الأربعاء، 3 يونيو 2015

درجات الايمان

درجات الايمان
بسم الله الرحمن الرحيم
((هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ))(سورة آل عمران/الآية 163)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.

في هذ المبحث يتم التطرق (بحول الله وقوته)، الى صورة من صور درجات الايمان وأفضله ، ومن الله التوفيق والتسديد:
1ـ من بعض الاحاديث الشريفة المتطرقة لدرجات الايمان وأفضله
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
إن أعلى منازل الإيمان درجة واحدة، من بلغ إليها فقد فاز وظفر وهو أن ينتهي بسريرته في الصلاح إلى أن لا يبالي لها إذا ظهرت ولا يخاف عقابها إذا استترت (البحار: 71 / 369 / 19).
قال الامام جعفر الصادق (عليه السلام):
المؤمنون على سبع درجات، صاحب درجة منهم في مزيد من الله (البحار: 69 / 154).
وعنه (عليه السلام)ايضا:
إن الله عز وجل وضع الإيمان على سبعة أسهم. على البر والصدق واليقين والرضا والوفاء والعلم والحلم (البحار: 69 / 154).
من كتاب المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي (الفصل الثالث ) عن أبى جعفر عليه السلام عن ابي عبدالله عليه السلام قال :
ان الايمان أفضل من الإسلام ، وان اليقين أفضل من الايمان ، وما من شئ أعز من اليقين
وعن يونس بن عبد الرحمن قال : سألت أبا الحسن الرضا عن الايمان والاسلام فقال :
قال أبو جعفر: إنما هو الإسلام والايمان فوقه بدرجة ، والتقوى فوق الايمان بدرجة ، واليقين فوق التقوى بدرجة ، ولم يقسم بين ولد آدم شئ أقل من اليقين ، قال : قلت فأي شي ء من اليقين ؟ قال :التوكل على الله والتسليم لله والرضا بقضاء الله والتفويض إلى الله، قلت ما تفسير ذلك ؟ قال : هكذا قال أبو جعفر عليه السلام .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث ما كنت .
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) ايضا:
أفضل الإيمان أن تحب لله، وتبغض لله، وتعمل لسانك في ذكر الله عز وجل، وأن تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك، وأن تقول خيرا أو تصمت .
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم)ايضا:
أفضل الإيمان الصبر والسماحة .
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم)ايضا:
أفضل الإيمان خلق حسن
وعن الإمام علي (عليه السلام):
أفضل الإيمان حسن الإيقان .
وعن الإمام علي (عليه السلام):
أدنى ما يكون به العبد مؤمنا أن يعرفه الله تبارك وتعالى نفسه فيقر له بالطاعة، ويعرفه نبيه (صلى الله عليه وآله) فيقر له بالطاعة، ويعرفه إمامه وحجته في أرضه وشاهده على خلقه فيقر له بالطاعة.
قال سليم: قلت له: يا أمير المؤمنين وإن جهل جميع الأشياء إلا ما وصفت ؟ قال: نعم، إذا امر أطاع، وإذا نهي انتهى
2ـ صورة مما قاله بعض العلماء في درجات الايمان
قال الملا محمد حسين الفيض الكاشاني
..تعدد درجات الإيمان ومنازله تارة بحسب الأخلاق الحسنة كثرة وقلة وشدة وضعفا وتارة بحسب الاعتقادات الحقة قوة وضعفا كلا وبعضا وتارة بحسب الأعمال الصالحة كثرة وقلة خالصة ومشوبة ولا يدخل شيء من ذلك تحت الحصر والعد وإنما يتعين عددها باعتبار المعتبر بإدخال بعضها في بعض جاز أن يخبر عنها تارة بالسبعة أسهم وأخرى بالعشر درجات وأخرى بغير ذلك فلا منافاة بين أخبار هذا الباب .(الوافي/ منشورات مكتبة امير المؤمنين(عليه السلام/ج3 / أصفهان ط1 1426هج)
وقال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)
.. أن قوة الإيمان لو بلغت إلى درجة اليقين ، فإنها تعطى إلى صاحبها اندفاعا أشد من الجبال الرواسي . ولذا قال * ( وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً ) * يعني ضعفا في اليقين الذي هو من درجات الإيمان العالية . وهذا الضعف ينتج ضعفا في الهمة والصبر والشجاعة بطبيعة الحال .(ماوراء الفقه/ ج2/ ص382/ دار المحبين / قم / ط 3/ 1427هج)
وقال سيد مهدي علي الصدر(اخلاق أهل البيت/ دار الكتاب الإسلامي):
..تفاضل الناس في درجات الإيمان تفاضلاً كبيراً ، فمنهم المجلّي السباق في حلبة الإيمان ، ومنهم الواهن المتخلف ، ومنهم بين هذا وذاك كما صوّرته الرواية الكريمة :
قال الصادق عليه السلام : « إن الإيمان عشر درجات ، بمنزلة السُلّم ، يُصعد منه مرقاة بعد مرقاة ، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لَستَ على شيء ، حتى ينتهي إلى العاشرة ، فلا تُسقط من هو دونك ، فيسقطك من هو فوقك ، وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق ، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره ، فإنّ من كسر مؤمناً فعليه جبره »
أنواع الإيمان :
ينقسم الإيمان إلى ثلاثة أنواع : فطري ، ومستودع ، وكسبي .
1 - فالفطري : هو ما كان هبة إلهية ، قد فطر عليه الانسان ، كما في الأنبياء والأوصياء عليهم السلام ، فإنهم المثلُ الأعلى في قوة الإيمان ، وسمو اليقين ، لا تخالجهم الشكوك ، ولا تعروهم الوساوس
2 - المستودع وهو : ما كان صوريّاً طافياً على اللسان ، سرعان ما تزعزعه الشبه والوساوس ، كما قال الصادق عليه السلام : « إن العبد يصبح مؤمناً ، ويمسي كافراً ، ويصبح كافراً ، ويمسي مؤمناً ، وقوم يعارون الإيمان ثم يلبسونه ، وُيسمون المُعارين » ...
3 - الكسبي : وهو الإيمان الفطري الطفيف الذي نمّاه صاحبه واستزاد رصيده حتى تكامل وسمى إلى مستوى رفيع ، وله درجات ومراتب .
واليك بعض الوصايا والنصائح الباعثة على صيانة الجزء الفطري من الإيمان ، وتوفير الكسبي منه :
1 - مصاحبة المؤمنين الأخيار ، ومجانبة الشقاة والعصاة ، فإن الصاحب متأثر بصاحبه ومكتسب من سلوكه وأخلاقه ، كما قال الرسول الأعظم صلى اللّه عليه وآله : « المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل » .
2 - ترك النظر والاستماع إلى كتب الضلال ، وأقوال المضلين ، المولعين بتسميم أفكار الناس وحرفهم عن العقيدة والشريعة الاسلاميتين ، وإفساد قيم الإيمان ومفاهيمه في نفوسهم .
3 - ممارسة النظر والتفكر في مخلوقات اللّه عز وجل ، وما اتصفت به من جميل الصنع ، ودقة النظام ، وحكمة التدبير ، الباهرة المدهشة « وفي الأرض آيات للموقنين ، وفي أنفسكم أفلا تبصرون » .
4 - ومن موجبات الإيمان وتوفير رصيده ، جهاد النفس ، وترويضها على طاعة اللّه تعالي ،وتجنب معاصيه ، لتعمر النفس بمفاهيم الإيمان ، وتشرق بنوره الوضّاء ، فهي كالماء الزلال ، لا يزال شفافاً رقراقاً ، ما لم تكدره الشوائب فيغدو آنذاك آسناً قاتماً لا صفاء فيه ولا جمال . ولولا صدأ الذنوب ، وأوضار الآثام التي تنتاب القلوب والنفوس ، فتجهم جمالها وتخبئ أنوارها ، لاستنار الأكثرون بالإيمان ، وتألقت نفوسهم بشعاعه الوهّاج . « ونفس وما سوّاها ، فألهمها فجورها
وتقواها ، قد أفلح من زكّاها ، وقد خاب من دسّاها » .
وقال الصادق عليه السلام : « إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نُكته سوداء ، فان تاب انمحت ، وإن زاد زادت ، حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبداً ».
اسأل الباري العطوف ان يزيدكم ايمانا وتثبيتا يا اخوتي الأعزاء والاقل معكم بإذن الله تعالى وشفاعة مولاتنا الزهراء وابنائها النجباء(صلوات الله عليها وعلى اهل بيتها ) وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم.
اهم المصادر :ـ
1ـ القرآن الكريم
2ـ ما وراء الفقه/ للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)/ دار المحبين / قم / ط 3/ 1427هج
3ـ الوافي/ الملا محمد حسين الفيض الكاشاني /منشورات مكتبة امير المؤمنين(عليه السلام)في أصفهان /ط1ــ 1426هج
4ـ اخلاق أهل البيت/سيد مهدي علي الصدر/ دار الكتاب الإسلامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق