الخميس، 26 فبراير 2015

مولد سيدنا محمد محمد صادق الصدر(قدس)



مولد سيدنا محمد محمد صادق الصدر(قدس)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .

تمهيد:
شكرا لله الذي انعم على العالمين بنعم عظيمة لا تعد ولا تحصى، ومن أعظم نعم الله على الخلائق نعمة نبينا المصطفى الخاتم وآله الأطهار(عليهم السلام)
وقد حبا الله الشعب العراقي المظلوم بنسمة طاهرة قادمة من آل البيت الأطهار(عليهم السلام) ، بعد أن مر هذا الشعب المقدس بظروف وبلاءات شديدة ، يكاد يكون قد تفرد بها من دون باقي الشعوب ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذا الشعب قد هيئته الحكمة الالهيه لدور قيادي وريادي على هذه المعمورة ، فبعد أن وجد هذا الشعب وبعض قياداته الغيورة الفرصة المتاحة لإعلان الرفض والخروج على نظام الهدام ، وذلك بعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت ، انطلق الكثير من المظلومين بانتفاضة شعبان التي اجتاحت معظم المحافظات العراقية هاتفين بإحياء شريعة سيد المرسلين ، وكانت هذه الانتفاضة قريبة من النصر مما جعل الغرب الكافر يقوم بتغيير خططه مباشرة ويقوم بالدعم الكامل للهدام وزبانيته مما أدى إلى وأدها بعد أن راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمهجرين والمساجين بل إن المئات من الأسر دفنت أحياء تحت مرأى ومسمع جميع دول العالم وكانت هنالك أسباب عديدة ساهمت في عدم تحقيق النصر التام في هذه الانتفاضة قسم منها متعلق بالقيادات المحلية (قادة المؤمنين في القرى والقصبات والنواحي ...)لهذا الشعب والقسم الآخر متعلق بالقواعد الشعبية (وهذا ما أدركته من تنوير مولانا الشهيد الصدر المقدس وبحسب فهمي القاصر ) ومن أهم هذه الأسباب هو :ـ
عدم وصول القواعد الشعبية وقادتها المحليين(قادة المؤمنين في القرى والقصبات والنواحي...) إلى المستوى المطلوب من الوعي والمعرفة من جهة , والى التضحية والإخلاص من جهة أخرى ، الذي يؤهل لمرحلة الانتصار الإلهي المثمر ، ومما يدل على ذلك هو تأخر تحقيق هذا الانتصار إلى هذا اليوم , أي إننا نحتاج إلى النجاح في مراحل أخرى من البلائات والتمحيص ودورات مكثفة من العلم والمعرفة (والنجاح فيها اعتقادا وتطبيقا) من اجل التكامل إلى مستوى المسؤولية الذي يؤهلنا أن نكون على أعتاب باب الفرج المبارك لمولانا بقية الله وحجته الامام المهدي(عليه السلام) بعد توفيق الله وبركة أهل البيت الأطهار .
فأن قيل إن هنالك الكثير من الثورات والانتفاضات في العالم حدثت ونجحت سواء كانت علمانيه كما في فرنسا أو دينية كما في إيران ,فما ربط الثورة في العراق بالفرج الشريف علما إن هذا الفرج هو حلم وأمنية العالم بأسره من جهة ، ثم ألا ينبغي التحرك ضد الظلم وتغييره من جهة أخرى .
ويكون بعض الجواب على هذه التساؤلات وأمثالها بما يلي ولو على سبيل الأطروحة:ـ
1 ـ إن كل منهجنا وعقائدنا مبنية على رفض الظلم والجور بكل أنواعه وصوره وابتداءا من ظلم أنفسنا ، ولذا تجد إن كل قادتنا الإلهيين وأتباعهم قد حاربوا الظلم وأركانه ، والفساد وأعمدته بأقصى ما يستطيعون بشرط المحافظة على بيضة الإسلام.
2 ـ إن الثورة الناجحة (بصورة عامة ) يجب أن تكون مخطط لها ولأهدافها (أي لها مفكرين وقادة) من جهة ويجب أن يكون لها أناس مضحين لتنفيذها من جهة أخرى . فإذا انتفى احد هذين الشرطين فشلت الثورة ، والدنيا مليئة بالتجارب في هذا المجال ، فمن حيث الشرط الأول ـ
كم كان هناك من قادة ومفكرين ابتدائا من المعصومين وتلاميذهم المخلصين وانتهاءا إلى المفكرين والقادة غير الدينين ، لايستطيعون النجاح بالثورة وتغيير واقع الفساد(على المستوى الظاهري)عندما لايجدون القواعد الشعبية من المضحين المخلصين .
وكذلك العكس فهنالك الكثير من الثورات قام بها المظلومين الرافضين للجور والفساد وتنجح غالبيتها بإسقاط النظام ولكن لعدم وجود القادة والمفكرين المخلصين لهذه الثورات فسرعان ما يلتف حولها وتسرق من قبل الانتهازيين والماكرين وتعود دورة الظلم بوجوه وأساليب جديدة .. وأيضا التجارب التي عاشتها البشرية بهذا المضمار كثيرة .
أما إذا توفر الشرطان بمستوى معتد به فقطعا سوف تنجح الثورة كما حدث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
3ـ إن الثورات تختلف من حيث اختلاف أهدافها ، وعلى سبيل المثال ، فأن هدف الثورة الفرنسية :
هو التخلص من الحكم الإقطاعي الملكي المدعوم من الكنسية المسيحية وإقامة حكم بديل عنه نافع لهم بمستوى فكرهم الدنيوي ، أما بالنسبة للثورة في الهند بقيادة غاندي (وقد شابهتها الكثير من الثورات في العالم إلى حد ما كثورة العشرين في العراق ) فكان الهدف منها التخلص من المحتل وإقامة حكم وطني , وهذا هدف نبيل بحد ذاته .
وأروع ثورة حدثت في القرن الماضي هي الثورة الإسلامية في إيران وكان الهدف منها التخلص من الحكم الإقطاعي الملكي العلماني التابع للغرب الكافر وإقامة بديلا عنه حكم وطني إسلامي مستقل ، يكون من الدين والشعب وفي خدمتهما ويقع في طريق التمهيد لتأسيس دولة العدل والتوحيد بقيادة إمامنا القائم(عليه السلام) .
ومن هنا جاءت أهمية هذه الثورة وذلك من خلال أهمية أهدافها التي ولدت من عمق فكر ووعي قادتها بزعامة السيد الخميني(رحمه الله) من جهة والمستوى الجيد من التضحية والإخلاص الذي تمتلكه قواعدها الشعبية من جهة أخرى
وهذا ماجعلها بفضل الله وحمايته تصمد إلى اليوم أمام الهجمات الشرسة (الفكرية والعسكرية)التي شنت عليها من قبل الغرب الكافر وأعوانه .
وأما بالنسبة لهذا البلد المقدس (العراق) وشعبه الصابر فان المؤمنين فيه بقيادة أولياء الله الطاهرين فالهدف عندهم أعلى وهو أن يكونوا جنودا مخلصين ناجحين ببلائات ومراحل التمحيص جاهزين لخدمة قائدهم وزعيمهم الإمام المهدي (عليه السلام) متى ما أذن الله في الإعلان المبارك لاتهمهم الدنيا ومناصبها وزخارفها مستعدين للخوض مع إمامهم كل الصعاب بوعي وإخلاص عالي من اجل بناء دولة العدل والتوحيد على أرجاء هذه المعمورة ، وهذا الهدف هو بالحقيقة حلم كل الأنبياء والصالحين وأصحاب الفطرة السليمة على هذه المعمورة ونتيجة لسمو ورفعة هذا الهدف تجد إن الطاغوت وأعوانه بكل أشكاله وألوانه الشيطانية ركز كامل جهده وكل إمكانياته من اجل قتل هذا الهدف العالي أو تأخيره وأعاقته بأي صورة كانت وبأي ثمن ، فاغرق هذا البلد بأنواع الحروب الفكرية الثقافية والمادية العسكرية إضافة إلى الأنواع العجيبة الغريبة من صور الظلم والتعسف التي مورست ضده، كسياسة التجويع بحجة الحصار الاقتصادي على نظام الهدام بالرغم من إن حقيقة هذا الحصار موجه ضد الشعب وليس ضد النظام عقوبة لهذا الشعب الرافض للظلم والمذلة .
ولكنها فشلت في تحقيق النتائج وذلك بفضل الله (تعالى) وببركة المعصومين (عليهم السلام) وتلاميذهم المخلصين فلم يسلب من هذا الشعب روح الإيمان والثورة ضد الظلم والجور .
والحمد لله لكل تجربة شريفه نتائج ايجابية وان لم تأتي بالنتائج المرجوة في وقت مبكر فقد أدرك المخلصين من هذا الشعب الغيور نقاط الضعف التي واجهتهم في هذه البلائات
وبما إن لهذا الشعب رب غفور كريم رحيم ...لم ولن ينساهم ماداموا إليه متوجهين ولطاعته ساعين ولأعدائه رافضين ، جاءت البشرى والتحفة الإلهية , بإرسال الباري لنا فيض من رحمته وولي من أوليائه المقدسين ليأخذ بيد أصحاب الفطرة السليمة من هذا الشعب المقدس ويسير بهم نحوى التكامل الإلهي ، حاثا لهم إلى المسارعة إلى مغفرة الله والى السباق إلى رضوان الله ، وما كان هذا الولي القادم من العترة الطاهرة إلا مولانا ومرجعنا السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس الله نفسه الزكية).
النسب الشريف والأسرة الطيبة
جل جلال الله العلي العظيم الذي أفاض على الوجود بالشجرة النبوية والدوحة الهاشمية المضيئة المثمرة بالنبوة المونقة بالإمامة والتي أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها الكريم ومن فروع هذه الشجرة المباركة ، الفرع المنتهي إلى سيدنا إبراهيم الأصغر المرتضى بن مولانا باب الحوائج سمي الكليم موسى بن جعفر(عليهما السلام) ، وقد أعقب مولانا سيد إبراهيم المرتضى من رجلين وهما سيد موسى أبي سبحة وسيد جعفر ، وسمي سيد موسى ب(سبحة(بضم السين المهملة وسكون الباء الموحدة ثم الحاء المهملة))لكثرة تسبيحه بسبحة لون في يده
وقال السيد بن عنبة الحسني في عمدته(ص202):
إن سيد موسى ابوسبحة له أعقاب وانتشار والبيت والعدد في ولده وقد أعقب من ثمانية رجال منهم سيد حسين القطعي ، ولهذا السيد نسل كثير ينتهي إلى أبي الحسن علي المعروف بابن الديلمية بن أبي طاهر عبد الله ابن أبي الحسن محمد المحدث بن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطعي ، أعقب علي بن الديلمية من ثلاث رجال منهم سيدنا أبو الحرث محمد ، والذي أعقب من رجلين أبي طاهر عبيد الله وأبي محمد عبد الله ، فسيدنا أبو محمد عبد الله انتقل إلى الحائر الحسيني المقدس واستوطن بها فعقبه هناك يقال لهم بيت عبد الله وأعقب هذا السيد من أربعة رجال منهم :
سيدنا ابوالسعادات محمد يقال لولده آل أبي السعادات بالحائر ، ومن ذريته السيد إبراهيم شرف الدين بن زين العابدين بن علي نور الدين بن الحسين عز الدين بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن تاج الدين أبي الحسن عباس بن محمد شمس الدين بن عبد الله جلال الدين بن احمد بن حمزة الأصغر أبي الفوارس بن أبي محمد سعد الله بن أبي احمد حمزة الأكبر بن السيد أبي السعادات ، وسميت ذرية سيد إبراهيم شرف الدين بـ آل شرف الدين ومنهم :
سيدنا عبد الحسين شرف الدين ، ومنهم سيدنا محمد صدر الدين بن صالح بن محمد بن إبراهيم شرف الدين ، وسميت ذرية سيد محمد صدر الدين بـ آل الصدر , ومن هذه الذرية الطيبة الطاهرة سيدنا محمد صادق بن محمد مهدي بن إسماعيل بن سيد محمد صدر الدين ، كان سيدنا الحجة محمد صادق الصدر من أعلام حوزة النجف الاشرف وقد سعى جاهدا لإحياء علوم أهل البيت ومن جملة ماسعى إليه سيدنا هو قيامه مع جملة خيرة من العلماء العاملين في المشاركة والإعانة للشيخ محمد رضا المظفر في إنشاء جامعة دينية مواكبة لمتطلبات العصر التكنولوجي الحديث وهي كلية منتدى النشر والتي سميت لاحقا بكلية الفقه .
ومن الجدير بالذكر إن سيدنا محمد صادق الصدر بقي فترة طويلة لم يرزق بذرية من زوجته الجليلة بنت آية الله الشيخ مرتضى آل ياسين ,إلى أن قاما في سنة من السنين بقصد الديار المقدسة في مكة والمدينة لأداء مناسك الحج وزيارة المصطفى الخاتم والعترة الطاهرة في تلك البقاع المقدسة وهنالك سألوا الله جلت قدرته متوسلين بالمصطفى وذريته أن يمن عليهما بمولود ، واستجاب الكريم لدعوة العبدين الصالحين ومن عليهما وعلينا بالنسمة الطيبة الطاهرة مولانا ولي الله الناطق سيد محمد الصدر وذلك في يوم 17 ربيع الأول 1362هجري قمري ـ الموافق لـ 23/ 3/1943م
في ذكرى ولادة خاتم الأنبياء وحفيده إمامنا الصادق(عليهم وعلى بقية أهل البيت أفضل الصلاة وأتم التسليم)
وهكذا تجددت المسرات ودخل السرور على الأسرتين الكريمتين آل الصدر وآل ياسين وعلى هذه الأرض المقدسة وأبنائها الطيبين بهذا الوليد المبارك في قصة شبيهه بقصة سيدنا نبي الله زكريا وولده سيدنا النبي يحيى (عليهما السلام) بعد طول انتظار
وتصور أن فرد منحدر من هذه السلالة العريقة الباذخة الشرف والمتربي في أحضان هاتين الأسرتين وفي اشرف البقاع فماذا ينتج غير بطل مثل سيدنا محمد الصدر .
وهكذا عاش مولانا الصدر في السنوات الأولى التي أعقبت ولادته الشريفة في ظل حنان وعطف الوالدين الجليلين وظل جد السيد لامه الشيخ الجليل مرتضى آل ياسين ينهل منهم العلم والأخلاق والمعارف الإلهية.
تزوج سيدنا من بنت عمه العلوية مسرة بنت السيد محمد جعفر الصدر وأنجب السيد الشهيد منها سبعة أبناء ، منهم خمسة بنين وهم :
سيد مصطفى، وسيد مقتدى(هنالك شقيق توأم مع سيد مقتدى قد توفي، واسمه سيد منتظر) ، وسيد مؤمل ، وسيد مرتضى تزوج الثلاثة الأوائل منهم بنات السيد محمد باقر الصدر(قدس سره)
أما سيدنا مرتضى الصدر فتزوج العلوية شقيقة السيد رياض النوري ، وكذلك لسيدنا الشهيد بنتان هن زوجات لأولاد آية الله السيد محمد كلانتر(قدس سره)، وهما سيد ضياء وسيد حسين.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق