الاثنين، 10 أغسطس 2015

اول خلق الله


اول خلق الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
في هذه الأسطر القليلة يتم عرض بعض الأحاديث النبوية الشريفة الدالة على اول خلق، خلقهالله (جل جلاله)، وكما يلي :
في الكافي للشيخ محمد بن يعقوب الكليني المتوفى سنة 328 ه‍ / ج 1 ص 442 : عن الحسين (عن محمد) بن عبد الله ، بن محمد بن سنان ، عن المفضل، عن جابر بن يزيد قال: قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ):
يا جابر إن الله أول ما خلق خلق محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعترته الهداة المهتدين ، فكانوا أشباح نور بين يدي الله 
قلت : وما الأشباح ؟ قال :
ظل النور ، أبدان نورانية بلا أرواح ، وكان مؤيدا بروح واحدة وهي روح القدس ، فبه كان يعبد الله وعترته ، ولذلك خلقهم حلماء علماء بررة أصفياء ، يعبدون الله بالصلاة والصوم والسجود والتسبيح والتهليل ، ويصلون الصلوات ويحجون ويصومون .
( انتهى، ورواه سيد هاشم البحراني في حلية الأبرار/ ج 1 ص 19 )


وفي علل الشرائع للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي/ المتوفى سنة 381 ه‍ /ج 1 ص 208 ، قال:
حدثنا إبراهيم بن هارون الهاشمي، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال : حدثنا عيسى بن مهران، قال : حدثنا منذر الشراك قال : حدثنا إسماعيل بن علية قال : أخبرني أسلم بن ميسرة العجلي ، عن أنس بن مالك ، عن معاذ بن جبل : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال :
إن الله عز وجل خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام .
قلت فأين كنتم يا رسول الله ؟ قال :
قدام العرش نسبح الله تعالى ونحمده ونقدسه ونمجده .
قلت : على أي مثال ؟ قال :
أشباح نور ، حتى إذا أراد الله عز وجل أن يخلق صورنا صيرنا عمود نور ، ثم قذفنا في صلب آدم ، ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الأمهات ، ولا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر ، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون ، فلما صيرنا إلى صلب عبد المطلب أخرج ذلك النور فشقه نصفين فجعل نصفه في عبد الله ونصفه في أبي طالب ، ثم أخرج النصف الذي لي إلى آمنة والنصف إلى فاطمة بنت أسد فأخرجتني آمنة وأخرجت فاطمة عليا ، ثم أعاد عز وجل العمود إلي فخرجت مني فاطمة ، ثم أعاد عز وجل العمود إلى علي فخرج منه الحسن والحسين - يعني من النصفين جميعا - فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن ، وما كان من نوري صار في ولد الحسين ، فهو ينتقل في الأئمة من ولده إلى يوم القيامة(انتهى).

وعن الحسن بن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : أن بعض قريش قال لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) : بأي شئ سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم ؟ قال :
إني كنت أول من أقر بربي وأول من أجاب ، حيث أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ، وكنت أنا أول نبي قال بلى ، فسبقتهم بالإقرار بالله (انتهى).

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال :
لما خلق الله تعالى آدم أبا البشر ونفخ فيه من روحه إلتفت آدم يمنة العرش فإذا في النور خمسة أشباح سجدا وركعا قال آدم : هل خلقت أحدا من طين قبلي ؟ ! قال : لا يا آدم قال : فمن هؤلاء
الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي ؟ ! قال : هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي لولاهم ما خلقت الجنة والنار ، ولا العرش ولا الكرسي ، ولا السماء ولا الأرض ، ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجن ، فأنا المحمود وهذا محمد ، وأنا العالي وهذا علي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين ، آليت بعزتي أن لا يأتيني أحد بمثقال ذرة من خردل من بغض أحدهم إلا ادخله ناري ، ولا أبالي يا آدم ؟ هؤلاء صفوتي بهم أنجيهم وبهم أهلكهم ، فإذا كان لك إلي حاجة فبهؤلاء توسل .
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
نحن سفينة النجاة من تعلق بها نجا ، ومن حاد عنها هلك ، فمن كان إلى الله حاجة ، فليسأل بنا أهل البيت .
( أخرجه الحموي في الباب الأول من " فرايد السمطين)


قال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) :
..فبالضرورة يخلق الله تعالى واحدا في المرتبة الأولى التي تتنزل عن ذاته سبحانه ثم هذا المخلوق الواحد يخلق الكثرة أي يوجد المتعدد، فهو بسيط ولكنه بالتحليل يكون أمرين :
محمد وعلي ، لأنهما نفس واحدة ، بدليل قوله تعالى (وأنفسنا وأنفسكم ) فهو((على )(ع))نفسه(محمد(ص)) ولكنه غيره ، والكثرة عين الوحدة ، كما قيل في الحكمة المتعالية . وليس هذا غريبا ، فنفس الإنسان واحدة ، ولكنها ـ في نفس الوقت ـ كثيرة . ففيها القوة الغضبية والشهوة والرغبات والحاجات ولكنها مع ذلك نفس واحدة . والكثرة عين الوحدة .
ونستنتج من ذلك :
إن هذه الحقيقة النورية العليا ، هي أول الموجودات ، وأشرفها وأقدرها وأعلاها وأعلمها ، وهي مسيطرة على جميع الموجودات بأقدار من الله سبحانه وتعالى.(انتهى)
(منة المنان..للسيد الشهيد محمد الصدر(قدس) ج1 ص212 / تحقيق مؤسسة المنتظر / مطبعة الكوثرـ قم المقدسة/ ط1 (1432هـ/2011م))
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق