السبت، 21 مارس 2015

من درر سيدنا محمد الصدر في جده امير المؤمنين علي(ع)

 

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
لسيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس الله نفسه الزكية ، بحث بعنوان (كيف يجب ان نعيش ذكرى الغدير؟) ، كتبه (قدس) في يوم الاربعاء :12/12 /1384هـ = 14/4/1965م ، وقد نشر في كتابه( قدس سره) اشراقات فكرية ج1 ص179، اتشرف بعرض مقطع منه لإخوتي الاحبة :ـ
قال سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس الله نفسه الزكية):ـ
...إنَّه عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام .
ذلك الشخص العظيم الذي تكفّله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ورباه صغيراً واستعان به كبيراً ، وعلّمه من حكمته وتعاليمه الشيء الكثير، وعلّمه ألف باب من العلم ينفتح له منها ألف باب(1) ، وهو الذى وقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه عند صراعه مع الكفر في حرب ضروس(2) ، وعندما يحوك الكفر المتمثل في قريش المؤامرات لاغتياله ، وهو ابن القرآن وابن الرسالة المحمديّة وأوّل ذائدٍ عن حياض الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
ومن هنا جاء الأمر الإلهي الى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قبيل وفاته بأشهر قليلة ، يوجب عليه تنصيبه وصيّاً على الأُمّة الاسلامية بعده ، وقائدا لها إلى الأهداف الإسلامية الكبرى التي يستهدفها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في قيادته ، وأن يبلّغ هذه الوصاية للأُمّة الإسلاميّة بشكل علنّي صريح ، لا يحتمل الشكّ والالتباس ؛ لكي يكون هو الماسك بزمام المجتمع الاسلامي ، والمطبّق للعدل الإسلامي ، والفيصل بين الحقّ والباطل بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.
وليس للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يخاف من أحد ، أو أن يستمع إلى قول الهامسين ؛ فان الله هو العاصم من الناس.
فإنَّ تبليغ هذه الوصاية من الاهمّية والعمق بمكان بحيث إنِّها لو لم تحدث لما وُجد للإسلام ذلك القائد المحنّك القدير الذي يتولّى زمام الأمر بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثم سوف تنطفى شعلة الثورة الاسلاميّة ويؤول امر الدين الجديد الى الانحلال ، فكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يبلّغ رسالة الله ، ولم ينشر تعاليمه، ولم يفعل شيئا في سبيل اعلاء كلمة الحق ونشر راية الاسلام.
ومن ثم فقد صدع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الامر الالهي الصارم ، وامر بجمع الحجاج في منطقة غدير خم ، وارتقى منبرا في وسط ذلك الجمع الغفير ممسكا بيد امير المؤمنين عليه السلام ، قائلا ـ فيما قال ـ : ((من كنت مولاه فهذا عليُّ مولاه))(3)
وبذلك تم تنصيب القائد العظيم الذي سوف يقود المجتمع الاسلامي الى النصر والعدل والرفاه بعد وفاة الرائد الاول، وذهاب القائد الاعلى عن ميدان الجهاد، وبهذا التنصيب تمت دعائم الاسلام، وختمت بذلك احكامه، وضمن له نبيه الكريم الاستمرار والخلود، وتمت نعمة الله الكبرى على المسلمين بجعل دينهم خالدا مضمون البقاء.
قال الله عز وجل في كتابه الكريم مشيرا الى ذلك : ((.. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ...))(سورة المائدة/ الآية 3)..
(انتهى)
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.
هامش الكتاب:ـ
(1)الارشاد للشيخ المفيد 1: 34
(2)كشف الغمة1: 181
(3)الكافي 1: 420 .....مناقب امير المؤمنين2: 402 ......
المصدر: كتاب رسائل ومقالات(1)/ اشراقات فكرية ج1 ص183ـ 184/ اية الله العظمى سيدنا الشهيد محمد الصدر(قدس)/ تحقيق مؤسسة المنتظر لإحياء تراث آل الصدر/ ط1 1435هـ ـ 2014م / مطبعة الوفا قم المقدسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق