بالرغم من عدم تمكننا من إدراك أهمية المسير نحو كربلاء المقدسة ، حيث الضريح الشامخ لابي الشهداء الامام الحسين(عليه السلام) في النصف من شعبان إلا ان مرجعنا السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)، قد قرب الينا فهم المطلب كثيرا سيما لو ابدى الفرد شيئا من التفكر والتدبر ، حيث قال(قدس)، في الجمعة الثانية والثلاثون(30 رجب 1419 هـ) ، وقبل البدء بالخطبة الاولى ما يلي:
((والآن أمامكم مناسبة جليلة هي زيارة نصف شعبان ليلاً ونهاراً من نصف شعبان ، فلا تقصروا بالمشي الى كربلاء المقدسة من مدنكم جزاكم الله خيرا.
استثني من ذلك أمرين:
اولا. المعممين يبقى بالنسبة لهم مستحبا وليس واجبا جزاهم الله خير.
والآخر: من زاد في عمره على الخمسين عاما ، يبقى بالنسبة اليه مستحبا وليس واجبا ، وكذلك بالنسبة الى النساء يبقى لهن مستحبا وليس واجبا.
فلا تقصروا اذا لم يكن هناك ضرر وتحملوا شيئا من المشقة في سبيل الله ، ونحن أيضا نعلم ونحس بان الوقت مناسب من حيث البرد والحر على اية حال.))(انتهى)
والآن حينما تقرأ هذه الكلمة من درر السيد الشهيد(قدس) ، تجد فيها جملة من المعاني ، يتم التطرق الى البعض منها مع شيء من الملاحظات البسيطة ، وكما يلي:
1.(... أمامكم مناسبة جليلة هي زيارة نصف شعبان ليلاً ونهاراً من نصف شعبان...)
وهنا السيد الشهيد يؤكد على أهمية زيارة النصف من شعبان إلى ضريح الامام الحسين عليه السلام ، ليلاً كانت او نهاراً، ويكفي لمعرفة جلالة هذه المناسبة انها مناسبة ولادة امام العصر والزمان زعيمنا ورئيسنا الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف ، وهنالك احاديث كثيرة في فضل زيارة الامام الحسين عليه السلام في النِّصف مِن شَعبان، ومنها هذا الحديث المروي عن أبي عبدالله عليه السلام ، حيث قال :
(مَن زارَ أبا عبدالله عليه السّلام ثلاث سِنين متواليات لا فصل فيها في النِّصف مِن شعبان غُفِرَ له ذنوبه) .ح/560.
2. (... فلا تقصروا بالمشي الى كربلاء المقدسة من مدنكم جزاكم الله خيرا ...)
وهنا السيد الشهيد يدعونا لعدم التقصير في المشي من كافة مدننا الى كربلاء المقدسة حيث قبلة الاحرار ومنارة الثوار ...، فتلك الحرارة لن تبرد ابدا في قلوب المؤمنين ، بل تعطي العزم والاصرار لتجديد العهد والبيعة في مواصلة المسير في طريق الاصلاح والمصلحين والسير خلف راية طالب الاصلاح حتى يتحقق الاصلاح بتسديد الله وحسن توفيقه ، هذا من جهة ومن جهة اخرى فقد اكد السيد الشهيد الصدر المقدس على ان : (... السير الى زيارة الحسين (عليه السلام) ايضا شوكة في عين المستعمرين عامة واسرائيل خاصة. ومن الواضح انه يكون مشمولا لقوله تعالى: ( وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )(التوبة/120)).
3.(... استثني من ذلك أمرين:
اولا. المعممين يبقى بالنسبة لهم مستحبا وليس واجبا جزاهم الله خير.
والآخر: من زاد في عمره على الخمسين عاما ، يبقى بالنسبة اليه مستحبا وليس واجبا ، وكذلك بالنسبة الى النساء يبقى لهن مستحبا وليس واجبا...)
بالرغم من ان هذه الكلمة قد القاها سيدنا الشهيد الصدر المقدس في زمن الهدام العفلقي والذي كان من اكبر طواغيت الكرة الارضية في وقته ، الا ان سيدنا الشهيد اعتبر المسير نحو ضريح الامام الحسين عليه السلام بمناسبة زيارة النصف من شعبان واجبا وليس مستحبا مستثنيا من هذا الواجب بعض الطوائف من الناس لضرورات اقتضتها المصلحة ، ولكنه لم يعفهم من هذا المسير بل جعله مستحبا ، فان دل هذا على شيء، فإنما يدل على أهمية هذا المسير في هذه المناسبة الجليلة.
4.(... فلا تقصروا اذا لم يكن هناك ضرر وتحملوا شيئا من المشقة في سبيل الله ...)
وهنا السيد الشهيد يؤكد مرة اخرى على أهمية عدم التقصير في إحياء هذه المناسبة سيرا على الاقدام اذا لم يكن هناك ضرر (مع اهمية الالتفات الى وقت هذا الكلام ، مع ان الضرر له امثلة عديدة ومنها الضرر الصحي) ، ولزيادة التأكيد على اهمية هذه المناسبة وأهمية اداء المسير فيها فالسيد الشهيد يدعونا لتحمل المشقة فيها ان وجدت هذه المشقة لأنها في سبيل الله جل جلاله.
5.لايخفى على عاقل مدى وأهمية وضرورة احتياجنا للدعم الالهي ومعونته ، خصوصا ونحن عاقدين العزم على المضي قدما في طريق الاصلاح ، فهذا الطريق ونتيجة لصعوبة المسير فيه وصعوبة الثبات على منهجه ، لذا فإننا دائما وابدا نحتاج الى التعرض الى نفحات الباري العطوف جل جلاله للتزود منها ، فلو قطع عنا دعمه ولأقل من لحظة هلكنا وزلت اقدامنا الى وادي سحيق ليس له قرار .
اذا يجب ان نستثمر هذه المناسبات الجليلة للتزود من الطاف الله وبركاته وخيراته ونعمه ...، ولعمري ان مثل هذا المناسبات الجليلة تحتاج الى مقدمات صحيحة وحسن توفيق من الله لإحيائها والمحروم من حرم من بركاتها، اجارنا الله من سوء العاقبة بحق زعيمنا ورئيسنا الامام المهدي وجده الحسين عليهما افضل الصلاة واتم التسليم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق