هذا المطلب يتم التطرق اليه باختصار وضمن محورين:
المحور الاول.
لقد دأب الناس لاسيما المتشرعة منهم على التعامل مع الاثار المسجلة تاريخيا باسم المعصومين عليهم السلام والمشتملة على ثلاث مفاصل وهي:
اقوالهم وافعالهم وتقريرهم (عليهم السلام)، اما فيما يخص ذات المعصومين وصفاتهم ، اي عين المعصوم ، فاقتصر حد فهم الكثيرين من الناس على حصر فترتها بحالة معايشتهم للمعصومين من خلال الاحتكاك المباشر بهم (عليهم السلام)، اما في حالة تغييب احد المعصومين او غيبته او مقتله فلدى افهام الكثيرين من الناس ، انه انقطع التعامل المباشر مع ذات المعصومين وصفاتهم(عينهم) ، والاقتصار على حبل الارتباط معهم (عليهم السلام ) ، بالآثار فقط .
وهذا في واقعه يمثل نقطة ضعف ومؤشر خلل نتيجة الآثار السلبية المترشحة منه والتي منها ما يلي:
لقد دأب الناس لاسيما المتشرعة منهم على التعامل مع الاثار المسجلة تاريخيا باسم المعصومين عليهم السلام والمشتملة على ثلاث مفاصل وهي:
اقوالهم وافعالهم وتقريرهم (عليهم السلام)، اما فيما يخص ذات المعصومين وصفاتهم ، اي عين المعصوم ، فاقتصر حد فهم الكثيرين من الناس على حصر فترتها بحالة معايشتهم للمعصومين من خلال الاحتكاك المباشر بهم (عليهم السلام)، اما في حالة تغييب احد المعصومين او غيبته او مقتله فلدى افهام الكثيرين من الناس ، انه انقطع التعامل المباشر مع ذات المعصومين وصفاتهم(عينهم) ، والاقتصار على حبل الارتباط معهم (عليهم السلام ) ، بالآثار فقط .
وهذا في واقعه يمثل نقطة ضعف ومؤشر خلل نتيجة الآثار السلبية المترشحة منه والتي منها ما يلي:
1.في حالة مقتل المعصومين(عليهم السلام)، فالباري العطوف ينهانا عن التعامل معهم باعتبارهم اموات لانهم في الواقع أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
اذن كيف نعتبرهم كانهم موتى حينما نبتعد عن عينهم في حالة غيبة احدهم تحت ظروف معينة او تغييبه نتيجة ظروف اخرى
وكيف يمكن للامة ان تتصرف مع قائدها ومدير شؤونها وراعي تكاملها ان انقطعت عنه كليا متكئة على الاثر فقط والذي قد لا يعينها في مواطن كثيرة
اذن نحتاج الى بعد آخر غير الاثر المتكون من القول والفعل والتقرير، لتلافي الفجوات الحاصلة عند الناس ، فيا ترى ما هذا البعد؟
البعد في حقيقته هو ذات المعصوم وصفاته(عينه)، وهذا ما اشار اليه الاستاذ المفكر علي الزيدي في احد حوارياته
اي ان ذات المعصوم لا يمكن باي حال من الاحوال اهمالها والتغافل عنها ، فهي واسطة الفيض الالهي من جهة وأمان من نزول العذاب من جهة ثانية قال تعالى:
((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)(الانفال))
وكذلك صفات المعصوم لايمكن لنا الاستغناء عنها ، فهو الاسوة والقدوة في التربية والتعليم ، سيما وان :
لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ لتتم الحجة عليهم ، فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ .
عليه فما جرى عند الكثيرين من التركيز على اثار المعصوم وترك عينه لهو خلل واضح ، افرز نتائج سلبية عديدة لا يمكن اهمالها والتغاضي عنها بعد اليوم لأن المفروض والصحيح ، هو الاعتقاد الكامل بالعصمة اي الاعتقاد بأثرهم وعينهم.
اذن كيف نعتبرهم كانهم موتى حينما نبتعد عن عينهم في حالة غيبة احدهم تحت ظروف معينة او تغييبه نتيجة ظروف اخرى
وكيف يمكن للامة ان تتصرف مع قائدها ومدير شؤونها وراعي تكاملها ان انقطعت عنه كليا متكئة على الاثر فقط والذي قد لا يعينها في مواطن كثيرة
اذن نحتاج الى بعد آخر غير الاثر المتكون من القول والفعل والتقرير، لتلافي الفجوات الحاصلة عند الناس ، فيا ترى ما هذا البعد؟
البعد في حقيقته هو ذات المعصوم وصفاته(عينه)، وهذا ما اشار اليه الاستاذ المفكر علي الزيدي في احد حوارياته
اي ان ذات المعصوم لا يمكن باي حال من الاحوال اهمالها والتغافل عنها ، فهي واسطة الفيض الالهي من جهة وأمان من نزول العذاب من جهة ثانية قال تعالى:
((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)(الانفال))
وكذلك صفات المعصوم لايمكن لنا الاستغناء عنها ، فهو الاسوة والقدوة في التربية والتعليم ، سيما وان :
لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ لتتم الحجة عليهم ، فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ .
عليه فما جرى عند الكثيرين من التركيز على اثار المعصوم وترك عينه لهو خلل واضح ، افرز نتائج سلبية عديدة لا يمكن اهمالها والتغاضي عنها بعد اليوم لأن المفروض والصحيح ، هو الاعتقاد الكامل بالعصمة اي الاعتقاد بأثرهم وعينهم.
2.ان العدو واقف على هذا النقطة الجوهرية وملتفت لها بشدة ، لذا فهو كان ومازال يعمل على تشويه الاثر لزعزعة الثقة بينه وبين الناس حينما يدب الشك بصحة صدوره من المعصومين(عليهم السلام)
اذن لابد من سلاح نواجه به هذا التشويه وهذا الخلل، وهذا السلاح يكمن بمطلب ذات المعصوم وصفاته(عين المعصوم)، والتي لا يمكن باي حال من الاحوال ان يمسها العدو، قال تعالى:
((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (54)(الحج)).
اذن لابد من سلاح نواجه به هذا التشويه وهذا الخلل، وهذا السلاح يكمن بمطلب ذات المعصوم وصفاته(عين المعصوم)، والتي لا يمكن باي حال من الاحوال ان يمسها العدو، قال تعالى:
((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (54)(الحج)).
3.هنالك بعد سلبي دقي مترتب من نتيجة الاقتصار على اثر المعصوم وترك عينه (ذاته وصفاته) يمكن ملاحظته جليا من التمعن بهذا المقطع من دعاء الامام الحسين عليه السلام في عرفه، حيث قال (عليه السلام):
اِلهى تَرَدُّدى فِى الاْثارِ يُوجِبُ بُعْدَ الْمَزارِ، فَاجْمَعْنى عَلَيْكَ بِخِدْمَة تُوصِلُنى اِلَيْكَ، كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِما هُوَ فى وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ اِلَيْكَ، اَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ ما لَيْسَ لَكَ، حَتّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ ، مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتاجَ اِلى دَليل يَدُلُّ عَليْكَ، وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَكُونَ الاْثارُ هِىَ الَّتى تُوصِلُ اِلَيْكَ، عَمِيَتْ عَيْنٌ لا تَراكَ عَلَيْها رَقيباً، وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْد لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصيباً
فان قيل ان هذا الدعاء من الامام الحسين عليه السلام يقصد به الله جل جلاله ، فما هو الربط لكي يستدل به على ذات المعصوم وصفاته؟
من صور الجواب:
نعم ان هذا الدعاء يقصد به الامام الحسين عليه السلام الله جل جلاله ، ولكن هذا القصد العالي ، هو من مقام الامام الحسين عليه السلام، فهل نحن واصلين الى هذا المقام بحيث اننا لسنا فقط مستغنين عن آثار الله بل نراها تبعدنا عنه؟
وهل نحن واقفين على حقيقة مظهريتها بأنها لا شيء في قبال ظهور الله، فكيف تكون مظهرة لله؟
وكيف تكون دليل على الله وهي مفتقرة اليه كليا ؟ ...
هذا من ناحية ومن ناحية ثانية يمكن ان يستشف من هذه الكلمات بان الامام الحسين عليه السلام ، وبمعنى من المعاني ينبهنا الى خطورة وخلل الاقتصار على اثر الله تعالى وترك ذاته وصفاته(عينه)، وانما الاثر له اثر بمرتبة من مراتب الكمال المتدنية حينما يتخذه الانسان دليل على المؤثر ، ولكن لا ينبغي الجمود عليه والاكتفاء به بل ان المقصود الحقيقي هو الله جل جلاله
وهذا ايضا لا يمكن الوصول اليه الا من خلال اولياء الله ، الذين ايضا لا ينبغي الاقتصار على اثرهم والجمود عليه ، والتغاضي عن ذاتهم وصفاتهم(عينهم)، لأنه ومن خلال ذات المعصومين وصفاتهم يمكن للفرد ان يرتقي الى مقام القرب من ذات الله وصفاته ، ولذا تجد مرتبة التعامل مع ذات الله وصفاته نفيسة جدا ، بحيث انها كانت من نصيب القلة القليلة من الناس او ما يسمى بالأوحدي منهم .
اِلهى تَرَدُّدى فِى الاْثارِ يُوجِبُ بُعْدَ الْمَزارِ، فَاجْمَعْنى عَلَيْكَ بِخِدْمَة تُوصِلُنى اِلَيْكَ، كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِما هُوَ فى وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ اِلَيْكَ، اَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ ما لَيْسَ لَكَ، حَتّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ ، مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتاجَ اِلى دَليل يَدُلُّ عَليْكَ، وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَكُونَ الاْثارُ هِىَ الَّتى تُوصِلُ اِلَيْكَ، عَمِيَتْ عَيْنٌ لا تَراكَ عَلَيْها رَقيباً، وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْد لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصيباً
فان قيل ان هذا الدعاء من الامام الحسين عليه السلام يقصد به الله جل جلاله ، فما هو الربط لكي يستدل به على ذات المعصوم وصفاته؟
من صور الجواب:
نعم ان هذا الدعاء يقصد به الامام الحسين عليه السلام الله جل جلاله ، ولكن هذا القصد العالي ، هو من مقام الامام الحسين عليه السلام، فهل نحن واصلين الى هذا المقام بحيث اننا لسنا فقط مستغنين عن آثار الله بل نراها تبعدنا عنه؟
وهل نحن واقفين على حقيقة مظهريتها بأنها لا شيء في قبال ظهور الله، فكيف تكون مظهرة لله؟
وكيف تكون دليل على الله وهي مفتقرة اليه كليا ؟ ...
هذا من ناحية ومن ناحية ثانية يمكن ان يستشف من هذه الكلمات بان الامام الحسين عليه السلام ، وبمعنى من المعاني ينبهنا الى خطورة وخلل الاقتصار على اثر الله تعالى وترك ذاته وصفاته(عينه)، وانما الاثر له اثر بمرتبة من مراتب الكمال المتدنية حينما يتخذه الانسان دليل على المؤثر ، ولكن لا ينبغي الجمود عليه والاكتفاء به بل ان المقصود الحقيقي هو الله جل جلاله
وهذا ايضا لا يمكن الوصول اليه الا من خلال اولياء الله ، الذين ايضا لا ينبغي الاقتصار على اثرهم والجمود عليه ، والتغاضي عن ذاتهم وصفاتهم(عينهم)، لأنه ومن خلال ذات المعصومين وصفاتهم يمكن للفرد ان يرتقي الى مقام القرب من ذات الله وصفاته ، ولذا تجد مرتبة التعامل مع ذات الله وصفاته نفيسة جدا ، بحيث انها كانت من نصيب القلة القليلة من الناس او ما يسمى بالأوحدي منهم .
المحور الثاني.
ان القادة المصلحين يسعون جاهدين بكل امكانياتهم وطاقاتهم من اجل رقي وتكامل الانسان وبنائه الاخلاقي وذلك ضمن منهاج نموذجي علمي تربوي ، ولكن اذا كان الظرف الموضوعي غير مناسب نتيجة عدة معرقلات والتي منها ضعف المستوى العام من التقبل والاستعداد لدى المجتمع من جهة ، ووجود طبقة فاسدة متجذرة متسلطة على زمام الامور في المجتمع من جهة ثانية ، فان القائد المصلح سوف يتخذ طريق آخر في هداية واصلاح المجتمع ، كما حدث لأمير المؤمنين علي عليه السلام، حينما تخلت الامة عن مسؤوليتها اتجاهه ولكنه مع ذلك لم يترك رعاية وتربية المجتمع لأنه يشعر بالأبوة الحقيقية للإنسانية والانسان وبكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى حقيقي ، وهذا عينه ما حصل للإمام الحسن عليه السلام في موضوع الصلح ، وعينه ما حصل للإمام الحسين عليه السلام في ملحمة كربلاء ، ومن هذا الباب كان موضوع السجن للإمام الكاظم عليه السلام ، اي ان الامام الكاظم عليه السلام ضحى بنفسه وبراحته واسرته ...، من اجل هداية المجتمع وتكامله وتهذيبه وتربيته ولكن بواسطة طريق ومحطة السجن ، اي ان مسير الرقي التكاملي للبشرية كان يقتضي هذه المحطة مع ما فيها من قسوة والم واضطهاد ، حينها انتقل الامام الكاظم عليه السلام من طاعة معينة في عبادة لله جل جلاله ، الى طاعة ثانية في عبادة لله (1)، كانتقال الامام الحسين عليه السلام من طاعة الله في الحج الى طاعة الله في جهاد الظالمين الفاسدين ، وكل ذلك كان من اجل خدمة الانسان والانسانية وانقاذها من حالة الذل والخضوع والاستكانة ...
ومن هنا كانت غيبة الامام المهدي عليه السلام ، اي انه المصلحة والحكمة الالهية كانت تقتضي هذه الغيبة من اجل رقي وتكامل البشرية من خلال فترات التمحيص الطويلة وما جرى خلال هذه الفترات من زيادة وعي وان كان بطيء الا ان المسير الجمعي للبشرية هو مسير تكاملي كل ذلك من اجل ان تقترب البشرية من ذات وصفات الامام المهدي عليه السلام ، لتستعد لجائزة الاتصال به ، والتشرف بالتزود مباشرة من ذاته وصفاته ولتكون البشرية بعد هذه المدة الطويلة من الغيبة والتمحيص قد شعرت بأهمية ذات وصفات المعصوم وكيفية التعامل الايجابي التكاملي مع هذه الذات والصفات من اجل ان تكون على قدر المسؤولية العظيمة في طي مراحل الرقي والتكامل بأشواط نموذجية(2).
ان القادة المصلحين يسعون جاهدين بكل امكانياتهم وطاقاتهم من اجل رقي وتكامل الانسان وبنائه الاخلاقي وذلك ضمن منهاج نموذجي علمي تربوي ، ولكن اذا كان الظرف الموضوعي غير مناسب نتيجة عدة معرقلات والتي منها ضعف المستوى العام من التقبل والاستعداد لدى المجتمع من جهة ، ووجود طبقة فاسدة متجذرة متسلطة على زمام الامور في المجتمع من جهة ثانية ، فان القائد المصلح سوف يتخذ طريق آخر في هداية واصلاح المجتمع ، كما حدث لأمير المؤمنين علي عليه السلام، حينما تخلت الامة عن مسؤوليتها اتجاهه ولكنه مع ذلك لم يترك رعاية وتربية المجتمع لأنه يشعر بالأبوة الحقيقية للإنسانية والانسان وبكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى حقيقي ، وهذا عينه ما حصل للإمام الحسن عليه السلام في موضوع الصلح ، وعينه ما حصل للإمام الحسين عليه السلام في ملحمة كربلاء ، ومن هذا الباب كان موضوع السجن للإمام الكاظم عليه السلام ، اي ان الامام الكاظم عليه السلام ضحى بنفسه وبراحته واسرته ...، من اجل هداية المجتمع وتكامله وتهذيبه وتربيته ولكن بواسطة طريق ومحطة السجن ، اي ان مسير الرقي التكاملي للبشرية كان يقتضي هذه المحطة مع ما فيها من قسوة والم واضطهاد ، حينها انتقل الامام الكاظم عليه السلام من طاعة معينة في عبادة لله جل جلاله ، الى طاعة ثانية في عبادة لله (1)، كانتقال الامام الحسين عليه السلام من طاعة الله في الحج الى طاعة الله في جهاد الظالمين الفاسدين ، وكل ذلك كان من اجل خدمة الانسان والانسانية وانقاذها من حالة الذل والخضوع والاستكانة ...
ومن هنا كانت غيبة الامام المهدي عليه السلام ، اي انه المصلحة والحكمة الالهية كانت تقتضي هذه الغيبة من اجل رقي وتكامل البشرية من خلال فترات التمحيص الطويلة وما جرى خلال هذه الفترات من زيادة وعي وان كان بطيء الا ان المسير الجمعي للبشرية هو مسير تكاملي كل ذلك من اجل ان تقترب البشرية من ذات وصفات الامام المهدي عليه السلام ، لتستعد لجائزة الاتصال به ، والتشرف بالتزود مباشرة من ذاته وصفاته ولتكون البشرية بعد هذه المدة الطويلة من الغيبة والتمحيص قد شعرت بأهمية ذات وصفات المعصوم وكيفية التعامل الايجابي التكاملي مع هذه الذات والصفات من اجل ان تكون على قدر المسؤولية العظيمة في طي مراحل الرقي والتكامل بأشواط نموذجية(2).
الهامش:
(1).وقد وضح المطلب مفصلا المفكر الاستاذ علي الزيدي في حواريته حول البعد الاصلاحي من شهادة الامام الكاظم عليه السلام ، في شهر رجب الاصب لهذا العام 1440هـ.
(2).هنالك حوارية قيمة ذكر فيها الاستاذ الفاضل علي الزيدي الكثير من النقاط المهمة والمطالب الثمينة حول جملة من الحكم المترتبة على غيبة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف القاها في قاعة الحواريات الثقافية في معرض بغداد الدولي لهذا العام 1440هـ
(1).وقد وضح المطلب مفصلا المفكر الاستاذ علي الزيدي في حواريته حول البعد الاصلاحي من شهادة الامام الكاظم عليه السلام ، في شهر رجب الاصب لهذا العام 1440هـ.
(2).هنالك حوارية قيمة ذكر فيها الاستاذ الفاضل علي الزيدي الكثير من النقاط المهمة والمطالب الثمينة حول جملة من الحكم المترتبة على غيبة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف القاها في قاعة الحواريات الثقافية في معرض بغداد الدولي لهذا العام 1440هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق