الثلاثاء، 2 يونيو 2015

التسليم مع القائد

التسليم مع القائد

بسم الله الرحمن الرحيم

((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ))(سورة الأحزاب/الآية 56)

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .

من الامور المهمة في المسير التكاملي الالهي:
التسليم الصادق المطمئن مع القائد الالهي في جميع الامور والاحوال، حتى عُبر عن الاسلام في احد معانيه انه التسليم.
قال بعض العلماء:
ان الاسلام أصله السلم، فأسلم معناه دخل في السلم كقولهم أقحط بمعنى دخل القحط وأربع دخل في الربيع، وأصل السلم السلامة، لأنه انقياد على السلامة، ويصلح أن يكون أصله التسليم، لأنه تسليم، لأمر الله، والتسليم من السلامة، لأنه تأدية الشئ على السلامة من الفساد والنقصان، بل ان من اعلى مصاديق الاسلام هو التسليم المطلق لله ، حيث يكون العبد بين يدي الله كالميت بين يدي الغسال
وقد سعى جمع غفيرمن الانبياء والمرسلين والاولياء والصديقين والصديقات الى هذا المقام العالي ودرجته الرفيعه((رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ))(سورة يوسف/الآية 101 )
فوصلت قوافل من الطيبين الطاهرين الى هذا المقام وذلك بواسطة توفيق الله وتسديده وببركة الحبيب المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته الطاهره(عليهم السلام)، والسعي الحثيث للوصول الى هذا المقام كان من ما وصانا به ابينا ابراهيم خليل الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ((وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ))(سورة البقرة/الآية 132 )
وكان الوصول الى هذا المقام في الامم السابقة صعب المنال ، بالقياس مع امة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)فقد تم تسهيله كثيرا في هذه الامه المرحومة وذلك من اجل امام الرحمه (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته الطاهره (عليه السلام)، ولكنه مرهون بالتسليم المطلق للمصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)وعترته(عليه السلام) ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ))(سورة الأحزاب/الآية 56 )
ومع كل هذه البركات والتسهيلات الا ان القليل قد نال حظا من مراتب هذا المقام ، فتجد الكثير ممن كان على مستوى عالي من الاخلاص الا انه في بعض الاحيان يناله شيء من التوقف(في الجوانح ام يظهر على الجوارح)
عند صدور امر ما او فعل ما اواي تصرف من تصرفات القائد الالهي ، وسواء كان هذا التوقف الوقتي فيه شيء من الاستغراب او من الاعتراض او من الرفض ...
وهذا مما يدل على ان درجة هذا المقام نفيسة جدا، ومع ذلك كله فالحقيقة التي تواجهنا انه ليس هنالك اي مجال امام المتطلعين لنيل شرف التمهيد وعز الالتحاق بجيش الامام (عليه السلام)الا بنيل مرتبه من مراتب التسليم لله والا فان امر اهل البيت(عليه السلام) صعب مستصعب لا يناله الا من كان صابرا وذو حظ عظيم ، فالذي يجد صعوبة في المسير مع سيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) ولا يصبر على التسليم المطلق معه لله فكيف يا ترى يستطيع المسير مع امامنا المهدي (عليه السلام) ويسلم امره معه لله (جل جلاله) فمن المؤكد ان مثل هذا الشخص سوف لن يناله الا الفشل الذريع مع مولانا صاحب الزمان(عليه السلام)لان الشكوك والظنون لواقح الفتن.
فيجب وهذا الواقع ان نقتدي بأميرنا علي المرتضى (عليه السلام)الذي سلم امره خالصا لله وبات على فراش اخيه المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم)
اولسنا نقتفي اثر اصحاب مولانا الحسين (عليه السلام) الذين سلموا امرهم خالصا لله مع امامنا الحسين(عليه السلام)
فان قيل ان الذي اوصل اولائك الابطال الى هذا المقام هو العشق الالهي فما الذي يمنعنا عن هذا العشق اهي دنيا السوء الدنية التي شاخت وذهبت كل مفاتنها ولم يبقى منها الا القبائح والشنائع المختومة في جبين عشاقها ، ثم اولسنا حكمنا القائد فيما شجر بيننا ولم نجد في انفسنا حرج فيما قضى اولا ينبغي بعد ذلك ان نؤمن ونسلم تسليما ، ولماذا نسأل عن اشياء ان تبدى لنا تسؤنا ، اولسنا منهيين عن ذلك
فيا بقية الاسلام ويا فاضل طينة العترة(عليه السلام)ويا احبة حبيب الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لنسأل المولى القدوس بحق مرجعنا وابينا الصدر المقدس وابائه الطاهرين وابنائه الطيبين في التوفيق لان نكون من الذين مدحهم الباري وقال عنهم :
((وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً))(سورة الأحزاب/الآية 22 )
فكم (( مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ))(سورة آل عمران/الآية 146 )
وفي ختام هذه الاسطر اسأل الباري ان يحفظ لنا قائدنا مقتدى الصدرلنتشرف برضا زعيمنا الامام المهدي(عليه السلام) انه على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق