
فكيف ياترى نعالج هذا التقصير الذي كان ولازال يتسبب في ظلم أئمتنا وتأخير ظهور مولانا صاحب الزمان(عليه السلام) ؟

وقد أجاب أستاذنا علي الزيدي عن هذا السؤال بقوله:
[ويكون جواب ذلك من خلال ماقاله وبينه السيد الشهيد:ففي هذا الصدد يقول السيد الشهيد(قدس)(واهم مايشترط في هؤلاء المؤيدين، شرطان متعاضدان، يكمل احدهما الآخر، ويندرج تحتهما سائر الأوصاف:
احدهما ـ الوعي والشعور الحقيقي بأهمية وعدالة الهدف الذي يسعى إليه ، والاطروحه التي يسعى إلى تطبيقها .

ثانيا ـ الاستعداد للتضحية في سبيل هدفه على أي مستوى اقتضته مصلحة ذلك الهدف )
إذن، بعد أن عرفنا إن المؤمن هو الذي متى ماقصر فانه سوف يكون سببا في تأخير الظهور وان الأمور التي عليه إن لايقصر فيها هي التي تندرج تحت الشرطين اللذين ذكرهما السيد الشهيد (قدس).

ويمكن أن نعدد بعض النقاط التي تندرج تحت هذين الشرطين:ـ 
1 ـ الصبر على الشدائد والثبات على الطاعة 
2 ـ ترك الدنيا بكل ملذاتها 
3 ـ معرفة جهة الحق بأقل القرائن وإتباعها بغض النظر عن الظروف والعناوين 
4 ـ تكثيف العبادة والإكثار من أدعية الفرج 
5 ـ أن يكون الفرد المؤمن ذو بصيرة في دينه ومن الذين لاتهزهم إثارة الشكوك والفتن بحيث تبعدهم عن مطلبهم العالي 
6 ـ أن يشعر بأنه فرد مراقب من قبل إمامه وان عليه مسؤليه سوف تلقى ، يتوقف عليها الفتح العالمي ، فعليه أن يسعى جاهدا لإكمال أي نقص يعيقه عن تأدية ذلك الواجب المقدس 
7 ـ أن يحدد مكانه في دائرة الوجود ، حتى يتمكن من خلاله أن يؤدي دوره الذي يرضي الإمام (عليه السلام) وضمن الشعور الذي يملي عليه تأدية واجبه الشرعي على أتم وجه ممكن ]
وهكذا فان الطاعة المطلقة والإتباع المخلص لأولياء الله ، في حقيقته جائزة يمن بها الله على الذين جاهدوا في الله حق جهاده مخلصين له الدين ولو كرهت النفس الاماره وإبليس اللعين وأتباعه الطواغيت ، وهذه الجائزة هي فوز عظيم تحتاج إلى توفيق الله وتسديده وشفاعة أهل البيت وبركاتهم(عليهم السلام) 

2 ـ ليس القرب من العصمة الطاهرة ، هو القرب المادي فحسب فكم من قريب ماديا من العصمة(عليهم السلام) لم يتمكن من شكر هذه النعمة العظيمة وأداء شيء من حقها بل قد يصل في بعض الأحيان إلى أن يصبح صاحبه مطية لإبليس وأعوانه لضرب العصمة الطاهرة ، لتكون العاقبة خسران الدنيا والاخره ، وهذا يجري حتى على القرب المادي من تلاميذ أهل البيت المخلصين(قدس) بل وحتى على القرب المادي من الاضرحه المقدسه والمشاهد المشرفة ، وعليه فان القرب الحقيقي يكون بالإتباع الخالص لوجه الله تعالى لمن جعلهم أدلاء وقاده... ((...فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ...))(سورة إبراهيم/ الآية 36 )
وليس في إتباع غيرهم((... أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ))(سورة يونس / الآية 35
)3 ـ صحيح إن المؤمن المحب لله محب للخير ويتمنى الخير للجميع فكيف بأسرته وأرحامه وجيرانه ...
فهو يتمنى لهم الخير أكيدا وما أعظم الهدايه من خير ، لذا فالمؤمن يتمنى لأهله الهدايه من كل قلبه ويسعى جاهدا من اجل ذلك ويتألم كثيرا عندما يبوء بالفشل ولكن((إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ))(سورة القصص/ الآية 56 )
وعلى هذا الأساس ينبغي الحذر من هؤلاء الذين((... لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ))(سورة القصص/ الآية 50) ، لأنهم ليسوا أهل للمؤمن ((...إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ))(سورة هود/ الآية 46)
نستجير بالله من سوء العاقبة ونسأل الباري بحق مصابنا بإمامنا الحسن المجتبى(عليه السلام)أن يعجل فرج رئيسنا صاحب الزمان (عليه السلام ) وان يحفظ قائدنا المقتدى (اعزه الله) وان يرزق أهلنا حسن الخاتمه والمنقلب انه على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين. 

من مصادر ومراجع المبحث :1 ـ القرآن الكريم
2ـ بحار الأنوار/ الشيخ محمد باقر المجلسي ج44
3ـ كشف الغمة للاربلي ج 2 ص 167 

4 ـ الكافي للشيخ الكليني
5ـ المناقب لابن شهر آشوب 

6 ـ تذكرة الخواص لابن الجوزى ص 122 
7 ـ اسأله معاصره حول الامام المهدي(ع)، س14 ، الاستاذ علي الزيدي

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

انا شيعي .. فاسمع يا اخي السني .. بقلم السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله

انا شيعي .. فاسمع يا اخي السني .. بقلم السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله


انا شيعي.. فاسمع يا اخي السني
انا شيعي واشهد الشهادتين: اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
واضيف: اشهد ان عليا ولي الله
انا شيعي والكعبة قبلتي ولست اسجد لصنم انا اسجد على التراب ليس للتراب واتجه للقبلة
انا شيعي اؤمن ان اصول الدين هي:
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
اي: الله واحد لا شريك له ولا ظلم في ساحته وان محمدا عبده ورسوله جاء بالحق مصدقا عند ربه وان علياً وصيه وخليفته والائمة من ذرية الصديقة فاطمة بضعة المصطفى وان لنا يوما نمثل به امام الواحد القهار
انا شيعي فالقران دستوري الخالد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه وان قيل بالتحريف فهو تحريف للنسخ لا لأصل الذكر فقد قال تعالى: ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)
انا شيعي فأصحاب الرسول اوليائي وقادتي ماداموا ملتزمين بنهج الرسول ومحبين لذوي القربى، فقد قال تعالى: (قل لا اسالكم عليه اجراً الا المودة في القربى)
انا شيعي وفروع الدين عندي، هي: 
الصلاة
الصوم
الزكاة
الخمس
الحج
الجهاد
الامر بالمعروف
النهي عن المنكر
التولي
التبري من اعداء الدين والمذهب
قد نختلف بتفاصيل تلك الفروع كاوقاتها وبعض مسائلها مع بعض المذاهب لكن نحافظ مع الجميع على جوهرها
انا شيعي احترم الانبياء والرسل والاولياء واعتبرهم سادتي وقادتي بهم اتولى ومن اعدائهم اتبرى.. واحاول الاقتداء والتأسي بالسادة والقادة في ما عملوه بحياته واسير على نهجهم وحبهم بعد مماته وازور قبورهم واقبل اضرحتهم لانها رمز العصمة والاخلاص والفناء في الله كما (الكعبة) رمز التوحيد
انا شيعي فدم المسلم علي حرام ومحقون وكل الاديان الاخرى اخوتي في الانسانية ما لم يكونوا قد اتخذوا العداوة، فقد قال امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام): اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق
فلا اعتدي عليهم وعلى دمائهم ولا احز رقابهم ولا افخخهم ولا اظلمهم ولا انكل بهم ولا حتى باسراهم في حال الحرب فقد اوصى الرسول بالأسرى
انا شيعي ومنطلقي قول سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وعلى اله وصحبه المنتجبين) حينما قال: (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) فلا اكذب ولا استغيب ولا اتكبر ولا اظلم ولا اكن سبابا واغض بصري عن المحرمات واحاسيسي عن المحرمات واحترم الكبير واعطف على الصغير
انا شيعي اذن انا مجاهد احارب كل من يحتل بلادي وله اقاوم.. ولن افاوض او اهادن
اذن ربنا واحد وديننا واحد وكتابنا واحد وقبلتنا واحدة ولا داعي ان نكفر بعضنا بعضا بل وحب ال البيت يجمعنا سنة وشيعة الا من ابغضهم فهو عدو الله قبل ان يكون عدونا ولنقم بما يفرح نبينا وبضعته الزهراء (صوات الله عليهما) ولنترك خلافاتنا نحن المعتدلون ولنسير باسلامنا الى الرقي والكمال والازدهار ورفاهية المسلمين والمؤمنين ليزداد ايمانهم وتقوى شوكتهم ويضعف عدوهم ولترفع عنا وعنكم الغمة وعن كل الامة بل الامم المظلومة .


بقلم: الداعي الى الله... الاصغر مقتدى الصدر