الأربعاء، 31 أغسطس 2016
الثلاثاء، 30 أغسطس 2016
الحلقة الثالثة من البحث القيم ( إعتقال أم إغتيال ) بقلم الاستاذ الفاضل علي الزيدي
وهنا في هذه المرحلة الحساسة من الزمن عمل الإحتلال وأذنابه بعدّة خطوات مدروسة للوقوف ضد المقاومين الشرفاء، وبالخصوص مقاومي التيار الصدري المتمثّلين " بجيش الإمام المهدي " فقامت بما يلي :
أولاً : تشويه صورة المجاهدين الشرفاء من خلال زج أفراد منحرفين لا يمِتّون الى المقاومة الشريفة بصلة، وإعطائهم صفة المقاومين وتحت مسميات مختلفة، لتكون وظيفتها ممارسة تصرفات مسيئة ومشينة بإسم المقاومة، لكي يتم النفور من إسم المقاومة بشكل عام.
ثانياً : إعطاء وعود للشعب العراقي بأن الامريكان والسلطة العراقية جادين بالعمل من أجل إعمار العراق وإرجاع جميع الخدمات المدنية إليه من ماء وكهرباء وخدمات صحية وغيرها، ولكن هؤلاء الذين يسمّون أنفسهم بالمقاومين يعيقون العمل ولا يمكن لنا القيام بذلك بسبب ما يقومون به من تهديد وتخريب، فعلى أفراد الشعب أن يخبروا ويعطوا معلومات وبيانات دقيقة عن أي منتمي لجيش الإمام المهدي ليتمكنوا من إعتقاله حتى يواصلوا الإعمار والبناء.
ثالثاً : مواجهة المقاومين من ابناء التيار الصدري بعنف كبير وسلاح مدمّر، لا يمكن أن يصدر إلّا من جهة تريد إبادة جماعية لهؤلاء الشرفاء، لا بل إبادة وقتل حتى لعوائلهم.
فرموا قنابل النابالم عليهم في معركة النجف الاشرف، وحاصروا مدينة الصدر المجاهدة، وقصفوا البيوت فيها، كما حدث في قطاع (10)، وكذلك قاموا بالرمي العشوائي على المدنيين العزّل من النساء والاطفال والشيوخ كما حدث بشكل واضح في منطقة الأولى من مدينة الصدر (القطاعات 1، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 ، 9 ، 10 ، 11)، وحدّث بلا حرج بما حدث من انتهاكات قذرة ومشينة في كربلاء والبصرة والعمارة والناصرية والديوانية وغيرها.
كل هذا يحدث بسلاح ويد امريكية تارة، وتارة أخرى بسلاح امريكي ويد تسمى ظاهراً بالعراقية، قد باعت شرفها ووطنيتها ببضعة دولارات .
كل ذلك من أجل إخافتهم، وإدخال الرعب في قلوبهم والمضايقة الشديدة عليهم، من أجل أن يتركوا هذا العنوان الشريف من جهة، ومن جهة ثانية ليبعثوا برسالة تهديد لكل من يحاول أن يسلك وينخرط في صفوف هذا الخط الشريف من المقاومة.
رابعاً : عملت الحكومة العراقية وأصرَّت على أمر في غاية الأهمية وهو عدم اعطاء صفة المقاومة الشريفة ضد المحتل لأي جهة وخصوصاً " جيش الامام المهدي "، على اعتبار لا وجود للمحتل على الأراضي العراقية وأنما هي قوات تحالف دولي وهي قوات صديقة جاءت لإنقاذ العراق من الطاغية " صدام ".
كل ذلك، يحدث لكي لا يتم إتهامهم بالعمالة للمحتل وأنهم أذناب له يعملون ضمن ضابطة أو حزمة من الأجندات التي تصب في مصلحتهم.
لأنهم لو اعترفوا بالمقاومة، فهو حينئذ إعتراف بعمالتهم وخيانتهم لبلدهم، كونهم قابعين تحت مظلة وجناح المحتل. ولذلك أصرًت الحكومة العراقية الظالمة أن تلاحق افراد المقاومة الشريفة بعنوان أنهم خارجون عن القانون، وأنهم مجرمون والى حد هذه اللحظة من الزمن.
وكذلك أصرَّت على إعطاء المحتل عنوان قوات التحالف، وأنها قوات صديقة، جاءت لإنقاذ العراق وتحريره، وقد ضحت بجنودها من أجل هذا المبدأ، ومن أجل تعميق هذا الأمر، قام رئيس الوزراء السابق بزيارة الى امريكا فزار قبور الجنود الامريكيين الذين قتلوا في العراق، ووضع إكليلاً من الزهور عليهم إمتناناً وعرفاناً لهم، على أساس أنهم قتلوا من أجل تحرير العراق !!!.
ملاحظة / التتمة في الحلقة الرابعة ... انتظرونا
الاثنين، 29 أغسطس 2016
الأحد، 28 أغسطس 2016
الحلقة الثانية من البحث القيم ( إعتقال أم إغتيال ) بقلم الاستاذ الفاضل علي الزيدي
نكتفي بهذه الأمثلة الثلاث للإقتناع إن وعود الشياطين ما هي إلّا غروراً، وتمر على الشعوب كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء.
وفي خضم تلك الأحداث الجسام العظام، والعراق يغرق في بحر ودوّامة تجاذبات المحتل من جهة، وما يريد الحصول عليه أو البحث عنه وبين اولئك الذين أَتَوا مع المحتل لسلب البلد بكل ما وجد، ليأخذوا من الشعب أرضه وخيراته كضريبة لتسكعهم في الغرب أو الشرق وهم على فتات موائدهم يعيشون ومن خمرهم يشربون وبفجورهم يغرقون.
وفي هذا الظرف ظهر رجل شق ظلام الصمت والترقب ذو الباب المفتوح على مصراعيه فهو يتقبل كل ما هو آت من قبل المحتل بلا حراك أو حتى تساؤل يكشف عن المقصود.
فكان الخوف هو المتربع والساكن في قلوب القوم، من غول كبير محاط بهالة القوّة والعظمة والهيمنة على الكوكب الأرضي بلا منازع ولا رادع يردعه فالقول الفصل بيده، يحكم ويأمر وينفذ، والكل ينظر ببصيص عين رمداء، لاتقوى على أن ترى أنفها من شدّة المرض.
ظهر ذلك الرجل فأعلن بشكل واضح وصريح بأنه مقاوم للمحتل، ولن يسمح له بالبقاء في أرض العراق، ليعبث بمقدراته المعنوية والمادية.
فأسس على ضوء ذلك "جيش الإمام المهدي " ليكون البركان الثائر في وجه المحتل، والذي سيقف بوجه أي خطوة يحاول تمرير مخططاته المشؤومة لتحيط بهذا البلد الجريح.
ولكن في الحقيقة إن هذا العنوان قد أزعج الأمريكان من جهة، ومن جهة أخرى أذنابهم الذين قدموا تحت ظلال دباباتهم وطائراتهم من المحسوبين ظاهراً على العراقيين، بالرغم من أنهم من حملة الجنسية المزدوجة، ليكون ولاءهم وحبهم مزدوجاً أيضاً .
وتحت عباءة شرقية أو قبعة غربية.
هذا علماً إنّ الأعم الأغلب منهم، وعلى هذه الصورة لم يوزع الولاء والمحبة بالتساوي بين بلده الذي قَدِمَ إليه وبين البلد الذي قَدِمَ منه، لأنه قد بقي وللأسف الشديد مخلصاً ومتفانياً في خدمة بلد الجنسية الثانية .
عموماً ، قد إنزعج هؤلاء القادمون، الذين ساهموا الى حد كبير في تسويق وإشاعة الكذبة التي أتى بها المحتل، وهي كذبة خلق "عراق جديد" تملأه العدالة والإستقرار والرفاهية والحريات الشخصية، تحت غطاء الديمقراطية التي ستحل بهذا البلد الموعود بالبلاءات والفتن.
فعملوا بالمباشر الى محاولة التشويه والالتفاف على مشروع المقاومة الشريفة الذي دعا وأسس إليه السيد " مقتدى الصدر " واعتبروا الأفراد المنتمين اليه خارجين عن القانون وأنهم مطلوبون للقضاء، وتم ذلك بمباركة أغلب الأوساط الدينية والسياسية والمدنية والعلمانية التي تنعمت بعطايا وهبات المحتل التي سرقها من العراق ورماها عليهم ، وكما يقال بالعامية (من لحم ثور إطعمه ). وليترك بعدها المحتل بكل ما يحمل من قابليات دنيئة ليعمل بالعراق ما يريد.
هذا الأمر لم يرعب السيد مقتدى الصدر، ولا أفراد جيش الإمام المهدي عليه السلام، بل استمروا في مقاومتهم للمحتل، وجهادهم وكفاحهم المستميت ضده، طالبين بذلك رضا الله تعالى أولاً، وتحرير العراق وحماية مقدساته ثانياً. فلم تأخذهم في ذلك الأمر العظيم لومة لائم، ولا تهديد قوات الإحتلال وأذنابهم بل استمروا بالمقاومة، يسيرون بأقدام قد ثبتها الله على المبدأ بعد أن أفرغ عليها صبراً، وبقلوب قد مُلِأَت طمأنينة بذكر الله، وبوجود قائد يذكرهم بالقادة المسلمين العظماء، قد عَوّدَهُم لبس القلوب على الدروع يستبشرون بالشهادة، كأنها حلم قد راودهم من سنين ، فبذلوا كلَّ شيء لتحقيقه، فأخذوا يستأنسون بالموت إستئناس الطفل بمحالب أمّه .
وفي خضم تلك الأحداث الجسام العظام، والعراق يغرق في بحر ودوّامة تجاذبات المحتل من جهة، وما يريد الحصول عليه أو البحث عنه وبين اولئك الذين أَتَوا مع المحتل لسلب البلد بكل ما وجد، ليأخذوا من الشعب أرضه وخيراته كضريبة لتسكعهم في الغرب أو الشرق وهم على فتات موائدهم يعيشون ومن خمرهم يشربون وبفجورهم يغرقون.
وفي هذا الظرف ظهر رجل شق ظلام الصمت والترقب ذو الباب المفتوح على مصراعيه فهو يتقبل كل ما هو آت من قبل المحتل بلا حراك أو حتى تساؤل يكشف عن المقصود.
فكان الخوف هو المتربع والساكن في قلوب القوم، من غول كبير محاط بهالة القوّة والعظمة والهيمنة على الكوكب الأرضي بلا منازع ولا رادع يردعه فالقول الفصل بيده، يحكم ويأمر وينفذ، والكل ينظر ببصيص عين رمداء، لاتقوى على أن ترى أنفها من شدّة المرض.
ظهر ذلك الرجل فأعلن بشكل واضح وصريح بأنه مقاوم للمحتل، ولن يسمح له بالبقاء في أرض العراق، ليعبث بمقدراته المعنوية والمادية.
فأسس على ضوء ذلك "جيش الإمام المهدي " ليكون البركان الثائر في وجه المحتل، والذي سيقف بوجه أي خطوة يحاول تمرير مخططاته المشؤومة لتحيط بهذا البلد الجريح.
ولكن في الحقيقة إن هذا العنوان قد أزعج الأمريكان من جهة، ومن جهة أخرى أذنابهم الذين قدموا تحت ظلال دباباتهم وطائراتهم من المحسوبين ظاهراً على العراقيين، بالرغم من أنهم من حملة الجنسية المزدوجة، ليكون ولاءهم وحبهم مزدوجاً أيضاً .
وتحت عباءة شرقية أو قبعة غربية.
هذا علماً إنّ الأعم الأغلب منهم، وعلى هذه الصورة لم يوزع الولاء والمحبة بالتساوي بين بلده الذي قَدِمَ إليه وبين البلد الذي قَدِمَ منه، لأنه قد بقي وللأسف الشديد مخلصاً ومتفانياً في خدمة بلد الجنسية الثانية .
عموماً ، قد إنزعج هؤلاء القادمون، الذين ساهموا الى حد كبير في تسويق وإشاعة الكذبة التي أتى بها المحتل، وهي كذبة خلق "عراق جديد" تملأه العدالة والإستقرار والرفاهية والحريات الشخصية، تحت غطاء الديمقراطية التي ستحل بهذا البلد الموعود بالبلاءات والفتن.
فعملوا بالمباشر الى محاولة التشويه والالتفاف على مشروع المقاومة الشريفة الذي دعا وأسس إليه السيد " مقتدى الصدر " واعتبروا الأفراد المنتمين اليه خارجين عن القانون وأنهم مطلوبون للقضاء، وتم ذلك بمباركة أغلب الأوساط الدينية والسياسية والمدنية والعلمانية التي تنعمت بعطايا وهبات المحتل التي سرقها من العراق ورماها عليهم ، وكما يقال بالعامية (من لحم ثور إطعمه ). وليترك بعدها المحتل بكل ما يحمل من قابليات دنيئة ليعمل بالعراق ما يريد.
هذا الأمر لم يرعب السيد مقتدى الصدر، ولا أفراد جيش الإمام المهدي عليه السلام، بل استمروا في مقاومتهم للمحتل، وجهادهم وكفاحهم المستميت ضده، طالبين بذلك رضا الله تعالى أولاً، وتحرير العراق وحماية مقدساته ثانياً. فلم تأخذهم في ذلك الأمر العظيم لومة لائم، ولا تهديد قوات الإحتلال وأذنابهم بل استمروا بالمقاومة، يسيرون بأقدام قد ثبتها الله على المبدأ بعد أن أفرغ عليها صبراً، وبقلوب قد مُلِأَت طمأنينة بذكر الله، وبوجود قائد يذكرهم بالقادة المسلمين العظماء، قد عَوّدَهُم لبس القلوب على الدروع يستبشرون بالشهادة، كأنها حلم قد راودهم من سنين ، فبذلوا كلَّ شيء لتحقيقه، فأخذوا يستأنسون بالموت إستئناس الطفل بمحالب أمّه .
ملاحظة / تتمة الكلام في الحلقة الثالثة ... فانتظرونا
السبت، 27 أغسطس 2016
الجمعة الخامسة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس مدبلجة الى اللغة ال...The Fifth Friday of AL-Sayed Mohammed AL-Sadr In Kufa (translated & dubbed)
For what he has done, for the enormous change that he made in the Iraqi society, for his great sincerity to God, for sacrificing himself and his sons for Islam and humanity, and for guiding people to the way of God; We have translated all his (45) Fridays in Kufa to the English language (translated& dubbed) in order to spread his knowledge and his pure ideas which represent the true Islam not the fake one especially for the western societies who have a wrong idea about Islam
Note: We publish one translated Friday every week
الجمعة الخامسة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر مترجمة الى الانكليزيةThe Fifth Friday of AL-Sayed Mohammed AL-Sadr In Kufa (translated & dubbed)
For what he has done, for the enormous change that he made in the Iraqi society, for his great sincerity to God, for sacrificing himself and his sons for Islam and humanity, and for guiding people to the way of God; We have translated all his (45) Fridays in Kufa to the English language (translated& dubbed) in order to spread his knowledge and his pure ideas which represent the true Islam not the fake one especially for the western societies who have a wrong idea about Islam
Note: We publish one translated Friday every week
الجمعة، 26 أغسطس 2016
الخميس، 25 أغسطس 2016
بحث بعنوان ( إعتقال أم إغتيال ) بقلم الاستاذ الفاضل علي الزيدي(1)
(( دعماً وتضامناً مع الأخوة المعتقلين الشرفاء ))
فقد كتب الاستاذ الفاضل علي الزيدي بحثاً قيماً بعنوان
( إعتقال أم إغتيال )
والذي سنقدمه إليكم على شكل حلقات متتابعة يبين فيه حقائق مــهمة عــلـى الصــعيــد التــاريخــي
والسياسي .
وفيما يلي الحلقة الاولى :
صدق الله العّلي العظيم
ليال طوال مرت عليكم أيها الأبطال بلا لون تستبشر به العيون ، ليكون البارقة الأولى التي تمهد لخيوط النور ، وتراتيل الصباح ، التي يدعو بها عليٌّ عليه السلام وهو يقول :
(يامن دلع لسان الصباح بنطق تبلجه ) .
فأبى الظالمون أن يسرّحوا قطع الليل المظلم عنكم ، وأصرّوا على أن يبقوكم في غياهبه المتلجلجة ، يقلبكم سواده من بليّة الى أخرى ، ومن همّ الى همّ يصعد كلّما دارت في فلك الفكر صورة لأب أنهكته تجاعيد الحزن العميق ، وأم حنانها يسمو الى السماء ليغمر الآفاق بدفء العفّة والشرف ، ليعود نسيماً يُشَمُّ مع الحسرات ، وزوجة وأبناء صغار ، كلما لديهم الدموع ، وأمل طال وطال وطال ، عنوانه متى يعود ؟!
فالله دّركم ما أصبركم وأشجعكم في تحمل ما تحملتم ، وأي شيء يوازي صبركم هذا ، فهل هو شيء دنيوي ليزول ؟ كلا ثم كلا ، بل هو شيء أكبر مما تحيط به سبل المادة وعيون الناظرين وفكر الحاضرين ،
إنّه العطاء الإلهي المذخور لكم ، وأي عطاء عظيم هذا الذي عنوانه ودائرته الرضا والرضوان .
******************************
ظرف مرّ به العراق قد حُفّ بالمكاره والأخطار ، وضُربت دون استقراره الحجب والأستار .. وابتعدت فيه كل الجهات المتوقع ان يخرج منها سبل الصلاح وإنقاذ الشعب مما حلّ به من مآسي ، وخصوصاً من قبل الجهات والمؤسسات الدينية بما تحمل من عناوين سواء كانت صغيرة أو كبيرة ، فإن التحرك قد تساوى فيهما ، فكان كدبيب النملة أو أخفى .
فتركوا الأمور تسير بيد المحتل كيفما يشاء ، لينظروا ماهي الخطوات التالية له .
أما الجانب الآخر من المجتمع ، أعني به الجانب المدني أو العلماني ، فقد إنقسم الى قسمين لا ثالث لهما ،
الأول : فَضّل الصمت وعدم التدخل ، لينتظر الأحداث كيف ستدور ، والى أي مطاف ومسار تسير ، وهو يحمل في طياته بعض الخوف والتوجس مما سيكون عليه مستقبل العراق .
الثاني : فقد تفاعل تفاعلاً إيجابياً الى حدٍ كبير مع المحتل ورأى فيه منقذه الوحيد مما كان عليه العراق ، وعليه سيتم تحقيق حلم الديمقراطية الكبير ، في مجتمع قد قبع بالجهل والتخلف والحرمان لزمن طويل . وما ذلك إلاّ لإنجرارهم وراء المحتل بإعتبار ان كلماته ووعوده التي ألقاها على مسامع الناس قبل الإحتلال وبعد الإحتلال هي بلسم لجراحاتهم والمنفذ الوحيد ليروا من خلاله حريتهم التي صادرها صدام اللعين .
متناسين سواء المدنيين والعلمانيين أو حتى المؤسسة الدينية نفسها بأن من المستحيل أن يكون هناك مسوغ لحسن النية تجاههم ، هذا الفخ الذي وقعوا فيه ، ما كان لهم أن يقعوا فيه لو أخذوا من التاريخ العبر والدروس الكثيرة التي أفرزتها التجارب والأحداث تجاه التدخلات الخارجية للدول الكبرى مع البلدان المستضعفة أو غيرها .
ولنأخذ بعض الأمثلة من التأريخ القريب التي تبين الحِيَل والتَلون المتّبع من قبل الطامعين وكيف انهم ينتهزون الفرص للإنقضاض على فرائسهم ،بإختلاق الاعذار التي تبدو للوهلة الأولى ذات سمات إنسانية الى حدٍ كبير ، لكنها تحمل بين طياتها كل السوء والشر المستبطن .
فحتى لو طلبت الدول منها التدخل لغرض المساعدة ، فإنها تحولها الى مكتسبات ومنافع لها ، ولو بعد حين .
فمثلاً ، كانت الولايات المتحدة غير راضية عن الوجود الأسباني في منطقة ((كوبا )) وكانت تطمح بالاستيلاء عليها ، كما جاء ذلك بشكل واضح في بيان ((أوستاندا )) الصادر في عام 1854، إلاّ أن حرب الإنفصال الداخلية أجلت تنفيذ ذلك المخطط الى سنة (1897) فقد استغل الرئيس الأمريكي ((ماكنلي)) حالة الإضراب الداخلي في (كوبا) ونقمة الشعب العارمة ضد السياسة القمعية التي اتبعها الحاكم الأسباني ((فايلير )) لإرسال طرّاد حربي امريكي يحمل إسم (ماين ) الى ميناء (هافانا ) بحجة حماية أملاك وأرواح الجالية الامريكية .
وفي 15 شباط 1898 انفجر الطرّاد ووجدت أمريكا في ذلك ذريعة للتدخل العسكري في الحرب ضد (اسبانيا ) وبعد عدّة هزائم متتالية استسلمت القوات الإسبانية في 12 آب 1898 ووافقت (اسبانيا) في اتفاقية (باريس ) 10 كانون الأول 1898 على التخلي عن كوبا.
وقد أعلن الرئيس (ماكنلي ) : (( إن كوبا يجب أن تظل مرتبطة بالولايات المتحدة بروابط متينة )) . وفي عام 1902 بضغط من امريكا صادقت الجمعية التأسيسية الكوبية على تعديل دستوري يخول الامريكان التدخل في ( كوبا ) كلما تعرضت أرواح وأملاك الامريكان للخطر، وكذلك لحماية ( كوبا ) وللمحافظة على حكومة قادرة على الدفاع عن الحريات الشخصية .
ومن جهة أخرى اعطى هذا التعديل الولايات المتحدة الحق في الإشراف على الأوضاع الصحية وطريقة جبي الضرائب ومنحها قاعدة (( غوانتانامو )) البحرية الى الأبد.
وقد أستغلت الأدارة الامريكية فعلاً ذلك التعديل الدستوري وأرسلت قواتها البحرية لإخماد الأنتفاضات الشعبية المتتالية خاصة في عام 1906 و 1907 وكذلك من 1917 – 1919 . ومن الأقوال المأثورة عن الرئيس الامريكي ( روزفلت ) التي تعكس الحالة النفسية للغطرسة الاستعمارية الامريكية قوله في عام 1906 : ( إن جمهورية كوبا الصغيرة جعلتني أضجر الى درجة اني اصبحت أتمنى محوها من خارطة العالم ... فكل ما كنّا نطلبه منها هو أن تتصرف بشكل لا يجعلنا مجبرين على التدخل بالقّوة ، ولكن مع الأسف فها هي قد إختارت طريق الثورة التي لا مبرر لها ... ) .
وليس فقط امريكا هذا حالها الإستكباري الانتهازي بل الدول الأخرى التي عاشت مرحلة القّوة والغطرسة ، كان فعلها هو عين فعل الولايات المتحدة، وهذا هو حال كل مستكبر بغض النظر عن العناوين والأماكن .
فعندما أرادت اليابان أن تحتل فيتنام، وكانت تحت سيطرة الفرنسيين، ركّزت في دعايتها الحربية على موضوع وحدة الشعب الآسيوي وتحقيق الاستقلال لكل شعوب آسيا المستعمرة، ولكنها لم تطبق ذلك المبدأ في أي منطقة من المناطق التي احتلتها، ولذلك واصل (( هوشي منه )) نضاله ضد اليابان.
ومثال أخير في ( كمبوديا ) عندما صعَدَ (( نورودوم )) الى الحكم عام 1859 أخذ يتوجه بشكل جِدّي نحو فرنسا التي كانت آنذاك قد وجدت لها موطئ قدم في فيتنام، وفي سنة 1863 وضع ذلك الملك بلاده تحت الرعاية الفرنسية، ولكن فرنسا لم تكتفِ بكونها مجرد راعية لمصالح مملكة (( كمبوديا )) بل أقدمت في 1884 وبقرار من ( جول فيري ) رئيس الحكومة آنذاك على فرض الحماية الكاملة على ( كمبوديا ) وعينت إدارة جديدة ترسي الدعائم الاستعمارية في ذلك البلد.
والواقع ان فرنسا ادركت ان السيطرة الحقيقية على (( كمبوديا )) لن تتم أبداً إلّا من خلال الاستعمار الثقافي الأمر الذي حققته فعلاً من خلال التركيز على نشر الثقافة الفرنسية وتعميم اسلوب الحياة والتقاليد الغربية في اوساط الطبقة الحاكمة وحتى في الاوساط الشعبية.
ملاحظة / تتمة الكلام في الحلقة الثانية
فقد كتب الاستاذ الفاضل علي الزيدي بحثاً قيماً بعنوان
( إعتقال أم إغتيال )
والذي سنقدمه إليكم على شكل حلقات متتابعة يبين فيه حقائق مــهمة عــلـى الصــعيــد التــاريخــي
والسياسي .
وفيما يلي الحلقة الاولى :
"عنوان البحث "
إعتقال
أم
إغتيال
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد : 31]
صدق الله العّلي العظيم
الى المعتقلين الشرفاء
مع كل المحبة والإحترام
ليال طوال مرت عليكم أيها الأبطال بلا لون تستبشر به العيون ، ليكون البارقة الأولى التي تمهد لخيوط النور ، وتراتيل الصباح ، التي يدعو بها عليٌّ عليه السلام وهو يقول :
(يامن دلع لسان الصباح بنطق تبلجه ) .
فأبى الظالمون أن يسرّحوا قطع الليل المظلم عنكم ، وأصرّوا على أن يبقوكم في غياهبه المتلجلجة ، يقلبكم سواده من بليّة الى أخرى ، ومن همّ الى همّ يصعد كلّما دارت في فلك الفكر صورة لأب أنهكته تجاعيد الحزن العميق ، وأم حنانها يسمو الى السماء ليغمر الآفاق بدفء العفّة والشرف ، ليعود نسيماً يُشَمُّ مع الحسرات ، وزوجة وأبناء صغار ، كلما لديهم الدموع ، وأمل طال وطال وطال ، عنوانه متى يعود ؟!
فالله دّركم ما أصبركم وأشجعكم في تحمل ما تحملتم ، وأي شيء يوازي صبركم هذا ، فهل هو شيء دنيوي ليزول ؟ كلا ثم كلا ، بل هو شيء أكبر مما تحيط به سبل المادة وعيون الناظرين وفكر الحاضرين ،
إنّه العطاء الإلهي المذخور لكم ، وأي عطاء عظيم هذا الذي عنوانه ودائرته الرضا والرضوان .
******************************
ظرف مرّ به العراق قد حُفّ بالمكاره والأخطار ، وضُربت دون استقراره الحجب والأستار .. وابتعدت فيه كل الجهات المتوقع ان يخرج منها سبل الصلاح وإنقاذ الشعب مما حلّ به من مآسي ، وخصوصاً من قبل الجهات والمؤسسات الدينية بما تحمل من عناوين سواء كانت صغيرة أو كبيرة ، فإن التحرك قد تساوى فيهما ، فكان كدبيب النملة أو أخفى .
فتركوا الأمور تسير بيد المحتل كيفما يشاء ، لينظروا ماهي الخطوات التالية له .
أما الجانب الآخر من المجتمع ، أعني به الجانب المدني أو العلماني ، فقد إنقسم الى قسمين لا ثالث لهما ،
الأول : فَضّل الصمت وعدم التدخل ، لينتظر الأحداث كيف ستدور ، والى أي مطاف ومسار تسير ، وهو يحمل في طياته بعض الخوف والتوجس مما سيكون عليه مستقبل العراق .
الثاني : فقد تفاعل تفاعلاً إيجابياً الى حدٍ كبير مع المحتل ورأى فيه منقذه الوحيد مما كان عليه العراق ، وعليه سيتم تحقيق حلم الديمقراطية الكبير ، في مجتمع قد قبع بالجهل والتخلف والحرمان لزمن طويل . وما ذلك إلاّ لإنجرارهم وراء المحتل بإعتبار ان كلماته ووعوده التي ألقاها على مسامع الناس قبل الإحتلال وبعد الإحتلال هي بلسم لجراحاتهم والمنفذ الوحيد ليروا من خلاله حريتهم التي صادرها صدام اللعين .
متناسين سواء المدنيين والعلمانيين أو حتى المؤسسة الدينية نفسها بأن من المستحيل أن يكون هناك مسوغ لحسن النية تجاههم ، هذا الفخ الذي وقعوا فيه ، ما كان لهم أن يقعوا فيه لو أخذوا من التاريخ العبر والدروس الكثيرة التي أفرزتها التجارب والأحداث تجاه التدخلات الخارجية للدول الكبرى مع البلدان المستضعفة أو غيرها .
ولنأخذ بعض الأمثلة من التأريخ القريب التي تبين الحِيَل والتَلون المتّبع من قبل الطامعين وكيف انهم ينتهزون الفرص للإنقضاض على فرائسهم ،بإختلاق الاعذار التي تبدو للوهلة الأولى ذات سمات إنسانية الى حدٍ كبير ، لكنها تحمل بين طياتها كل السوء والشر المستبطن .
فحتى لو طلبت الدول منها التدخل لغرض المساعدة ، فإنها تحولها الى مكتسبات ومنافع لها ، ولو بعد حين .
فمثلاً ، كانت الولايات المتحدة غير راضية عن الوجود الأسباني في منطقة ((كوبا )) وكانت تطمح بالاستيلاء عليها ، كما جاء ذلك بشكل واضح في بيان ((أوستاندا )) الصادر في عام 1854، إلاّ أن حرب الإنفصال الداخلية أجلت تنفيذ ذلك المخطط الى سنة (1897) فقد استغل الرئيس الأمريكي ((ماكنلي)) حالة الإضراب الداخلي في (كوبا) ونقمة الشعب العارمة ضد السياسة القمعية التي اتبعها الحاكم الأسباني ((فايلير )) لإرسال طرّاد حربي امريكي يحمل إسم (ماين ) الى ميناء (هافانا ) بحجة حماية أملاك وأرواح الجالية الامريكية .
وفي 15 شباط 1898 انفجر الطرّاد ووجدت أمريكا في ذلك ذريعة للتدخل العسكري في الحرب ضد (اسبانيا ) وبعد عدّة هزائم متتالية استسلمت القوات الإسبانية في 12 آب 1898 ووافقت (اسبانيا) في اتفاقية (باريس ) 10 كانون الأول 1898 على التخلي عن كوبا.
وقد أعلن الرئيس (ماكنلي ) : (( إن كوبا يجب أن تظل مرتبطة بالولايات المتحدة بروابط متينة )) . وفي عام 1902 بضغط من امريكا صادقت الجمعية التأسيسية الكوبية على تعديل دستوري يخول الامريكان التدخل في ( كوبا ) كلما تعرضت أرواح وأملاك الامريكان للخطر، وكذلك لحماية ( كوبا ) وللمحافظة على حكومة قادرة على الدفاع عن الحريات الشخصية .
ومن جهة أخرى اعطى هذا التعديل الولايات المتحدة الحق في الإشراف على الأوضاع الصحية وطريقة جبي الضرائب ومنحها قاعدة (( غوانتانامو )) البحرية الى الأبد.
وقد أستغلت الأدارة الامريكية فعلاً ذلك التعديل الدستوري وأرسلت قواتها البحرية لإخماد الأنتفاضات الشعبية المتتالية خاصة في عام 1906 و 1907 وكذلك من 1917 – 1919 . ومن الأقوال المأثورة عن الرئيس الامريكي ( روزفلت ) التي تعكس الحالة النفسية للغطرسة الاستعمارية الامريكية قوله في عام 1906 : ( إن جمهورية كوبا الصغيرة جعلتني أضجر الى درجة اني اصبحت أتمنى محوها من خارطة العالم ... فكل ما كنّا نطلبه منها هو أن تتصرف بشكل لا يجعلنا مجبرين على التدخل بالقّوة ، ولكن مع الأسف فها هي قد إختارت طريق الثورة التي لا مبرر لها ... ) .
وليس فقط امريكا هذا حالها الإستكباري الانتهازي بل الدول الأخرى التي عاشت مرحلة القّوة والغطرسة ، كان فعلها هو عين فعل الولايات المتحدة، وهذا هو حال كل مستكبر بغض النظر عن العناوين والأماكن .
فعندما أرادت اليابان أن تحتل فيتنام، وكانت تحت سيطرة الفرنسيين، ركّزت في دعايتها الحربية على موضوع وحدة الشعب الآسيوي وتحقيق الاستقلال لكل شعوب آسيا المستعمرة، ولكنها لم تطبق ذلك المبدأ في أي منطقة من المناطق التي احتلتها، ولذلك واصل (( هوشي منه )) نضاله ضد اليابان.
ومثال أخير في ( كمبوديا ) عندما صعَدَ (( نورودوم )) الى الحكم عام 1859 أخذ يتوجه بشكل جِدّي نحو فرنسا التي كانت آنذاك قد وجدت لها موطئ قدم في فيتنام، وفي سنة 1863 وضع ذلك الملك بلاده تحت الرعاية الفرنسية، ولكن فرنسا لم تكتفِ بكونها مجرد راعية لمصالح مملكة (( كمبوديا )) بل أقدمت في 1884 وبقرار من ( جول فيري ) رئيس الحكومة آنذاك على فرض الحماية الكاملة على ( كمبوديا ) وعينت إدارة جديدة ترسي الدعائم الاستعمارية في ذلك البلد.
والواقع ان فرنسا ادركت ان السيطرة الحقيقية على (( كمبوديا )) لن تتم أبداً إلّا من خلال الاستعمار الثقافي الأمر الذي حققته فعلاً من خلال التركيز على نشر الثقافة الفرنسية وتعميم اسلوب الحياة والتقاليد الغربية في اوساط الطبقة الحاكمة وحتى في الاوساط الشعبية.
ملاحظة / تتمة الكلام في الحلقة الثانية
الأربعاء، 24 أغسطس 2016
الثلاثاء، 23 أغسطس 2016
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)