الأربعاء، 3 يونيو 2015

حب الله(جل جلاله)

حب الله(جل جلاله)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.

ما اجمل حب الله، وما اجمل لحظاته ومعانيه وآثاره وصوره...
بل ان الالفاظ عاجزة عن الوصول الى اعتاب حقيقته ..
ورأيت ان انقل الى اخوتي باقة زكية من الآيات القرآنية والاحاديث والروايات الشريفة حول الحب الإلهي، سائلا الباري الودود ان يرزقكم ويرزق اخوكم الأقل معكم رشحة من رشحاته ببركة حبيب الله المصطفى وأهل البيت النجباء(صلوات الله عليهم اجمعين )، وكما يلي:
اولاـ
ورد لفظ الحب في كثير من الآيات القرآنية المباركة الكاشفة والمبينة عن الكثير من المعاني الدقيقة البالغة الأهمية ومنها ما يلي:
1ـ الكلمات القرآنية الكاشفة عن الفائزين بمحبة حبيب قلوب الصادقين واله العالمين(جل جلاله وتقدست اسماؤه):
ان ربنا العلي العظيم [((..يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)) و ((..الْمُتَّقِينَ)) و ((..الصَّابِرِينَ)) و ((..الْمُتَوَكِّلِينَ)) و((..الْمُطَّهِّرِينَ ))و ((..الْمُقْسِطِينَ)) و((..التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)) و ((... يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ)) ](1)
2ـ الكلمات القرآنية الكاشفة عن الخاسرين من هذا الفوز العظيم ولا تشملهم محبة ربنا العلي العظيم ، فتعسا لهم ، فان الله ربنا العلي العظيم:
[ ((..لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)) و((.. لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ))و((..لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ))و((..لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً ))و((َ..اللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ))و((..لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ))و((.. لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ))و((..لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ))و((لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ))و((..لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ))و(( ..لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ))و((..لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ))و((.. لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ))،((..لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً ))(2)
3ـ لا يمكن لنا ان نصل الى محبة الله (جل جلاله) الا من خلال اتباع حبيب الله المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم)، قال تعالى:
(( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ))(سورة آل عمران/الآية 31)
ثانياـ
بعض الروايات والاحاديث الشريفة حول الحب الإلهي، وكما يلي:
1ـ روى وهب بن منبه هذه الرواية فقال: أوحى الله سبحانه إلى داود(عليه السلام):
يا داود، من أحبّ حبيباً صدّق قوله، ومن أنس بحبيب رضي فعله، ومن وثق بحبيب اعتمد عليه، ومن اشتاق إلى حبيب جدّ في السير إليه.
يا داود، ذكري للذاكرين، وجنتي للمطيعين، وزيارتي للمشتاقين وأنا خاصة للمحبين.
وقال سبحانه وتعالى:
أهل طاعتي في ضيافتي، وأهل شكري في زيارتي، وأهل ذكري في نعمتي، وأهل معصيتي لا اُؤيسهم من رحمتي، إن تابوا فأنا حبيبهم، وإن دعوا فأنا مجيبهم، وإن مرضوا فأنا طبيبهم، اُداويهم بالمحن والمصائب، لاُطهّرهم من الذنوب والمعايب.

2ـ نقل الشهيد الثاني الشيخ زين الدين علي بن أحمد العاملي في كتابه مسكن الفؤاد، من أخبار نبي الله وخليفته داود عليه السلام، القول القدسي الآتي:
(يا داود، أبلغ أهل أرضي:

اني حبيب من أحبني ، وجليس من جالسني ، ومؤنس لمن أنس بذكري ، وصاحب لمن صاحبني ، ومختار لمن اختارني ، ومطيع لمن أطاعني ، ما أحبني أحد أعلم ذلك يقينا من قلبه إلا قبلته لنفسي ، ( وأحببته حبا ) لا يتقدمه أحد من خلقي ، من طلبني بالحق وجدني ، ومن طلب غيري لم يجدني .
فارفضوا – يا أهل الأرض - ما أنتم عليه من غرورها ، وهلموا إلى كرامتي ومصاحبتي ومجالستي ومؤانستي ، وأنسوا بي أؤانسكم ، وأسارع إلى محبتكم
) .

ونقل الشهيد الثاني(قدس) ايضا، ان الله تعالى أوحى إلى بعض الصديقين:
(إن لي عبادا من عبادي، يحبوني وأحبهم، ويشتاقون إلي أشتاق إليهم، ويذكروني وأذكرهم، فإن أخذت طريقتهم أحببتك، وإن عدلت عنهم مقتك.
فقال: يا رب وما علامتهم؟
قال: يراعون الظلال بالنهار، كما يراعي [الراعي] الشفيق غنمه، ويحنون إلى غروب الشمس، كما تحن الطير إلى أو كارها عند الغروب، فإذا جنهم الليل، واختلط الظلام، وفرشت الفرش، ونصبت الأسرة، وخلا كل حبيب بحبيبه، نصبوا إلي أقدامهم، وافترشوا لي وجوههم، وناجوني بكلامي، وتملقوني بانعامي، ما بين صارخ وباك، وما بين متأوه وشاك، وبين قائم وقاعد، وبين راكع وساجد، بعيني ما يتحملون من أجلي، وبسمعي ما يشكون من حبي، أقل ما أعطيهم ثلاثا:
الأول: أقذف من نوري في قلوبهم، فيخبرون عني، كما أخبر عنهم.
والثاني: لو كانت السماوات الأرضون وما فيهما في موازينهم، لاستقللتها لهم.
والثالث: أقبل بوجهي عليهم، أفترى من أقبلت بوجهي عليه، يعلم أحد ما أريد أن أعطيه) .
ونقل الشهيد الثاني(قدس) عن مولانا علي المرتضى(عليه السلام)، حديث طويل ومنه:
(...واعلم أن محبوبا يفارقك، وتبقى على نفسك حسرته وألمه، وفي حال إيصاله كدك وكدحك وجدك واجتهادك، ومع ذلك لا يخلو زمانك معه من تنغيص به أوعليه، لأجل أن تتسلى عنه، وتطلب لنفسك محبوبا غيره، وتجتهد في أن يكون موصوفابحسن الصحة، ودوام الملازمة، وزيادة الأنس، وتمام المنفعة.
فإن ظفرت به فذلك هو الذي ينبغي أن يكون بغيتك التي تحفظها، وتهتم بها،وتنفق وقتك عليها، وهو غاية كل محبة، ومنتهى كل مقصد، وما ذاك إلا الاشتغال بالله، وصرف الهمة إليه، وتفويض ما خرج عن ذلك إليه، فإن ذلك دليل علىحب الله تعالى، يحبهم ويحبونه والذين آمنوا أشد حبا لله).
وعن نبينا المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم )قال:
( لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) .

اـ في كتاب عيون الحكم والمواعظ علي بن محمد الليثي الواسطي
كيف يدعي حب الله من سكن قلبه حب الدنيا؟
ب ـ في كتاب مشكاة الانوار في غرر الاخبارلأبي الفضل علي الطبرسي
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
إذا تحلى المؤمن من الدنيا بسيماء ووجد حلاوة حب الله عز وجل كان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط ، وإنما خالط القوم حلاوة حب الله فلم يشتغلوا بغيره ( الكافي2/130 )
ج ـ معارج الوصول ...لمحمد بن يوسف الزرندي
قال امير المؤمنين علي ( عليه السلام ): ( من ادعى [ أربعا ] بلا أربع فهو كذاب ، من ادعى حب الجنة ولا يعمل بالطاعات فهو كذاب ، ومن ادعى خوف النار ولا يترك المعصية فهو كذاب ، ومن ادعى حب الله ولا يصبر على البلوى فهو كذاب ، ومن ادعى حب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته ولا يقتدي بأفعالهم ولا يجالس المساكين فهو كذاب ) .
د ـ في التجلي الأعظم لسيد فاخر الموسوي والكافي/للشيخ الكليني/ج1ص57 :عن أبي جعفر الإمام الباقر " عليه أفضل الصلاة
وأزكى السلام " قال :
[ لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له : أقبل فأقبل ثم قال له :
أدبر فأدبر ثم قال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحب إلي منك ولا أكملتك إلافيمن أحب ، أما إني إياك آمر ، وإياك أنهى . . وإياك أعاقب وإياك أثيب] .(انتهى)
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب من تحبه، وبغض من تبغضه وبغض من يبغضك، يا ارحم الراحمين وخير الرازقين وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى الحبيب وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم.
اهم المصادر:ـ
(1)ـ [(سورة : البقرة195ـ آل عمران134ـ آل عمران148ـ المائدة13 ـ المائدة93)، (سورة:آل عمران76ـ التوبة4ـ التوبة7)،( آل عمران146)،(آل عمران159)،( التوبة108)،(الممتحنة8 ـ المائدة42 ـ الحجرات9 )،(سورة البقرة222)،( الصف4)]
(2)ـ [(المائدة 87 ـ البقرة190 ـ الأعراف55)،( البقرة205)،( البقرة276)،(النساء107)،( المائدة64 ـ القصص77 )،( الأنعام141ـ الأعراف31)،( الأنفال58)،( النحل23)،( آل عمران140 ـ آل عمران57 ـ الشورى40 )،( آل عمران32 ـ الروم45 )،( الحج38)،( القصص76 )، (لقمان18 ـ الحديد23 )،( النساء148)]
3ـ مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد/ الشهيد الثاني الشيخ زين الدين علي بن أحمد الجبعي العاملي ( 911 - 965 ه‍ )/ تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم / مطبعة مهر ط1 - ذو الحجة 1407 ه‍ ق .
4 ـ كتاب مشكاة الانوار في غرر الاخبار/ أبي الفضل علي الطبرسي المتوفى في أوائل القرن السابع الهجري / تحقيق :مهدي هوشمند /نشر وطبع : دار الحديث/ ط 1
5ـ معارج الوصول الى معرفة فضل آل الرسول /محمد بن يوسف الزرندي(693 ـ 750)/تحقيق ماجد بن احمد العطية
6ـ الكافي للشيخ الكليني ج1ص57
7ـ التجلي الأعظم لسيد فاخر الموسوي
8ـ أعَلامُ الدِّيِن في صفات المؤمنين /الشيخ الحسن بن ابي الحسن الديلمي/من اعلام القرن الثامن الهجري/تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث
3ـ كتاب المعتبر / للمحقق الحلي
4ـ كتاب عيون الحكم والمواعظ علي بن محمد الليثي الواسطي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق