بين لنا السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس)، في بحثه القيم الموسوم بـ (علوم القرآن)، جملة من الامور ، والتي منها هذه الحقيقة التي سوف يتم ذكرها (بالمضمون)، والتي تشير الى ان فهم الشريعة في عصر الوحي كان على مستويين:
المستوى الاول.
وسمته ، الفهم الاجمالي للشريعة ، عند عامة المسلمين نتيجة بقاء جملة من ادران الجاهلية عند الكثير منهم مما جعلهم لا يتحملون الفهم المعمق والطرح العالي ، فهم بالكاد وبعد الجهد الجهيد والكفاح المرير ، من قبل المصطفى محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) ، والمرتضى علي(عليه السلم) ، حملوا ظاهر الشريعة ، ولذا تجد سوادهم الاعظم انقلب بعد استشهاد المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) ، فاشلا في امتحان الولاية.
المستوى الثاني.
وسمته الفهم المعمق ، وهذا ما تميزت به العترة الطاهرة(عليهم السلام) ، وذلك بسبب ، طهارة نفوسهم الزكية ، وشدة همتهم العالية ، وسعة اوعيتهم وقابلياتهم ، فاصبحوا بذلك خزانة للأسرار الالهية ، وتراجمة للوحي وبحارا للعلوم والمعارف ...
نستنتج من ذلك انه : لا بخل بساحة الفاعل اللامحدود ، ولكن الضعف والتدني بساحة القابل المحدود .
وقد ادى فشل الكثير من الناس في امتحان الولاية ، الى مالا يحمد عقباه والى يومنا هذا ؛ لانهم ، وبدلا من سماع داعي الله ، سمعوا داعي ابليس الذي أوقعهم في تخبط شديد وتيه عجيب!
ولم يبقى الا القلة القليلة المتمسكة بولاية الله، امثال : المقداد وسلمان وابا ذر وعمار وحذيفة اليمان... ، ومع كل ذلك لم ينقطع فيض علوم العترة وبركاتها عن الناس ، حتى رحلوا ، مصلحا بعد مصلح ، وحينما كان
سبيل هداية الناس واصلاحهم ، يستلزم مقتل الامام الحسين وعترته وصحبه عطاشا في كربلاء ، تقدم الامام الحسين نحو ذلك ، ليكون فاديا وقربان الهي عظيم.
وفعلا استيقظ من استيقظ من الناس بعد هذه الفاجعة العظيمة، حينها بدأت رحلة الامام السجاد (عليه السلام) ، مع الناس لتوعيتهم وارشادهم وتهذيبهم وبما يمكن ان يتحملوه في تلك المرحلة الحرجة.
وكان من ثمرة هذا الجهد العظيم ، تهيئه السبل اللازمة لتوسيع الحوزة العلمية على يد الامام ابو جعفر محمد الباقر (عليه السلام) ، فانتشرت بذلك المعارف والعلوم انتشارا واسعا ، وبرز حملتها ، والذين منهم :
زرارة بن اعين ، وابان بن تغلب ، وجابر بن يزيد الجعفي ، محمد بن مسلم ....وغيرهم كثير، وذلك بعد ان بقر الامام الباقر(عليه السلام)، العلوم بقرا ، فتعمق الفكر ، وتوسع الدرس ، وابتهج لتعليم ، بعد ان وصله فيض النبع الاصيل ، قال الامام محمد الباقر(عليه السلام):
(يا جابر لو كنا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنا من الهالكين، ولكنا نفتيهم بآثار من رسول الله صلى الله عليه وآله وأصول علم عندنا، نتوارثها كابرا عن كابر، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم)
(بحار الانوار/ج2:ص172)
وروى العياشي في تفسيره عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) في قوله تعالى:
﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾[الرعد:2] قال(عليه السلام):
(عليٌّ الهادي، ومنَّا الهادي. فقلت: فأنتَ جعلتُ فداك الهادي؟ قال(ع): صدقت. إنَّ القرآن حيٌّ لا يموت، والآية حيَّةٌ لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام وماتوا ماتت الآية لمات القرآن، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال:
( انْظُرُوا أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ فَالْزَمُوا سَمْتَهُمْ وَاتَّبِعُوا أَثَرَهُمْ فَلَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ هُدًى وَلَنْ يُعِيدُوكُمْ فِي رَدًى فَإِنْ لَبَدُوا فَالْبُدُوا وَإِنْ نَهَضُوا فَانْهَضُوا وَلَا تَسْبِقُوهُمْ فَتَضِلُّوا وَلَا تَتَأَخَّرُوا عَنْهُمْ فَتَهْلِكُوا).
(نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٧ - الصفحة ٧٦)
المستوى الاول.
وسمته ، الفهم الاجمالي للشريعة ، عند عامة المسلمين نتيجة بقاء جملة من ادران الجاهلية عند الكثير منهم مما جعلهم لا يتحملون الفهم المعمق والطرح العالي ، فهم بالكاد وبعد الجهد الجهيد والكفاح المرير ، من قبل المصطفى محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) ، والمرتضى علي(عليه السلم) ، حملوا ظاهر الشريعة ، ولذا تجد سوادهم الاعظم انقلب بعد استشهاد المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) ، فاشلا في امتحان الولاية.
المستوى الثاني.
وسمته الفهم المعمق ، وهذا ما تميزت به العترة الطاهرة(عليهم السلام) ، وذلك بسبب ، طهارة نفوسهم الزكية ، وشدة همتهم العالية ، وسعة اوعيتهم وقابلياتهم ، فاصبحوا بذلك خزانة للأسرار الالهية ، وتراجمة للوحي وبحارا للعلوم والمعارف ...
نستنتج من ذلك انه : لا بخل بساحة الفاعل اللامحدود ، ولكن الضعف والتدني بساحة القابل المحدود .
وقد ادى فشل الكثير من الناس في امتحان الولاية ، الى مالا يحمد عقباه والى يومنا هذا ؛ لانهم ، وبدلا من سماع داعي الله ، سمعوا داعي ابليس الذي أوقعهم في تخبط شديد وتيه عجيب!
ولم يبقى الا القلة القليلة المتمسكة بولاية الله، امثال : المقداد وسلمان وابا ذر وعمار وحذيفة اليمان... ، ومع كل ذلك لم ينقطع فيض علوم العترة وبركاتها عن الناس ، حتى رحلوا ، مصلحا بعد مصلح ، وحينما كان
سبيل هداية الناس واصلاحهم ، يستلزم مقتل الامام الحسين وعترته وصحبه عطاشا في كربلاء ، تقدم الامام الحسين نحو ذلك ، ليكون فاديا وقربان الهي عظيم.
وفعلا استيقظ من استيقظ من الناس بعد هذه الفاجعة العظيمة، حينها بدأت رحلة الامام السجاد (عليه السلام) ، مع الناس لتوعيتهم وارشادهم وتهذيبهم وبما يمكن ان يتحملوه في تلك المرحلة الحرجة.
وكان من ثمرة هذا الجهد العظيم ، تهيئه السبل اللازمة لتوسيع الحوزة العلمية على يد الامام ابو جعفر محمد الباقر (عليه السلام) ، فانتشرت بذلك المعارف والعلوم انتشارا واسعا ، وبرز حملتها ، والذين منهم :
زرارة بن اعين ، وابان بن تغلب ، وجابر بن يزيد الجعفي ، محمد بن مسلم ....وغيرهم كثير، وذلك بعد ان بقر الامام الباقر(عليه السلام)، العلوم بقرا ، فتعمق الفكر ، وتوسع الدرس ، وابتهج لتعليم ، بعد ان وصله فيض النبع الاصيل ، قال الامام محمد الباقر(عليه السلام):
(يا جابر لو كنا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنا من الهالكين، ولكنا نفتيهم بآثار من رسول الله صلى الله عليه وآله وأصول علم عندنا، نتوارثها كابرا عن كابر، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم)
(بحار الانوار/ج2:ص172)
وروى العياشي في تفسيره عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) في قوله تعالى:
﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾[الرعد:2] قال(عليه السلام):
(عليٌّ الهادي، ومنَّا الهادي. فقلت: فأنتَ جعلتُ فداك الهادي؟ قال(ع): صدقت. إنَّ القرآن حيٌّ لا يموت، والآية حيَّةٌ لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام وماتوا ماتت الآية لمات القرآن، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال:
( انْظُرُوا أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ فَالْزَمُوا سَمْتَهُمْ وَاتَّبِعُوا أَثَرَهُمْ فَلَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ هُدًى وَلَنْ يُعِيدُوكُمْ فِي رَدًى فَإِنْ لَبَدُوا فَالْبُدُوا وَإِنْ نَهَضُوا فَانْهَضُوا وَلَا تَسْبِقُوهُمْ فَتَضِلُّوا وَلَا تَتَأَخَّرُوا عَنْهُمْ فَتَهْلِكُوا).
(نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٧ - الصفحة ٧٦)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق