الخميس، 12 فبراير 2015

يوم المباهلة

يوم المباهلة
بسم الله الرحمن الرحيم
(( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ))(سورة آل عمران/الآية 61)
اللهم صل على خير خلقك محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم .
هنالك أيام شرفها الله تعالى شأنه وأكرمها على الأيام ومنها يوم المباهلة الذي انتصر فيه الحق نصرا كبيرا
وتجلت العنايات الخاصة من الحضره الاحدية , في هذا اليوم الذي جمعت فيه أنوار مقدسه كلها واسطة فيض الهي , حيث ظهرت فيهم عظمة الباري وعنايته وهذا اليوم كان فيه مقابله الحق المحض مع الباطل , وكان اليوم المبارك حافل بالدروس الكبيرة والعبر البالغة من نواحي شتى ولست بهذه الكلمات البسيطة ابتغي مناقشة سند هذه الواقعة العظيمة , فلا اجتهاد ولا مناقشة في ذلك بعد أن ثبتها الله تعالى في كتابه العزيز(( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ))سورة آل عمران/الآية 61)
ولكن هنا بحول الله وقوته أحاول الالتفات إلى بعض العبر من هذه الحادثة العظيمة على إن هذا الالتفات على مستوى فهمي البسيط وليس على قدر هذه الحادثة العظيمة
فقد من علينا الباري بتيسير ذلك رحمة منه بعباده المذنبين ((ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )) فشكرا لله العظيم على نعمه التي لا تعد ولا تحصى .
أولاـ
بعد أن قويت شوكة المسلمين واخترق نور الإسلام اغلب مناطق جزيرة العرب وتعداه إلى الدول المجاورة فقد تناقلت الألسن انتصارات الإسلام الباهرة وبعض من أحكامه وقوانينه الطاهرة ,وقد تم تبليغ أغلب الحكام في ذلك الوقت بصورة مباشرة من قبل المصطفى الخاتم (صلى الله عليه وآله) حيث أرسل إليهم برسائل تثبت الحجة عليهم دعاهم فيها لدين الله وإلا فعليهم تحمل عواقب بقائهم على نهجم الباطل , وقد تغلب على بعض الحكام طابع التكبر والعنجهية فلم يتحمل هذه الدعوة الالهيه استهانتا بها فعمد إلى قتل حامل الرسالة بالرغم من مخالفة هذا العمل المشين للعلاقات الدوبلوماسيه بين الدول والحكومات , المهم ان المصطفى الخاتم (صلى الله عليه وآله) دعاهم بالحكمة والموعظة الحسنه ولكن بنفسه العظيمة المقتدرة بقدرة الله اللامحدوده ، وهذا مالم يستوعبه البعض من الحكام المتجبرين ، أما البعض الآخر من الحكام فعلى العكس تعامل بعقلانية مع دعوة المصطفى كنجاشي الحبشة ومقوقس الأقباط في مصر .
وفي ما يخص جزيرة العرب وخصوصا بعد فتح مكة والانتصار على هوازن في معركة حنين ، فقد هبت وفود العشائر والقبائل نحو المصطفى معلنة إسلامها والبعض الآخر كقبائل اليمن أرسل إليها المصطفى أخيه المرتضى ليعرض عليهم الإسلام وأحكامه ، فما إن تشرف الناس هناك بالأنوار العلوية الطاهرة حتى دخلوا في دين الله أفواجا ، وكان اشد الناس عداوة للإسلام اليهود فلم يتشرف بالالتحاق بالدين الإلهي إلا القلة الطاهرة أما الأعم الأغلب فقد ناصب العداء وأعلن الحرب حتى قتل من قتل منهم واجلي الباقين والبعض الآخر بقي على دينه في بلاد المسلمين ولكن بدفع الجزية
وكذلك الحال مع بعض رؤساء القبائل وأتباعهم ، كما هو الحال مع رؤساء الغساسنة عملاء الروم في الشام .
المهم إن الناس بمختلف مناطقهم أصبحوا يحسبون للإسلام ألف حساب ومن هؤلاء الناس نصارى نجران ، فلم يكن هؤلاء المسيحيين من النصارى العاديين بل كانوا يمثلون رأس الفكر عند النصارى وقد أولتهم الدوله الرومانية عناية كبيرة (ماديا ومعنويا)
ثانيا ـ
تذكر اغلب المصادر التاريخية إن نصارى نجران (مجمل القصة )قد جاءوا بوفد كبير في السنة التاسعة أو العاشرة من الهجرة (وقد روي خبر المباهلة عن أكثر من خمسين طريقا من الصحابة مذكورة في كتب أحاديث الجمهور وغيرهم) يتقدمهم اثنان من زعمائهم البارزين وهما السيد والأهتم ، وفي روايات أخرى إن العاقب واسمه عبد المسيح هو كان ذا رأيهم ، وجلبوا معهم الصلبان وناقوس كبير ، وعندما وصلوا المدينة دخلوا مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ودقوا الناقوس وأقاموا طقوسهم على أتم حريتهم .
وبعد ذلك جرى النقاش العقائدي مع الوفد وعندما أعيت الوفد الحجة وتغلب منطق الحق عليهم وقد أقروا بذلك بينهم وبين أنفسهم حاولوا الهروب من الاعتراف بمنطق الحق بآخر ورقة كانت بجعبتهم وهي المباهلة
قال سيدنا عبد الأعلى السبزواري:
المباهلة نوع من الدعاء والابتهال والتضرع والتبتل إلى الله تعالى لإثبات حق علم به وهي عادة جارية بين الناس في جميع الملل والأقوام ممن يعتقد بوجود عالم الغيب وراء هذا العالم المادي فتكون نظير صلاة الاستسقاء أو الاستخارة ونحوهما(انتهى)
وقد وافق المصطفى الخاتم(صلى الله عليه وآله ) على طلبهم , واتفق وفد النصارى فيما بينهم على الآتي :
إن أقدم المصطفى بصحبه باهلوه فهي علامة عندهم (النصارى)انه ليس بنبي وأن باهلهم بأهل بيته وأعز وأقرب الناس عنده فهو نبي آخر الزمان , وتم الاتفاق بين الطرفين على وقت المباهلة , وهو ضحى الرابع العشرين من ذي الحجة وعلى رأي بعض العلماء في الـ 25 من ذي الحجة
وقال العاقب(عبد المسيح ) لجماعته :
والله لقد عرفتم يامعشر النصارى إن محمدا نبي مرسل ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم , والله ماباهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ولئن فعلتم لتهلكن فان أبيتم إلا ألف دينكم والإقامة على ماانتم عليه فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم ) , وفي يوم المباهلة اكتسى المصطفى الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) بعباءة وأدخل معه تحت الكساء عليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام ) وقال:
( اللهم انه قد كان لكل نبي من الأنبياء أهل بيت هم أخص الخلق إليه اللهم وهؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا )
فهبط جبرئيل(عليه السلام) بآية التطهير في شأنهم ثم خرج النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بهم (عليهم السلام) للمباهلة ،فغدا محتضنا بالحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفهما وهو يقول :
إذا أنا دعوت فأمنوا
فقال أسقف نجران ، عندما رآهم(صلوات الله عليهم) :
يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة . فقالوا : يابا القاسم رأينا أن لانباهلك وان نقرك على دينك ونثبت على ديننا , قال(صلى الله عليه وآله وسلم):
فإذا أبيتم المباهلة فاسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم , فأبوا , قال(صلى الله عليه وآله وسلم):
فاني أناجزكم ، فقالوا : مالنا بحرب العرب من طاقة ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي إليك في كل عام ألفي حلة :ـ ألف في صفر وألف في رجب وثلاثين درعا من حديد فصالحهم على ذلك وكتب أمير المؤمنين علي(عليه السلام)وثيقة ذلك العهد.
ثالثا ـ في هذه النقطة من البحث نحاول بحول الله وقوته الالتفات إلى بعض الدروس العظيمة التي تشع من هذا الحدث العظيم .
1 ـ انك ترى وتسمع هذه الدول الغربية كفرنسا والدنمارك وغيرها التي تتشدق ليلا ونهارا بأنها دول الديمقراطية وتزعم باحترامها لحرية الإنسان وحقوقه في المأكل والملبس وممارسة طقوسه العباديه التي يعتقد بها , ولكن في نفس الوقت تقوم حكوماتها بحملة جنونية ضد الحجاب , وذلك بمختلف الوسائل من سن القوانين والمضايقة في المدارس وأماكن العمل...فهل هذا يتلاءم مع مايدعون؟ ولم يكتفوا بذلك بل يثيرون ضجة أخرى على مآذن الجوامع والمساجد وعن الآذان الذي يرفع فيها في أوقات الصلاة بحجة إزعاج الآخرين أما الموسيقى الصاخبة وأجراس الكنائس وغيرها فلا يعتبرونها تزعج الآخرين بل ويعمدون إلى أقدس ما عند المسلمين (القرآن الكريم , والمصطفى الخاتم(ص))فيمعنون بالاسائة إليهما بكل وقاحة تحت عناوين وحجج واهية وهي أنهم لايستطيعون التدخل في حرية تعبير الناس عن أفكارهم ولكن عندما تكون حرية التعبير عن الرأي والفكر عند المسلمين فان الدنيا تقوم ولا تقعد لدى هؤلاء المتكبرين إلى غيرها من التصرفات التي تتناقض كليا مع مايدعون ؟ فهل ياترى يوافقون على وفد إسلامي يدخل الفاتيكان ويرفع آذان الصلاة ويقيم صلاة كالجمعة في ذلك المكان ؟
فهذا نبينا الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم)محاط بالأبطال الصناديد حوله وقد ذاق المشركين وأذنابهم الويلات من قبضة الإسلام الحديدية وسيفه البتار ومع ذلك ترك المصطفى (ص)النصارى يمارسون طقوسهم بكامل حريتهم في مسجده المبارك مع انهم وفد جاء لطلب الأمان والموادعة , فأين هذا الفعل (والأمثال تضرب ولا تقاس) من أفعال من يدعي حقوق الإنسان ؟ وحرية ممارسة المعتقدات ؟ إلى غير ذلك من ادعاءاتهم الكاذبة.
2 ـ هل سمعت اورأيت يوما إن الغرب الكافر ومن سار على نهجهم وانقاد لأوامرهم دخل في نقاش علمي عادل مع الآخرين ؟سبحان الله ، لم يحصل ذلك إنما الذي يحصل هو التهديد والوعيد وكيل التهم والأباطيل ومن ثم الاستخدام المفرط للقوة فيهلكون الحرث والنسل بطريقة تستحي منها الوحوش الكاسرة وهذا الكلام لايحتاج إلى برهان فإليك مافعلته القوى المستعمرة في البلدان التي احتلتها (فلسطين ، لبنان ، فيتنام ، البوسنة والهرسك ، أفغانستان، العراق، الصومال ....)والقائمة طويلة من بلدان عربية وإسلاميه وغيرها ، وانك ترى وتسمع يوميا مافعلته وتفعله الآن أمريكا وإسرائيل وعملاؤها من حكام الجور والفساد في البلاد كـ صدام والقذافي وآل خليفة وآل سعود و......فأين هذا من منهج الإسلام ونبي الإسلام , وأين هذا من منهج الأنبياء وأتباع الأنبياء هل هذا منهج نبي الله عيسى بن مريم (عليهما السلام) أم هل هذا منهج نبي الله موسى بن عمران (عليه السلام) ، فحكام الغرب الكافر الذين يدعون انتمائهم إلى عيسى بن مريم(ع) ، وحكام الكيان الصهيوني الذين يدعون انتمائهم إلى موسى بن عمران (ع) ، وحكام الجور والفساد في الدول العربية الذين يدعون انتمائهم إلى منهج المصطفى الخاتم (ص) هل منهم من دخل بنقاش عادل مع معارضيه ومن منهم عفى عن معارضيه عندما تثبت عليهم الحجة كما فعل الخاتم(ص) مع نصارى نجران ؟
والأدهى والأمر من ذلك إنهم ينسبون كل ماهو قبيح من سلوكهم وتصرفاتهم إلى هذا الدين الإسلامي العظيم والى سيد الأنبياء والمرسلين ؟
الم تصوت غالبية دول العالم وبالإجماع على عدم الموافقة على احتلال العراق فلماذا ضربت أمريكا إرادة الشعوب على اختلافها واحتلت العراق من دون موافقة أممية ثم الم تدعي أن في العراق أسلحة الدمار الشامل ، فعندما تبين كذب هذا الادعاء من الذي حاسبها وحاكمها على ويلات وتبعات احتلالها لأرض المقدسات وهذه الفضائع التي ارتكبتها قواتهم الغازية في السجون وغيرها ووصلت إلى أسماع القاصي والداني ، ماهو مصيرها ، ثم إن كان أسامة بن لادن هو من اعتدى عليهم كما يدعون ماهو ذنب أفغانستان لتحتل أراضيها وتنتهك مقدساتها على هذه التهمة أوليس أسامة بن لادن سعودي وشريك أسرة بوش في شركات النفط ؟
فان قالوا :ـ انه مختفي هناك (في أفغانستان) , كما يزعمون فهل تقبل دولهم أن تُحتل إذا هرب عندهم متهم من بلاد المسلمين ؟
الم يثيروا ضجة كبيرة عندما اصدر السيد الخميني فتوى بهدر دم المرتد الهندي سليمان رشدي عندما أساء إلى مقام المصطفى (ص) ولم يكتفوا بذلك بل طبعوا كتابه (آيات شيطانيه)في ارقي مطابعهم ووفروا له كامل الدعم والحماية فهل هذا من الإنصاف والعدالة في شيء وهم ينتهكون حرية ومعتقدات أكثر من مليار مسلم؟ وأين هذا من منهج المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث إن نصارى نجران في قبضته وقادر على فعل مايشاء بهم ومع ذلك أطمعهم يقينهم بعدل المصطفى ورحمته بأن يتدللون بحضرته الشريفة (ص)فهم يقرون له بالدين ومع ذلك يطلبون منه (ص) أن يتركهم على دينهم ,ويقرون له(ص)مرة أخرى أن لاطاقة لهم بحربه ومع ذلك يطلبون منه أن لايحاربهم ولا يخيفهم ..فيتفضل عليهم إمام الرحمة بما يريدون , هل جزاء هذا النبي العظيم كل هذه الاسائات من الغرب الكافر وأعوانهم الأراذل .
3 ـ تدل الحادثة (بالإضافة إلى القرائن العقلية والتقلية الأخرى )إن النصارى الحقيقيين سواء كانوا من عامتهم أو من علماؤهم ,اقرب مودة من الذين آمنوا وبذلك يكون طريق وصولهم للهدايه اقصر وأسهل على عكس اليهود والذين أشركوا فهاتين الفئتين من الناس بسبب كثرة ماارتكبوا من الجرائم والموبقات جعلوا طريق الوصول للهدايه بالنسبة لهم طويل ومعقد , فان قيل وكيف يتلاءم ذلك مع الدول الغربية وهم من النصارى , فيمكن أن يكون بعض الجواب على ذلك بما يلي:ـ
ا ـ إن الأعم الأغلب من الحكومات الآن على هذه البسيطة سواء كانت شرقيه أم غربيه لاتمثل رغبات الشعوب , فلا يمكن على هذا الأساس أخذ الشعوب بجريرة حكامها , ومن جهة أخرى إن الديمقراطية في الدول الغربية شكليه وغير حقيقية ونرى ونسمع بين فترى وأخرى كيف تقمع المظاهرات عندهم كما حدث في امريكا وفرنسا واليونان وبريطانيا و...
ب ـ إن غالبية شعوب هذه الدول لم يطلعوا على منهج الدين الإسلامي المحمدي الأصيل بل تتعمد حكوماتهم الخبيثة أن تصور لهم الإسلام على انه دين الإرهاب والقتل والتخلف و....ويبرزون لهم نماذج من الفكر الوهابي المقيت على انه الإسلام
ج ـ نحن بضعف التزامنا بمنهج مدرسة أهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا نتحمل تبعات كثيرة من هذا الظلم الذي وقع على الإسلام وجعل الآخرين يبتعدون عن منهجه القويم , ولكن عندما يبرز رجل متمسك بمنهج أهل البيت ويراه الناس ويسمعون كلامه ويراقبون تصرفاته وسلوكه وأخلاقه و...فيرون فيه الانسانيه الحقة أولا يأتون إليه بأرواحهم قبل أجسادهم ويعلنون إسلامهم بين يديه كما حدث مع مولانا شهيد الله الصدر المقدس , فكيف نطلب من الناس التمسك بمنهج نحن متخاذلين عنه ومتكاسلين معه (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) , وهنا أود بيان قصة حقيقية :
احد أقربائي الذي هاجر من العراق بعد الانتفاضة الشعبانية والآن هو في ايرلندا حدث زوجته عن العلوية والدته كيف إنها تحملت خشونة طبع زوجها(السيد والده)وإنها أنجبت 11 مولود عدا من مات وأنها تعتني بهم العناية الفائقة وإنها خدمت بإخلاص والدي زوجها و....فانبهرت زوجته أن توجد على الأرض الآن امرأة بهذه المواصفات وقالت له إن أمك امرأة قديسة فاستغرب قريبي من هذا الوصف العالي كونه يعلم إن الكثير من النساء في العراق على شاكلة أمه ,ولكن زوجته لاتعلم بهذه الحقيقة ولهذا تستغرب , فالحرب على الإسلام وأهله عنيفة , اسأل الباري العطوف أن ينقذنا من نومة الغافلين ومن سبات المتكاسلين بحق محمد وآله الطاهرين
4 ـ قام المصطفى (صلى الله عليه وآله ) بإبراز أعز ماعنده من أجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل وهو درس عظيم للأجيال إن إقامة الحق ودحض الباطل تستحق التضحية بكل غال ونفيس ,اوليس لنا في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر ,فان قيل إننا لانملك يقين واعتقاد المصطفى فكيف نستطيع التضحية مثله ,أقول :
من البديهي إننا لانملك يقين واعتقاد المصطفى الذي دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى , ولكنه مقتدانا وزعيمنا(ص) ويجب علينا اقتفاء أثره وإطاعته , ومن الطبيعي إذا كان يقيننا ضعيف باعتقاداتنا فسوف لن نتمكن من التضحية العالية من اجلها , فلماذا لانجد ونجتهد بالعلم والعمل من اجل أن يزداد وعينا ويشتد يقيننا(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )لنتمكن من المسير على خطى مولانا الحسين الشهيد الذي ضحى بكل غال ونفيس من اجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل وهكذا سيرة جميع الأنبياء والأوصياء والمخلصين ...الم يضحي سيدنا الشهيد الصدر بكل غال ونفيس من أجل الحق وأهله , فمن الذي مات اوليس كل جبار متكبر وجبان متخاذل , ومن الذي بقي خالد الذكر في الأرض وفي السماء اوليس هم المضحين من اجل الحق وأهله سبحان الله .وفي الختام اسأل المولى بحق المصطفى ومن باهل بهم أن يمن علينا بالفرج المبارك لرئيسنا وريث الأنبياء والأوصياء لمليء الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا انه على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم .
من مصادر ومراجع المبحث :ـ
1ـ القرآن الكريم
2ـ مواهب الرحمن ج6ـ (ص5ـ 34 )/ سيد عبد الأعلى السبزواري ـ
3 ـ مفاتيح الجنان ص 438/ شيخ عباس القمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق