1 ـ المستمع الواعي لصوت العقل والشرع ، يدرك بان الله(جل جلاله)، لم يخلقنا عبثا ، بل خلقنا من اجل السير في طريق الكمال والرقي الانساني وان يكون هذا السير اختياري وبشعور حر ، عسى ان نصل الى السعادة الحقيقية .
2 ـ اثبت الواقع المعاش بان تعاون العقل والحس بدون الوحي الالهي يبقيه قاصراً عن ادراك الكثير من الحقائق ، فها هي المنظومات الوضعية ، بالرغم من عمرها الطويل وخبرة الاف العلماء فيها الا انك تجد فيها الفجوات والثغرات والهفوات سواء كان ذلك الخلل في النظريات او في القوانين المشرعة لديهم ، مما يحتم على العقل ان يقبل بطريق ثالث وهو الوحي لسد النقص الحاصل من جراء القصور والتقصير ، لكي نصل الى جاده الصواب من جهة ، ولمعرفة كيفية الارتقاء في طريق التكامل الايجابي من جهة اخرى.
3 ـ ان العقل يرى بان قابليات الناس متفاوتة فهنالك:
ا. من يمتلك الاستعداد العالي والصفاء القلبي فاثمر العلماء والصالحين ، الذين نالتهم العناية والتربية والتأييد ، فطوي البعض منهم مراحل الكمال برشده العقلي وارتقى بروحه حتى اصبح يرى ظلم الناس وانتهاك حرياتهم وغصب حقوقهم ، على صورتها الحقيقة ، اي انها قاذورات ينبغي للعاقل ان يتجنبها ، وهذا هو الانسان الحقيقي الذي اراده الله خليفه وقائد ؟
ب.وهنالك من لوث فطرته فلم يلتزم بأبسط القيم الإنسانية ، او ارتدى ثوب الكسل ، فصعبت عليه اسهل المعارف العلمية ، فاثمر الاشرار والفاسدين الذين مالوا الى البهيمية وابتعدوا عن الإنسانية!
4 ـ لقد رأى العقلاء انه لابد من وجود مدارس للتربية والتعليم بمناهج علمية تربوية ولابد لهذه المدارس من معلمين من اجل أفهام التلاميذ مفردات تلك المناهج وكيفية تطبيقها ، واي خرق في هذه المنظومة ومفاصلها سوف ينعكس بالسلب على المسيرة التربوية والتعليمية لأنها سوف تتلكيء وتصاب بالكثير من الهفوات
اذن العقل يقر بضرورة وجود المعلم في كل مجالات الحياة ، سيما المعلم الانساني الذي يكون قائد انساني ، فوجوده ضرورة لابد منها من اجل الوصول الى الرقي الانساني .
5 ـ ان سلوك المعلم وافعاله من الاهمية بحيث انها تكون ابلغ في ايصال المعلومات في كثير من الاحيان سيما واننا محتاجين لمن يترجم التعليمات والقواعد الى سلوكها العملي الحقيقي ولا تبقى محبوسة في دائرة التطبيق النظري فحسب ، لأننا ومثلما نحتاج الى التعليم النظري نحتاج الى التربية من اجل تركيز وتجذير الخصائص الانسانية النبيلة ، وهذا من اولى مهام ومسؤوليات القائد الانساني ولذا هو قدوة واسوة .
النتيجة :
نعم بالرغم من وجود النصوص الشرعية والاخبار التاريخية العميقة الجذور ، الدالة على خروج وظهور قائد انساني نبيل يملئ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا ، الا انه ومع ذلك حينما تلتفت الى سيرة وقصص المصلحين في تراث البشرية ، وسيرة جمله من قادة الانسانية في الكتب السماوية ، فعليك ان تشعر بحكم من وراء تلك القصص المذكورة والتي تناقلتها الاجيال البشرية ومن هذه الحكم البحث عن مصاديقها في كل زمان ومكان للسير على خطاهم ، ونحن قوم وجدنا في زماننا هذا ان الشهيدين الصدرين، ونجلهما المقتدى من تلك المصاديق ، لانهم عاشوا عيشة الانسان في السراء والضراء ، ففرحوا لفرحه وحزنوا لحزنه ، ونصروه ودافعوا عن حقوقه حتى ُقتلوه من اجله.
وهذا ما فهمناه بعقولنا ووجدناه بكل شعورنا ، ولذا اتبعناهم اتباع الفصيل اثر امه ، وصدقناهم فيما يقولون من الحقائق التي بشرونا بها وفهمونا جملة من مفرداتها واخذوا بأيدينا للتمهيد لها والاستعداد الحقيقي لاستقبالها ، والتي من اهمها حقيقة الامام المهدي وانه هو القائد الانساني المصلح الذي سيحقق حلم المصلحين في بناء دولة الانسان العادلة والتي سوف تتجلى فيها جميع القيم الانسانية النبيلة ومبادئها السامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق