السبت، 20 يونيو 2015

سيدنا زيد بن علي عليهما السلام



سيدنا زيد بن علي عليهما السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
هو سيدنا أبو الحسين زيد ابن الإمام علي السجاد زين العابدين(عليهما السلام)
المولود في عام 78هـ ، او 79هـ في مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولما بُشِّر به الامام علي بن الحسين زين العابدين(عليهما السلام) اخذ القرآن متفائلا به فخرجت الاية الكريمة (ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة ) فطبق المصحف وفتحه ثانية فخرجت الاية الكريمة ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) وطبق المصحف مرة اخرى وفتحه ثالثة فخرجت الاية(وفضل الله المجاهدين على القاعدين درجة) فقال(عليه السلام): (عزيت عن هذا المولود وانه من الشهداء)
وصفه عليه السلام:ـ
كان زيد(عليه السلام) تام الخلق، طويل القامة، جميل المنظر، أبيض اللون، وسيم الوجه، واسع العينين، مقرون الحاجبين، كَثُّ اللحية، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، دقيق المسربة، واسع الجبهة، أقنى الأنف، أسود الرأس واللحية، إلّا أنّ الشيب خالط عارضَيه.
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لامامنا الحسين(عليه السلام): «يا حسين، يخرج من صلبك رجل يُقال له زيد، يتخطّا هو وأصحابه رقاب الناس، يدخلون الجنّة بلا حساب»( عيون أخبار الرضا 1/226 ح2).
قال الإمام جعفرالصادق(عليه السلام): «حدّثني أبي، عن جدّي(عليهما السلام): أنّه يخرج من ولده رجل يُقال له زيد، يُقتل بالكوفة، ويُصلب بالكناسة، يُخرج من قبره نبشاً، تفتح لروحه أبواب السماء، يبتهج به أهل السماوات، تُجعل روحه في حوصلة طير أخضر يسرح في الجنّة حيث يشاء»( الأمالي للصدوق: 94 ح72.).
قال الإمام جعفرالصادق(عليه السلام): «إنّ زيداً كان عالماً، وكان صدوقاً»( الكافي 8/264 ح381).
قال الإمام علي الرضا(عليه السلام): «كان من علماء آل محمّد، غضب لله عزّ وجل، فجاهد أعداءه حتّى قُتل في سبيله»( عيون أخبار الرضا 1/225 ح1).
قال الشيخ المفيد(قدس سره): «وكان زيد بن علي بن الحسين(عليهم السلام) عين إخوته بعد أبي جعفر(عليه السلام) وأفضلهم، وكان عابداً ورعاً فقيهاً سخيّاً شجاعاً، وظهر بالسيف، يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، ويطالب بثارات الحسين(عليه السلام)»( الإرشاد 2/171.).
قال السيّد ابن عنبة(رحمه الله): «ومناقبه أجلّ من أن تُحصى، وفضله أكثر من أن يُوصف، ويُقال له: حليف القرآن»( عمدة الطالب: 255.).
قال العلّامة الكاظمي(رحمه الله): «اتّفق علماء الإسلام على جلالة زيد وورعه وفضله»( الغدير 3/71 نقلاً عن تكملة الرجال).
قال العلّامة الأميني(قدس سره): «والشيعة على بكرة أبيها لا تقول فيه إلّا بالقداسة، وترى من واجبها تبرير كلّ عمل له من جهاد ناجع، ونهضة كريمة، ودعوة إلى الرضا من آل محمّد، تشهد لذلك كلّه أحاديث أسندوها إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمّتهم(عليهم السلام)، ونصوص علمائهم، ومدايح شعرائهم وتأبينهم له، وإفراد مؤلّفيهم أخباره بالتدوين»( الغدير 3/69).
قال سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف في الخطبة الثانية من الجمعة السادسة:ـ
..ومنها ان زيد الشهيد، من هو زيد الشهيد ؟ زيد بن علي يعني زيد ابن السجاد نفسه، لا نتكلم مجازا الاب في تقية مكثفة، لكن زيد نفسه قتل في سبيل الله، في سبيل دفع الظلم، ماذا يعني هذا ؟ يعني انه قدم، اذا كان لا يستطيع ان يقدم نفسه فقد قدم ولده ضد حكم الامويين والعباسيين لو صح التعبير، لم يُعلن طبعا ان الولد استأذن من ابيه، لان هذا على خلاف التقية المكثفة للاب، كما لم يعلن ان المختار استأذن من السجاد، لان هذا على خلاف التقية المكثفة للسجاد. يستأذنون ولا ينقل، ولا يعرفه احد كائنا من كان، اليس الولد طبعا يرى اباه صباحا ومساءا، ويأكل عنده الصبح والعصر ، وينام سنين عنده، لا يعرف ذوقه ولا اتجاهه؟ لا يعرف اباه، ولا ابوه يعرفه؟ طبعا مفهوم الواحد للآخر ، فهل عبثا وعصيانا تحرك زيد الشهيد ضد الامويين؟
لا.. لا. وانما انا اقول بأذن خاص من ابيه السجاد (عليه السلام). اذا كان هو لم يتحرك فابنه هو الذي تحرك وقتل، وجماعة ايضا في زمن السجاد من العلويين ايضا قتلوا، وموجود في مقدمة الصحيفة السجادية شيء من هذا القبيل، بالرغم في انهم لم ينالوا فائدة حقيقية، ولكنهم بالآخرة ابرأوا ذممهم وضمائرهم امام الله سبحانه وتعالى، فلذا قلت طبعا هؤلاء في عصر الائمة، يسألون الأئمة وانتم في عصر علمائكم والحوزة العلمية اسألوا الحوزة العلمية، لا يمكن عمل اي شيء مما قل او كثر بدون سؤال الفقه والفقهاء بطبيعة الحال
.
خطب الجمعة / ص81ـ 82/ هيئة تراث السيد الشهيد الصدر(قدس)
قال أبو حنيفة: «شاهدت زيد بن علي كما شاهدت أهله، فما رأيت في زمانه أفقه منه، ولا أسرع جواباً، ولا أبين قولاً»( تاريخ الكوفة: 376).
قال الشيخ ابي زهرة في كتابه (الامام زيد) :
(...استشهد زيد في المعركة ومات في الميدان , وفي مشتجر السيوف ومرمى السهام فمات شجاعا حرا ابيا لم يرض بالدنية في دينه , ولم يرض بأن يرى باطلا يرتفع وحقا ينخفض وسنة تموت وبدعة تحيا وشرعا يهدم وظلما يقوم , لم يرض بأن يرى استبدادا يرهق النفوس , فملت ذلك الموت الكريم الذي ارتضاه لنفسه ودينه , ونال الدرجة الرفيعة التي لا ينالها الا الصديقون , والشهداء المقربون ...)
ثورته:ـ
لقد ثار(عليه السلام) على الحاكم الأُموي هشام بن عبد الملك، واختار الكوفة منطلقاً لثورته، ودعا المسلمين لمبايعته، فأقبلت عليه الشيعة وغيرها تبايعه، حتّى بلغ عددهم من الكوفة فقط خمسة عشر ألف رجلاً.
ومن الجلي الواضح أنّه لم يُعلن الثورة من أجل أن يتولّى الخلافة والإمامة بنفسه؛ لأنّه كان يعرف إمامه، بل كان يدعو إلى الرضا من آل محمّد(عليهم السلام)، طالباً الإصلاح في أُمّة جدّه التي أذاقها الأُمويون الظلم والجور.
وخير شاهد على هذا قول الإمام الصادق(عليه السلام): «إنّ زيداً… لم يدعكم إلى نفسه، إنّما دعاكم إلى الرضا من آل محمّد(عليهم السلام)، ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه، إنّما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه».
شهادته
استُشهد(عليه السلام) في 2 صفر 120ه ـ وفي خبر آخر 122هـ بمدينة الكوفة في العراق.
صلبه بعد شهادته
بعد شهادته(عليه السلام) أمر والي العراق يوسف بن عمر الثقفي ـ والد الحجّاج ـ بصلب زيد(عليه السلام) بالكناسة عارياً، ومكث مصلوباً أربع سنين إلى أيّام حكم الوليد بن يزيد الأُموي، فلمّا قام ابنه يحيى بن زيد بالثورة، كتب الوليد إلى يوسف: «إذا أتاك كتابي هذا فانظر عجل أهل العراق فأحرقه ثمّ انسفه في اليم نسفاً. قال: فأمر يوسف خراش بن حوشب فأنزله من جذعه فأحرقه بالنار، ثمّ رضّه فجعله في قوصرة، ثمّ جعله في سفينة، ثمّ ذراه في الفرات»(. تاريخ الطبري 5/538).
بكاء الأئمّة(عليهم السلام) عليه
وقف الإمام علي(عليه السلام) على موضع صلب زيد(عليه السلام) بالكوفة قبل صلبه، فبكى وبكى الناس لبكائه، فقيل له: «يا أمير المؤمنين، ممّ بكاؤك؟ فقد أبكيت أصحابك، فقال: أبكي أنّ رجلاً من ولدي يُصلب في هذا الموضع»( الملاحم والفتن: 244 ح355).
ولمّا سمع الإمام الصادق(عليه السلام) بقتل زيد(عليه السلام) بكى ثمّ قال: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون، عند الله احتسب عمّي، إنّه كان نعم العم، إنّ عمّي كان رجلاً لدنيانا وآخرتنا، مضى والله عمّي شهيداً كشهداء استُشهدوا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم»( عيون أخبار الرضا 1/228 ح6).
ذريته :ـ
سيدنا زيد الشهيد عليه السلام له ذرية كثيرة جدا مئات العشائر والاسر والبيوتات منتشرة في العراق والوطن العربي والعالم
مقامه:ـ
يقع مزار ومقام سيدنا زيد على مسافة (7) كم من مفرق طريق الكفل قرب الكوفة وهو بناء حديث واسع جدا تعلو الضريح قبة كبيرة والى جانبها مئذنتان شامختان وقد نصب شباك من الذهب فوق الضريح وللحرم بابان ذهبيتان..
واليكم اخوتي بعض الصور عن مزاره :ـ
سيدنا عليهما السلام
سيدنا عليهما السلام
سيدنا عليهما السلام
سيدنا عليهما السلام
سيدنا عليهما السلام
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق