الأحد، 5 يوليو 2015

مقتل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(ع)(القسم 3)


مقتل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(ع)(القسم 3)
ثالثا ـ حادثة الاستشهاد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
في الإرشاد للشيخ المفيد (ص15 ) , وفي مناقب آل أبي طالب لأبن شهرآشوب( ج3 ص308 ) , وفي المناقب لأبي مؤيد الخوارزمي (ص284 ) ,.....
نقل سيد صالح سيد مهدي القزويني ملخص ماذكره الجميع وكما يلي :
إن نفرا من الخوارج اجتمعوا بمكة فتذاكروا الأمراء فعابوهم , وعابوا أعمالهم وذكروا أهل النهروان فترحموا عليهم .
وقال بعضهم لبعض لو أنا شرينا الله أنفسنا فأتينا أئمة الضلال فطلبنا غرتهم وأرحنا العباد والبلاد منهم وثأرنا لإخواننا الشهداء بالنهروان .
وقالوا : مانصنع بالحياة الدنيا بعدهم أولئك كانوا دعاة الناس إلى ربهم لايخافون لومة لائم . فتعاهدوا عند انقضاء الحج على ذلك . فقال عبد الرحمن بن ملجم : أنا أكفيكم علي بن أبي طالب , وقال البرك بن عبد الله التميمي : أنا أكفيكم معاوية , وقال عمرو بن بكر مولى بني العنبر بن عمر بن تميم : أنا أكفيكم عمرو بن العاص .
فتعاهدوا على ذلك وتواثقوا بالله عليه , وأن لاينكل أحد منهم عن صاحبه الذي تكفل به حتى يقتله أو يموت دونه . فأخذوا سيوفهم فشحذوها ثم سقوها السم , وتوجه كل منهم إلى جهة صاحبه الذي تكفل به وتواعدوا على أن يكون وثوبهم في ليلة واحدة , وتوافقوا على أن تكون هذه هي الليلة التي يسفر صباحها عن يوم التاسع عشر من شهر رمضان . فأما البرك فقصد الشام وضرب معاوية وهو راكع في صلاة الصبح فوقعت الضربة في إليته من فوق ثياب كثيرة فجرحه جرحا يسيرا , وقبض على البرك , فقال لمعاوية عندي خبر أسرك به فأن أخبرتك أنا آمن في ذلك عندك . قال : نعم , قال : إن عليا قتل في هذه الليلة , قتله أخ لي . قال : وكيف , فأخبره بخبرهم ثلاثتهم , وما عقدوا عليه . فقال : ولعله لم يقدر على ذلك اقتلوه فأخذ وقتل .
وقيل انه استبقاه إلى أن ورد الخبر بقتل أمير المؤمنين(ع) فخلى سبيله .
وبعث معاوية إلى طبيب يقال له الساعدي وكان حاذقا فأراه جراحته , فلما نظر إليها قال : اختر أما أحمي لك حديده فأضعها موضع السيف , وأما أسقيك شربة تقطع بها عنك الولد , وتبرأ , فأن ضربته مسمومة . فقال معاوية : أما النار فلا صبر لي عليها , وأما الولد ففي يزيد وعبد الله ما تقر بهما عيني . فسقاه شربة فبرء , ولم يولد له بعدها . فأمر معاوية بعد ذلك بالمقصورات في المسجد وحرس الليل وقيام الشرطة على رأسه . وهو أول من عمل المقصورات في الإسلام .
وأما الرجل الثاني فهو عمرو بن بكر : فأنه وافى عمرو بن العاص في صبيحة تلك الليلة وقد وجد عمرو علة , فاستخلف رجلا يصلي بالناس يقال له خارجة فضربه بسيفه وهو يظن انه ابن العاص . فوقعت الضربة في خارجة فقتلته فمات منها في اليوم الثاني , وأخذ قاتل خارجة وأدخل على عمرو , فقال : من قتلت . قال يقولون خارجة , قال : من أردت . قال : أردت عمروا , وأراد الله خارجة . فصار مثلا . فأمر به عمرو فقتل .
وأما الثالث : فهو عبد الرحمن بن ملجم ألمرادي وكان في كنده فأنه لما أتى الكوفة لقي بها جماعة من أصحابه فكاتمهم أمره كراهة أن يظهر عليه شيء من ذلك . فمر في بعض الأيام بدار من دور أهل الكوفة فيها عرس , فخرج منها نسوة فرأى فيهن امرأة جميلة فائقة بالحسن والجمال يقال لها قطام بنت الاصبغ التميمي فهواها ووقع في قلبه محبتها . فقال لها ياجاريه أيم أنت أم ذات بعل , قالت بل أيم , فقال هل لك في زوج لاتذم أخلاقه . قالت نعم ولكن لي أولياء أشاورهم فتبعها فدخلت دارا وخرجت إليه . فقالت : إن أوليائي أبوا أن يزوجوني إياك إلا عن ثلاثة ألاف وعبد وقينه . قال : لك ذلك . قالت : وشريطه أخرى . قال : وما هي , قالت : قتل علي بن أبي طالب , فأنه قتل أبي وأخي يوم النهروان . قال : ويحك ومن يقدر على قتله وهو فارس الفرسان وواحد الشجعان . فقالت : لاتكثر إلينا فذاك أحب إلينا من المال إن كنت تفعل ذلك وتقدر عليه وإلا فاذهب إلى سبيلك . فقال لها :ـ أما قتل علي فلا أقدر عليه ولكن أن رضيت أضربه بسيفي ضربة واحدة . قالت قد رضيت ولكن التمس غرته لضربتك فان أصبته انتفعت بنفسك وهناك العيش معي وان قتلت فما عند الله خير وأبقى من الدنيا وزينة أهلها . فقال : أما والله ماأقدمني إلى هذا المصر وقد كنت هاربا منه لا من أهله إلا ما سألتني من قتل علي بن أبي طالب ولك ماسألتني . فقالت : له قطام أذا كان الأمر على ما ذكرت فدعني أطلب لك من يشد ظهرك ويساعدك على أمرك . فقال : لها افعلي .
فبعثت إلى رجل من أهلها يقال له وردان بن مجالد من تميم الرباب فخبرته الخبر , وسألته معونة ابن ملجم . فتحمل لها ذلك وأجابها إليه وجاء بن ملجم إلى رجل من أشجع يقال له شبيب بن بجرة , وكان على رأى الخوارج , فقال له : ياشبيب هل لك في شرف الدنيا والآخرة . قال له : وما ذاك . قال : قتل علي بن أبي طالب . فقال له : يابن ملجم ثكلتك أمك , وهبلتك الهبول لقد جئت ادا . وكيف تقدر على ذلك , فقال بن ملجم : نكمن له في المسجد الأعظم فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه فان نجونا شفينا ما في أنفسنا وأدركنا ثأرنا , وان قتلنا فما عند الله خير وأبقى من الدنيا وما فيها ولنا أسوة بأصحابنا الذين سبقونا . فقال له : ويحك , لو كان غير علي لكان أهون علي , وقد عرفت بلائه بالإسلام وسابقيته مع النبي , وما أجد نفسي تنشرح لقتله . قال له بن ملجم , الم تعلم انه قتل أهل النهروان العباد المصلين , قال:ـ بلى , قال: فنقتله بمن قتل من أخواننا . فلم يزل به حتى أجابه إلى ذلك فاقبل معه حتى دخلا على قطام وهي معتكفة في المسجد الأعظم وقد ضربت عليها قبة فقال لها قد اجتمع رأينا على قتل هذا الرجل . قالت : لهما إذا أردتما ذلك فالقياني في هذا الموضع . فانصرفا من عندها , وقال بن ملجم لصاحبه :ـ ليكن وثوبنا في الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان فإنها هي الليلة التي تواعدت أنا وصاحبي بها على أن يثب كل واحد منا فيها على صاحبه الذي تكفل بقتله .
وكان أمير المؤمنين(عليه السلام ) في السنة التي قتل فيها يفطر ليلة عند الإمام الحسن(عليه السلام) وليلة عند الإمام الحسين(ع) وليلة عند عبد الله بن جعفر لا يزيد على ثلاث أو أربع لقم ويقول:
يأتيني أمر ربي وأنا خميص الحشا إنما هي ليال قلائل (سيد صالح عن المناقب ص283) , وقال (ع) مرة لأبنته أم كلثوم :
يابنية إني أراني قل ما أصحبكم . قالت : وكيف ذاك ياأبتاه . قال(ع): إني رأيت نبي الله في منامي وهو يمسح الغبار عن وجهي وهو يقول : ياعلي لاعليك قد قضيت ما عليك
وفي رواية أخرى , قال (عليه السلام) : ملكتني عيني وأنا جالس فسنح لي رسول الله . فقلت : يا رسول الله اشكوا إليك مالقيت من أمتك . قال : أدع عليهم . فقلت : أبدلني الله بهم خيرا منهم وأبدلهم بي شرا مني .
قال الاصبغ بن نباته : خطبنا أمير المؤمنين (ع) في الشهر الذي قتل فيه . فقال :
أتاكم شهر رمضان . وهو سيد الشهور وأول السنة , وفيه تدور رحى السلطان إلا وأنكم حاجوا العام صفا واحدا وآية ذلك إني لست فيكم .
قال فهو ينعى نفسه ونحن لاندري(سيد صالح عن روضة الواعظين للنيسابوري ج1ص135) .
وروى نوف البكالي قال : خطبنا أمير المؤمنين(ع) بالكوفة وهو قائم على حجارة نصبها له جعده بن هبيرة المخزومي , وعليه مدرعة من صوف وحمائل سيفه من ليف وكأن جبينه ثفنة بعير . فقال من جملة ما خطب :
أيها الناس إني قد بثثت لكم المواعظ التي وعظ بها الأنبياء أممهم , وأديت إليكم ماأدت الأوصياء إلى من بعدهم , وأدبتكم بسوطي فلم تستقيموا , وحدوتكم بالزواجر فلم تستوسقوا , لله أنتم أتتوقعون إماما غيري يطأ بكم الطريق , ويرشدكم السبيل , ألا وأنه قد أدبر من الدنيا ما كان منها مقبلا , وأقبل منها ماكان منها مدبرا ,وأزمع الرحال عباد الله الأخيار , فباعوا قليلا من الدنيا لايبقى بكثير من الآخرة لايفنى , ما ضر إخواننا الذين سفكت دماؤهم بصفين أن لايكونوا اليوم أحياء يسيغون الغصص , ويشربون الرنق . فقد والله لقوا الله فوفاهم أجورهم , وأحلهم دار الأمن من بعد خوفهم , أين أخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق . أين عمار بن ياسر , وأين بن التيهان , وأين ذو الشهادتين , وأين نظراؤهم من أخواننا الذين تعاقدوا على المنية . قال , ثم ضرب يده على لحيته وأطال البكاء وقال :
أوه على أخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه , وتدبروا الفرض فأقاموه , وأحيوا السنة وأماتوا البدعة , دعوا للجهاد فأجابوا ووثقوا بالقائد فاتبعوا . ثم نادى بأعلى صوته ـ الجهاد الجهاد عباد الله ألا واني معسكر في يومي هذا فمن أراد الرواح إلى الله ورسوله فليخرج .
قال نوف وعقد للحسين في عشرة ألاف , ولقيس بن سعد في عشرة ألاف , ولأبي أيوب الأنصاري في عشرة ألاف , ولغيرهم في أعداد أخر , وهو يريد الرجعة إلى صفين فما دارت الجمعة حتى ضربه ابن ملجم فتراجعت العساكر فكنا كأغنام فقدت راعيها تختطفها الذئاب من كل مكان .
وروى أبو مخنف قال : قالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين (عليها السلام) لما كانت ليلة تسعة عشر من شهر رمضان قدمت لأبي عند إفطاره قرصين من خبز الشعير وقصعة فيها لبن وجريش ملح فلما فرغ من صلاته أقبل على فطوره فلما نظر إليه وتأمله حرك رأسه وبكى بكائا شديدا وقال:
بنية تقدمين إلى أبيك ادامين في طبق واحد تريدين أن يطول وقوفي بين يدي الله عز وجل وأنا أريد أن أتبع أخي وابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله , فأنه ما قدم له أدامان في طبق واحد إلى أن قبضه الله إليه . يابنية مامن رجل طاب مطعمه ومشربه وملبسه إلا طال وقوفه بين يدي الله عز وجل . يابنية إن الدنيا في حلالها حساب , وفي حرامها عقاب . وقد أخبرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله , إن جبرئيل نزل عليه وعنده مفاتيح كنوز الأرض . فقال : يامحمد إن ربك يقرئك السلام ويقول إن شئت صيرت لك جبال تهامة ذهبا وفضة . وهذه كنوز الأرض ولم ينقص من حضك شيء . فقال صلى الله عليه وآله : ياجبرئيل ما يكون بعد ذلك . قال : الموت . قال : إذا لاحاجة لي في الدنيا دعني أجوع يوما , وأشبع يوما . فاليوم الذي أجوع فيه أتضرع إلى ربي وأسأله , واليوم الذي أشبع فيه أحمد ربي وأشكره . فقال جبرئيل : وفقت لكل خير يامحمد . ثم قال (ع): يابنية لاآكل شيئا حتى ترفعي أحد الأدامين , قالت : فأردت أن أرفع الملح فأشار إلي أن ارفعي اللبن . فلما رفعته تقدم فأكل من ذلك الطعام قرصا واحدا مطعوما بجريش الملح ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قام إلى مصلاه فصلى ولم يزل راكعا وساجدا متبتلا إلى الله ثم ينظر إلى السماء ويتململ ثم رقد هنيئة فانتبه مرعوبا ونهض قائما على قدميه وهو يقول :
اللهم بارك لنا في لقائك ويكثر من قول لاحول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم . ثم صلى حتى ذهب بعض الليل , ثم جلس للتعقيب فنامت عيناه وهو جالس , ثم انتبه مرعوبا , قالت أم كلثوم فجمع أولاده وقال لهم في هذا الشهر تفقدونني , وقد رأيت رؤيا أهالتني وأريد أن أقصها عليكم . قالوا وما هي . قال(ع):
إني رأيت الساعة رسول الله في منامي وهو يقول : ياأبا الحسن انك قادم إلينا عن قريب فهلم إلينا فما عندنا خير إليك وأبقى .
فلما سمعوا كلامه ضجوا بالبكاء والنحيب فأمرهم بالسكوت فسكتوا , ولم يزل تلك الليلة قائما وقاعدا وراكعا وساجدا ثم يخرج ساعة بعد ساعة يقلب طرفه في السماء وينظر في الكواكب وهو يقول :
والله ماكذبت ولا كذبت وإنها الليلة التي وعدت فيها ثم يعود إلى مصلاه وهو يقول : اللهم بارك لي في الموت , ويحوقل ويصلي على النبي , ويستغفر الله كثيرا ..............
وأما ما كان من أمر أبن ملجم وصاحبيه فإنهم جاءوا تلك الليلة إلى قطام وهي في المسجد معتكفة فدعت لهم بحرير فعصبت به صدورهم , وتقلدوا أسيافهم ومضوا وجلسوا مقابل السدة التي كان يخرج منها أمير المؤمنين (ع) إلى الصلاة . وقد كانوا قبل ذلك القوا إلى الأشعث بن قيس ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمنين (ع) فواطئهم عليه وحظر تلك الليلة بمعونتهم على ما اجتمعوا عليه
وقد كان حجر بن عدي في تلك الليلة باءتا في المسجد فسمع الأشعث يقول لأبن ملجم : النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح , فأحس حجر بما أراد الأشعث . فقال له :، قتلته ياأعور .
فخرج حجر مبادرا لأمير المؤمنين (ع) ليخبره بخبر القوم من غدرهم فخالفه في الطريق وسبقه (ع) إلى المسجد ووصل قريبا من السدة التي جنبها القوم نادى عباد الله الصلاة الصلاة فوثبوا إليه , فأما أبن ملجم فضربه بالسيف على رأسه ونادى الحكم لله لالك ياعلي ولا لأصحابك , وأما شبيب فأخطأه ووقعت ضربته في الطاق
فصاح علي(عليه السلام) فزت ورب الكعبه . أيها الناس لايفوتكم ابن ملجم فانه قد قتل أمامكم .
وفي رواية أبي مخنف , إن القوم أمهلوه حتى دخل في الصلاة فلما أن رفع رأسه من السجدة الأخيرة رفع أبن ملجم سيفه وضرب أمير المؤمنين (ع) وتعمد بالضربة رأسه فشقه إلى موضع سجوده فوقع (ع) لوجهه في محرابه وهو يقول :
بسم الله وبالله هذا ما وعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله وجعل يحثوا ترابا وهو يقول (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى )
فاصطفقت أبواب المسجد الجامع , وضجت الملائكة وهبت ريح سوداء مظلمة ونادى مناد من السماء بصوت يسمعه كل مستيقظ :
تهدمت والله أركان الهدى , وانطمست أعلام التقى , وانفصمت العروة الوثقى , قتل علي المرتضى , قتل الوصي المجتبى قتله أشقى الأشقياء ...
قال عبد الله الأزدي : ثم إن القوم هربوا نحو أبواب المسجد وتبادر الناس لأخذهم .
فأما وردان بن مجالد فانه أفلت , وانسل بين الناس . وقيل انه قتل في المسجد .
وأما شبيب بن بجرة فأخذه رجل من حضرموت فصرعه وجلس على صدره وأخذ السيف من يده ليقتله فرأى الناس يقصدون نحوه فخشى أن يعجلوا عليه ولا يسمعوا منه فوثب عن صدره وخلاه وطرح السيف من يده ومضى شبيب هاربا حتى دخل منزله فدخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره , فقال : ما هذا ؟ لعلك قتلت أمير المؤمنين (ع) فأراد أن يقول لا , فقال : نعم , فمضى أبن عمه واشتمل على سيفه ثم دخل عليه فضربه به حتى قتله .
وأما ابن ملجم فان الناس تبادروا على أخذه فحمل عليهم فأفرجوا له فاستقبله المغيرة بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب فرمى عليه قطيفة كانت عنده فاحتمله وضرب به الأرض , وقعد على صدره وأخذ السيف من يده واجتمع الناس عليه فأوثقوه كتافا .
وحمل اميرالمؤمنين (ع) إلى منزله وصلى بالناس جعده بن هبيرة المخزومي .
قال الشيخ المفيد(الأرشادص14): وأدخل ابن ملجم على أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما نظر إليه (ع) قال :
النفس بالنفس إن أنا مت فاقتلوه كما قتلني , وأن سلمت رأيت فيه رأيي . فقال ابن ملجم (لعنه الله): والله لقد اشتريت سيفي بألف وسممته بألف , فأن خانني فأبعده الله .
قال ونادته أم كلثوم : ياعدو الله قتلت أمير المؤمنين , قال إنما قتلت أباك . قالت : ياعدو الله إني أرجوا أن لايكون عليه بأس . فقال : أراك إنما تبكين علي إذا والله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم . فأخرج من بين يدي أمير المؤمنين(ع) وان الناس لينهشون لحمه بأسنانهم كأنهم السباع وهم يقولون ياعدوالله ماذا صنعت أهلكت أمة محمد , وقتلت خير الناس , وانه لصامت لايتكلم فذهبوا به إلى الحبس وجاء الناس إلى أمير المؤمنين(ع) فقالوا ياأمير المؤمنين مرنا بأمرك في عدو الله فقد أهلك الأمة , وأفسد الملة . فقال (ع) :ـ إن عشت رأيت فيه رأيي وان هلكت فاصنعوا به ما يصنع بقاتل النبي ..
وعن الأصبغ بن نباته قال : لما ضرب ابن ملجم أمير المؤمنين(ع) غدوت مع نفر من أصحابنا كالحرث وسويد بن غفلة وجماعة معنا فقعدنا على الباب فسمعنا البكاء من داخل الدار فبكينا .
فخرج إلينا الحسن (عليه السلام) وقال :
يقول لكم أمير المؤمنين انصرفوا إلى منازلكم فانصرف القوم عبرى فاشتد البكاء من منزله فبكيت فخرج الحسن(عليه السلام ) وقال :
الم اقل لكم انصرفوا , فقلت : لا والله يابن رسول الله ما تتابعني نفسي ولاتحملني رجلي أن أنصرف حتى أرى أمير المؤمنين(ع) .
قال : وبكيت فدخل الحسن(ع) فلم يلبث أن خرج فقال لي : ادخل فدخلت على أمير المؤمنين(عليه السلام) فإذا هو مستند إلى مصلاه معصب الرأس بعمامة صفراء قد نزف دمه , واصفر وجهه فلم أدر أوجهه أشد صفرة أم العمامة , فأكببت عليه وقبلته وبكيت . فقال :
لاتبك ياأصبغ فإنها والله الجنة . فقلت له جعلت فداك إني لأعلم والله انك تصير إلى الجنة لكن أبكي لفقداني اياك .
واستأذن عليه صعصعة بن صوحان وقد أتاه عائدا فلم يكن عليه اذن فقال صعصعة للأذن : قل له يرحمك الله ياأمير المؤمنين حيا وميتا فلقد كان الله في صدرك عظيما ولقد كنت بذات الله عليما فابلغه الأذن اليه . فقال (ع) :
قل له وأنت يرحمك الله لقد كنت خفيف المؤونة , كثير المعونة .
ودعى أمير المؤمنين(ع) بدواة وصحيفة وكتب وصيته :
(بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أوصى بأنه يشهد أن لااله الا الله , وأن محمدا عبه ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون صلوات الله وسلامه عليه , إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين .
أوصيك ياحسن وجميع ولدي وأهل بيتي ومن بلغه كتابي هذا بتقوى الله ربنا وربكم ولا تموتن إلا وانتم مسلمون (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) فاني سمعت رسول الله يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام , انظروا ذوي أرحامكم فصلوها يهون الله عليكم الحساب .
الله الله في الأيتام فلا تغيرن أفواههم بحضرتكم .
الله الله في جيرانكم فإنها وصية رسول الله (ص) فما زال يوصينا بهم حتى ظننا انه سيورثهم .
الله الله في القرآن فلا يسبقكم في العمل به غيركم .
الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم .
الله الله في زكاة أموالكم فإنها تطفئ غضب ربكم .
الله الله في أهل بيت نبيكم فلا يظلمن بين أظهركم .
الله الله في أصحاب نبيكم فان رسول الله أوصى بهم .
الله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معائشكم .
الله الله فيما ملكت أيمانكم فانه آخر وصية رسول الله إذ قال أوصيكم بالضعيفين فيما ملكت أيمانكم . ثم الصلاة الصلاة لاتخافوا في الله لومة لائم , يكفيكم من بغى عليكم وان أرادكم بسوء قولوا للناس حسنا كما أمركم الله به , ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيتولى ذلك غيركم فتدعون فلا يستجاب لكم .عليكم بالتواضع والتباذل والتبادر , وإياكم والتقاطع والتفرق (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب). حفظكم الله من أهل بيت , وحفظ فيكم نبيكم . استودعكم الله خير مستودع وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته )(سيد صالح عن تحف العقول للحراني ص140 , تاريخ الطبري ج5 ص148)
ودعا أمير المؤمنين (ع) حسنا وحسينا . فقال :
أوصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا وان بغتكما , ولا تبكيا على شيء زوي عنكما منها , وقولا الحق , وارحما اليتيم , وأعينا الضعيف , واصنعا للآخرة , وكونا للظالم خصما , وللمظلوم أنصارا, واعملا بما في كتاب الله ولا تأخذكما في الله لومة لائم .
ثم نظر إلى محمد بن الحنفية , وقال : هل حفظت ما أوصيت به أخويك , قال : نعم , فقال(عليه السلام): فاني أوصيك بمثله , وأوصيك بتوقير أخويك لعظم حقهما عليك , ولاتوثق أمرا , ثم قال(ع) :
أوصيكما به فانه أخوكما وابن أبيكما وقد علمتما أن أباكما يحبه . ثم قال (عليه السلام) :
ياحسن أبصروا ضاربي , أطعموه من طعامي , واسقوه من شرابي فان عشت فانا أولى بحقي , وان أنا مت فاضربوه ضربة ولا تمثلوا به فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور (سيد صالح عن المناقب للخوارزمي ص280 )
وروى ابومخنف عن محمد بن الحنفية قال: بتنا ليلة عشرين من شهر رمضان وأنا مع أبي وإذا بالسم قد نزل في جميع بدنه وكان يصلي تلك الليلة من جلوس , ولم يزل يوصينا بوصاياه ويعزينا عن نفسه , فلما أصبح استأذن الناس عليه فأذن لهم فجعلوا يسلمون عليه وهو يرد عليهم السلام ثم انه قال :
سلوني قبل أن تفقدوني فقال لهم الحسن(ع) خففوا سؤالكم لمصيبة إمامكم فأشفقت الناس عليه .
قال ابن عباس : كنت ليلة إحدى وعشرين جالسا عند أمير المؤمنين عليه السلام ولم أفارقه فقام إليه حجر بن عدي فلما رآه الأمام ابتدأه بالكلام وقال له :
ياحجر كيف بك إذا دعيت إلى البراءة مني , فقال له حجر : حاش لله ياسيدي والله لو قطعت إربا إربا وأضرمت لي النار وألقيت فيها لما تبرأت منك وكان ذلك العذاب أحب إلي من البراءة ياسيدي . فقال له (ع) : وفقت للخير ياحجر وجزاك الله عنا خيرا .
قال محمد بن الحنفية : لما كانت ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان جعل جبينه يرشح عرقا وهو(ع) يمسحه بيده . فقلت : ياأبه مالي أراك تمسح جبينك . فقال(ع):
يابني لن المؤمن إذا نزل به الموت عرق جبينه , وسكن أنينه . ثم سمى أولاده كلهم بأسمائهم وجعل يقلبهم ويودعهم واحدا بعد واحد وهو يقول الله خليفتي عليكم . وهم يبكون بين يديه . فقال له الحسن(ع): ياأبتاه ما دعاك إلى هذا . فقال (ع) : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله قبل هذه الكائنة بليلة فشكوت إليه ماأنافيه من البلاء والأذى من هذه الأمة . فقال : ادع عليهم . فقلت : اللهم أبدلهم بشر مني , وأبدلني بخير منهم . قال (ص): قد استجاب الله دعوتك . ثم قال : أن الله سينقلك إلينا بعد ثلاثة أيام وقد مضت الثلاثة ياأبا محمد أوصيك بأبي عبد الله خيرا فأنتما مني وأنا منكما .
ثم التفت إلى أولاده الذين هم من غير فاطمة وأوصاهم أن لايخالفوا الحسن والحسين , ثم قال(عليه السلام):
أحسن الله لكم العزاء واني منصرف عنكم وراحل في ليلتي هذه ولاحق بحبيبي رسول الله كما دعاني فإذا مت فغسلني ياأبا محمد وكفني وحنطني ببقية حنوط جدك رسول الله فانه من كافور الجنة جاء به جبرئيل . ثم ضعني على سريري ولا يحمل أحدكم مقدمه , واحملوا مؤخره , واتبعوا مقدمه فان وضع المقدم فضعوا المؤخر فهو موضع قبري .
ياحسن ثم صلي علي سبعا , واعلم انه لاتجوز هذه الصلاة على أحد غيري إلا على رجل يخرج في آخر الزمان اسمه القائم المهدي من ولد أخيك الحسين .
فإذا صليت ياحسن فنح السرير عن موضعه ثم أكشف التراب عنه فسترى قبرا محفورا ولحدا مشقوقا , وساحة منقورة فألحدوني فيه فإذا أردت الخروج من قبري فافقدني فانك لن تجدني فاني لاحق برسول الله صلى الله عليه وآله. واعلم يابني انه مامن نبي يموت وان كان في المشرق , ويموت وصيه وان كان في المغرب إلا ويجمع الله بينهما وبين روحيهما ثم يفترقان تروح روح كل واحد منهما إلى قبره وموضع رمسه . ثم قال :
ياأبامحمد . ويا أباعبد الله كأني بكما وقد خرجت بعدي عليكما الفتن فاصبرا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين .
ثم قال (ع): ياأبا عبد الله أنت شهيد هذه الأئمة فعليك بتقوى الله والصبر على بلائه . ثم دار عينيه على أهل بيته كلهم وقال :
استودعكم الله , والله خليفتي عليكم وكفى بالله خليفة . ثم قال :
يا أبا محمد إذا وضعتني في قبري فاشرح اللحد باللبن وأهل التراب علي , ثم غيب قبري , ثم اعرض عنهم . وقال : وعليكم السلام يارسل ربي . ثم قال (عليه السلام) : لمثل هذا فليعمل العاملون (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) ثم لم يزل ينطق بلا اله إلا الله حتى فاضت نفسه الزكية (ع) , ليلة الجمعة لإحدى وعشرين ليلة من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة .....
قال محمد بن الحنفية: ثم أخذنا بجهازه (ع) , وكان الحسن يغسله والحسين يصب عليه الماء .
وكان (ع) لايحتاج إلى من يقلبه بل كان يتقلب بين أيديهم يمينا وشمالا وكانت رائحته أطيب من المسك والعنبر. ثم نادى الحسن أخته أم كلثوم وقال :
يا أختاه هلمي إلي بباقي حنوط جدي صلى الله عليه وآله , فاتته به فلما فتح القارورة التي فيها الحنوط فاحت رائحته في الكوفة بأسرها من ذلك الطيب .
فلما فرغ من غسله وحنوطه كفنه في خمسة أثواب ووضعه على سريره . وكان ذلك قبل الفجر . وجعلنا ننظر إلى مقدمه متى يرتفع فلما ارتفع مقدم السرير حمل الحسن والحسين مؤخره وخرج مما يلي باب كنده . وكانت الأشجار والحيطان تنحني عليه يمينا وشمالا.
فمضى مستقيما فضج أهل الكوفة بالبكاء والنحيب والعويل والنساء مكشوفات الوجوه , ناشرات الشعور .
فالتفت الحسن (عليه السلام) وردهن إلى خدورهن وهو يقول :
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , انا لله وإنا إليه راجعون , وآانقطاع ظهراه عليك ياأبتاه لقد علمنا مصابك البكاء فإلى الله المشتكى .
ثم أتى المسجد الذي يقال له مسجد الجماعة فوضع السرير فتقدم الحسن (ع) وصلى عليه سبعا فارتفع مقدم السرير فرفعوا مؤخره ولا يرى من حمل مقدمه وكان الذي حمله من مقدمه جبرئيل وميكائيل فما مر السرير بشيء من الأرض إلا انحنى عليه ساجدا حتى أتى إلى الغري فوضع مقدمه فوضعوا مؤخره فوجدوا الصخرة ثم كشفوا التراب وإذا بقبر محفور ولحد مشقوق من حجارة منقورة مكتوب عليها هذا ما ادخره له جده نوح (ع) فلما أنزلوه فيه وإذا بمناد يسمعه كل من كان حاضرا يقول انزلوه إلى التربة الطاهرة فقد اشتاق الحبيب إلى الحبيب والحد أمير المؤمنين (ع) قبل الفجر
فسلام الله عليك يامولى الموحدين يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا , واللعنة الأبدية على كل من شارك في قتلك أو سمع بذلك فرضي به .
وقبل إنهاء هذا القسم من البحث , من الفائدة ذكر الإجابة على سؤال جال في ذهن الكثير من الناس وهو :
لماذا يقدم المعصوم (ع)على القتل مع علمه بقاتله وساعة مقتله...
ولمعرفة صوره من صور الجواب على هذا السؤال نذكر مايلي :
أولا ـ
ورد عن المعصوم (ع) اجابه عن هذا التساؤل كما في رواية ( رسول كاظم عن مختصر البصائر ص121)عن علي بن رئاب عن ضريس ألكناسي , منها , إن حمران قال لأبي جعفر(ع): يابن رسول الله أرأيت ماكان من قيام أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام) وخروجهم وقيامهم بدين الله وما أصيبوا به من قبل الطواغيت والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا .. فقال أبو جعفر(عليه السلام) :
( ولو أنهم حين نزل بهم مانزل من ذلك سألوا الله تعالى أن يرفع عنهم ذلك وألحوا عليه في إزالة الطواغيت عنهم وذهاب ملكهم لكان ذلك أسرع من سلك منظوم انقطع وتبدد وما كان الذي أصابهم لذنب اقترفوه ولا لعقوبة موجبة خالفوه فيها ولكن لمنازل وكرامة من الله تعالى أراد أن يبلغوها فلا تذهب بك المذاهب).
ثانيا ـ
اجاب علمائنا العاملين(قدس سرهم) عن هذا السؤال , وكما يلي:
ا ـ قال الشيخ المفيد( رسول كاظم عن البحار 42/259 عن المسائل العكبرية للشيخ المفيد)قال:
انه لايمتنع أن يتعبد الله تعالى بالصبر على الشهادة والاستسلام للقتل ليبلغه بذلك علو الدرجات مالا يبلغه إلا به ولعلمه انه يطيعه في ذلك طاعة لو كلفه سواه لم يردها(انتهى).
ب ـ قال العلامة الحلي (رسول كاظم عن البحار 42/259 ) , فقال:
إن تكليفه(عليه السلام) مغاير لتكليفنا فجاز أن يكون بذل مهجته الشريفة في ذات الله تعالى كما يجب على المجاهد الثابت وان كان ثباته يفضي إلى القتل(انتهى).
ج ـ قال الشيخ أحمد الاحسائي(رسول كاظم عن جوامع الكلم ج1ص110)فقال:
فإذا قرب رحيلهم (المعصومين(ع))إلى العالم العلوي حصل لهم ميل وتوجه وانصراف إلى جهة مقصدهم بمقتضى إجابة دعوة الله سبحانه(انتهى).
د ـ قال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره)(أضواء على ثورة الإمام الحسين(ع)للسيد الشهيد , وفيه اجابه مفصلة من ص36 إلى ص45 ):
.. إن المعصوم عليه السلام يعلم بتكليف شرعي من الله عز وجل بالإلهام أو بالرواية عن جده النبي(ص) تكليفا وجوبيا أواستحبابيا بالسير في هذا الطريق , طريق الموت , فهو بذلك يؤدي امتثاله لذلك التكليف الوجوبي أو الاستحبابي قربة إلى الله تعالى ورجاء لرضاء الله سبحانه وثوابه تماما كالعبد المؤمن الاعتيادي حين يصلي أو يصوم أو يحج أو يتعبد عبادة واجبة أو مستحبة (انتهى)
وفي ختام هذا البحث أسأل المولى القدوس أن يحيينا حياة مولانا علي ويميتنا ممات مولانا على وان يجعلنا من شيعته ومحبيه وان لايحرمنا زيارته وشفاعته انه على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم .
بعض مصادر هذا البحث:ـ
1 ـ مقتل أمير المؤمنين (ع) ـ سيد صالح سيد مهدي الحسيني القز ويني ـ مطبعة النعمان /النجف الاشرف 1974
2 ـ سيرة الأئمة الاثني عشر ـ سيد هاشم معروف الحسني ـ ج1
3 ـ مقتل الأمام(ع) ـ تأليف رسول كاظم عبد السادة ـ مؤسسة البلاغ ـ 2005م ـ نقلا عن مصادره ومنها :
مختصر البصائر ص121 , جوامع الكلم ج1ص110
البحار للشيخ المجلسي 42/259 عن المسائل العكبرية للشيخ المفيد
4 ـ أضواء على ثورة الإمام الحسين(ع) ـ السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق