الخميس، 2 يوليو 2015

البقاء خلف المجرمون



البقاء خلف المجرمون
بسم الله الرحمن الرحيم
((إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ))(سورة الأعراف/ الآية40)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
في استقراء سريع للثورات والانتفاضات والتمردات والعصيانات المدنية والمسلحة ...في كافة انحاء العالم، قديما وحديثا تجد قسم من القواسم الكلية المشتركة فيما بينها وان اختلفت في قسم من تفاصيل جزئياتها..
وعلى سبيل المثال تجد ان الكثير من الحكام وزبانيته يقومون بعمليات التهجير، والابادة الجماعية، واستخدام الاسلحة المحضورة وهدم البيوت وانتهاك حرمة محال العبادة والمقدسات ...الى غيرها من الوسائل الاجرامية القذرة ضد مناوئيهم ، ولكنك تجد في بعض مناطق وطننا الحبيب العكس من ذلك تماما!
فمن يزعم الثورة قد استخدم التهجير وبابشع صوره كما ونوعا، كما حدث في الموصل وصلاح الدين والانبار...اضافة الى تفجير المراقد والمساجد والحسينيات والكنائس ..بل وحتى الآثار
وتمت الابادة الجماعية باقصى مراتب الخسة والنذالة من الذين يزعمون انهم عرب ، في اللطيفية وسبايكر وغيرها ، فاي عربي هذا الذي يقتل ابن السبيل والاسير في مضيفه، بعد اعطائه العهود والمواثيق!
واي مضيف هذا الذي تُنتهك به الحرمات بهذه البشاعة وبهذه الخسة والدنائة؟
وهل سمعت او قرأت بثوار يستخدمون الاسلحة الكيميائة مرارا ضد المدنيين والعسكرين!
ولو كانوا يملكون اسلحة نووية لما توانوا في استخدامها للحظة واحدة.
وليس كلامي هذا مع عصابات الاجرام من ما يسمى بداعش ومن التف معهم من البعثيين والنواصب وايتام الهدام(عليهم لعنة الله الابدية)، فقد تعرضت لهم سابقا
بمقال تحت عنوان (الجرثومة الخبيثة) المنشور في هذا الموقع الشريف ، ولعمري فليس عجيب ما يفعلون انما هو استمرار وامتداد لافعالهم السابقة في عهد الهدام فكل ما يفعلوه اليوم قد فعلوه بالامس، وعوضا عن استغلالهم فرصة بقائهم احياء بعد الهدام في التوبة والرجوع الى ساحة الله(جل جلاله) وشريعة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وحضن الانسانية تمادوا في غيهم معلنين صراحة انهم عطاشى دماء ومدمني اجرام ..ولا يرقبون في انسان ناهيك عن المؤمن، لا الاً ولا ذمة مثلهم كمثل الشمر وحرملة وبسر بن ارطاة والحجاج وصدام وشارون...
لكن كلامي مع من وقع اسيرا عندهم من ابناء تلك المناطق(معتدلي السنة) ، فالى متى يبقون اسارى عتاة الجريمة وماذا ينتظرون؟
الا يرون المخالفة الصريحة لاحكام الله وتشريعاته، في جميع افعال واقوال متشدديهم ومتطرفيهم اوليس ربنا العلي العظيم القائل في كتابه العزيز لا اكراه في الدين الا يرون ان من يسيرون خلفهم وساكتين عنهم لم يكتفوا باكراه الناس في الدين بل انهم كرهوهم الدين
الا يرون ان ظلم عمليات التهجير بحق الابرياء، قد دارت عليهم فهربوا مجبرين من وغى المعارك وحمم قذائفها ، وها هي عوائلهم قد سابت في البلدان ((وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ))(سورة النحل/الآية 112 )
فان كانوا لم يقرأوا قوله تعالى((وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ))(سورة الزلزلة/ الآية 8)
الم يطرق مسامعهم حِكَمْ العرب القائلة :
مثلما تدين تدان، وبشر القاتل بالقتل والزاني بالزنى ، ومن دَق باب الناس دُق بابه
افلا يرون ، افلا يسمعون انه من بشاعة افعال متشدديهم ومتطرفيهم تبرأ منهم القريب والبعيد والكبير والصغير بل وحتى من صنع متشدديهم ومتطرفيهم ورتبهم وامدهم بسبل القوة من مال وسلاح ...فلم يجد بد في الظاهر الا ان يتبرأ منهم ويلعنهم!
فهلا عدتم للقرآن ((وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ))(سورة الأنعام/ الآية 55)
الا تنصتوا الى دعوات الحق والانصاف التي اطلقها سيدنا القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) ، مرارا وتكرارا يرشدكم فيها لكل ما فيه الخير والصلاح ومتمنيا ان
(...ولينتهي عهد قطع الرقاب ومفجري قبور الاولياء والصالحين والمتسلطين على الناس ليكونوا عبيدا لهم..)( خطابه (اعزه الله) في 10 / 9/ 2014م)
الا ترون كم كان متألما وشديدا عندما سمع التسجيل الصوتي ممن يدعي الانتساب الى مذهب اهل البيت(عليهم السلام)، وهو يتشبه بصورة فعل واحد من افعال متشدديكم ومتطرفيكم ، فاذا بسيدنا القائد(اعزه الله ) يفرد كلمة مستقلة بهذا الحدث القاها بتاريخ 8 / 9/ 2014م ، مسميا فاعلها بالعتل الزنيم واخرجه من مذهب اهل البيت(عليهم السلام)، واصفا (اعزه الله) مثل هذه الافعال بقوله:ـ
(فأن مثل هذه الافعال جعلت من الفاعل والمتعاطف منتميا الى فسطاط معاوية ويزيد وآل مروان ممن اخذوا على عاتقهم التنكيل بالحق واهله وشق الصف الاسلامي ولازلنا نعاني من ويلاتهم الى يومنا هذا الا فلعنة الله على القوم الظالمين..)
فو الله ليس لسيدنا القائد طمعاً فيكم وليس بخائفاً منكم ولا محتاجاً اليكم لافي دين ولافي دنيا ولا في آخرة، وانما هكذا ادبه ربنا العلي العظيم(تقدست اسماؤه) وهكذا ادبه سادتنا المعصومين عليهم السلام ومراجعنا آل الصدر (قدس سرهم)، فهو محب الخير والهداية والصلاح والاصلاح ..للجميع؛ لانه من اتباع مدرسة اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ومن ذراري عترة وسلالة امام الرحمة وسيد الرسل وخاتم الانبياء ابو القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فماذا تنتظرون ولماذا لا تتداركون امركم وتعودوا الى ساحة الله الغفور الرحيم قبل ان يصل بكم الحال الى ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ))(سورة السجدة/ الآية 22 )
((وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ))(سورة القصص/الآية 58 )
(( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ))(سورة النمل/ الآية 69)
((وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ))(سورة يونس/ الآية 13)
((فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ))(سورة الأنعام/ الآية 147 )
ومن كلام لسيدنا القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) الذي اجرته قناة سكاي نيوز العربية بتاريخ 21-8-2014 م، بين سيدنا القائد ان معتدلي السنة اذا بقوا خلف متشدديهم ومتطرفيهم فانه(اعزه الله)قال:ـ (انا لا استطيع ان اقف معهم)
فلماذا هذا الخسران المبين في الدنيا، واما في الآخرة
((يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً))(سورة طه/ الآية 102)
((وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ))(سورة الكهف/ الآية 49)
((وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ ))(سورة إبراهيم/ الآية 49)
((وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً ))(سورة مريم/ الآية 86)
((إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ))(سورة القمر/ الآية 47)
((إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ))(سورة الزخرف/ الآية 74)
نستجير بالله من هوى النفس الامارة والخبيث ابليس ووسواسه وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين والطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق