الأحد، 5 يوليو 2015

مقتل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)(القسم 2)



مقتل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)(القسم 2)
ثانيا ـ من قتل أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.

هنالك الكثير من المعارف والحقائق خافية علينا لعدة أسبب منها:ـ
1 ـ عدم الاستحقاق ، أي إننا غير موفقين بسبب كثرة أعمالنا السيئة للإطلاع على هذه الحقائق كخفاء قبرمولاتنا الزهراء(عليها السلام)
قال سيدنا محمد محمد صادق الصدر (قدس): لو كنا مستحقين لذلك لعرفناه أكيدا لأن رحمة الله قريب من المحسنين ، وحيث إننا لانعرفه إذن فلسنا مستحقين لهذه الرحمة الخاصة جيلا بعد جيل .(الجمعة 24)
2 ـ عدم وجود الاستعداد والتحمل لدينا (القابل) لأن (الفاعل)الله جل جلاله أو الذين أفاضهم الله من علمه وهم المعصومين(عليهم السلام) لابخل بساحتهم إطلاقا ، ولكن عدم الاستعداد والتحمل لدينا بسبب قلة وعينا وتكاسلنا ... ، يمنع عنا التعرف على الكثير من العلوم والحقائق
ولذا تجد إن إفاضة بعض الحقائق وفق الحكمة الإلهية على المستعدين الموجودين بيننا ، عندما يطلع عليها الغير مستعدين ، فأما إنهم لايفهموها ويدركوا معناها ، فيقفوا حائرين، تائهين أمامها
أو إنهم ينقلبوا عليها فتكون وبالا عليهم وعلى أتباعهم (كالذي آتآه الله من آياته فانسلخ منها...)
لأنهم وكما أظن قد يكون لديهم الاستعداد الذهني، وسعوا جاهدين لنيل هذه المعارف والحقائق ولكن هنالك شوائب في قلوبهم لم يتخلصوا منها كالحسد أو العجب أو أي شيء من أدران حب الدنيا كحب الجاه وحب السلطة ...
وهذا يكشف عن مدى أهمية التخلي عن الرذائل والذهاب إلى الله تعالى بقلب سليم .
ولذا فان المسير التكاملي للبشر على مدى الأجيال المتعاقبة وبعد الجهد الجهيد للمعصومين (عليهم السلام) وتلاميذهم المخلصين كل ذلك وغيره يساهم في تقليل من هذه العقبات اكيدا ؛ لأن القواعد الشعبية تتكامل بتعاقب الأجيال ويزداد بذلك الوعي فتنكشف لنا بواسطة أولياء الله الكثير من الحقائق والمعارف المعمقة التي تحتاج إلى وعي معمق ، وعلى سبيل المثال :
كانت الأحاديث الواردة عن المعصومين (عليهم السلام) فيما يخص مولانا الإمام المهدي المنتظر(عجل الله فرجه الشريف) وما فيها من عناوين مذكورة: كاليماني ، والنفس الزكية ، والسفياني ، والدجال الأعور ، ويأجوج ومأجوج ...
وكذلك العلامات والشروط .....، لم يكن الكثير منا يفهمها بسبب رمزيتها ومحاولة فك رموزها من غير أهلها الذين أبعدونا عن فهمها بسبب عدم فهمهم أصلا لها بالرغم من إن بعضهم كان حسن النية في ذلك .
ولكن ما أن من الله علينا بوليه سيد محمد سيد محمد صادق الصدر(قدس الله نفسه الزكية) حتى انجلى الغيم والدخان عن شمس الحقيقة ، فانكشفت الكثير من المعارف والحقائق .
والذي يعنينا في هذا البحث معرفة بعض الحقائق حول مقتل مولانا المرتضى(عليه السلام) ، فالوارد من علماء التأريخ والسيرة وكذلك المحققين في مجمله (وأستغفر الله على مافاتني من اشياء كثيرة لم أطلع عليه في هذا الشأن) إن الخوارج ، وبيد : عبد الرحمن بن ملجم المرادي(لعنه الله) هم من قتل مولانا المرتضى (عليه السلام)
وبحول الله وقوته سوف نورد لاحقا أهم ماذكروه بهذا الشأن ، وما ذكروه لاشبهه فيه ولا إشكال إن شاء الله ، ولكنه جزء من الحقيقة ،وليس الحقيقة كاملة أي إن هنالك جناة آخرين يظنون أنهم قادرين على الإفلات من محكمة الحقيقة بسبب مايملكونه من مكر ودهاء وإن شاء الله لن يضيع الحق وورائه مطالب مهما طال الزمن فوالله لقد أفجعونا فجيعة عظيمة ، بقتلهم مولانا وأميرنا وقائدنا وحبيبنا ونور بصرنا وروح حياتنا ...
ومع ذلك فهم يسرحون ويمرحون بل ويقتلون أخيارنا وينهبون أموالنا وينتهكون مقدساتنا...
فهل يلام المؤمن إذا مات بعد ذلك حسرة ؟ ولتقريب المطلب نورد مايلي :
1 ـ سأل السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) (في الجمعة الرابعة) عن قاتل مولانا سيد الشهداء أبو عبد الله الحسين(عليه السلام) ، فذكر (قدس سره)جوابا لذلك :
قتله الشمر عليه اللعنة والعذاب ، لأنه هو الذي حز رأسه .
قتله عمر بن سعد لأنه هو القائد الأعلى للجيش المعادي في كربلاء .
قتله عبيد الله بن زياد ، لأنه هو الآمر المباشر بالحرب مع الحسين وبقتل الحسين(كول لا)، قتله كل راضي بقتله...، قتله يزيد بن معاوية عليه اللعنة والعذاب لأنه هو السلطان الرئيسي ...
وأكد السيد الشهيد إن كل ذلك صحيح وليس فيه كذب ، ولكن سلسلة القتله غير تامة أي إن هنالك تتمة لسلسلة القتلة وهذه التتمة هي :
قتله الاستعمار المسيحي الغربي (كول لا) ، أي الدولة البيزنطية وعملائها كسرجون بن منصور مستشار معاوية ويزيد وأشباهه.
2 ـ معظم أبناء وأتباع ومحبي السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) كانوا في دائرة الحدث عند استشهاده ، فمن الذي قتله(قدس) ؟
الجواب : قتله أزلام الهدام الذين تولوا بالمباشر رميه وولديه بالرصاص وكذلك مدير امن النجف والزبيدي وقصي والهدام والأوباش الذين أعانوا هذه السلسلة بجريمتهم النكراء ..
وهذا صحيح ولكن لنعود إلى السيد الشهيد نفسه فماذا يقول بهذا الشأن:
سوف أذهب وضميري مرتاح ويكفي إن في موتي شفوه وفرح لإسرائيل وأمريكا وهذا غاية الفخر في الدنيا والآخرة(الجمعة الرابعة والثلاثون)
إذا فالسيد الشهيد اخبرنا بتتمة سلسلة المجرمين الذين(أطفئوا نار الكوفة )، فان قيل كيف يكون الهدام عميلا لأمريكا وإسرائيل وينفذ رغباتهم وهو وإياهم على عداء مستمر إلى أن قتل(لعنه الله) بعد احتلال العراق ، فالجواب على هذه ألشبهه إن العداء المتبادل مابين الهدام من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى هو عداء ظاهري صوري لان هذا هو الأفضل لمصالح الطرفين ، وبالرغم من إن الهدام اخلص في ولائه لأسياده ، فقد تفنن في محاربة الإسلام وأهله تنفيذا لرغبات وأوامر الثالوث المشئوم ، إلا إن أسياده رأوا إن المرحلة القادمة في العراق تتطلب مجيئهم بأنفسهم لإدارة مصالحهم فبحساباتهم وجدوا إن الهدام وبالرغم من قسوته الشديدة وظلمه الفاحش إلا إنهم اعتبروه ضعيف أمام مرجعية الصدر المقدس وحتى بعد تنفيذ الهدام لأوامرهم في اغتيال السيد الشهيد ، وكانوا غير مستعدين لأي خطا في هذا الاتجاه فإذا ما تسلم قيادة أهل الحق رجل على شاكلة السيد الشهيد اعتبروا إن الهدام سوف يفشل في مواجهته فشلا ذريعا لذلك بدئوا مرحلة جديدة تتطلب تخليهم عن الهدام ونظامه للحفاظ على مصالحهم وارجوا أن لايُستغرب من ذلك فهؤلاء مستعدين للتخلي عن أفراد من حكومتهم من اجل مصالحهم العليا ناهيك عن تخليهم عن عملاء كشاه إيران وماركوس الفلبين والهدام وحسني مصر وغيرهم من العملاء وهذه الحقائق كان من الصعب طرحها وتصديق الناس بها في السابق وذلك لشدة مكر ودهاء الغرب الكافر الذي سحر غالبية الناس بحيله ولم ينجوا من ألاعيبه إلا المتمسكين بالإسلام المحمدي الأصيل ولذلك ازداد عداء الغرب الكافر للإسلام والمسلمين وقد رأينا وسمعنا كيف طفح حقدهم فاعتدوا على القرآن وعلى مقام المصطفى صلى الله عليه وآله ؛ لان الإسلام كاشف لـ الاعيبهم ومهدم لمخططاتهم الشيطانية .
والآن بعد ذكر هاتين القرينتين نعود لأصل السؤال :
من قتل مولانا المرتضى(عليه السلام)؟
قال السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس)(الجمعة الرابعة):
..انظر حبيبي.. ألا تقرأ في حرم أمير المؤمنين سلام الله عليه (اللهم العن قتلة أمير المؤمنين) . بالله كم واحد قتل أمير المؤمنين ؟
واحد طبعا .
عبد الرحمن بن ملجم عليه اللعنة والعذاب ، أما الباقون فمن هم ؟ من هو الذي قتله إلا هو ، مع ذلك الإمام المعصوم سلام الله عليه بحسب الرواية يقول : (اللهم العن قتلة أمير المؤمنين )
إذن لأمير المؤمنين قتلة كثيرون ، وله قتلة في كل جيل ، في السابقة وفي هذا الجيل وفي الأجيال اللاحقة إلى ظهور الحق المطلق عجل الله فرجه الشريف ، سبحان الله لماذا ؟ لأنه من رضي بفعل قوم كان منهم ..(انتهى) .
والآن هؤلاء الذين هم رأس سلسله قتلة الإمام الحسين(عليه السلام)، وكذلك الإمام الحسن(عليه السلام) بإرسالهم السم إلى معاوية نتيجة طلب معاوية لذلك السم من قيصر الروم ، ألا يكونون في رأس سلسلة قتل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وأمير المؤمنين (عليه السلام)
قال السيد الشهيد الصدر(قدس )، واصفا الغرب الكافر:
.. كانت ولا زالت العنجهية والرضا عن النفس والأنانية موجودة عندهم من ذلك الحين والى العصر الحاضر .
الم تسمع بالدولة البيزنطية أو الرومانية ؟
سمعت طبعا ، حكمت من قبل وجود المسيح سلام الله عليه إلى مابعد وجود نبي الإسلام صلى الله عليه وآله حكمت واستمرت بالحكم ربما ألف سنة أو أكثر .
وكان حاكمها الرئيسي يسمى القيصر (كول لا) .......
وكان هؤلاء الروم أو الدولة البيزنطية مستعمرة للشام الكبرى أي سوريا ولبنان وفلسطين والأردن ولازالت آثارهم فيها ولازال المسيحيون موجودين في لبنان لم يتوبوا من عصر صدر الإسلام كنتيجة للاستعمار البيزنطي (كول لا , هم خلي يكولون لا . سبحان الله) اذكر لكم مميزات هذه الدولة المجرمة :
بمعنى من المعاني قتلت المسيح أو التي اعتقدت إنها قتلت المسيح (شبه لهم) لمن؟ لجلاوزة الدولة الرومانية الموجودين في فلسطين .
قتلوه ودقوا في يديه ورجليه المسامير وأعلنوا عليه استهزاء إن هذا ملك اليهود .......
احدهم القيصر الذي كان موجودا في زمن النبي صلى الله عليه وآله هو الذي داس رسالة النبي( صلى الله عليه وآله وسلم) تحت قدمه وقتل الرسول(كول لا) الم تسمع انه(صلى الله عليه وآله وسلم) أرسل رسائل إلى فلان وفلان ، إلى خمسة أو ستة من الرؤساء المشهورين في العالم في ذلك الحين ؟....
فهنا هذا الرجل عنجهي وأناني ومستغن عن برية الجزيرة العربية كلها فيقول في نفسه إنها ليس لها قيمة واسحقها بمداسي ، وأيضا يقتل الرسول بالرغم من إن قتل الرسل عالميا وعقلائيا ممنوع حبيبي . كانت هذه الدولة كافرة تؤمن بتعدد الآلهة إلى ثلاثمائة عام بعد بعثة المسيح ، ثم تمسحت أي دخلت بالمسيحية نتيجة لتفاعلات وإعلام داخلي في مجتمعها .
دخل القيصر الذي كان في ذلك الحين اسمه أغسطس أو نحو ذلك في المسيحية واتبعه شعبه ، الشعب بدين ملوكهم .
بمعنى من المعاني كلهم صاروا مسيحيين وصاروا مسيحيين متعصبين .
واليهود أيضا من هذه الناحية وان كانت العبارة غير لطيفة لايقصرون ، يتدخلون في الصغيرة والكبيرة وكان لهم شأن كبير في ذلك المجتمع(انتهى)
والان بعد هذا المدخل يمكن لنا تحديد عدة جهات شاركت في مقتل الامام علي(عليه السلام) ومنها مايلي :ـ
الجهة الأولى ـ

شكل كبار رجالات اليهود ومنذ عدة قرون علاقات مصالح متينة مع حكام الغرب وخصوصا الدولة البيزنطية وكان لليهود نفوذ في وسط وشمال الجزيرة العربية ، وعند إرسال الله(تعالى) رحمته العظيمة ببعثة حبيبه المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) وقف معظم زعماء اليهود وأتباعهم من هذه الرسالة الإلهية وقائدها العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) موقف الرافض والمعادي لها والماضين بحياكة المؤامرات والدسائس ضدها وضد اتباعها الحقيقين ...
إلى أن قُتل من قُتل منهم(اليهود) بالحروب واجلي معظم الباقين ، وكان لهؤلاء اليهود علاقة مصالح مشتركة مع زعماء المشركين وخصوصا أبو سفيان(لعنه الله)
فهل ياترى ينسون ماحدث لهم من الإسلام وقادته المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، والمرتضى علي (عليه السلام) ، وباقي الطيبين ، هل ينسون مقتل شجعانهم ودك حصونهم وما حصل لهم نتيجة جرائمهم الكثيرة ..
لذا شكلوا حلقة وصل خطيرة مابين حكومات الغرب الكافر ومابين المنافقين والمشركين من اجل تهديم الإسلام واستئصال قادته وقد نجحوا كثيرا في ذلك نتيجة قلة وعي غالبية المسلمين وتفرقهم عن حقهم .
الجهة الثانية ـ

بعد سيطرة الإسلام وقوة نفوذه تحول الكثير من زعماء المشركين وعلى رأسهم أبو سفيان إلى منافقين يتظاهرون بالإسلام ، ويتحينون الفرص للسيطرة على مقدراته لما يملكونه من مكر وخبث سرائر وعدم توانيهم عن فعل أي شيء من اجل مصالحهم ، وذلك لأن هؤلاء موتورين من الإسلام وقادته فهل ينسون قتلاهم وما لحق بهم من هزائم ، ولولا الإطالة لتم ذكر الأدلة الكثيرة على ذلك .
إذن هم على شاكلة اليهود ويحملون نفس الهدف إضافة إلى علاقتهم الوطيدة بهم ولكن هذه المرة باسم الإسلام ليذبحوا الإسلام، فهل ياترى إن كعب الأحبار اسلم فعلا والتاريخ يشهد بما قام به هذا المنافق اليهودي لهدم الإسلام بالتلفيق والتحريف وبالاتفاق مع معاوية وباقي المنافقين ...
الجهة الثالثة ـ

التي اتفقت مع هاتين الجهتين هي مجموعة عملاء الدولة البيزنطية في الشام ، فقد كانت الدولة البيزنطية واضعة قواعد عسكرية كبيرة في الشام إضافة إلى عملائها المباشرين وغير المباشرين كملوك الغساسنة الذين كانوا يحكمون الشام باسمها ، وبسبب الرحلات التجارية لقريش تشكلت علاقات مصالح متينة مع هذه الجهة وخصوصا من قبل بني أمية ، فقد نقل : الفريد لويس دي بريمر ، في كتابه : تأسيس الإسلام ..عن ج.ر.هاوتنغ ، في كتابه السلالة الأولى في الإسلام :
.. إن تاريخ أبي سفيان كتاريخ أولاده من بعده ، مرتبط بالشام والأمر كان متعلق في البداية بالرحلات التجارية بين الحجاز والشام ولكن بدءا من هذه الفعالية التجارية راح أيضا يرسخ وجوده في الشام عن طريق شراء الأراضي ، ويمكن مراجعة فتوح البلدان للبلاذري (ص176) ومعجم البلدان لياقوت( ج1ص482 )
وقال أيضا : .. وكان في نهاية المطاف أول حاكم فعلي لمنطقة الشام المفتوحة من قبل المسلمين (انتهى)
وعن ابن حبيب في كتابه المحبر (ص177) وكتابه المنمق( ص368) : (ومن هنا راح يعمل(معاوية)لاقتناص سلطة الخلافة من علي بن عم محمد وصهره وقد كان يطمح إلى خلافة محمد بعد موته )
ومن الذين احتضنهم معاوية زنباح الجذامي جامع المكوس لصالح الحارث بن أبي شمر، وهو الملك ماقبل الأخير للغساسنه وقد أصبح روح بن زنباح احد أركان الدولة الامويه وحاكم فلسطين (الموسوعة الإسلامية (ص481ـ482) ، سيرة بن هشام (ج2ص590ـ592) ، (بن حزم ، بن سعد ، المسالك والممالك).
وكذلك مستشار معاوية ويزيد سرجون بن منصور النصراني الذي كان على المال في الشام من عهد هرقل قبل الفتح(مقتل الحسين(عليه السلام) للمقرم عن الإسلام والحضارة العربية ( ج2 ص158) لمحمد كرد علي )) وتظاهر هذا الخبيث بالإسلام وانه يعين المسلمين على الدولة البيزنطية ولكنه منافق ومن كبار عملائهم .
ولم يكن خافيا على معاوية عمالة هؤلاء للغرب الكافر ، بل كان يعلم ويسخر هذه العمالة لمصلحته.
الجهة الرابعة ـ

هي الدولةالبيزنطيه نفسها فقد أحست بالخطر الكبير الذي يهدد وجودها وهو الإسلام الحقيقي وقادته الحقيقيين ورأت إن المواجهة العسكرية المباشرة لاتجدي نفعا فراحت إلى سبيل العملاء والجواسيس والمكائد...وتحجيم من لاتستطيع استمالته بالمباشر ، ولذا تجد إن المسلمين قادرين في ذلك الوقت ولمرات عديدة على فتح عاصمة ومقر الدولة البيزنطية ، ومع ذلك لم يتم ذلك مثل ماتم مع باقي البلدان ، وهذا دليل على نجاح خطط بيزنطا المخابراتية .
فأنت لونظرت بعين الإنصاف بعد قراءة هذه النقاط وما قبلها ، هل تعقل إن ثلاثة من الخوارج يجتمعون بمفردهم في مكة ويخططون بمفردهم قتل الإمام على(عليه السلام) ومعاوية وعمرو بن العاص ، ثم ينفذون ماخططوا له ، وانتهى الموضوع !؟
فان قيل إن أمير المؤمنين(عليه السلام) بدون شبكة حماية فهل الأمر كذلك لمعاوية وعمرو بن العاص ؟
وهل يجدي نفع قول إن الوضع الرؤساء والحكام في السابق يختلف عما هو عليه الآن ، من حيث الحمايات والجواسيس والعملاء...
ولا أعلم أي رئيس الآن يمتلك من الحماية والجواسيس والعملاء والحذر والدهاء مثل مايمتلك معاوية وعمرو بن العاص !
ورفض هذه القضية (إن هؤلاء الثلاثة قاموا بهذه العملية من ذاتهم وبمفردهم ) الكثير من العلماء والمؤرخين ومنهم المؤرخ : كفلهوزن في كتابه تاريخ الدولة العربية ( ص98ـ99)
وفيليب حتي في كتابه تاريخ العرب( ص 242 ) ، ورياض احمد الفضلي في كتابه مصرع الحق ...
وذهب جورج جرداق إلى إن قتل أمير المؤمنين (عليه السلام)كان :
.. معاوية صاحب اليد الطولى في تدبيرها وفي إحكامها وما الآخرون إلا أعوان وأنصار (الإمام علي صوت العدالة 4/970)
ثم الم يكن عملاء وأعوان معاوية ، الأشعث بن قيس ، وشبيب بن بجرة ، ووردان بن مجالد ، والحارثي...في خدمة ومساعدة بن ملجم في هذه الجريمة ألا يدل ذلك على تخطيط مسبق؟
وذهب ابن الصباغ في الفصول المهمة (ص119 )وغيره من العلماء ، إن الضربة في آليته(معاوية)خطاء في التنفيذ من قبل البرك(أي إن الخطة تقتضي أن يضرب البرك معاوية ضربة صورية للتمويه )إضافة إلى ذلك كان معاوية وقتها مدرع وقيل مرتدي ثيابا كثيرة(مروج الذهب 2/428)(الفتنة الكبرى 2/166)(البداية والنهاية لابن الكثير7/326) ، ثم الم يرد عن المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) قوله:
(.. ضغائن في صدور أقوام لايبدونها لك إلا من بعدي أحقاد بدر وترات أحد ) ، ثم الم يتعرض مولانا المرتضى لحوادث كثيرة كان الهدف منها اغتياله كحادثة العقبة والتي كان الهدف منها قتل المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) والمرتضى(عليه السلام)(الاحتجاج1/59)(البحار21/223)(مدينة المعاجز(1/288)
وقال ابن عباس : ثم إنهم تآمروا وتذاكروا فقالوا : ( لا يستقيم لنا أمر ما دام هذا الرجل حيا ) فقال أبو بكر : من لنا بقتله ؟ فقال عمر : ( خالد بن الوليد ) فأرسلا إليه فقالا :
( يا خالد ، ما رأيك في أمر نحملك عليه ؟ قال : احملاني على ما شئتما ، فوالله إن حملتماني على قتل ابن أبي طالب لفعلت . فقالا : والله ما نريد غيره . قال : فإني له ، فقال أبو بكر : إذا قمنا في الصلاة صلاة الفجر فقم إلى جانبه ومعك السيف . فإذا سلمت فاضرب عنقه . قال : نعم . فافترقوا على ذلك .
ثم إن أبا بكر تفكر فيما أمر به من قتل علي عليه السلام وعرف أنه إن فعل ذلك وقعت حرب شديدة وبلاء طويل ، فندم على ما أمره به . فلم ينم ليلته تلك حتى أصبح ثم أتى المسجد وقد أقيمت الصلاة . فتقدم فصلى بالناس مفكرا لا يدري ما يقول .
وأقبل خالد بن الوليد متقلدا بالسيف حتى قام إلى جانب علي عليه السلام ، وقد فطن
علي عليه السلام ببعض ذلك . فلما فرغ أبو بكر من تشهده صاح قبل أن يسلم : ( يا خالد لا تفعل ما أمرتك ، فإن فعلت قتلتك ) ثم سلم عن يمينه وشماله .
فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيب خالد وانتزع السيف من يده ، ثم صرعه وجلس على صدره وأخذ سيفه ليقتله ، واجتمع عليه أهل المسجد ليخلصوا خالدا فما قدروا عليه .
فقال العباس : حلفوه بحق القبر ( لما كففت ) . فحلفوه بالقبر فتركه ، وقام فانطلق إلى منزله .
وجاء الزبير والعباس وأبو ذر والمقداد وبنو هاشم ، واخترطوا السيوف وقالوا :
( والله لا تنتهون حتى يتكلم ويفعل ) واختلف الناس وماجوا واضطربوا .
وخرجت نسوة بني هاشم فصرخن وقلن : ( يا أعداء الله ، ما أسرع ما أبديتم العداوة
لرسول الله وأهل بيته لطالما أردتم هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلم تقدروا عليه ، فقتلتم ابنته بالأمس ، ثم أنتم تريدون اليوم أن تقتلوا أخاه وابن عمه ووصيه وأبا ولده ؟ كذبتم ورب الكعبة . ما كنتم تصلون إلى قتله ) .
حتى تخوف الناس أن تقع فتنة عظيمة .
(كتاب سليم بن قيس الهلالي ص 148 ص 392 )
ومحاولة الحميري وثمنها ثلاثين ألف دينار من معاوية، وهي حادثة أفعى الخف في مسجد الكوفة التي أشترك بها المنافق عمرو بن حريث المخزومي (المناقب2/97) .....
والحق إن جريمة قتل مولانا المرتضى (عليه السلام)، اشترك فيها الكثير من المجرمين وأهمهم الجهات الأربعة المذكورة أعلاه وان كان التنفيذ بيد الخارجي بن ملجم عليه اللعنة وسوء العذاب ، إضافة إلى الأوباش الذين ساعدوا في ارتكاب هذه الجريمة النكراء ، يبقى سؤال أود طرحه ومحاولة الإجابة عليه بحول الله وقوته ، وهو:
إن لم يكن معاوية مشارك في حياكة هذه الخطة وكان فعلا مشمول بالقتل كون الخطة تم حياكتها من قبل حكومة الغرب الكافر فلماذا يتم شموله بالقتل مع انه متفق معهم بالهدف والمصلحة ؟
فيكون الجواب وعلى سبيل الأطروحة :
إنهم (أي الغرب الكافر) وجدوا ضعف من قبل معاوية في مواجهته لأمير المؤمنين(عليه السلام) فرأوا من المصلحة استبداله ، وأظن انه علم بهذه الخطة متأخرا ولذلك دخل معهم بعد استشهاد الإمام الحسن (عليه السلام) وبعد تفرغه لهم بمعارك عديدة .
وفي نهاية هذا القسم من البحث ، أقول :
لازال الكثير من المسلمين يجهلون سلسة القتلة الذين ارتكبوا جريمة قتل المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وقتل أخيه المرتضى(عليه السلام) وما هذا البحث الا محاوله متواضعه في ذلك ان شاء الله ، وسوف يأتي اليوم الذي تنكشف فيه الحقائق للقاصي والداني ، وسيعلم الذين ظلموا محمد وآل محمد أي منقلب ينقلبون
والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم.
من مصادر ومراجع المبحث:
1 ـ القرآن الكريم
2ـ خطب الجمعة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس الله نفسه الزكية)/ هيئة تراث السيد الشهيد../ طبع : دار ومكتبة البصائرـ بيروت / ط1 1434هج
3ـ تأسيس الإسلام بين الكتابة والتأريخ تأليف الفريد لويس دي بريمار ترجمة عيسى محاسبي (دار الساقي)
4 ـ الطبقات الكبرى لأبن سعد ج1/ج4/ج7
4 ـ الموسوعة الإسلامية ج8
5 ـ سيرة ابن هشام ج2/ص590ـ592
6 ـ بيزنطة والعرب في القرن السادس عرفان شهيد ص322/325/664
7ـ (كتاب سليم بن قيس / تأليف: التابعي سليم بن قيس الهلالي( 2 قبل الهجرة - 76 هجرية )/ تحقيق: محمد باقر الأنصاري الزنجاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق