الخميس، 25 أبريل 2019

مرحبا بك يا ابن فاطمة ( ع )



عندما اخبر الرسول الاعظم محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ، عن الكثير من الاحداث التي سوف تقع في آخر الزمان تعجب بعض الصحابة من حدة مضمونها وشدة احداثها ، وانه كيف يمكن للإنسان وخصوصا من يدعي الانتساب للاسلام ان يقدم على ارتكاب اعمال بهذه الدرجة البشعة ، وما يصاحبها من قسوة واستهتار .
ولكن وقع ما اخبر به رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وليس هذا فحسب بل ان ما اخبر به النبي قد وقع على مرأى ومسمع الناس كافة وعلى اختلاف مذاهبهم ومشاربهم !
نعم فهنالك الكثير ممن خرجوا من الانسانية نتيجة اسرافهم بالافعال الشاذة المتسافلة ، مصرين على رفض سماع صوت اي مصلح يدعوهم الى الكف عن ارتكاب جرائمهم التي تترفع عن الاتيان بمثلها حتى الوحوش الكواسر
نعم ولقد تعدى الامر ذلك بمراتب حيث انهم عمدوا الى المصلحين فشنوا عليهم غارات الحرب ، واقفين سدا منيعا بوجه المصلحين من اجل قطع طريق الاصلاح!
والان يتم طرح التساؤل الآتي :
مثل هؤلاء هل سيقبلون بمجيء القائد الانساني والمصلح العالمي ؟
ام سيقولون له :
ارجع يا بن فاطمة لا حاجة لنا بك فالاسلام بخير؟
ولو تركنا الحديث عن اركان الفساد واعمدته وعوائلهم التي باتت مشهورة بالفساد والرذيلة ، ولننظر الى من هو دونهم بكثير من امثال هذه الشاكلة:

1 ـ نقل لي بعض الارحام ان أمام احد المحاكم المهمة في جنوب العراق رجل عجوز طاعن في السن يلقب بـ(شاهد الزور)، يتكسب من شهادة الزور فهو يعرض خدماته لكل من يحتاج شهادة زور بعد ان يستعلم من طالب الشهادة مجمل قصته وعلى ماذا يريد ان يشهد مقابل (25000)الف دينار قابلة للتخفيض الى (10000) وحسب نوع شهادة الزور وطالبها وكثرة او قلة الطلبات في اليوم الواحد ، علما ان القضاة يعلمون بذلك وكذلك كتاب العدول والمحامين والعرضحالجية والشرطة والمراجعين على مختلف انواعهم ، فهل يقبل هذا الرجل العجوز بمجيء ابن فاطمة (عليه السلام)؟

2ـ نقل لي احد الجيران حينما كان يؤدي الخدمة العسكرية كان معهم في غرفتهم من يسرق اموالهم وبعض حاجياتهم بين الحين والاخر وبعد فترة كشفوا هويته وحينها انتقل الى وحدة عسكرية اخرى ، وبعد سقوط الهدام اصبح هذا اللص قاضي محكمة مهمة لثاني اكبر مدن وسط العراق ، فهل يقبل هذا القاضي بمجيء ابن فاطمة (عليه السلام)؟

3 ـ نقل لي احدهم ، ان احد اقاربه ادين باعطاء رشوة لمسؤوله ورفعت قضيته للقضاء فتم تسوية الامر باعطاء رشوة للقاضي ليغلق ملف قضية الرشوة؟
فماذا يا ترى يكون رد فعل هذا القاضي مع مجيء ابن فاطمة (عليه السلام)؟

4 ـ كان مدير معهد المعلمات في احد مدن جنوب العراق بعثي فاسد ومرتشي ، وبعد سقوط الهدام رقي الى رئيس جامعة في مدينته وعندما ذاع صيت فساده وكثرة موبقاته رقي الى درجه اعلى في الوزارة ، وعين مكانه احد اعضاء الحزب الحاكم الان فقام الاخير بتعيين شبكة من اقربائه واضعا سواتر وحجب بينه وبين المنتسبين في الجامعة وباقي الناس ، ومن عنده حاجة من الموظفين ، فاقصى ما يمكن فعله هو الاتصال بالسكرتير الذي كأنه بسر بن ارطاة ، فهل يقبل هؤلاء بمجيء ابن فاطمة (عليه السلام)؟

5 ـ ليذهب اي فرد الى مطاعم الدرجة الاولى في داخل وخارج العراق، ولينظر الى مرتاديها ، وكم مرة ياتونها شهريا ، وكذلك مكاتب العقارات في العالم ومعارض السيارات الفاخرة والمنتجعات ...، وليقارن معدل هدر المال مع رواتبهم ، حتى وصل الامر الى قيام احد المسؤولين الاردنيين بفرض حصه مالية يقتطعها منهم عند ايداعهم الاموال في بنوك عمان والا فضحهم ، وبعض هؤلاء من افراد الاحزاب الدينية الذين كانوا يشتكون ليلا ونهارا من الظلم والطغيان وانهم ذاقوا المر بسبب الفقر والحرمان ، فماذا حدا مما بدا!
او ليس الالاف من الاسر العراقية الان بلا سكن ولا مأوى مهتوكة الستر مشغولة البال؟
او ليس الالاف من الاسر العراقية الان تقتات على المزابل وهم في اغنى بلد على هذه المعمورة؟
فهل هذا هو العدل مع الفقراء الذين صعدوا على اكتافهم!؟
وما هو التفسير الحقيقي لافعالهم المنكرة؟
هل انهم نسوا الشرع واحكامه ام تناسوه؟
ام انهم عن علم وعمد انتهكوه؟
فليسمعوا اذن ما قاله قائد الانسانية محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) في آخر خطبة له :
(من تولى خصومة ظالم أو أعانه عليها نزل به ملك الموت بالبشرى بلعنة الله ونار جهنم خالدا فيها وبئس المصير ومن خف لسلطان جائر في حاجة كان قرينه في النار ومن دل سلطانا على الجور كان مع هامان وكان هو والسلطان من أشد أهل النار عذابا ومن ظلم أجيرا أجره أحبط الله عمله وحرم الله عليه ريح الجنة وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام ومن أهان مسلما فقيرا من أجل فقره واستخف به فقد استخف بحق الله ولم يزل في مقت الله و سخطه حتى يرضيه و من أكرم فقيرا مسلما لقي الله يوم القيامة وهو يضحك إليه ومن عرضت له دنيا و آخرة واختار الدنيا وترك الآخرة لقي الله عز وجل وليست له حسنة يتقي بها النار ومن أخذ الآخرة وترك الدنيا لقي الله يوم القيامة وهو عنه راض ومن اكتسب مالا حراما لم يقبل الله منه صدقة ولا عتقا ولا حجا ولا اعتمارا وكتب الله له بعدد أجر ذلك أوزارا وما بقي بعد موته منه كان زاده إلى النار ومن فرج من أخيه كربة من كرب الدنيا نظر الله إليه برحمة ينال بها الجنة وفرج الله عنه كربه في الدنيا والآخرة ومن يبني على ظهر طريق ما يأوي إليه عابر سبيل بعثه الله يوم القيامة على نجيب من در ووجهه يضيء لأهل الجمع نورا حتى يزاحم إبراهيم خليل الرحمن في قبته فيقول أهل الجمع هذا ملك من الملائكة لم ير مثله قط ودخل بشفاعته في الجنة أربعون ألف ألف رجل )

المصدر:
عوالي اللآلي لابن ابي جمهور الاحسائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق