عن أسماء بنت عميس أن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قالت لأسماء: إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء أنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها لمن رأى فقالت أسماء: يا بنت رسول الله أنا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة، قال: فدعت بجريدة رطبة فحسنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة (عليها السلام): ما أحسن هذا وأجمله لا تُعرف به المرأة من الرجل...(انتهى).
وقد وردت في المصادر التاريخية عدة روايات شبيهة لمضمون هذه الرواية ، والتي عند التأمل فيها يمكن للفرد ان يستشف منها بعض المعاني والعبر والتي منها ما يلي:
1.ان الزهراء عليها السلام ، رأت في التصرف الدارج في المجتمع مع جنازة المرأة بعد موتها فيه خدش لكرامتها ، فأرادت ان تعالجه وابتداءً من شخصها الكريم، فالقائد الانساني لا يأمر بشيء حسن الا ويبدأ بنفسه قبل الناس ولا ينهى عن شيء قبيح الا وهو لا يأتي بمثله.
2.انها(عليها السلام)، وبالرغم من كثرة مسؤولياتها ومحورية وجودها ، كانت مهتمة بأمور المجتمع وملتفتة لدقائق الامور الحاصلة فيه ، وتسعى لطرح الحلول والمعالجات لمشاكله ، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على شعورها العالي بالمسؤولية اتجاه الانسانية وصيانة كرامة الانسان حياً وميتاً.
3. بالرغم من علمها(عليها السلام)، بان المتكفل بها امير المؤمنين علي عليه السلام ، وكان حاضرا وموجودا بجنبها الا انها قامت بهذا التصرف ، لان على الفرد ان يؤدي ما يترتب عليه من واجبات وتكاليف ما دامه مستطيع لذلك.
4. تشجيع للمشورة ومشاركة عقول الاخرين فما خاب من استشار ، فان كان القائد الانساني يستشير ويسمع المشورة ، فغيره احوج لها اكيدا.
5.حب الخير للآخرين واشراكهم في فعل الخير ، وهذه من سمات المثل العليا في الانسانية التي تجسدت في افعال واقوال قادة الانسانية ومنهم السيدة الزهراء عليها السلام.
المصدر: سنن البيهقي : 4/ 34. فضائل الخمسة: 3/ 161 و 162، البحار: 43/ 189 و 190، و 81/ 251 ح 10،. ذخائر العقبى: ص 53
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق