اولا.
الذي يطلع على عصر الامام الحسن العسكري يجده مليءً بالملاحم والفتن حيث:
1.الصراع الدموي بين افراد بني العباس انفسهم واتباعهم من الاعاجم وكذلك صراع غيرهم كصاحب الزنج ، على زمام السلطة، وانعكاساته المريرة على طبقات واسعة من المجتمع ، والتي راحت ضحية تلك الصراعات .
2.الهجمات الفكرية والعقائدية ، وبروز الكثير من الفرق والحركات والتيارات المذهبية والطائفية والعنصرية ، وانجراف الكثير من فئات المجتمع خلف هذا وذاك من المنحرفين والمنشقين .
3. تفشي الكثير من الامراض والاوبئة والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع نتيجة فساد وظلم السلطة الحاكمة واتباعها من جهة ، ونتيجة احداث الاضطرابات والصراعات كثورة الزنج من جهة اخرى.
2.الهجمات الفكرية والعقائدية ، وبروز الكثير من الفرق والحركات والتيارات المذهبية والطائفية والعنصرية ، وانجراف الكثير من فئات المجتمع خلف هذا وذاك من المنحرفين والمنشقين .
3. تفشي الكثير من الامراض والاوبئة والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع نتيجة فساد وظلم السلطة الحاكمة واتباعها من جهة ، ونتيجة احداث الاضطرابات والصراعات كثورة الزنج من جهة اخرى.
عليه ووفق ما ذكر اعلاه وهو غيض من فيض ملامح عصر الامام الحسن العسكري(عليه السلام)، لابد ان يكون الامام العسكري(عليه السلام)، من احلاس البيوت اكيدا، فهو القائل:
(قد وضع بنو اُمية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلّتين:
إحداهما: أنّهم كانوا يعلمون (انّ) ليس لهم في الخلافة حق فيخافون من ادّعائنا إيّاها وتستقرّ في مركزها.
وثانيهما: انّهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على أن زوال ملك الجبابرة الظلمة على يد القائم منّا، وكانوا لا يشكّون أنهم من الجبابرة والظلمة ، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) وإبادة نسله طمعاً منهم في الوصول الى منع تولد القائم(عليه السلام) أو قتله، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد منهم إلاّ أن يتم نوره ولو كره المشركون)(منتخب الأثر: 359 ).
(قد وضع بنو اُمية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلّتين:
إحداهما: أنّهم كانوا يعلمون (انّ) ليس لهم في الخلافة حق فيخافون من ادّعائنا إيّاها وتستقرّ في مركزها.
وثانيهما: انّهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على أن زوال ملك الجبابرة الظلمة على يد القائم منّا، وكانوا لا يشكّون أنهم من الجبابرة والظلمة ، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) وإبادة نسله طمعاً منهم في الوصول الى منع تولد القائم(عليه السلام) أو قتله، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد منهم إلاّ أن يتم نوره ولو كره المشركون)(منتخب الأثر: 359 ).
ثانيا.
الامام الحسن العسكري عليه السلام، كان يشعر حقيقة وبكل وجدانه وشعوره ووجوده ، بأبوته للناس ، اضافة الى انه حجة الله ووصي رسول الله وخليفته على الناس من بعد ابيه الامام علي الهادي(عليه السلام) ، اي ان هنالك مسؤوليات عظيمة تقع على عاتقه(عليه السلام) ، والتي منها:
الامام الحسن العسكري عليه السلام، كان يشعر حقيقة وبكل وجدانه وشعوره ووجوده ، بأبوته للناس ، اضافة الى انه حجة الله ووصي رسول الله وخليفته على الناس من بعد ابيه الامام علي الهادي(عليه السلام) ، اي ان هنالك مسؤوليات عظيمة تقع على عاتقه(عليه السلام) ، والتي منها:
1.حماية الناس من الوقوع ضحية لـحيل وألاعيب الاشرار والدفاع عن حقوقهم وخصوصا المتعلقة بحريتهم وكرامتهم من جهة ، ومواصلة الطريق في بنائهم ورقيهم وتكاملهم الانساني من جهة اخرى.
2.الحفاظ على منظومة الشريعة وقواعدها ، وافهام الناس كيفية تطبيق مفرداتها.
3. المحافظة على ولده الامام محمد المهدي عليه السلام ، وفكرة الدولة العادلة فلقد (...كان كل امام يقوم بدوره الكافي في التبليغ والارشاد الى هذه الفكرة الكبرى وقد كان لكل هذه التبليغات اثرها الكبير في ترسيخ فكرة المهدي في نفوس المسلمين بشكل عام ..، يأخذ كل فرد منهم ما يناسبه منها بحسب عمق ايمانه وسعة تفكيره واتجاه مذهبه في الاسلام(السيد الشهيد الصدر)).
وقاد شاركت المرأة في اعباء هذه المهمة الانسانية النبيلة ، متمثلة بالسيدة نرجس ، والدة الامام المهدي ، تلك المرأة الصابرة النقية(عليهما السلام).
2.الحفاظ على منظومة الشريعة وقواعدها ، وافهام الناس كيفية تطبيق مفرداتها.
3. المحافظة على ولده الامام محمد المهدي عليه السلام ، وفكرة الدولة العادلة فلقد (...كان كل امام يقوم بدوره الكافي في التبليغ والارشاد الى هذه الفكرة الكبرى وقد كان لكل هذه التبليغات اثرها الكبير في ترسيخ فكرة المهدي في نفوس المسلمين بشكل عام ..، يأخذ كل فرد منهم ما يناسبه منها بحسب عمق ايمانه وسعة تفكيره واتجاه مذهبه في الاسلام(السيد الشهيد الصدر)).
وقاد شاركت المرأة في اعباء هذه المهمة الانسانية النبيلة ، متمثلة بالسيدة نرجس ، والدة الامام المهدي ، تلك المرأة الصابرة النقية(عليهما السلام).
اذن كيف أدى الامام العسكري(عليه السلام)، هذه المهمات وغيرها كثير ان كان حِلْساً حسب المعنى الشائع والدارج في اذهان الكثير من الناس ، فذلك المعنى لا يتلاءم وحجم هذه المهمات وطريقة ادائها مع ان الامام العسكري ، قد اداها على اكمل وجه ، وكان من احلاس البيوت كآبائه الطاهرين الذين(كانوا يمثلون دور المعارضة بشكل اعزل لا يراد به الا العدل الالهي ورضاء الله عز وجل )(السيد الشهيد الصدر))
عليه لابد ان يكون هنالك معنى آخر لأحلاس البيوت غير المعنى الشائع بين الكثير من الناس، فما هو ذلك المعنى يا ترى؟
ثالثا. قبل التطرق الى المعنى الحقيقي للحِلْس من النافع الالتفات الى ما يلي:
1.قاعدة احلاس البيوت رويت عن النبي محمد وعترته الطاهرة ، وهنالك جملة من الروايات في هذا المعنى ، فقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:
كونوا ينابيع الحكمة ، مصابيح الهدى ، احلاس البيوت ، سرج الليل ، جدد القلوب..
كونوا ينابيع الحكمة ، مصابيح الهدى ، احلاس البيوت ، سرج الليل ، جدد القلوب..
2.المعنى الشائع عند الكثير من الناس للحِلْس هو:
اذا اجتاحت البلاد البلاءات والفتن والاوبئة والامراض ، فعلى المرء ان ينعزل في بيته وينطوي على نفسه واسرته ، حتى يمر البلاء او ينقضى الوباء ، وان تبع ذلك ضرر ناجم عن ترك نشر العلم ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر، واعانة الناس وخصوصا المحتاج والمظلوم والمسكين منهم؟
اذا اجتاحت البلاد البلاءات والفتن والاوبئة والامراض ، فعلى المرء ان ينعزل في بيته وينطوي على نفسه واسرته ، حتى يمر البلاء او ينقضى الوباء ، وان تبع ذلك ضرر ناجم عن ترك نشر العلم ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر، واعانة الناس وخصوصا المحتاج والمظلوم والمسكين منهم؟
رابعا. المعنى الحقيقي للحِلْس والذي كان يطبقه المعصومون عليهم السلام ، ومنهم الامام الحسن العسكري ، والذي يجب ان نفهمه ، لكي نطبقه ونتلافى الوقوع في الهفوات والاخطاء والمحاذير التي وقع بها الكثير من الناس ، قال الامام العسكري عليه السلام ، في مراسلته مع اسحاق بن اسماعيل النيسابوري:
(ولقد كانت منكم في أيام الماضي (عليه السلام) إلى ان مضى لسبيله وفي أيامي هذه ، أمور كنتم فيها عندي غير محمودي الرأي ولا مسدّدي التوفيق)
(ولقد كانت منكم في أيام الماضي (عليه السلام) إلى ان مضى لسبيله وفي أيامي هذه ، أمور كنتم فيها عندي غير محمودي الرأي ولا مسدّدي التوفيق)
وقبل بيان الجواب من النافع الالتفات الى الامثلة التالية لتقريب المطلب:
ا. لو اجتاح البلاد وباء من الامراض واعتزل جميع الاطباء والصيادلة في بيوتهم ، لكي لا يصابون بالوباء ، وحينما تسالهم عن حجتهم في ذلك ، يكون جوابهم انه:
في البلاءات والفتن على المرء ان يكون حلسا في بيته لتجنبها ، ونحن ملتزمين بتطبيق قاعدة الحِلْس.
فهل تطبيقهم لقاعدة الحلس بهذا الشكل صحيح يا ترى؟
وحينما ينعزل في البيوت الاطباء المعالجين واصحاب الادوية الصيادلة ، امام الاوبئة التي اجتاحت البلاد ، فماذا ستكون النتائج غير الدمار وهلاك الناس وما يلحقه من تبعات جمه
ب. حينما تجتاح البلاد هجمات اللصوص والقتلة ، امثال النواصب والدواعش والمحتلين ، وانعزل المحاربين وقادة العسكر والشباب ، مبررين انعزالهم بالالتزام بقاعدة الحلس
فهل تطبيقهم لقاعدة الحِلْس بهذا الشكل صحيح يا ترى؟
وحينما ينعزل الحماة عن صد هجمات الاعداء ، ماذا ستكون النتائج غير هلاك الحرث والنسل ، والدمار الشامل.
ج. حينما تشن الهجمات الفكرية والعقائدية والثقافية ، كالبعث والشيوعية والالحادية والاباحية ، وينعزل العلماء والمفكرين والباحثين ، بحجة التمسك بقاعدة الحلس وتطبيقها
فهل تطبيقهم لقاعدة الحلس بهذا الشكل صحيح يا ترى؟
وحينما ينعزل العلماء والمفكرين والعقلاء وذوي الحكمة والباحثين ، عن صد الهجمات الفكرية والعقائدية والثقافية والنفسية والاجتماعية...، المسلطة على المجتمع ، ماذا ستكون النتائج غير هلاكه وتدمير اسس قواعده ليكون مسخا ودون مرتبة البهيمية بمراتب.
ا. لو اجتاح البلاد وباء من الامراض واعتزل جميع الاطباء والصيادلة في بيوتهم ، لكي لا يصابون بالوباء ، وحينما تسالهم عن حجتهم في ذلك ، يكون جوابهم انه:
في البلاءات والفتن على المرء ان يكون حلسا في بيته لتجنبها ، ونحن ملتزمين بتطبيق قاعدة الحِلْس.
فهل تطبيقهم لقاعدة الحلس بهذا الشكل صحيح يا ترى؟
وحينما ينعزل في البيوت الاطباء المعالجين واصحاب الادوية الصيادلة ، امام الاوبئة التي اجتاحت البلاد ، فماذا ستكون النتائج غير الدمار وهلاك الناس وما يلحقه من تبعات جمه
ب. حينما تجتاح البلاد هجمات اللصوص والقتلة ، امثال النواصب والدواعش والمحتلين ، وانعزل المحاربين وقادة العسكر والشباب ، مبررين انعزالهم بالالتزام بقاعدة الحلس
فهل تطبيقهم لقاعدة الحِلْس بهذا الشكل صحيح يا ترى؟
وحينما ينعزل الحماة عن صد هجمات الاعداء ، ماذا ستكون النتائج غير هلاك الحرث والنسل ، والدمار الشامل.
ج. حينما تشن الهجمات الفكرية والعقائدية والثقافية ، كالبعث والشيوعية والالحادية والاباحية ، وينعزل العلماء والمفكرين والباحثين ، بحجة التمسك بقاعدة الحلس وتطبيقها
فهل تطبيقهم لقاعدة الحلس بهذا الشكل صحيح يا ترى؟
وحينما ينعزل العلماء والمفكرين والعقلاء وذوي الحكمة والباحثين ، عن صد الهجمات الفكرية والعقائدية والثقافية والنفسية والاجتماعية...، المسلطة على المجتمع ، ماذا ستكون النتائج غير هلاكه وتدمير اسس قواعده ليكون مسخا ودون مرتبة البهيمية بمراتب.
اذن لابد ان يكون هنالك معنى حقيقي للحِلْس غير معناه الشائع وان النبي واهل بيته (عليهم السلام)، قد اعطوا لنا هذه القاعدة لتكون وسيلة نواجه بها البلاءات والفتن وليس وسيلة للتقهقر والانهزام ، اي انها فرس اصيلة نمتطيها لمواجهة البلاءات والمحن وليس من اجل الهروب ، وسلاح فعال نستخدمه وقت البلاءات والمحن وليس لخزنه وقت البلاءات والمحن!
عليه ما هو المعنى الحقيقي للحلس؟
عليه ما هو المعنى الحقيقي للحلس؟
الجواب:
معنى الحِلْس الحقيقي ، بينه الاستاذ الفاضل علي الزيدي في محاضرته الاولى من المحاضرات الستة لمحرم الحرام 1440 هـ ، والتي بعنوان (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر)،حيث قال بما معناه ومضمونه:
(معنى الحِلس ، ان يكون الفرد صلب العقيدة لا تؤثر به الفتن الخارجية ، يعرف كيف يتعامل مع الخارج ومع الفرد الاخر ، وكيف يوصل المباني الاسلامية الحقة الى المجتمع من دون أن يتأثر بهم، اي :
كأبن اللبون لا ظهرٌ فيُركب ولا ضُرعٌ فيُحلب
اي من دون أن يُركب من قبلهم فيكون امعه ، ويمكن لأي انسان ان يأتي ويصعد عليه فيجعله دابة لتمشية مشاريعه، ولا ضُرع فيُحلب ، اي لا تسحب وتمتص عقيدته الحقة من قبل الاخرين ويتخلى عنها ، فتسلب ويكون خاويا )
اذن هنالك فرق واسع وجوهري بين معنى:
معنى الحِلْس الحقيقي ، بينه الاستاذ الفاضل علي الزيدي في محاضرته الاولى من المحاضرات الستة لمحرم الحرام 1440 هـ ، والتي بعنوان (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر)،حيث قال بما معناه ومضمونه:
(معنى الحِلس ، ان يكون الفرد صلب العقيدة لا تؤثر به الفتن الخارجية ، يعرف كيف يتعامل مع الخارج ومع الفرد الاخر ، وكيف يوصل المباني الاسلامية الحقة الى المجتمع من دون أن يتأثر بهم، اي :
كأبن اللبون لا ظهرٌ فيُركب ولا ضُرعٌ فيُحلب
اي من دون أن يُركب من قبلهم فيكون امعه ، ويمكن لأي انسان ان يأتي ويصعد عليه فيجعله دابة لتمشية مشاريعه، ولا ضُرع فيُحلب ، اي لا تسحب وتمتص عقيدته الحقة من قبل الاخرين ويتخلى عنها ، فتسلب ويكون خاويا )
اذن هنالك فرق واسع وجوهري بين معنى:
1.الحلس الدارج بين الكثير من الناس والذي في واقعه الحقيقي خدعة ومكر من اساليب جهة الشر لتمرير مشاريعهم الفاسدة ، والتي انطلت على الكثير من الناس فجعلتهم مشلولين الحركة ، محبوسين في البيوت كأنهم موتى، والاشرار في الخارج يسرحون ويمرحون ويعيثون في الارض فسادا ، وقد راينا نتائج ذلك بأم اعيننا فلو تصدينا للبعث والبعثيين بداية هجومهم لكنا قد تجنبنا جميع الويلات التي اصابتنا بسببهم ، ولو تصدينا بكل حزم واصرار للفساد والفاسدين لتجنبنا جميع الويلات التي اثقلت كاهل شعبنا وعرقلة مسيرة رقيه الانساني .
2.وبين معنى الحلس الحقيقي الوارد عن المعصومين عليهم السلام والذي يجعلنا احياء نواجه اساليب جهة الشر مهما كثرت وتنوعت وتطورت ، بصورة تجعلنا نرتقي ونتكامل في مراتب الانسانية ، بل وتتجذر فينا الخصائص الانسانية بشكل اتم وامثل ، كالطرح الفكري الرائع الذي يحصل كلما واجهت المفكرين مطالب وشبهات جديدة ، والطب الذي يتطور كلما واجهت الاطباء امراض جديدة ، والتكنولوجيا التي تتقدم كلما واجهت المهندسين مشاكل جديدة.
من مصادر المقال:
1.العلم والحكمة لمحمد الريشهري ، وغيبة النعماني : 203 / 5
2.موسوعة الامام المهدي (عليه السلام) للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)ج1(تاريخ الغيبة الصغرى)
1.العلم والحكمة لمحمد الريشهري ، وغيبة النعماني : 203 / 5
2.موسوعة الامام المهدي (عليه السلام) للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)ج1(تاريخ الغيبة الصغرى)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق