الاثنين، 31 ديسمبر 2018

القائد الانساني .. طائر قدس


طيور صغار ضعيفة متفرقة لا تعرف تحريك اجنحتها فضلا عن الطيران تبحث عن طائر القدس الذي تتمنى ان يوصلها الى الكهف الحصين الموجود في اعلى قمة جبل النور ، وفي اثناء مسيرها المتعثر نتيجة التعب الذي انهكها والخوف الذي استولى عليها ، توجهت نحو باريها القدوس باكية في محضره تبتغي بره وترجو احسانه وتطمع في كرمه...تقدست اسماؤه
واذا بطائر حنون قد حلّق فوقها ثم توجه نحوها فاتحا جناحيه ليضمها الى صدره ، فتشعر بطمأنينة الامان بعد ذلك الخوف، وبشائر الراحة بعد ذلك التعب...
فيسألهم بحنان: الى اين متوجهين؟
قالوا: الى طائر القدس
قال: وماذا تريدون منه؟
قالوا: نبتغي ان يوصلنا الى الكهف الحصين وغياث المضطر المستكين..
قال: وهل تعلمون اين يقع الكهف الحصين؟
قالوا: قد سمعنا من طائر قدس كبير وقبل ان تمتد له يد المنون ، ان الكهف الحصين في اعلى قمة جبل النور، ولا يمكن ان يوصلنا اليه الا طائر القدس
قال: وهل تعلمون اين يقع جبل النور؟
قالوا: كلا ، ولكن نعلم ان طائر القدس هو الذي يتمكن من ايصالنا اليه
قال: وهل تعلمون ان هدفكم نفيس ويحتاج الى المسير الطويل والصبر الجميل...
قالوا : نعم، نشعر انه صعب المنال ولكن عزمنا على المسير نحوه مهما غلى الثمن واشتدت الصعاب والمحن، فان كان لحياتنا قيمه فقيمتها منه
قال: مرحبا بكم ، هيا معي نسعى لطائر القدس
فقالوا: لكننا لا نتمكن من الطيران فلنقف مدة نتعلم الطيران ثم نسير
قال: كلا فالوقت قصير والمسير طويل ولكن نتعلم ونسير معا
فانطلقوا معه بعد ان فارقهم جماعة لم يرق لهم المسير وفي كل محطة يلتحق بهم مجموعة من الطيور قسم منها تشبههم وقسم منها كأنها غريبة عنهم ولكن الطائر الحنون يمد جناحيه لكل من يبتغي المسير ما دامه قد جاء لهدف نبيل...
فقطعوا في مسيرهم اشواطا واشواطا مارين بعشرات المحطات مقتحمين عدة غابات مواجهين لسلاسل من الصعوبات ...وفي كل مرة يتوجهون بالسؤال الى الطائر الحنون قائلين له:
متى نلتقي بطائر القدس؟
فيقول لهم : قد اقتربنا من اللقاء ، فصبر جميل
وبعد مدة لاح في الافق شعاع نور بهي
فقالوا بصوت عال :هذا شعاع جبل النور
فقال لهم الطائر الحنون: كلا هذا شعاع طائر القدس، فجدوا المسير، وتهيئوا للقاء
فيالها من فرحة قد غمرتهم وجعلتهم ينطلقون نحو طائر القدس بجد واجتهاد حتى اذا اقتربوا منه فاذا هو:
عظيم المنظر بهي الطلعة فائق الجمال رائع التحليق سريع الطيران...، التفت اليهم ورمقهم بنظرة ذابت فيها نفوسهم وخشعت لها قلوبهم...
قائلا لهم : مرحبا باتباع المصلحين فالآن قد جد المسير فأعينوني على انفسكم واستمعوا جيدا لما اقوله لكم ولا تلتفتوا لبهرجة الدنيا مهما اعترضتكم ولا تهنوا لما سوف يصيبكم ...فأمامنا عواصف شديدة سوف تبتلع من شذ منكم عن سربه ، فاصبروا اجمل الصبر وتوحدوا اشد التوحد ...، حتى اراكم امامي واحدا ذائبين في اخيكم الحنون ...وفي اثناء هذا الذهول غاب طائر القدس فتوجه السرب الى الطائر الحنون ، قائلين له:
اين ذهب طائر القدس اوليس قد تم اللقاء فلماذا هذا الفراق!؟
قال لهم الطائر الحنون:
ان لقاء طائر القدس هكذا يكون وليس كما تتصورون فطائر القدس ليس لنا فقط بل هو لكل اسراب المحبين اضافة الا ان له شغلا عظيما يعنيه وواجبات جمة تخصه ...وما تبتغون قد اعطاكم وزيادة وليست كل الامور كما تظنون وتحسبون، وحسبكم انه الاعرف بما ينفعكم فأطيعوه وسلموا له تسليما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق