الأربعاء، 11 يناير 2017

اخاطبك يا ماء الفرات...


بقلم  : سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد القائد مقتدى الصدر (أعزه الله)

ماذا دهاك .. ؟ ام ماذا اعتراك ؟
هل كنت اسيراً... ؟ ام حسيراً ؟
اعاتبك ايها الرقراق... ماذا بعد الفراق
اناديك ايها الجاري... هل للعِدى تجاري .. ؟
فم الحسين قد جف.. ومنك ما ارتشف
وتلك ايد وكفوف.. قد سقطت بأرض الطفوف
وصدور للموت عراة.. فأين انت يا فرات .. ؟
ما لك قد صددت.. وعن خيام قد رددت
.. عن خيام مضرمات... ونساء مكرمات
انت يا منبع الحياة... هل صرت الى الممات ؟
كلا أيها الماء... ان مصدر الحياة: (كربلاء)
ارتويتَ من الحسين وقد ارواك... ظمأ فيك الحسين وما اظماك
تجف حينا ويبقى الحسين (نهر الله الخالد)
...
لا تعاتبني فانا الماء... ذو رقة وصفاء
غضبت حينما مُنعت... وبكيتُ حينما سمعت
فخيل العدى حاصرتني... وعن شفاه الحسين منعتني
يا ليتني مسست شفاهه... ورويت لسانه
فانا الذي منه استقي... وبنواله ارتقي
كمالي في شربه... !! وطهارتي في قربه !!
يا ليتني كنت في عين زينب دمعه... فاخلد في التاريخ كشمعة !
لا تعاتبني ايها الانسان... يا صاحب العقل واللسان
يا من سمعت الواعية... وتركت الداعية
مخضبا بدمائه... متنورا بسنائه
متقطعا بسيوفهم... وسهامهم ورماحهم
لا تعاتبني وانت موجود... يا صاحب السجود
فاي سجود... وقد تخطيت الحدود
فقد قتل سيد السجود... وانت من الشهود !
رواك بملحمة العصر... وانت تعشق القصر !
دافع عن الشرف... وانت عاشق الترف !
اراد الاصلاح... وانت تعادي الفلاح
احيا الصلاة... وانت تخضع للولاة
دعا الى السلام... وانت مع اللئام
تقول يا ليتني معك... وها انت للجهاد تارك !
نادى: هيهات منا الذلة... وها انتم اقل من القلة
والحكاية لا تنتهي....

(مقتدى الصدر)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق