نسمة عطر من مولد الزهراء (عليها السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
عن أبي عبد الله(عليه السلام) عن آبائه(عليهم السلام)، قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
خُلق نور فاطمة(عليها السلام) قبل أن تُخلق الأرض والسماء، فقال بعض الناس: يا نبيّ الله، فليست هي إنسية؟! فقال:
فاطمة حوراء إنسية. قالوا: يا نبيّ الله، وكيف هي حوراء إنسية؟ قال:
خلقها الله عزّ وجلّ من نوره قبل أن يخلق آدم، إذ كانت الأرواح، فلمّا خلق الله عزّ وجلّ آدم عرضت على آدم. قالوا: يا نبيّ الله وأين كانت فاطمة؟ قال:
كانت في حقّة تحت ساق العرش. قالوا: يا نبيّ الله فما كان طعامها؟ قال:
التسبيح والتقديس والتهليل والتحميد، فلمّا خلق الله عزّ وجلّ آدم وأخرجني من صلبه، وأحبّ الله عزّ وجلّ أن يخرجها من صلبي، جعلها تفّاحة في الجنّة، وأتاني بها جبرئيل(عليه السلام) فقال لي:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، يا محمّد، إنّ ربّك يقرئك السلام. قلت:
منه السلام وإليه يعود السلام. قال:
يا محمّد، إنّ هذه التفّاحة أهداها الله عزّ وجلّ إليك من الجنّة.
فأخذتها وضممتها إلى صدري، قال:
يا محمّد! يقول الله جلّ جلاله:
كلها. ففلقتها، فرأيت نوراً ساطعاً ففزعت منه، فقال:
يا محمّد ما لك لا تأكل؟! كلها ولا تخف! فإنّ ذلك النور للمنصور في السماء، وهي في الأرض فاطمة
(العوالم ج11، ص39 – 40)
عن ام المؤمنين السيدة خديجة (عليها السلام)قالت:
لمّا حملتُ بفاطمة حملتُ حملاً خفيفاً وكانت تحدّثني في بطني فلما قربت ولادتها دخل علي أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف فقالت إحداهن أنا أمك حواء وقالت لي الأخرى أنا آسية بنت مزاحم وقالت الأخرى أنا كلثم أخت موسى وقالت أخرى أنا مريم بنت عمران أم عيسى، جئنا لنلي من أمرك ماتلي النساء فولدت فاطمة فوقعت على الأرض ساجدة رافعة أصبعها
( ينابيع المودّة ص189).
عن المفضل بن عمر قال : قلت لابي عبدالله الصادق(عليه السلام) : كيف كان ولادة فاطمة عليها السلام ؟ فقال :
نعم إن خديجة عليها السلام لما تزوج بها رسول الله صلى الله عليه واله هجرتها نسوة مكة فكن لا يدخلن عليها ولايسلمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمها حذرا عليه صلى الله عليه واله فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة عليها السلام تحدثها من بطنها وتصبرها وكانت تكتم ذلك من رسول الله صلى الله عليه واله فدخل رسول الله يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة عليها السلام فقال لها : يا خديجة من تحدثين ؟ قالت :
الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني ، قال :
يا خديجة هذا جبرئيل ( يبشرني ) يخبرني أنها انثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وأن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه .
فلم تزل خديجة عليها السلام على ذلك إلى أن حضرت ولادتها فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ماتلي النساء من النساء فأرسلن إليها :
أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له فلسنا نجئ ولا نلي من أمرك شيئا فاغتمت خديجة عليها السلام لذلك فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهن فقالت إحداهن : لا تحزني يا خديجة فانا رسل ربك إليك ونحن أخواتك أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم اخت موسى بن عمران بعثنا الله إليك لنلي ما تلي النساء من النساء ، فجلست واحدة عن يمينها ، واخرى عن يسارها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمة عليها السلام طاهرة مطهرة .
فلما سقطت إلى الارض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق الارض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريق من الجنة وفي الابريق ماء من الكوثر فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها السلام بالشهادتين وقالت :
أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله سيد الانبياء وأن بعلي سيد الاوصياء وولدي سادة الاسباط ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة منهن باسمها وأقبلن يضحكن إليها وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليها السلام وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك وقالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة بورك فيها وفي نسلها .
فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدر عليها فكانت فاطمة عليها السلام تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر وتنمي في الشهر كما ينمي الصبي في السنة .
(بحار الأنوار ج43 ص2)
ولدت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعد مبعث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بخمس سنين في العشرين من جَمادي الآخرة
(الكافي |حديث 10 صفحة 457 الجزء 1 ـ المناقب لابن شهر اشوب ج 3 ص 357)
والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) له من العمر خمسة وأربعين عاماً ،فأقامَتْ ( عليها السلام ) بمكة ثمان سِنين ، وبالمدينة عشر سنين
(بحار الأنوار 43 / 9 ح 16).
قال المحدث القمي : ولدت فاطمة عليها السلام في جمادي الآخرة يوم العشرين منها سنة خمس وأربعين من مولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان بعد مبعثه بخمس سنين
وقال ابن الخشاب: ولدت فاطمة بعد ما أظهر الله نبوة نبيه وأنزل عليه الوحي بخمس سنين وقريش تبني البيت.
قال الامام علي بن الحسين(عليه السلام)في حديث طويل :
ولم يولد لرسول الله(صلى الله عليه واله وسلم)من خديجة(عليها لسلام ) على فطرة الإسلام إلا فاطمة(عليها السلام)
(روضة الكافي حديث 536 ص 240).
روى ابن شهر آشوب عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله:
إنّما سُمّيت ابنتي « فاطمة »، لأنّ الله فطمها وفطم محبيّها عن النار
(المناقب لابن شهر اشوب ج3 ص 330 )
قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ):
وأمّا ابنتي فاطمة (عليها السلام) فإنّها سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين. وهي بضعة منّي وهي نور عيني وثمرة فؤادي وهي روحي، وهي الّتي بين يدي ربّها جلّ جلاله زهر نورها للملائكة في السّماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، فيقول الله عزّ وجلّ للملائكة يا ملائكتي اُنظروا إلى أمتي فاطمة سيّدة نساء خلقي قائمة بين يديّ ترتعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، اُشهدكم أنّي قد آمنت شيعتها من النّار وإنّي لمّا رأيتها تذكرت ما يصنع بها بعدي وكأنّي بها وقد دخل عليها الذلّ في بيتها وانتُهكت حرمتها وغصب حقّها ومُنعت إرثها وكُسر جنبها وسقط جنينها وهي تنادي:
وامحمّداه فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية فتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرّة وتذكر قرابتي اُخرى وتستوحش إذا جنّها اللّيل لفقدي وفقد صوتي الّذي كانت تأوي إليه إذا لَهِجْتُ بالقرآن، ثمّ تُرى ذليلة بعد أن كانت عزيزة فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بملائكته فتناديها بما نادت مريم ابنة عمران:
"يا فاطمة إنّ الله اصطفيكِ وطهّركِ على نساء العالمين، يا فاطمة اقنتي لربّك واسجدي واركعي مع الرّاكعين".
ثم يتبدىء بها الوجع فتمرض ويبعث الله عزّ وجلّ إليها مريم ابنة عمران فتمرضها وتؤنسها في علّتها، فتقول عند ذلك: "يا ربّ إنّي قد سئمت الحياة وتبرمت بأهل الدّنيا فالحقني بأبي" فيلحقها الله عزّ وجلّ بي، فتكون أوّل من يلحقني من أهل بيتي، فتقدّم عليّ محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة، فأقول عند ذلك: اللّهمّ العن ظالميها وعاقب من غصبها حقّها، وأذلّ من أذلّها، وخلّد في النّار من ضربها على جنبها حتّى ألقت ولدها، فتقول الملائكة عند ذلك: آمين.
(غاية المرام: 48)
قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
فو اللَّه ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها اللَّه عز وجل ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً لقد كنت أنظر إليها فتنكشف عنى الهموم والأحزان
قال حفيدها السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (تقدست نفسه الطاهرة):
إن الزهراء عليهماالسلام لا يقاس بها أحد، فهي أم أحد عشر إماماً من الأئمة المعصومين، كلهم يتشرفون بها، ويتبركون بها، ويحمدون الله سبحانه وتعالى على نعمته في أنها أمهم وجدّتهم، كما إنها من الناحية النظرية نافذة الأمر فيهم، ويجب عليهم إطاعتها.
(إشراقات، مواعظ أخلاقية مقتبسة من تراث السيد الشهيد محمد الصدر / ص47)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق