الجمعة، 3 يوليو 2015

السيد الشهيد محمد باقر الصدر والعقل الاكاديمي


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
بعد الثورة الصناعية في المجتمع الغربي جرى تحول كبير في العالم باسره ، وممن آخذ قسطا كبيرا من هذا التحول الجامعات والمعاهد العلمية في شتى البلدان ، وبمختلف الاختصاصات ، وحتى الدينية منها بالرغم من التوجه الكبير نحو العلوم المادية الطبيعية المختبرية..
وفعلا تطورت هذه العلوم تطورا ملحوظا في القرن الاخير بكافة الاختصاصات الطبية والهندسية ، بل وتدخلت المناهج المختبرية واجهزتها حتى في العلوم والبحوث التاريخية وغيرها ، وبالرغم من النتائج الرائعة والنافعة التي حصلت نتيجة هذا التطور وهذا التحول في المناهج العلمية وما يلحقها من بحوث ومختبرات واختراعات ..
الا انه طفحت معها الكثير من السلبيات ومنها اعتبار هذه العلوم المادية وعلمائها واساتذتها ومؤلفاتها هي العلوم المرغوبة والمفضلة عند طبقة خطيرة من المجتمع الا وهي الطبقة التي اخذت مسميات كثيرة منها:
طبقة الكفائات ، او الطبقة المثقفة، او الطبقة المتحضرة ...
مما جعل الكثير من السذج ومن انبهر ببهرج زينة الغرب يشعر بالنقص ، وهذا ما طفح على السنتهم:
نحن ماذا صنعنا ، وماذا اخترعنا
ما اهمية علوم الدين وما ذا جلبت لنا والى شيء اوصلتنا
ما هذه العادات المتخلفة التي ورثنا
لماذا تخنق المرأة بهذا الحجاب
لم يصل الغرب الى ما وصل اليه حتى قيد رجال الدين بالسلاسل وحجم تأثيرهم
الدين افيون الشعوب..

وهذه الكلمات المسمومة والمغلوطة والتي نطق بها البعض من الاطباء والمهندسين واساتذة الجامعات ...في قاعات الدرس وفي شتى المحافل وبدون حياء او خوف ، هو احد الاسباب الخطيرة والمرعبة التي جعلت الكثير من الناس ينقاد للغرب علم بذاك ام لم يعلم ، شعر بخطورة ذلك ام لم يشعر بل ودخلت افكار الغرب الى ساحتنا بمسميات واحزاب شتى جرفت معها الملايين من ابناء هذه الامة
مما جعل ثلة طيبة طاهرة من تلاميذ مدرسة اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا تشمر عن انامل سواعدها البيضاء مجاهدة من اجل نصرة الدين وشريعة سيد المرسلين ومن هؤلاء الابطال سيدنا الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف الذي اخذ على عاتقه مخاطبة العقل الاكاديمي الذي تقولب جزء كبير منه بالقالب الغربي فالكثير من العقول الاكاديمية ونتيجة تأثرها الواضح بالمنهج الاكاديمي الغربي ، اصبح يطالب وخصوصا المعتدلين منهم بـ
ما هو منهج الاسلام في الاقتصاد والبنوك التي اجتاحت بلدان العالم
وما هو منهج الاسلام في الاجتماع والعادات المختلفة الموروثة
وماهي فلسفة الاسلام وماذا يريد وكيف يمكنه ان يحقق السعادة للفرد...
فان قيل اولا يوجد في الاسلام اجوبة لهذه الاسئلة وغيرها
قلنا نعم توجد اجوبة وحلول مثالية ولكن مشكلة الكثير من الناس ومنهم الاكاديميين غير واصلين الى عتبة فهمها ، مما يجعلهم محتاجين الى من يوصل اذهانهم الى فهم هذه الحلول والاجابات وفق ما يفهمون وبلغتهم الاكاديمية وضمن قواعدهم البحثية والمنهجية الاكاديمية ...
وهذا ما ابدع به سليل الانبياء والاوصياء سيدنا الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) مما اثلج قلوب الكثير ممن عنده غيرة على الحق والحقيقة ، بل وكان ضربة موجعة للشيطان واتباعه الذين طالما ثرثروا منتقصين من الاسلام واهله ...
حينها عاد الوعي عند الكثير من الشباب المسلم واصبحوا فرحين بدينهم ، بل ان سيدنا الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره ، قد فتح منهجا لغيره من العلماء والباحثين في كيفية نشر الحقائق ومخاطبة العقول ومنها الاكاديمية..
فسلام عليك سيدنا الشهيد محمد باقر الصدر يوم ولدت ، ويوم استشهدت مظلوما ، ، ويوم دافعت بكل ما اوتيت من قوة عن الحق واهله، ويوم تبعث حيا، ورحمة الله تعالى وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق