الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018

تقوى القلوب بقلم / سماحة القائد مقتدى السيد محمد الصدر 18 / 9 / 2018


السلام على الامام الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى اولاد الحسين
وعلى انصار الحسين
اما بعد، بت اخشى كثيرا من انحراف بعض الشعائر الحسينية عن مسراها ومجراها وما اقره الشرع والعقل وعلماؤنا الاعلام
فإنه باتت الشعائر على قسمين
القسم الاول: الشعائر المُقرة من علمائنا الاعلام تقدست ارواح من مضى منهم وحفظ الله من بقي منهم، كاللطم والعزاء والتطبير والبكاء وما الى غير ذلك
القسم الثاني: ما لم يقرّ من العلماء لحد الان، كلطم الشور والمشي على الجمر والمغالات في العزاء وتطبير الاطفال وما شابه ذلك
وبين هذا وذاك، فانه (من يعظم شعائر الله فانها من {تقوى القلوب}) فإقامة الشعائر عبارة عن ما يلي:
1- اخلاص وحب، فانك ان احببت الامام الحسين تشبهت به
2- اغاضة عدو.. كإغاضة الفرق الشاذة واعداء الانسانية والجهاد
3- مواساة لصاحب المصاب، كما في عاشوراء والاربعينية
ونقف هنا... فنقول: لا يجتمع الاخلاص مع ارتكاب ما هو محرم او قل ما لم يقره علماؤنا الاعلام
واي اغاضة للعدو وانت تضر نفسك فتكون اغاضة للصديق لا للعدو ؟
واي مواساة وانت ايها المقيم للشعائر تواسيه في امور قد تكون محرمة حتى عند صاحب العزاء ؟
واي مواساة وانت تواسيه في ظواهر الامور التي تعرض اليها في معركة الطف على سبيل المثال ولا تواسيه في اهدافه الحقيقية ؟
افلا تواسيه في (عطشه) ؟ الا تواسيه في (جوعه) ؟الا تواسيه في (جهاده) ؟الا تواسيه في (صلاته) ؟ الا تواسيه (رفض الضيم) ؟ الا تواسيه في (عدم الحياة مع الظالمين) ؟الا تواسيه في (اصلاحه) ؟ الا تواسيه في (تسليمه لله) ؟ الا تواسيه في (فنائه) ؟ الا تواسيه في (زهده) ؟وووو
أليست الامور الدينية والانسانية والاخلاقية والباطنية والعرفانية والشرعية وغيرها اولى من الامور الظاهرية ؟
وان لم تك اولى فهي في نفس المستوى فلِم تأتيه بالظاهرية وتترك الامور الاخرى ؟
ويا ليتك حينما تأتي بالظاهر منها تأتي بها وهي مقرة شرعا وعقلا لا ان تفتعل وتبتدع بعض الامور بغير هدى ولا كتاب منير
عجبا عجبا.. كل ينصب نفسه فقيها وعالما وهو مما تخفى عليه ابسط الامور واتفهها - ان جاز التعبير - فضلا عن الامور المهمة والصعبة
فانك اذا اردت التشبه بكل ما قام به الاعداء ضد الامام الحسين فانك ستضطر مستقبلا ان تحتز رقبتك وان تحرق منزلك على اهلك ونسائك وان تسبى عيالك!!؟؟..
أ نحن ممن يقتدي بالامام الحسين وافعاله ام نقتدى باعداء الحسين وفِعالهم!!!؟
اعزتي، احبتي، اكتفوا بالقدر المُقر فحسب ولا تتعدوا ذلك والا كنتم مخالفين (لتقوى القلوب) في الاية اعلاه، فالبدعة حرام والتجديد والزيادة حتى في الشعائر الحسينية يحتاج الى نظر ثاقب ويحتاج الى ايمان متجذر
والا فلا معنى انك تترك (الدواعش) ولا تجاهد ضدهم وتذهب الى التطبير في كربلاء وخصوصا ذووا المكنة والسعة
ويا ترى ما ذنب الاطفال حينما تطبرهم!!؟.. فان قلت: تربية وثقافة.. قلت: نعم هي كذلك، لكن كيف احرزت رضاه وعدم الاضرار به، فان قلت: كان ذلك وفق طلبه ومراده.. فأقول: فلم تستجيب له في التطبير مثلا ولا تستجيب له في المصالح الاخرى كشراء حاجة او طلل ما من هنا او هناك؟؟! وضمن المصالح..
فان الاطفال قد وفع عنهم الجهاد فارفع عنهم التطبير يرحمك الله... فهم احباء الله فلا تؤذوهم وارأفوا بهم يرأف بكم وربوهم على حب المعصوم بطرق واليات صحيحة رجاءا
عموما، فانهم سلام الله عليهم وكما قلنا سابقا لا يرضون بالمغالات بل الاعتدال في كل شيء مطلوب ومراد اكيدا، فلا تقولوا فيهم ما ليس لهم ولا تعكسوا صورة قبيحة عنهم
ولتعلموا اننا تربينا ان نتأسى بعطش الامام الحسين فلا نشرب الماء يوما او اياما او عشرا.. وان نترك الطعام مواساة للامام وصحبه وان نزهد بالدنيا وان نرخص انفسنا من اجل الدين والمذهب والانسانية جمعاء وان لا نفرق صف المسلمين فان الامام ما قاتل يزيد لكونه (من غير مذهبه ولكن لانه فاسد وظالم.. فكل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء
فسلام على مقيمي الشعائر والسلام على المطبرين والسلام على السائرين والباكين ورحمة الله وبركاته
مقتدى السيد محمد الصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق