الخميس، 4 يونيو 2015

ضريح ولدي مسلم بن عقيل (عليهم السلام)


 ضريح ولدي مسلم بن عقيل (عليهم السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
هما سيدينا محمّد الأصغر المولود في عام 52 هـ، وإبراهيم المولود في عام 53هـ ، والمقتولين في 23 ذي الحجة /عام 62 هـ ، وقصتهما ذكرها الكثير من علماؤنا ومنهم الشيخ الصدوق في اماليه ص76 والشيخ محمد باقر المجلسي في بحاره 45:100 والشيخ الطريحي في المنتخب ... بالفاض متقاربة المعنى.
الضريح الطاهر:
يقع ضريح محمد وابراهيم ولدا مسلم بن عقيل بن ابي طالب (عليهم السلام) على بعد حوالي ثلاثة كيلو مترات شرقي مدينة المسيب الواقعة على الضفة الشرقية من نهر الفرات التابع اليوم إدارياً إلى مدينة الحلة ، والتي تبعد اربعة فراسخ عن كربلاء وسط العراق.
قال السيّد عبدالرزّاق المقرّم لدى ذِكره هذا المرقد
إنّ السيرة بين الشيعة على المُثول بمشهدهما الواقع بالقرب من المسيّب تفيد القطعَ به، وبناءً على ما أفادته الرواية رواية الصدوق مِن إلقاء بدنَيهما في الفرات، يكون هذا الموضع: إمّا محلَّ القتل، وإمّا أنّهما أُخرِجا فدُفِنا هناك
ويضيف السيّد المقرّم قائلاً
إنّ سيرة الشيعة، والشهرة بينهم، تُحقّق كونَ المشهد المعروف لولَدَي مسلم على الإجمال، ولم يحصل الشكّ في أدوارهم اتّباعاً للخلف على طريقة السلف، حتّى كثرت زُرافات الزائرين لهما تقرّباً إلى الله تعالى. والعمارة المتجدّدة حول القبرين على نحوٍ غير واحد من المشاهد المحقَّق ثبوتها، وكلّ هذا بمشهد العلماء، فلا يُعتنى حينئذٍ بمَن تأخذه الوسوسة إلى مَناحٍ ممقوتة، كما هو شأنه في جملةٍ من المظاهر والمشاعر
وقال الفاضل الدربندي بعد ذِكر مقتل ولَدَي مسلم
وقبرهما في المكان المعروف الآن ـ أي قريب من الفرات عند قرية المسيّب وكيفيّة دفنهما في ذلك المكان وإن كانت من الأمور التي لم نظفر فيها برواية ـ إلاّ أنّ كون قبرهما في ذلك المكان كأنّه ممّا عليه إجماع الطائفة الإماميّة. وقد ثبت بالنقل المتضافر أنّ كامل الفضلاء من حزب الفقهاء والمجتهدين ومعشر المحدّثين من أهل المشاهد المقدّسة، كانوا يقصدون ذلك المكان لزيارتهما
وقال كمّونة عند تحدّثه حول مشاهد المسيّب: بقربها مشهد عامر فيه قبر محمّد وإبراهيم ابنَي مسلم بن عقيل بن أبي طالب
وأمّا حرز الدين فيقول: إنّ هذه الشهرة قد مضى عليها قرونٌ وقرون حتّى وصلت إلينا، ولم يتنكّر لها أحدٌ من مشاهير علماء الشيعة الإماميّة إلاّ الشاذّ النادر، وفي عصرنا فقد زار القبرَ بعضُ مَن يُعتمد عليه في التاريخ والآثار من علمائنا المحقّقين... وهذا التباني منهم هو المعبَّر عنه بالسيرة، فإذاً الشهرة والسيرة قامتا على إثبات هذه البقعة لولَدَي مسلم
مراحل اعمار الحرم
في الفترة الاولى ، كان البناء مجرد قبرين في وسط بستان ، ثم تلاه بناء صغير للضريح.
اقام الصفويون عند دخولهم العراق بناء وذلك على عهد السلطان إسماعيل الأول الصفوي المتوفى عام 930 هجرية، وينسب لهم بناء القبتين.
في عام 1220 هج أقام الحاج محمد حسين الصدر الاصفهاني الذي كان يشغل منصب الصدارة للسلطان فتح علي القاجاري ، بتجديد البناء ، ولعله هو الذي كسى القبتين بالقاشاني وأقام بعض الإيوانات والمرافق للزائرين، كما خصص الواجهة الأمامية من الصحن لدوابهم ، وذلك بوضع جدار في وسط الصحن ينصف الصحن إلى نصفين النصف الأول مما يلي المدخل خصص ليكون مربطاً لدواب الزائرين والنصف الآخر لراحة الزائرين.
في عام 1352هـ أقام السادن علي الهلال بمؤازرة المحسنين لعمل البهو الأمامي للروضة وقد أشرف على البناء المعمار حمّودي البغدادي
في عام 1355 هجرية قام جماعة من تجار إيران وهم الحاج رضا الجعفري والحاج معين الخرازي والحاج غلوم علي التنججي والحاج مرتضى الگياهي بالاستئذان من السيد أبو الحسن الأصفهاني في رفع الجدار الفاصل فأذن لهم فرفعوه وشيدوا غرفاً في الإيوانات لاستراحة الزائرين.
في عام 1376هـ قامت وزارة المالية العراقية بتخصيص مبلغ ستين ألف دينار لتعمير العتبات المقدسة، فتقـدم سادن الـروضة بطلب تخصيص مـبلغ (2500) دينار لتعمير الصحن فاستجابوا لطلبه فقامت الهيئة الحكومية المشرفة ببناء الجانب الغربي من الصحن لراحة الزائرين.
في عام 1381 هـ قامت جماعة خيرة من التجار الإيرانيين بتزويد مبنى الروضة بإسالة الماء الصافي لراحة الزائرين، كما أوصل التيار الكهربائي للمبنى عام 1384 هجرية.
م 1394 هجرية، جدد بناء المرقد وأقيمت فيه أقواس على الطراز الإسلامي وزينت بالنقوش والخطوط الجميلة، كما حولت المقبرة الملحقة بالمرقد إلى موقف للسيارات خدمة للزائرين بعدما اندرست معالمها، ولم تنقطع اعمال الصيانة والبناء في المرقد خلال العقود الثلاثة الاخيرة فقد جددت عمارته الحالية سنة 1974 تبعتها اعمال صيانة شاملة على القبتين وتوسيع الحرم الداخلي من الجهة الشمالية وغيرها من اعمال الصيانة والتطوير ولم يزالا عامرين مشيدين شامخين معززين بالزيارة الاسلامية القديمة والحديثة.
يتكون المرقد من الحرم الداخلي وفيه الضريحان وعليهما صندوقان من الخشب الصاج ومشبك معدني، وترتفع فوق الحرم قبتان مغلفتان من الخارج بالقاشاني وتتقدمه طارمة مستطيلة تفصل بينه وبين الصحن الذي تقع الى جانبه الشرقي طارمة مستطيلة ايضا عقدت الاقواس عليها، وتقابلهما الى الجانب الغربي بناية طابقين احتوى اولهما (الارضي) على ست غرف بضمنها غرفة السادن ويليها المسجد، واحتوى الطابق الاعلى على اثنتى عشرة غرفة وللصحن باب رئيس مصنوع من الخشب الصاج ، ومساحة الحرم مع مظلته الأمامية ( 5 , 17× 125 متراً ) وارتفاع الحرم بحدود أربعة أمتار .
مبحث ضريح ولدي مسلم عقيل (عليهم السلام)
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.
من مصادر ومراجع المبحث:ـ
1ـ موسوعة عاشوراء / الشيخ جواد محدثي 1:397
2ـ الامالي / الشيخ الطوسي/ نشر دار الثقافة ـ قم المقدسة 1414هـ
3ـ بحار الانوار/ الشيخ المجلسي / ج45/ مؤسسة الوفاء بيروت /ط 2 مصححة 1403 ه‍ - 1983 م
4ـ منتهى الآمال/ الشيخ عباس القمي/ ج1 ص589 إلى 593/ مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة 1416هـ
5ـ مشاهد العترة الطاهرة/ سيدعبد الرزاق كمونة الحسيني
6ـ الشهيد مسلم بن عقيل / سيد عبد الزاق المقرم الموسوي/ طبع سنة 1369 هـ / 1950م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق