الخميس، 25 يونيو 2015

قلة الانصاف

 
قلة الانصاف
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .
في احدى اللقائات مع سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)
تطرق سيدنا الشهيد الى بعض الناس الذين يتكلمون عنه (في بداية فتح السيد لبرانيه مطلع تسعينات القرن الماضي)من غير دليل حقيقي ومن دون اي سبب وجيه بل وحتى انهم لايعرفون اي شيء عن سيدنا الشهيد!
ومع ذلك ينالون من شخصه الكريم ...
فمن جملة مااشار اليه سيدنا (قدس)مامعناه انه:انصاف عند الناس قليل)
والواقع ان هذا البلاء قد ، مَرَّ على اباء السيد الطاهرين والان يَمُرُّ على ولده البار الامين سيدنا مقتدى الصدر(اعزه الله بعزه)
وقبل الدخول الى صلب الموضوع اود الاشاره الى هذه القصه باختصار فانقل مضمونها بالمعنى لا تفصيلها بالدقه عسى ان تنفع بالمقام :
[كان هنالك اب رحيم له ولدان: احدهما بار تقي، والاخر عاق شقي، وعندما بلغ الولدان مبلغ الرجال طلب العاق من ابيه ان يعطيه حصته من الورث!(وهذا من عجائب مايحدث الان حيث يطلب بعض الابناء ان يرث ابيه وهو لازال حي ويعتبر هذا الورث من حقه!)
قام الوالد باعطاء حصة من المال لأبنه العاق فاخذها وارتحل بعيدا وبقي الاب برفقة ولده البار
اما العاق فأنه لم يوفق في بلاد الغربه وخسر كل مايملك وحاول جاهدا ان يجد سبيل لمواصلة الحياة فلم يجد
واخيرا اصابه الندم بعد خيبته وقفل راجعا الى ابيه وعندما وصل استقبله ابيه فرحا بعودته.
فاستغرب الابن البار من هذا الاستقبال والفرح الذي لم يحظى بمثله وعندما سأل ابوه عن ذلك قال الوالد الحنون:
بني انت معي ومني بل انت نفسي فهل امدح نفسي ان اصابت الخير
اما اخوك العاق فانه ضال شقي بعيد عنا فاني الان فرح لهدايته وسعيد من اجل توبته]
وهكذا ربنا العطوف الودود(جل جلاله) فانه اشد بهجة بتوبة المذنب من نفسه وهكذا ائمتنا المعصومين(عليهم السلام) وقادتنا الهداة المهديين(عليهم السلام)
فهل اتى نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) للعرب دون العجم ام للانس دون الجن؟
كلا: بل انه رحمة للعالمين وهكذا ابنائه المعصومين(عليهم السلام) وتلاميذهم المخلصين(قدس الله اسرارهم)
الم يكن السني ابن لسيد محمد باقر الصدر(قدس) كما الشيعي وكذلك الكردي كما العربي وكذلك سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)، الم يأمرنا ان نصلي خلف اخواننا السنه الم يستقبل المسيحيين ويرحب بهم كابنائه بل انه مد يد العون حتى للغجر
وهكذا سيدنا القائد مقتدى الصدر (اعزه الله )فهل وجدنا ان عنده فرق في عراقية النجف عن عراقية الفلوجه الم يمد يدى العون والنصيحه والهدايه حتى لجنود الاحتلال الامريكي الم يعلنها لكل الناس باننا لسنا اعداء للشعب الامريكي انما نحن اعداء لمن احتل ارضنا وانتهك مقدساتنا وسلب اموالنا لانه تلبس بلباس الظلم والجور اما اذا نزع هذا اللباس وتخلى عنه فليس لنا بعدو بل هو نظير لنا بالخلق ان لم يكن لنا صديق.
فلماذا يريد البعض تحجيم قائدنا وانه يجب ان لايمد يد العون للغير سواء كانوا عراقيين ام غير عراقيين عربا ام اكرادا سنة ام شيعة فهل هذا من الانصاف بشيء؟
اوليس الناس جميعا هم رعايا امامنا الحجة(عليه السلام) وهو الموعود الالهي لسعادتهم وكمالهم.
ولماذا نسمح لانفسنا بان نسمع دعاوى الطائفيه والعنصريه والحزبيه المقيته أوليست هذه نزعه من نزعات الجاهليه.
اوليس من الرائع ان نرى قائدنا يأن لما يحصل في البحرين كما يأن لما يحصل في العراق من انتهاكات، ويهتم بلبنان كما يهتم بمدينة الصدر.
فان قيل ولكن الغير لايهتم بما يحصل لنا كما نحن نهتم بما يحصل لهم؟
فان تنزلنا وقلنا قد حصل شيء من هذا القبيل من قبل البعض فلماذا لانتسابق نحن للمكارم ونجني عالي اوسمة الفضائل ونتاسى بائمتنا الذين يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصه.
والحق ان من يعتقد ان المعصوم (عليه السلام) يسعى لفلاح العارف في قم دون العاري في الغرب فهو خاطيء اكيدا؛ لان مولانا(عليه السلام) يسعى لفلاح الشخصين حتما دون استثناء مع بقاء الافضليه لمن كان اتقى اكيد.
فالحذر الحذر من مزالق ابليس ودعواته الباطل لزرع الفتنه بين الناس فانها تجر الويلات وتذهب بدماء الكثير من الابرياء ولنكون زينا لاهل البيت(عليهم السلام) ولانكون شينا عليهم.
فقد روى (مامعناه):
ان بعض الاولياء وجد شيخا كبيرا مقعدا في الطريق فحمله ليوصله الى مكانه وفي اثناء المسير قام الشيخ الكبير بالاسائه اللسانيه الى ربنا العظيم فرماه الولي مغضبا عليه لسبه الله فتركه ومشى عنه.
فجاء العتاب من الرب العطوف بما معناه:
اني متحمل هذا الرجل سبعين سنه على اسائته ولم اقطع عنه رزقي ورحمتي وانت لم تتحمله لوقت قصير مع انك لم تخلقه ولم ترزقه...
فندم الولي وهرول مسرعا نحو العجوز وعاد لحمله معتذرا منه فتعجب العجوز عن هذا التصرف متسائلا عن سبب ذلك فاجابه الولي بعتاب الرب من اجله حين ذاك صعق العجوز من هذه الرحمه العجيبه والعطف العظيم لربنا الودود فاعلنها صادق الاعتقاد واسلم على يدي ولي الله وفاز بالفلاح .
وما سيدنا القائد الا حفيد ابواب رحمة الله وسفن النجاة، فما اروع الانصاف في ان لانبخل ولنتمنى ان تصل رحمة الله الواسعه الى اكبر عدد ممكن من الخلائق، عسى ان لانُحرم منها ولندع ابواق المغرضين ونتأسى بقادتنا الميامين(عليهم السلام) ليرى العالمين كيف هم شيعة على(عليه السلام) المؤدبين بتأديب الصدرين المقدسين والله ولي التوفيق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق