الخميس، 26 فبراير 2015

مقتل السيد الولي محمد سيد محمد صادق الصدر(قدس سره)


 
مقتل السيد الولي محمد سيد محمد صادق الصدر(قدس سره)
يا شـهيد المؤمنيـن يا حبيب المســــلمين
انك الصدر الأمين من فيوض الأكرمين
أنت خير العارفين أنت نور الوارثيـــــن
أنت رعب الظالمين يا بريق المبصريـــن
يا شهيد المؤمنيــن يا حبيب المســـلمين
انك الصدر الأمين من فيوض الأكرمين
انك الجود العميم انـك العـلم الـعظيــــم
انك العهد القديــم يا ولي المســــلميــن
يا شهيد المؤمنين يا حبيب المســــلميـن
انك الصدر الأمين من فيوض الأكرمين
انك الخير الشهيـد انـك الحـب المـديــــد
انك السيف الحديد لأباطيل العـنـيـــــد
يا شـهيد المؤمنيـن يا حبيب المســلميـــن
انك الصدر الأمين من فيوض الأكرمين
انك الزهـد الكبيـر انك العـلــم الغزيــــر
انك الصبر الكثيـر عن أباطيل المريـــر
يا شهيد المؤمنيــن يا حبيب المســــلمين
انك الصدر الأمين من فيوض الأكرمين
أي ظلم للزنيــــــم هو في الجحر مقيــم
قمــع الظلم الـــذي مد أيدي الآثميــــــن
يا شهيد المؤمنيــن يا حبيب المســلميـن
انك الصدر الأمين من فيوض الأكرمين
إنها ضربة إثـــــم من أيادي الآثميـــــن
أوجبت فوزا جليلا أوجبت خلدا طويــلا
يا شهيد المؤمنيــن يا حبيب المسـلميـــن
انك الصدر الأمين من فيوض الأكرمين
صرت عشـقا أبديا صرت نهجا سرمديا
صرت نورا عالميا رغم كيد الحاسديــن
يا شهيد المؤمنيـــن يا حبيب المسلميــــن
انـك الصدر الأمين من فيوض الأكرمين

(كلمات كتبها سيدنا القائد مقتدى الصدر (دام عزه)في الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد السيد الولي(قدس الله نفسه الزكية))

عظم الله اجر مولاتنا الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها بمناسبة ذكرى استشهاد حفيدها سيد محمد الصدر ونجليه سائلين المولى جلت قدرته بحق الدماء الزكية التي سالت من اجل إعلاء كلمة لااله إلا الله أن يمن علينا ويجعلنا من المتمسكين بمنهج الصدرين تحت لواء وارثهم السيد القائد مقتدى الصدر لنسعد برضا مولانا ولى الله الأعظم وحجته البالغة محمد المهدي المنتظر (عليه السلام)الذي سيملئ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا .
لقد دأب نظام الهدام على ابتكار أشكال عديدة من الممارسات والمناهج والبدع طيلة فترة حكمه المقيت
ومن هذه الممارسات المبتدعة، جعله يوم لكل محافظة عراقية، يسمى بيوم المحافظة ومقترنا بزيارة الهدام لهذه المحافظة، وكان للنظام عدة أهداف من هذا الإجراء منها:ـ
1 ـ إشباع غروره وتكبره، حيث تقوم زبانيته من البعثيين وغيرهم بإجراء المهرجانات والاحتفالات والاستعراضات التي تمجد هذا النظام عن طريق رفع صور الطاغية واللافتات المتغنية به وكذلك إلقاء الأناشيد والأغاني وإجراء الاستعراضات لقوى الجيش والشرطة والجيش الشعبي والبعثيين المستميتين من اجله وغيرها من الفعاليات التي يرصد لها مبالغ ضخمه إضافة إلى الجهد المبذول على ذلك .
2 ـ تحذير وتهديد وتخويف لكل فرد غيور رافض للظلم والتعسف حيث يقوم النظام عن طريق هذه الممارسات بإظهار مدى قوته وسطوته و...
وهو بذلك يحاول أن يشل عزيمة أي فرد يفكر بمعارضته فضلا عن مواجهته، وفي نفس الوقت يبعث برسائل مفرحة إلى أسياده في الغرب الكافر بأنه عميل مخلص وأمين من اجل رعاية مصالحهم الشيطانية المبنية على دماء الشعوب وآلامهم.
3 ـ تربية وإنشاء الأطفال والشباب على هذا السلوك والمنهج الضال لتكوين أجيال ممسوخة من أصلها ومطيعة لهذه الانظمه الفاسدة وبالتالي فهي منقادة للغرب الكافر، انقياد أعمى والأدهى والأمر إن معظم الآباء لم يستطيعوا بيان مايعرفون من الحقائق لأبناهم خوفا من إن تتسرب المعلومات من أبنائهم وتصل إلى آذان البعثيين وجواسيس رجال الأمن وبذلك يدخلون في مطبات لاتحمد عقباها من قبل أجهزة النظام القمعية، فتجد طلبة المدارس وإداراتها تنفذ أوامر ورغبات السلطة بالخروج في هذا اليوم هاتفه بتمجيد رأس النظام (عليه اللعنة وسوء العذاب) .
وقد مارس الهدام وأتباعه العفالقة البعثيين أقسى أنواع التعسف والترويع بحق أبناء الشعب العراقي المقدس وكانت الحصة العالية من هذا التعسف والظلم منصبة على رأس علمائنا الأعلام وعباد الله الصالحين حتى راح ضحية هذا الظلم الآلاف من خيرة أبناء المعمورة في هذا الزمان وبالنسبة إلى سيدنا الصدر المقدس فقد اعتقله نظام الهدام في عام 1972م مع عدد من العلماء منهم سيدنا محمد باقر الصدر والسيد محمد باقر الحكيم، وكذلك تم إعادة اعتقاله في عام 1974م ، في مديرية امن النجف وعندما احتج على سوء معاملة السجناء نقل إلى مديرية امن الديوانية وكانت مشهورة بشدة قسوتها على المؤمنين وفي الثمانينات من القرن المنصرم تم قيام محامي من أتباع النظام ببيع عمارة في الكاظمية موروثة للسيد من أسرته وعندما جاء الرجل المشتري لمطالبة السيد بالتنازل وقص حكايته على السيد، وافق السيد على التنازل عن حقه بالرغم من انه لم يستلم أي مبلغ مالي عوضا عن ملكه معتبرا إن هذا الشاري مسكين وقد استُغفِل من قبل أزلام السلطة
وهذا خلق عجيب لايوجد إلا في المعصومين (عليهم السلام) وتلاميذهم المخلصين
وفي عامي 1998 م و1999م اشتد النظام بمضايقته للسيد واجريَ التحقيق معه لعدة مرات وذلك في منزله الواقع بالحنانة، وبعد أن عزم نظام الهدام على ارتكاب جريمة قتل السيد محمد الصدر الثاني(قدس سره) تنفيذا لرغبات الغرب الكافر من جهة وتنفيذا لرغباته من جهة ثانيه لأنه وجد في هذه المرجعية خطر كبير يهدد وجوده، وكان ذلك قبل ثلاثة أشهر من موعد تنفيذ الجريمة، وقام النظام بتهيئة كافة الأجواء والظروف لعملية التنفيذ، حيث اصدر تعميما بعثيا إلى أعضاء حزبه العفلقي باتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر والاستعداد للمرحلة القادمة التي ربما ستشهد حالة اضطرابات ومواجهات بدعوى إن هنالك معلومات تفيد بان مجموعة من المخربين سوف يقومون باغتيال المرجع محمد الصدر(قدس) وستدعى هذه المجموعة من المخربين بان النظام من فعل هذا الأمر، وهكذا باشر النظام بالسعي الحثيث بكل مايملك من مقدرات مادية وفكرية لتخطيط وتنفيذ هذه الجريمة .
وجعل ساعة الصفر متزامنا مع نهاية يوم المحافظة (في الليل )حيث التواجد الكثيف لقوى الجيش والأمن والشرطة إضافة إلى البعثيين، فيكون هذا التواجد غير ملفت للنظر كونه يوم المحافظة وبذلك يكونون مستعدين لأي رد فعل قد يحدث نتيجة لارتكاب هذه الجريمة وبالرغم من إن المحافظة كانت بيد البعثي (قائد حسين العوادي )إلا إن أهمية هذه العملية استدعت وجود قصي بن الهدام (لعنة الله عليهما وعلى أتباعهما)إضافة إلى (طاهر جليل الحبوش) مدير جهاز مخابرات الهدام مع البعثي (محمد حمزة الزبيدي)، قائد منطقة الفرات الأوسط بالإضافة إلى العدد الكبير من القادة والخبراء وأزلام النظام المقبور، ومن الجدير بالذكر إن غالبية الناس في يكونون في مساء هذا اليوم أما معتزل في بيته أوانه تعب نتيجة المشاركة معهم في فعالياتهم وبذلك يكون مركز المدينة والمحلات المجاورة لها خاليه من الناس سوى أجهزة النظام القمعية وكلابها البعثيين وهؤلاء لايكلوا ولا يملوا من خدمة النظام العفلقي بل إنهم يتلذذون بهذه الخدمة ويزدادون قوة ونشاطا ؟
وبالإضافة إلى ذلك فان نظام الهدام قد اعد اجرائات عسكرية وأمنيه في مختلف المحافظات وخصوصا في بغداد والجنوب والفرات الأوسط تحسبا لأي رد فعل من قبل الشعب وسميت عملية التحضيرات هذه باسم (الفارس الذهبي)
[ د.محمود سيد محمد الموسوي في جريدة صوت العراق(العدد ـ 277) نقلا عن:
اـ جريدة القبس الكويتية الصادرة بعد فترة قصيرة من الجريمة نقلا عن مصادر عراقية.
ب ـ مصادر أخرى]
فقد وضعت قوات من الحرس الجمهوري بأقصى الاستعداد تحت غطاء المشروع التدريبي (الفارس الذهبي) مع استخدام العتاد الحقيقي وصممت الفرضيات طبقا لحصول تهديدات جوية وتدخل قوات محمولة جوا، تستهدف احتلال أهداف حساسة داخل العراق لإثارة الاضطرابات .
كما تضمن مشروع الممارسة على تنفيذ التنقلات الإستراتيجية تحت ظل التهديد الجوي وفي ظروف استيلاء مفارز من القوات الخاصة المعادية للسيطرة على مفارق الطرق المهمة والنقاط الحرجة كالجسور والمناطق التي تتعذر فيها الحركة خارج الطرق .
كما تم نقل بعض ألوية الحرس الجمهوري من المنطقة الشمالية إلى منطقة الفرات الأوسط .
وكان لقرار فصل محافظ المثنى عن قيادة منطقة الفرات الأوسط بقيادة (محمد حمزة الزبيدي )وإلحاقها بمنطقة العمليات الجنوبية بقيادة (علي حسن المجيد )صلة بالتدبير لعملية الاغتيال وذلك لتخفيف العبء عن قيادة الفرات الأوسط التي تقود محافظات بابل وواسط والقادسية والنجف وكربلاء والمثنى .
وفي ليلة تنفيذ عملية الاغتيال ( الجمعة )كانت قوات فرقة حمو رابي حرس جمهوري في منطقة الصويرة(قرب واسط)وفرقة نبوخذ نصر حرس جمهوري في كربلاء(وحدثني احد الأصدقاء انه شاهد قوات عسكرية كثيفة قد تخندقت على مشارف الكوفة وبأسلحة مختلفة في ليلة الخميس التي سبقت الجريمة، وقد وجهت فوهات مدافعها المختلفة باتجاه الكوفة والنجف الاشرف)، فضلا عن الألوية التي نقلت من المنطقة الشمالية في حالة انتشار قتالي الأمر الذي مهد للسيطرة المبكرة على الوضع كأحد أساليب الردع المسبق وبالإضافة إلى هذا الاستباق الأمني الاحتياطي الذي جاء قبل تنفيذ الاغتيال، فأن هنالك أنواعا من التصعيد في المواجه بين السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس) والسلطة، حيث حدثت سلسلة من الأحداث والمواجهات منذ شهر عاشوراء وشهر شعبان وشهر رمضان السابق للجريمة، حيث طلب الهدام من السيد الشهيد (قدس) منع المسيرة الشعبانية نحو إمامنا الحسين الشهيد(عليه السلام) ولكن السيد الشهيد(قدس) اصدر أمرا إلى المؤمنين بالتوجه نحو مولانا أبو عبد الله (عليه السلام) مما أدى إلى إصدار أمر الإقامة الجبرية بحق السيد الشهيد لكن سيدنا الشهيد لم يستجب لهذا الأمر فقامت السلطة بسحب يد السيد من حق التأييد(الإقامة) لطلبة الحوزة الغير عراقيين والمنصف يدرك إن المواجهة مع السلطة الجائرة وقعت قبل صلاة الجمعة ولكن بعد أداء صلاة الجمعة وما أدت إلى نتائج عظيمة في الشعب العراقي ثارت ثائرة النظام العفلقي وحاول هذا النظام بكل الوسائل من تحجيم مرجعية سيدنا الشهيد بعد فشل خططه ومكره بان السيد الشهيد مرجع السلطة الحاكمة ؟
ففي شهر رمضان الذي سبق الاغتيال حاولت السلطة أن تتدخل في مسار صلاة الجمعة في الكثير من المدن العراقية والتي يقيمها وكلاء السيد الشهيد(قدس)، فطَلَبَتْ من هؤلاء الوكلاء الدُعاء للمجرم الهدام وعندما فشلت السلطة في ذلك مارست التهديد مما أدى إلى حدوث بعض المواجهات كما حدث في مدينة الناصرية، واعتقلت السلطة الكافرة عدد من وكلاء السيد الشهيد وعدد من طلبته، وزادت السلطة من تحرشاتها واقتحمت مسجد الكوفة بذريعة المناورة العسكرية ولم تقيد هذه الاجرائات وغيرها من نشاط السيد الشهيد بل على العكس طالب ومن على منبر الكوفة المقدس بإطلاق جميع المعتقلين، وما كان من نظام الهدام إلا أن يزداد في مواجهته فبعث بالمجرم (محمد حمزة الزبيدي )نيابة عن مولاه الهدام بمطالبة السيد الشهيد وقبل يومين من حادثة الاستشهاد بإصدار فتوى لـ (تحرير الكعبة )!!!
وأخرى لتأييد دعوة الهدام للشعوب العربية للإطاحة بحكامها
وثالثة تتعلق باغتيال الشهيدين البروجردي والغروي
ورابعة لإعلان الجهاد بما يتلاءم وسياسات الهدام الإجرامية .
ومن البديهي إن مولانا السيد الشهيد(قدس) يرفض ما يملى عليه من أباطيل ولن يرضخ للتهديد وكيف يخاف من الباطل وأهله وهو الذي بحول الله وقوته نزع الخوف من قلوبنا وحررنا من قيود الذل والخنوع للمتكبرين وايقضنا من نومة الغافلين .
وكان من طبيعة أعمال السيد الشهيد(قدس) انه بعد إقامة صلاة العشاءين في الصحن الشريف لجده مولانا أمير المؤمنين يعود لبرانية الشريف لقضاء حوائج الناس بمختلف أنواعهم وكان في مساء يوم الجمعة ليلة السبت إضافة إلى قضاء حوائج الناس يقيم مجلس تعزية ينتهي الساعة الثامنة مساءا وكان من جملة زوار السيد الشهيد في تلك الساعة الشاعر مفيد حميد النعماني الذي ألقى القصيدة التالية في حضرة مولانا المقدس :ـ

أسد وتربض خـلفـك الآسـاد تخشى لقائك في الوغى الأسياد
يا وحي قافية تناغم جرســها لـم يحـل إلا باسـمك الإنشـــاد
ياسر إعجاز تجلى قدســـــه قد حار في تفسـيرك الأشهــاد
شمس العقيدة من سنانه أشرقت وتـعـطـرت من طيـبـه الأوراد
أرست مراكبها الهموم ببابكم فـكشـفـتـها في كاظم وجواد يا
هادي الجمع الأمين بجمعــه ســعدت بجني ثمارها الأجداد
المصطفى والمرتضى وكذا الرضا فرحوا وبارك ثمرك السجاد
لبيك قالتها الجموع بغبطـــة فســــعت على هاماتها العباد
ايقضتها من غفوة أودت بها قـد طلقت أســــيافها الأغماد
وعصا الكليم استرجعت إعجازها في كـفـكـم فليغرق الأضــداد
طرفي كبا سيفي نبا لما بدا نور لكـم قـد قالها الأنـــــــداد
تبا لباغ إن أراد لك ألفنــــا فـلك الفدى الأمــوال والأولاد
تضع الجماجم تحت نعلك سلما وتراصفت جسرا لك الأجساد
فلأنت إعصار التحدي والابا ولأنت نور والطغاة رمــــــاد


ولما انتهت القصيدة هتف الحضور بالصلاة على محمد وآل محمد وقال السيد الشهيد لمفيد النعماني(أريدها وقد لا تكون لديك نسخة ثانيه)وسلم الشاعر هذه القصيدة للسيد الشهيد قبل عشرة دقائق من الحادثة وقيل إن الورقة التي فيها القصيدة أخرجت من ثياب السيد وقد ابتلت بدمائه الزكية وفعلا لم تكن هنالك نسخة ثانية لان الشاعر قد أملى هذه القصيدة على السيد كاظم عبد الرزاق الحسيني ليكتبها في عصر جمعة الاستشهاد وذلك في منزل الشيخ محمد ناجي العمراني، وتم تصوير إلقاء القصيدة بحضرة السيد من قبل المصور كاظم .
وبعد خروج السيد الشهيد من البراني وركوبه سيارته المتسوبيشي مع ولديه سائق السيارة السيد الشهيد مؤمل والسيد الشهيد مصطفى الابن البكر للسيد الشهيد والذي جلس خلف والده في السيارة، علما ان الذي كان يصعد في السيارة خلف السيد فيما سبق هو السيد القائد ولكن في تلك الليلة اراد السيد الشهيد ان يصعد معه في السيارة السيد مصطفى بدلا عن السيد القائد فأنزل السيد القائد وانتظر دقائق قليلة حتى مجيء السيد مصطفى ثم اركبه معه في السيارة، وغادرت السيارة المدينة القديمة بعد أن قام الشيخ محمد لنعماني ومفيد النعماني بإغلاق الباب خلف السيد الشهيد وما إن اقتربت السيارة من بداية شارع البريد بعد عبور ساحة ثورة العشرين حتى ترجل من سيارة اولدز موبيل بيضاء أزلام النظام بأسلحتهم الرشاشة مرتدين تراكسودات رياضية وملثمين وانهالوا على السيد وولديه بوابل من الرصاص فارطدمت السيارة بشجرة السدرالموجودة على يمين الشارع للداخل من جهة الساحة بما يقارب المائة متر من بداية شارع البريد وبعد قليل تم نقل السيد الشهيد مع ولديه إلى مستشفى الصدر وكان ولدا السيد قد فارقا الحياة ولكن السيد الشهيد مازال حيا
وبعد عدة دقائق من إطلاق النار هرعت مجموعة من سيارات النظام حاملة عدد من مرتزقتها إلى محل الحادث وحملوا الأجساد الطاهرة وقيل إن سيدنا الشهيد المقدس مازال حيا ولكن تم تصفيته بالطريق
وقال طبيب الخفر في ذلك الوقت (د:ـ )والذي يشغل حاليا منصب مدير مستشفى الصدر إن السيد الشهيد عندما وصل إلى المستشفى كان قد فارق الحياة ، بما يقارب التاسعة من مساء يوم الجمعة في الليلة الرابعة من شهر ذي القعدة ـ 1419هجرية الموافق لـ19 شباط(2) ـ 1999 ميلادي.

عقمت فما ولدت سواك الأعصر هرم الزمان وعود مجدك اخضر
ودم تفايض في محاريب العلا مهد الضحى بوشاحه يتأطـــــر
قبلات نحر للنبوة يرتــــــوي منها سراج التضحيات ويزهر
فاضت بمحمرَ الدما ـ أولم تفض ـ قارورة ـ فتراب ارضك احمر
ما بطرس متوســـل ـ لكنما تلك الرسالة ســـــيفها والمنبر
مرآة عينك يستهل صفاؤها بمحمد ـ وعلى لســـانك حيدر
يامولد الفتح المبارك زحفه والخلد يفخر والكفاح يبشــــَر
غصت بحنجرة الزمان قصيدة وجم الفصيح لها وعي مفكـــر
وتهاوت الجبهات في محاربها والمجد أعظم والكرامة اكبـــر
وتصاممت أن لاتعي أنشودة إلا ومطلعها الدم المتحــــرر
عبر الخلود وفي طريق مسيرة الـ تأريخ جرحك يستهل ويقطر
فضح الدجى وأنار فحمة ليلــه ولرب داج من جراح مقمـر
يا بسمة لما تزل ريانــــــــــــة بدم الضحى لمعانها يتنـــدر
لمع السراب بأعين مرتابـــــة زمناً فغالط نفســــه المتبصر
(الشيخ محمد صادق)

وقال لي احد طلبة الحوزة العلمية انه سمع بقيام عدد من طلبة السيد الشهيد ومنهم السيد مصطفى اليعقوبي والشيخ اليعقوبي والشيخ نذير والشيخ علي النعماني والسيد حسن كلانتر والسيد محمد الصافي والحاج صيهود...
بأخذ الأجساد الطاهرة وتم تغسيلها في مغتسل (بير عليوي) ومن ثم مواراة الأجساد الطاهرة في مقبرة وادي السلام في ارض للسيد الشهيد.
وأقيم مجلس العزاء في مرقد صافي صفا بحضور السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله بعزه) الذي كان يستقبل المعزين.
فلا حول ولا قوة الابالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا محمد وآل محمد أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين .
وكان في المستشفى عدد من أزلام النظام بالإضافة إلى الذين طوقوا بيت السيد الشهيد منعا لتجمهر المؤمنين، وقامت السلطات الأمنية باعتقال عدد من طلبة الحوزة ممن ذهب إلى المستشفى أو إلى بيت السيد الشهيد والقسم الآخر تم اعتقاله من بيته وبدأت حملة الاعتقالات من العاشرة مساءا إلى الثالثة بعد منتصف الليل تقريبا واعتُقل أيضا قسم من المؤمنين الذين أقاموا عزاءا ضحى يوم السبت عند القبر الشريف بعد مواراة الأجساد الطاهرة في ثرى وادي السلام وحدثني احد ألطلبه والذي تم اعتقاله من بيته في الساعة الثانية بعد منتصف الليل وإيداعه في مديرية امن النجف في تلك الليلة.
وبعد فترة وجيزة قام طاهر جليل الحبوش (مدير جهاز مخابرات الهدام في ذلك الوقت )بالاجتماع بالطلبة الذين تم اعتقالهم وقال لهم إن هنالك مجموعة مخربة تابعة لأمريكا وإيران فعلت هذا الفعل من اجل زحزحة النظام وخلق البلبلة وانه قد تم عزل مدير امن النجف بعد أن قدم استقالته (حسب مدعى طاهر الحبوش)وإنهم فتحوا وصية السيد الشهيد بحضور الشيخ اليعقوبي وعدد من طلبة السيد الشهيد(حسب مدعى الحبوش )فوجدوا فيها ان السيد يأمر بالحفاظ على الحوزة وعدم أذية الآخرين والتمسك بالله ....
إلى آخر مدعيات الحبوش، وأرسلت السلطة وفد بقيادة الزبيدي لتعزية السيد القائدمقندى الصدر(اعزه الله بعزه)، ولكن الله خيب مسعاهم الماكر (يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وفي اليوم الثالث بعد صلاة المغرب بربع ساعة تم إخراج الطلبه المعتقلين من مديرية امن النجف والتوجه بهم مسجد صافي صفا وإطلاق سراحهم على أساس انه هدية للسيد القائد ؟

دعي قلبي لحزنه إن همــــــــا كبيرا في الفؤاد له اتقــــــــاد
ارى الأيام قاسية علينـــــــــــا مآســـيها تزيد وتســـــــتزاد
وصار نهارنا فيها كســــــجن نعيش بها وتحكمن الصفـــاد
ترو ش به الكلاب كما ذئــاب بـه تعـــوي ولحم الناس زاد
وتحت الأرض من جثث الضحايا ألوف دونما ذنب وئــــــــــاد
وفيه الحق واأســـفي عليـــــه إذا ما قاله رجل يقــــــــــــاد
حسين السبط يوم الطف نادى به والناس من خوف جمــــاد
وابن عــقـيـل منه ظل فـــردا ولا من ناصر إلا الجــــــواد
لأن الناس في خوف وتدري إذا نصرت حســــينا تســتفاد
إلى أن قال :ـ
وقُتل السًـــيد الصدر المُفدى برغم التابعين وهم ســـــواد
أراد الحق فيما قال شــــرعا وقول الحق في الدنيا جهــاد
أعاد لنا الجماعة في صـلاة معطَلة حدى فيها الجمــــــاد
وديـن الله ديـن وحــــــدوي يؤكد فرضـها وبـها انـفــراد

(من قصيدة لـ محمد المسعودي باسم(رجل بكته السماء )كتبت بـ 28/2/2000))

وهكذا ختم الله بالشهادة والسعادة لولي من أوليائه المقدسين
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا
وسلام الله على المستشهدين تحت لوائه، من اجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل
وأسأل المولى القدوس بحق هذه الدماء الزكية التي سالت من أجله وبحق الدموع الطاهرة التي انهمرت من خشيته أن يوفقنا في السير على خطى سيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله بعزه) وان يختم لنا بالشهادة قربة له وطاعة له وفي سبيله تحت لواء وليه الأعظم انه على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق