السبت، 22 أغسطس 2015

الحياء


الحياء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .

اولا ـ
من مساويء الاخلاق التي انتشرت بصورة ملحوظه لدى الناس عموما والمحسوبين على الاسلام خصوصا، هو قلة الحياء
ومما يُحزن انتشار هذه الآفه عند البعض من سكان المدن المقدسه، وارباب المهن في الاحياء الصناعيه كالفيتريه والسمكريه ....
فقلة الحياء وماينتج عنه من كلمات بذيئه وافعال شنيعه ... اصبح من سمات سلوك اغلبهم بل هو من اهم لوازم اعمالهم (بزعمهم) والا فان العمل لايتم (كما يدعون)
وهذه الآفة انتقلت الى الكثير ممن يتعامل مع هؤلاء الناس كالسواق وبعض اصحاب المطاعم ...
ولم يقتصر الامر عند هذا الحد بل انتقل الى الكثير من الدوائر والمؤسسات الحكوميه وانعكس الواقع السلبي لهذه الافه على بعض الاحياء السكنيه ..
فحينما يحدث اشكال بين اثنين تجد الكلمات البذيئه يتقاذفها الطرفين بل تعدى الامر حتى على نزاعات بعض النساء
اضافة الى باقي الاثار السلبية لهذه الآفه، كالتعري في طريق الناس، بانتهاك واضح لحقوق الطريق
والادهى ان هذا يحدث في اقدس بقاع المعمورة، واصبحت هذه الحاله الشاذه منتشره بصوره مؤذيه لما فيها من انتهاك للحق العام وتعد سافر على الاعراف والقيم النبيله
اما داخل البيوت فنستجير بالله مما نسمع بالرغم من ان غالبية البيوت تحوي على مجموعه من الابناء وزوجاتهم وعدد من البنات الغير متزوجات، ولكنك تجد حاله مزريه من الاستهتار والانفلات، كيف وانت تجد الاسره جالسه بانواعها وهم يشاهدون برامج وافلام مخالفه لكل القيم والاخلاق، ساعد الله من كان مؤمن في هذه الاسر (ذكرا، ام انثى) ويشهد الله ان استقرائي للاعم الاغلب من هؤلاء الاسر والافراد خرج بنتيجه مفادها ان اغلبهم ممن رفض الاستجابه لداعي الله سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) وكلما كانت الحاله مزريه اكثر فان صاحبها امتاز بعداوته لسيدنا الصدر المقدس ولاغرابه في ذلك فالذي يرفض الله ويعادي اوليائه فما يكون حاله غير ذلك
وهنالك اسباب عديده لانتشار هذه الافه تم ذكر الكثير منها في كتب الاخلاق وعلم الاجتماع ...
ولكن بهذه العجاله يتم التطرق الى نزر يسير منها مما يعكسه الواقع المعاش وكما يلي :ـ
1 ـ وجود الفجوه مابين الحوزه والمجتمع، فقد جاهد سيدنا الصدر الاول على ازالتها ولكن ماان استُسشهد حتى عادت وهكذا الحال بالنسبه الى سيدنا الصدر الثاني الذي جمع مجموعه كبيره من المجتمع بالحوزة، ولكن ماان استشهد حتى عادت الفجوه، وهكذا الحال بالنسبه لسيدنا القائد مقتدى الصدر الذي يسعى جاهدا في جعل المجتمع حوزه , والحوزه مجتمع
ولكن هنالك اطراف عديده ترى في هذا خطر على مصالحهم لذا تجد السعي كبير لاطفاء نور الله، وتحجيم ولي الله، ومحاربة عباد الله، وخصوصا بعد قيام مجموعه من رجال الدين باعمال وتصرفات تخالف صلب العقيده ومنهج الاسلام، فاصبح بعض الناس يسيء الظن برجال الدين .
2 ـ ارتكاب الاخطاء الكثيره في اداء واجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخصوصا من الافراد الغير مؤهلين نهائيا لاداء هذا الواجب , مما يؤدي الى اسائتهم كثيرا للدين، فبعضهم اسود الماضي، وتوبته لاتعني قبول الناس به وبارشاداته، فمن حيث المبدأ هو لايحظى باحترام الناس من دون وعظ وارشاد فكيف بالامر والنهي ؟
خصوصا وان البعض من هؤلاء عندما كان منحرف يقوم بأذية القريب والبعيد، وما ان اعلن توبته حتى اصبح يؤذي القريب والبعيد باسم الدين، بل انه يتشدد بصوره غريبه
فذات مره وانا جالس بباص للعوده للبيت، جائت عجوز طاعنه في السن يعلوها الوقار وكانت قاعدة باب الباص عاليه نوعا ما، فمدت العجوز يدها طالبتا العون في مساعدتها بالصعود فصاح شاب من هؤلاء بان هذا حرام ولايجوز كونها امرأة ونحن اجانب عنها، فلم يلتفت لكلامه احد وتناول شاب آخر يد العجوز وساعدها في الصعود ...
وهكذا على شاكلة هذه التصرفات كثير تؤدي الى نفور الناس، فالبعض من هؤلاء لايعرف حتى شروط وقواعد الامر والنهي ؟
وبعضهم مبتلى بأسر غير محترمه، فكيف يأمر وينهى واسرته تعبانه، والناس مكتويه بنار افعالهم المشينه ؟
وهذا وغيره كثير له دور مؤثر عند الناس شئنا ام ابينا .
ثانيا ـ
عرف بعض العلماء الحياء بأنه :
ملكة للنفس توجب إنقباضها عن القبيح، وانزجارها عن خلاف الآداب خوفاً من اللّوم.
ولندخل سوية إلى جنات اهل البيت (عليهم السلام) لنشم مافيها من العطر الزكي ونشرب مما فيها من الماء النقي ولنتناول شيء من فاكهتها اللذيذة فكل ذلك مباح للصائمين، وتقبل الله طاعاتكم .
قال المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم):
[ الحياء حياءان: حياء عقل، وحياء حمق. فحياء العقل العلم; وحياء الحمق الجهل. وقال: من ألقى جلباب الحياء لا غيبة له].
وفي الكافي: عن سلمان، قال:
[ إذا أراد الله عزّوجلّ هلاك عبد نزع منه الحياء. فإذا نزع منه الحياء، لم تلقه إلاّ خائناً مخوناً. فإذا كان خائناً مخوناً، نزع منه الأمانة. فإذا نزعت منه الأمانة، لم تلقه إلاّ فظّاً غليظاً. فإذا كان فظّاً غليظاً، نزعت منه ربقة الإيمان. فإذا نزعت منه ربقة الإيمان، لم تلقه إلاّ شيطاناً ملعوناً].
وفي الأمالي للشيخ الطوسي ص : 534 عن المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم)، قال :
[يا أبا ذر، حاسب نفسك قبل أن تحاسب، فإنه أهون لحسابك غدا، وزن نفسك قبل أن توزن، و تجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا يخفى على الله خافية، استح من الله، فإني و الذي نفسي بيده لا ظل حين أذهب إلى الغائط متقنعا بثوبي أستحي من الملكين اللذين معي.
يا أبا ذر، أ تحب أن تدخل الجنة قلت نعم فداك أبي. قال فاقصر من الأمل، و اجعل الموت نصب عينك، و استح من الله حق الحياء
.
قال قلت يا رسول الله، كلنا نستحي من الله. قال :
ليس كذلك الحياء، و لكن الحياء من الله أن لا تنسى المقابر و البلى، و الجوف و ما وعى، و الرأس و ما حوى، فمن أراد كرامة الأجر فليدع زينة الدنيا، فإذا كنت كذلك أصبت ولاية الله].
وروى الطوسى بسنده عن جابر بن يزيد، عن أبى جعفر محمد بن على بن الحسين، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال:
[(لما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله مناسكه من حجة الوداع ركب راحلته وأنشأ يقول:
لايدخل الجنة إلا من كان مسلما، فقام إليه أبو ذر الغفاري رحمه الله فقال: يا رسول الله: وما الإسلام ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
الإسلام عريان ولباسه التقوى، وزينته الحياء، وملاكه الورع، وكماله الدين، وثمرته العمل، ولكل شئ أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت) ].
وفي عوالي اللآلي ج : 1 ص : 2 129- قال(صلى الله عليه وآله وسلم): [الحياء من الإيمان ].
وعن المرتضى(عليه السلام)، انه قال :[ أصل المروءة الحياء، وثمرتها العفة ].
وعن مستدرك سفينة البحار، عن الكافي: عن جابر، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال:
[ إنّ الله عزّوجلّ يحبّ الحييّ الحليم].
وفي الكافي أيضا : بسند آخر عنه(عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مثله مع زيادة: [العفيف المتعفّف].
وعن رسول الله صلى الله عليه واله، قال :
[لا تقوم الساعة حتى يذهب الحياء من الصبيان والنساء ]
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم):
[ ما كان الفحش في شئ إلا شانه، ولا كان الحياء في شئ قط إلا زانه]
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم ): [ لو كان الحياء رجلا لكان صالحا ] .
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم):
[إن الله يحب الحيي المتعفف، ويبغض البذي السائل الملحف]
وعن الإمام علي (عليه السلام):[ أعقل الناس أحياهم ].
اسأل المولى جلت قدرته أن يجعلنا زينًا لأهل البيت ولا يجعلنا شينًا عليهم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلق الله محمد وآله الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق