السبت، 28 مارس 2015

أن شيعتنا لنا والله لو قطعناهم إربا إربا ما ازدادوا في هوانا إلا حبا

 
أن شيعتنا لنا والله لو قطعناهم إربا إربا ما ازدادوا في هوانا إلا حبا

بسم الله الرحمن الرحيم
((وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ))(سورة الصافات/الآية 83)

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.

ان عباد الله(جل جلاله) واحباب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وشيعة عترة رسول الله(عليهم السلام) هم لله ولرسوله ولأهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، ولن يبتغوا بذلك بدلا مهما كان ومهما يكن.
وفي هذا المقال انقل لإخوتي هذه الواقعة لبيان صوره من صور هذه الحقيقة ، عسى ان ادخل السرور على قلوب أهلنا الطيبين
روى الأصبغ بن نباتة، قال حضرت عند أمير المؤمنين(عليه السلام)
في جامع الكوفة و إذا بجماعة كثيرة قد أقبلوا و معهم عبد أسود موثق كتافا ، فقالوا: يا أمير المؤمنين السلام عليك جئناك بسارق ، فقال مولاي:
يا أسود أنت سارق
قال: نعم يا مولاي ،ثم قال ثانية:
يا أسود أنت سارق
قال نعم يا مولاي، قال أمير المؤمنين(عليه السلام):
إن قلتها ثالثة قطعت يمينك يا أسود أنت سارق
قال: نعم ، قال فقطع يمين الأسود فحيث قطعت يمين الأسود أخذها بشماله و خرج و هي تقطر دما فلقيه عبد الله الكواء ، فقال: يا أسود من قطع يمينك ، قال له:
قطع يميني الإمام المبين و الأنزع البطين و باب اليقين و الحبل المتين و الشافع يوم الدين قطع يميني إمام التقى و غاية ذوي النهى و أولي الحجى و كهف الورى و ذرية الأنبياء و صاحب الدنيا و زوج فاطمة الكبرى و الدعوة الحسنى و الإمام الوصي قطع يميني إمام الحق و سيد الخلق و جابر الفتق و حال الرتق فاروق الأولين و قاتل الناكثين و نور المتعبدين و ركن القاصدين و خير المتهجدين و أول السابقين و دافع المارقين و فارس المسلمين و المختم باليمين المصلي أحدا و حنين قطع يميني يا ويلك يا ابن الكواء خطيب بدري وفي محجاج مكي أبطحي قرشي برازي مردي الكتائب و صاحب العجائب منكس العلامات مفرق ما بين الجماعات داحي باب خيبر قاتل عمرو و مرحب و خير من حج و اعتمر و هلل و كبر و حذر و أنذر و صام و فطر و حلق و نحر أبو الأئمة الراشدين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و يعسوب الدين قطع يميني ويلك يا ابن الكواء إمام سنحنحي بهلولي روحاني مكي مبارزي بطل محجاج مصل الخمس صاحب الشمس ذكي اللبس نقي النفس أبو الأبرار صاحب الأسحار هذاب المحراب شريف الأصل خاصف النعل مرحل الأصلاق و صاحب الحروب مكي ساربي و عالم رباني و زاهد رهباني و ضامن وفي أمير المؤمنين و وصي رسول رب العالمين قطع يميني يا ويلك يا ابن الكواء إمام صاحب القبلتين مخرب
الكنيستين الضارب بسيفين الطاعن برمحين وارث المشعرين ميزان قسط الله و مصباح نور الله و موضع سبيل النجاة قطع يميني أبو الأئمة الطاهرة الذين بحبهم تبتع الأشجار و تحط الأوزار أبو الحسن و الحسين المرتضى و أخو محمد المصطفى قطع يميني يا ويلك يا ابن الكواء إمام اسمه عند الأرمن فريقيا و عند الروم بطرسيا و عند الخزرج مليا و عند الترك سريا و عند النوب نوبيا و عند البحرية هجريا و عند الأوصياء يوحيا و عند الأرواح مقطف الأرواح و عند الكهنة المدمر و عند الفرندس نسانوس و عند الهند كبكرا و عند الفرس خيرواج و عند فرنس الباركا و عند الزنج حبليا و عند الحبشة المجيرة و عند السرندي سرنكرة و عند النوباط قباطل و عند أمه حيدر و عند الطيرة الميمون و عند ابن هلال أحية و عند أبيه ظهيرا و في التوراة اسمه بريا و في الإنجيل إليا و في القرآن عليا قطع يميني أبو الحسن و الحسين على رغم أنف من قد رغم سيد بني هاشم فارس بني غالب علي بن أبي طالب(عليه السلام).
و مضى الأسود إلى حال سبيله و دخل ابن الكواء على أمير المؤمنين(عليه السلام) و سلم عليه ، وقال: يا أمير المؤمنين أنت قطعت يمين هذا الأسود و هو ثنى عليك لدى ولدي، فقال أمير المؤمنين(عليه السلام) للحسن و الحسين(عليها السلام):
ايتوني بالأسود ، فأحضروا الأسود وحضر الناس فتقدم الأسود بين يدي أمير المؤمنين(عليه السلام) فرق له و ركب اليد على الزند و رمى رداءه عليه ساعة فإذا باليد على الزند كما خلقه الله تعالى أول مرة و كبر المسلمون و سر المؤمنون و اسودت وجوه المنافقين، قال أمير المؤمنين (عليه السلام):

يا ويلك يا ابن الكواء أما علمت أن شيعتنا لنا والله لو قطعناهم إربا إربا ما ازدادوا في هوانا إلا حبا(انتهى)
ويا لها من حادثة كثيرة العبر غزيرة المعاني ..
وكل يأخذ منها بقدر انائه ، وما يمكن لمثلي بهذه العجالة ان يستشف من هذه الحادثه(بغض النظر عن السند) بعض النقاط والتي منها مايلي:
1ـ ان المؤمن ما دون المعصومين(عليهم السلام) معرضين لارتكاب الذنوب والاخطاء ، والخطير بالموضوع ليس هذا (مع انه يجب ان لا يحدث )ولكن الخطر يكمن في الإصرار على الذنب واهمال التوبة او تسويفها ..
اذن : بما ان رحمة الله واسعة وباب التوبة لازال مفتوحا ..
عليه يجب استثمار هذه الرحمة الإلهية من الباري العطوف(جل جلاله)والولوج في باب التوبة
قال سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)
...فإن كل فرد ما عدا المعصوم ، لا بدّ أن يكون قد اقترف خلال حياته ذنبا قليلا أو كثيرا نتيجة للدوافع الغريزية والاجتماعية المنحرفة .
وهذا ما يعلمه اللَّه سبحانه من عباده ، ومن ثم أعطاه فرصا كثيرة وعظيمة للتوبة والغفران . وما على الفرد إلَّا أن يغتنم هذه الفرص ، فيسد حاجته من الاستغفار وتطهير النفس ، ممّا يكون قد علق بها نتيجة للذنوب والعيوب(انتهى) .(ماوراء الفقه/ج2 / ص257/ دار المحبين / قم / ط 3/ 1427هج)
، فشكر لله القائل :
((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ))(سورة آل عمران/ الآية 135)
وقال تعالى((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))(سورة الزمر/الآية 53)

اـ نرى من الحادثة أعلاه ان الامام علي (عليه السلام)لم يصدر الحكم على الجاني اعتمادا على قول المشتكين فحسب بل سأل الجاني عن ذلك
بينما نرى ونسمع بالكثير من القضاة والحكام والمتسلطين...يقومون بإصدار الاحكام الجائرة اعتمادا على تقارير الوشاة والمخبر السري ...من دون الرجوع الى المتهم نفسه !
ب ـ كرر الامام السؤال على الجاني ليجعله في كامل الحرية في أقواله ..
بينما نرى ونسمع مرارا وتكرارا ، كيف يتم سحب الاعترافات من المتهمين والخصوم عن طريق ممارسة ابشع أنواع التعذيب والترهيب بحقهم..
3ـ من الحادثة نستشف شدة ندم الجاني واصراره على التطهر لولوج باب التوبة مهما كان وبغض النظر عن الم التطهر وسمعته بين الناس ..
4ـ ان الم التطهر زاد في ايمان الجاني وشدة يقينه بعدالة امامه(عليه السلام)، وان إجابة الجاني على ابن الكوا ، تدل على رفيع مقامه ، بل انه بعد حادثة التطهر ارتفعت مرتبته واستحق شرفا رفيعا ، حيث ان الامام علي (عليه السلام)ارسل ولديه الحسنين (عليهما السلام)لجلبه هذا من جهة
ومن جهة أخرى نرى كيف يفرح المعصومين(عليهم السلام) بتوبة التائب بل انهم يذهبون اليهم بأنفسهم ..ولا يخفى مافي هذا من بشارة عظيمة للتائبين والمتطهرين
جعلكم الله والاقل معكم منهم

يا اخوتي لتكونوا من زمرة(..أن شيعتنا لنا والله لو قطعناهم إربا إربا ما ازدادوا في هوانا إلا حبا)، ان الله على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم .
المصدر:
كتاب التحصين: للسيد علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي/ ج1ص47/نقلا عن كتاب: نور الهدى و المنجي من الردى : تأليف الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الجاوابي و عليه خط الشيخ محمد بن محمد المعروف بابن الكمال بن هارون و أنهما قد اتفقا على تحقيق ما فيه و تصديق معانيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق