الخميس، 25 يونيو 2015

دعوى لصلاة الاستسقاء



دعوى لصلاة الاستسقاء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
قبل أيام وعلى شريط الأخبار من قناة الأنوار توجهت دعوى من أهلنا في محافظة الكوت إلى علمائنا الأعلام لتأدية صلاة الاستسقاء وذلك لأن المطر مازال محبوسا عنهم بالرغم من مرور فترة على دخول فصل الشتاء
وأود بحول الله وقوته بيان بعض الملاحظات حول هذا الموضوع :ـ

أولا ـ
لاشك ولا إشكال في أهمية الدعاء حتى وصف بأنه مخ العبادة ويكفي إن الباري العطوف هو من أمر به (ادعوني استجب لكم ) وهيهات أن يأمر الباري بالدعاء ويمنع العطاء ، هذا من جهة ومن جهة أخرى، فان لصلاة الاستسقاء أهميه كبيرة حيث تتجلى فيها صور رائعة كالترابط بين عالم المادة والمحسوسات بعالم الغيب والمعنويات وعلى نطاق وشكل جماعي...
إذن من هذه الناحية طلب أهلنا في واسط محمود
ثانيا ـ
من الممدوح تواضع المسلم والمؤمن واعترافه العملي بأن هناك من هو اقرب منه إلى الله تعالى شأنه وأنه محتاج لهذا الأقرب في التوسط بينه وبين المالك العظيم لضمان الاستجابة
ولذا سأل أبناء نبي الله يعقوب (عليه السلام) أباهم ليستغفر لهم مع إنهم كانوا يستطيعون الدعاء والاستغفار إنما رأوا إن أباهم هو الأقرب إلى الله فاستجابة الدعاء مضمونه من جناب والدهم وذلك بفضل الله ورحمته وكذلك نبي الله يعقوب (عليه السلام) ،انتظر حتى جاء الوقت المناسب فتوجه إلى الله بالدعاء وطلب المغفرة أي إن هنالك أوقات وأزمنه شرفها الله تعالى على باقي الازمنه وهكذا بالنسبة للامكنه ، فهنالك بقاع شرفها الله على باقي البقاع ، كالدعاء تحت قبة مولانا الحسين(عليه السلام)...
إذن فمن هذه الناحية طلب أهلنا في واسط ممدوح أيضا
ثالثا ـ
وهنا السؤال المهم :
إذن لماذا ممنوع عنا قطر السماء؟
وإذا هطل المطر علينا فهو محدود وبنزر يسير لا يكاد ينفع المزارعين مع إن طلب أهلنا مشروع وممدوح من عدة جهات ومنها ما ذكر أعلاه ؟
ويمكن اعطاء صورة من صور الاجابة على هذا السؤال ، وكما يلي :
ان الله جل جلالة خلق الإنسان في أحسن تقويم وسخر له ما في السماوات والأرض وأسبغ عليه النعم ظاهرة وباطنه ، ولذا تجد إن الكثير من الناس استغلوا هذا التسخير وهذه السلطة حتى أمعنوا في الفساد والظلم فهو يقتل للتسلية والترفيه ؟
تصور انه يسفك الدماء البشرية والحيوانية ليتسلى ؟
فلولا تسخير الله لباقي المخلوقات من اجل خدمة الإنسان هل يستطيع هذا المخلوق الذي يولد بحالة من الضعف بحيث لايستطيع أن يأكل بنفسه أو ينظف نفسه أو يحمي نفسه...
أن يصمد أمام باقي المخلوقات لولا هذا التسخير الإلهي ، وما إن يستوي هذا الإنسان ويشتد عوده حتى يصل بغروره إلى تحدي جبار السماوات والأرض ؟
ومن اجل إشباع غرور هذا المخلوق العجول يُقتل مايقارب الـ 14 مليون إنسان فيما يسمى بالحربين العالميتين الأولى والثانية
أو انه يعبد الطرقات بأشلاء البشر من اجل إشباع جنون العظمة والسلطة في نفسه المريضة كما فعل زعيم المغول
أو انه مستعد لإبادة شعبه عن بكرة أبيه من اجل بقائه بالسلطة ؟
كما فعل ويفعل الآن الطواغيت والفراعنة والجبابرة (عليهم وعلى أعوانهم لعنة الله) وهكذا فبعد هذا وغيره كثير..
هل ياترى تبقى الأمور رهن إشارة هذا الكافر ، ورهن أمر ذلك المنافق من هؤلاء الفجرة ؟
ولماذا لاتبكي السماء دما بعد فاجعة كربلاء!
وأي ظلم أبشع من هذا الظلم ، حينما يقوم من هو بشكل إنسان بالاعتداء على قمة وتاج الإنسانية والإنسان!
وأي إنسانية بقتل طفل رضيع عطشان بين يدي والده!
وأي إنسانية تجعل من بعضهم يدمر بلد بأكمله كأفغانستان بحجة وجود مايسمى بابن لادن!
وأي إنسانية هذه التي تجعلك تبث السموم والأمراض في الشعوب المختلفة من اجل مكاسب دنيئة !....
وبعد ذلك نسأل لماذا إذن محبوس عنا قطر السماء ؟؟
ثم ندعو ونصلي فلا يستجاب لنا ؟ والجواب :
بسبب ذنوبنا أكيدا ، ولماذا يسلط علينا الأشرار فندعوا فلا يستجاب لنا ؟
والجواب :
بسبب ذنوبنا ، ولماذا ولماذا ؟
والجواب كله: بسبب ذنوبنا التي جعلت الإنسان يظلم أخيه الإنسان بهذه الصور البشعة التي تستحي منها الوحوش وإلا فلو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتح الله عليهم بركات السماوات والأرض ، ولكنهم كفروا ، وكيف يستجاب دعائنا ونحن لم نستجب لله ونؤمن به لكي نسلك طريق الرشاد وإنما اتبعنا هوى النفس الأمارة بالسوء واستحبينا الكفر على الإيمان وإلا فان الأمر الأولي للسماء أن تمطر بدون ما ندعو أو نصلي (مع أهمية الدعاء والصلاة).
وهل من يريد منا أن يشرب الماء أو يتنفس الهواء أو يأكل الطعام... يدعوا ويطلب من العلماء الصلاة والدعاء ليفعل ذلك (ماعدا الحالات الخاصة والخواص) ، والجواب :
كلا: وإنما يفعل ذلك آنيا وبكل يسر وذلك بفضل الله وحوله وقوته (جل جلاله) .
إذن لماذا يحبس المطر هنا فتصبح الأرض هامدة ، وتفيض هناك حتى تغرق عشرات القرى ، وتنفجر البراكين في محل آخر لتقذف بحممها المرعبة ، وتهتز الأرض أو تتزلزل في بقعة أخرى لتحيل عمرانها إلى خراب هائل ، وينطلق إعصار في محل آخر قالعا معه البيوت والأشجار والسيارات ... وكأنها قطمير....والجواب على ذلك وغيره :
هو بسبب ارتكابنا المعاصي والموبقات حتى غرقنا بها فكيف لا يهتز العرش وكيف لا تضج المخلوقات وكيف لا ترتعد فرائص الملائكة من كل هذا الظلم والجور الذي نرتكبه ، وأكيد سوف نخاف من المخلوقات التي خلقت من اجلنا والمفروض هي من يجب عليها أن تخاف إن قصرت في خدمتنا...
وعليه يجب الالتفات ومعرفة إن العيب فينا ونحن الداء ، ويجب تدارك مافات ويكفي فساد وإهلاك للحرث والنسل ، ويكفي كل هذا الظلم الذي جرى ..
فوالله إني أرى أناس تظلم لا لفائدة تجنيها إنما هي أصبحت ظلم يمشي على رجلين وأينما حل ينتشر ظلمه في البقعة التي حل بها وان قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم وبالتأكيد هذا الكلام يشملنا جميعا ((ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فان الله كان بعباده بصيرا))(سورة فاطر / الآية 45 )
والطامة في من يسيء ويحسب انه يحسن صنعا!
وليحذر من يظلم ويرى إن الأمور ممدودة بخدمته، إنما هذا هو الاستدراج بعينه ليزداد إثما
ويجب أن لا يغرنا تقلب الذين كفروا في البلاد فمهما كان فهو المتاع القليل ومن بعد ذلك اللعنة الأبدية والخلود في النار أعاذنا الله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، وأسأل الباري العطوف أن يفرج هذه الغمة عن هذه الأمة ببركة انفاس مولانا ولي الله وحجته صاحب العصر والزمان(عجل الله فرجه الشريف) وان يحفظ قائدنا مقتدى الصدر(اعزه الله) انه على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق