الاثنين، 24 أغسطس 2015

استشعار الظلم


استشعار الظلم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
نوه احد الاخوة الاعزاء الى اهمية استشعار الظلم وان الخلل فيه يعد نقصا اساسيا وكبيرا لمن يريد النجاح بامتحان الولاية وتجنب الفشل في عهد بيعة الغديرعسى ان يوفق في نصرة مولانا صاحب الزمان عليه السلام ولا ينقلب الى سماط الباطل واهله(نستجير بالله)
ومن المؤكد ان استشعار الظلم ناجم عن الفطرة السليمة لإنسانية الانسان((..فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ....}الروم30 
فالظلم بانواعه قبيح وهذا ما تسالم عليه اجماع العقول 
اضافة الى الاهمية القصوى للإيمان بالله ، فالمؤمن بالله حقيقة يضج بين اهل الظلم ضجيج الآملين ويصرخ صراخ المستصرخين ويبكي على الله بكاء الفاقدين ...
لانه يستشعر الظلم القبيح في محضر الله العلي العظيم 
واول دائرة ينبغي للفرد ان يستشعر الظلم بها هي ساحة نفسه ، فلا ينبغي له ان يرضى بالظلم في مملكة نفسه وعندما تصل به الغفلة او الجهل الى نسيان ذلك فليتبع داعي الله الذي نبهه الى ذلك فان لم ينتهي عن ظلم نفسه فكيف ينصف الباقين ومن ثم ليلتفت الى دائرة اسرته القريبة وليرفض الظلم الصادر منهم وهذا لا يتم الا بعد ان يستشعره ، وكذلك اقربائه وجيرانه وفي الشارع ومكان العمل ومدينته وبلده والعالم ، فالتغيير قادم لامحالة فان كان يرى اهله لا ظلم بساحتهم او انه ظلم غير متعمد مبررا لهم بشتى الاعذار وكذلك اصدقائه ومعارفه وعشيرته ...فما الحاجة اذن الى خروج الامام وقيامه اذا كان يرى في نفسة وبعض ممن حواليه : تيار العدالة ، او تيار الدولة العادلة ، او القوي الامين ....
فهؤلاء يعلنون بلسان حالهم انهم انهم ليسوا بحاجة الى الامام لانهم موجودين ويرون في انفسهم الكفائة والكفاية هذا ان احسنا الظن بهم والا فحقيقة جلهم لا يؤمن بالامام شاء ام ابى ، بل وقد يصل بهم الامر ان في الامام خطر على مصالحهم وقد سمعت كلمة ذات مرة من احدهم ان مجيء الامام يعني حكم المستضعفين ومصادرة الاراضي ... وهذا بعينه ما حدث بعد السقيفة، التي تتكرر في كل يوم ، فكم من سقيفة حدثت بعد تلك السقيفة ، وممن:ـ ممن يتباكى ليلا ونهارا على ظلم السقيفة وما جرى بعد السقيفة!
فكل فرد منا ان لم يستشعر الظلم الصادر من نفسه واهل بيته وارحامه ....فكيف يا ترى سوف يتحمل عدل الامام اذا اصدر فينا وفي اسرنا حكمه الالهي العادل وهذ كائن لامحالة 
فهؤلاء الظلمة من بعثيين ونواصب وسراق ومرتشين ...وهؤلاء الراضين على السلطات الظالمة المتعاقبة بانواعها ويتمنون بقائها ويتألمون اشد التالم لرحيلها ويعلنون ذلك صراحة جهارا نهارا من هم ...ومن اين اتوا اليسوا من اقربائنا واصدقائنا ومعارفنا ... اليس مجاملتهم ومودتهم والتغاضي عن افعالهم واقوالهم من الرضا بالظلم ؟
وعلى اقل تقدير الا ينبغي انكار افعالهم المشينة لسانا عند من لم يكن له القدرة على التغيير باليد او الاقل باضعف الايمان وهو الانكار القلبي حتى يتبين المباينة بينه وبينهم 
قال تعالى: (((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ. )) (سورة الممتحنة/الآية 4).
وقال تعالى: ((وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ )) (سورة التوبة/الآية114).
قال سيدنا الشهيد الصدر المقدس:ـ 
فالمهم ان يشعر الفرد المؤمن قلبيا بالمباينة والمفارقة بين اهل الايمان واهل النفاق، أو قل بينه وبين المنافقين، فنحن قوم وهم قوم ايا كانت جهة النفاق هذه وهي عديدة كما نعلم وتعلمون. فقد نكون معا متعاشرين معهم في مجتمع واحد او احيانا في اسرة واحدة او سوق واحد او مصلحة واحدة او دائرة او مستشفى او مدرسة ونحو ذلك ونعاملهم ونجاملهم ولكن هم قوم ونحن قوم عند الله عز وجل لا حشرنا الله معهم كما ورد (كن فيهم ولا تكن منهم) لاننا لا نعتقد باعتقادهم ولا نستهدف هدفهم ولا نقول بقولهم ولا نعمل بعملهم كائنا من كانوا على وجه الكرة الارضية(الجمعة الثامنة عشر 20 جمادي الثاني 1419هـ ـ الخطبة الثانية)
ونقل عن جابر الانصاري قال : يا عطية سمعت حبيبي رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله يقول من أحب قوماً ، حُشر معهم .. ومن أحب عمل قوم ، اُشرك في عملهم .... 
ثم ان من الدواهي العظمى ان ينظر الفرد الى عيوب غيره تاركا عيوبه فكم من شاتم لسراق الخلافه وهو على شاكلتهم وكم من شاتم ومعيب لاستهتار ابناء واخوان السلاطين والحكام وهو على شاكلتهم وكأن ربنا العلي العظيم احل له ما حرمه على غيره ، ثم ان كان لنا قائد وهو يستشعر الظلم الذي لا نستشعره اكيدا ويامرنا بترك شيء ما ، اوليس الاجدر بنا ان نستغفر الله ونبكي على ظلمنا واسرافنا على انفسنا واسائتنا لحقوق الآخرين ، لا ان نبكي على متاع الدنيا الزائل وهذا ما حدث فالذي فزع منهم كان فزعا على السلطة ومتباكيا على منافعه ولم يكن في حسابه دين الله ولاشريعة سيد المرسلين ومنهج امير المؤمنين ، حينها اعطاهم ما يحبون ونهاهم عن الانتساب اليه 
فما ارخص مااحبوه وخافوا عليه وجائوا من اجله 
وما اعظم مازهدوا به وخسروه والى الآن لم يلتفتوا اليه 
عند خروج سيدنا الشهيد محمد الصدر(قدس) والالتحاق بركبه كانت ثورة ضد ظلم النفس والاسرة والاقرباء ، فكم من مشاجرات حدثت وكم من ابناء طردهم اهلهم وكم من زوجات تخلت عن ازواجها ...وكان الصدري معروف بالسيارة وبالمعمل وبالاسرة وبالشارع ...وفي كل مكان معروف من الناس ومعروف من السلطة ..ومعجزة الله ابقت على الثلة الطاهرة من اتباع شهيد الله الصدر المقدس 
نعم فمن متى كان الدين رخيص ومن قال انه رخيص ، بل هو اغلى شيء ، ولا يذهب قائل بان اسر الصدريين كانت تعبانة كلا بل هم نسل الطيبين ، ولكن منهج شهيدنا الصدر لا يعرف المهادنة ولا المساومة مع الباطل واهله وهذا مالم يألفه الكثير من اهلنا قبل شهيدنا الصدر بل كانوا يسمعون عنه ويقرأون عنه في سيرة ائمتنا الطيبين الطاهرين 
نسأل الباري حسن العاقبة والتوفيق للوفاء بما عاهدنا الله عليه ببركة حبيب الله المصطفى واخيه المرتضى واهل بيته النجباء وشيعتهم الوفياء(صوات الله عليهم اجمعين) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق