الخميس، 25 يونيو 2015

الكمال الإنساني

 
الكمال الإنساني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .
أودع الخالق جل جلاله في الإنسان الرغبة في الكمال لذا تجد الإنسان السوي لايرغب في النقص بل تراه يسعى جاهدا في إخفائه ومن ثم التخلص منه
وعندما قارن العلماء ما بين الإنسان وبعض الموجودات المحيطة به مثل النباتات والحيوانات وجدوا بأن النباتات لاشعور فيها ولا اراده بسبب إن النمو فيها والتكامل قهري خاضع لتوفر الظروف الخارجية الملائمة، اما الحيوانات فالشعور والاراده فيها منبثقة من غرائزها البهيمية العمياء، أي انها مقيده بالحاجات الطبيعية،ولكن الإنسان بالاضافه إلا ما يمتلكه من الخصائص النباتية والحيوانية فأن الله ميزه بما يلي

1_ إن رغباته غير مقيده بالحاجات الطبيعية الضيقه، بل تتجه باتجاه اللانهاية
2_امتلاكه قوة العقل التي بها يتعرف على مختلف الاتجاهات واختيار الأفضل من بينها
لذا ترى الفعل الصادر من دافع حيواني فقط هو فعل حيواني
اما الفعل الإنساني هو الفعل الاختياري الشعوري الصادر على ضوء توجيهات العقل وإرشاداته، لان العقل قادر على معرفة الاتجاهات المختلفة واختيار الأفضل منها، وما هذه الأفعال الانسانيه إلا وسيله للوصول إلى الكمال وللاهميه الخطيرة لهذه الأفعال يجب ان يكون العقل مطلعا على الكمالات الانسانيه وابعاد مستوياتها أي معرفة حقيقة وجوده وبدايته ومصيره وتحديد العلاقه الايجابية والسلبية بين أفعاله المختلفة وبين المراحل والمستويات المختلفة لكماله ليتمكن من الوصول للكمال الصحيح المؤدي إلى كماله أي إن السلوك العملي الصحيح يجب ان يكون مبني على اعتقاد فكري صحيح وإلا فأن الفعل الاختياري المنحرف سوف يؤدى إلى فقدان كمال روحي.
ومن هنا يتبين مدى الاهميه العالية للبحث عن الحق والحقائق وذلك لأهمية وخطورة النتائج المترتبه على هذا الموضوع ويكفيه اهميه إن الكمال الروحي لايتحقق الآ به
وما الكمال الإنساني إلا عبارة عن كماله الروحي المتحقق بواسطة أفعاله الاختيارية الشعورية المنبثقة من حكم العقل وإرشاداته
اسأل الباري ان يوفقنا لمراضيه ويجنبنا معاصيه , ببركة حبيبه المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) واهل البيت النجباء(عليهم السلام).
المصدر:دروس في العقيدة الاسلاميه، للشيخ محمد تقي مصباح اليزدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق