جريمة ارتكبها أشقى الآخرين فعظمت رزيتها في السماء، و هدت مصيبتها الأنام ، حتى نادى جبرئيل(عليه السلام)، قائلا:
تهدمت والله أركان الهدى وانفصمت العروة الوثقى
الا وهي جريمة قتل أمير المؤمنين علي(عليه افضل الصلاة والسلام).
اللهم العن قاتليه أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار ، فلن يصاب المسلمون بمثل هذه الفاجعة أبدا، فلقد كان للمؤمنين كهفا وحصنا وعلى الكافرين غلظه وغيظا، فألحقك الله بنبيه يا أمير المؤمنين، ولا حرمنا أجرك، ولا أضلنا بعدك .
ومن المهم الالتفات الى ان موقف الناس اتجاه هذه الجريمة البشعة، كان ولازال على قسمين رئيسيين :
القسم الاول.
وهم الذين قتلوه مباشرة ، والذين شاركوا في قتله، او رضوا بارتكاب هذه الجريمة من الاولين والآخرين
ومن الجدير بالذكر التنويه الى ان من ارتكب جريمة قتل أمير المؤمنين (عليه السلام)، هما فريقان من الناس :
1.الفريق الذي نفذ جريمة القتل المادي ، حيث تم ضربه بالسيف على رأسه الشريف ، حتى خُضِّبتْ لحيته من دماء رأسه ، في محراب بيت الله وفي شهر الله ، وقد نفذ هذه الجريمة أشقى الآخرين: عبد الرحمن بن ملجم المرادي(لعنه الله)،وأعانه على ذلك زمرة من عتاة المجرمين...
2.الفريق الذي ارتكب جريمة القتل المعنوي لأمير المؤمنين(عليه السلام)، عن طريق قيامهم بمحاولات تشويه منهجه المبارك ، وقتل حملة فكره، وترويع شيعته ومحبيه... ، وهؤلاء موجودين في كل زمان ومكان ، وفي كل جيل من الاجيال ، وان تنوعت اسمائهم واحزابهم ومهنهم ومذاهبهم ومشاربهم ...،وأشدهم خطرا وأعظمهم جرما الذين يزعمون الانتماء الى منهج أمير المؤمنين ، ويشهدون الله على ما في قلوبهم وهم الد الخصام ، واذا تولوا سعوا في الارض ليفسدوا فيها ويهلكون الحرث والنسل والله لا يحب الفساد .
القسم الثاني.
وهم الرافضين لهذه الجريمة البشعة التي طالت الإنسان الأكمل ، والفاروق الاعظم والصديق الاكبر القاسم بالسوية والعادل بالرعية ...، وهؤلاء كثر من مختلف المذاهب والمشارب والملل والنحل ...، تعلقت قلوبهم بحب سيد الاوصياء وزعيم الاولياء...، فهاموا بحبه بعد ان وجدوا فيه أروع القيم النبيلة وأصفاها ، وأجمل معاني الانسانية وأكملها، وأنفس الخصال الحميدة وأسماها...، ومنهم شيعته ومواليه ، الذين يترتب عليهم مواساة إمامهم وسيدهم وزعيمهم وأميرهم ويعسوبهم وشفيعهم ...، عسى ان يساهموا بتخفيف الألم عنه وذلك عن طريق عدة امور والتي منها ما يلي:
1.التفكر في الله وفي بديع فطرته وعظيم آياته وسعة رحمته وغزير عطائه ...
2.الاطلاع على سيرة الاولياء والصالحين ومعرفة صور من سيرتهم وأحوالهم وشؤونهم للسير على نهجهم والتخلق بأخلاقهم والسير على خطاهم، والنجاة من الوقوع في وادي الاشقياء الذين اعرضوا عن منهج الحق وخالفوه فباءوا بالخسران المبين.
3.الجد والاجتهاد في ترك الذنوب والاقلاع عنها ، قربة الى الله تعالى.
4.ترك الخوض مع الخائضين والاقتصار على ما يرضي الله وينفع المجتمع.
5.السعي الحقيقي للتمسك بمكارم الاخلاق ومحاسن الآداب.
هذا غيض من فيض أمور ، تترتب على شيعة أمير المؤمنين(عليه افضل الصلاة والسلام)، ومواليه حينما يلتفتوا اليها ويطبقوها تكون نعم المواساة لأمير المؤمنين وتساهم في تخفيف الالم عنه، فكل سيئة وخصوصا ممن يدعي الانتماء اليه والتعلق به ، تزيد في اوجاعه ، وكل عمل صالح وخصوصا ممن يدعي الانتماء اليه والتعلق به تخفف الالم عنه فطوبى لمن واسى أمير المؤمنين علي (عليه افضل الصلاة والسلام)، وخفف الالم عنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق